علي بركات أسعد/ الاستقلال اليتيم وحرق عون رئاسيا

271

 الاستقلال اليتيم وحرق عون رئاسيا ً

علي بركات أسعد/السياسة/23 تشرين الثاني/14

 مشهدان على الساحة السياسية اللبنانية, الاول وبسبب عدم وجود رئيس جمهورية للبنان, يتحول عيد الاستقلال الى مجرد ذكرى استقلال يتيم بلا رئيس للجمهورية, ولان لبنان بلا رئيس للجمهورية, فلا عرضا عسكريا لالقاء تحية الاستقلال لرئيس الجمهورية, والقصر الجمهوري مهجور ومغلق امام الاحتفال الرسمي والمهنئين بعيد استقلال لبنان, بسبب شغور مركز الرئاسة الاولى لاكثر من ستة اشهر, والفضل يعود اولا, لفقدان لبنان لرجال دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى, ثانيا نتيجة لحسابات ونفوذ ومصالح سياسية وامنية خارجية على حساب الوطن عبر سياسيين لبنانيين اتباع ومأجورين, متسببين في تعكير الاجواء السياسية والامنية والانتخابية, رئاسية كانت ام نيابية على الساحة اللبنانية. مسكين عيد استقلال لبنان, الذي اعلن عنه العام 1943, ليكتمل لاحقا العام 1946 بالجلاء الكامل للانتداب والوصاية الفرنسية عن لبنان, ليبتلى لاحقا ً بعد اربعة عقود من الزمن باحتلالين, الاول اسرائيلي في جنوب لبنان, والثاني سوري في القسم الباقي من لبنان, بعد جلائهما عن لبنان الاول العام 2000, والثاني العام 2005, ليرزح من جديد تحت احتلال و وصاية جديدة قادمة من ايران, وذلك من خلال وكلائهم في “حزب الله” اللبناني, المولود من رحم جمهورية الحرس الثوري الايراني, وحامل رايتها الفارسية تحت قناع الاسلامية الشمولية, والفكر السياسي التبعية المحصورتين داخل جمهورية مربعاته الامنية, بعد احترافه بعسكرة لقسم كبير من شباب الطائفة الشيعية, وتحويل عقولهم الى برامج فقط للتبعية ضمن التكاليف الشمولية الشرعية وغير الشرعية, وذلك تحت ظل غياب عن اي مفهوم للثقافة الوطنية والولاء للبنان واستقلاله. المشهد الثاني, قصة الجنرال ميشال عون, اللاهث وراء كرسي الرئاسة بعد امتناعه خوفا ً عن النزول الى مبنى البرلمان, هو وكتلته النيابية لانتخاب رئيس جديد, او ترشيح نفسه بشكل رسمي, والسبب يعود لعدم التوافق او الاجماع عليه كمرشح توافقي من قبل النواب اللبنانيين, والاهم من كل هذا, الفيتو الخارجي الموضوع على اسمه كرئيس للجمهورية, من قبل احدى الدول العربية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اللبنانية.

وفي ظل غرور النائب ميشال عون الممدد له نيابيا ً وادعائه المستمر على انه هو الممثل الوحيد للاكثرية الشعبية على الساحة المسيحية في لبنان, يتحفنا دائما هو وكتلته النيابية بمعادلتهما السياسية الغريبة في ممارسة نفاقهما السياسي, خصوصا بعد تقديم الطعن الدستوري ضد المجلس النيابي الممدد له لدى المجلس الدستوري الاعلى, وفي نفس الوقت لا يزال النائب الجنرال ميشال عون متمسكا بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية تحت قبة البرلمان اللبناني الممدد له, ليكتمل الامر لاحقا بعد تلقيه لصفعة سياسية قوية من حليفه الرئيسي السيد حسن نصرالله, بعد اعلان الاخير تبني النائب ميشال عون كمرشح الحزب و8 اذار الوحيد لرئاسة الجمهورية, ولكن في حقيقة الامر السيد حسن امين عام “حزب الله”, اراد من هذا التبني فقط حرق اوراق الجنرال عون الرئاسية, ووضعه في زاوية المرشح غير التوافقي تماما مثل مرشح »14 اذار« الدكتور سمير جعجع. والهدف من كل هذا, التحضير لانتخاب رئيس جمهورية جديد توافقي لجميع الاطراف, ومن المتوقع ان يكون الرئيس العتيد للجمهورية اللبنانية هو القائد الحالي للجيش اللبناني جان قهوجي. كاتب لبناني