الياس بجاني/نحن الموارنة قادتنا ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

183

نحن الموارنة قادتنا ليسوا منا ولا يشبهوننا بشيء

الياس بجاني/11 تشرين الثاني/2020

إن أصحاب شركات أحزابنا نحن الموارنة والسواد الأعظم من أطقمنا السياسية والإعلامية هم غرباء عن المارونية والموارنة بكل ما يتعلق بقيمهم وعشقهم للبنان وثباتهم الراسخ على الثوابت السيادية واللبناناوية والأخلاقية.

إن أقل ما يقال في هؤلاء هو أنهم اسخريوتيون وبإمتياز وكتبة وفريسيين وتجار هيكل لا أكثر ولا أقل.

بعضهم معورب بوقاحة وفجور ومتنكراً لهويتنا وتاريخنا وشهدائنا، في حين أن البعض الأخر مفرسن بغباء وذمية وخنوع وقد تعرى بالكامل بعد أن تخلى حتى عن أوراق توت الحياء.

غير أن الماروني المؤمن ورغم بؤس وسقوط قادته فهو لن ييأس من رحمة خالقه تحت أي ظرف مهما اشتدت الصعاب وازدادت تعقيداً ومآسي لأن واجبه أن يشهد للحقيقة ويسمي الأشياء بأسمائها دون مواربة أو مساومة أو ذمية وبعيداً عن أية مصالح أو منافع خاصة، كما أنه لن يفقد لا الأمل ولا الرجاء.

فالمؤمن وهو جثة راقدة تحت تراب الأرض، هو يرقد على رجاء القيامة. وكما أن الله هو محبة وفداء وعطاء وأُبوة، فهو أيضاً أمل ورجاء وقوة صبر وتحمل.

في هذا السياق الرجائي فإنه على المؤمن اللبناني عموماً والماروني بشكل خاص أن يكون واثقاً بأن وطن الأرز المبارك هو أرض بررة وقديسين ومن واجبه الأرضي والسماوي حمايته والذود عنه ورذل كل من يتطاول عليه بأي شكل من الأشكال وفضحه وتعريته علناً.

ولا بد هنا من حك ذاكرة الجميع بأن لبنان الوارد ذكره في الكتاب المقدس أكثر من 77 مرة والذي اختاره الرب ليكون موطن أرزه المقدس وجعل من أرضه وقفاً له هو وطن باق إلى آخر الأزمنة ولم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال والإرهاب.

هذا اللبنان لم ولن تقوى عليه قوى الاحتلال وجماعات الطرواديين مهما ظلمت وتجبرت واستكبرت وتفننت في وسائل الأذى والإرهاب والشر والتهجير والاضطهاد.

كما أنه بلد عصي على كل هرطقات واسخريوتية قادته وأصحاب شركات أحزابه التجار الذين داكشوا بذل وكل من موقعه وعلى طريقته السيادة بالكراسي، وقفزوا بجحود فوق دماء الشهداء، وخانوا الأمانة الشعبية التي منحها لهم أهلهم.

ينسى هؤلاء عن سابق تصور وتصميم وغباء بأنه مهما ارتفع شانهم الأرضي والسلطوي الزائل، فإن لا احترام لهم ولا ثقة بهم، في حين أن كل عاقل وشريف لا يرى فيهم غير صورة لرئيس الأبالسة لاسيفورس.

يبقى أن ما يمر به وطن الأرز هو أزمة إيمانية عابرة وآنية، وبإذن الله سوف ينتصر فيها الحق مع الأحرار والمؤمنين والشرفاء من أهلنا.

لا، لا، نحن لا نشبه قادتنا، والموارنة منهم تحديداً، وهم ليسوا منا، ونحن لم نوليهم علينا، بل قوى الاحتلال والمال والشر نصبتهم رغماً عنا.

إن واجبنا كلبنانيين أحرار وسياديين نحترم أنفسنا ونجل الكرامة والعنفوان أن نرذل كل قادتنا أولئك العابدين تراب الأرض والمتخلين عن واجباتهم والمسؤوليات لأنهم هم الفشل والجحود، وكل ما هو ابليسية.

غايتنا وأولويتنا أن نختار قادة جدد على صورتنا ومثالنا ونحن بحاجة إلى قادة ومفكرين ورجال دين من خامة الراحل البطريرك مار نصرالله صفير، وبشير الجميل، وكميل شمعون، وبيار الجميل، وشارل مالك، وغيرهم من إبرار وطننا وطوباوييه، في حين أن من هم في مواقع المسؤولية والقيادة اليوم جلهم رجال مسخ وأبالسة بأشكال بشرية.

في الخلاصة، إن الحرية لا تعطى بل تؤخذ، والكرامة لها أثمان وهي تتطلب الصبر والأمل والرجاء والتضحيات والقرابين.. ومن فعلا يحب أهله ووطنه ويخاف ربه ويوم الحساب الأخير عليه بشجاعة أن يفقد لا أمل ولا الرجاء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com