حسان القطب: لماذا يتم تعميق وتكريس حالة التجهيل؟

203

لماذا يتم تعميق وتكريس حالة التجهيل؟
حسان القطب/المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات/23 كانون الثاني/17

لم يعد مقبولاً ان نقرأ التحقيقات الامنية عبر الصحافة المرتبطة باجهزة امنية رسمية او حزبية؟ قبل اجراء التحقيق الرسمي وصدور اية مذكرة توقيف قضائية او الاعلان عن اطلاق سراح لعدم ثبوت الادلة؟

نتساءل لماذا لا يصدر بيان رسمي عن جهة رسمية عقب كل حادثة امنية.. لاطلاع الراي العام بالحقائق والوقائع الصحيحة؟ لا بالتسريبات وبعضها تلفيقات لا تمت للحقيقة او للواقع بصلة منطقية؟

ومن تابع صفحات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين لمس شدة الاستهزاء بما نشر وما تم تسريبه لتناقضه وعدم موضوعيته؟ وهذا الواقع يضعف الثقة بالاجهزة الامنية؟

من هي الجهة الامنية اللبنانية المخولة ان تعطينا التوصيف بل التعريف الحقيقي لمفهوم الارهاب والتطرف؟

هل هناك عمليات قتل انسانية واخرى ارهابية؟

فهل لهذا السبب يتم التعتيم على عبور حزب الله الحدود اللبنانية وممارسة القتل بحق الشعب السوري؟

هل يتم تعريف هذا الفعل والعمل على انه حضاري انساني وليس عمل ارهابي حتى تتجاهله القوى الامنية اللبنانية..وتقوم بالتعتيم عليه؟

وكيف تكتشف بعض الاجهزة حالات ارهاب قبل حدوثها؟ وتعجز عن كشف تفاصيل جرائم حتى بعد حصولها… ولا تقوم بتوقيف مرتكبيها؟ وسوف نورد امثلة!

لماذا يتم التغافل عن حادثة مؤلمة …اشارت صحيفة “الجمهورية: ( انه بينما كان الشاب حسين محمد الحجيري موجوداً في رأس العين – بعلبك، استدرجَه معروف حميّه والد الشهيد محمد حمية، وفي السياق روى معروف حمية للصحيفة ما جرى معه فقال: كنت على العين، وسمعتُ صدفةً كلاماً عرساليّاً فمررتُ بجانب الشخص المتحدّث وقلتُ له: “يعطيك العافية، حابِب إتعرّف عليك، وتابع حمية: “عندما تأكّدتُ منه مئة في المئة أنّه ابنُ بو علي العصفور نفّذتُ حكم الله فيه”. اضاف: “بنفسي أحضرتُه إلى أمام قبر الشهيد ابني، وقلت له إذا استفاقَ الشهيد، بتِركَك طيّب، وإنْ قام إبني أعيدك حيّاً، للأسف إبني تحت التراب وما كان بوسعي إلّا الثأر له”. واعتبَر حميّه أمس “أنّها أكبر فرحة، وصدقتُ بوعدي لإبني يوم سفِكت دماؤه، وقد سبّبتُ جرحاً لتلك العائلة كي تذوقَ لوعة الجرح الذي أعانيه منذ استشهاد محمد. جرحٌ آلمَني وحرَم أفراد عائلتي النوم، جرحٌ لم نذُق أمرَّ منه”.)…

اين اصبحت التحقيقات في جريمة القتل هذه؟

وفي حين ان صحيفة لبنانية تنشر مقابلة مع القاتل الا ان الاجهزة الامنية لم تقم باعتقاله حتى الساعة؟

لماذا والان حزب الله يطالب باصدار عفو عام عن كل المطلوبين في البقاع الشمالي؟

لماذا يتم تجاهل ما جرى قبل اسابيع ..حين قال والد هادي جعفر في حديث الى موقع “ليبانون ديبايت” (“أتبنى قتل القاق وهناك 4 جنود آتٍ دورهم” لا يبدو أن أزمة مقتل الشاب هادي محمد جعفر وما تبعها من عملية قتل للجندي في الجيش اللبناني علي ماجد القاق ستنحصر في هذا الإطار، إذ يبدو أن عشيرة آل جعفر عاقدةً العزم على النيل من كل من وضعوهم في خانة المتهمين، أي الذين كانوا في عداد دورية مخابرات الجيش التي قتل فيها هادي في تلك الليلة المشؤومة. “يوم الإثنين الأسود” مرشح أن يتكرّر على ما يؤكد كلام والد جعفر، الحاج محمد، الذي يُتهم بالوقوف خلف قتل الجندي “القاق” كونه والد القتيل ويعتبر من “أولياء الدم”، ما يمكن أن يضع منطقة البقاع على فوهة بركان كون عناصر المخابرات المشاركين في تلك الدورية هم من أبناء المنطقة أيضاً وأحدهم من عشيرة معروفة.)…

هل تم اعتقال المجرمين، ومن يحمي باقي الجنود؟

الا يعتبر خطف المواطنين والسائحين والصحفيين عملاً ارهابياً يستحق اشد العقوبات ومكافحة ممارسته واعتقال مرتكبية؟ ام ان له تفسير استنسابي؟ يطبق حين يريد صاحب السلطة على من يريد وساعة يشاء؟

لماذا يتم تجهيل المجتمع اللبناني عن كافة وقائع الخطف وقبض الخوات والفديات المالية من المخطوفين…؟؟ ومن هو بسام طليس الذي يتواصل مع الجهات الخاطفة وكيف يتصل بها واين يجتمع معها ولماذا يتم التعمية عن التفاصيل، واغفال اسماء الخاطفين مرات عدة ومتكررة..؟؟؟ وهل يحق لرئيس مجلس النواب نبيه بري التدخل في عمل الاجهزة الامنية والقضائية..فيرسل طليس لمعالجة جرائم من هذا النوع؟

الا يجب التحقيق مع بسام طليس ومعرفة اسماء الخاطفين منه واصدار مذكرات توقيف بحقهم؟

وما تصريح الوزير المشنوق الاخير الا لذر الرماد في العيون واعطاء صكوك براءة لمن لا يستحقها.. وقوله ان بري يطالب بالقضاء على ظاهرة الخطف كلام لا معنى له؟ ( فقد توعد وزير الداخلية نهاد المشنوق خاطفي المواطن سعد ريشا الذي أطلق أول من أمس، «باقتراب لحظة القبض عليهم، وبإنهاء ظاهرة الخطف واجتثاثها من البقاع ومن كل لبنان». وكشف أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو أول المطالبين بذلك»…) ربما لان الخطف ليس ارهاباً وليس تطرفاً ولا يشكل تهديداً للسلم الاهلي او للسياحة او النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي؟

من الذي يقوم بصناعة المخدرات ومحاولة تصديرها الى الدول العربية لافساد شبابها والى الداخل المحلي لتدميرالمجتمع اللبناني..؟؟

من هي القوى التي ترعى وتحمي زراعة المخدرات في البقاع..؟؟ ولماذا يتم تجاهل زراعتها كما من يقوم بزرعها؟ الا يستخدم مال المخدرات لرعاية الارهاب وتسليح التطرف وعمليات القتل والخطف؟

من يقوم بتهريب البضائع عبر الحدود متسببا بخسائر مالية فادحة للخزينة اللبنانية..؟؟ وكيف يتم الافراج عن احد اكبر المهربين بكفالة مالية..؟؟؟

في خلاصة الامر الكثير من المواطنين اللبنانيين لا يشعرون بالثقة لا بالبيانات الرسمية ولا في تفاصيل الوقائع التي تنشر على صفحات الجرائد المتخصصة في نشر التحقيقات قبل اجرائها وفي كشف الجرائم قبل حصولها؟

وفي اطلاق الاتهامات وفي اخفاء الحقائق..حيث تريد وتشاء ويطلب منها؟

السلطة العادلة مطلب جميع اللبنانيين… والتعاطي مع الملفات الامنية باستنسابية سوف يزيد من حالات التطرف والثورة على الواقع.. البائس؟

لبنان ليس تحت سلطة امنية ولا يخضع لاحكام الطواريء، وعمليات الاعتقالات العشوائية وغير المبررة قضائياً وقانونياً غير مقبولة بل مرفوضة.. والاصرار على ممارستها والتشهير بالمواطنين اعلامياً وبالعائلات المنكوبة بالظلم لن يخدم مشروع السلطة لدى البعض ولا الوصول الى مناصب محددة على حساب دماء ابناء هذا الوطن وشبابه.. وأملنا ان يقوم البعض بمراجعة سلوكه وممارساته والتوقف عما لا يقدم سوى المادة المناسبة لتاجيج المشاعر والضغينة والحقد..

لأن العدالة لا تكون انتقائية ولا استنسابية.. ولا يمكن اقناعنا بما يجري من ظلم عبر تعميق التجهيل بالواقع والوقائع…