ترامب وإسرائيل يعدان العدة لمواجهة طهران

74

ترامب وإسرائيل يعدان العدة لمواجهة طهران
خاص جنوبية 5 ديسمبر، 2016

بين إستهزاء عضو المجلس الأعلى في الإمارات بما صرحت به طهران عن فرض سيطرتها على مضيق هرمز، وإستعداد نتيناهو للقاء ترامب وبحث الاتفاق النووي، وتهافت المسؤولين الايرانيين على التصريح ضد اميركا.. يبدو ان الشهور المقبلة ستكون ساخنة بين اميركا وإيران.

مناوشة التصريحات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة وعدد من الدول العربية والولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل من جهة اخرى بلغت ذروتها في الأيام الخمس الاخيرة.

الخطوة التصعيدية الذي قام بها الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل إنتهاء مدة حكمه عام 2017 ستكون الجرعة الاولى للرئيس المنتخب الاميركي الجديد دونالد ترامب.

ما فعله اوباما عبر اعادة العقوبات وتمديدها لمدة عشر سنوات إستدع قيادات ايراني العسكرية إلى الرد مما اعادنا إلى مشهد التوتر الكلامي السابق خلال فترة حكم أحمدي نجاد والرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش. منتصف الاسبوع الماضي اعلنت إدارة اوباما عن تمديد العقوبات على إيران لمدة عشر سنوات في رد على محاولة طهران زعزعة إستقرار المنطقة وتمويل مجموعات مسلحة بالصواريخ الباليستية وعدم إلتزامها ببنود الإتفاق النووي وإستمرارها بتصنيع الصواريخ الباليستية.

يفتح التصعيد ضد إيران بعد سبات دام فترة خمس اعوام من باب التحليلات الصحفية والعسكرية حول سيناريو المواجهة الجديد بين ايران والقوى الدولية المعادية لها. الأربعة اعوام القادمة التي سيتولى قيادتها الرئيس الاميركي المنتخب والمعادي جهارة لإيران وجهت رسائلها التحذيرية الاولى بتعيين الكلب المسعور جيمس ماتيس وزيراً للدفاع الاميركي الموصوف بكره للإسلام السياسي وعلى رأسهم إيران.

الإدارة الاميركية ستركز على الملف الإيراني هذا ما تبدو عليه الامور إلى الآن، وفي خطوة تستبق دونالد ترامب وإداراته صعدت إيران مواقفها على أكثر من جبهة ضد حلفاء واشنطن في الخليج العربي إلا ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يستعد لزيارة أميركا لبحث الملف الإيراني مع ادارة ترامب الجديدة.

في مقال للكاتب والمحلل السياسي حسين عبد الحسين نشر في موقع المدن اللبناني بعنوان “ترامب سيواجه إيران في سوريا” يتحدث عبدالحسين أن ترامب الامي والمتوتر لديه خياران ثابتان هما مواجهة ايران وتنظيم الدولة الإسلامية داعش. وبحسب الكاتب، فإن ترامب يريد استعادة امجاد اميركا وتسليط الضوء على ان سلفه السابق باراك اوباما سبب ضعف اميركا عندما اختار الإنفتاح على إيران.

ويضيف عبد الحسين ان ترامب عين ماتيس وزيراً للدفاع وهو الشخص نفسه الذي قام اوباما بإخراجه من منصبه لإعتقادها ان مواقفه ستعرقل الاتفاق النووي مع إيران.

من جهته اخرى صرح رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن في منتدى الاميركي الإسرائيلي انه سيتواصل مع الرئيس ترامب حول البرنامج النووي.

وبحسب نتيناهو فإن المشاكل الكامنة في الإتفاق تسمح لإيران بعد عشر سنوات بان تعود لتصنع مواد نووية عسكرية كذلك فإن ايران بعد الإتفاق النووي بات اقوى من السابق ولم تتوقف عن تصنيع الصواريخ الباليستية التي ستطال الاراضي الاميركية في نهاية الامر.

اما ايران فأعربت على لسان رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي عن احتجاجها الشديد بعد تمديد الحظر في عبر “قانون ‘ايسا” الذي اقره الكونغرس الاميركي. ودعا صالحي اميركا بالإلتزام في الإتفاق النووي.

رداً اخر صرحه المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي يحظر اميركا من مبغتة اللعب بالإتفاق النووي وبأنهم يعدون العدة للرد على التجاوزات الاميركية. وذكرت وكالة فارس ان المرجع الديني الإيراني حسين نوري همداني طالب قيادة بلاده بالرد فوراً على نكث اميركا بوعودها.

ووصف حسين نوري همداني اميركا بالدولة المارقة والمعهودة بتخاذلها للإتفاقات الدولية وبالكذب والتحايل والتخاذل. وقال رئبيس البرلمان الايراني علي لاريجاني أن طهران ستبحث سبل الرد على مكث اميركا بالاتفاق النووي، وتم تحديد النقاط التي يمكن من خلالها الرد على اميركا.

واما بما يخص الاعلان الذي صدحت به الصحف الايرانية ليلة الجمعة الماضي عن إغلاق إيران لمضيق هرمز وغحلال سيطرتها الكاملة عليه، فردت الامارات عليه باستهزاءٍ مما تصرح به طهران كلما شعرت بحاجة لفرد عضلاتها في بحر الخليج العربي.

وإعتبر حاكم امارة الفجيرة في دولة الامارات العربية المتحدة شيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى ان ما صرحت به ايران عن سيطرت اسطولها على مضيق هرمز لا معنى له وان اي تصريح من هذا النوع ولى عليه الزمن. وشدد على أن الإمارات ترد عمليا عبر انجازاتها معتبراً ان الامارات تعمل عندما يلتهي الاخرين بالتصريحات.

وعلى الرغم من كل هذا التصعيد بالمواقف من قبل إسرائيل والدول العربية وأميركا إلا انه للآن لم تتضح الملامح الحقيقية الصريحة والواضحة عن كيف ستكون المواجهة مع إيران، يرجح محللون اميركيون على انها قد تكون دبلوماسية خشنة ولن تجنح إلى اي حرب.

قد يصل التوتر إلى ذروته مع مجيء ترامب، ولن يكون طيعاً مع ايران كما كان الرئيس الاميركي باراك اوباما، وبإمكان أميركا إزعاج قيادات طهران والحرس الثوري في اكثر من ملعب دولي من ضمنه التقارب مع روسيا وتقسيم سوريا وفق للمصالح الاميركية – الروسية.

كما سيكون الإزعاج الاكبر في العراق ارض النفوذ الاميركي الذي سرحت ومرحت به إيران لأكثر من عقدٍ من الزمن فتمكنت من اخضاعه بشكل كامل بعد انسحاب اميركا منه وبداية الحرب السورية.

هل العالم على شفير التعاطي الخشن مع ايران.. الجواب سيتبلور بعد تولي ترامب البيت الابيض.