عاطف حرب مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي لدعم الرئيس ترامب يتحدث للإذاعة العمانية عن أولويات الرئيس الجديد

199

عاطف حرب مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي لدعم الرئيس ترامب  يتحدث للإذاعة العمانية عن أولويات الرئيس الجديد
15 تشرين الثاني/16

قال المهندس عاطف حرب مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي لدعم وصول الرئيس الأمريكي الجديد ترامب للبيت الأبيض بأن السياسة العُمانية كانت في معظم الأوقات سياسةً عظيمةً ومسالمةً في المنطقة، وهي تلعب دور الحوار، موضحا بأنه يتصور بأن هذا الأمر سوف يستمر.

وأضاف المهندس بأن عُمان بلد سياحي، وأنه يتوقع أن تزداد السياحة في السلطنة، كما يتوقع لها مستقبلا جيدا وناشطا معللا ذلك بأن السلطنة لم تعتدِ على أحد، ولم تحاول التعدي على أحد، وإنما تعطي كل منطقة وكل شخص حقه، وهذه سياسة حكيمة بين طرفين.

جاء ذلك في أول حوار يجريه المهندس عاطف مع إذاعة عُمانية، حيث استضافه الإعلامي موسى الفرعي في برنامج منتدى الوصال اليوم في حوار تطرق إلى عدة محاور، وقامت “أثير” برصده لتقديمه للقارئ الكريم.

ترامب أثناء الانتخابات وبعد الفوز
قال المهندس بأن كل المهرجانات التي كان يقوم بها ترامب أثناء حملته الانتخابية كانت مدهشة بالأعداد التي تحضر، وأن معظم الأوقات تكون القاعات ممتلئة ولا تتسع لتدفق المشاهدين أو المناصرين، حيث كان ثلثهم يبقى خارج القاعة.

وأضاف بأن هناك نقاط قوة كانوا يرونها على أرض الواقع، أولها العدد الكبير الذي يحضر لمهرجانات ترامب، كما أن ترامب كان يركز في كل حملاته الانتخابية على الاقتصاد والأمن والتجارة والهجرة ويضع برامج عمل لها، بينما لم تتحدث هيلاري كلينتون عن أي برامج لا اقتصادية ولا عملية، وكانت تركز على الحديث عن شخصية ترامب.

وأشار عاطف في حديثه الذي رصدته ” أثير” إلى أن الإعلام كان متحيزا لكلينتون بسبب وجود نظريتين هما البقاء على العولمة الموجودة، وإعادة القومية الوطنية لتقوية الداخل الأمريكي.

وأكد المهندس عاطف بأن المواطنين الأمريكيين فقدوا الثقة بالإعلام الأمريكي، والإعلام هو من يجب أن يعيد الثقة معهم. وبناء هذه الثقة ليس من مسؤولية ترامب وإنما مسؤولية الإعلام، وهو من يجب أن يعالجها. وهناك حديث بإعادة النظر في الهيكل الداخلي لنيويورك تايمز، والسي أن أن جراء الأخطاء التي ارتكبتها، فهم كانوا يقومون بإعطاء الأسئلة لكلينتون قبل أي مناظرة، كما أن 94% من الإعلاميين دعموا كلينتون ماديا، والإعلام لا يجب أن يعطي هبة مادية لأي مرشح، لأن الإعلام يجب أن يظل وسطيا، وهو الإدارة الرابعة في أي بلد وخاصة في الولايات المتحدة.

وأوضح المهندس بأن المنتقدين تعرضوا لشخص ترامب وليس لبرنامج عمله، والديمقراطيون كانت كل ضرباتهم واتهاماتهم ضد ترامب شخصيا وليست تجاه برنامج عمله أو مستشاريه، وكان هذا خطأ فادحا، ويجب على الديمقراطيين أن يعيدوا النظر في هيكليتهم، وعليهم التوجه لبرنامج عمل ترامب وليس إلى شخصه، فبعد عامين هناك انتخابات المجلس النيابي الأمريكي، وإذا ظلوا على هذا الحال سيخسرون الانتخابات عام 2018م.

وبسؤال لمذيع برنامج منتدى الوصال عن الاختلاف بين تصريحات ترامب في جولاته الانتخابية وخطابه الأول لحظة إعلانه رئيسا للولايات المتحدة قال عاطف بأنه من الطبيعي أن يحدث هناك تناقض في الحديث، لكن الجميل في الديموقراطية الأمريكية إن الرئيس فور انتخابه يعمل على جمع الشعب الأمريكي لمصلحة قضيتهم، ويحدث هناك تنازل في مواقف الطرفين تبعا لهذه المصلحة، فترامب انتخب رئيسا لكل الأمريكيين وليس لنصفهم فقط.

وعن المظاهرات المناهضة لفوز ترامب وأسبابها تحدث المهندس عاطف قائلا: منذ ظهور أمريكا إلى اليوم عبر القرون دائما تكون هناك انتخابات وهناك منافسات قوية، تؤدي إلى نوع من التوتر بين الشعب المنتصر والشعوب الخاسرة، والشعوب الخاسرة هي من تنزل للشارع. والمظاهرة هي من حق هذه الشعوب، وإذا تريد أن تعبر عن رأيها يجب أن تظل سلمية ولا تمارس أعمال الشغب، وإذا تسببت بالشغب على الشرطة أن تتدخل في المنطقة لمنع أي أضرار جسدية أو مادية. ونحن نعدّ بأن هذا التظاهر قد يكون مدعوما ماليا من قبل مجموعات. وإن حصل تهديد أو فوضى على الرئيس الأمريكي أوباما المسؤول عن شعب الولايات المتحدة والسيدة كلينتون التدخل ودعوة مناصريهم للتراجع عن أي عمليات شغب في الشارع، وأتوقع مع الوقت ستقل المظاهرات وتنتهي.

وأضاف: إن كانت المظاهرة سلمية لتكن، وإنما نرى بعض الأشخاص منهم من يتم سحبه من سيارته وضربه لأنه صوّت لترامب فهذا عنف وممنوع، الحرية والديمقراطية تسمحان بالتعبير عن الرأي وإنما ليس بالفوضى والتهديد. وعندما يقوم الجيش بقمع التظاهر وتخريب المساكن والمحلات وتدمير السيارات فهذا لا يجوز أيضا، لأن هذه أملاك عامة أو خاصة، فيمكن للمتظاهرين التظاهر خارج البيت الأبيض أو خارج منزل ترامب طوال النهار مع عمل خطابات، لكن تهديد حياة الآخرين يُعدّ تجاوزا للحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي.

وأوضح المهندس عاطف أن الحزب الجمهوري رأى أمرا غريبا، فعلى مدى 50 عاما لم يرَ مثل هذه الانتصارات، فاليوم الرئيس والكونجرس ومجلس الشيوخ كلهم من الحزب الجمهوري، وهذا لم يحصل منذ عام 1956م، وهذه نتيجة ممتازة. والخوف هو مما سيعمله الحزب الديمقراطي، لأن التضعضع حصل معهم، ويجب إعادة النظر في وضع الحزب، لأنه يواجها خطرا في كل المجالات.

وأشار في حديثه إلى أن الحزب الجمهوري توحد من بعد انتخاب ترامب، لأنه رأى أن الشعب الأمريكي يحب ترامب، وصوت له بشكل كبير رغم الهجوم الذي تعرض له من قبل الإعلام الأمريكي بنسبة 80%، فالإعلام كان ضده ووسائل إعلامية كثيرة كانت ضده. والسياسيون الأمريكيون أعادوا النظر في الخطأ الذي ارتكبوه.

وذكر المهندس في حواره – حسب رصد “أثير”- بأن فريق عمل الرئيس سيكون عبارة عن عدة طبقات، الطبقة الأولية المقربة ستحمي ترامب وتنفذ برنامج عمله، ولا بد أن تكون من الجمهوريين الذين يؤمنون ببرنامج عمله، وإن كان هناك من الديمقراطيين من يؤمن بها فلا مانع من العمل معهم، أما الطبقة الثانية فيجب أن تتضمن عددا ثابتا من الديمقراطيين. والطبقة الثالثة سيكثر فيها الديمقراطيون والمستقلون.

أولويات داخلية

عن أولويات الرئيس الأمريكي تجاه الداخل والخارج قال المهندس عاطف بأن من الأولويات تقوية الاقتصاد الأمريكي بتقوية الصناعة في الداخل، وتخفيف الضرائب حتى ترجع الشركات للتصنيع في أمريكا. وجعل التجارة الأمريكية متوازنة في معاهدات التجارة الدولية، وتقوية الأمن الداخلي، من خلال بناء جدار مع المكسيك لمنع من يأتي إلى أمريكا بطريقة غير قانونية.

ترامب لا يكره الإسلام!
أوضح عاطف بأن التحالف الأمريكي الشرق أوسطي لدعم ترامب هو عبارة عن طوائف متعددة من الشرق الأوسط موجودة في أمريكا، وقد دعموا ترامب لأنهم رأوا بأن برنامجه الاقتصادي يصب لمصلحتهم في الداخل الأمريكي.

وقال عاطف بأن ترامب لا توجد معه أي مشاكل اقتصادية مع العالم العربي وسيكون تعامله التجاري ممتازا، وسيقوم بتقوية التحالفات التقليدية. أما عن الموضوع المثار حول كره ترامب للإسلام فهذا خطأ واضح من الإعلام الغربي، فقد قال ترامب الكلام عن الإسلام بعد العمليات الإرهابية التي حدثت في فرنسا وأيضا في فلوريدا بأمريكا وكاليفورنيا، وحديثه كان بسبب وجود نقمة عارمة عند الشعب الأمريكي، فهو قام بالتعبير عن هذه النقمة، ويقصد بعدم السماح لدخول المسلمين إلى أمريكا لفترة مؤقتة لمعرفة القادمين وبياناتهم وعقلياتهم.

وأضاف عاطف بأن الإعلام اقتطع جزءا من حديث ترامب وحذف كلامه عن الفترة المؤقتة، موضحا بأن هناك رؤساء للولايات المتحدة فعلوا الأمر نفسه مع اليابانيين والإيطاليين سابقا.

الوضع الفلسطيني الإسرائيلي ليس من الأولويات
أوضح عاطف بأنه أثناء الحملة الانتخابية لم يتم مناقشة الكثير عن إسرائيل، وكان هناك خطابان لكلينتون وترامب في الايباك وهي المنظمة اليهودية الداعمة لإسرائيل في واشنطن، مضيفا بأن الديمقراطيين هم الأكثر دعما لإسرائيل، والانتخابات أكدت هذا، إذ قام 71% من يهود أمريكا بانتخاب كلينتون، موضحا بأن الديمقراطيين يسعون إلى التفاهم مع إسرائيل.

وأضاف المهندس عاطف بأن الوضع الفلسطيني اليوم والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ليس من الأولويات، لأن هناك مشاكل كثيرة في الشرق الأوسط الكثيرة، وربما يكون هذا الموضوع في الترتيب الثالث أو الرابع أو الخامس في أولويات الإدارة الأمريكية، مؤكدا بأن أولوياتهم هي الاقتصاد والتجارة أولا ولاحقا هذا الموضوع.

وأوضح المهندس بأن هذا ليس تجاهلا، وإنما سيتم تشكيل فريق عمل للنظر في هذا الملف، ومثل ما قال ترامب: هي مشكلة صعبة، لا يمكن إجبار أي طرق على أي حل، وإنما يجب على الطرفين أن يكونا متقاربين أكثر، ومستعدين للجلوس على طاولة واحدة، مؤكدا استعداد الإدارة الأمريكية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، قائلا: إذا ظلت المشاكل مستعصية ولم نصل إلى حل فهذا من شأنهم، وإذا وصلنا إلى نتيجة فهذا أمر جيد.

الشرق الأوسط والعلاقة مع سوريا
حول الشرق الأوسط قال عاطف: ما يهمنا اليوم هو الحروب المتكررة في معظم الدول العربية، وهذا يؤثر على الأرواح ويسبب خسائر من أفغانستان إلى نيجيريا مرورا بسوريا والعراق وليبيا، ويجب إعادة النظر في الحركات التكفيرية الأصولية التي تنتشر عبر مجموعات في الشرق الأوسط.

وأوضح عاطف بأن ترامب يريد إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران، وربما القيام بضغوط اقتصادية من جديد ووضع شروط جديدة عليها، موضحا بأن الدول العربية لن تحتاج إلى التسابق على الأسلحة النووية، فيمكن للاستخدام السلمي لها أن يتطور لاحقا ليصبح أسلحة نووية مدمرة.

وقال عاطف بأن إدارة ترامب ستحول النظرية من التسلح للحرب إلى عملية تصنيع وتجارة في الداخل العربي.

وبسؤال للمذيع عن حديث صحيفة ذا تلغراف حول وجود أزمة دبلوماسية قادمة قد تحدث بين واشطن وبريطانيا بسبب خطط ترامب للتحالف مع الرئيس الروسي بوتن أجاب المهندس: بعدما حصل ترامب على الرئاسة أعتقد بأن الكل يقول ما لديه حتى يفهم الطرف الآخر الرسالة. وأتصور أن الأفضل إعطاء المجال لترامب ليثبت الرئاسة في 20 يناير وبعدها لكل حادثة حديث. فترامب له مجال طويل في التجارة حوالي 30- 40 سنة، وهو من أشهر المفاوضين، وأتصور أن لن تكون هناك مشكلة مع أي دولة على أساس الاحترام المتبادل.

وفيما يخص القضية السورية أوضح المهندس بأن التصور ضمن برنامج ترامب وخطاباته هو إقامة مناطق عازلة في سوريا، للشعب الذي أصبح يترك بلاده ويهاجر لدول الجوار ولربما أوروبا وأمريكا. كما يريد ترامب عمل تحالفات مع المنطقة العربية وتشكيل جيوش عربية للردع والدخول للمناطق والقضاء على داعش.