فارس سعيد: ليقم الرئيس بتثبيت حياد لبنان وانتقاله الى محور الاعتدال

134

 فارس سعيد: ليقم الرئيس بتثبيت حياد لبنان وانتقاله الى محور الاعتدال
“المركزية” – 9 تشرين الثاني 2016

التركيبة السياسية المستجدة التي رسمت المشهد اللبناني في الاسابيع المنصرمة، أطاحت تحالفات وتكتلات كانت قائمة على ثنائية آذارية منقسمة عموديا حكمت لبنان منذ 2005. تبدّل المشهد هذا، أعاد خلط الاوراق، فحبكت تفاهمات بين خصوم الماضي وزرعت ألغام بين حلفاء الامس، وانتفى المعنى السياسي لرقمي 14 و 8 آذار. تعود بدايات تفكك حلف 14 آذار الى فترة طويلة لعل أبرز تعبير عنها قول النائب السابق فارس سعيد في آذار 2016: “لقد أشفقت على نفسي في مهمة لمّ الشمل”.

القوى السياسية قررت وضع خلافاتها جانبا وملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وكان لهذه الخطوة ثمن باهظ تجلى بثلاثة معطيات جديدة ستحكم الساحة اللبنانية، أشار اليها سعيد في حديث لـ”المركزية”، فاعتبر أولا أن الاطراف السياسية رضخت لمنطق القوة الذي فرضه “حزب الله”، مشددا ثانيا على استتباع لبنان الى ايران وجعله طرفا في الصراع الدائر في المنطقة، وبالتالي أضحى هدفا لكل من يريد مواجهة ايران، ما قد يعرّض أمنه للخطر خصوصا في حال تفاقم الصراع في سوريا، ويعرّض اقتصاده لضغوط متزايدة قد تطال قطاعه المصرفي والعاملين في دول الخليج. والمعطى الثالث والاخير، يقوم على تخلي لبنان عن مبدأ “النأي بالنفس”، إذ بات لبنان بحسب وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، شريكا أساسيا في الحرب الدائرة في سوريا ضد العدو التكفيري”.

وأضاف: “إن هذه التسوية لا تؤسس لمرحلة جديدة في لبنان بل تشرعن الوضع الذي فرضه “حزب الله” الذي يشكل مركز النفوذ الوحيد في لبنان منذ العام 2008″.

وتساءل سعيد “عن موقع لبنان في المنطقة في ظل تصريح وزير خارجية لبنان جبران باسيل بأنه على كل المقاتلين ومن ضمنهم “حزب الله” العودة من سوريا، وفي اليوم التالي يضع لبنان وإيران في نفس الموقع خلال لقائه مع ظريف”.

وختم: “هناك التزامات كثيرة على الرئيس التقيد بها تجاه السعودية وأخرى تجاه إيران”. مشككا في “قدرة الرئيس على نقل لبنان من مرحلة الى أخرى”، معتبرا أن “الثقة لا تأتي من التصريحات بل في السلوك، أي أن يقوم الرئيس بتثبيت حياد لبنان وانتقاله من محور إيران-سوريا الى محور الاعتدال والبقاء على مسافة واحدة من كل ما يحصل في المنطقة”.