عمـاد مـوسـى: ماذا يعني وصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا؟

222

 ماذا يعني وصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا؟
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/29 أيلول/16

سؤال مشروع يطرحه أي مراقب ومترقّب وأي مواطن صالح لُدِغ من الجحر مرتين وثلاث وأربع، وأي مواطن يحلم بـ”لبنان القوي” السيد الحرّ المستقل المزدهر، وأي من مواطن بلغ سيله الزبى. وللجواب على هذا السؤال الشيّق سأختصر قدر الإمكان.
أولاً: إن وصول العماد ميشال عون إلى تحقيق حلمه ولو بتأخير زمني ناهز الثمانية وعشرين عاماً يعني أن الأحلام لا تشيخ.
ثانياً: إن وصول عون، كممثل أوّل عن الموارنة (وعن المسيحيين ربما) يعني أن المجتمع المسيحي أو المكوّن المسيحي لم يعد قادراً على إنجاب واستيلاد الأفضل لملء المركز الأوّل في الجمهورية اللبنانية. والعماد عون بالتأكيد ليس الأفضل بشهادة المكتب السياسي للمردة.
ثالثاً: إن وصول عون إلى قصر بعبدا، بأكثرية مقبولة، أو بإجماع النواب أسوةً بالعمادين إميل لحود وميشال سليمان، يعني أن اللبنانيين مغرمون بالعسكر، ويثقون بالعسكر ورصانة العسكر وسعة صدر العسكر وديمقراطية العسكر.
رابعاً: إن تبوّء عون سدة الرئاسة يعني بطريقةٍ ما أن مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لثلاثين شهراً هي القاعدة الدستورية، وحضور الجلسات هو الإستثناء في لبنان، وبيروت كما يُروى تحمل اسم أم الشرائع.
خامساً: إن وصول الجنرال إلى قصر بعبدا لملء شغوره يعني أن الجمهورية اللبنانية تنحو لتتحول إلى جماهيرية ثورية شعبوية عُظمى.
سادساً: إنّ وصول الجنرال الثمانيني إلى بعبدا تعني سقوط نشيد “نحن الشباب لنا الغدُ ومجدُه المخلّدُ” بالضربة الفنّية القاتلة على أرض ملعب ثانوية الأشرفية للصبيان.
سابعاً: إنّ وصول العماد عون إلى قمة السلطة، تعني أنّ فخامة الرئيس جبران باسيل سيرأس جلسات مجلس الوزراء في السراي وفي بعبدا لست سنوات. ومن يقدر أن يتحمّل رئاسة عون فليتحمّل رئاسة باسيل.
ثامناً: إن وصول رئيس كتلة التغيير والإصلاح إلى بعبدا تؤكد أن السياسة التي تصنعها الأقدام أفعل من تلك التي تستنبطها العقول النيّرة.
تاسعاً: إن انتخاب العماد عون في الشهر المقبل، إذا نجحت الضغوط والصفقات، ستعني الشروع فوراً ومن دون إبطاء في معاملات تطويب عون، أسوةً بقديسي لبنان. فقد صنع أعجوبته بنفسه.
عاشراً: إن وصول العماد عون إلى بعبدا سيحمّل اللبنانيين أعباء تحمّل تصريحات رُسُلِه حَمَلة أفكاره الميثاقية والتنويرية والإصلاحية. أتتخيلون الدكتور نبيل نقولا مبشّراً؟
حادي عشر: مع وصول عون إلى السلطة ستتغير نظرة الأمم الكبرى إلى لبنان وقبطان السفينة الجديد. لأن الشرق الأوسط مع عون شي ومن دونه شيء آخر تماماً. خلصنا خزعبلات. الشرق يحتاج إلى قائد.
وأخيراً إن وصول العماد عون إلى بعبدا يعني أن حزب الله نجح بامتياز في ابتزاز سائر القوى السياسية اللبنانية، وطوّب الكرسي باسم عون موقتاً وباسم من سيعيّنه لاحقاً. فيا معين تعين!