الناشط اللبناني الإغترابي، عاطف حرب لـ”المسيرة”: (مقابلة)هذا ما سيفعله ترامب إذا حكم

281

عاطف حرب لـ”المسيرة”: هذا ما سيفعله ترامب إذا حكم
حاوره: نجم الهاشم، شارل جبور، د. فادي الاحمر وجورج عاقوري.
المسيرة 16 أيلول/16/نقلاً عن موقع القوات اللبنانية الألكتروني

ماذا يفعل التحالف الأميركي الشرق أوسطي لدعم حملة مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب؟ كيف يؤثر في خياراته السياسية تجاه لبنان والمنطقة، وما هي الخطوط الرئيسية لهذه الخيارات؟ وكيف يمكن أن يطبقها إذا انتخب رئيساً وإذا حكم؟
عاطف حرب، أو توم حرب، كما هو معروف في الولايات المتحدة الأميركية، مدير هذا التحالف كان في لبنان وكان ضيف “النجوى ـ المسيرة”، وكانت معه جولة أفق واسعة في السياسة الأميركية وفي أفكار ترامب، وحول الوضع في سوريا ومصير “حزب الله” وخارطة الصراع في المنطقة وحدود التدخل الروسي. وقد شارك فيها أيضاً الزملاء شارل جبور ود. فادي الاحمر وجورج عاقوري.

لماذا أخذتم خيار دعم دونالد ترامب؟
نحن أصلاً من الحزب الجمهوري. أخذنا هذا الخيار في آذار 2016 بعدما كانت حسمت تقريبًا مسألة ترشيح ترامب عن الحزب الجمهوري. قررنا أن نعيد خلق الكوادر التي ستعمل في هذا الاتجاه، وقد قمنا بالعمل نفسه في العام 2004 مع الرئيس جورج بوش وفي العام 2008 مع المرشح جون ماكين وفي العام 2012 مع ميت رومني. مجموعاتنا الشرق أوسطية تهتم بناحيتين: الوضع الاقتصادي الذي يهم كل الشعب الأميركي وسياسة هذا المرشح تجاه الشرق الأوسط. في العام 2008 لم نتمكن من التأثير بشكل جيد على الجاليات العربية وخصوصًا الإسلامية التي اعتبرت أن أوباما سيكون منفتحًا على العالم الإسلامي أكثر من غيره، ولكن بعد ذلك أتت خيبة الأمل ابتداءً من العام 2009 عندما لم يدعم أوباما الثورة الخضراء في إيران. بدأ الإيرانيون أولاً يشعرون بذلك وبدأنا نشعر أنه يحضر لاتفاق مع النظام القائم في إيران.
في الربيع العربي كانت النكسة الثانية بعد وصول الإخوان المسلمين الى الحكم في مصر بدعم الإدارة الأميركية التي اعتبرت أنها انتخابات شرعية.
أعاد ذلك الى الذاكرة مرحلة الستينات عندما اعتمدت واشنطن على الحركات الإسلامية ضد التمدد الشيوعي في المنطقة. هذا الأمر سمح لهذه الجماعات بالتوغل داخل أميركا وتأسيس راكز دراسات كثيرة، واستكملت هذه العملية في حرب أفغانستان عندما تم تدريب «المجاهدين » ضد الاتحاد السوفياتي الذين انقلبوا بعد ذلك من «مجاهدين » لتحرير أفغانستان الى الانتقام من العالم الغربي مع تنظيم “القاعدة “. كنا من الرافضين لسياسة أوباما في مصر.

ما الذي يجمعكم؟
نحن من كل الشرق الأوسط ومن إيران باستثناء المستفيدين من إيران والنظام السوري. معنا تنظيمات إسلامية سنية وشيعية وحركات أشورية منتشرة في كل أميركا. نحن كلبنانيين من الجيل الجديد ننتخب المرشحين الجمهوريين في شكل عام. الجيل القديم كان ديمقراطيًا. غالبيتنا ممن تركوا لبنان في الحرب الأهلية خصوصًا خلال عهد الرئيس ريغن عندما شعرنا أن الحزب الجمهوري يحاكي قضايانا السياسة والمحافظة. كارتر لم يعمل شيئاً للبنان. عمل للسلام بين مصر وإسرائيل وغطى الدخول السوري الى لبنان. ريغن أرسل المارينز ولكن كانت لا تزال هناك آراء متناقضة من هذا التدخل في لبنان داخل إدارته…

ما هو حجم تأثيركم على الإدارة والقرار الأميركي؟
لتتمكن من التأثير عليك أن تكوِّن مجموعة ضغط تعمل في هذا الاتجاه. وهذا ما نحاول أن نقوم به. عندما حصلت أحداث 11 أيلول أدركنا أنه الوقت المناسب لذلك من خلال دخولنا الى إدارة الأمن القومي والعمل مع إليوت إبرامز الذي اعتبرنا معه أن هذا القرار سيؤثر على مصير لبنان والمنطقة، وأن علينا كمجموعات شرق أوسطية دعم هذه الأفكار وتشغيل القاعدة الشعبية للوصول الى هذا القرار.

ما هي النقاط الأساسية التي تعملون عليها مع ترامب؟
بالنسبة الى النقاط الأساسية نحتاج الى رئيس أميركي قوي يستطيع أن يغيِّر في الشرق الأوسط. نعتبر أنه إذا فازت كلينتون فهي ستمضي في تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران. إذا كنت خليجياً أو مصرياً أو سعودياً تدرك أن هذا الأمر يعني أن إيران ستمضي في سياسة التدخل والتخريب في العالم العربي، وهذا ما قد يدفع الدول الأخرى الى السعي لامتلاك السلاح النووي، مصر والاردن والسعودية وتركيا. هل من مصلحة المنطقة أن تدخل مرحلة السباق النووي؟ طبعاً لا. لذلك ومن أجل أن يتحسن وضع الدول العربية يجب أن يكون هناك خط جديد وسياسة مختلفة في أميركا. ترامب قال إنه سيعيد النظر في الاتفاق النووي مع إيران وسيسعى الى فرض عقوبات جديدة عليها، وهذا ما تريده الدول العربية. ولاحظنا أن مسؤولين من الدول العربية ينسقون مع فريق عمل ترامب.

تعتبرون أن ترامب سيدخل في مواجهة مع إيران؟ مع أن إيران استفادت من سياسة جورج بوش بعد احتلال العراق وأفغانستان، وقد وصل أحمدي نجاد الى السلطة. ألم تصبح إيران أقوى مع جورج بوش؟ كيف يمكن أن ينجح ترامب في المواجهة مع إيران؟
هناك فئتان في أميركا. فئة تريد أن تتحرر شعوب المنطقة وفئة بيروقراطية في الإدارة أفشلت سياسة بوش لأنها لم تضع هذا الأمر في أولويات الإدارة. هناك بيروقراطية في وزارة الدفاع وفي الإدارة. راهنوا على الديمقراطية الشعبية بعد صدام حسين ولكن هذه السياسة فشلت وساهم في إفشالها أيضًا الحزب الديمقراطي.

اليوم ترامب يريد ترييح الدول العربية. هذه الدول تطرح تشكيل ما يمكن تسميته “قوات ردع عربية” تدخل الى سوريا والعراق لتحرير المناطق السنية، وطرحت أيضًا مسألة إقامة مناطق آمنة داخل سوريا لإعادة النازحين إليها. في هذه المعادلة يصبح للبنان دور هام. المرافئ اللبنانية ستكون ممرًا للدخول الى سوريا. قوات عربية أو دولية ولتأمين الدعم اللوجستي لها.

الصورة معكوسة اليوم. هناك تغطية أميركية لتدخل “حزب الله” وإيران في سوريا.

هذه سياسة إدارة أوباما.

كيف يمكن أن يحصل الانقلاب في الإدارة؟
سيحصل تغيير جذري. موظفوا وزارة الخارجية الذين يطبقون سياسة أوباما يمكن تغييرهم. نحو ستة آلاف موظف يمكن تغييرهم. إذا وصلت هيلاري كلينتون الى البيت الأبيض سنبقى كما نحن لمدة أربع سنوات. في حال ربح ترامب كل ما يحتاجه لبنان من قرارات دولية موجودة. لا قدرة اليوم على إضعاف “حزب الله” في لبنان. الرهان هو على قطع التواصل بين إيران و”حزب الله” في سوريا. إذا حصل ذلك، وسيحصل مع ترامب، يهمنا في لبنان ألا يكون هناك رئيس مع “حزب الله”.

إذا وصل ترامب هل يلغي الاتفاق النووي مع إيران ويسقط بشار الأسد؟

صح. خلص.

لا تتحدث عن العامل الروسي؟
في نهاية المطاف ماذا يريد الروس؟ أن يكون لهم منطقة نفوذ في الشرق الأوسط. ترامب مستعد للموافقة على إعطاء الروس منطقة نفوذ في سوريا، وإذا أراد بشار الأسد أن يبقى في منطقة الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس والقرداحة ما عندو مشكلة. ما حدا عندو مشكلة معو. الروس عمليون. بشار الأسد لا يهمهم كثيرًا. يريدون تأمين مصالحهم أولاً. عندما تُدخِلهم معك في الحل وتعطيهم مكاسب يمشون. هم ليسوا الاتحاد السوفياتي. نتواصل مع سفيرهم في مجلس الأمن حول وضع المسيحيين في لبنان والشرق، وعندما قرروا التدخل في سوريا عسكرياً وأبلغونا بذلك طلبنا منهم وضع قواعد عسكرية في المناطق المسيحية وحماية هذه المناطق بقوات عسكرية حتى لو كانت من جيش النظام لا يهم. وهذا ما حصل. لا خوف عندنا من التدخل الروسي. الخوف من تركيا التي تقاتل “داعش” وتسلم مناطقها لقوى إسلامية أخرى من الإخوان المسلمين، وهذا ما يقلق السعودية ومصر. لذلك كان هناك حذر مصري ـ سعودي من هذا التدخل التركي، ولذلك هما مستعدتان لإرسال قوات ردع عربية الى سوريا.

لكن هذا الموضوع لم يعد مطروحاً اليوم؟
تحتاج الى إدارة تتبناه. التفاهم العربي مع مجموعات حملة ترامب يتركز على هذه النقطة. مصر والسعودية والأردن ودول الخليج مستعدون لذلك. وهذا ما أعلنه ترامب أكثر من مرة خصوصًا في خطابه في أوهايو عندما تحدث عن حل استراتيجي للقضاء على “داعش”. ولكن مثل هذا الأمر لا يبدأ قبل حزيران 2017 وبعد أشهر على استلامه السلطة وتشكيل إدارته الجديدة لتظهر مفاعيله على الأرض في آخر العام 2017.

أليس هذا ما نص عليه الدستور الروسي لسوريا الذي يلحظ قيام نوع من الفدرالية المناطقية مع حكومة مركزية؟ اعتماد هذا الحل هل يقطع التواصل بين إيران والنظام السوري و”حزب الله”؟

سيقطع التواصل. ستكون هناك حدود وقوات عسكرية ولا يجب أن نغفل إمكانية حصول تطورات داخلية في إيران.

ما هو تأثير المجموعات الإيرانية في التحالف معكم؟
كلهم يريدون إنهاء هذا النظام وقيام نظام جديد كما كان أيام الشاه. نظام ديمقراطي لا دكتاتوري. وهؤلاء لديهم تأثير كبير. مجاهدو خلق مثلاً عندما عقدوا مؤتمرهم في فرنسا حضره نحو مئة ألف شخص وشارك فيه ممثلون من المملكة العربية السعودية. الثورة الخضراء والشعب الإيراني ينتظرون دعمًا خارجيًا للتحرك. أوباما تركهم. ترامب لن يكون كذلك.

هذا يعني أن لا انتخابات رئاسية في لبنان في العام 2017؟
أعتقد أنه لا يجب أن تحصل انتخابات رئاسية في لبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. ينتقدون ترامب في الخارج على أساس برامجه. المطلوب أن يكون هناك مرشحون في لبنان عندهم برامج. المطلوب أن يكون هناك ترامب لبناني.

يعني من مصلحة “حزب الله” انتخاب رئيس قبل الانتخابات الأميركية إذا شعر أن ترامب سيفوز؟
صحيح.

http://mobile.lebanese-forces.com/2016/09/16/atef-hareb-al-massira/

للإشتراك في “المسيرة”  http://www.almassira.com/subscription/signup/index