مارون كرم: أيها السياسيون في وطن الأرز المقدس.. ارحلوا

142

أيها السياسيون ارحلوا
مارون كرم/النهار/2 أيلول 2016

ثبت أنّ الطبقة الحالية الحاكمة في لبنان لم تعد قادرة على استيعاب الوضع الامني والاجتماعي والاقتصادي المتردي يوماً بعد يوم، ويا للاسف. على أي حال لم تكن هذه المجموعة من السياسيين يوماً قادرة على حل أزمة لبنان، انما على العكس إنّ الحالة تزداد سوءاً وخطورة. فعندما يبيع السياسيون وجدانهم وضمائرهم وأخلاقهم وسمعتهم، بغية تحقيق مآرب ومصالح خاصة، أعني هنا مصالح مادية عن طريق صفقات مريبة ومشبوهة وغير نظيفة، فيكون ذلك طبيعياً أن يتدهور البلدأكثر فأكثر،

بعد هضم حقوق الناس، جميع الناس، من كل الطوائف والمذاهب والانتماءات السياسية والاجتماعية، وعن طريق أخذ البلد الى هاوية وافلاس تام لا تحمد نتائجه وعواقبه. أيها المواطن المسكين، لا تأمل خيراً، من الآن وصاعداً، بحكامك وحاكميك، لأن الاكثرية الساحقة من الذين يحكمون البلاد هم أصلاً من الطبقة الاجتماعية الفقيرة والمفجوعة، ناهيك عن أنّ هناك بعض السياسيين الذين لا يتقنون القراءة أو الكتابة، واذا كان في قولي هذا شيء من المبالغة، فعلى الاقل يمكنني التأكيد أنّ الشهادات العليا ليست بحوزة هؤلاء الذين أتحدث عنهم، بل عند الاكثرية الساحقة.

فيأتي النائب أو الوزير، أو الاثنان معا،ً فقيرا وغير متعلم، يريد الاستفادة غير المشروعة قدر المستطاع من منصبه ومن الصفقات اليومية أو الاسبوعية أو الشهرية التي يعقدها أو تعقدها عشيرته والمقربين منه، والذي سوف يجني منها بالتأكيد حصته وعمولته.

أيها المواطن، كيف لك أن تستبشر بهكذا طبقة حاكمة؟

طبقة تريد افقارك أنت وغناها هي، على حساب بلد يستنزف الدم والمال والنخبة من الشباب المتعلم الذي يهاجر بالآلاف، يوميا وأسبوعيا، وشهريا؟

أيها المواطن، بربك يجب أن تعي خطورة وحقارة ما وصلنا اليه، عن طريق عدم اعطائك صوتك وثقتك وجزء من عنفوانك وكرامتك، في الانتخابات النيابية المقبلة، لأن الفقر على الابواب، والافلاس على الابواب، والجوع والحرب على الابواب، بل لا تعطي صوتك الاّ لمن يستحق تمثيلك وتسيير أمورك وأمور بلدك نحو الافضل، لان المصير ليس بالسهل، فلا يبهرك المرشح بماله الانتخابي الملوث بالشكوك المصيرية المستقبلية، فأنت تعرف كل المعرفة أن هذا المرشح سوف يأخذك الى الهاوية والمصير والتشرد الاكيد والهجرة من لبنان.

لا أستثني أحداً، الا من يستثنيه التاريخ وشهادة الناس والمواطنون، والا من تستثنيه أعماله الطيبة وسمعته الحسنة وارادته الجدية والفعلية بحسن تسيير شؤون المواطنين والبلاد الى الافضل، علنا ننقذ بلدنا الحبيب والغالي لبنان، من أزمته، بل من أزمة الآخرين على أرضه، لانك أيها المواطن، إن جلت العالم بأسره لن تجد حضناً يأويك ويشعرك بالامان والطمأنينة، مثل حضن أهلك ووطنك.