محمد عبد الحميد بيضون: وصول عون الى السدة الرئاسية يعني عزل لبنان عربيا لست سنوات كاملة

131

وصول عون الى السدة الرئاسية يعني عزل لبنان عربيا لست سنوات كاملة

محمد عبد الحميد بيضون لـ “الأنباء”:ـ  ما يُقال عن انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية العام الحالي مناورة إعلامية وكناية عن مجموعة أوهام لتخدير النقمة الشعبية
بيروت ـ “الأنباء/21 آب/16

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن التمديد للعماد قهوجي أصبح أمام عجز الحكومة عن تعيين قادة أمنيين جدد أمرا واقعا لا مفر منه، إلا أن الملفت في الأمر، هو أن الفريق العوني في الحكومة نصب نفسه سلطانا على المسيحيين، وأعطى لنفسه الحق بتسمية من يشاء لمواقع المسؤولية ضاربا عرض الحائط بمبدأ الأقدمية والكفاءة والمناقبية، علما أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي يجب ابعادها عن بازار المحسوبيات السياسية والمذهبية، وإبقائها على مسافة واحدة من الجميع منعا لانهيار الثقة بها وتعزيزا لدورها الوطني في حماية السلم الأهلي.

ولفت بيضون في تصريح لـ “الأنباء” الى أن التهديد العوني بالإعتكاف أو بالإنسحاب من الحكومة مجرد فقاقيع هوائية ومواقف شعبوية، خصوصا أن التيار العوني هو أكثر المستفيدين من وجود هذه الحكومة، وهو بالتالي ليس بوارد التعطيل لمشاريعه ومصالحه الخاصة والشخصية، مؤكدا أن ملف التعيينات الأمنية ذاهب الى الإنحسار عبر استعمال وزير الدفاع لصلاحياته المناطة به قانونا ودستورا وتأجيل تسريح العماد قهوجي وسائر الضباط القادة باستثناء رئيس الأركان اللواء وليد سلمان، وذلك عملا بقانون الدفاع الوطني الذي يمنع التمديد لمن أتم ثلاثة وأربعون عاما في الخدمة الفعلية.

على صعيد مختلف، أكد بيضون أن ما يُقال عن انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية العام الحالي، مجرد مناورات إعلامية لا قيمة عملية لها، وهي كناية عن مجموعة أوهام لتخدير النقمة الشعبية، مشيرا من جهة ثانية الى أن جميع المسؤولين بمن فيهم نبيه بري الذي وصل الى حدود التحذير من انهيار الإستقرار على كافة المستويات وتحديدا على المستوى المالي منه في حال استمرار المراوحة في الإستحقاق الرئاسي، وذلك في رسالة واضحة من الرئيس برّي لحزب الله ومفادها أن مبادرة الرئيس الحريري لانتخاب النائب فرنجية “فرصة” لا تعوض وفقاً لرأي بري، وأن عدم السير بها قبل حلول العام المقبل سيضع البلاد امام احتمالات انهيار الوضع المالي والإقتصادي.

وردا على سؤال أكد بيضون أن وصول العماد عون الى السدة الرئاسية، يعني عزل لبنان عربيا لست سنوات كاملة، الأمر الذي سيشكل كارثة إقتصادية تطيح بكامل مقومات الدولة، وذلك لأن الدول العربية وتحديدا الخليجية منها، تعتبر العماد عون المعزول عربيا أداة إيرانية لتعطيل الدولة اللبنانية والغاء الشرعية اللبنانية، مشيرا من جهة ثانية الى أن كلام السيد نصرالله عن السلة المتكاملة وتلميحه الى مقايضة رئاسة الحكومة برئاسة الجمهورية، محاولة لرمي كرة التعطيل في ملعب الرئيس الحريري، بهدف إيهام الرأي العام أن الأخير هو المسؤول عن انهيار البلد ماليا واقتصاديا وسياسيا، معتبرا بالتالي أن “المرونة” التي تحدث عنها السيد نصرالله في خطابه الأخير غير جدية، وهي تهرب من تحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد ورميها على الآخرين علماً ان فوضى السلاح والميليشيات وتهديدات حزب الله للخليج هي في أساس الوضع المالي والاقتصادي كما ان خروج حزب الله على الدستور والقوانين هو الأساس في انهيار وشلل المؤسسات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية.