على خلفية ارهاب الثنائية الشيعية وحلفائها في الجنوب كتبت سهى جفّال في جنوبية تقول: ليلة القبض على القليلة وارهابها والسطو على بلديتها‏

178

ليلة القبض على القليلة وارهابها والسطو على بلديتها‏
سهى جفّال/جنوبية/ 23 مايو، 2016

الهدوء الذي خيم أمس على الأجواء الانتخابية في محافظة الجنوب لم ينسحب على بعض البلدات حيث شهدت خروقات وتجاوزات جسيمة جرى التكتم عنها كانت من شأنها أن تبطل شرعية الاستحقاق لكن، بطش الأحزاب والقوى المسيطرة حسمت المعركة البلدية لصالحها من دون الاحتكام لأصوات الصناديق.

في “القليلة” قضاء صور، حيث خاضت اللائحة التنافسية برئاسة منفذ منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور محمود ابو خليل والمدعومة من بعض الأحزاب المعركة البلدية بوجه لائحة الائتلاف بين “حزب الله” و “حركة أمل” لم تشهد البلدة رصاص ابتهاج بالنتائج انما شهدت رصاص من نوع آخر، حيث اقتحم  مسلحون مراكز الاقتراع وعمدوا على اخافة المندوبين ورؤساء الأقلام وقاموا بسرقة صندوقي الاقتراع المتبقيين على مرأى من القوى الامنية.
ليعلن بعدها  عن فوز مشبوه لصالح لائحة التنمية والوفاء بثمانية اعضاء في بلدة القليلة، فيما اعلن عن حصول اللائحة المنافسة برئاسة الدكتور محمود ابو خليل والمدعومة من بعض الأحزاب بسبعة اعضاء.

أحتجز رئيس اللائحة المنافسة الدكتور محمود ابو خليل أمس في منزله جراء الهجوم والترهيب بالسلاح  الذي مارسته لائحة الائتلاف على أساس أنه خسر فيما ان هناك هناك صندوقين سرقا قبل فرزهما.
وقد كشف أبو خليل ملابسات الحادثة لـ”جنوبية” بالقول “كنا نعتقد  أن “القليلة” تخوض معركة ديمقراطية والتنافس لخدمة الأهالي على أساس أن تنتهي مثلما بدأت وأن يستطيع الأهالي ممارسة حقهم واختيار ممثليهم”. وتابع ” لكن، حزب الله وحركة أمل لم يتحملا أن يتجرأ أحد غيرهما والوقوف بوجههما والترشح للانتخابات البلدية مع العلم أنّ البلدة متنوعة حزبيًا”.  واستنكر أبو خليل “هذه “المعادلة” السائدة عند الثنائي الشيعي بأن كل من ليس معنا حزبيا وتنظيميا  ولا يخضع لاملاءاتنا هو عدو لنا” . وعن تفاصيل ما جرى قال “قبيل فرز الصندوق الأخير من المكنة الانتخابية كانت نتائج الاصوات هي 10 من أصل 15 صوت للائحتنا، الا أن مجموعة مسلحة كبيرة ما يقارب الـ 20 هاجمت المدرسة الرسمية حيث قلم الاقتراع فهرب المندوبون عن لائحتي على مرأى قوى الأمن وقد قاموا بتمزيق لوائح الفرز”. وتابع أن تزوير  الأرقام مكنهم بعدها ان تربح اللائحة المستقلة 7 أعضاء من أصل 15″. ويذكر أنه من المفترض ان يكونوا 8 أعضاء الا أن المرشح الثامن وبما انه موظف في الهيئة الصحية لحزب الله فقد نسبوا الفوز لهم”. مضيفا “في وقت كنا رابحين أصبحنا خاسرين”. لافتا إلى أنه ” أبلغ الأجهزة المختصة  في صور بهذه الاعتداءات التي انتهكت الانتخابات.

واعتبر أبو خليل أن “أسوأ قرار اتخذه الحزب وأمل حين قررا الدخول إلى العمل البلدي”. وقال إن “أي تنظيم مهما كبر ومهما علا يظل بأمس الحاجة لحاضنة شعبية”. وأضاف  “سئمنا في هذه الثلاثة أسابيع التي سبقت يوم الاستحقاق  الضغط والتهديد والوعيد والتجييش الذي مورس على الأهالي بالقول “الشهيد بدر الدين ومغنية يناديكم  وكأنّ نحن لم نتحمل معهم أو خارج المقاومة”. وتابع “نحن أحزاب المقاومة قبل أن تتأسس المقاومة، ما زلنا نقول نحن حلفاء لكن بالسياسة العامة وليس بالتفصيل البلدي”.

الانتخابات البلدية
كما لفت إلى ” هذه التجربة في الانتخابات البلدية هي من أسوأ التجارب التي خاضها”. مع العلم أن ابو خليل حصد في ثلاث دورات متتالية أعلى نسبة أصوات”.
كما أشار أبو خليل إلى أنه “لا أحتاج لمركز بلدي ولم أكن أنوي الترشح” وكشف أنه “كان هناك فيتو على اسمي من قبل أمل كي لا أترشح لكني ترشحت للقول كفى استئثار بقرارات الناس”. وتوجه بالقول “الناس هم حاضنتهم الشعبية وفيما استمروا بهذا الشكل سيفقدونها حتما “. وتابع “الموضوع أصبح أن هذا النظام الفاسد يجب القضاء عليه  مشيرا إلى أن “نحن من لبسنا واسسنا مشروع المقاومة”.

وخلص إلى ان “البلدة اليوم وكأن فيها مأتم شعبي وأن من يؤيدنا ومن لا يؤيدنا مغلوب على أمرها لقور الأمر الواقع”.
ما جرى في “القليلة” بمثابة ابلاغ للمسؤولين وهو بمثابة فضيحة كبيرة خصوصا أن ما جرى حصل أمام مرأى القوى الأمنية وإلى الآن لم نشهد أي تدخل من السلطات المعنية والأكثر من ذلك أن الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات “LADE”  لم تكن على علم بما جرى في “القليلة” حين اتصل بها موقع “جنوبية” للاستفسار مع العلم أن للجمعية مراقب في البلدة كما أكدت الجمعية في الاتصال.