جنوبية: رواية حزب الله حول اغتيال مصطفى بدر الدين كاذبة وتدحضها الوقائع‏/المركزية: حزب الله يتهم التكفيريين باغتيال بـدر الدين والمرصد السوري ينفي

251

رواية حزب الله حول اغتيال مصطفى بدر الدين «كاذبة» وتدحضها الوقائع !‏
خاص جنوبية 14 مايو، 2016

صباح أمس، تبدلت المعطيات الحزبية المتعلقة باغتيال القيادي مصطفى بدر الدين إثر الإنفجار الذي وقع قرب مطار دمشق.
حزب الله وفي البيان الأوّل الذي أصدره عقب الاغتيال وجّه أصابع الاتهام مباشرة لاسرائيل، ثم عاد واستدرك الوضع في بيان ثانٍ تاركًا الأمر رهن التحقيق.
تبدّل وجهة الاتهام، انعكس جليًّا في تشييع بدر الدين وسط شعارات الموت لآل سعود، ومع الكلمة التي ألقاها نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم والذي أكدّ خلالها أنّهم لن يستبقوا التحقيق الذي سوف تعلن نتائجه في الساعات القليلة المقبلة.
هذه التناقضات تعكس الصراع داخل المنظومة الإيرانية وحزب الله، لا سيما بعد إدانة إيران لإسرائيل في سياق رفضت به روسيا التعليق على التفجير مؤكدة استمرار التنسيق بين موسكو وتل أبيب. حزب الله في هذا الصراع كان أمامه خيارين للإتهام، أو يختار التكفيريين أو يختار اسرائيل وأميركا.
وعلى الرغم ممّا أشار إليه السيد حسن نصرالله من تهديد أمريكي لحزب الله خدمة للمشروع الصهيوني في خطابة الأخير، إلا أنّ إدانة اسرائيل سوف تنعكس ادانة لروسيا وللتنسيق بين الطرفين، فكان الطريق الأسلم للحزب وللحلفاء في الميدان السوري، هو إعادة جدولة الإتهام باتجاه الجماعات التكفيرية.
وهذا ما تأكد اليوم، إذ صدر البيان الحزبي الذي ارتكز لتحقيقات، وتحوّلت أصابع الاتهام للجماعات التكفيرية في سوريا “داعش وفصائل المعارضة”، وجاء به: “التحقيقات الجارية أثبتت أن الإنفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي والذي أدى إلى إستشهاد الأخ القائد السيد مصطفى بدر الدين، ناجم من قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة”.
كذلك أكدت مواقع صحقية، أنّ “جثمان مصطفى بدر الدين وبعد معاينته، تبين أنه قد اصيب بشظايا غير قاتلة في بعض أنحاء جسمه الذي لم يشوه أبدا، وأظهر تقرير طبي أن الوفاة ربما تكون ناجمة عن عصف الانفجار القوي”.
هذا البيان استندت المواقع الموالية للحزب عند نشره إلى قرب مراكز داعش والفصائل المسحلة من الموقع الذي استهدفه التفجير، وأوضحته صحيفة السفير بأنّ “كيلومترات قليلة تفصل هذا المقر وبعض نقاط المجموعات الإرهابية التكفيرية، وأنّ المنطقة مكشوفة أيضا أمام حركة الطيران”.
مضيفة “أنّه وفقًا لإفادات شهود عيان، لطالما تعرضت هذه النقطة في أوقات سابقة لقصف مدفعي مصدره مواقع المجموعات التكفيرية.”
غير أنّ الوقائع والإمكانيات تشير لاستحالته، فمواقع داعش والفصائل المسلحة في الغوطة، تبتعد عن النقطة المذكورة 20 كلم و 15 كلم، ودقة الإصابة والهدف تشير لتقنيات عالية لا يمتلكها أيّ من الطرفين، ممّا يدل أنّه لا يمكن لأيّ منهما أن يحقق العصف القوي للانفجار الذي يمكن أن يغتال دون أن يشوّه.
من ناحية ثانية، أصدر المصدر السوري ردًّا على بيان حزب الله وتضمن ” علم المرصد السوري لحقوق الانسان من مصادر في الفصائل الإسلامية العاملة في القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية ومصادر داخل قوات النظام أنه لم يتم إطلاق أي قذيفة صاروخية على مطار دمشق الدولي أو منطقة المطار خلال الأيام الفائتة، كما لم يرصد نشطاء المرصد السوري في المنطقة سقوط أي قذيفة.”
إقرأ أيضًا: وقائع اغتيال مصطفى بدر الدين.. وكيف كانت علاقته بـ«حزب الله»؟ وبالسيد نصرلله؟
وأضاف المرصد أن “كل ما نشره حزب الله حول رواية مقتل قائده العسكري بقذيفة أطلقتها الفصائل على منطقة تواجده في منطقة مطار دمشق الدولي عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً وعلى حزب الله أن يظهر الرواية الحقيقة”.
هذه الوقائع جميعها تزامنت مع الغارة جوية التي استهدفت يوم أمس اجتماعا كان يضم قادة بارزين من “النصرة” في مطار أبو الضهور في ريف إدلب الخاضع لسيطرة الجبهة منذ ايلول العام الماضي، والتي سقط بها عشرات القتلى والجرحى، ونجا منها زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني إذ خرج من مقر الاجتماع الذي استهدفته الغارة قبل دقائق من حدوثها.

“حزب الله” يتهم “التكفيريين” باغتيال بــدر الدين بـ “قصف مدفعي” والمرصد السوري ينفي..عون يتصل بنصرالله ولاريجاني يبرق معزيا
المركزية- ساعات بعيد تشييع “حزب الله” القائد الميداني في سوريا مصطفى بدرالدين والذي تخلله وعد من نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بتحديد الجهة التي تقف خلف اغتيال “ذو الفقار” في مهلة أقصاها صباح اليوم، وجّه “حزب الله” أصابع الاتهام الى “الجماعات التكفيرية” التي نفذت العملية “بقصف مدفعي”.
اتهام “التكفيريين”: وقال “الحزب” في بيان “أثبتت التحقيقات الجارية لدينا أن الإنفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي والذي أدى إلى استشهاد الأخ القائد السيد مصطفى بدر الدين، ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة”، مؤكدا أن “نتيجة التحقيق ستزيد من عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواصلة القتال ضد هذه العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها وهذه هي أمنية وآمال شهيدنا العزيز السيد “ذوالفقار” ووصيته لإخوانه المجاهدين”. وختم “في كل الأحوال فإنها لمعركة واحدة ضد المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة الذي بات الإرهابيون التكفيريون يمثلون رأس حربته وجبهته الأمامية في العدوان على الأمة ومقاومتها ومجاهديها ومقدساتها وشعوبها الحرة الشريفة”.
“المرصد السوري” ينفي: في المقابل، سارع المرصد السوري لحقوق الإنسان، الى التأكيد بأن “رواية حزب الله عن مقتل أبرز قياداته، مصطفى بدر الدين، غير صحيحة على الإطلاق”. وقال مديره رامي عبدالرحمن في حديث تلفزيوني، إن “حزب الله” يتكتم على الرواية الحقيقية لمقتل بدرالدين”، موضحا أن “لا علاقة للمعارضة السورية بمقتل القيادي في “حزب الله” وأن أي قصف على منطقة مطار دمشق لم يسجّل خلال الأيام الماضية”.
اتصالات تعزية: في غضون ذلك، تلقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إتصالاً هاتفياً من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، قدّم خلاله التعازي ببدر الدين. في حين أشارت معلومات صحافية الى ان رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني ابرق الى نصرالله معزياً باغتيال بدرالدين.
ذكرى الاسبوع: في المقابل، وفي مناسبة مرور أسبوع على استشهاد بدر الدين، يقيم “حزب الله” احتفالا “تكريماً وتخليداً لمسيرة جهاده ومقاومته”، عند الخامسة من عصر الجمعة 20 أيار الجاري في مجمع سيد الشهداء – الضاحية الجنوبية، ستتخلله كلمة لنصرالله.