الطفيلي: لو احترمت الضوابط لتغيرت نتائج البقاع/علي الحسيني: حزب الله يداوي جروحه البلدية باستئصال قياداته البقاعية/غالب ياغي: معركتنا للانتخابات البلدية مبعثها حالة التردي الامني

198

حزب الله» يداوي جروحه «البلدية» باستئصال.. قياداته البقاعية
علي الحسيني/المستقبل/14 أيار/16

حتّى الساعة، لم يستطع «حزب الله» أن يهضم الضربة القاسية التي تلقّاها في مدينة بعلبك مع انتهاء الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي بعلبك- الهرمل والتي أفضت الى خسارة رجله مصطفى طه رئيس اتحاد بلديات الهرمل وتصويت ما يُقارب 48 في المئة من الناخبين في بعلبك للائحة المنافسة له.الشعور بالإحباط كان موجوداً والإحساس بإنفلات جزء كبير من البيئة والجمهور كان هو الآخر حاضراً في الآونة الاخيرة، لكن أحدا في «حزب الله» من أصغر عنصر الى رأس الهرم لم يكن يتوقّع هذه النتيجة «المُذلّة» التي حصل عليها في الإنتخابات البلدية الاخيرة خصوصاً وانه خاض هذا الإستحقاق ضمن تركيبة أو تحالفات حزبية واسعة وهو الذي اعتاد خلال الإستحقاقات السابقة خوضها مُنفرداً من دون حتّى مراعاة وضع العشائر البقاعية وخصوصياتها، لكن تحالفاته لم تُسعفه حتى في حفظ ماء وجهه أمام الخمسين في المئة الذين صوّتوا له بدافع حزبي ومالي فقط.
الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ليس راضياً على الإطلاق عن نتائج إنتخابات البقاع ولا عن الآلية التي اتبعها الحزب لخوض هذه «المعركة» ولا حتّى عن عمل ماكينته الإنتخابية. هذا ما تؤكده اوساط قريبة من الحزب في منطقة البقاع الشمالي التي يعتبرها اليوم واجهته للحرب التي يخوضها في سوريا. وتعتبر الأوساط أن فوز لوائح الحزب بهذه الأصوات الضئيلة يؤكد أن هناك تبدلاً في المزاج البقاعي سوف ينعكس بالتأكيد على أي عملية إنتخابية لاحقاً وخصوصاً النيابية، ومن هنا بدأ الحزب ينشط أكثر من أي وقت مضى باتجاه منع حصول إنتخابات رئاسية كي لا تليها إنتخابات نيابية يعرف مُسبقاً أنه لن يكون فيها الطرف الأقوى خصوصاً بعدما أصبح للعائلات والعشائر ماكيناتهم الإنتخابية الخاصة والفاعلة وهذا ما ظهر مؤخراً من خلال التنسيق في ما بينها وطريقة توزيع ماكيناتها ومندوبيها على أقلام الإقتراع وهو ما فاجأ الحزب نفسه.
تقصّد نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن يعقد مؤتمره الصحافي بعد صدور نتيجة الإنتخابات في البقاع وإلى جانبه النائب علي المقداد ومسؤول منطقة البقاع في الحزب محمد ياغي، وذلك بهدف إضفاء صورة على متانة العلاقة التي تجمع «حزب الله» بالعشائر وللقول إن الأصوات التي ذهبت للائحة المنافسة إنما هي أصوات شاذّة بعيدة عن أدبيات هذه العائلات والتزامها بخط «المقاومة»، لكن في حقيقة الأمر أن الحزب قد لمس فعليّاً مدى تراجع شعبيته بقاعاً نتيجة غياب الخدمات البيئية والاجتماعية والإنمائية عن المنطقة وأهلها، الأمر الذي جعل البعض مطلوباً للدولة فيما قرّر البعض الآخر ركوب موجة الحرب السورية مقابل راتب شهري يقيه شر الجوع والعوز أقله حتّى منتصف الشهر. «الإرتكابات بحقنا كثيرة، والأهمال فاق الحد المعقول، أمّا التعاطي الفوقي من قبل قياديي وعناصر الحزب، فحدّث ولا حرج«. بهذه الكلمات يصف جزء غير قليل من أبناء بعلبك والهرمل علاقتهم بـ»حزب الله» اليوم. يُسمع في البقاع أن عناصر الماكينة الإنتخابية التابعة للحزب لم يتعاملوا بشكل لائق مع أبناء المناطق، حيث أن دعواتهم المواطنين للإنتخاب كانت تتم عن طريق التهديد المُبطّن كأن يتم تبليغهم بأمكنة سكنهم أو عملهم وعدد أفراد عائلاتهم ونوع عملهم، بالإضافة إلى إمكانية معرفتهم لاحقاً في حال قد تم التصويت للائحة الحزب أم لا. ويُخبر قيادي سابق في «حزب الله» في منطقة البقاع، أن الشيخ نعيم قاسم هو في الأصل شخصية غير مُحبّبة في أوساط الحزب وتحديداً في البقاع، وبما أنه هو المسؤول «الشرعي» عن الإستحقاقات الإنتخابية كافة، فقد انعكس هذا الأمر أيضاً بشكل سلبي داخل صناديق الإقتراع. المؤسف أن النتائج التي أظهرت تراجعاً ملحوظاً لـ»حزب الله» داخل بيئته، لم تكن درساً كافياً لجعله يُراجع الأخطاء التي وقع فيها طيلة فترة حُكمه وتحكّمه بمنطقة البقاع، بل راح يبحث عن حلّ لها داخل تركيبته الحزبية وقاعدته، الأمر الذي سيوقعه مجدداً في شرك أخطائه. لذلك، تؤكد المصادر أنه وبعد إنتهاء الإنتخابات البلدية في لبنان، سوف يقوم الحزب بإجراء تعديلات وتبديلات عدة في قيادته في منطقة البقاع وسوف تطال هذه التعديلات شخصيّات مهمة حمّلتها قيادة «حزب الله» مسؤولية التراجع في البقاع كونها عملت طوال الفترة الماضية على تحسين حساباتها المصرفية على حساب أهل المنطقة وحاجياتهم. لكن البقاعيين أكدوا أكثر من مرّة لأكثر من شخصية في الحزب، أن المشكلة ليست في أشخاص او مسؤولين، بل في العقلية التي تتبعها قيادتهم لجهة طريقة تعاطيها مع من لا ينتمون إلى «حزب الله» واعتبارهم خصوماً دائمين أو أعداء يجب التخلّص منهم إمّا عن طريق التشهير بهم، وإمّا بوصفهم خونة للقضية و»المقاومة».

 

غالب ياغي: معركتنا للانتخابات البلدية مبعثها حالة التردي الامني ولانتشال بعلبك من حال الركود
الجمعة 13 أيار 2016 Lوطنية – عقد رئيس لائحة “بعلبك مدينتي” رئيس بلدية بعلبك الأسبق غالب ياغي في مركز “تجمع أبناء بعلبك” ندوة شرح فيها الملابسات التي شابت العملية الانتخابية، وقال: “ارجو ان تعالج امور مدينتنا بموضوعية بعيدة كل البعد عن التشنج او الانحياز لفريق دون آخر بعيدين كل البعد عن الحقد والكراهية لأنهما لا يسهمان في بناء وطن، كما انتهز فرصة لقائي بكم لأتوجه بخالص الشكر والامتنان لأهلنا في بعلبك الذين صمدوا ووقفوا الى جانبنا رغم جميع الاغراءات، واتوجه ايضا الى الذين غرر بهم من ابناء بعلبك الذين حجبوا اصواتهم عنا بالتحية والمحبة مقدرين ظروفهم ومحترمين لخياراتهم وهذا من حقهم”. وأضاف ياغي: “ان قرارنا مع رفاقنا خوض معركة الانتخابات البلدية كان مبعثه حالة التردي التي تمر بها بعلبك نتيجة الفلتان الامني الذي انعكست آثاره سلبا على الوضع الاقتصادي والمعيشي لأهل المدينة. نحن خضنا معركة الانتخابات البلدية لانتشال بعلبك من حالة الركود والجمود ولنعيد البسمة الى أبنائها بعدما فارقتهم زمنا طويلا”. وتابع: “معركتنا الانتخابية بلغت تكاليفها 17053 دولار، دفعت جميعها من جيوب المرشحين مؤكدين بأننا لم نتلق اي دعم سياسي او مادي من احد”. واعتبر ان “الاستحقاق البلدي ليس نهاية العالم رغم ما شابه من شوائب كالتزوير اثناء العملية الانتخابية بالاقتراع عن الاموات والاحياء الغائبين، كما حصل في عدة اقلام وكذلك توزيع الاموال وشراء الذمم الذي فاق كل الحدود.ان غياب رئيس لجنة الفرز في قصر العدل في بعلبك اثار تساؤلات وكثيرا من الشكوك حول نتائج العملية الانتخابية خصوصا بعدما تم الاتصال برئيس الحكومة ووزير الداخلية وابلاغهما بالأمر لكن من دون جدوى”. وراى “إن حزب الله وصل الى السلطة بفعل الديمقراطية التي ننعم بها وعليه ان يتقبل الآخر مهما كان هذا الآخر ولنتذكر دائما القول المأثور: “لو دامت لغيرك لما آلت اليك”. وأكد ان “المقاومة ضد العدو الاسرائيلي هي محل اجماع كافة اللبنانيين والعرب وليست موضوع اعتراض من احد وعلينا الا نزجها في خلافاتنا السياسية”. وختم: “ان الانتخابات البلدية اصبحت خلفنا وسنتابع مسيرتنا للدفاع عن بعلبك واهلها كما سنعلي الصوت لقيام الدولة القادرة والعادلة لنعيش أعزة تحت سقف القانون. ان العمل البلدي ليس مجرد خدمات بل هو مسؤولية ورؤيا حول كيفية النهوض بالمدينة واهلها بانماء مواردها لتعزيز ارتباط ابن بعلبك بمدينته”.

 

الطفيلي لـ”المركزية”: لو احترمت الضوابط لتغيرت نتائج البقاع واهتزاز لوائح المــال والفجور تأكيد علـى “طرد” قادة الفساد
المركزية- بعدما انجلت نتائج الانتخابات البلدية في محافظتي البقاع وبيروت التي لم “يسلم” من خدوشها وجروحها اي من الاحزاب والتيارات السياسية، وبعد “ضجيج” التحليلات والقراءات بالارقام ونسب المشاركة الذي لم يتوقف منذ ما قبل الاستحقاق وخلاله وبعده، “قراءة” مُغايرة لامين عام “حزب الله” السابق الشيخ صبحي الطفيلي لصورة الانتخابات في البقاع، وتحديداً في المناطق التي شهدت معارك “كسر عظم” كما وصفها البعض كبعلبك وبريتال. فبعيداً من “التكليف الشرعي” الذي استخدمه “حزب الله” لحثّ قواعده الحزبية على التصويت للوائح التي يدعمها وللمشاركة في الانتخابات كما اشارت المعلومات، يعتبر الطفيلي عبر “المركزية” ان “نتائج الانتخابات البلدية والنيابية كانت ستغير معالم كثيرة في البقاع لو تم “فعلاً” احترام بعض الضوابط”، الا انه لم يستبعد في الوقت نفسه ان يأتي اليوم الذي ستسقط فيه وسائل شراء الذمم والتهويل، حيث سيطرد الشعب قادة الفساد وقطّاع الطرق من صفوفه”، ويلفت الى ان “اهتزاز اللوائح المدعومة بالمال والفجور في اكثر من مكان خير دليل الى ذلك”. ولتجنّب “تعرّض” الناخب للضغط لاجباره على التصويت لمصلحة لائحة دون اخرى، يقترح الطفيلي ان “تعتمد الدولة البطاقة الموحّدة غير القابلة للتشفير والتعليم، تتضمّن اسماء المرشحين وتمنع استخدام غيرها افساحاً في المجال امام الناخب للتصويت من دون خوف من الرقيب او قاطع الارزاق على حدّ قوله”، ويجب اعتبار “التصويت من دون استعمال العازل لاغيا”، يُضيف الطفيلي. وفيما تستكمل الانتخابات دورتها الثانية بعد غدٍ الاحد في محافظة جبل لبنان في إشارة تعكس “تصميم” وزارة الداخلية على إنجاز الاستحقاق و”جهوزية” القوى الامنية على حمايته، يلفت امين عام “حزب الله” السابق الى ان “ليس من حق الدولة ان تقرر اجراء انتخابات وهي غير قادرة على تطبيق القوانين من منع الرشى المفضوحة الى تجاوز كل المحرمات”.