محمد عبد الحميد بيضون: الاسد راحل الى الأبد/أحمد الأسعد: أوهام واتهام/أنطوان مراد: وحيث لا يناضل الآخرون

279

الاسد راحل الى الأبد
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/31 آذار/16
بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى موسكو ولقائه بوتين لمدة اربع ساعات وتبعه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان في زيارة لنظيره الروسي، بدأت ملامح اتفاق دولي على الحل في سوريا ولكن بدون الاسد٠
صارت المحادثات الدولية تركز على تأمين بلد ثالث يُستقبل الاسد لأن الواضح هو ان لا مستقبل له في سوريا ولا مستقبل لسوريا بوجوده٠
عندما سيرحل الاسد عن سوريا في مهلةٍ لا تتجاوز ١٨ شهراً حسب الاتفاق الدولي ويحمل معه اكثر من عشرين مليار من المال الفاسد الطاهر هل ستبكي “الشيعية السياسية” بطرفيها هذا العدد الكبير من الشباب الضحايا الذين أرسلتهم للموت في سبيل الاسد وعائلته؟
اكثر من الف وخمسمائة قتيل والآف الجرحى وقرى وبلدات في الحداد المتواصل؟
هل ستبكي هذا الدمار الكبير الذي لحق بالنسيج الوطني والعيش المشترك وهذه العزلة التي يعيشها جمهور هؤلاء لأنهم كرّسوا أنفسهم مجرد قرابين لأجل شخص بشّار الاسد الذي يقود نظام الفساد والإستبداد والارهاب؟
اذا لم تبكِ اعينهم سوريا وشعبها وما لحق به من موت ودمار وإذلال يفوق كل وصف فهل ستبكي أعينهم على أنفسهم وضحاياهما وقرابينهم؟
هم ضحية، أموات ولو أحياء لأنهم حُشروا في الدفاع عن قضية غير عادلة وغير مشروعة لا يرتضيها عقل او دين: حماية الديكتاتور وحماية الثروات الصاعدة من الفساد ودم الشعب٠
جمهور “الشيعية السياسية” بطرفيها حوّلوكم الى جمهور التعصب والتعبئة والتحريض المذهبي والاضاليل٠
هل ستستفيدون اليوم وهل ستحاسبون من جعلكم مجرد أدوات تحركها الغرائز دون العقل ودون الإنسانية ودون الرحمة ومن جعلكم مجرد فرق موت ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وجرائم حرب؟
وَيَا بعض شيعة لبنان ضحية سياسات ايران والجهل والفساد حان وقت العودة الى الوطنية الصافية وخلع الرداء المذهبي البغيض وانهاء سياسات التصنيف والتخوين للمواطنين.
اليوم أوان العودة لله والدين والوطن والخلاص من تصورات وطموحات المرشد وحزبه ومذهبيته٠

أوهام… واتهام
أحمد الأسعد/31 آذار/16
لا شك في أن ما عاناه لبنان، وما مرّ به من تجارب دموية ومريرة على مدى عقود، بفعل الوجود الفلسطيني، اسباب كافية لكي يتوجس من مطالبته بإجراءات تطيل وجود النازحين على أرضه، وتشجعهم على البقاء.
وللبنانيين كامل الحقّ في أن يحاذروا أية خطوات من هذا النوع، وأن يترددوا التجاوب مع مطالبة المجتمع الدولي باعطاء النازحين بعض التسهيلات، كحق العمل، لأنهم يخشون أن تكون نتيجة مثل تلك الخطوات استطابة السوريين البقاء في لبنان، حتى لو تسنت لهم العودة إلى بلدهم.
غير إن ذلك لا يعني على الإطلاق أن من حق بعض اللبنانيين أن يتهموا المجتمع الدولي بالعمل على توطين السوريين في لبنان، وأن يتوهموا بأن ثمة مؤامرة تُحاك في الغرف المظلمة في هذا الشأن!
وليس منطقياً أن يطلب اللبنانيون من المجتمع الدولي أن يقدّم إليهم المساعدات للتمكن من إيواء النازحين السوريين، وأن يتهم في الوقت نفسه المراجع الدولية بأنها تريد السوء للبنان!
على كل حال، حتى لو كانت ثمة نيّة لدى أي طرف دولي لتوطين السوريين أو الفلسطينيين، فإن اللبنانيين، بكل فئاتهم، يرفضون ذلك.
لقد اختبر اللبنانيون كل شيء، وتعلّموا. أخطأوا جميعاً، وتعلّموا. ما من أحد من اللبنانيين يرى في السوريين أو الفلسطينيين عنصراً داعماً له، أو معززاً لقوته، بل يدرك الجميع خطورة التوطين على الوطن، وعلى استقراره الأمني والسياسي والإقتصادي والإجتماعي، وحتى على هويته ودوره.

وحيث لا يناضل الآخرون
ماذا تفعل الـSocial Media بالناس وبالصحافة وحتى بالـMedia؟
أنطوان مراد – رئيس تحرير إذاعة “لبنان الحرّ/31 آذار/16
ما هي هذه الظاهرة الصاروخية التي تهب كالريح فتحرق كل ما يعترض مسارها وتسوّي أو تكاد عالمَي الصحافة والإعلام بالأرض، وتلقيهما أو توشك في غياهب النسيان؟
السوشيل ميديا أو وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها وألوانها هي السيدة التي تخطف الأنظار والأنفاس وتسبي العقول، وتلهي الأمهات عن أولادهن والأولاد عن دروسهم وأحياناً عن أخوتهم ورفاقهم، والنساء عن رجالهن، وربما العاشق عن عشيقته، والعكس صحيح.
هي السوشيل ميديا حبيبة قلوب المليارات . جميعهم يتعبّدون لها ولا أحد “يغار” من أحد، فهي للجميع تفتح أذرعها كالأخطبوط بمجسّاته اللاقطة، ولا تفرّق بين ذكر وأنثى، وأبيض وأسود، ومؤمن وكافر، وكبير وصغير. وكلما زاد محبوها اتسع فضاؤها وقلبها .
من الفيسبوك والواتساب، مروراً بالتويتر والإنستاغرام واليوتيوب، إلى الغوغل والإيميل والسكايب والفايبر وسائر البرامج والتطبيقات، وعِدّ والحقني.
السوشيل ميديا ليست مجرد ظاهرة، بل إنها لم تعد مجرد عالم افتراضي، فهي تفرض نفسها عالما حقيقياً يتيح علاقات وصداقات وثقافات هجينة، ولا يوفر مناسبات للزواج أو للطلاق!
عندنا في لبنان غائصون في السوشيل ميديا، والحمدلله أنها غائصون، كي نعوّض قليلاً عن تداعيات الإحباط والقلق والأزمات المتراكمة على اختلافها. ولكن الخطر عندما يتحوّل الأمر إلى مرض مستعص ونوع من الإدمان يتسبب باكثر من انفصام ومن انفصال عن الواقع.
كيف لنا أن نفهم من يحيّيك وهو يبتسم لهاتفه الذكي، أو طلاباً جامعيين يضطر الأستاذ بين الحين والآخر إلى تأنيبهم ومنعهم من فتح أو تفقّد هواتفهم الذكية والتي تعطّل ذكاءهم وتركيزهم!
وكيف لنا أن نفهم شرطياًّ يتمشى وهو ينظر بفرح غامر إلى شاشة الموبايل ، مديرا ظهره للزحمة والزمامير!
وكيف نفهم من يقصد الكنيسة ليصلّي ، وهو هائم في هاتفه، بينما الكاهن يعظ بالتخلّي قليلاً عن مباهج الحياة للتفرغ قليلاً للخالق!
أجل إنها السوشيل ميديا الإلهة الجديدة.
أما الخطر الذي تشكّله على الصحافة ووسائل الإعلام، فهو قصة معقدة ومؤلمة.
صحف ومحطات تلفزيونية وإذاعية محلية وإقليمية وعالمية مهددة بالإقفال أو بالضمور.
ومع ذلك نحن باقون، لأننا من أهل النضال، وسنبقى مناضلين حيث لا يناضل الآخرون. والسلام.

٠