د. خطار أبودياب: جون كيري ومعركة حلب: ميونيخ أم ساراييفو/عبد الرحمن الراشد: موسكو وفزاعة الحرب العالمية الثالثة/طارق الحميد: ولا يزال السؤال قائمًا

337

جون كيري ومعركة حلب: ميونيخ أم ساراييفو
د. خطار أبودياب/العرب/13 شباط/16

قبل مغادرته منصبه على رأس الدبلوماسية الفرنسية لم يفوت لوران فابيوس الفرصة وقالها بالفم الملآن “لا أعتقد أن نهاية فترة ولاية باراك أوباما ستدفعه إلى التحرك بالقدر الذي يعلنه وزيره جون كيري”، وقال “هناك أقوال لكن الأفعال تختلف ومن الواضح أن الإيرانيين والروس يستشعرون ذلك، الغموض يساهم في تدهور الوضع”. واستنتج فابيوس “عندما نجمع وحشية الأسد وتواطؤ روسيا وإيران والغموض السياسي يكون الناتج المأساة التي تحدث في حلب”. وعن جوار حلب بالذات الذي يعيش ما يشبه “يوم الحشر” مع سيل من عشرات الألوف من النازحين وتفاقم لمأساة التغريبة السورية، يتصاعد التوتر على جانبي الحدود السورية – التركية، ويترافق ذلك مع إعلان المملكة العربية السعودية استعدادها لدخول بري تحت عنوان الحرب ضد داعش في الأراضي السورية. إزاء ذلك حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف من خطر “حرب عالمية” في حال تدخل بري أجنبي في سوريا.
هكذا تشكل معركة حلب وجوارها منعطفا في مسار النزاع السوري. بعد الانتقادات الغربية الحادة للهجوم والقصف الروسي وإفشال جنيف3، انبرى وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف لطرح وقف لإطلاق النار في الأول من مارس القادم، وذلك لكي يضع اجتماع ميونيخ لمجموعة الدعم الدولي (11 فبراير) أمام الأمر الواقع ولكي يكون عنده ثلاثة أسابيع لتكبيد المعارضة السورية هزيمة عسكرية نكراء، مؤكدا السعي المحموم من قبل الحلف الروسي – الإيراني لحصار حلب أو إسقاطها، وكذلك إغلاق الحدود مع تركيا. من الناحية النظرية تستنكر واشنطن هذا التأجيج الروسي للنزاع، لكن كلام فابيوس المعطوف على أقوال جون كيري خلال لقاء مع ناشطين سوريين على هامش مؤتمر المانحين في لندن، الأسبوع الماضي، يشيران إلى التقاطع النسبي بين الموقفين الأميركي والروسي في ما يخص تطويع المعارضة وتعويم النظام، أو إلى احتمال أن تكون قد انطلت على كيري الخدع السياسية والحربية لبوتين.
في مطلق الأحوال لا يمكن للمراقب والمتتبع إلا استنتاج تسليم واشنطن بالدور الريادي لموسكو وذلك منذ حقبة الصفقة حول السلاح الكيميائي في سبتمبر 2013، والذي تأكد أيضا من ردة الفعل الخجولة حيال التدخل العسكري الروسي الكثيف اعتبارا من صيف 2015، ومن أدلة “التواطؤ” أو “التخلي” إيقاف كل دعم عسكري لقوى المعارضة منذ أكتوبر 2015، ومنع القوى الإقليمية من تزويدها بسلاح نوعي تحت طائلة التهويل بردة فعل روسية جارفة، أو التهديد بوضع أسماء هذه الدول على اللائحة السوداء لداعمي الإرهاب. على مدار السنوات الماضية أسقط النزاع السوري صدقية الولايات المتحدة الأميركية لناحية عدم احترام أوباما لخطوطه الحمر، ولتضحيته بالشعب السوري على مذبح أولوياته في المصالحة مع إيران ومجاراة إسرائيل. من خلال تهميش تركيا والاستثمار في الضعف العربي برز أيضا احتقار أوباما لثورة الشعب السوري خاصة مع التركيز على فزاعة وتهديد “داعش”، وإهمال الجوانب الأخلاقية والإنسانية والسياسية لارتكابات النظام لجهة حصاده في القتل والتعذيب والتجويع والحصار والتدمير. بالطبع هذه السياسة المعيبة حسب وصف أحد الكتاب الأميركيين، لا تعفي القوى السورية والفصائل السورية المقاتلة من مسؤولياتها الذاتية في الحفاظ على نهج وطني ثوري من خلال الجيش الحر والبرنامج السياسي واضح المعالم، لكن مصالح القوى الداعمة لعبت دورا سلبيا من خلال دعم لقوى أيديولوجية همشت الجيش الحر، أو عبر إفساد المال السياسي واللعب على الأنانية المضخمة. بيد أن لحظة الحساب هذه تخص السوريين لكشف القناع عن تجار السياسة والدين والمصالح الضيقة ودعاة القومجية البالية ممن كانوا بشكل غير مباشر إلى جانب النظام في تحطيم أحلام شباب الثورة النظيفة من أجل الحرية والكرامة وخيانة أبطالها ورموزها من الشهداء أو من هم في داخل المعتقلات أو المنافي. هذه الملاحظات الواردة أعلاه لا تأتي من باب إعطاء الدروس لشعب يعطي الدروس في التضحيات، لكن إزاء حجم اللعبة الجهنمية الدائرة على الأرض السورية، لا بد من فرز قيادات تعي مواضع النقص في الأداء ولا تقبل بتسييرها خلافا لمصالح شعبها، إذ اتضح بما لا يقبل الشك أنه مقابل الحلف الحديدي لداعمي النظام أو الأوصياء عليه، لم يكن الجناح الأجنبي لمجموعة ما سمي أصدقاء سوريا إلا الغطاء للسيطرة على القرار تحت حجة الدعم اليسير أو النادر.
ومما لا شك فيه أن اللاعب الأميركي كان مايسترو الاحتواء والإدارة الماكيافيلية للملف السوري، أما اللاعبون الأوروبيون باستثناء اللاعب الفرنسي (الذي ارتكب أخطاء في التقييم والأداء، لكنه حافظ على موقف متماسك وقوي ضد رأس النظام) فتميزوا بارتهانهم للقرار الأميركي بالرغم من أن أزمة اللاجئين حولت الأزمة السورية إلى أزمة أوروبية، وبالرغم من ضرب الإرهاب للقارة القديمة ومخاطر انتقال شظايا بركان الشرق الأوسط القريب إليها. لم ينجح اجتماع ميونيخ في لجم الاندفاعة الروسية نحو محاولة الحسم، وها هي خيارات كيري تتكسر على صخرة عناد لافروف ورئيسه القيصر الجديد. تذكرنا ميونيخ 2016 بميونيخ عشية الحرب العالمية الثانية. حينها كانت التوازنات دقيقة وهشة في أوروبا وانطوى اتفاق ميونيخ في 29 سبتمبر 1938، بين الفوهرر هتلر والإنكليزي تشامبرلين والفرنسي دالادييه والدوتشي موسوليني على نقل مقاطعة السوديت إلى ألمانيا وبداية الاستسلام أمام النازية، ولازم ذلك مباركة غير مباشرة من ستالين الذي انبرى للعمل مع الألمان في بولندا. إزاء كل ذلك كانت صرخة ونستون تشرشل “لقد اخترتم تفادي الحرب مع تحمل وصمة العار، لكن سيتملككم الخزي وستواجهون الحرب”، وصحت النبوءة وكانت الحرب. اليوم تبدو الظروف مختلفة، لكن هذا التهاون أمام الحلف الروسي – الإيراني – الأسدي يعني أن هناك من لم يستفد من دروس ميونيخ القرن العشرين، وأنه لا يوجد تشرشل غربي حاليا، وأن معركة حلب بهمة السيد كيري ورئيسه في البيت الأبيض، يمكن أن تؤدي إما إلى سحق حركة الشعب السوري، وإما تكون مدخلا إلى نزاع أوسع. على هذه الأرض في شمال سوريا تزدحم مصالح وأطماع وحقوق ومصائر. يتمثل الفارق الكبير عن صراعات القرن العشرين بالوجود الروسي والإيراني، لكن عامل التشابه يكمن في الدور الكردي. في تلك المرحلة أطاح أتاتورك بحلم الأكراد، وهذه المرة يبرز الصراع مع أردوغان ويحمل زخما من التحدي وقسطا من المجهول على المدى المتوسط. أما بالنسبة إلى سوريا فكل السيناريوهات حول إعادة سيطرة النظام أو تركيب سوريا المفيدة غرب طريق دمشق – حلب، أو التقسيم، أو الشكل الاتحادي، تبدو مرهونة بتطورات الصراع المفتوح. حلب 2016 يمكن إذن أن تشبه ساراييفو 1914 عشية الحرب العالمية الأولى. حلب 2016 يمكن أن تشبه كذلك دمشق 1920 حينما انتهت الثورة العربية الكبرى. ألم يحذر الراحل محمود درويش من السقوط العربي حينما توقع أن “ندعو لأندلس إن حُوصرتْ حَلَبُ”. أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك – باريس

موسكو وفزاعة الحرب العالمية الثالثة
عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/13 شباط/16
نسب إلى رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف، في مؤتمر ميونيخ، قوله محذرًا بأن دخول قوات برية للقتال في سوريا قد يتسبب في حرب عالمية ثالثة. ورغم خطورة ذلك لم يعِر أحد اهتمامًا له، لأنها تبدو تصريحات مكذوبة، من نسج خيال الإعلام الإيراني الذي دأب على تكرارها. فرضية المواجهة والحرب العالمية كلام غير واقعي، مجرد تهويمات إعلامية لا يأخذها الاستراتيجيون على محمل الجد. ولو كان هناك سبب للصدام لكان أولى أن يقع بسبب احتلال روسيا شبه جزيرة القرم، لكن الغرب اكتفى ببيان شجب فقط. وكان الصدام أولى بالحدوث بعد أن أقصى الغرب الروس من كييف، عاصمة أوكرانيا، الأكثر أهمية للكرملين من سوريا. لكن الحرب العالمية ليست في قاموس الدول الكبرى؛ فسوريا معركة جانبية للغرب، وهي محل استعراض قوة بالنسبة للروس. ومثلما نجح الثوار السوريون بهزيمة الإيرانيين في سوريا، الذين فشلوا فشلاً واضحًا طوال عامين في حربهم البرية، يمكن أن يفعلوا الشيء نفسه لاحقًا ضد الروس لو سلحت المعارضة بما يلغي السيادة المطلقة للقوة الجوية الروسية. الحرس الثوري الإيراني تولى قيادة الحرب في سوريا طوال عامين، بدعم عسكري ولوجستي روسي، ومالي من العراق، وبمقاتلين من حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية، مع هذا لم يستطع أن يتقدم بعيدًا، بما في ذلك محيط العاصمة دمشق، حيث ظلت الضواحي مثل الغوطة في يد الثوار. بل وفشل الإيرانيون حتى في فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، رغم الوعود والدعاية الكبيرة التي رافقت المعارك. بعد سنتين فك الحصار فقط قبل أيام، بعد دخول روسيا في الحرب. لن تكون هناك حرب عالمية، ولن يكون هناك صدام عسكري مباشر بين روسيا والغرب. وأستبعد وقوعه أيضًا مع قوات إقليمية مثل تركيا، التي امتحن الطرفان حدود التوتر بينهما في حادثة إسقاط الأتراك طائرة السوخوي الروسية. الذي يمكننا أن نتوقعه، نتيجة التمادي الروسي العسكري ومحاولة فرض الحل الإيراني على الشعب السوري، أن تستمر المعارك بدعم أكبر للمعارضة وزيادة التورط الروسي.
وها نحن نرى الروس في حالة غضب من دعم المعارضة، والتصريحات السعودية بشأن التدخل البري ضد التنظيمات الإرهابية، لأن هدفهم من الحملة العسكرية الضخمة فرض أمر واقع جديد، مثلاً بالاستيلاء على كل حلب، وبالتالي فرض حل سياسي في جنيف. ولو فشلوا خلال الفترة القليلة المقبلة في ذلك، فإن الروس يكونون قد دمروا سوريا لكن بلا مكاسب سياسية، الذي هو الهدف الأساسي من الحرب. الموقف الإقليمي والدولي مهم في حسم الوضع السوري، وليس الروسي والإيراني فقط. فالأرجح ألا يتدخل الغرب مباشرة في حرب هناك، لكن دولاً مثل تركيا والخليج قد تضطر إلى التدخل بشكل ما، أو زيادة دعمها للمعارضة السورية، وحينها لن يجد الغرب بدًّا من دعمها في ظل اتساع دائرة الأزمة، بسبب ملايين اللاجئين، وخطر الإرهاب، وزيادة وتيرة العنف.والروس، اليوم، غاضبون من فكرة أي تدخل، تحت أي عنوان، بما في ذلك دعم المعارضة وتضميد جراحها التي تعرضت لنكسات كبيرة نتيجة التدخل الروسي.
ومع ارتفاع لغة التحدي فإن بمقدور الروس الحصول على نصف انتصار سياسي لو قبلوا بمفهوم حل الحكم المشترك؛ المعارضة مع النظام السوري من دون الأسد، فالمعارضة السورية التي كانت ترفض هذا الطرح لم تعد في وضع عسكري يسمح لها برفض كل شيء. ودول فاعلة، مثل تركيا والخليج، سبق لها أن عبرت عن قبولها لهذا الحل السياسي من قبل. لكن سيحتاج حلفاء المعارضة إلى دعمها على الأرض من أجل دفع هذا الحل السياسي إلى الأمام، لأن العمل العسكري هو أهم أداة في المفاوضات. وهذا ما عبر عنه سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، عندما قال لصحيفة «موسكوفسكي» قبل أيام، إن المراهنة على الحل العسكري أصبحت أمرًا واقعيًا. تركيا هي اللاعب الأساسي على الجانب الآخر، ولا شك أن تلكؤها الطويل في التدخل أوقعها في أزمات متعددة. فالروس والإيرانيون الآن ينشطون في بناء جبهة كردية حدودية طويلة معادية لتركيا تكون فاصلة بينها وبين سوريا. وهذا يعني تهميش دور تركيا ونفوذها في سوريا من جانب، وتهديد أمن تركيا بشكل مستمر. ولا أتصور أن الأتراك سيسمحون بهذا التطور الخطير ولا خيار لهم سوى زيادة دعم المعارضة، وتفعيل دور اللاجئين لتكوين جيش تحرير بديل. وقد لا تصل الأمور إلى هذا الحد من التعقيد إذا اقتنع الروس والإيرانيون بجدية التحديات ضدهم، وسيجدون في صالحهم القبول بالحل السياسي المطروح حاليا. آخر، ولا شك أن تلكؤها الطويل في التدخل أوقعها في أزمات متعددة. فالروس والإيرانيون الآن ينشطون في بناء جبهة كردية حدودية طويلة معادية لتركيا تكون فاصلة بينها وبين سوريا. وهذا يعني تهميش دور تركيا ونفوذها في سوريا من جانب، وتهديد أمن تركيا بشكل مستمر. ولا أتصور أن الأتراك سيسمحون بهذا التطور الخطير ولا خيار لهم سوى زيادة دعم المعارضة، وتفعيل دور اللاجئين لتكوين جيش تحرير بديل. وقد لا تصل الأمور إلى هذا الحد من التعقيد إذا اقتنع الروس والإيرانيون بجدية التحديات ضدهم، وسيجدون في صالحهم القبول بالحل السياسي المطروح حاليا.

ولا يزال السؤال قائمًا
طارق الحميد/الشرق الأوسط/13 شباط/16
كتب الصحافي توماس فريدمان مقالاً بعنوان: «هل مواقع التواصل الاجتماعي مخربة أم بنّاءة؟» تحدث فيه، عما اعتبره «ثورات» أشعلها «فيسبوك»، ومنها الربيع العربي، لكن، وبحسب فريدمان، بمجرد انقشاع الغبار فشلت تلك «الثورات» في بناء كيان سياسي مستدام، وتساءل: «هل اتضح أن مواقع التواصل الاجتماعي نجحت فقط في تحطيم الأشياء لا في بنائها؟». نقل فريدمان عن وائل غنيم، صاحب مدونة «كلنا خالد سعيد» التي ينسب إليها التسبب في إشعال ما حدث بمصر بداية 2011، الإجابة التالية: «نعم»، أي أن وسائل التواصل مخربة! ويقول غنيم: «قلت من قبل إنك لو أردت أن تحرر مجتمعًا، فكل ما تحتاجه هو الإنترنت. كنت مخطئًا، قلت تلك الكلمات عام 2011». ويقول غنيم إن الربيع العربي كشف عن إمكانيات مواقع التواصل، بيد أنه أظهر أوجه قصورها الرهيبة أيضًا: «نفس الأداة التي وحدتنا كي نسقط حكامنا المستبدين، هي نفس الأداة التي مزقتنا في النهاية». وينقل فريدمان أن غنيم قرر الصمت عامين للمراجعة، وأنه وصل إلى خلاصة منها: «تتحول النقاشات على الإنترنت سريعًا إلى غوغاء»، و«أصبح من الصعب تغيير آرائنا بسبب السرعة، فبسبب العجلة والإيجاز في الكتابة على مواقع التواصل، أصبحنا مجبرين على القفز إلى النتائج وعلى كتابة آراء حادة في مساحة لا تتعدى 140 حرفًا عن قضايا دولية معقدة»! هذا مقال فريدمان، وكلام غنيم، الآن، بينما كتبت هنا عام 2013 بعنوان: «السعودية.. «تويتر» لا يعبر عن حاجة»، معلقًا على هاشتاغ: «الراتب لا يكفي الحاجة» حينها، واتضح لاحقًا أنه دشن من سوريا، قلت فيه: «على مدى قرابة الأعوام الثلاثة الأخيرة وكثر يبشرون بتأثير (تويتر) في السعودية، سواء على صناعة القرار، أو دوره في الحراك الاجتماعي، بل إن صحيفة غربية عريقة قامت بفرد قرابة نصف الصفحة الأسبوع الماضي لموضوع يناقش (هاشتاغ) سعوديًا بعنوان (الراتب لا يكفي الحاجة)! والحقيقة أن المتابع الرصين سيجد أن (تويتر) لا يعبر عن حاجة في السعودية. صحيح أنه قد يثير بلبلة، لكنه لا يخلق توجهًا»! وقلت إن «(تويتر) لا يغير في (القضايا المفصلية). (تويتر) مثله مثل وسائل التواصل الأخرى، حيث من الممكن أن يكون متنفسًا للدردشة، أو الشائعات، ونافذة لبعض طلاب الشهرة». وتمنيت الاستثمار بمراكز الدراسات بدلاً من «تويتر».
وختامًا، أنقل تساؤلاً طرحه دومينيك وولتون في كتاب «الإعلام ليس تواصلا» وهو: «نسأل عما يجعل النخب، لا سيما العلمية منها، امتثالية إلى هذا الحد، وغير محافظة على مسافة ساخرة مما يعرض على الجميع، كأنه مستقبل عالم الغد المشرق، في حين كان عليهم أن يكونوا في طليعة من ينظرون بتحفظ، ونسبية، إلى ثورة الإنترنت»، وبالطبع السؤال لا يزال قائمًا.