أهالي عرسال الممنوعون من العمل بأراضيهم يرحبون بالعملية الأمنية للجيش/تحذيرات من سيطرة داعش على عرسال مخيماتها براميل بارود وانتخاباتها البلدية مهدَّدة/التشكيون الأحرار وحسن يعقوب السجين لماذا

325

أهالي عرسال الممنوعون من العمل بأراضيهم يرحبون بالعملية الأمنية للجيش
فايزة دياب/جنوبية/3 فبراير، 2016/عملية نوعية ومحدودة للجيش اللبناني صباح اليوم في عرسال بحسب تعبير أحد أبناء البلدة، ولكن في المقابل تعاني البلدة بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيئ ومنع أبنائها من الوصول الى اعمالهم. يبدو أنّ خروج عرسال من مستنقع الحرب السورية لن يكون سهلاً، فمع توجه الأنظار الى جرود عرسال والقلمون اللتان تشهدان معارك عنيفة بين «النصرة» و«داعش» نفذّ الجيش اللبناني صباح اليوم عملية نوعية داهم خلالها مخيّم للّاجئين السوريين في وادي الأرنب في عرسال فقتل القيادي في تنظيم داعش أنس خالد زعرور وإرهابيٌّ آخر. وحصل تبادلٌ لإطلاق النار بين الجيش وبين مطلوبين على رأسهم القيادي في “داعش” أبو بكر الرقاوي. وقد تمكن الرقاوي من الفرار، بينما أصيب مطلوبٌ من آل آمون بجروح خطيرة، وهو لبناني من عرسال. و تمّ توقيف 27 مشتبهاً بهم على الأقلّ في المواجهات، من بينهم ثلاثة من الأعضاء البارزين في التّنظيم.وذكرت وكالة “رويترز” أنّ الجيش نفّذ غارةً على مقرّ لاستراحة الجرحى في البلدة “بعد تلقيه معلومات عن أن الرقاوي وآخرين موجودون هناك“. إلى ذلك، دهم الجيش منزل عبد الرحمن الفليطي، الملّقب بنوغو في ساحة “الجمرك” في عرسال، حيث أوقف عدداً من الأشخاص بداخله، وصادر عدداً من الأسلحة. هذه الخطوة لاقت ترحيبًا وارتياحًا من قبل أبناء عرسال بسبب خطورة المطلوبين بحسب مصدر لـ«جنوبية» في عرسال، وأضاف المصدر ولكن في المقابل الوضع الإجتماعي والإقتصادي لأبناء عرسال يشتدّ سوءًا بسبب منع العراسلة من التوجه إلى أماكن رزقهم في الجرود، فأغلب أهالي عرسال يعملون في البساتين والمقالع والكسارات إلاّ أنّ الجيش اللبناني يمنع أصحاب العمل والعمال من الوصول الى مكان عملهم بحجة وجود ارهابيين في الجرود، وفي المقابل يمنع اللاجئين من الدخول الى عرسال. لذلك بحسب ما قال المصدر، فإنّ تضييق الخناق الذي تشهده البلدة هو رسالة حملناها اليوم الى المسؤولين وأبرزهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ويوم الإثنين سنتوجه إلى رئيس الحكومة تمام سلام طالبين منه حلّ الأزمة، وعودة أبناء عرسال الى أعمالهم، فجميع أبناء عرسال يعملون في بساتين التفاح والمشمش والكسارات ومقالع الحجارة باستثناء قلّة في المؤسسات الأمنية أي في الجيش وقوى الأمن الداخلي، لذلك أصبح وضع إبن عرسال اليوم أسوء من وضع اللاجئ السوري الذي يستضيفه. وحمّل المصدر العرسالي ما يعانيه أبناء البلدة الى حزب الله الذي يسيطر على 70% من الجرود وبحسب معلومات، وعندما افتتحت قضية عرسال في مجلس الوزراء كان هناك رفضًا قاطعًا للبحث في هذه المسألة». ووضع المصدر ما يجري بأنّه مخطط لتهجير أبناء عرسال من أرضهم، استكمالاً للمؤامرة التي بدأت في القصير، فالهدف هو تطهير طائفي من القصير وصولاً الى شبعا، وشدّد المصدر «أنّ أبناء عرسال صامدون بوجه أي مخطط».

تحذيرات من سيطرة “داعش” على عرسال مخيماتها” براميل بارود” وانتخاباتها البلدية مهدَّدة
رضوان عقيل/النهار/4 شباط 2016
بعد تصاعد تهديد تنظيم “داعش” لعرسال، اثر المعارك الاخيرة التي خاضها ضد “جبهة النصرة”، اتسع حجم التهديد للبلدة التي لم يكن ينقصها الا تكرار وزير الداخلية نهاد المشنوق القول انها محتلة على رغم كل الاجراءات التي يتخذها الجيش عند المداخل والطرق والمعابر غير الشرعية المؤدية اليها. وتشكل عرسال مادة قلق للقوى السياسية على اختلافها باعتراف مرجع كبير لم يستطع تقديم اجابة شافية عن الطريقة الفضلى للتعامل مع هذه الأزمة. وليس من دلالة على عدم الامساك بالوضع في عرسال اكثر من تأبين احد ابنائها خارج مسقطه في كانون الثاني الفائت وهو شهيد من قوى الامن الداخلي.
وتبقى عيون قيادات “داعش” و”النصرة” على الطرق التي تؤدي الى عرسال والتحكم في مخيمات اللاجئين التي لا تخلو من كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات تم جمعها بالتعاون مع شبان من البلدة يعملون في فلك المجموعات المناوئة للنظام السوري و”حزب الله”. وقد اوقف الجيش نحو 25 شاباً من اللاجئين في هذه المخيمات فجر امس، وكان بعضهم يحمل السلاح.
وتتداخل مساحات كبيرة من جرود البلدة مع مناطق سورية ولبنانية شاسعة تصل الى حدود خمسين كيلومتراً مربعاً تحت سيطرة” النصرة” و300 كيلومتر مربع في قبضة “داعش”. ولم تكن المواجهات الأخيرة بين الطرفين، إلا من باب السيطرة على مساحات أكبر وتوفير ممرات آمنة إلى قلب عرسال، ولا سيما أن احياءً عدة فيها تبقى تحت سيطرة كاملة للجماعات المسلحة.
وحاول بعض فاعليات البلدة في الأيام الأخيرة إظهار ان ما حصل لا يشكل مشكلة، وباعتبار أن الجيش يقوم بالواجبات المطلوبة منه والبلدة مشرعة امامه، لكن الأوضاع على الأرض لا تعكس هذه الصورة. وبات واضحاً ان العدد الاكبر من عائلاتها لا يقبلون بممارسات المسلحين واعمال الخطف والقتل، ويحملون الشيخ مصطفى الحجيري” ابو طاقية” مسؤولية توفيره الغطاء لهؤلاء.
وثمة من يتوقف عند التضليل الاعلامي الذي يمارسه متعاطفون مع المسلحين كأن لا شيء يهددها، الأمر الذي يكذبه كلام الوزير المشنوق الذي شدد في الوقت نفسه على القول انها لا تتحرر بعمل عسكري، وذلك في تصريح قبل يومين من دار الفتوى.
ويخشى المتشائمون حيال ما يحصل في البلدة من اقدام “داعش” على احتلالها وتحويلها امارة وأخذ اهلها رهينة في ايديهم بغية اعاقة تدخل الجيش، خصوصاً أن اعدادا لا بأس بها من المسلحين ينشطون في مخيمات اللاجئين، وهي ليست بأكملها تحت سيطرة الجيش وتشكل جزءاً أساسيا من منظومة اي معركة مقبلة. ولا يتوانى مراقبون عن تشبيه هذه المخيمات بـ”خزانات بارود” قابلة للانفجار عند اندلاع الشرارة الأولى. ولا تقصر المؤسسة العسكرية في اتخاذ كل الاحتياطات المطلوبة لصد اي هجوم يشنه المسلحون الذين يعولون على عدم مشاركة “حزب الله” في هذا النوع من المواجهات في البلدة لئلا يزج بنفسه في معركة مع السُنة تاركاً للجيش التصدي للمسلحين.
وبعد تبيان الوقائع العسكرية في عرسال تتجه الأنظار الى اكثر طرفين معنيين بها، “المستقبل” و”حزب الله”، خصوصاً انهما لا يتفقان على نظرة مشتركة إلى طريقة التعامل مع البلدة وامتدادات جرودها، في وقت يعمل النظام السوري بدعم من مقاتلي الحزب للقضاء على “الخواصر” التي تمد مسلحي المعارضة بالذخيرة والعتاد والمعلومات اللوجستية من تركيا الى الاردن وصولاً الى الاراضي اللبنانية.
بناء على هذه المعطيات ستبقى عرسال مادة حية على الطاولة اللبنانية في الداخل، وتدعو دوائر قريبة من “حزب الله”، رداً على قول المشنوق ان أهل عرسال هم الأولى بتحريرها، الى مباشرة هذه العملية تحت مظلة الجيش اللبناني قبل ان تتمكن مجموعات ” داعش” من الإمساك بكل مفاصل البلدة التي تجاور شريطا من البلدات الشيعية المحسوبة على الحزب، على ان تبقى المؤسسة العسكرية الجهة الاولى المعنية في ضبط حركة المسلحين ومنعهم من تهديدهم المتواصل للبلدة.
وينطلق الحزب في حساباته من مسألة ان معركة عرسال وجرودها ستحصل في النهاية ولا مفر منها و”حان أوان فتحها” بحسب جهات في قوى 8 آذار قبل ان يستيقظ المواطنون ويشاهدوا “داعش” في ربوعهم في مشهد اعتاده هذا التنظيم في مناطق عدة في سوريا والعراق.
وليس بعيدا من الهواجس الأمنية في عرسال ومحيطها والتي تشغل جهات عدة رسمية وحزبية، مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل، ولا سيما بعد صرف الحكومة الاعتمادات المالية لها، أخذ البعض يتحدث عن استثناء عرسال من الانتخابات في حال حصولها. ويضيف أصحاب هذا الرأي هؤلاء على ذلك ان وقوع معركة فيها او في بلدات عكارية متاخمة لسوريا يمكن أن يهدد العملية الانتخابية في كل لبنان.

 

التشكيون الأحرار وحسن يعقوب السجين.. لماذا؟
سلوى فاضل/جنوبية/3 فبراير، 2016/لماذا التكتم حول قضية النائب حسن يعقوب في الاعلام اللبناني الذي يدعي الحرية؟ وهل صحيح أنه عقاب له كونه فضح حضانة الرئيس الأسد لهنيبعل؟ وفضح تستر الشيعة على خاطف إمامهم وهم الذين يقدّمون الدم للحفاظ على كرسي بشار؟ بما أن عمليات الخطف اصبحت تتشابه مع بعضها في بلدنا، ومن سخريّة القدر انه اصبح لها في لبنان أهدافا انسانية…يبقى السؤال إذاً، لماذا لم تطلق السلطات اللبنانية سراح النائب السابق حسن يعقوب؟ ولماذا التكتم حول قضيته في الاعلام اللبناني الذي يدعي الحرية؟ وهل صحيح أنه عقاب له كونه فضح حضانة الرئيس الأسد لهنيبعل؟ وفضح تستر الشيعة على خاطف إمامهم وهم الذين يقدّمون الدم للحفاظ على كرسي بشار؟ أتت عملية إطلاق سراح التشيكيين الخمسة المخطوفين منذ ستة أشهر لتشكل فضيحة كبيرة في لبنان داخليا. ولتسلط الضوء على قضية النائب السابق حسن يعقوب الذي يبدو ان أغضب رؤساء الطائفة الذين لن يمنحوه العفو واطلاق السراح، رغم مناشدات والدته زوجة الشيخ محمد يعقوب المختطف مع السيد موسى الصدر منذ عقود. فهل ان الدولة اللبنانية تسهل هنا عملية الخطف، وتعرقلها هناك لما فيه مصلحة زعمائها؟ إن تهمة حسن يعقوب هي خطف ابن القذافي هنيبعل بهدف سحب معلومات منه عن جريمة الخطف التي ارتكبها والده قبل 38 عاما، وليس بهدف اطلاق سراح متهم ما أو مجرم أو قاتل. فهذا ما جرى سابقًا في قضية خطف الأتراك على طريق المطار لإطلاق سراح مخطوفي أعزاز، وهذا ما جرى مع التشيكيين، ومع رجل أعمال كويتي ومع مواطنين لبنانيين بهدف الإبتزاز. فأن تقدم مجموعة لبنانية على خطف خمسة تشيكيين في البقاع، ردًا على توقيف السلطات التشيكية شخصا من آل فياض. وهو شخص متهم بتجارة السلاح، ويعمل على اطلاق سراحهم وسط ضمانات دولية بعدم تسليمه الى الولايات المتحدة يُعد نوعًا من عمل مافياوي باسم رسمي. فقد باتت السلطات اللبنانية سلطة حزبية ترعى شؤون محازبيها كأن تطلق سراح سماحة وكرم والعلم والربعة..وكل من يمتّ لمسؤوليها بصلة دون أن تعد العدة لنشرها فلسفة الفوضى والاجرام والعمالة والقتل وغيرها. أنه بلد المافياوية الرسمية وعلى كافة أوجهه! ومن اللافت السماح بنشر لوحات إعلانية عديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت حول قضية يعقوب! فهل سمح بذلك لإبراء ذمة حزب الله؟ أم للتغطية على فعل القائه في السجن؟ وهل السجن يستحقه يعقوب فقط؟ أم من خطف أجانب داخل لبنان دون أي علم عن سبب إطلاقهم وكيف وأين؟