ترشيح جعجع لعون يخلق توازناً مسيحياً إرباك في المستقبل وقلق جنبلاطي/قيادات 14 آذار تبلغت من القوات ربط ترشيح عون بترشيح فرنجية/ميشيل تويني: بين فرنجيه وعون

247

اجتماع جعجع وعون مرجح في أي لحظة ولقاء بين الحريري وفرنجية يؤكد استمرار التسوية
بيروت – «السياسة»:13/01/16/استمرت الاتصالات في الساعات الماضية لتعبيد الطريق أمام عقد جلسة الحكومة اللبنانية المقررة غداً وضمان مشاركة جميع المكونات الوزارية، من بينها «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» اللذان لم يحسما بشكلٍ نهائي موقفيهما من هذه الجلسة، سواء بالمشاركة أو عدمها، في وقت أبدى رئيس الحكومة تمام سلام ارتياحه إلى مسار الاتصالات التي يجريها وما تخلل جلسة الحوار الوطني الأخير، حيث لمس استعداداً من جانب المشاركين لتسهيل المناخات الملائمة أمام عقد الجلسة الوزارية في موعدها. وسط هذه الأجواء يزداد المشهد الرئاسي غموضاً، على وقع سيل التكهنات والترجيحات المتصلة بالمشاورات واللقاءات التي تعقد أو ستعقد بين الأطراف، مع بروز إشارات قوية رجحت حصول اجتماع ثان بين رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في باريس قبل أيام، في إطار استمرار التواصل لضخ دماء جديدة في عروق التسوية الرئاسية والتأكيد على أنها ما زالت على الطاولة. وأكدت أوساط نيابية بارزة في «تيار المستقبل» لـ»السياسة» أن اللقاء بين الحريري وفرنجية وارد في كل وقت وليس مستبعداً أن يكون الرجلان اجتمعا في العاصمة الفرنسية، باعتبار أن المبادرة التي أطلقها الحريري ما زالت حية وموجودة، وبالتالي فإن الجهود منصبة لإعادة تفعيلها والعمل على إقناع الآخرين بها، خاصة أنها الوحيدة الجدية المطروحة وتلقى دعماً عربياً ودولياً وتؤيدها القيادات الروحية اللبنانية، وفي مقدمها البطريركية المارونية وهذا ما يعزز فرص نجاحها، بالرغم من وجود اعتراضات سياسية عليها من جانب بعض الأطراف الداخلية المحسوبة على «8 و14 آذار».في المقابل، أكدت مصادر نيابية في حزب «القوات اللبنانية» لـ»السياسة»، أن قرار تبني ترشيح النائب ميشال عون لم يتخذ بعد لكنه يدرس حالياً من جميع جوانبه لاتخاذ القرار المناسب بشأنه وهو أمر وارد بقوة، إذا ما حصل توافق على التفاصيل كافة المتعلقة بهذا الترشيح وما سيطرحه النائب عون من برنامج سياسي يجيب على أسئلة «القوات» وهواجسها للمرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن قوى «14 آذار» باتت في هذه الأجواء كي لا تتفاجأ في أي قرار تتخذه «القوات» على هذا الصعيد. وإذ رفضت تحديد أي موعد للقاء جعجع وعون، اشارت المصادر إلى أن الاتصالات بين الجانبين لم تنقطع، سواء مباشرة أو عبر الموفدين، في إطار توحيد المواقف من المستجدات الداهمة، مؤكدة أن اللقاء متوقع في أي لحظة. وكانت جلسة الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و»حزب الله»، ليل اول من امس، ناقشت التطورات الراهنة، حيث جرى عرض للمواقف من القضايا المطروحة، وأكد المجتمعون أنه على الرغم من التباينات في الموقف بشأن عدد من القضايا الخارجية، فإنهم يجددون الحرص على استمرار الحوار وتفعيله وتجنيب لبنان أي تداعيات تؤثر على استقراره الداخلي، إضافة إلى سبل تفعيل عمل الحكومة.

 

قيادات «14 آذار» تبلغت من «القوات» ربط ترشيح عون بترشيح فرنجية
الحياة/13 كانون الثاني/كشفت مصادر بارزة في قوى «14 اذار» أن قياداتها تبلغت في الساعات الماضية من مرجع في حزب «القوات اللبنانية» أن رئيسه سمير جعجع يربط تبنيه لترشيح رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون بترشيح زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. وقالت المصادر نفسها لـ «الحياة» إن موقف «القوات» هذا نقل الى مدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، وأكدت ان تريث «المستقبل» في ترشيحه رسمياً لفرنجية سيدفع بجعجع الى التريث.
واعتبرت مصادر سياسية مواكبة للتطورات الجارية والمتعلقة بملف انتخابات رئاسة الجمهورية، ان التريث بدلاً من الاندفاع في اتجاه ترشيح فرنجية او عون يعني التسليم بوضع هذا الملف في الثلاجة حتى إشعار آخر، والتوافق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان أعلن ترحيله في الوقت الحاضر. وفي هذا السياق تحدث غير مصدر امس عن قرب عقد لقاء بين الحريري وفرنجية في باريس خلال الساعات المقبلة حيث تردد انهما انتقلا اليها. وفي المواقف، اعتبر وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس، أن أجواء اجتماع طاولة الحوار، «كانت إيجابية على رغم أن الأمور طرحت بكل صراحة، لا سيما مسألة موقف لبنان في جامعة الدول العربية ومسألة الإمتناع عن حضور جلسات الحكومة، ولمست ميلاً الى تبريد الأجواء والذهاب إلى تسيير أمور الناس»، وأكد لاذاعة «الشرق» أن «جهوداً حثيثة ستبذل من الآن وحتى الخميس (غداً) لإزالة ما تبقى من عقبات وبناء الجسور اللازمة».
وعما اذا كانت الحكومة تستطيع أن تستغل الفرصة، بعد تعذر انتخاب رئيس، أجاب: «ما قاله الرئيس بري هو ان الانتخابات الرئاسية متعذرة وهذا يجعل عمل الحكومة مطلوباً من باب أولى، لكنه قال أيضاً لو كان الانتخاب غداً لما كانت الحكومة تتوانى عن اجتماع اليوم فتسيّر أمور الناس وهذا من أولويات الحكومة»، لافتاً إلى أنه «لمس أن المجتمعين لا يرغبون في الاستمرار بالتباعد». وقال: «لا أستطيع الجزم بأن الأمور ستصل إلى خواتيمها السعيدة الإ بالتجربة التي سنراها الخميس، وعليّ أن أؤكد أن رئيس الحكومة قال: لقد أرجأت الاجتماع إلى أن انتهيت من ملف النفايات والآن أقوم بواجبي الدستوري وهو الدعوة إلى اجتماع الحكومة وقد مارست صلاحياتي وإن أردتم العمل فأنا جاهز ومن لم يرد فهو يتحمل المسؤولية».
واعتبر أن رئيس حزب «القوات اللبنانية رجل سياسي له رؤيته الخاصة وربما يجد في الجنرال عون مواصفات الرجل الصالح ولا أريد أن أشاركه أو أدخل معه في سجالات، أعتقد أن أي شخص يتفق عليه من قبل الأطراف يكون مرشحاً ناجحاً المهم هو الاتفاق».
واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر ان «عودة الحوار بين المستقبل وحزب الله هي مؤشر مهم على نجاح مساعي الرئيس بري لتخفيف التشنج وجلسة الأمس مؤشر جيد، خصوصاً ان لبنان هو المكان الوحيد الذي يجري فيه حوار بين السنة والشيعة».
وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي ان «الصراع بين حزب الله وتيار المستقبل قد طوي، لأننا في حاجة الى تهدئة أقله علنياً، لأن وضع لبنان يتأثر بالجوار، وبدأنا نلاحظ تأثر الوضع الداخلي بما يجري في سورية والعراق». وتمنى «لو ان الحزب الذي تجمعه ورقة تفاهم مع التيار الوطني الحر، يبادر الى اقناع حليفه بضرورة تفعيل العمل الحكومي، لأن الأمور الاقتصادية والحياتية لا تتحمل التأجيل ويجب البت بها».
«حزب الله» استفسر عن طرح «القوات»
أما في شأن جلسة الحوار الـ22 بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» التي اكتفى المتحاورون ببيان «مُقتضب» بعدها كما جرت العادة وأشاروا فيه الى انه «جرى نقاش حول تطورات الأوضاع الراهنة مؤكدين الحرص على استمرار الحوار وتفعيله على رغم التباينات في المواقف»، فأوضح النائب سمير الجسر الذي يُشارك في الحوار ان «تفعيل الحكومة استحوذ على الحيّز الأكبر من المناقشات، اذ اتّفقنا على تسهيل عملها وتذليل العقبات وألا تكون جلسة الخميس الوحيدة انما الاستمرار بعقد جلسات أخرى»، مشيراً الى وجود «قناعة» لدى معظم أطراف الحكومة بضرورة تفعليها لأن انجاز الاستحقاق الرئاسي يبدو سيتأخّر».
ولفت الى ان «الجلسة كانت هادئة وجيّدة، اذ تجاوزنا «الأجواء المُتشنّجة» التي سيطرت على البلد، لأن جلسة الحوار الشامل التي عُقدت في عين التينة بحثت في المواقف التصعيدية التي أخيراً، وتحديداً كلام النائب محمد رعد بحق الرئيس سعد الحريري الذي أثاره بالتفصيل الرئيس فؤاد السنيورة، ما انعكس «هدوءاً» على الحوار المسائي». وأشار الى «اننا تطرّقنا الى الملف الرئاسي من زاوية الخطوة التي يُمكن ان يُقدم عليها الدكتور جعجع بتبنّي ترشيح النائب عون، اذ طرح ممثلو حزب الله في الحوار تساؤلات حول توقيت الطرح وما اذا كان ردّ فعل على طرح الرئيس الحريري تبنّي ترشيح النائب فرنجية ام انه طرح «قديم بفضل الحوار القائم بين القوات والتيار الوطني الحر»؟. وأوضح الجسر «اننا لم نتطرّق في الحوار الى مسألة الاتفاق على «تهدئة اعلامية» بعد المواقف التصعيدية الأخيرة»، لكنه أكد في الوقت نفسه «وجود قرار بالاستمرار بالحوار على رغم كل ما يحصل». وعمّا يتردد عن اتجاه «القوات» لتبنّي ترشيح عون، قال: «نحن نحترم خياراتهم، والنائب جورج عدوان أبلغ مكوّنات 14 آذار خلال اجتماعها اوّل امس ألا «يتفاجأوا» اذا ذهبت القوات بهذا الخيار، وهم يقومون بمشاورات في هذا الإطار ستحدد موقفها النهائي في ضوء نتائجها». واعتبر الجسر ان «ترشيح القوات لعون ليس ردّ فعل على ترشيح الحريري لفرنجية، لأن الاتصالات القائمة منذ اشهرٍ بين القوات وعون تتمحور حول مواضيع عدة منها الرئاسة، لذلك من الطبيعي ان تُفضي الى خيار ترشيح عون». وأكد «وجود اتّفاق داخل 14 آذار بألا يترك قرار كهذا أي تداعيات على وحدتها واستمراريتها».
تكتل عون: لا حل بعد للتعيينات العسكرية
أكد عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي سليم جريصاتي، بعد اجتماع التكتل برئاسة النائب ميشال عون أمس، أن «مشاركتنا أو عدم مشاركتنا أو مشاركتنا مع الاعتراض القوي في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء (غداً الخميس) أمر مرهون بمساعي ما قبلها». وقال: «لا نخفي أن الحل لم نصل إليه بعد في مسألة التعيينات في المواقع القيادية والشواغر في الأسلاك العسكرية والأمنية، وهناك مسعى عسى أن ينفذ إلى اتفاق». ولفت إلى أن «التكتل تداول في الاستحقاق الرئاسي ولحظ أن ثمة إغراقاً إعلامياً في هذه الآونة يتعلَّق بهذا الموضوع. لسنا مَن يخفي خياراته واستحقاقاته واتصالاته». وأضاف: «قابل الأيام قد يحمل جديداً في المراكمة على الحيثية المسيحية الأقوى والحيثية الوطنية التي يجسّدها عون».
وفي شأن تفعيل الحكومة، أشار إلى أن «مقاربة تفعيلها تتم من منطلقين، الأول: آلية عملها، الحل التوافقي يرضينا ولم يعد يشكل عقبة طالما أننا ارتضينا التوافق الذي يوفّق بين مسلتزمات الوثيقة والدستور والتفعيل علّ أن يستمر هذا التوافق ويسود دون مواربة أو استثناء».
وقال: «يفترض أن تنوجد الحكومة أولاً وأن لا يختزل بعض الحكومة صلاحياتها».
وعن الموقف اللبناني في مؤتمر القاهرة، لفت إلى أن «هذا الموقف يشرّف لبنان وديبلوماسيته في الحفاظ على المصلحة العليا». ورأى أن «هذا الموقف يزاوج بين ميثاق الدول العربية واتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ويعبّر عن سياسة الحكومة في البيان الوزاري». وفي ملف النفايات، رفض التكتل «اتخاذ وزير البيئة قرارا بوقف استيراد مصانع التفكك الحراري شرط موافقة الوزارة المسبقة،، مجدداً رفضه «حل الترحيل». يذكر أن «حزب الله» يتولى الاتصالات مع عون لتأمين حضوره مجلس الوزراء على قاعدة تعيين 3 ضباط أعضاء في المجلس العسكري للجيش، مقاعدهم شاغرة، هم أرثوذكسي وكاثوليكي يعيَّن أحدهما إرضاء لعون والثاني مع الأخذ في الاعتبار رأي «الكتائب» والرئيس السابق ميشال سليمان، وشيعي يجري تعيينه بناء لرأي القيادات الشيعية. وتقضي هذه الاتصالات بعدم طرح موضوع قيادة الجيش.

ترشيح جعجع لعون يخلق توازناً مسيحياً إرباك في “المستقبل” وقلق جنبلاطي
رضوان عقيل/النهار/13 كانون الثاني 2016
أدى الحديث عن احتمال اقدام الدكتور سمير جعجع على ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية الى ضجة تعيشها الكتل والقوى السياسية في الايام الاخيرة. وبات هذا الموضوع يحتل صدارة مناقشات داخلية وجانبية تخطت حدود لبنان. ويقول سياسي عتيق واكب جعجع منذ ان تعرف إليه مرتدياً البزة العسكرية، ان الرجل قد يرشح عون علناً ويسير به الى البرلمان، رغم مشكلات سيواجهها بسبب هذه الخطوة مع حليفه ” التيار الازرق”. وبعد انشغال الشارع السياسي بنتائج “حواري الاثنين” اول من امس ونجاح الرئيس نبيه بري في تحقيق الحد الادنى من غسل القلوب وتلطيف الاجواء الاعلامية بين الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس كتلة ” الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، ستعود الامور بين الطرفين الى الستاتيكو المعهود والذي درج فيه كل طرف على اطلاق رشقات الرد القاسي، كلما تناول احدهما رأس قيادة الجانب الآخر وصولا الى السعودية وايران. ويظهر ان الجميع اتفقوا على مرتكزات التهدئة الداخلية وادارة المرحلة على قاعدة مواصلة الحوار وتفعيل عمل الحكومة التي ستمر غدا بامتحان جديد في ضوء ما سيسلكه وزراء “تكتل التغيير والإصلاح”. وستؤشر معطيات الجلسة الى مسار عمل مجلس الوزراء في السنة الجديدة التي اعادت بدءاً من ايامها الاولى الحرارة الى الاستحقاق الرئاسي والدفع به الى الامام، ولا سيما بعد الحديث عما سيقرره جعجع في هذا الملف، لأنه في حال ترشيحه عون رسمياً سيكون آخر من يقدم على تدمير الجدران القائمة بين 8 و14 آذار وسيلتقي و”حزب الله” على اسم ميشال عون في صندوقة الاقتراع، الأمر الذي لن ينزل بردا وسلاما على الرئيس سعد الحريري وحزب الكتائب والشخصيات المسيحية المستقلة ويولد مساحة من القلق عند النائب وليد جنبلاط، وصولا الى الرئيس بري الذي سبق ان ردد مرات ان هذه المسألة عند الموارنة وما على اقطابهم الا الاتفاق على شخصية واختيارها والسير بها إلى قصر بعبدا. في غضون ذلك لا تخفي جهات سياسية ودينية في الشارع المسيحي ترقبها لما سيقرره جعجع نهائيا في هذا الشأن الذي يعيد الى المسيحيين توازناً تتطلع إليه شرائح واسعة إلى اتمامه بين “التيار الوطني الحر” و” القوات” ونشوء ثنائي جديد على غرار ” الثنائي الشيعي” الذي اثبت نجاعته في اكثر من استحقاق ومحطة صعبة مرت بها الطائفة الشيعية. وقبل الحديث عن ترشيح معراب لعون، ترى جهات مسيحية ان هذا الامر سيسبقه حدوث اتفاق بين الطرفين على طريقة تنظيم البيت المسيحي اولاً وصولا الى توزيع السلطة والمكاسب التي يمكنهما تحقيقها في الانتخابات النيابية على سبيل المثال، بدل الاتكال على المكونين السني والشيعي في اكثر من دائرة . وستصبح لهما الكلمة النافذة في شكل قانون الانتخاب انطلاقاً من أساس مسؤوليتهما في تمثيل 64 نائبا مسيحياً.
ويلاحظ أن صقوراً في “المستقبل” ما زالوا يرددون ان ثمة أبعاداً لدى جعجع يمكن أن تمنعه من تنفيذ هذا ” الانقلاب”، ولا يهملون احتمال أن يدخل ما يفعله في باب التهويل السياسي من أجل قطع الطريق نهائياً امام ترشيح النائب سليمان فرنجيه، الذي لن يغادر حدود زغرتا في السياسة والانتخابات النيابية اذا تمت ولادة الثنائي المسيحي المنتظر. وامام مشهد خلط الاوراق، يراقب “حزب الله” من بعيد التقارب بين جعجع وعون، وهو واضح منذ البداية في عدم سحب تأييده لترشيح عون رغم أن مفتاح قصر بعبدا بدا في الايام الاخيرة في جيب جعجع الذي يتقن فن جذب الأنظار اليه وإشغال حلفائه قبل خصومه

بين فرنجيه وعون…
ميشيل تويني/النهار/13 كانون الثاني 2016
من كان ليقول قبل 25 عاماً انه سيأتي يوم يرشح فيه الحكيم الجنرال؟ فمن الحروب الى الكره المتبادل أصبحنا اليوم في زمن المفاوضات والتحالفات ورد الضرب للحليف الذي تحالف مع الآخر من دون الاستشارة والتفاوض! اليوم نحن أمام مشهد جديد. تحالف وتقارب بين جعجع وعون، وتقارب بين “المستقبل” وفرنجيه. فمَن يصل الى الرئاسة الاولى؟ ومَن المنتصر من التحالفات الجديدة والانقسامات الجديدة؟ مصادر قريبة من “المستقبل” تؤكد معادلة فرنجيه او لا أحد، وان فرنجيه يمكن التواصل معه وأخذ ضمانات منه باعتباره لا يمثل “حزب الله” وإيران بقدر ما يمثلهما الجنرال عون. اما جعجع فيعتبر قريبون منه ان الحريري لم يستشره قبل طرح ترشيح فرنجيه، وهو بدوره سيتصرف كما يحلو له، معتبراً ان طرح عون استراتيجي وان الحزب لن يتخلى عنه وسيستحيل وصول فرنجيه لانه لن يستطيع كسب الاكثرية التي يحتاج اليها. ومن جهة أخرى، اذا وصل عون فسيربح جعجع وسيظهر بصورة من يهمه التمثيل المسيحي اولاً، وسيتحالفان في الحكم، وإذا فاز فرنجيه فسيصبح تحالف عون – جعجع أكبر معارضة مسيحية، لانه معروف تاريخياً انه حيث يجتمع الثلاثي (جنبلاط – الحريري – بري) يذهب المسيحي في الاتجاه المعاكس خوفاً على وضعه. كل هذه تحليلات، لأن بعض ما حصل في القاهرة وفي السعودية جمد المبادرة الرئاسية التي تنتظر ظرفاً خارجياً آخر أكثر ملاءمة. والواقع ان السياسة في لبنان أثبتت أن لا مبادىء توجهها ولا ركيزة، وعدو اليوم يمكنه أن يكون صديق الغد، والعكس صحيح، هذه المعادلة اثبتت ان الموت من اجل قضية او زعيم في وطننا هو موت بلا جدوى، لأنهم في اليوم التالي يقلبون تحالفاتهم ويتجالسون بعد سقوط آلاف الشهداء، وفي أحسن الأحوال تكون الدماء ورقة تفاوض لا أكثر. ففي هذا الوطن لا ينبغي الانجرار وراء أحقاد السياسيين والدفاع بشراسة عن مبادىء الزعماء الذين ينقلبون في اليوم التالي. لكن رغم كل هذه السلبية، لا يمكننا سوى ان نقول ان الشيء الوحيد الإيجابي هو انهم مازالوا يتحاورون في شرق، الفتنة فيه في أوجها، وما زالوا يطرحون أسماء لا تشبههم لمصالح خاصة ربما، لكن هذه الطروحات يمكن ان تخفف التشنج وتثبت للمواطن ان كره الآخر ورفضه هو دون جدوى لانهم في دقيقة واحدة يجتمعون… في كل هذه اللعبة الرئاسية، على الأقل يجب الافادة من كسر نهجي 14 و8 لجهة انتاج الحقد بين الناس والفشل في الحكم لعشر سنوات… لربما التحالفات الجديدة تكون أكثر إيجابية في الحياة السياسية اللبنانية، ولو ان الأمل ضئيل لان الطبقة السياسيةً هي نفسها واللاعبين بمصيرنا هم أنفسهم