عون للسفير الفرنسي: كيف توافقون على انتخاب أسد آخر/حراك مسيحي في لبنان على خط البطريركية المارونية/لا خيارات كثيرة أمام الحلف الثلاثي عون مرشحاً ضد فرنجية أو ورقة بيضاء

304

حراك مسيحي في لبنان على خط البطريركية المارونية.. وهولاند يبحث مع فرنجية المستجدات الرئاسية/مصادر في «الوطني الحر»: لقاء قريب يجمع رئيس «المردة» مع عون
الشرق الأوسط/05 كانون الأول/15بيروت: كارولين عاكوم/تتكثف اللقاءات والمشاورات الرئاسية بين مختلف الأطراف اللبنانية، ولا سيما المسيحية منها، تحت غطاء البطريركية المارونية، للبناء على التسوية الرئاسية التي أطلقها رئيس تيار المستقبل، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وذلك بعدما تحصن النائب سليمان فرنجية «المرشح» للرئاسة رئيس تيار «المردة» بالدعم والمباركة الدولية – الإقليمية. وبعد لقاء جمع الحريري، أول من أمس، بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بحث خلاله المستجدات الرئاسية، كان لافتا يوم أمس، اتصال الرئيس الفرنسي بفرنجية جرى خلاله البحث في المستجدات والتطورات كافة على الساحتين الإقليمية والدولية، وفق ما نقلت بعض المصادر، وهو الأمر الذي ترك انطباعا لدى مختلف الأفرقاء اللبنانيين بأن التسوية الرئاسية بات قاب قوسين من التنفيذ. في السياق نفسه، سجل مساء أول من أمس، لقاء بين فرنجية والبطريرك الماروني بشارة الراعي، بينما لفتت معلومات إلى أن الاستحقاق الرئاسي كان محور اتصال جرى، صباح أمس، بين الراعي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، كما عقد يوم أمس لقاء ثلاثي في بكركي (مقر البطريركية) جمع إلى جانب الراعي رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. وقال بعده الجميل: «لا فيتو على أي شخص. وإذا كان فرنجية مستعدا للتخلي عن صداقاته الشخصية وخطابه السياسي سندعمه»، في إشارة إلى صداقة «رئيس تيار المردة» مع الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا الإطار، قالت مصادر في «التيار الوطني الحر» (التيار العوني) لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأسبوع المقبل سيكون حاسما لجهة الملف الرئاسي»، كاشفة أن لقاء سيعقد بين فرنجية وزعيم «التيار» النائب ميشال عون ليعقد بعده لقاء رباعيا يضم أحزاب 8 آذار». في هذه الأثناء، رأت المصادر في العاصمة اللبنانية بيروت أن «الدفع الإقليمي – الدولي نحو انتخاب فرنجية واضح»، وهو ما يجعل التسوية في طريقها نحو التطبيق، مضيفة «ما قد يعطّلها إما ترشيح جعجع لعون أو العكس، وهو ما لم ولن يتحقق». وعن «الثمن» الذي سيحصل عليه عون في هذا الإطار، قالت المصادر: «نعتقد أن الاتفاق على قانون انتخابي عادل، سيكون الضمانة الأساسية الذي لطالما طالب ويطالب به عون».
من ناحية ثانية، في اجتماعهم الدوري الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، يوم أمس، قال المطارنة الموارنة: «إننا أمام فرصة جدية من أجل ملء الشغور الرئاسي المستمر منذ 18 شهرا وتعاون كل الأفرقاء لإخراج البلاد من أزمة الفراغ»، ولفتوا في بيان لهم، إلى أن «الرئيس بما أنه رأس الدولة كما ينص الدستور، فهو حجر الزاوية في العمارة الوطنية؛ لذلك ينبغي أن يأتي انتخابه عن تبصر عميق في أهمية هذا الموقع». في المقابل، أكد النائب في «تيار المستقبل» أحمد فتفت في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن التيار على تواصل دائم مع حلفائه، ولا سيما المسيحيين منهم، وأنه «ليس من الصعب خرق جدار الرفض المسيحي». وعما إذا كان هناك أي لقاء قريب قد يجمع جعجع بالحريري، قال فتفت: «من جهتنا، نية اللقاء دائما موجودة»، معتبرا في الوقت عينه أنه من الصعب القول إن الانتخابات الرئاسية قد تحصل في الجلسة المقبلة المحددة في 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وفي ضوء ما يمكن وصفه بـ«الليونة» من قبل «الكتائب» تجاه انتخاب فرنجية رئيسا و«تصلب» «القوات»، وبالتالي إمكانية مشاركة «14 آذار» في الانتخابات بغياب الأخيرة، قال فتفت: «نأمل أن نذهب إليها موحدين».
على صعيد آخر، كان وزير الداخلية نهاد المشنوق، قد اعتبر في مؤتمر صحافي، أن «مسألة الملف الرئاسي لا تطرح من حيث التوقيت، ويجب أن تتم في الوقت الذي تكون قد حققت فيه أكبر قدر ممكن من الإجماع الوطني». وردا على سؤال عن موقف حزب الله من ترشيح فرنجية، قال المشنوق: «هذا الموقف يُسأل عنه حزب الله، لكن الواضح أن هناك قبولا لهذا الموضوع». أما بالنسبة لحزب «الكتائب»، فقال رئيسه سامي الجميل إن للحزب مواقفه وثوابته ولا يمكن أن يتخلى عنها، مؤكدا: «إننا لا نتعاطى مع العمل الوطني انطلاقا من حساسيات». وفي تصريح له، من بكركي إثر لقائه البطريرك الراعي، اعتبر الجميل أن الأمر الإيجابي هو أن «الرئاسة باتت الأولوية لدى الجميع، وأعلن: «إن أي مرشح يقترب من ثوابت الكتائب ويلاقيها في منتصف الطريق؛ فبالتالي لا فيتو عليه»، مشددًا: «إننا ننتظر من أي مرشح للرئاسة أن يعلن عن برنامجه السياسي والثوابت والمبادئ التي ستكون ملزمة لجميع اللبنانيين». وأردف: «أي توافق إن كان على الصعيد الوطني أو المسيحي نحن ندعمه، ومع أن تلعب بكركي دورها الكامل في هذا الموضوع». ولفت الجميل إلى أن الاتصالات مع فرنجية تحصل مرة كل يومين «لنرى إذا كان مستعدا لملاقاتنا في منتصف الطريق.. إننا نحاول لأننا نؤمن أن فرنجية إنسان صادق بموقفه وكلمته، إذا أعطانا كلمة وأعلن ذلك أمام الرأي العام نعتبر أننا نستطيع الانتقال إلى مرحلة أخرى معه». واستطرد: «إننا لا نحاسب على الماضي بل نتطلع إلى المستقبل». وأكد: «لا إشكال مبدئي معه مع أي شخص توافقي ويشعر مع اللبنانيين وله دور إيجابي في الصراع اللبناني ويحيده عن الصراع السوري، ولا نعتبر المعيار الشخصي هو معيار التعاطي مع المرشحين للرئاسة».

عون للسفير الفرنسي: كيف توافقون على انتخاب أسد آخر؟
ليبانون ديبايت/ 05 كانون الاول 2015/ زار السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون في دارته في الرابية بعيدا عن الاعلام نهار السبت الفائت وذلك في اول لقاء يعقد بين الطرفين بعد تداول موضوع ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
ونقل موقع “ليبانون ديبايت” وقائع اللقاء الحواري الذي دار في الرابية بتفاصيله وبشكل حرفي، وهذا ابرز ما جاء فيه: توجه السفير الفرنسي الى العماد عون بالسؤال:” ما رأيك في ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية؟ فرد عون “لم اتبلغ شيئا رسميا حتى الآن”، ليرد السفير بدوره “صحيح لكن الامر جدي” فقال عون ” انا اعتبر النائب فرنجية حليفي وما زال عضوا في تكتل الإصلاح والتغيير” . وبدوره سأل عون باولي “لكن حضرة السفير اريد ان اسالك كيف لدولتكم التي اتفقت مع روسيا لمحاربة الارهاب في سوريا والمنطقة وتجاهلت الولايات المتحدة كون الخطر محدق بدولتكم، كما انها قررت الاستعانة بالجيش السوري في حربها هذه ولكنها مازالت على موقفها بضرورة تنحي الرئيس الأسد وخروجه من المعادلة فيما يتعلق بمستقبل سوريا فكيف توافقون على انتخاب “أسد ” آخر في لبنان وهذا باعتراف النائب فرنجية نفسه بانه حليف استراتيجي للرئيس الأسد؟”. فما كان من السفير الفرنسي الا ان يهز رأسه ويجيب :”انا لا املك صلاحية الإجابة على تساؤلاتك”.

اندراوس: لن نعلن موقفنا من تبني ترشيح فرنجية قبل اعلان موقف “القوات” و”الوطني الحر”
05 كانون الاول 2015/ موقع 14 آذار/اوضح نائب رئيس ‘تيار المستقبل” انطوان اندراوس، ان ‘التيار المستقبل” لن يُعلن تبنّيه ترشيح فرنجية الا بعد ‘وضوح” موقف ‘القوات” و”التيار الوطني” و”حزب الله” من الترشيح وخروجهم عن صمتهم، علماً بانه وكما بات واضحاً فان الرئيس سعد الحريري يؤيّد ترشيح رئيس ‘تيار المردة” الذي عليه اعلان ترشيحه في شكل رسمي”. واشار لـ ‘المركزية”، الى ان ‘الامور متّجهة نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي قريباً، وكلام السفير السعودي والبطريرك الراعي امس يؤشر الى ذلك”، وشدد على ‘اهمية ‘تكثيف” المشاورات بين مختلف القوى السياسية لتسريع انتخاب رئيس الجمهورية”، مؤكداً ان ‘الكرة في ملعب رئيس تكتل ‘التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب ‘القوات اللبنانية” سمير جعجع و”حزب الله”. وقال ‘لن نعلن موقفاً رسمياً من تبنّي ترشيح فرنجية قبل اعلان موقف ‘القوات” و”التيار الوطني الحر” وحزب الله”، وذلك احتراماً منّا لشخصه وكي لا يتم حرق ترشّحه”. وعن الضمانات المطلوبة من النائب فرنجية للسير به رئيساً للجمهورية، اوضح اندراوس ان ‘المسألة السورية لم تعد مطروحة لانها اصبحت ‘لعبة أمم”، فلا الحريري ولا فرنجية لديهما اي تأثير في الوضع السوري لان الازمة ‘مدوّلة”، وحتى لو اتّخذ فرنجية موقفاً من الازمة السورية فلن يؤثّر فيها”. اضاف ‘نحن نعلم ان فرنجية صديق للرئيس السوري بشار الاسد، لكن ما تأثير هذه الصداقة على مسار الازمة السورية؟ لا مشكلة بصداقته مع الاسد حتى لو رحل عن السلطة، لكن لا حياة للبنان الا بالنأي عن صراعات المنطقة”، واكد اننا ‘سنستمر بمطالبة ‘حزب الله” بالانسحاب من سوريا، علماً ان وجوده هناك لم يعد له تأثير في التطورات”.

 

لا خيارات كثيرة أمام “الحلف الثلاثي” عون مرشحاً ضد فرنجية أو ورقة بيضاء
بيار عطاالله/النهار/5 كانون الأول 2015
لا خيارات كثيرة أمام الاحزاب المسيحية، وتحديداً الكتائب و”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، فهي متحفظة، او مترددة في افضل الاحوال حيال خيار ترشيح رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، أو تنتظر الضمانات وخط بيان العهد الجديد ليبنى على الشيء مقتضاه، وفي مقدم ذلك مقاربة عهد سليمان بيك (في ما لو انتخب) لعلّة العلّل، أي قانون الانتخاب، قبل ان تعلن الاحزاب المسيحية عن مواقفها. لكن هذه الاحزاب ليست في موقع المتلقّي فقط، وثمة خيار يتم تداوله همساً في أوساطها هو تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية والاندفاع به مرشحاً للقوى المسيحية والمتحالفين معها في مواجهة تحالف بري – جنبلاط – الحريري، او الترويكا التي حكمت من 1990 الى 2005 على قاعدة التفاهم وتوزيع الحصص في ما بينها، وفي ظل رئيس جمهورية مسيحي ضعيف لا يتمتع بدعم المسيحيين والتفافهم حوله. أوساط “التيار الوطني الحر” لا تعلق سلباً ولا ايجاباً، وهي تنتظر ما ستؤول اليه الامور بعد المشاورات الكثيفة التي تجري وموقفها واضح من ترشح زعيمها، أما على محور “القوات اللبنانية” فالامور أكثر من متأزمة، وخيار تبني ترشيح عون الذي تحدث عنه النائب انطوان زهرا ليس بالامر الذي يمكن “بلعه بسهولة”، خصوصا على مستوى القيادة التي وقعت ورقة “اعلان النيات” مع التيار، ثم توقفت عند حدود كلمات هذا الاعلان العمومية، ولم تتمكن من تجاوزها الى فعل حقيقي يتمثل في العبور الى ملف الرئاسة الاولى بعمل مشترك يشكل التفاهم المسيحي على رئاسة عون نواته الاولى. واستناداً الى اوساط “قواتية” متابعة، فإن رئيس “القوات” سمير جعجع أمام خيارات صعبة بين السيئ والاسوأ، وهو يواجه على محاور عدة ملتهبة، تبدأ أولاً من الحليف سعد الحريري الذي تخلى عن اقرب حلفائه في لحظة واحدة، وعن سابق تصور وتصميم وتخطيط، من دون ان يكترث لمواقف “القوات” ومقاربتها للملف الرئاسي، مسدداً ضربة قاصمة الى تحالف 14 آذار، وربما كانت القاضية. وثاني محاور المواجهة هو خيار التعامل مع الموقف السعودي، الذي حرص رئيس “القوات” على مقاربته بكل حذر وهدوء، منعاً لكسر العلاقة السعودية – “القواتية” التي بلغت مراحل متقدمة، لكن طرح موضوع ترشح فرنجية بهذا الشكل الفجّ، ومواقف السفير السعودي من بكفيا، أوقعت جعجع في التناقض بين مواقفه المبدئية وما تطلبه المملكة التي عارضت وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية وارتضت بصديق الرئيس بشار الاسد رئيساً للبنان. وتالياً، تبدو خيارات “القوات” في اتجاهين متناقضين، إما القبول بفرنجية والرضوخ لمنطق التسوية مع كل تبعات هذا الامر عليها، وإما الاندفاع في خيار “راديكالي” هو تبني ترشيح حليفها المستجد و”اللدود” العماد عون على قاعدة كسر المنطق “القواتي” في العداء بين الجانبين، والنجاة بالنفس من صراع لا بد ان يستعر مع فرنجية، على النفوذ في كل الاتجاهات وخصوصاً شمالاً. ومعلوم أن فرنجية رئيساً – استناداً الى تجاربه الوزارية والسياسية – قادر من خلال نسج تحالفات محلية على هز معقل جعجع في بشري نفسها، الامر الذي لا ينطبق على “التيار الوطني” الذي اضحت حدود نفوذه معروفة بتفاصيلها. كتائبياً، يبدو خيار عون موضوعاً على نار خفيفة وبعيداً من الاضواء، رغم ان منسوب التفاهم بين العونيين والكتائبيين ليس مرتفعاً، ثمة نقاش في المسألة سوف يتصاعد حتماً مع اقتراب موعد الجلسة الانتخابية في 16 من الجاري، وعندها سيكون على الكتائبيين و”القواتيين” حسم أمرهم وخيارهم بين فرنجية وعون، وربما كانت هذه الخيارات الصعبة درساً للقيادات المارونية بعد التلكؤ في حل مشكلاتها وترك الاخرين يقررون في الامور كافة، وصولاً الى ملف رئاسة الجمهورية المكرسة باسم الموارنة