علي الأمين: فرنجية رئيساً: فتّش عن النفط/جنوبية:إغراءات قدمها المستقبل لعون مقابل ترئيس فرنجية

400

فرنجية رئيساً: فتّش عن النفط
علي الأمين/جنوبية/ 26 نوفمبر، 2015
يواكب اقتراح سليمان فرنجية للرئاسة معركة موازية على محاصصة النفط. إذ ثمّة سبع شركات تجري عملية تقاسمها بين القوى السياسية الفاعلة، وهي دخلت في معركة المقايضة على الطريق إلى قصر بعبد. إذ يعلم المتابعون ان الذي يدير معركة فرنجية الرئاسية هو احد رجال الاعمال اللبنانيين المغتربين الذي يعمل في قطاع النفط في افريقيا.
الوزير السابق سليمان فرنجية التقى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وشاع خبر أنّهما توافقا على اسم سليمان فرنجية كمرشّح جدّي لرئاسة الجمهورية من قبل الحريري، بعدما كان السيّد حسن نصر الله قد دعا إلى تسوية داخلية عشية تفجيري برج البراجنة وغداتهما، تقوم على تنازلات متبادلة بين فريقي الانقسام الداخلي.
لم يكن أكثر المتفائلين بإمكان حصول التسوية يتوقع أن يكون موقف الحريري “متنازِلاً” إلى درجة تسمية فرنجية، لذا كان الردّ على ما شاع عن تبنّي الحريري هو أنّها “مجرّد اشاعة”، وفي احسن الأحوال مناورة سياسية في الوقت الضائع ولا تحمل فرص صمودها على ارض الواقع لأسباب ترتبط بفريق 14 آذار وتحالفاته، التي لا يمكن ان تصمد فيما لو ذهب سعد الحريري الى تبني هذا الترشيح. كما أن قوى 8 آذار، ولا سيما التيار الوطني الحر، لن يقبل بمثل هذه التسوية التي تجعل من ترشيح العماد ميشال عون فاقدا لفرصة الرئاسة حتى وهي تؤول عمليا الى فريقه السياسي المسيحي وحليفه حزب الله وقوى 8 آذار عموما.
الايام السابقة رسّخت حقيقة انخراط الحريري في تسوية لم تتضح معالمها بعد سوى ان فرنجية سيكون رئيسا. وزادت من ارباك قوى 14 آذار التي بدت غير منسجمة حيال هذه التعليمة التي وصلت الى الجميع بأن فرنجية مشروع جدي للرئاسة، لا بل بدت ماكينة تيار المستقبل ملتزمة بما قاله زعيمها، رغم الاصوات المعترضة التي يجري ترويضها بمنعها من الذهاب بعيدا في رفض هذا الترشيح. خصوصا بعدما خرجت أصوات اعتبرته مناقضا للمنطق السياسي الذي لا يمكن أن يصل إلى حدّ تبني ترشيح الخصم.
في المقلب المسيحي ليس الأمر افضل حالاً، فالقوات اللبنانية لا يمكن ان تقرأ هذه الخطوة الا باعتبارها خروجا على شروط التحالف ومقتضيات الحد الأدنى، وبالتالي رفض الدكتور سمير جعجع الذهاب الى باريس حيث يجري اعداد “طبخة السم” وانضاجها بجهد فرنسي وايراني وسعودي. وهذا مؤشّر على أنّ دائرة الاعتراض المسيحي ليست هيّنة في 14 آذار وقد تكون مرشحة للتصاعد في الايام المقبلة، فيما حزب الكتائب الذي التقى رئيسه سامي الجميل الحريري في باريس قبل ايام، ابدى موافقته على ترشيح فرنجية بعد عودته من باريس. لكنّه اشترط ليصبح هذا التأييد ناجزاً أن يتبنّى فرنجية موقفا واضحا من مستقبل سلاح حزب الله، ومن علاقة لبنان بالنظام السوري. هذا الاشتراط قرأه البعض على انه رفض مبطّن لخيار فرنجية، فيما اعتبره آخرون محاولة لرفع سقف الشروط قبل انجاز التسوية.
العماد ميشال عون بالتأكيد ليس مرتاحا لما يعتبره “سرقة حقّ له”، ولو كانت السرقة “من العبّ للجيبة”. إلا أنّه في الوقت نفسه لا يمكن أن يرفض ترشيح فرنجية الحليف، وان كان يمني النفس بأن يكون هو من يسمّي مرشّح الممانعة للرئاسة. الأمر محرج له لأن فرنجية نفسه لا يزال متمسّكاً به كمرشح لقوى 8 آذار.
هذا في حين أنّ أجواء الرابية لا تزال تعتبر أنّ هناك محاولة حرق لفرنجية بترشيحه، انطلاقا من قناعة لديها بأنّ موافقة ايران وحدها لا تكفي اذا لم تكن السعودية موافقة على فرنجية. وترجح اوساط الرابية ان ما يجري هو لعبة سياسية ستنكشف في وقت قريب لأن السعودية لا يمكن ان توافق على ترشيح فرنجية لاسباب سورية تتصل بعلاقة فرنجية بالاسد. لاسيما ان التدخل الروسي الاخير اطال بعمر النظام وبالتالي مغادرة الاسد ليست مطروحة للبحث في المدى القريب، وهذا ما يجعل من غير المنطقي ان تدعم السعودية خيار الاسد في لبنان. وتذكر اوساط الرابية بما جرى مع العماد ميشال عون عندما وافق الرئيس الحريري على ترشيح عون للرئاسة ورفضت السعودية الترشيح لاحقاً.
في المقابل، وعلى رغم اشارة بعض الاوساط الى دور الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط في تبني خيار فرنجية للرئاسة والعمل على تسويقه، فإنّ مصادر مطلعة في باريس تحيل هذا التطور الى جهد فرنسي ايراني بالدرجة الاولى، في سياق التمهيد الجدي لحوار ايراني – سعودي يبدأ من حلّ في لبنان واليمن، ويمهد للحل في سورية. والى جانب ذلك ثمة من بدأ يحذر داخليا من انهيار جدي على المستوى المالي والاقتصادي، لا سيما ان قرار وقف المساعدات العربية للبنان هو امر اكثر من حقيقي، وستكون له تداعياته على لبنان فيما لو بقيت المراوحة هي المسيطر على الانقسام الداخلي وعلى الفراغات الدستورية.
في كل الأحوال يواكب اقتراح سليمان فرنجية للرئاسة معركة موازية على محاصصة النفط. إذ ثمّة سبع شركات تجري عملية تقاسمها بين القوى السياسية الفاعلة، وهي دخلت في معركة المقايضة على الطريق إلى قصر بعبد. إذ يعلم المتابعون ان الذي يدير معركة فرنجية الرئاسية هو احد رجال الاعمال اللبنانيين المغتربين الذي يعمل في قطاع النفط في افريقيا، وهو الذي نظّم لقاء الحريري وفرنجية في باريس، وهو الذي يطمح لأن يدير عملية استثمار النفط في لبنان ومحاصصتها، والذي يشاع أنّه سيكون وزيرا للمالية في حال صار فرنجية رئيسا.

 

 

مصدر يكفش عن «إغراءات» قدمها المستقبل لعون مقابل «ترئيس» فرنجية
خاصّ جنوبية 27 نوفمبر، 2015
لم تحجب رياح التسوية الرئاسية، والتي هبّت على لبنان منذ أيام وخلّفت اضطراباً في صفوف الحلفاء والخصوم الاهتمام بعودة السخونة السياسية إلى الجبهة السعودية ـ الإيرانية بعد فرضِ الرياض أمس عقوبات على 12 شخصاً ومؤسسة قالت إنّهم يعملون لمصلحة “حزب الله”.
على مدى ما يقرب من أسبوع، موضوع واحد يشغل الأوساط الرسمية والحزبية والنيابية ويتعلق ليس بترشيح فرنجية للرئاسة، ولا بجدية هذا الترشيح، بل بالخلفية التي استدعت هذا التطور، والآلية التي يتعين سلوكها لنقل التصورات إلى أرض الواقع، والفترة الزمنية المتوقعة وآفاق التسوية التي سترسو عليها خطوة إيصال فرنجية إلى قصر بعبدا.
“8 آذار” تدعو الحريري الى اعلان ترشيح فرنجية
علمت “الأخبار” أن مرجعاً بارزاً في “8 آذار” دعا الحريري إلى إصدار موقف علني يعلن فيه رسمياً ترشيحه فرنجية لرئاسة الجمهورية، وما إذا كان موقفه هذا يعبّر عن تيار “المستقبل” حصراً، أو يمثل فريق 14 آذار مجتمعاً. كذلك، طلب المرجع من الحريري تظهير موقف واضح للرياض وواشنطن من الموضوع نفسه.
وبدا لـ”الأخبار” أن لدى “8 آذار” خشية من مناورة حريرية، كما حصل سابقاً مع عون، بهدف إطاحة ترشيح الأخير، ثم التراجع عن دعم فرنجية بذريعة غياب الاجماع المسيحي حوله. ويجري التداول بمؤشرات توحي بأن الموقف السعودي من ترشيح فرنجية “إيجابي جداً”، وأن هذا ما كان يُفترض أن يعبّر عنه الحريري في تصريح علني (تردّد أنه تريّث في إطلاقه في الساعات الأخيرة) يتبنّى ترشيح زعيم المردة. كذلك تردّد أمس أن موعداً قد يكون حُدّد قريباً لزيارة للسعودية يقوم بها فرنجية، ويلتقي خلالها ولي ولي العهد محمد بن سلمان.
وفي سياق هذا السيناريو، قالت “الديار” إن الحريري سوف يعقد مؤتمرا صحافيا خلال أيام قد يكون في اي لحظة او مطلع الأسبوع القادم يعلن فيه ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، وبعد اعلان “المستقبل” تأييده، سيصدر عن جنبلاط تأييده، كذلك سيصدر عن كتلة الرئيس نبيه بري تأييده، باستثناء “حزب الله” الذي سيكون متحفظا نظرا لحساسية العلاقة ولدقتها بين “حزب الله” والعماد ميشال عون.
لا إطلالة للحريري
–  لكن “اللواء” أكدت أن الحريري يتريث من دون ان يوقف مروحة الاتصالات الواسعة التي يجريها، اما بهدف التوضيح أو الإقناع أو الوقوف على الرأي الآخر، كما أفادت مصادر مواكبة للاتصالات لـ”النهار” ان لا صحة لما تردد أمس عن عزم الحريري على الاطلالة إعلاميا قريبا للتحدث عن موضوع الانتخابات الرئاسية.
“14 آذار” تدعو “حزب الله” إلى اعلان ذلك
الا ان مصادر مطلعة تُشير لـ”اللواء” ان خطوة إعلان الترشيح يتوقع ان تأتي من فريق “8 آذار” و”حزب الله” على وجه التحديد، في خطوة متكاملة تقضي بسحب النائب ميشال عون ترشيحه، وإعلان “حزب الله” تبني ترشيح فرنجية، ثم يأتي موقف فريق “14 آذار”، وفي مقدمة تيّار “المستقبل”.
“حزب الله” ينأى بنفسه عن الملف الرئاسي.. بإنتظار اتضاح الصورة
“حزب الله” نأى بنفسه عن اي توجه اعلامي او رسمي علني في شأن مسار ترشيح فرنجية تاركا للاتصالات الجارية مع حلفائه ولا سيما منهم رئيس “تكتل التغيير والاصلاح ” النائب ميشال عون وفرنجية بالاضافة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تأخذ مجراها بعيدا من دلالات الاحراج الذي وجد الحزب نفسه امامه عقب تغيب عون عن الجولة الاخيرة من الحوار في عين التينة والذي عكس بوضوح تصاعد الازمة الصامتة بينه وبين فرنجية.
وفي معلومات “اللواء” أن المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل زار فرنجية وتمنى عليه التريّث في إعلان ترشيحه رسمياً في انتظار استكمال المشاورات مع عون والتخفيف من حدة معارضته لهذا الترشيح.
توتر بين بنشعي والرابية ولا لقاء قريب
تتحدث مصادر الرابية وفق “الأخبار” عن استياء شديد من عدم إحاطة فرنجية عون بأجواء لقاء باريس، قبله وبعده، وهو ما تردّ عليه أوساط زعيم “المردة” بأنه لم يوضع مسبقاً في أجواء اللقاء الباريسي الآخر بين عون والحريري.
وبمعزل عن نتائج الاتصالات، إلا أن الترشيح بدأ يفعل فعله. ففيما لا ترى الرابية أن لديها جديداً تقدّمه، وأن من يقبل بالزعيم الشمالي القريب تاريخياً من القيادة السورية يمكنه أن يقبل بعون الأقل قرباً من هذه القيادة، لا يريد فرنجية لقاءً بروتوكولياً، بل يسعى الى وساطة تنتج تفاهماً قبل الاجتماع.
عرض مغري لعون
وفي ما يجري تداوله وفق “اللواء” أن هناك عرضاً مغرياً لعون للخروج من السباق الرئاسي، ويقضي بإعادة توزير الوزير الحالي جبران باسيل، وربما توزير العميد شامل روكز أيضاً.

 

ملاحظة: الصورة المرفقة مع المقالين هي للمغترب اللبناني جيلبرت الشاغوري، رجل الأعمال الذي جمع الحريري وفرنجيه في منزله الباريسي