طارق الحميد: الحوثيون وخمس ساعات مع حسن نصر الله/جيمي كارتر: خطة للتخلص من الأسد وداعش/حازم الامين: صورة الرئيس المنتهكة في موسكو وفي حلب

354

الحوثيون.. وخمس ساعات مع حسن نصر الله!
طارق الحميد/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/15
كشفت صحيفة «السفير» اللبنانية عن لقاء ضم وفدًا من الحوثيين مع حسن نصر الله، في لبنان، وذكرت الصحيفة أن الاجتماع استمر لمدة خمس ساعات، أبلغهم فيها حسن نصر الله مباركته «للخطوات» التي يقومون بها، وقال المتحدث باسم الحوثيين للصحيفة إن نصر الله شجعهم على «المضي في الحوار بنفس عزيمة المواجهة في الميدان»! ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الحوثيين قوله إن هناك خلافات واقعة بين الحلفاء المعنيين باستعادة الشرعية في اليمن، ونقلت عنه رؤية تحليلية متناقضة، ومرتبكة، تظهر أن الخلاف الحقيقي هو بين الحوثيين وعلي عبد الله صالح! إلا أن السؤال هنا هو: هل فعلا بارك نصر الله خطوات الحوثيين؟ وهل كان اجتماعًا وديًا كما قيل؟ بحسب عدة مصادر مطلعة، فإن حقيقة ما حدث هو أن الحوثيين التقوا حسن نصر الله فعلا، ودار نقاش مطول، لكنه لم يكن وديًا، ولا اجتماع مباركة، بل كان الحوثيون يعاتبون حزب الله، وإيران، على خذلانهم لهم، كون الدعم ليس كافيًا، وخصوصًا بعد استعادة الشرعية لعدة مدن يمنية بدعم من التحالف العربي. وتقول المصادر إن الحوثيين سمعوا من حزب الله «جردة حساب طويلة، وعريضة، بما قدم لهم من دعم لم يستثمروه، ومن نصح لم يسمعوه»، وقيل للحوثيين تصرفوا وحدكم، ولا تنتظروا منا دعمًا أكبر. وبحسب المصادر المطلعة فإن الحوثيين لم يكونوا يطلبون المباركة من حزب الله على استجابتهم للحوار السياسي في اليمن، بقدر ما كانوا عاتبين على الحزب، والإيرانيين، لأنهم كانوا ينتظرون دعمًا أكبر، ومواقف جادة، أكثر فعالية، مثلا، من مواقف حزب الله الإعلامية. ومقابل ذلك تلقى الحوثيون في الاجتماع لومًا قاسيًا. وموقف حزب الله هذا، والذي يعني أنه موقف إيران أيضًا، يعني أن طهران والحزب باتا يعيان أنه لا أمل في تحقيق انتصار في اليمن، وخصوصًا مع توالي سقوط المدن اليمنية بيد قوات التحالف، وهو ما يعني عودتها للقوة الشرعية اليمنية. ومع الورطة التي يمر بها حزب الله الآن في سوريا، وسقوط قتلى في صفوفه، وقياداته هناك، وكذلك توالي سقوط قتلى من قيادات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهو ما يثير تساؤلات بعد التدخل الروسي، كل ذلك يقول إن إيران، وحزب الله، ليس بمقدورهما تلقي مزيد من الخسائر في مكان آخر، مثل اليمن، ويبدو أن حزب الله كان يعول على الحوثيين للقيام بأضرار ملحوظة على الحدود السعودية، وهو ما لم يحدث، بل على العكس تكبد الحوثيون خسائر جسيمة في اليمن، وعليه فإن الإيرانيين، ومعهم حزب الله، قد قرروا ترك الحوثيين لمواجهة مصيرهم، وهذا أمر متوقع، فكما ضحت إيران بـ«حماس» من قبل، في حربي غزة، ولم تتدخل، وكما تركت حزب الله يواجه إسرائيل وحيدًا في 2006، فإنها ستترك الحوثيين، وغيرهم، فهذه إيران الخمينية، وهذا هو تاريخها.

خطة للتخلص من الأسد و{داعش}
جيمي كارتر/الرئيس الأميركي الأسبق/الشرق الأوسط/25 تشرين الأول/15
أعرف بشار الأسد، الرئيس السوري، منذ أن كان طالبًا في كلية لندن، وقضيت ساعات طويلة في التفاوض معه منذ توليه منصبه. كان ذلك في الغالب بناءً على طلب من حكومة الولايات المتحدة، خلال تلك الأوقات الكثيرة التي انسحب فيها سفراؤنا من دمشق بسبب الخلافات الدبلوماسية.
اتبع بشار ووالده حافظ، سياسة عدم التحدث مع أي شخص في السفارة الأميركية خلال فترات القطيعة، لكنهما كانا يتحدثان معي. لاحظت أن بشار لم يطلب أبدًا مشورة أو معلومة من أحد موظفيه. وكانت السمة السائدة لديه هي العناد؛ كان من المستحيل تقريبًا من الناحية النفسية لديه أن يغير رأيه – وبالتأكيد ليس عندما يكون تحت ضغط. قبل انطلاق الثورة في مارس (آذار) 2011، كانت سوريا تمثل نموذجًا جيدًا للعلاقات المتناغمة بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة، بما فيها: العرب، والأكراد، واليونانيون، والأرمن، والآشوريون، واليهود، والسنة، والعلويون، والشيعة. وتحكم عائلة الأسد البلاد منذ عام 1970، وكانت فخورة جدا بهذا الانسجام النسبي بين مجموعاتها المتنوعة. وعندما طالب المحتجون في سوريا بالإصلاحات التي طال انتظارها في النظام السياسي، اعتبر الرئيس الأسد ذلك جهدًا ثوريًا غير قانوني للإطاحة بنظامه «الشرعي»، وقرر بشكل خاطئ القضاء عليه باستخدام القوة غير الضرورية. ولأسباب كثيرة معقدة، تلقى بشار الدعم من قبل قواته العسكرية، ومعظم المسيحيين، واليهود، والشيعة، والعلويين، والآخرين الذين يخشون استيلاء المتطرفين على السلطة. وأصبحت آفاق الإطاحة به بعيدة المنال. ينخرط مركز كارتر في سوريا بعمق منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، وقد شاركنا أفكارنا مع كبار المسؤولين في واشنطن، ساعين للحفاظ على فرصة للحل السياسي لهذا الصراع المتنامي بسرعة. وعلى الرغم من احتجاجنا المستمر، لكن بطريقة سرية، كان الموقف الأميركي في البداية هو ضرورة أن تتضمن الخطوة الأولى لحل الصراع، الإطاحة بالأسد من منصبه. ورأى هؤلاء – الذين عرفوه – هذا الأمر بمثابة طلب غير مثمر، لكن تصرّ أميركا عليه منذ أكثر من أربع سنوات. وفي الواقع، كان تنفيذ شرط أميركا الأساسي لجهود السلام مستحيلاً. حاول كل من كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائري الأسبق، إنهاء الصراع، بصفتهما ممثلين خاصين للأمم المتحدة، لكنهما تخليا عن الجهد باعتباره غير مثمر، بسبب عدم التوافق بين أميركا وروسيا ودول أخرى بشأن وضع الأسد خلال عملية السلام. وفي مايو (أيار) 2015، زارت مجموعة من القادة العالميين، المعروفين باسم «الشيوخ»، موسكو، أجرينا خلالها مناقشات مفصلة مع السفير الأميركي، والرئيس الأسبق ميخائيل غورباتشوف، ورئيس الوزراء الأسبق يفغيني بريماكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وممثلي المراكز البحثية الدولية، بما فيها فرع موسكو لمركز كارنيغي. أشاروا جميعهم إلى الشراكة طويلة الأمد بين روسيا ونظام الأسد، والتهديد الكبير الذي يفرضه تنظيم داعش لروسيا التي يعتبر نحو 14 في المائة من تعداد سكانها مسلمين سنة. وسألت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق عن دعمه للأسد، وعن الجلستين اللتين عقدهما هذا العام مع ممثلي الفصائل السورية. وأجاب بأنه لم يتحقق تقدم يذكر، وأنه يعتقد أن الفرصة الحقيقية الوحيدة لإنهاء الصراع السوري هي بانضمام إيران وتركيا والسعودية إلى الولايات المتحدة وروسيا من أجل إعداد مقترح سلام شامل. وكذلك اعتقد بوتين أن كل الفصائل في سوريا، باستثناء «داعش»، سوف تقبل تقريبًا بأي خطة تفرضها تلك الدول الخمس بقوة، حيث تدعم إيران وروسيا، الأسد، وتدعم الدول الثلاث الأخرى المعارضة. وبناء على موافقته، نقلت هذا الاقتراح إلى واشنطن. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، ظل مركز كارتر يعمل مع السوريين من مختلف الطوائف السياسية، وقادة المعارضة المسلحة، والدبلوماسيين من الأمم المتحدة وأوروبا، لإيجاد مسار سياسي لإنهاء الصراع. واستند هذا الجهد إلى بحث يعتمد على بيانات بشأن الكارثة السورية أجراه المركز، والذي يكشف عن موقع الفصائل المختلفة، ويظهر بوضوح أنه لا يمكن لأي من الطرفين في سوريا الهيمنة عسكريًا. وساعد آخر قرار لروسيا بدعم نظام الأسد عبر الضربات الجوية والقوى العسكرية الأخرى على تفاقم القتال، ورفع مستوى التسلح، وقد يزيد ذلك من تدفق اللاجئين للدول المجاورة وأوروبا. وفي الوقت ذاته، ساعد القرار على توضيح الخيار بين العملية السياسية التي يكون لنظام الأسد دور فيها، والمزيد من الحرب التي يصبح «داعش» فيها تهديدًا أكبر على السلام العالمي. وفي ظل هذه البدائل الواضحة، قد تصوغ الدول الخمس المذكورة آنفًا اقتراحًا بالإجماع. لكن للأسف، لا تزال الاختلافات بين تلك الدول قائمة. حددت إيران سلسلة من أربع نقاط قبل عدة أشهر، تتكون من: وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة، وإجراء إصلاحات دستورية، وإجراء انتخابات. ومن خلال العمل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والاستفادة من اقتراح الدول الخمس، يمكن العثور على آلية لتنفيذ هذه الأهداف. ويعتبر إشراك روسيا وإيران ضروريًا. وكان التنازل الوحيد للأسد خلال أربع سنوات من الحرب هو التخلي عن الأسلحة الكيماوية، ولم يفعل الأسد ذلك سوى تحت ضغط من روسيا وإيران. وبالمثل، قال إنه لن ينهي الحرب عن طريق قبول التنازلات المفروضة من قبل الغرب، لكن من المرجح أن يفعل ذلك إذا حثّه حلفاؤه على ذلك. وحينها، يمكن لسلطة الأسد الحاكمة أن تنتهي في عملية منظمة، وتأسيس حكومة مقبولة في سوريا، ويمكن حينئذ بذل جهود متضافرة للقضاء على تهديد «داعش». إن التنازلات المطلوبة ليست من جانب المقاتلين في سوريا، لكن من جانب الأمم الفخورة بنفسها التي تدّعي أنها تريد السلام، لكنها ترفض تعاون بعضها مع بعض.

 

صورة الرئيس المنتهكة في موسكو وفي حلب
حازم الامين/الحياة/25 تشرين الول/15
صورتا هذا الأسبوع كانتا: الأولى تلك التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس ما تبقى من النظام السوري بشار الأسد، والثانية صورة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بين مقاتلين إيرانيين ولبنانيين في مدينة حلب السورية. في الأولى بدا الأسد وحيداً ومُستدعًى، وهي وُزِّعت بعد أن عاد إلى دمشق واطمأن الروس إلى عودته سالماً آمناً من رحلته التي هي الأولى له إلى خارج سورية منذ 2011، وفي الثانية أراد قاسم سليماني أن يعلن عبرها وجوده في سورية في لحظة يبدو أن باب المساومات قد فتح هناك. بعد واقعتي موسكو وحلب، هل صحيح أن أحداً ما زال معتقداً أن لبشار الأسد مستقبلاً في سورية؟ فالرئيس المُستَدعى إلى موسكو تتولى الأخيرة تأمين غطاء جوي لحربه على السوريين، فيما يتولى بطل الصورة الثانية، الجنرال سليماني، تأمين المهمة البرية. وهنا يبدو أن المؤمن (واقعياً وليس أخلاقياً) بمستقبل لبشار، لا يختلف عن المؤمن بمستقبل لأبو بكر البغدادي في دولته الواقعية والافتراضية. إلا إذا انطوى هذان الإيمانان على اعتقاد بأن الحرب هي المستقبل. صورة «الرئيس» بين يدي سيد الكرملين بدت كاشفة لمستوى الوهن الذي بلغه، كما أنها قرينة تمكن الاستعانة بها في مجال البحوث النفسية حول شخصية المستبد وما تنطوي عليه من ميول امتثالية ومن فقدان للثقة بالنفس، يُفَسرُ العنف في ضوئهما بصفته نزوعاً تكوينياً مهمته تعويض مشاعر الامتثال واهتزاز الثقة بالنفس.أما صورة سليماني في حلب فتطرح تساؤلاً آخر، ذاك أنها ليست مجرد صورة التقطت مصادفة. ثمة من قرر أن يلتقط صورة لنفسه وبين مقاتليه في مدينة حلب. لهذه الصورة وظيفة من دون شك. فلماذا قرر سليماني أن يلتقطها وأن يُوزعها؟ وماذا أراد أن يقول؟ ومع من يتكلم؟ الصورة مسيئة من دون شك لحليفه الضعيف بشار الأسد، ذاك أنها تكشف أن المساهمة الإيرانية في الدفاع عن النظام في سورية لا تقتصر على المقاتلين والخبراء، إنما تتولى طهران بنفسها قيادة المعارك.
وصورة سليماني رسالة في أكثر من اتجاه، ففيما تصدرت موسكو مشهد المواجهات السورية وشرعت بعمليات مساومة ومفاوضة موحية بأنها انتزعت المبادرة من يد طهران، التقط سليماني الصورة لنفسه في حلب. والصورة، إذ لم تكترث لما تخلفه من انطباع بأن من يقاتل في سورية لم يعد الأسد ولا قواته، جاءت أيضاً رداً على انتهاك آخر لصورة «السيد الرئيس»، تلك التي ظهر فيها وحيداً ومن دون فريقه في حضرة قادة الكرملين. القول أن انسجاماً روسياً إيرانياً قائم في الحرب السورية، لا تثبته صورتا الأسد في موسكو وسليماني في حلب. ثمة تنافس لا يقيم وزناً لصورة «الرئيس»، وثمة سباق على الاستثمار في وهنه. والرغبتان في الإبقاء عليه رئيساً ضعيفاً تلتقيان عند حدود ضعفه لكنهما تفترقان في الكثير من المواضع الأخرى، ولا دليل على ذلك أوضح من التسابق على توزيع الصورتين. في هذا السياق، يبدو القتال المركّب في سورية أغرب تجربة حرب شهدها التاريخ الحديث، ذاك أننا أمام قوة برية خارجية (إيران وجماعاتها) وقوة جوية غريبة (روسيا)، والقوتان لا تمتان لبعضهما بعضاً بعلاقات ومصالح صلبة، والأرجح أن مهمة النظام السوري وما تبقى لديه من وحدات عسكرية في هذه الحرب هي التنسيق بين القوتين. يحتاج المؤمنون بأن للأسد موقعاً في مستقبل سورية إلى الكثير من انعدام الإدراك حتى يستمروا في قناعتهم هذه. فالمشهد من حول «الرئيس» شديد الوضوح، وقد يفهم المرء تمسك البعض بصورة الرئيس بانتظار تسويات تمليها متغيرات ميدانية، ولكن أن يكون هناك من لا يزال مؤمناً أو مصدقاً أو مستثمراً في إمكان تسوية تبقي عليه، فهو يُغامر بمستقبله على مذبح هذا الخطأ. والحال أن صورتي سورية المشار إليهما مثلتا مرحلة مختلفة في علاقة الرئيس بـ «حلفائه». ذاك أنهما كشفتا عن مرحلة لم يعد معها الحلفاء حريصين على صورة رئيسهم في سورية. فأن ترسل موسكو طائرة عسكرية لتصطحب الرئيس بمفرده إلى الكرملين من دون أن يعلن عن الزيارة إلا بعد انتهائها، فهذا إعلان بأنه لم يعد للرئيس من يحميه ومن يصطحبه. وأن تُكمل طهران المهمة بأن تبُث صورة لسليماني يقود المعارك في حلب، فهذا إعلان أيضاً عن «أننا نحن من يقوم بالمهمة». والحال أن لعبة الصورة كان سليماني قد افتتحها في العراق بعد سنوات من العمل في الظل هناك، وهي جاءت جزءاً من قرار إيراني بمنافسة الأميركيين في حربهم الجوية على «داعش» في مدن غرب العراق ووسطه وشماله. أراد سليماني في صوره العراقية أن ينتزع من الأميركيين ما تبقى لهم من دور في العراق، فأطلق لكاميرته العنان وراح يجوب فيها الجبهات هناك. لكن نجاح مهمته العراقية، المتمثلة في تصدر النفوذ في بغداد، ترافق مع رغبة أميركية بالانكفاء، وبعدم مقاومة واشنطن للتوسع الإيراني. أما في سورية فمنافسة الروس عبر الصور وعبر تعمد تصديع صورة الرئيس، تأتي مع اندفاعة روسية معززة بضمانات لإسرائيل وبميل ما تبقى من نظام بالاقتراب من المهمة الروسية أكثر من الانخراط في المهمة الإيرانية. الأسد الضعيف والواهن بين حلفائه، قوي فقط بين خصومه، ذاك أن الفشل الذي لازم أي مشروع سياسي لقوى المعارضة جعل مقولة غياب البديل حقيقة لا يمـكـن تـــجاوزها. فحــتــى بالنـــســبة إلــــى موسكــو وطهران فإن احتمال المقـــــايــضــة على مستقبله سيصطدم بواقع انعدام البديل. وهذه الحقيقة تفتح على حقيقة أخرى هي أنه، في المدى المنظور، يبدو أن الحرب أفق وحيد. والمأساة تكمن في أن الحرب هنا لا وظيفة لها سوى تأمين استمرارها.