خيرالله خيرالله: لو كانت ايران جدّية في مكافحة الإرهاب/نصرالله يرد على المستقبل: فلتكن المواجهة/حزب الله: لا إشكال شرعي بالتنسيق الاسرائيلي الروسي في سوريا/هكذا ردّ نصرالله على نهاد المشنوق ودعاه للرحيل عن الحكومة

285

لو كانت ايران جدّية في مكافحة الإرهاب!
خيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين/19 تشرين الأول/15
النظام السوري و’داعش’ وجهان لعملة واحدة. كلّ واحد منهما يعتمد على الآخر لتبرير وحشيته.
من سخرية القدر ان تتحدّث شخصية رسمية ايرانية من بيروت بالذات عن مكافحة الإرهاب. اختار علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (مجلس النواب) مقر وزارة الخارجية اللبنانية لتأكيد ان ايران تحارب الإرهاب. الشيء الوحيد الأكيد في المشهد ان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي لا تتجاوز معلوماته السياسية حدود قضاء البترون الذي خذله مرّتين متتاليتين في الإنتخابات النيابية، هزّ برأسه مؤيّدا كلام بروجردي. لا يؤيد الطرح الإيراني في شأن الإرهاب سوى الذين لا يعرفون شيئا لا عن ايران ولا عن حقيقة دورها في استغلال ما هو اسوأ من الارهاب، اي الإستثمار في اثارة الغرائز المذهبية! يعيش اللبنانيون في حال من البؤس والقحط السياسي تجعلهم عاجزين عن اكثر من قول كلمة حقّ في وجه الباطل. وقد قال هذه الكلمة قبل ايام وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب مروان حماده في مناسبة الذكرى الثالثة لإغتيال اللواء وسام الحسن على يد معروفة، بل معروفة اكثر من اللزوم.
اكثر من ذلك، يتعرّض اللبنانيون ايضا لكل انواع الضغوط من اجل القبول بالأمر الواقع المذلّ الذي تسعى ايران الى فرضه عليهم بقوّة السلاح غير الشرعي المذهبي الموجه الى صدورهم العارية. جاء رئيس لجنة الأمن في البرلمان الإيراني الى بيروت بعد زيارة لدمشق، من اجل تكريس لبنان رهينة لدى المشروع التوسّعي الذي تقوده بلاده في المنطقة. جاء ليخيف اللبنانيين لا ليطمئنهم. جاء لتبرير التدخّل العسكري الروسي في سوريا بحجة من النوع المضحك ـ المبكي. قال بروجردي: “انّ التدخّل العسكري الروسي في سوريا أتى ليسدّ الفراغ الذي خلفته اميركا بسبب عدم جديّتها في مكافحة الإرهاب”. نعم، ان اميركا، خصوصا ادارة باراك اوباما، غير جدّية في مكافحة الإرهاب. لكنّ سبب عدم جديتها يعود أوّلا واخيرا الى وقوفها موقف المتفرّج حيال امرين مهمّين.
يتمثّل الأمر الأوّل في السماح لبشّار الأسد برمي شعبه بالبراميل المتفجّرة بعد موافقتها على تجريد النظام السوري من السلاح الكيميائي. لم يقل لنا السيد بروجردي ما الفارق بين الإرهاب الذي يمارس عن طريق البراميل المتفجّرة وذلك الذي يمارس بواسطة السلاح الكيميائي؟ أمّا الأمر الثاني، فيتمثّل في السكوت الأميركي عن الإرهاب الروسي. لم يقصف الروس حتّى اللحظة سوى المعارضة السورية التي تمثّل الشعب السوري المظلوم الذي يسعى الى استعادة بعض من كرامته لا اكثر. تغاضت روسيا عن “داعش” بشكل شبه تام وركّزت على “الجيش الحر” في مناطق محدّدة. تمارس روسيا في الواقع ارهابا من نوع متطوّر يخدم النظام العلوي الذي يرفضه الشعب السوري رفضا كاملا ليس من منطلق انه نظام طائفي فحسب، بل من منطلق انه لا يؤمن سوى بلغة واحدة، هي لغة القتل ايضا. ما يفترض باي شخصية رسمية ايرانية ان تعرفه اوّلا ان اللبنانيين ليسوا من نوعية النائب المسيحي ميشال عون وما شابهه من موظّفين صغار لدى الميليشيا المذهبية المسمّاة “حزب الله”. يعرف اللبنانيون ان الجدّية في مكافحة الإرهاب تبدأ بالتوقف عن دعم نظام، مثل النظام السوري، يذبح شعبه يوميا بكلّ انواع الاسلحة المتوافرة لديه. يفعل ذلك معتمدا على ايران وروسيا. لا يمكن لمن يدعم النظام السوري ان يكون ضدّ الإرهاب. من يدعم هذا النظام هو في طبيعة الحال حليف للإرهاب ولـ”داعش” بالذات. النظام السوري و”داعش” وجهان لعملة واحدة نظرا إلى ان كلّا منهما يعتمد على الآخر لتبرير وحشيته. يعرف اللبنانيون، اكثر ما يعرفون، انه لو كانت ايران جدّية في مكافحة الإرهاب، لما سلطت عليهم ميليشيا مذهبية. هذه الميليشيا تمنعهم من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بحجة ان لبنان يجب ان يبقى رهينة لدى طهران التي تفتخر بسيطرتها على اربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. الم يحن الوقت لإطلاق سراح لبنان بدل الإصرار على تعريضه لكلّ انواع المخاطر، بما في ذلك تدمير مؤسساته الواحدة تلو الأخرى؟
آن اوان تسمية الأشياء باسمائها. ان ايران، التي شجعت على ارتكاب كلّ انواع الجرائم في لبنان، هي آخر من يحقّ له الكلام عن مكافحة الإرهاب. اللبنانيون والسوريون والعراقيون واليمنيون والبحرينيون والكويتيون، على سبيل المثال وليس الحصر شهود على ذلك. من يدعم “حزب الله” في لبنان وسوريا، لا يستطيع التنديد بالإرهاب. الحزب الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني يشارك في قتل الشعب السوري. قبل ذلك، من الثابت ان الحزب متّهم بالوقوف وراء سلسلة من الجرائم استهدفت اللبنانيين الشرفاء. الحزب متّهم بمحاولة اغتيال مروان حماده وبطرس حرب ومي شدياق والياس المرّ. الحزب متهم باغتيال رفيق الحريري ورفاقه وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار امين الجميّل وانطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن ومحمّد شطح.
اللبنانيون يعرفون ذلك ويشيرون على وجه الخصوص الى رفض “حزب الله” تسليم المتهمين باغتيال رفيق الحريري الذي ارتكب جريمة اعادة الحياة الى بيروت واعادة وضع لبنان على خريطة المنطقة والعالم وبشّر بثقافة الحياة بديلا من ثقافة الموت. لا يحتاج اللبنانيون الى نصائح وتوجيهات من ايران. كلّ ما يريدونه منها ان تكفّ شرها عنهم لا اكثر ولا اقلّ. فلبنان قادر على مواجهة التطورات التي تشهدها المنطقة في حال سمحت ايران لمؤسساته بالعمل بشكل طبيعي. في مقدّم هذه المؤسسات تأتي رئاسة الجمهورية التي تمثّل رأس الدولة. متى تسمح ايران بالأفعال، وليس بالكلام الصادر عن بروجردي وغيره، بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، يصبح في الإمكان القول ان تغيّرا حصل في طهران نتيجة توصلها الى اتفاق في شأن الملف النووي مع مجموعة الخمسة زائدا واحدا.
في غياب رئيس الجمهورية، ستبقى الشكوك محيطة بايران وسياستها ودورها في التدمير ونشر البؤس، اقلّه بالنسبة الى لبنان. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. الواضح ان ايران غير قادرة على الإقدام على مثل هذه الخطوة، بل غير مستعدة لها. لماذا؟ لأن ايران لا تراهن سوى على مزيد من الخراب في لبنان وغير لبنان، خصوصا في سوريا والعراق والبحرين واليمن. على من يبحث عن دليل على ذلك العودة قليلا جدّا الى خلف، خصوصا الى المرحلة التي تلت التدخل الروسي في سوريا. لم تعترض ايران باي شكل على التنسيق الروسي ـ الإسرائيلي في سوريا. التنسيق قائم في العمق وعلى اعلى مستوى بين الجانبين. اين الحقيقة واين الكذب في المواقف الإيرانية المعلنة… ام ان الحرب على الشعب السوري الذي صار نصفه مهجّرا تبرّر حتّى اشراك اسرائيل في هذه الحرب؟ يبدو أنّ الحرب على الشعب السوري تبرّر ايضا الكلام عن “عدم الجدّية الأميركية”، كما فعل علاء الدين بروجردي ويفعل كثيرون غيره من المدعين محاربة اسرائيل.. حتّى آخر فلسطيني وسوري ولبناني!

 

نصرالله يرد على “المستقبل”: فلتكن المواجهة
المدن – سياسة | الأحد 18/10/2015
للمرة الأولى منذ أن وقف الرئيس سعد الحريري في لاهاي معلناً فصل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقراراتها عن الواقع السياسي اللبناني، ليفتح بذلك باب الحوار مع “حزب الله”، وتأليف حكومة المصلحة الوطنية برئاسة الرئيس تمام سلام، بدا أن التصعيد بين الطرفين إنتقل رسميا الى الداخل اللبناني بعد أن نجح سابقاً في تجاوز أكثر من مطب أقليمي أبرزها التطورات السورية واليمنية والإشتباك الإيراني – السعودي. “المستقبل” الذي يعتبر أنه قدم خلال الفترة الماضية، وأبعد منذ العام 2005، تنازلاً تلو الآخر، بدأ رسمياً في مراجعة سياسته، خصوصاً أن الحوار والحكومة، قدما لـ”حزب الله” استقراراً داخلياً ليتفرغ للقتال في سوريا، فيما لم يقدم “حزب الله” أي مقابل، وحتى خطة البقاع والضاحية الجنوبية الأمنية أثبتت الأيام التالية أنها لم تكن سوى حبرٍ على ورق. إختار “المستقبل” أحد صقوره للإعلان عن السياسية الجديدة، والتهديد بالإنسحاب من الحكومة والحوار، خصوصاً أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لعب دوراً بارزاً في الفترة الماضية بين “المستقبل” و”حزب الله”، وصولاً الى التنسيق المباشر مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا، وهو الأمر الذي أثار سخط شخصيات قيادية في “المستقبل” والطائفة السنية، إتهمته بأنه وديعة وزارية لـ”حزب الله”، ويعمل لخدمة مصالحه. لم يتأخر رد “حزب الله” على المشنوق وتهديداته، بعد ساعات قليلة تكفل وزراء ونواب بالرد، تتويجاً بالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الأحد، خلال إحتفال تكريمي بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على مقتل القائد حسن محمد الحاج في سوريا. في رد نصرالله، بدا أن الحكومة والحوار، وتالياً الإستقرار الداخلي، لا تزال محور اولويات الحزب، نظراً الى انشغالاته الأقليمية، وعليه كرر نصرالله تأكيد حرص الحزب على “الحوار وعلى التلاقي بين اللبنانيين”، لأن “مصلحة لبنان واللبنانيين في الحوار وفي بقاء الحكومة”، لكن البارز كان في الفصل بين “المستقبل” وسلام، الذي حظي بإشادته بوصفه “أثبت الصبر والحكمة والهدوء وتحمل المسؤولية الوطنية”.
ومن منطلق القوة، عاد لنصرالله للتهديد بـ”الإنهيار” في حال رحيل الحكومة، لأن البديل عنها هو “الفراغ”، مستشهداً بما يحصل في المنطقة، خصوصاً أنه اعتبر أن صمود المقاومة في وجه “داعش” في العديد من الساحات هو الذي حمى لبنان من مصير مشابه لمصير الموصل والرقة.وعليه، رفض نصرالله الإبتزاز وتمنين “المستقبل” للحزب بمشاركته في الحكومة والحوار، معتبراً أن في ذلك انتقاصا من كرامة الحزب والحلفاء، ولذلك كرر: “من يرغب في البقاء في الحوار والحكومة، اهلا وسهلا به، ومن يريد المغادرة، فالله معو، ومع السلامة. لا مشكلة”، مشيراً إلى أنه سيدعو قيادة الحزب لاعادة النظر في الحوار (الثنائي). أما خطة البقاع، فأشار إلى أنه “طلب منا نحن وامل عدم تغطية المخالفين، ونحن لم نغطِ أحدا أبداً، الا انهم هم فاشلون، ويريدون منا، ان نعتقل المخلين بالامن وتسليمهم للامن، هذه لم تعد دولة بل صارت سجَان، ونحن ليس عملنا ان نعتقل الناس، خصوصاً أن هناك من يريد ادخال حزب الله وأمل في صراع مع العشائر”. وعلى الرغم من موقف نصرالله، إلا أن مصادر “حزب الله” تضع عبر “المدن” في سياق الرد على المشنوق وغيره فقط، خصوصاً أن الكرة في ملعب “المستقبل” لجهة البقاء في الحكومة والحوار أو الإنسحاب منهما، بما أن الحزب لا يزال على موقفه المتمسك بهما. وتلفت الى أن الرد جاء بعد التعاطي الإستعلائي الذي ينتهجه “المستقبل”، على الرغم من أن الحزب تخلى عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقبل المشاركة في حكومة سلام من أجل المصلحة الوطنية.

حزب الله: لا إشكال «شرعي» بالتنسيق الاسرائيلي الروسي في سوريا
عماد قميحة/جنوبية/17 أكتوبر، 2015
كل المعطيات تجعل من خبر الاعلان عن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في سوريا هو خبر أكثر من عادي،هي حقيقة لا يمكن نكرانها إلاّ عند العقل الممانع الذي يبدع في تحريف الحقائق عن مواضعها. وقبل الدخول في صلب الموضوع لا بدّ من الإشارة السريعة بأنّ العلاقات الروسية الاسرائيلية هي على العكس تماما لما يحاول إعلام الممانعة تظهيره، هذا الإعلام الذي يعمل دائما على القول أنّ روسيا هي جزء أساسي من ما يسمى بمحور الممانعة، الذي يحرص المنظرون له على أن يرسموا دائما خريطته الممتدة من حارة حريك مرورا بسوريا الأسد وصولا الى طهران فموسكو. قافزا هذا الاعلام عن حقائق ووقائع تكذب ادعائهم وترويجهم الذي لا ينطلي إلاّ على البسطاء من جمهورهم، فالعلاقات بين البلدين يمكن وصفها بالتاريخية والمتينة التي بدأت مع قيام الكيان الغاصب سنة 1948، وأخذت بالتطور والتقدم، ولا بدّ في هذا السياق من الإشارة أيضا الى الاتفاقية التجارية الموقعة بين الطرفين سنة 1994 وتقضي هذه الاتفاقية بمنح كل من الجانبين نظام الأفضلية القصوى في التجارة، وتشكيل اللجنة الاسرائيلية الروسية الخاصة بالتعاون التجاري والاقتصادي. كل هذا ومضافًا عليه أرقام جدول التبادل التجاري المتصاعد سنويا بينهما، مع الاخذ بعين الإعتبار أيضا وجود ما يزيد عن مليون مواطن من أصول روسية يعيشون في اسرائيل.
كل هذه المعطيات وغيرها تجعل من خبر الاعلان عن التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في سوريا هو خبر أكثر من عادي، ويجعل الحديث عن الضمانات الروسية التي أعطيت لاسرائيل عشية التدخل الروسي هو حقيقة لا يمكن نكرانها إلاّ عند العقل الممانع الذي يبدع في تحريف الحقائق عن مواضعها من أجل تشويه الصورة عند جمهوره، وإغراق هذا الجمهور دائما في أوهام شعاراتية يسهل بعدها اقناعه بانتصارات من سراب يحسبها موجودة ويحتفل بحصولها الافتراضي. قد يظنن أحد أنّ الإعلان عن هذا التنسيق قد يحرج حزب الله أمام جمهوره، وهو الذي كان قد أرسل مقاتليه الى سوريا للقتال الى جانب بشار الأسد ومن ضمن أهدافه المعلنة هو حماية ظهر المقاومة، فإذا به يقاتل الآن على الجغرافيا السورية تحت حماية مباشرة ودعم صريح من المقاتلات الاسرائيلية! صحيح أن مثل هذا التحول كان ليحدث صدمة إيجابية تستدعي وقفة مطولة وإعادة التفكر في التموضع الجديد الذي وصلت اليه ” المقاومة “، ليس عند جمهورها فقط، بل عند المقاتلين والعاملين في صفوفها أيضا، إلاّ أنّ شيء من هذا لم يحصل، وأكاد أعتقد أنه لن يحصل، بسبب بسيط وهو إن اتجاه البوصلة لبندقية ” المقاومة ” قد تم حرفه منذ فترة طويلة، وتم استبدال العداء لإسرائيل بالعداءات المذهبية التي لم تكلف قيادة الحزب الكثير من العناء لأنها لا تحتاج إلاّ لإعادة شدّ العصب المذهبي عبر استحضار التاريخ وقد نجح بذلك إلى حدّ كبير. ومن هنا نفهم إصرار الأمين العام لحزب الله وخلافًا لما جرت عليه العادة في الليلة الأولى من محرم كل عام بعدم تناوله للأمور السياسية، من استحضار السعودية في كلمته للتذكير انّها هي الآن تمثل العدو الأول والأخير، والقول أنّ هذا العدو الجديد ومن أجل محاربته لا إشكال “شرعي” في تقبل أي وسيلة تساهم بتحقيق الغلبة عليه حتى لو كانت هذه الوسيلة هي انضمام إسرائيل إلى محور الممانعة عبر البوابة الروسية.

 

هكذا ردّ نصرالله على نهاد المشنوق ودعاه للرحيل عن الحكومة…
خاصّ جنوبية 18 أكتوبر، 2015
بعد اقل من 12 ساعة على كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي قاله في خطابه بالذكرى الثالثة لاغتيال رئيس فرع المعلومات وسام الحسن، واعلن فيه عن تبرمه من التعطيل الدستوري الذي يمارسه حزب الله وحليفه ميشال عون، ملوّحا بوقف الحوار بين المستقبل والحزب والاستقالة من الحكومة، جاء ردّ أمين عام حزب الله قبل ساعات عنيفا، وذلك دون ان يسمي الوزير المشنوق، فدعا المهددين بالإستقالة ووقف الحوار ان يفعلوا ذلك ويرحلوا. فقد جاء كلام نصرالله خلال مهرجان تكريم “الشهيد القائد حسن محمد الحاج ابو محمد الاقليم” قائد وحدات نخبة حزب الله بمنطقة حماة في سوريا الذي قتل قبل اسبوع خلال الهجوم العسكري على ارياف المدينة ضد فصائل المعارضة السورية بمؤازرة من جيش النظام وسلاح الجوّ الروسي. وسمّى نصرالله تيار المستقبل ولم يسمِّ الوزير المشنوق الذي هاجم أمس حزب الله وهدّد بوقف الحوار معه، فقال: “إن تيار المستقبل يتحدث عن الحوار وكأنهم متفضلون على اللبنانيين بهذه المهمة”، مؤكدا “أننا لا نقبل ان يكون الحوار منّة من أحد، كذلك لا نقبل المنّة منهم في انهم يشاركون في الحكومة”، وبلهجة قويّة ونبرة حادة وسط حماس جمهوره تابع نصرالله حديثه للمستقبل دون تسمية المشنوق قائلا: “فإذا كنتم تشعرون بالإحراج من البقاء في الحكومة فالله معكم، نحن لا نريد ان نمن على أحد اننا نحرره او نشاركه في حكومة، ونحن اساسا مع بقية الاخوة في الاحزاب حررنا بلدنا وعندما وقفنا في 25 أيار عام 2000 فلم نمن على أحد”.وأكمل مصعّدا: “سأدعو قيادة “حزب الله” الى اعادة النظر في الحوار، فاذا كان المستقبل يريد ان يمنّنا بالحوار فنحن نخرج منه ولا ننتظر منهم ذلك. لا نقبل استفزازا من أحد”.
وبالعودة الى الموقف المتقدم الذي أطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق امس في الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء وسام الحسن والذي لوح فيه بالاستقالة من الحكومة والخروج من الحوار مع حزب الله اذا استمر الحزب في عرقلة الخطّة الامنية بقاعا وواصل وحليفه “التيار الوطني الحر” تعطيل عمل مجلس الوزراء، مؤشّرا ان فريقَ 14 آذار لن يبقى في موقع المتلقّي للضربات والساعي دائما الى امتصاصها، وهو انتقل الى موقع “الهجوم”، لذلك يبدو ان ردّ السيّد حسن نصرالله اليوم اتى من اجل عدم اعطاء الوزير المشنوق وتيار المستقبل فرصة أخذ هذه المبادرة والعودة تاليا الى مركز الدفاع، لان حزب الله الغارق في المستنقع السوري والذي يستنزف عسكريا بخسائر يومية بالأرواح والعتاد، لا يريد ان يستنزف سياسيا في لبنان في ظل حرصه على التعبئة والتحشيد بين صفوف مناصريه واتباعه ورفع معنوياتهم وابقائهم على جهوزية واستعداد لبذل الدم في المعارك المقبلة على الساحة السورية، وهي المعارك التي تتّسع ساحتها وتتعاظم يوما بعد يوم، مهدّدة بـ”ابتلاع الجميع” كما نقل عن دايفيد هيل سفير الولايات المتحدة الاميركية في لبنان .