سابين عويس: هكذا يروي السنيورة قصة التسوية/نبيل بومنصف: ولكم طول البقاء/أسعد حيدر: المرشد والقيصر في المغطس السوري/داود البصري: نهاية أسطورة الحرس الثوري في الشام

319

هكذا يروي السنيورة قصة التسوية وهذه مواصفاته لرئيس الجمهورية
سابين عويس/النهار/16 تشرين الأول 2015
يكشف الرئيس فؤاد السنيورة أمام زواره هذه الايام الكثير من خبايا الملفات المطروحة محليا في الشأن الرئاسي والترقيات العسكرية التي حملت في طياتها مناخا تصعيديا أدى ولا يزال إلى تعطيل الحياة السياسية من جهة ودور المؤسسات الدستورية من جهة أخرى، ليخلص الى رسم صورة غير متفائلة بالمرحلة المقبلة المضبوطة حتى الآن على إيقاع تطور الوضع الاقليمي، لا ينزعج الرئيس السابق للحكومة ووزير المال في حكومات الرئيس رفيق الحريري، عندما يتهم بأنه مفاوض شرس، يرفض تقديم أي تنازلات من دون مقابل، خصوصا إذا كان مفاوضه “يطلب أمرا لنفسه، فيما هو يطلب لمصلحة الوطن”. ويستذكر أمام زواره وصف رئيس الوزراء السوري الراحل فارس الخوري لوزير المال عندما قال انه يجب ان يكون “فظاً، صدّاعاً، غليظ القلب”. فهذا يعني انه لا يهادن ولا يساوم. مناسبة هذا الكلام تأتي في إطار الرد على اتهام سيق للسنيورة بأنه أحبط تسوية الترقيات التي كان الرئيس سعد الحريري وافق عليها إلى جانب عدد من القوى السياسية. ويقرر أن يروي قصة التسوية ليشرح موقفه منها وصولاً إلى تحديد المسؤول عن إحباطها، وذلك ربطا بملف الرئاسة والحكومة. فيقول انه لم يرفض مبدأ التسوية التي تقتضي أن يقترب فريقاها بالتساوي لا أن يقترب فريق ويبتعد آخر، فلا تعود تسوية. يؤكد أنه في حوار الستة الموازي للحوار الوطني، أبلغ الموجودين انه موافق على إقتراح الترقية، داعياً في المقابل الى أن يؤدي ذلك إلى تفعيل عمل الحكومة وفقاً للأصول. فكان خروج العماد ميشال عون جوابا واضحاً عن رفض ذلك. ويذهب السنيورة أبعد عندما يكشف عن إتصال أجراه بالرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري عندما تقرر تأجيل تسريح العماد جان قهوجي، في 24 آب الماضي، مقترحاً “كسر سمّ” تأجيل تسريح قائد الجيش من خلال ضم قرار بتأجيل تسريح عدد من الضباط بمن فيهم العميد شامل روكز، ويكشف السنيورة ان سليمان والحريري وافقا على الاقتراح لكنه قوبل بالرفض من النائب وليد جنبلاط ، مما دفع الوزير علي حسن خليل إلى إبلاغ مدير مكتب الحريري نادر الحريري بسقوطه. يرفض السنيورة إتهام تياره بأنه يعمل لكسر عون، مشيرا إلى ان التيار أبلغ عون صراحة بأن هناك صعوبة في وصوله الى الرئاسة، وانه يقبل السير بروكز لقيادة الجيش في مقابل تراجع عون عن الرئاسة، لكن الاخير لم يقبل. ليس لدى رئيس كتلة “المستقبل” جواب جازم حول ما كُشف عن وعود أعطاها الحريري لعون في هذا الشأن وأدت إلى تساهل الاخير في مواضيع وملفات كثيرة، ما لبث أن تراجع عنها بعدما شعر أن الوعود لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ. هل هو سوء تنسيق أو تباين في المواقف بين اركان “المستقبل”؟ أو توزيع أدوار؟ يكرر السنيورة موقف كتلته بأن الكل يلتزم موقف زعيم التيار، نافيا التباين.
سقوط التسوية ادى إلى تعطيل الحكومة، فما المخرج اليوم؟لا خيارات أخرى يبتكرها السنيورة، ويجدد تمسكه بالحكومة، مؤكدا تسهيل إنعقاد جلسة حتى من “حزب الله” لملف النفايات، ومبشّرا بحل قريب، لكنه لا يتوانى عن التذكير بموقفه الدائم أن “حزب الله استدرج البلاد الى المستنقع السوري، وجعل الحلول مرتبطة بالرهان على الخارج. اما بالنسبة اليه فالحل يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية. في هذا الملف، يستفيض السنيورة في عرض مواصفات الرئيس انطلاقا من جلسة الحوار الاخيرة فيقول انه خلال الحوار، جرى تناول نقطتين اساسيتين حظيتا بكثير من التأييد وليس الاجماع: اهمية العودة إلى احترام الدستور وعدم التعامل معه كأنه “خرقة”، وثانيا ان المرشحين المطروحين للرئاسة عاجزين عن تأمين النصاب القانوني. وهنا، يستشهد السنيورة بكلام للبطريرك الراعي بأن الرئيس القوي هو من يؤمن حضور الثلثين والنصف زائد واحد (بلغة الانتخاب الدستوري).اما المواصفات التي تحدث عنها وابلغها خطياً لرئيس المجلس بناء على طلبه، فتلحظ أن يكون وفق ما وصفه الدستور: رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. أي بتعبير السنيورة مؤيّداً ( بفتح الياء) في بيئته ومعتبراً فيها ومدعوماً منها ومن بيئات اخرى أيضاً. ويعطي مثلاً ينطبق على هذا التوصيف: انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجيه بعدما تم تأييده وإعتباره ودعمه من ثلاثة مرشحين أقوياء في زمنهم: كميل شمعون وريمون إده وبيار الجميل. يعترف السنيورة بأن غياب رئيس الجمهورية دفع بالبلاد الى الخراب، مما يخالف الكلام ان البلاد تسير من دون رئيس او ان الرئيس لا يملك صلاحيات. هو مقتنع بأنه صمام الامان وتتقاطع عنده كل القوى.

ولكم طول البقاء
نبيل بومنصف/النهار/16 تشرين الأول 2015
بمقدار ما تسعفنا القدرة على فهم المقلب المتطور نحو مزيد من التعقيدات السياسية الداخلية يمكننا ان نستخلص من الجولة الحارة التي بدأت مع اعلان العماد ميشال عون “التحجير” على مجلس الوزراء تحت وطأة شروط مستحيلة انه لن يبقى هناك الا مسلك وحيد هو الحوار الجاري في مجلس النواب، على غموضه وتعقيده ايضا. ربما لا يملك احد الا التسليم ببقاء هذه القناة مفتوحة ما دامت القوى المناهضة للعماد عون وحليفه “حزب الله” لا تملك القدرة على الحد من نجاحهما في إصابة الحكومة بالسكتة الدماغية على مشارف مرحلة تنذر بالانهيارات العميمة. ولعلنا لا ننفي سوء الظن المفرط في ان المقصود استكمال دورة الشلل الى آخر حلقاتها مع تحويل الحكومة “هيكل” تصريف اعمال واقعيا، ومن ثم استحداث ضربة أخرى غداة افتتاح العقد العادي الثاني لمجلس النواب بما يمدد الشلل التشريعي ايضا، وهكذا تقيم الجمهورية “الاحتفال” الناجز بتوازن التعطيل والشلل على وقع أنشودة التسبيح بالحوار الباقي.
لا نملك هنا الا استماحة روح الزعيم الطيب “الآدمي” الياس سكاف الغفران ان قلنا ان جمهوريتنا المزهوقة الروح يجري تشييعها على الطريقة اياها التي جرت عليها جنازة هذا الزعيم البقاعي الذي شعرنا برحيله ان صورة أصالة نادرة انتزعت من لبنان. كان الحزن حقيقيا عارما ولكنه لم يقو على منع تفجر جاهلية ولا أبشع في أوسع عراضة مسلحة أمطرت البقاع بترسانات الرصاص. لن يبقى من مؤسسات الجمهورية بعد الآن سوى ذكرى وبالكاد يتجرأ احدهم بالسؤال ماذا اعددتم للبنانيين الموعودين بذعر الانهيارات؟ يقال ان في جلسات الحوار السابقة كتمت معلومات على جانب من الخطورة القصوى حيال هبوط تصنيف لبنان دوليا. وفي الايام الاخيرة ايضا طلعت تصنيفات تدرج لبنان في قائمة الدول الثلاث أو الأربع الاول الاكثر مديونية في العالم. ترانا نقف بفزع حقيقي ليس امام هذه الحقائق فقط وانما امام سياسات بهذا العمى الخطر والجارف الذي لا يقيم اعتبارا للسقوط الكبير. لم يعد للحوار معنى بعدما بات كدراجات هوائية مثبتة في الارض. ولا نخال لبنانيا يتملكه وهم في وظيفة حوار يخرج منه المتحاورون كما دخلوا الى حدود إصابة آذان اللبنانيين بالصمم بإزاء هذه العملية الهيكلية الشكلية. ومع ذلك ترانا سنتنبه اكثر بعد اليوم الى ان هذا المسعى الحواري سيتحول فعلا “المؤسسة” التي ستختصر المؤسسات ولا سيما منها الحكومة والبرلمان، سواء قبل من قبل طوعا او رفض من رفض قسرا. انها نهاية مسار دراماتيكي لجمهورية نازعت الفراغ المديد وعصت عليها وسائل تطويع التعطيل. فأبشروا بالمؤسسة الوحيدة الباقية، ولنا ولكم من بعدها طول البقاء.

المرشد و«القيصر» في «المغطس» السوري
أسعد حيدر/المستقبل/16 تشرين الأول/15
«شمعة ع طوله فور دخوله «. هذا هو حال المرشد آية الله علي خامنئي بعد تقاسمه الارض السورية وفضاءها بينه وبين «القيصر« فلاديمير بوتين. لم تسقط طائرة سوخوي روسية حتى الآن، في حين سقط للمرشد الجنرال حسين همداني القائد الميداني في «فيلق القدس» الذي يرأسه الجنرال قاسم سليماني. من مآثر همداني انه قاد عملية قمع المتظاهرين في «الانتفاضة الخضراء» عام 2009 بعد ان جمع من مدينته همدان خمسة آلاف مقاتل. والجنرال فرشاد زاده والكولونيل حميد مختار بند وقائدان من «حزب الله» هما حسن الحاج «ابو محمد الإقليم» ومهدي حسن عبيد وخمسة من المقاتلين. من الصعب جدا ان يقتل كل هؤلاء القادة في معركة واحدة، مما يسمح بالتساؤل عن حقيقة ما جرى. لذلك يجوز الفصل بينهم استناداً الى معلومات مصادر متقاطعة:
[ حُمّل الجنرال همداني فشل الجنرال سليماني الذي أخذ القرار بتشكيل فيلق سوري على مثال الحرس الثوري الإيراني قبل عامين. وقد تبين أنه لا يمكن مقاتلة المجموعات المقاتلة من المعارضة بمجموعات مماثلة، خصوصا ان الجيش السوري قد انهك من القتال. المهم في كل ذلك ان النقاش وصل الى القمة في طهران خصوصا ان المرشد لم يتحمل الفشل في معركة «المربع الأخير» في سوريا. واستكمالا لذلك صب غضبه على الجنرال طائب مسؤول فرع الأمن في الحرس الذي كما يبدو لم يرضخ ورد على المرشد رافضا تحميله المسؤولية لأنه، اي المرشد، يتابع تفاصيل الحرب في سوريا بشكل مستمر، ولأنه من الصعب بل من المستحيل تحميل الجنرال سليماني المسؤولية فقد ألقيت على كاهل همداني. الباقي وهو كيفية مقتله وتفاصيل ذلك، لا يعود مهما. المهم ان ما حدث سيكون له ترددات ونتائج داخل الحرس، والاهم ان المرشد خامنئي ادرك هزيمة استراتيجيته في سوريا فأرسل سليماني الى «القيصر« حيث جرى تقاسم الارض والسماء بينهما، مع ما يعني ذلك من تقاسم للقرارات وللنتائج والنفوذ.
[ جنرالات ايران و«حزب الله« لم يقتلوا في المعركة، وإنما في عملية قصف مركزة على غرفة العمليات وهو أخطر وأهم لان معنى ذلك ان المجموعة التي قصفت كانت تملك احداثيات الموقع بدقة. السؤال كيف تم ذلك وبأي مدفعية جرى القصف المدمر؟ الجواب لاحقاً لأنه يحدد مساراً جديداً للمعارك القادمة، ورسالة قوية وواضحة موجهة للإيراني ان الميدان السوري مفتوح امام كل الاحتمالات، خصوصاً ان المصادفة نادرة في وقوع هكذا عملية.
في قلب الاتفاق الإيراني – الروسي تكمن خلافات متبادلة وداخلية . رغم النفي المتبادل فان نزول موسكو في «المغطس» السوري يضعف ايران وموقعها في التفاوض لان عليها القبول بالشراكة الروسية، والاخطر ان تقسيم سوريا الى دول او «كانتونات« او ولايات سيكون على حساب ايران التي كان مشروع المرشد الحفاظ على كامل سوريا تحت هيمنته، تحت عنوان فضفاض «الممانعة والمقاومة«. الى جانب ذلك فان تقسيم سوريا يحمل في طياته «قنبلة موقوتة«، لان التقسيم سيدفع الى انهيار «احجار الدومينو»، ذلك ان كل دولة وضمنها إيران وتركيا تتوافر كل الأسباب والشروط فيها للتقسيم. لذلك بدا لافتاً حديث المرشد و»مذياعه العسكري» الجنرال نقدي عن خطر «الحرب الناعمة« في الداخل الإيراني وعلى الحدود.
ان نزول ايران على الارض بعدة آلاف جندي من «الحرس« عبر مطار» الباسل» في اللاذقية، قد يكون بداية لا يمكن وقف تضخمها لأنه متى تدحرجت « كرة الثلج« لا يمكن وقف تدحرجها حتى وصولها الى الوادي، لذلك بدا النائب بروجردي مشككا تاركا امر وصول الجنود الإيرانيين معلقا على طلب سوري علما انه كان قد التقى الرئيس بشار الاسد قبل ذلك بقليل. ان مثل هذا القرار لن يمر بسهولة حتى لو بقي النقاش في الدواوين المغلقة ولو الى حين، ما يؤكد ذلك ان «القلعة« هاشمي رفسنجاني تحدث بإسهاب وباعتدال يؤكد فيه انه صوت العقل في السلطة عن «الحوار« مع السعودية وقد تبعه فورا الوزير جواد ظريف اذ قال «ليس من مصلحة ايران ان تخسر السعودية ولا تحقق مصلحة السعودية بخسارتنا». ظريف بهذا الكلام يصيغ معادلته المفضلة (وهي حكما معادلة الرئيس حسن روحاني) التي نفذها مع المفاوض الأميركي «ربح- ربح«.سوريا القديمة انتهت حكماً. لا أحد يمكنه رسم سوريا الجديدة. من المؤكد ان الجميع اصبح يعرف ويلمس ان «النار» السورية بدأت تهدد العالم. حل «ربح – ربح» ما زال في إرهاصاته الاولى. أولى مظاهره القناعة الكاملة بعدم إمكان اي طرف فرض ارادته على الآخر خصوصاً اذا كان هو صاحب الارض. الدليل الأكبر ان الفلسطينيين يقاتلون بالحجارة والسكاكين أقوى جيش دون ان يتراجعوا طلبا منهم لحقهم بالأرض والكرامة والحريّة.

 

نهاية أسطورة الحرس الثوري في الشام
داود البصري/السياسة/16 تشرين الأول/15
العمليات العسكرية الطاحنة، والحرب الكونية المصغرة التي تجري في الأرض السورية تحولت اليوم وتطورت لتكون مدخلا حقيقيا لمتغيرات إقليمية كبرى مقبلة، فحجم الهجمة الدولية التحالفية على قوى الثورة السورية الحرة قد أفرز تحالفا كونيا ضم للمرة الأولى في تاريخ الشرق الدب الروسي الذي كشف عن أنيابه ومخالبه وأنشبها في قلب الشعب السوري الحر، حيث بدأت الطائرات الروسية وفي أكبر نقلة تعبوية في تاريخ الجيش الروسي في الشرق الأوسط بدك المدن السورية وإيقاع أكبر أذى ممكن بالمدنيين السوريين في محاولة يائسة لكسر العمود الفقري للثورة السورية التي إنتشرت نيرانها ووصلت حدودها لوكر الشيطان في دمشق، فكان القرار المافيوزي الروسي بالتدخل المباشر ودعم جبهة المفلسين من أهل »حلف نوروز« الدائرين في الفلك الإيراني والعاملين ضمن مخطط الفتنة الإقليمية السوداء التي تحاول تفجير الجزيرة العربية ونشر الفوضى في الخليج العربي وصولا الى تنفيذ عمليات إنقلابية واسعة النطاق ضد الأنظمة الخليجية تحديدا كما يحصل بشكل واضح في مملكة البحرين من تآمر علني وبث لأراجيف الفتنة وعمل مباشر لتدمير المملكة من الداخل، وكما حدث ويحدث في الجنوب العربي وفي اليمن وحيث تصدت المملكة العربية السعودية لواجبها الأخلاقي وتكليفها الشرعي وحزمت أمرها وقلبت الطاولة على مخططات أعداء الأمة والنافثين في نيران الفتنة وتصدت للعدوان الإيراني بهمة وعزيمة وضمن موقف تاريخي حازم وصارم، لقد أصاب الهلع والرعب معسكر العدوان، ثم جاء التدخل العدواني الروسي الفظ لضرب الشعب السوري ليحاول قلب الموازين وفرض منطق البلطجة وحماية مواقع ووجود نظام فاشي إرهابي إنتهى عمره الإفتراضي وفقد كل مبررات وجوده بعد أن مارس من الجرائم، التي يشيب لهولها الولدان وبما أدهش العالم بوحشيته وإجرامه، لقد تفنن النظام السوري في ضرب المدنيين بمختلف أنواع الأسلحة ومن ضمنها السلاح الكيماوي الذي إستعمله في الغوطتين صيف عام 2013 ثم أضطر لتسليم قسم منه للغرب ، كما إستعمل سياسة الأرض المحروقة عبر البراميل القذرة التي تبيد المدنيين أمام عيون العالم، ثم إستعان بالإيرانيين وعصاباتهم الطائفية العميلة القادمة من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان وكل شذاذ الآفاق ومنهم المرتزقة الروس طبعا ، حتى جاء دور القيصر المافيوزي بوتين ليغمس يديه بدماء السوريين! وهو ما سيقبض ثمنه لاحقا هزيمة نكراء ، وخسراناً مبين!، ومن الملاحظ من تتبع سياقات العمليات العسكرية الأخيرة زيادة الإصرار الإيراني على فرض تقدم ميداني على الأرض السورية إستغلالا للغارات الجوية الروسية! وهو ما أدى لتقديم الإيرانيين خسائر بشرية »نوعية« بين صفوف جنرالاتها من قادة الحرس الثوري لم يكن يتوقعونها وأذهلت قيادتهم المركزية في طهران التي قررت التصعيد وتوسيع الوجود العسكري الإيراني عبر إرسال الآلاف من عناصر الحرس ومن عناصر حزب حسن نصر الله ومن الميليشيات الطائفية التي تجمعت في الشمال السوري بقيادة »طرزان« الحرس الجنرال قاسم سليماني الذي ترك الساحة العراقية وباشر قيادة الجبهة السورية بهدف كسر الوجود السوري المسلح المعارض في الشمال. الجنرال سليماني يتصور انه سيحقق نصراً سريعاً ومبهراً يعيد الحياة لشرايين النظام السوري المتصلبة ولجيشه المنهار ولآلته العسكرية المهانة!!، ولكننا على ثقة ان الأسطورة الوهمية التي بناها حول نفسه ورسختها روايات الأنصار والمحازبين ستنهار بالكامل، وسيشهد الحشد الإيراني في بر الشام هزيمة كارثية ستكون نتائجها بعيدة ومؤثرة للغاية وبما سيجبر ايران على الهروب من المحرقة السورية. ملاحم وإنتصارات سورية كبرى مقبلة في الطريق، ونهاية مؤسسة الحرس الثوري ستكتب فصولها النهائية بالهزيمة المؤكدة والمحققة في الشمال السوري الذي سيكون مقبرة حقيقية للآلة العدوانية الإيرانية التي لن تتجرع كؤوس السم هذه المرة بل سيكسر عمودها الفقري وتهرب صاغرة وذليلة أمام إرادة السوريين الأحرار. تاريخ الحرية الدمشقية الحمراء يتشكل من جديد في سماء الشرق القديم، وستكسر القوى الثورية السورية الحرة كل مفاصل العدوان الفاشي المافيوزي الطائفي، إنها سنة الكون في انتصار الأحرار والمؤمنين… ولن تجدوا لسنته تبديلا.