داود البصري: الثورة الأحوازية وحسرات حسن نصر الله/روزانا بومنصف: إعادة توحيد سوريا تتناقض وبقاء الأسد نموذج المالكي ممرّ إلزامي للحلّ السياسي/موناليزا فريحة: التحالف العربي السوري أي وظيفة

447

الثورة الأحوازية وحسرات حسن نصر الله
داود البصري/السياسة/14 تشرين الأول/15
في سابقة إعلامية غير مسبوقة , وفي تصريح يعري مواقف النفاق ويكشف عن درجات القلق والتوجس أعلن زعيم عصابة «حزب الله» اللبناني الإيراني حسن نصر الله عن تحذيره للشعب العربي الأحوازي المحتل من (مؤامرات) المملكة العربية السعودية كما قال!! ويبدو أن (الفوبيا) الإيرانية المريضة من السعودية التي تصدت لمخططاتهم وفضحتها وأفشلتها وأنزلت الهزيمة المريرة بها قد وصلت لشفاه حسن نصر الله الذي شارك في حملات التعرض والشتائم ضد المملكة وقيادتها ودورها التاريخي في المنطقة, وعرج ضمن ماعرج على القضية الأحوازية متصورا أنه وعن طريق التلاعب بالحقائق والمسلمات المعروفة يحقق أهدافه المريضة وأهداف سادته الطغاة البغاة في طهران! لقد تحدث نصر الله عن ما أسماه (أخطاء) للنظام الإيراني في الأحواز محذرا من إستغلال الأحوازيين لها للمطالبة بحريتهم. وألقى بحقده دون سابق أنذار على السعودية. ويبدو أن السيد حسن قد تجاهل الواقع المر وحاول تجميله و تقديمه للناس بغير حقيقته البشعة فالنظام الإيراني سواء في إدارة أزماته في الأحواز المحتلة أو غيرها لم يرتكب أخطاء تكتيكية يمكن معالجتها بل اقترف خطايا وجرائم و موبقات ومارس إدارة إرهاب أسود وفاشي ضد الشعب العربي الأحوازي المحتل إمتد منذ عمر الإحتلال الإستيطاني الممتد منذ 90 عاما ويزيد!, وماكان لحسن نصر الله أن يذكر موضوع وملف الأحواز لولا أن كفاح الشعب الأحوازي وثورته المتصاعدة قد شكلت أرقا كبيرا وهاجسا ضاغطا لنظام الملالي الذين جابهوها بأسلوبهم القمعي المعروف وهو تعميم سياسة القمع والمشانق وفرض إرهاب إستئصالي أسود واجهه الشباب الأحوازي بطرق كفاح بطولية في تقبيلهم لحبال المشانق وبما أثار هلع النظام عن قوة وتجذر وإصرار الكفاح الشعبي الأحوازي , والجميع يعلم إن العالم العربي بعيد كل البعد عن دعم الثورة الأحوازية إلا بالتمنيات والمشاعر والدعاء!! أما المساندة الفعلية فهي فعل لامحل له من الإعراب ومع ذلك فإن النظام الإيراني وحلفاءه يتهمون العالم العربي بإثارة الوضع الإيراني من الداخل. وهو في المحصلة إتهام غبي وغير صحيح لكون العكس هو الصحيح. فالنظام الإيراني يدس أنفه في مختلف الشؤون والملفات العربية بدءا من العراق والبحرين والكويت والشام وصولا لموريتانيا, ولعل موقفه الهجومي والعدواني ضد الثورة السورية تتويج لمواقف إيرانية عدائية راسخة لم يواجهها العالم العربي بمثلها, بل فضل النظام السياسي العربي التريث وعدم التصعيد واللجوء لضبط النفس! رغم أن القضية التحررية للشعب العربي الأحوازي مدرجة في قرارت و بيانات وخطط ورؤى مؤسسة القمة العربية والجامعة العربية منذ عام 1964 تحديدا. ومع ذلك فإن النظام الإيراني يمارس عمليات الخداع والتضليل والتشويه للمواقف. صراخ حسن نصر الله و قلقه المفرط من وضع النظام الإيراني الحرج في الأحواز ومن ثم إساءته للملكة العربية السعودية تعبير فج عن الرعب من توسع وإمتداد نيران الثورة الأحوازية التي بدأت تعم مدن الإقليم بدءا من الفلاحية التي تشهد إنتفاضة وغضباً شعبياً عارماً ضد ممارسات قوات الإحتلال الفارسية وليس إنتهاءا بتصعيد الجهاد الإعلامي للشباب الأحوازي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس, فالأجيال العربية الأحوازية التي نشأت تحت رعاية وظل وتثقيف نظام الإحتلال الإيراني القمعي تمارس اليوم أكبر عملية إدارة للصراع تعبر عن فشل حكومة الإحتلال في تمرير ثقافتها الرثة ورؤاها المريضة على الأجيال الشابة التي شربت من حليب الأصالة والإنتماء, وتمسكت بعروبتها وقيمها و شخصيتها العربية الحرة المتحررة. الأحواز تشهد اليوم أكبر ثورة شعبية تراكمت عوامل إنفجارها وتحديها لكل أساليب الإرهاب, بعد أن توافرت بالكامل شروط التحرر و السيادة والإنعتاق في ظل التحلل المستمر لأجهزة النظام القمعية والتورط الكبير والمخجل في مقاتلة الشعب السوري الحر, إضافة للتمدد المدمر في العراق المحتل وحيث يذوق عملاء النظام الإيراني هناك كل كؤوس السم وأصناف الهزيمة المرة. في النهاية فإن حسن نصر الله وهو يتهجم على أشراف العرب وأحرارهم ليس في الموضع أو الموقع الذي يتيح له توجيه النصائح المسمومة للشعب الأحوازي ولقادته في ميادين النضال, فمشاركته وعناصره في جرائم النظام الإيراني في الشام تجعله عدوا للشعب العربي الأحوازي الذي يستكمل اليوم بناء تجربته الثورية وسيفاجأ العالم ويحقق هدف الأحرار المقدس وهو إنبثاق الدولة العربية الأحوازية الحرة المستقلة , أما عويل الثكالى من عملاء النظام الإيراني المهزوم فهو مجرد غثاء, فالتاريخ يصنعه الأحرار لا العملاء.

إعادة توحيد سوريا تتناقض وبقاء الأسد نموذج المالكي ممرّ إلزامي للحلّ السياسي؟
روزانا بومنصف/النهار/14 تشرين الأول 2015
تعرب مصادر غربية عن اعتقادها ان لا دلائل على ان روسيا طامحة الى تقسيم سوريا ولو ان قصفها استهدف المعارضة السورية التي اقتربت من مناطق نفوذ النظام وهددت بسقوطه ما ادى الى التدخل الروسي خوفا من انهيار مفاجئ للرئيس بشار الاسد. اذ ان هذا الاستهداف يساهم في رأي مراقبين في تعزيز ما يعتبره الاسد وحلفاؤه سوريا المفيدة التي تسمح له بالاحتفاظ بدمشق والخط الممتد من الحدود اللبنانية الى الساحل السوري او ما يعتبره البعض “الخطة ب” البديلة من قدرته على استعادة السيطرة على كل الاراضي السورية. لكن ذلك لا ينفي في رأيها واقع ان التقسيم غير مطروح من حيث المبدأ ولا يزال يجري البحث عن حل متكامل لسوريا موحدة. لكن بحسب هذه المصادر وفي موازاة عدم وجود مؤشرات على النية الروسية في تقسيم سوريا، تسري معادلة واقعية باستحالة اعادة توحيد سوريا تحت رئاسة الاسد. ذلك ان اعادة توحيد سوريا يناقضها بقاء الاسد في السلطة باعتبار ان الثورة انطلقت ضده في الاساس ولو تمت عسكرتها لاحقا وسيكون صعبا جدا ان لم يكن مستحيلا اعادة تبليع الغالبية السنية حكمه مهما كان الدعم الخارجي له ما لم تكن هناك صيغة جديدة للحكم تجعل وجوده برتوكوليا او صوريا ولمرحلة محددة. والنموذج العراقي الذي تمثل في اضطرار الولايات المتحدة وايران الى الاستغناء عن نوري المالكي ولو لمصلحة شخصية اخرى من حزبه يمكن ان تساهم في تهدئة الخواطر بعض الشيء وتوحي بامكان وجود فرص لاعادة توحيد العراق فيما لو قام بالخطوات اللازمة او سمحت له ايران بذلك، وهو ما ليس واضحا حتى الان، يحتم ان ينسحب على سوريا حيث باتت شخصية الاسد عائقا امام بقاء سوريا موحدة او اعادتها على هذا النحو. ففي ظل محاولة التفاوض عسكريا على مصير الاسد او السعي الى اخراجه من دائرة التفاوض عليه على نحو مسبق، يعتبر كثر ان الدول التي طالبت مبكرا برحيل الاسد وتحاول ان تلاقي الروس في منتصف الطريق راهنا في شأن مصير الاسد من اجل الوصول الى حل سياسي في سوريا تستطيع ان تتحمل اخلاقيا ومعنويا بقاء الاسد في السلطة من ضمن تسوية سياسية معينة باعتبار انه في ظل تداول السلطة في الدول الغربية الديموقراطية وتغير الادارات فيها ، فان ادارات جديدة تبدو اقدر على تجاوز التزامات سابقة لدولها. في حين يرى مراقبون آخرون ان اي رئيس دولة لن يمكنه في حال تعويم الاسد واعادة تأهيله سياسيا تحمل مسؤولية مصافحة او استقبال رئيس يحمل على اكتافه مسؤولية ما قد يقارب او يتخطى نصف مليون قتيل سوري متى انتهت الحرب وظهرت الارقام الحقيقية لاعداد الضحايا والمعتقلين والمختفين، هذا في حال وضعت الحرب اوزارها الان
يستسهل كثر في رأي المراقبين المعنيين الكلام على اعادة تأهيل الاسد او تعويمه في حين ان المعلومات المتوافرة لدى جهات عدة لا تفيد بذلك ، وفي اعتقاد هؤلاء ان الامور سرعان ما قد تستتب له كما في السابق. وهذا ليس صحيحا نتيجة اعتبارات كثيرة اقلها وفق هذه المعلومات لان ذلك ينطوي على تبسيط كبير اذ يفترض ان الامور في سوريا ستعود الى سابق عهدها ما قبل 2011 فور وقف المعارك. اذ ان روسيا كما ايران تدركان جيدا ان من يواجه الاسد ليس ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية بل غالبية عظمى من الشعب السوري انتفضت على استمرار نظامه وعلى الظلم ولو لم تقرا بذلك علنا. ثم ان النظام الذي قام على الهيبة الامنية المخابراتية قد اصيب بالكثير على مستوى الاجهزة التي باتت تعاني في هيكليتها ونسيجها من جهة وقد سقط الكثير من اعمدته التي استند اليها خلال اعوام طويلة لتدعيم سلطته المخابراتية. كما ان اعتماده على مساعدة ايران من جهة ومعها ميليشيات ايرانية ومن العراق ولبنان ثم على روسيا من اجل انقاذه من الانهيار واعادة ضخ جيشه بالعزم والقدرة على استئناف القتال وعدم التراجع امام المعارضة قد هزت بقوة صورة رئيس بات استمراره رهنا بالقوى الخارجية وليس بقوته الذاتية التي تهاوت او هي على وشك ان تهوي. وبالعودة مجددا الى تجربة المالكي الذي دعمته ايران بقوة وكذلك الولايات المتحدة مما اكسبه شرعية خارجية الى جانب شرعية داخلية من القوى الشيعية فان سوريا قد لا تختلف مع دعم ايران للاسد ودعم روسيا له من جهة اخرى، وهو امر لن يكون كافيا لاكتسابه شرعية داخلية على الاقل بحيث تبقى سوريا في ظل بقائه مضطربة وغير مستقرة في حال هدأت الحروب بناء على انهاء داعش مثلاً.
الرئيس الروسي توقع ان يبدي الاسد استعداده لحل وسط في شأن مستقبل سوريا على وقع التدخل العسكري الروسي المباشر لانقاذه، ولم تتوقف اي عاصمة او اي مسؤول دولي عند هذا الاعلان. واذا كان المقصود بالحلول الوسط وفق هذه المصادر هو ما يمكن ان تجنيه الدول المنخرطة في الحرب السورية، فقد يصح ذلك انطلاقا من انه لا بد من حل يرضي جميع الاطراف ويحفظ مصالحهم. لكن المسألة لم تعد استعدادات الاسد، بل وجوده كاشكالية للخسارة او الربح في سوريا وفقا للمحاور الدولية والاقليمية المتصارعة في سوريا.

 

“التحالف العربي السوري”… أي وظيفة؟
موناليزا فريحة/النهار/14 تشرين الأول 2015
قبل أكثر من سنتين، ابتكرت إدارة الرئيس باراك أوباما تعبير “المعارضة (السورية) المعتدلة” اعتقاداً منها أنها تحيّد نفسها عن المتطرفين. مذذاك، لم يوفّر المسؤولون الأميركيون تصريحاً ولا خطاباً ولا مؤتمراً لسوريا إلا جددوا فيه دعمهم لـ”المعارضة المعتدلة”. فحصوا ودققوا وفرزوا طوال أشهر، من غير أن يفهم العالم ولا السوريون عما يبحث الأميركيون تحديداً. ومع مرور الوقت، اتضح أمر واحد هو أن الاعتدال يعني مواجهة فظاعات “داعش”، وذلك لتمييزه عن التطرّف المتمثل في معايير البيت الأبيض طبعاً، بمحاربة النظام وبراميله. جهد “البنتاغون”، مدعوماً بملايين الكونغرس، الذي كان يهدف الى تدريب 5400 مقاتل وتسليحهم هذه السنة ثم 15 ألفاً آخرين سنة 2016، لم يثمر إلاّ خمسة “معتدلين” يواجه بهم “داعش” الذي توسّع أضعافاً مضاعفة منذ بدأ الأميركيون التهديد بـ”المعارضة المعتدلة”. ومع انكشاف “الفضيحة”، صرفت الإدارة الأميركية النظر عن المشروع. أما “البنتاغون” فأعاد تزخيم جهوده ليخرج علينا قبل أسبوع تقريباً ببرنامج جديد وتسمية جديدة هي”التحالف العربي السوري”. مسؤولون كبار في البيت الأبيض والكونغرس أقروا بأن سبباً رئيسياً يقف وراء فشل استراتيجية اخراج مقاتلين من “المعارضة المعتدلة” من سوريا وتدريبهم ثم إعادتهم لمواجهة “داعش”، هو أن هؤلاء المقاتلين يركزون على مقاتلة النظام أكثر منهم على مواجهة “داعش”. فما الذي يضمن أن “التحالف العربي السوري” لن يلقى مصير سلفه، إذا فرضت عليه شروط “الاعتدال” نفسها؟ بموجب البرنامج الجديد أو “المحدّث”، يحاول الأميركيون تعبئة مجموعة من القبائل العربية في إطار “التحالف العربي السوري” لتحارب جنباً الى جنب مع “وحدات حماية الشعب” الكردية من أجل تضييق الخناق على “الدولة الاسلامية”. ومع أن مسؤولين أميركيين صرحوا بأن واشنطن لن تسلّح، إلا المجموعات العربية، دون القوات الكردية، وذلك بتبديد مخاوف الأتراك، أسقطت الدفعة الأولى من الذخيرة الأميركية في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية. ترى هل تقوّض أنقرة البرنامج الجديد بعد التقارير التي تحدثت عن دور لها في احباط سابقه؟ مجموعات كثيرة من الثوار لم تسمع بـ”التحالف العربي السوري”، بينما بدأ الاعلام في اليومين الاخيرين يتناقل بكثافة هذا الاسم، علماً أن لا شيء واضحاً حتى الآن عن مهماته ومصيره وفرص نجاحه. القول إن التحالف الجديد مؤلف من “جيش الثوار” و”غرفة عمليات بركان الفرات” و”قوات الصناديد” وغيرها، لا يكفي لتوضيح الصورة. نجاح أي خطة يفترض أكثر من تسمية جذابة وعناوين فضفاضة بلا أسس ولا أهداف محددة. بخطط ارتجالية وضيقة الافق كهذه، لن يتأخر الوقت قبل أن يواجه التحالف الجديد مصير “الفرقة 30” وأخواتها.