مدونة كمال ريشا: مبادرة بري حالت دون مشاركة المسلمين في قمة بكركي/مبادرة الرئيس بري مقدمة لاتفاق دوحة وفرض تنازلات جديدة على 14 آذار

351

 مبادرة بري حالت دون مشاركة المسلمين في قمة بكركي
مدونة كمال ريشا/31 آب/15

قطعت مبادرة الرئيس نبيه بري، الطريق على مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي، فغاب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان عن القمة، ما دفع بممثلي الطوائف الاسلامية الاخرى، مفتي الجمهورية اللبنانية، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الى الغياب ايضا. وأشارت مصادر على صلة بلجنة التحضير للقمة، ان الطرف الشيعي ابلغ ليل امس اللجنة التحضيرية إعتذار الشيخ قبلان عن المشاركة، إفساحا في المجال امام مبادرة الرئيس بري، لكي تأخذ مداها من جهة، فضلا عن ان اللجنة التحضيرية لم تحضّر الصيغة النهائية للبيان الختامي للقمة، بل مجرد افكار وعناوين عامة، على ان تتم صياغة البيان الختامي في نهاية القمة. والى ما سبق أشارت المصادر، الاطراف الاسلامية سجلت تحفظها على مواقف الصرح البطريركي الداعمة لتحركات الشارع ما اعتبرته هذه الاوساط الاسلامية، موافقة ضمنية من بكركي على الشعارات السياسية التي أطلقها المتظاهرون من إسقاط النظام الى إستقالة الحكومة وإستقالة المجلس النيابي، ما يعتبر استهدافا للموقعين الاسلاميين، بغياب رئيس للجمهورية. مصادر إسلامية ابلغت البطريرك الراعي ان مسألة انتخاب رئيس الجمهورية بما هي هـّم مسيحي، ليست لدى الطوائف الاسلامية، بل يجب على غبطته دعوة النواب المسيحيين في كتلة الاصلاح والتغيير للنزول الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس، بدل الدعوة الى قمم روحية من حين لآخر ومطالبة المسلمين بانتخاب رئيس. وأضافت نقلا عن المصادر الاسلامية قولها، ان النواب المسلمين يقومون بواجبهم الانتخابي، وإذا كان نواب “حزب الله” يمتنعون عن المشاركة في الانتخابات فذلك بسبب مساندتهم لطرف مسيحي رئيسي، لا يريد حصول إنتخابات رئاسية، طبقا لما ذكرت المصادر، وتاليا بدل ان يطالبنا البطريرك الراعي بقمة روحية، ليعمل على حث النواب المسيحيين اولا على القيام بواجبهم الانتخابي قبل اي امر آخر. وفي سياق متصل ابدت بكركي إنزعاجها من طريقة تعامل الطرفين السني والدرزي مع الدعوة الى القمة، بحيث غاب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دربان، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن عن القمة، من دون ان يبلغا بكركي باعتذارهما عن الحضور، مع تفهم بكركي لرغبة السنة والدروز، في عدم المشاركة في القمة، بسبب اعتذار الشيخ عبد الامير قبلان، كي لا يفسر الامر وكأنه استهداف وعزل للطائفة الشيعية.

 مبادرة الرئيس بري مقدمة لاتفاق دوحة وفرض تنازلات جديدة على 14 آذار.
كمال ريشا – عن مدوّنته الإثنين، 31 أغسطس 2015

أطلق رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري مبادرة لمعالجة الازمات التي تعصف بالبلاد، بالدعوة الى طاولة حوار تضم رؤوساء الكتل النيابية ورئيس الحكومة تمام سلام، كما حدد بري مواضيع الحوار حصرا بمواضيع : انتخاب رئيس الجمهورية ، تفعيل عمل مجلسي النواب والوزراء، ماهية وليس إقرار قانون للانتخابات، قانون استعادة الجنسية للبنانيين المغتربين والمهاجرين، بحث اللامركية الادارية، إضافة الى دعم الجيش والقوى القوى الامنية.
مبادرة الرئيس بري في الشكل محاولة لتعبئة الوقت الضائع، واستدراج لقوى الرابع عشر من آذار الى حوار اوسع، خصوصا ان المبادرة لم تذكر بند الثلاثية المثيرة للجدل، “جيش وشعب ومقاومة”، وهل قصد الرئيس بري تغييب المعادلة، لانها من باب لزوم ما لا يلزم، ام أنه تعمد حصر الدعم بالقوى الامنية اللبنانية، ليكون ذلك بمثابة قشرة الموز التي ستدفع بقوى 14 آذار الى طاولة حوار بري؟.
والمبادرة ايضا، تاتي خارج الاطر التي أقرها إتفاق الدوحة، الذي وضع الدعوة الى طاولة الحوار، في يد رئيس الجمهورية، وسحبها من يد الرئيس بري، وحدد مقرها في قصر رئاسة الجمهورية وليس مقر المجلس النيابي.
مصادر متابعة للحراك في صفوف الطائفة الشيعية أشارت الى ان التساؤلات بدأت تتصاعد بشأن مصير “حزب الله” بعد الاتفاق النووي، والتسويات التي يتم التداول بها من موسكو الى باريس مرورا بالرياض وطهران للخروج بحل للازمة السورية ومدى إنعكاس هذه التسويات على حزب الله، المتوجس من تحولات إيرانية، نحو إثبات حسن نواياها تجاه المجتمع الدولي، وتاليا تصبح عودة الحزب من سوريا امرا بديهيا، ولكن وفق اي شروط؟.
وتضيف ان “حزب الله” الذي كان يتطلع الى دور اكبر من خلال مشاركته في الحرب السورية، بدأ يتلمس ضمور دوره السوري، ويريد تعويض خسائره السورية في السلطة اللبنانية، قبل ان تضعه التسوية السورية الآتية عاجلا أم آجلا، خارج المعادلة السورية، واللبنانية ايضا.
وتشير الى ان مبادرة الرئيس بري، محاولة منسقة مع حزب الله، تحاكي الى حد كبير ما جرى في الدوحة بعد غزوة بيروت في السابع من أيار، حيث تم استدعاء قادة قوى 14 آذار الى الدوحة، بعد إحتلال العاصمة، وتم فرض شروط الاستسلام عليهم لفائض قوة سلاح حزب الله، وما دعوة الرئيس بري اليوم إلا محاولة شبيهة بعيار مخفف، لفرض مزيد من التنازلات على قوى 14 آذار، لتأمين خلفية مريحة لحزب الله وتخفف من خسائره السورية، كل ذلك على خلفية ربط النزاع في الشارع المنتفض على تلكوء الحكومة في معالجة ازمة النفايات، والشعارات السياسية التي تم إطلاقها خلال هذه الحملة من اسقاط للنظام الحالي.
تظاهرة تظاهرة
وتقول المصادر ان مبادرة بهذا الحجم نسقها الرئيس بري مع حزب الله، ولو كانت النوايا حسنة لكان بري عمل على إقناع الحزب بتسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية اولا، ومن ثم وضع أجندة طاولة الحوار كاول بند على طاولة الرئيس المقبل.
وتقول المصادر، ما هو جدوى عقد طاولة حوار في ظل المواقف المعلنة لجميع الاطراف المعطلة لانتخاب الرئيس، وهل سيسهل انعقاد الطاولة إنتخاب رئيس للجمهورية، ام ان الطاولة ستكون مكانا لابتزاز قوى 14 آذار من جديد، بحيث يتم فرض الرئيس الذي يريده حزب الله اولا، او لا تحصل إنتخابات رئاسية، ومن ثم يتم إنتزاع بنود تسيير عمل مجلسي الوزراء والنواب وفق اجندة قوى 8 آذار، ويتم ترحيل قانون الانتخابات الى العهد الجديد.وتشير المصادر الى ان بامكان طاولة حوار الرئيس بري انتظار نضوج التسويات الاقليمية للازمة السورية وعودة حزب الله الى الدولة بشروط الدولة، وإذا كانت هناك من مكاسب فيجب ان تكون لصالح الدولة ومؤسساتها وليس لفريق سياسي يستفيد من فائض قوته حاليا.