خالد الدخيل: الطائفية والإرهاب داعش وحزب الله/الياس حرفوش:إيران بين صداقة الغرب واستعداء العرب/خالد موسى: ما الرسائل وراء تحريك جبهة الجولان مجدداً

352

 الطائفية والإرهاب … «داعش» و «حزب الله»
خالد الدخيل/الحياة/23 آب/15

الإرهاب على حقيقته في المنطقة الآن يستند إلى منطلق عقدي من ناحية، وجزء لا يتجزأ من صراع سياسي محتدم من ناحية أخرى. المنطلق العقدي بوصفه منطلقاً طائفياً يوفر الغطاء الأيديولوجي للصراع السياسي. ومن حيث إن هذا الصراع محتدم على مستوى الإقليم، فإن الطائفية باتت أيضاً ظاهرة إقليمية لها مؤسساتها وميليشياتها. محاولة الفصل بين الصراع وغطائه الطائفي يعبر إما عن هوى دفين، وإما عن مراوغة مكشوفة لمصلحة هذا الطرف السياسي أو ذاك، أو سذاجة في لجّة الصراع.
على هذا الأساس، من يعتبر أن الطائفية محصورة في مظهرها الشيعي، مثل «حزب الله» اللبناني أو «فيلق بدر» العراقي، إنما يعبر عن جهل بما يتحدث عنه أو عن نفَس طائفي. الشيء نفسه ينطبق على من يحاول حصر هذه الطائفية في تنظيم سنّي مثل «داعش» أو «جبهة النصرة». الطائفية بطبيعتها معادلة اجتماعية سياسية لها أكثر من طرف. وتكمن خطورتها التدميرية أولاً في أنها معادلة صفرية، وثانياً في حقيقة أنها باتت معادلة إقليمية تشكل محور الصراع الدائر. وعلى رغم ذلك، هناك من يصر على التركيز على طرف من المعادلة وتجاهل أطرافها الأخرى. وأكثر من يفعل ذلك بصوت مرتفع هو النظام الإيراني وبعض أنصاره ممن هم مرتبطون به على وقع الصراع الدائر حالياً. مثال ذلك «حزب الله»، بخطابه الذي يقول -اتساقاً مع الخطاب الإيراني- إنه يحارب التكفيريين السنّة في لبنان والعراق وسورية.
الكاتب اللبناني حبيب فياض منتظم تماماً في هذا الخطاب. هو يفعل ذلك بصفته أحد الكوادر الإعلامية لـ «حزب الله». كتب يوماً في صحيفة «السفير» اللبنانية مقالة بعنوان: «داعش والوهابية». وأكد فيها أن «المعضلة الداعشية سعودية المنشأ والولادة، وذلك بمعزل عما إذا كانت طبيعة العلاقة بين داعش ونظام الحكم في المملكة قائمة على أساس التآلف أو الاختلاف». الكاتب يتعمد عزل «داعش» عن سياقها الإقليمي والسياسي، ويجعل منها ظاهرة معزولة عن بيئتها، ليأخذها بعد ذلك إلى السعودية. هل يعبر هنا عن قناعة أم عن انتمائه الطائفي والسياسي للحزب، وللخط الإيراني في المنطقة؟
يفصل فياض بين المنشأ السعودي لـ «داعش» وحقيقة أن هذا التنظيم في حال حرب مع السعودية، وفي هذا تناقض حاد لا تمكن تغطيته وتجاوزه إلا بخطاب إعلامي يتجه نحو هدف سياسي محدد بغض النظر عن صحة الخطاب وصدقيته. لنأخذ الموضوع بشيء من التفصيل: إذا كانت جذور نشأة «داعش» وهابية، فلماذا لا تتخذ الوهابية موقف العداء نفسه من الدولة السعودية كما «داعش»؟ ما نعرفه أن علماء الوهابية أعلنوا، مثل بقية علماء المسلمين، رفضهم واستنكارهم تنظيم «داعش» ومنطلقاته وأهدافه، وقبل ذلك كانت الوهابية أحد الجذور التي نشأت منها الدولة السعودية في مرحلتها الأولى في النصف الثاني من القرن الـ12هـ (18م). ومن ثم لماذا والحال كذلك، تناصب «داعش» السعودية العداء؟
تقود تهمة النشأة السعودية إلى ما هو أبعد من ذلك، فالوهابية مدرسة حنبلية، ما يعني بالتبعية -وفق منطق فياض- أن منشأ «داعش» حنبلي أيضاً. هو لا يقول ذلك مباشرة. يتركه لاستنتاج القارئ. وقوله هذا ينتظم تماماً مع مصطلحي «التكفير والتكفيريين» الذي تقول إيران ومعها «حزب الله» إنها في حال حرب معهم. في السياق ذاته، هناك سؤال آخر: إذا كانت المعضلة «الداعشية» سعودية «المنشأ والولادة»، فلماذا لم يظهر تنظيم «داعش» (لم يولد) إلا في العراق تحت الاحتلال الأميركي مع النفوذ الإيراني، ثم تمدد إلى سورية بعد أن سقطت تحت النفوذ الإيراني أيضاً؟ ما لم ينتبه إليه فياض أن «داعش» بقدر ما هو تنظيم إرهابي، فإنه في الوقت نفسه حركة مقاومة ضد الاحتلال الأميركي والنفوذ الإيراني معاً. هل تجتمع المقاومة والإرهاب في تنظيم واحد؟
هنا يبرز مثال «حزب الله» الذي يواجه السؤال نفسه الآن، فالحزب يعتبر نفسه حركة مقاومة، والحقيقة أنه كان يبدو كذلك حتى بالنسبة إلى السعودية، لكن بعد عام 2005، سنة اغتيل رفيق الحريري، تبين أن «حزب الله» أبرز المتهمين بتنفيذ هذا الاغتيال، لدى محكمة دولية خاصة بهذا الموضوع. الأمر الذي وضع الجميع أمام سؤال: هل الحزب حقاً مقاومة؟ أم ميليشيا إرهابية تستخدم المقاومة للتغطية على حقيقة دورها وتحالفاتها الإقليمية؟ بعد الثورة السورية تجلّت الإجابة بأن هذا الحزب هو في حقيقته ميليشيا تستخدمها إيران في ما بات يعرف بـ «حرب إيران بالوكالة في المنطقة». أحياناً تستدعي مصلحة إيران أن تكون هذه الميليشيا في مواجهة إسرائيل. وهو أمر توقف تماماً منذ أكثر من تسع سنوات، ومرشح للتوقف لما هو أبعد من ذلك بعد الاتفاق النووي. وأحياناً أخرى، تستدعي هذه المصلحة انتظام الحزب في مهمات قتالية داخل دول عربية لمصلحة حلفاء إيران في هذه الدول. وهو ما يحصل الآن في سورية، وقبله حصل في العراق ولبنان واليمن. تقول هذه المعطيات إن الإجابة على السؤال المطروح في نهاية الفقرة السابقة أنه بالفعل يمكن أن يجتمع الإرهاب والمقاومة في تنظيم واحد. وإذا تحقق هذا الاجتماع في حال «حزب الله»، فلماذا يتعذر تحققه في حال «داعش»؟
يبدو أن الكاتب فياض ضد التكفير! فماذا عن ولاية الفقيه؟ هل يعتبرها تكفيرية أيضاً؟ وماذا عن «حزب الله»؟ منبع السؤال أن كل دولة دينية هي بالضرورة دولة طائفية. والسعودية ليست دولة دينية بأي معنى من المعاني. وكل حزب ديني هو أيضاً حزب طائفي. والطائفية هي صيغة أخرى للتكفير. ما معنى التكفير؟ الكفر في قواميس اللغة هو تغطية الشيء، أي تغييبه وإنكاره. والطائفية هي كذلك، إنكار لصحة إسلام الطرف الآخر. ومن حيث إن الطائفية تنطلق من رؤية تكفيرية، فالنظام السياسي الإيراني كما يعرّف نفسه دستورياً هو نظام تكفيري، لأنه ينكر الحقوق السياسية لمواطنين لا يشاركونه الانتماء المذهبي. «حزب الله» يعتبر نفسه منتظماً عقدياً وسياسياً مع هذا النظام. من هذه الزاوية، هل هناك فرق بين «داعش» و«حزب الله»؟ الأول ميليشيا سنية والثاني ميليشيا شيعية. الأول يتبنى فكرة «الخلافة» والثاني منتظم في فكرة «ولاية الفقيه» ويتبناها. وكل من «الخلافة» و «ولاية الفقيه» مفهوم لدولة دينية إقصائية تكفيرية. «داعش» يقاتل في العراق وسورية للتخلص من خصومه السياسيين ومن الطوائف الأخرى. و«حزب الله» يفعل الشيء نفسه في سورية، وقبل ذلك في العراق، وحاول في اليمن والبحرين. هنا يتبدى مأزق فياض والخطاب الذي يعبر عنه. هو يكتب من وحي تحيز طائفي سياسي دفين، على العكس من منهجية «داعش». بعبارة أخرى، نحن أمام تكفير صفيق مباشر، وآخر مستتر غير مباشر. لكن كليهما ينتميان إلى معادلة الطائفية بوصفها أساساً للحروب التي تعصف بالمنطقة.

إيران بين صداقة الغرب واستعداء العرب
الياس حرفوش/الحياة/23 آب/15
يبدو واضحاً الآن أن هناك إيرانَين تعرضان سياستيهما في السوق الديبلوماسي. هناك إيران التي تمدّ يدها إلى الغرب ساعية إلى تحسين العلاقات على قاعدة حماية السلم والأمن وعدم التدخل في شؤون هذه الدول أو في سياساتها، وهناك إيران التي تتعاطى مع جيرانها العرب من موقع الوصي أو «الولي»، وتعتبر أن من حقها، بل من واجبها، نصرة من تعتبرهم «مظلومين» و «مستضعفين» من شعوبهم. وهو ما تراه مبرراً لتدخلها في شؤون هذه الدول واستغلال أوضاع شعوبها وانتقاد سياساتها، في الوقت الذي لا تبادل الدول العربية إيران هذه السياسة، على رغم ما لها من ملاحظات على ما يفعله النظام الإيراني في الداخل أو على علاقاته الدولية. أصبحت هذه السياسة الإيرانية بالغة الوضوح في تناقضها، بين الخطاب الشعبوي الموجّه إلى المنطقة وخطاب المصلحة الموجه إلى العالم الخارجي، بعد الصفقة النووية الأخيرة مع الغرب. إيران الآن هي الحمل الوديع في التعاطي مع الدول الغربية، تنتهج أسلوب الصداقة والتعاون والمصالح المتبادلة، تحت العنوان العريض المغري للغربيين هذه الأيام، وهو عنوان مكافحة الإرهاب. هكذا أصبحت أبواب طهران مفتوحة أمام السياسيين والإعلاميين الغربيين. بريطانيا تعيد اليوم فتح سفارتها في طهران بعدما أُغلقت أربع سنوات على أثر احتجاجات أمام المبنى نظمها «الحرس الثوري» ضد العقوبات البريطانية بسبب الموضوع النووي، ويتم فتح السفارة في احتفال يشارك فيه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي تأتي زيارته بعد زيارات إلى طهران قام بها وزيرا خارجية ايطاليا وفرنسا ونائب المستشارة الالمانية، إضافة إلى المسؤولة عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني، التي لعبت دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر خلال المفاوضات النووية بين الدول الست وإيران في فيينا في الشهر الماضي.
أما محطة «بي بي سي» فقد أوفدت مراسلتها كيم غطاس إلى طهران، حيث التقت، بين من التقتهم، نائب الرئيس معصومة ابتكار، التي كانت المتحدثة باسم الطلاب الذين احتجزوا الرهائن الأميركيين في سفارة بلادهم في طهران عام 1978 لمدة 444 يوماً (ألم يكن ذلك إرهاباً؟)، وصارت اليوم محسوبة على جناح «الاعتدال» الذي يقوده الرئيس حسن روحاني، تتحدث بهذه الصفة عن دور إيران في «نشر السلم والاستقرار في هذه المنطقة من العالم»، وعن دورها كذلك في مكافحة الإرهاب.
في مقابل هذا الانفتاح على الغرب، هناك إيران الأخرى التي قام وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بجولة على عدد من دول المنطقة، وبينها دول خليجية، لينشر نظريته حول أولوية العلاقات بين الجيران، والتي كان يُعتقد أنها تقضي عدم الإضرار بمصالحهم او الاعتداء عليهم، قبل ان يتبين أنها في مفهوم إيران تعني شيئاً آخر. فبعد أيام من زيارة ظريف إلى الكويت، حيث تحدث عن استعداد إيران لإعادة بناء الثقة مع دول الخليج، أعلن الكويتيون عن اكتشاف شبكة ترتبط بـ «حزب الله»، وهو حزب معروف باستقلاله الكامل عن النفوذ الإيراني (!) كانت تشرف على عمليات نقل أسلحة من إيران إلى الكويت لاستخدامها في عمليات إرهابية. أما في العراق، حيث لا يتوقف المسؤولون الإيرانيون عن الحديث عن حرصهم على سيادة هذا البلد وعدم تدخلهم في شؤونه، فقد ردت طهران على قرارات رئيس الحكومة حيدر العبادي التي حمّل فيها زميله السابق نوري المالكي المسؤولية عن سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الموصل في العام الماضي، وعن الفساد الذي استشرى في إدارات الدولة في ظل ولايته الزاهرة، فقامت طهران باستقبال المالكي على أعلى مستوى من قبل المرشد علي خامنئي. ومن طهران رد المالكي على من يهاجمونه فقال ان الهجوم عليه هو «هجوم على الإسلام والمسلمين»، وانه لولا سياساته لنشبت الحرب الأهلية في العراق، وكأن على العراقيين ان يشكروه على «النعيم» الذي تركهم فيه. ولا داعي للحديث عن سورية، فالدور الإيراني في حماية الأمن في هذا البلد وعدم التدخل في شؤونه بات معروفاً من الجميع. وخصوصاً بعدما باتت طهران طرفاً في التفاوض على إبعاد السوريين من أبناء الزبداني عن بيوتهم كشرط للتوقف عن قتلهم. أليس من حق حكومات المنطقة وشعوبها بعد هذا أن تتمنى لو أن إيران تتعامل معها كما تتعامل هذه الأيام مع واشنطن وسائر الدول الغربية؟ لعلّ هذا يكون مدخلاً إلى حسن الجوار الذي يدعو إليه الوزير الظريف!

ما الرسائل وراء تحريك جبهة الجولان مجدداً
خالد موسى/موقع 14 آذار/23 آب/15
لم يتطرق إعلام محور “الممانعة” إلى الغارات الجوية التي شنها العدو الإسرائيلي على مواقع النظام السوري رداً على سقوط صواريخ غراد استهدفت أراضي الجليل. هي المرة الأولى ربما التي تصل فيها هذه الصواريخ الى هذا الحد، وهذا ما دفع بالعدو الإسرائيلي الى توجيه الإتهام الأولي نحو حركة “الجهاد الإسلامي” المدعومة من إيران. فمحور الممانعة الذي لا يترك مناسبة إلا ويقول أنه يدافع عن الفلسطينيين ويقاوم عنهم هاهو اليوم يتخلى عن هذا الأمر وينفي علاقته بصواريخ أطلقت على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويتهم غيره بها!!.
وبعد ساعات قليلة على هذا الإتهام، سارع العدو الإسرائيلي الى توجيه أصابع الإتهام من جديد الى أحد الضباط الإيرانيين المحسوبين على الحرس الثوري الإيراني الذي يسطر أبشع المجازر في حق الشعب السوري الى جانب مليشيات حزب الله والجيش النظامي. هذه الأخبار غابت تماماً عن نشرات أخبار محور “الممانعة” التي لم تتطرق من قريب أو بعيد الى هذا الحادث الذي يحمل في طياته رسائل عديدة للداخل والخارج، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية التي تناقش ضمن أروقة الكونغرس مشروع الإتفاق النووي الإيراني. فلماذا أعيد تحريك هذه الجبهة، وما الرسائل التي اراد الطرفان توجيهها؟
لا حرب شاملة
في هذا السياق، تستبعد مصادر خبيرة في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، في حديث لموقع “14 آذار”، أن “يكون هناك أي إستعداد من الطرفين لحرب شاملة”، مشددة على أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يستطيع إلا أن يرد على هذه الصواريخ التي طالت للمرة الأولى الأراضي الفلسطينية المحتلة في الجليل”. واعتبرت المصادر أن “رد نتنياهو فيه رسائل عديدة: أولا للداخل الإسرائيلي، فهو مأزوم في السياسية ولا يمكن إلا أن يرد ليقول أنه جاهز لحماية أمن إسرائيل وهذا الرد فيه هروب من الأزمة الداخلية، كما فيه رسائل للخارج، وخصوصاً لأميركا حيث يناقش الكونغرس مشروع الإتفاق النووي مع إيران، وإسرائيل تسعى الى إفشال هذا الإتفاق لأنه ليس لها من مصلحة فيه، كما أن الإتهام المباشر للإيرانيين يسعى الى إستدراج إيران الى ملعبها للقول أنها مستهدفة وبالتالي تحرج حليفتها الولايات المتحدة، لكن الإيرانيون أذكى بكثير من الوقوع في هذا الفخ”، لافتة الى أن “لا توسع للعمليات العسكرية وللردود إلا في حال كان هناك رد أقوى من الجانب السوري أو حزب الله، وهذه الصواريخ حتماً لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة أيضاً”.
إسرائيل غير جاهزة
ورأت المصادر أن “في القصف الإسرئيلي على مواقع للنظام السوري في الجولان، رسالة دعم للمجموعات المسلحة التي تدعمها لوجستياً وطبياً ومخابراتياً، وهي تظهر بين الحين والآخر دعم مباشر على الارض لهذه المجموعات عبر قصف بعض المراكز العسكرية للنظام السوري وحزب الله”، مشددة على أن “هذه المؤشرات جميعها تدل على أن إسرائيل غير جاهزة لأي عملية في الوقت الراهن رغم أنها قامت بنشر بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود في الآونة الأخيرة، وأميركا لن تسمح لإسرائيل بفتح أي جبهة جديدة في ظل هكذا أوضاع”.