علي رباح: حزب الله وعون حشد شعبي لترهيب اللبنانيين/جنوبية: ظريف تجاهل عون ودعم سلام/سهى جفّال: عون يلعب آخر أوراقه: تجييش المسيحيين ضد الحريري والسنة

287

 «حزب الله» وعون.. «حشد شعبي» لترهيب اللبنانيين
علي رباح/المستقبل/13 آب/15

فليتخيّل اللبنانيون المشهد التالي: مجموعة مسلّحة تعترض موكباً للمطارنة في دولة مجاورة.. كيف كان ليتعامل إعلام «الممانعة» مع هذا المشهد؟ ستُعيد قناة «المنار» بثّ شريط يظهر أحد «رجال الله» وهو يلقي التحيّة لتمثال السيّدة العذراء في معلولا أو يبرود. وستتحدّث القناة البرتقالية عن «حقوق المسيحيين» في منطقة تعجّ بـ»الإرهاب والتكفير». ليس غريباً أن يشهد لبنان، في ظلّ محاولات إضعاف صورة الجيش وقائده لحسابات ضيّقة، حالات من الفوضى الأمنية واعتراض مجموعة مسلّحة لموكب تابع لبكركي في البقاع الشمالي. لكن الغريب، هو في استنكار مسؤولي هذا المحور ما تعرّض له موكب المطارنة، الذي كان متّجهاً من بكركي الى دير الأحمر لتهنئة المطران حنا رحمه بانتخابه مطراناً على أبرشية دير الأحمر. الانطباع الأوّلي الذي خرج به مسؤولون ممانعون هو: «يا للهول، كيف حدث هذا، يجب محاسبة الفاعلين»! لكن لما هذا التعجّب؟ ألم يصفّق هؤلاء لكلام الأمين العام لـ»حزب الله« السيّد حسن نصرالله، عندما دعا الى تعميم تجربة الحشد الشعبي في العالم العربي؟ تعميم تجربة ونموذج هذه الميليشيا يعني تشريعها. حتى أن القناة البرتقالية خرجت يومها لتبثّ تقريراً يُظهر مجموعة من المسلّحين الخارجين عن القانون، فقط للقول إن أهالي البقاع الشمالي يؤيّدون دعوة السيّد للتسلّح ولمواجهة «التكفيريين». فلماذا يستنكر هؤلاء اليوم ما تعرّض له المطارنة؟ يتزامن التعجّب والاستغراب، مع حملة ممنهجة يقودها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح« النائب ميشال عون ضد قائد الجيش، ملوّحاً بالشارع وبالعصيان المدني وبالمواجهة. لماذا؟ فقط لأنه يرى أن لا وجود لأي مرشّح في الشارع الماروني لمنصب قيادة الجيش إلّا «الصهر». اعتاد «محور الممانعة» خلط التحذير بالتهديد، خلال حديثه عن ضرورة الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وابتزاز اللبنانيين بأمنهم. لكن لطالما أثبت هذا المحور فعلاً أنه هو من يمسك بخيوط الاستقرار، الذي يمكن أن يصبح هشاً حينما يريد أن يبعث برسائل داخلية وخارجية.هكذا، أوصلت المجموعة المسلّحة الرسالة الى البطريرك بشارة الراعي، الذي تحدّث خلال جولته في البقاع الغربي وراشيا منذ أيام قليلة صراحة عن رفضه لمنطق الجنرال عون القائل بأن «حزب الله يحمي المسيحيين ولبنان من التكفيريين»، مشدّداً على دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في حماية لبنان واللبنانيين. من يتخيّل أن تقوم مجموعة مسلّحة مطلوبة للعدالة بعشرات مذكّرات التوقيف بالوصول الى طريق سير موكب المطارنة الواقع في قلب منطقة نفوذ «حزب الله«، من دون رعاية أو حماية أو غض نظر؟
هذا من جانب «حزب الله«. أما من الجانب العوني، فإن ما حصل للمطارنة ما هو إلّا نتيجة حتمية لموقف عون الداعي الى طلب الحماية من «حزب الله« وحشده الشعبي. وكلامه هذا لا يصبّ إلا في إضعاف الدولة وضرب هيبة المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية، متلطياً خلف شعار «حقوق المسيحيين». وتأتي دعوته اليوم للنزول الى الشارع، في هذا الوقت الدقيق الذي تمرّ به المنطقة، تأكيداً على إمعانه في ضرب الاستقرار وتحدّي المؤسسة العسكرية وقائدها. يأتي تحذير عون لقائد الجيش من التصدي لتظاهرته بمثابة استدراج للمؤسسة العسكرية لافتعال مشكل. وهو لم يكتفِ بهذا الحدّ، إنما ذهب إعلامه في التحريض المذهبي والطائفي الى حد وصف تيار «المستقبل« والفريق السياسي الذي ينتمي اليه الرئيس تمام سلام بـ»الدواعش»، الذين صادروا حقوق المسيحيين منذ العام 1990. ما مبرّر وصف سلام بـ»الداعشي» سوى أنه من البيئة المناهضة لحلفائه في المنطقة؟ الداعشي صارت شتيمة طائفية عنصرية يوجهها العوني لكل من يعارضه، شأنه في ذلك شأن «حزب الله« وإعلامه. استقرار لبنان أصبح اليوم بين فكّيْ كماشة. فكّ عوني، يسعى حثيثاً للوصول الى السلطة قبل إحراز أي تسوية في المنطقة، ستأتي حكماً على حسابه. وفكّ «حزب الله«، الذي يُسهّل أعمال المجموعات الخارجة عن القانون خدمة لأهدافه. وفي الكماشة ذاتها، خروج عن منطق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي قال من بيروت «إن اليوم ليس يوم المنافسة والتنافس، وإن كان لا بدّ من ذلك، فلتكن المنافسة على إعادة إعمار لبنان».. والإعمار يعني الدولة والاستقرار.

ظريف تجاهل عون ودعم سلام
خاصّ جنوبية/ الأربعاء، 12 أغسطس 2015
يرهان “التيار الوطني الحر” على تسوية ما تقودها ايران، خاصة مع زيارة الظريف إلى لبنان، كما على الدعم الذي يلقاه من “حزب الله”، ويتوقع عونيون ان يتضمن خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل اشادة بالنائب ميشال عون ودعما له في رسائل متعددة الاتجاه لمن يعنيهم الامر. وامس قال عون إنهم “ينتظرون ليربحوا الحرب حتي يتخلصوا منا. لن يربحوا الحرب ومن ربحها معروفون ونحن في الخط الرابح في المنطقة”. وما بين عبارات عون ومقدمة محطته “أو تي في” مساء امس، يتكشف رهان “التيار” على الدور الايراني في المرحلة المقبلة، لكن وزير خارجية الجمهورية الاسلامية محمد جواد ظريف الذي بدأ جولته أمس لم يعزف على الوتر نفسه، فأحبط كلّ الرهانات بل سجل دعما للحكومة، مثمناً دور رئيسها تمّام سلام “الذي أدى الى مزيد من الهدوء والاستقرار والامن في هذا البلد”. قال: “نحن نثمّن الدور الكبير الذي لعبه شخص دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان لتوفير الامن ومكافحة التطرف والارهاب ولخلق وايجاد التعاون بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين”. أضاف: “نقول ليس اليوم للمنافسة والتنافس في لبنان، وإن كان لا بد من التنافس فلا بد أن يكون التنافس لإعمار لبنان”. الكلام الذي أعلنه الوزير الإيراني، انطوى على ان إيران ليست في وارد فتح جبهة أو دعم أي اشكال يؤثر على استقرار لبنان في هذه المرحلة التي تعطي فيها الأولوية لتسويق دورها في البحث عن حل للأزمة السورية. كما أن سجل الظريف في السرايا اعجابه بالوضع الامني المستقر في لبنان، وقارن بالاجراءات المشددة التي كانت تحاط بها زياراته السابقة. وأكد تشجيع ايران الحوارات القائمة “بهدف الوصول الى اتفاق على رئاسة الجمهورية”، واشار الى ان هذا الموضوع “يعالج من قبل الشعب اللبناني وينبغي على الحكومات الأجنبية ألا تعرقل ما يريده الشعب اللبناني”. واضاف ظريف في اللقاء أن “أصدقاء لبنان مستعدون للمساعدة ولن يتأخروا”.
إلغاء زياة ضريح مغنية
يذكر أن ظريف ألغى زيارة كانت مقرّرة إلى ضريح الشهيد عماد مغنية في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية بعد ظهر أمس، وذلك “نظراً إلى كثافة مواعيده وبرنامجه الحافل باللقاءات خلال زيارته للبنان، وتأخر وصول الطائرة عن موعدها، على أن تؤجل الزيارة الى فرصة لاحقة”، بحسب بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في “حزب الله”.
ظريف حضر بلا مبادرة رئاسية وواشنطن ترسل موفداً
وصفت” محادثات رئيس الحكومة تمام سلام مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بأنها كانت جيدة، وتناولت ثلاثة ملفات من ضمنها الاتفاق النووي، وضرورة الافادة منه لدعم ملفات الاستقرار في المنطقة. ودعم المؤسسات الرسمية في لبنان، وأبرزها إنهاء الشغور الرئاسي، لكنه شدّد بأن المسؤول الإيراني لم يحمل أية مبادرة في هذا الخصوص. ومعيار نجاح زيارة ظريف سيكون مدى تسهيل إيران عملية إنتخاب رئيس جديد باعتبار أن طهران طرف في تعطيل إنجاز هذا الاستحقاق من خلال حلفائها في لبنان.
وعلمت “النهار” أن موضوع زيارة موفد أميركي للبنان قيد البحث منذ نحو عشرة أيام ولم يبت به بسبب فقدان المعطيات المطلوبة عن الاستحقاق الرئاسي. لكن المعلومات تفيد أن الزيارة انتظرت زيارة ظريف لبيروت.

عون يلعب آخر أوراقه: تجييش المسيحيين ضد الحريري والسنة
سهى جفّال/الأربعاء، 12 أغسطس 2015
في إطار العلاقة المتأرجحة بين التيار الوطني الحرّ وبين تيار المستقبل رفع العماد ميشال عون أمس سقف خطابه السياسي مع “المستقبل” من دون سابق إنذار قائلاً: “ساقبت اغتالوا الحريري، والحريري ليس هو من حرّر لبنان بل أنا من حرّرها”. فهل ينجح الجنرال باستفزاز الشارع المسيحي بوجه الشارع السني؟ مع تواصل حملة التيار البرتقالي على التيار الأزرق، رفع العماد ميشال عون سقف خطابه السياسي بوجه “المستقبل” وصولا إلى القول: “ساقبت اغتالوا رفيق الحريري (2005)، وليس الحريري من حرر لبنان بل أنا من حرّر الأرض، وتحديداً بتعاوني مع قوى دولية، قمنا بتحرير لبنان وإعادة استقلاله”. وجاء كلامه هذا بعد إجتماع تكتل التغيير والإصلاح أمس.
وسرعان ما صدر عن الرئيس سعد الحريري ليلا بيان من ثلاثة جمل مقتضبة فتمنّى “تجنب زجّ اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أي سجال، من النوع الذي ورد على لسان أحد القيادات واعتبار انتفاضة الاستقلال قضية تعلو فوق أي اعتبار”.
سعد الحريريفي وقت نرى إصرارا من قبل التيار الوطني الحر على زجّ “المستقبل” في المواجهة مع عون لتجييش الشارع المسيحي ضد تيار المستقبل باعتباره يعيق استعادة المسيحيين حقوقهم المهدورة، والإيحاء بأن النزول إلى الشارع ضد الحكومة بعد قرارات التمديد للمناصب العسكرية أصبح واجبا لاستعادة حقوق المسيحيين المهدورة حسب المنطق العوني. بات من الواضح، والحال هذه، أن عون يبحث عن مشاكل وإشكالات مع تيار الحريري من أجل شدّ عصب جمهوره، خصوصا بعد بتّ ورقة التعاون مع القوات اللبنانية، فلا سبيل إلّا بالعودة إلى معزوفته القديمة وفتح النار على المستقبل، يقابلها مساع حريرية لتبريد الوضع وعدم الدخول بمواجهة مع عون.
ورغم موافقة “حزب الله” على تأجيل تسريح العسكريين بتعديل قانون الدفاع إلّا أن عون مصر على حصر خلافه بتيار المستقبل فقط.
ميشال عون وفي هذا السياق، رأى عضو تجمع لبنان المدني الدكتور محمد علي مقلد أن “عون شخص مريض بكل ما للكلمة من معنى وليس له علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد”. وتابع: “يريد أن يبني مجدا لنفسه على حساب الآخرين”.
ولفت مقلّد إلى أن “الحركات والأحزاب الغير ديمقراطية تخلق عصبيات للإلتفاف الطائفي حولها ضد الطرف الآخر، فخصم عون يجب أن يكون “سني” أو “شيعي” وبما أن حزب الله حليف له، فتيار المستقبل هو الأنسب لفتح النار عليه وتحقين الشارع المسيحي ضدّه، أما المسيحيون المعارضون له فهم عملاء”. مضيفًا: “الحركات القومية أو الإسلامية تستخدم دائمًا العدوّ الخارجي”. كما أشار مقلّد إلى أن “عون منذ بداية التفاهم مع حزب الله صوّر للمسيحيين أن الرئيس رفيق الحريري أقصى بأمواله أموال المسيحيين. وفي وقت كان رأس المال المهيمن في لبنان مسيحيا أصبح سنيا. كما صوّر لهم أن الحريري أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وأعطاها لرئيس الحكومة بوقت أن هذه الصورة لا تمت للرئيس الحريري بصلة”.أما عن دور حزب الله أيضًا بتصوير ان الخلاف في لبنان هو بين التيار العوني وتيار المستقبل حصرا، قال مقلّد: “إن حزب الله يسعى لتبرئة نفسه من أي إشكال على أن يظهر نفسه لاحقا بموقف الحكم وانه فوق الخلافات والصراعات”.

ملاحظة
الصورة المرفقة هي من الصور والشعارات “البهدلة” والعار  والكفر التي رفعت أمس في مظاهرة المهووس عون