مراد مراد: واشنطن تستهدف من جديد وكلاء إيران في المنطقة/علي نون: ضحايا الممانعة

389

واشنطن تستهدف من جديد وكلاء إيران في المنطقة
مراد مراد/المستقبل/23 تموز/15

تسعى الولايات المتحدة الاميركية عقب انجاز الاتفاق النووي الى تشديد سياساتها تجاه وكلاء ايران في الشرق الاوسط كـ «حزب الله« في لبنان وسوريا والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن. ولدى واشنطن دوافع عدة لاتباع نهج جديد في الشرق الاوسط، أبرزها منع التوازن الاقليمي الهش للقوى السياسية والعسكرية من الانقلاب تماماً لمصلحة الايرانيين. كما توجد دائماً وسائل لوقف النفوذ الايراني عند حد معين رغم اضافة قريبة لـ 100 مليار دولار اميركي الى خزنة النظام الايراني بموجب اتفاق فيينا الذي منحه مؤخراً مجلس الأمن الدولي مظلة قانونية. كل قرار أميركي يستهدف «حزب الله« يدل على قدرة الاستخبارات الاميركية على رصد جميع تحركات الحزب وعناصره والشخصيات والكيانات المقربة منه. والعقوبات الاميركية الاخيرة المتتالية ضد قيادات الحزب ورجال أعمال تابعين له هي في صلب هذا النهج الاميركي الجديد الذي يرجح أن يتشدد أكثر فأكثر عند تنفس الاقتصاد الايراني. فبيان وزارة المالية الاميركية أول من امس كان واضحاً عندما أشار إلى أنها «فرضت عقوبات جديدة على مجموعة تضم قيادات من حزب الله ومسؤوليه العسكريين وشريك له في لبنان وذلك في اطار مساعيها المستمرة لكشف أعمال الحزب الإرهابية والتصدي لدعمه المستمر والناشط لنظام بشار الأسد وبالتالي اصدار قرار بمعاقبة كل من مصطفى بدر الدين وفؤاد شكر وابراهيم عقيل بسبب عملهم من أجل حزب الله او نيابة عنه، ومعاقبة عبد النور شعلان بصفته مسهلاً لأعمال حزب الله«. حلقة العقوبات بحق «حزب الله» اعتمدت في حزيران الفائت عندما تبنت المالية الاميركية عقوبات ضد شخصيات تابعة للحزب وشركات تعمل لصالحه. وفي كلام للمسؤول في الوزارة الاميركية عن شؤون الارهاب والاستخبارات المالية لآدم سزوبين أن «هذه العقوبات الجديدة تشير بشكل واضح الى عزم الولايات المتحدة على مواصلة استهدافها الحازم للحزب بسبب أعماله الارهابية حول العالم وبسبب دعمه المستمر لحملة الأسد العسكرية التي لا ترحم في سوريا». وأكد أن الاميركيين «سيلاحقون جميع مصادر تمويل حزب الله ومن ضمنها ما يتم عبر الجمعيات الخيرية او العائدات الاجرامية او الرعاية من قبل دولة» في اشارة واضحة الى ايران من دون تسميتها.

وأوضح البيان الاميركي أن «حزب الله يتم استهدافه مالياً بموجب الامر التنفيذي رقم 13582 منذ آب 2012 بسبب الدعم الذي يقدمه للحكومة السورية. كما تمت تسميته تنظيماً ارهابياً عالمياً بموجب الامر التنفيذي رقم 13224 منذ تشرين الاول عام 2001، بعدما كان أدرج على لائحة الارهاب الاميركية بموجب القرار التنفيذي رقم 12947 في كانون الثاني عام 1995. كما أن مصطفى بدر الدين أدرج على لائحة الارهابيين العالميين بموجب الامر التنفيذي رقم 13224 منذ 13 ايلول عام 2012«. وذكّر بأن «حزب الله بدأ منذ بداية الثورة السورية في 2011 بتقديم الدعم العسكري الى نظام الأسد والميليشيات التابعة له بما في ذلك التدريب والمساعدات التقنية واللوجستية، وكان ينسق مع كبار الضباط في نظام الاسد. ومنذ منتصف العام 2012 بأمر من أمينه العام حسن نصر الله زاد من دعمه العسكري المباشر للحكومة السورية«. وأوضحت وزارة المالية الاميركية أن «بدر الدين المدرج سابقاً على لائحة الارهاب الدولي معروف بأسماء وكنيات عدة منها ذو الفقار، ومصطفى أمين بدر الدين، ومصطفى يوسف بدر الدين، وسامي عيسى، والياس فؤاد صعب. وهو من مواليد الغبيري بيروت في السادس من نيسان 1961. وقد تقرر تعديل أسباب ادراجه من ارهابي عالمي بحت الى ارهابي عالمي مرتبط بحزب الله وناشط في الحرب السورية. وهو مسؤول عن عمليات حزب الله العسكرية في سوريا منذ العام 2011 بما في ذلك عمليات نقل مقاتلي الحزب من لبنان الى سوريا بغية دعم النظام السوري. ومنذ ايلول 2011 هناك تنسيق وتعاون استراتيجي بين بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بشكل اسبوعي، ويرافق بدر الدين نصر الله في اجتماعاته تلك في دمشق. ومنذ 2012 وبدر الدين ينسق العمليات العسكرية للحزب في سوريا، وكان هو القائد الميداني للهجوم الذي شنه الحزب على بلدة القصير في شباط 2013«. وهذا ما أكده الجيش السوري الحر في ايار من ذلك العام.

الاسم الاول على لائحة الارهاب بحسب بيان الوزارة الاميركية هو «ابراهيم عقيل الذي يعرف ايضاً بإبراهيم محمد عقيل. مواليد بدنايل (لبنان) في 24 كانون الاول1962 او 1 كانون الثاني 1962. سبب ادراجه ارتباطه بحزب الله ونشاطه في سوريا. وهو يعمل في أعلى مراتب الجناح العسكري لحزب الله ضمن ما يعرف بإسم «مجلس الجهاد» ويلعب دوراً حيوياً في عمليات حزب الله العسكرية في سوريا من خلال مساعدة عناصر الحزب والقوات الموالية للنظام السوري في معاركهم داخل سوريا ضد قوات المعارضة السورية. وعلاوة على ذلك فإن الانتربول أصدر مراراً مذكرات حمراء بحق عقيل تؤكد تاريخه الحافل مع حزب الله وارهابه بما في ذلك عملية خطف رهينتين ألمانيتين في اواخر ثمانينات القرن الماضي وحملة تفجير في باريس عام 1986«.

أما الاسم الثاني فهو عبد النور شعلان «واسمه الثلاثي عبد النور علي شعلان. من مواليد بعبدا (لبنان) عام 1961 او بتاريخ 17 ايار 1964. اصبح الآن مدرجاً كإرهابي عالمي مرتبط بحزب الله». وهو رجل أعمال مرتبط بشكل وثيق بقيادة حزب الله، وشخصية محورية ساهمت في نقل الاسلحة بين الحزب وشركائه في المنطقة على مدى السنوات الـ15 الماضية. ودوره كان رئيسياً في تأمين حصول حزب الله على الاسلحة، بما فيها الاسلحة الصغيرة، منذ اندلاع الثورة في سوريا، وكان يحرص على مرور الاسلحة عبر الحدود الى عناصر الحزب من دون سؤال من الاجهزة الامنية المختصة. وفي العام 2014 استخدم شعلان عمله كغطاء لمواد عسكرية وأسلحة للحزب في سوريا، وفي 2012 تورط في مساعدة حزب الله بالحصول على اسلحة ومعدات نقلها الى داخل سوريا. وفي 2010 كان الشخصية الرئيسية في سمسرة صفقات بين الحزب ومسؤولين في نظام الأسد وشركات في روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا لشراء وبيع الاسلحة. وفي 2010 طلب الحصول على عدد من الاطنان من مادة الأنهيدريد التي تستخدم في انتاج المتفجرات والمخدرات الناركوتية (التي تعدم احساس الانسان وقد تعطى للمقاتلين لارتكاب الفظائع) وذلك لمصلحة حزب الله. وفي تشرين الثاني 2009 نسق بين حزب الله ومسؤولين في النظام السوري من اجل شراء وتسليم آلاف البنادق الى السلطات السورية«. الاسم الثالث هو فؤاد شكر «المعروف بالحاج محسن شكر. عنوانه في بناية الفردوس، عزي، في حارة حريك (لبنان). وهو من مواليد عام 1962 في بلدة النبي شيت في بعلبك. مكان ولادة محتمل آخر هو بيروت. أسباب ادراجه هو ارتباطه بحزب الله ونشاطه في الحرب السورية. وهو مثل عقيل يعتبر أحد أعضاء مجلس الجهاد في الجناح العسكري لحزب الله ويلعب دوراً حيوياً في الصراع السوري بمساعدته قوات النظام وحزب الله في المعارك ضد قوات المعارضة السورية«.

ضحايا الممانعة
علي نون/المستقبل/23 تموز/15

يستمر «حزب الله» في سياسة نطح الحائط في سوريا. وفي الافتراض والظن أن رأسه من فولاذ وأن الحائط من رمل! وان الذين يقاتلهم قليلو الحيلة والحَيْل، ولا يعرفون ما يعرفه، ولا يجارونه في طول النفس ومقومات البأس، ولا في القدرة على التحمّل أو على ابتداع الطرق والأساليب الكفيلة بجعله يئن من الوجع مثلما يئنون وأكثر. .. ووفق دفتر الشروط ذاته، الذي وضعه «حزب الله» بنفسه لتبرير ما يفعله في سوريا، تقدّم جماعات المعارضة السورية المسلحة، عروضها القتالية، وعلى قاعدة السن بالسن والبادئ أظلم.. وبلدة مقابل بلدة. وضيعة مقابل ضيعة. و»كتلة بشرية» مقابل «كتلة بشرية»! وانسَ بعد ذلك، حديث الشعارات الكبيرة المتصلة بثنائية «المقاومة» وإسرائيل! أو أي شيء مشابه في فكاهته السوداء! أرادها «حزب الله» وبوضوح سافر، مواجهة تستند الى المعطى المذهبي أكثر من أي شيء آخر، فأخذ ما أراد! وطالما انه يدقّ حيثما أمكنه من دون أن يتوقف أو يتردد أو يضع أي سقف لحركته و»واجبه الجهادي»، أو يأخذ في الحسبان أي معطى انساني يتصل بالمدنيين العالقين في مسارح «جهاده».. وطالما انه يؤكد المرة تلوَ المرّة، انه مستمر حتى «النهاية» في معركة انقاذ بشار الأسد تنفيذاً لتوجيهات «الولي الفقيه» ولاعتباره ما يجري «معركة حياة أو موت» له شخصياً.. فإن المؤكد، في المقابل، أن هذا الحزب سيتفاجأ بموجات صادمة شبيهة بتلك الدائرة الآن حول بعض القرى التي يعتبر أهلها من بيئته، في ريف إدلب الشمالي!

.. ولا يمكنه أن يدّعي البراءة من المآلات التي بلغتها النكبة السورية. كما لا يمكنه أن يُجادل بالتي هي أحسن أو أسوأ، من أنه قدّم أداءً اشتمل على شيء من الأنسنة في قتاله ضد السوريين، أو أنه تصرف ويتصرف على قاعدة الفصل بين المقاتلين وبيئتهم أو بين المدني والعسكري.. بل على العكس من ذلك، اعتمد ويعتمد سياسة الأرض المحروقة بحذافيرها. وأوصل بنفسه، الى الفرضية القائلة، بأنه يمارس شيئاً من التطهير العرقي: البلدة أو القرية أو المدينة التي يحتلها، لا يرجع أحد من أهلها إليها! أكانت هذه اسمها القصير أو الطفيل (اللبنانية!) أو باب عمرو! أو أي ناحية كانت مسكونة في منطقة القلمون. المأساة الجارية في ريف إدلب الشمالي هي ذاتها الجارية في الزبداني! وفي المكانين ضحايا ومنكوبون في مذبحة لا يتحمّل مسؤوليتها إلاّ محور الممانعة دون سواه.. المحور الذي اختصر من بداية الطريق، ثورة السوريين بالعصابات الارهابية والتكفيرية! وراح بعيداً في أدلجة قتل عشرات الألوف من المدنيين العزّل، وتهجير الملايين وتدمير وتحطيم عمرانهم وأرزاقهم بلا هوادة أو رحمة!.. يا الله!