محمد عبد الحميد بيضون لـ “الأنباء”:الاتفاق النووي انتصار للتيار الإصلاحي على تيار المرشد وسيفتح الأبواب أمام تغيير إيراني يحيل الحرس الثوري وحزب الله الى التقاعد

312

محمد عبد الحميد بيضون لـ “الأنباء”:الاتفاق النووي انتصار للتيار الإصلاحي على تيار المرشد وسيفتح الأبواب أمام تغيير إيراني يحيل الحرس الثوري وحزب الله الى التقاعد

الأنباء/18 تموز/15

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن مجرد بدء المفاوضات بجدية بين الغرب وطهران وانتهائها منذ أيام الى إبرام اتفاق حول الملف النووي، يعني أن موقف التيار الإصلاحي في إيران أفضل وأقوى وأصوب من موقف تيار المرشد والحرس الثوري، لا بل هو انتصار للشعب الإيراني على سياسة المرشد، معتبرا أن ما شهدته طهران من احتفالات شعبية في الشوارع، لم يكن مجرد ابتهاج بالإتفاق على الملف النووي، بقدر ما كان للتعبير عن فرحة الشعب بعودته الى العيش بشكل طبيعي بعد أن أضنته العزلة الدولية، نتيجة سياسة المرشد التي لم تقطف على مدى 25 عاما سوى الفقر والفشل والفوضى والفساد.

ولفت بيضون في حديث لـ “الأنباء” الى أن الشعب الإيراني ينظر الى الإتفاق النووي على أنه فرصة للتخلص من ديكتاتورية المرشد، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه ويرسم علامة استفهام كبيرة حوله، “هل سيتمكن التيار الإصلاح من ترجمة هذه النظرة؟ أم أنه سيتعرض مجددا للقمع والإعتقال والتنكيل على غرار ما تعرض له في العام 2009؟ معربا عن اعتقاده بأن الإنتخابات النيابية في إيران في العام 2016، ستعطي تقدما للتيار الإصلاحي على تيار المرشد، إلا أن المنعطف الأهم أمام الشعب الإيراني سيكون في يونيو من العام 2017 حيث الإنتخابات الرئاسية ستكون مفصلية وحاسمة في تقرير وجهة سير الدولة الإيرانية، حتى ما إذا ربحها التيار الإصلاحي سيشهد العالم تغييرا كبيرا على الساحة الإيرانية، يتجسد برحيل النظام الحالي وأفول حكم المرشد والحرس الثوري.

وعن قراءته لانعكاس الإتفاق النووي على الواقعين الإقليمي والمحلي، لفت بيضون الى وجود ناحيتين اساسيتين في الإتفاق، وهما 1 ـ تغيير طبيعة البرنامج النووي بحيث تحول من برنامج للصناعات العسكرية، الى برنامج يُعنى فقط بالأبحاث العلمية، ما يعني سقوط رهان المرشد وحلمه بأن تصبح إيران قطب نووي وحيد في المنطقة، 2 ـ حتمية تغيير النظام الحالي في إيران، وذلك لأن ايديولوجيته قائمة على عسكريتاريا باتت بفعل الاتفاق منتهية الصلاحية، وأولى علامات انتهائها هو سقوط شعار “أميركا الشيطان الأكبر”، ناهيك عن طمأنته لاسرائيل، بدليل ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما عن وجود ضمانات لإسرائيل بأن إيران لن تمتلك السلاح النووي، مشبها المرحلة الإيرانية اليوم بمرحلة سقوط الإتحاد السوفياتي نتيجة تحطم الأيديولوجية الشيوعية في عهد ميخائيل غورباتشوف، مشيرا ردا على سؤال الى أن اعتراض حكومة نتانياهو علىالإتفاق النووي وتوصيفها له باتفاق العار والذل والإذعان، لا ينم عن حقيقة ما قرأه نتانياهو في متن الإتفاق، إنما يهدف الى استقطاب الشعب الإسرائيلي من جهة، ودق ناقوس الخطر من جهة ثانية في محاولة لزيادة حجم المساعدات العسكرية والمالية السنوية المخصصة للدولة الإسرائيلية.

وعن قراءته لانعكاس الإتفاق النووي على المنطقة العربية، يعود بيضون للفصل بين التيار الإصلاحي في إيران وبين التيار المتشدد لمرشد الثورة، إذ يؤكد بيضون أن الأول يريد خطوات تجعل من إيران دولة طبيعية في المنطقة، منفتحة على الغرب ومستقطبة للإستثمار في إقتصادها، فيما يسعى الثاني لزيادة مساحة انفلاشه العسكري والسياسي في المنطقة العربية، مؤكدا أن التيار الإصلاحي يؤمن بأنه لا يُمكن لمشروعه أن يُبصر النور ما لم يُصر الى تقارب مع المملكة السعودية ودول الخليج العربي، في وقت أن التقارب سيبقى أملا منشودا لدى الإصلاحيين ما لم تتساوى موازين القوى في المنطقة وتحديدا بين السعودية وتيار الخامنئي، وهو ما بدأت به السعودية من خلال عاصفة الحزم لأحداث توازن اقليمي، مشيرا الى أن المطلوب من كل الدول العربية ملاقاة السعودية في تحقيق التوازن، كما أن المطلوب من قوى 14 آذار في لبنان تقديم مبادرة وطنية من ضمن ثوابتها الوطنية، تترجم الهدف السعودي على الأراضي اللبنانية، من خلال إعداد خطة تواكب عاصفة الحزم لاستعادة التوازن بينها وبين حزب الله، أقله على مستوى انتخاب رئيس للجمهورية ومواجهة الفلتان المسلح للعصابات الإرهابية المسماة “سرايا المقاومة”والتي تحول دون نجاح الخطط الأمنية المشنوقية في بيروت والبقاع والجنوب.

وردا على سؤال حول دور حزب الله ما بعد الإتفاق لفت بيضون الى أن الإتفاق النووي يتطلب ما بين 4 الى 6 أشهر لانطلاق عملية تنفيذه، على أن تبدأ بعدها مفاوضات جدية حول الملف السوري، حتى ما إذا تقرر بنتيجتها إنهاء النظام السوري وبالتالي انهياره، سينهار معه حزب الله حكما، أما إذ خلصت المفاوضات الى تسوية، فسيكون حزب الله من أبرز عناصرها، بمعنى آخر يؤكد بيضون أن حزب الله وقاسم سليماني وكل مجموعات الحرس الثوري، يخوضون أشرس المعارك في سوريا بهدف تحصيل أكبر عدد ممكن من المكتسبات الميدانية لفرضها أمرا واقعا على المفاوضات المرتقبة حول مصير الأسد ونظامه، علما أن المطلوب أميركيا ودوليا من إيران في خلفية الإتفقاق النوويوبشكل غير معلن، أمران أساسيان لا تراجع عنها: 1 ـ أن يكون الحل الإنتقالي في سوريا بمعزل عن وجود الأسد، 2 ـ مراقبة وجهة استعمال الأموال الإيرانية المفرج عنها (150 مليار دولار) منعا لتوظيفها في تمويل الإرهاب، ما يعني ترجيح الفرضية الأولى على الفرضية الثانية.

وختم بيضون مشيرا الى أن الإتفاق النووي سيفتح الأبواب أمام تغيير إيراني كبير، فمنطق الدولة في إيران سينتصر على الحرس الثوري وعلى بروباغاندا تصدير الثورة، وذلك خلال فترة لا تتجاوز السنتين، بحيث سيحال على اثرها الحرس الثوري ومعه حزب الله الى التقاعد..