صبحي أمهز: سيناريو حكومي مكرر وحزب الله يعمل لتسوية//منير الربيع: الحريري يرتب بيته ويبحث الإنفتاح على عون

300

 سيناريو حكومي مكرر.. و”حزب الله” يعمل لتسوية
صبحي أمهز/ الإثنين 06/07/2015

انشغلت الأوساط السياسية في محاولة البحث عن السيناريو المحتمل للجلسة الحكومية المقبلة، خصوصاً بعد تهديد رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون باللجوء إلى الشارع، ورفضهم السير بأي جدول أعمال لا يتضمن تعيين قائد جديد للجيش، الأمر الذي فتح الباب على كل الإحتمالات بين ساحات الرابية والسراي الحكومي.بين فريق المعارضة للتعطيل العوني، ثمة ما يشبه إستخفاف واضح بما يحضره عون. مصادر عين التينة لا ترى عبر “المدن” أن تصعيد عون وتهديده قد يكون له تأثير على جلسة الخميس المقبل، خصوصاً أن نظرية التعطيل العونية مرفوضة من قبل “حزب الله” شكلاً ومضموناً، على الرغم من التعاطف مع مطالبه. وتكشف المصادر أن “الاتصالات مع عون لم تنقطع وهي تتم بشكل غير مباشر عبر الحزب الذي لا يحبذ التعطيل والتصعيد الداخلي في ظل إهتماماته الخارجية المتعلقة بالميدان السوري”. وتشكك بحدوث أزمة حكومية، مكررة أن “الجلسة في جميع السيناريوهات المحتملة ستبقى محافظة على ميثاقيتها ومرد ذلك أن غاليبة المكونات داعمة لموقف الرئيس تمام سلام”.

وتشدد مصادر عين التينة على أن “مصير جلسة الخميس المقبل لن تكون دراماتيكية كما يظهر البعض”، إذ ستكون مشابهة لمجريات التى سبقتها، فسلام الذي خرج عن دبلوماسيته سيبقى متمسكا بصلاحياته، والقرارات ستتخذ وفي حال كان هناك اعتراض لبعض الوزراء فسيسجل اعتراضهم في المحضر.تستند أوساط بري في موقفها هذا إلى أن “حزب الله” في موقفه المؤيد لعون لا يتعدى حدود المجاملة، بيد أن الواقع يكشف أن الحزب وبري يعملان سوياً على خط تنفيس الإحتقان الحكومي عبر محاولة إقناع عون بترحيل بند تعيين قائد الجيش حتى أواخر الشهر المقبل.وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة لـ”المدن” أن الحزب يحاول لعب دور الوسيط، في محاولة للحفاظ على الحكومة ووحدتها، خصوصاً أنه ليس من مصلحة الحزب إنهيار آخر حصون الدولة، في الوقت الذي يستمر في خوض معاركه السورية، وآخرها في الزبداني بالقرب من الحدود، مشيرة إلى دور واضح له في تقريب وجهات النظر وردم الهوة بين الأفرقاء.

وعلمت “المدن” ان “حزب الله” الذي يرفض التعطيل الحكومي ضمنياً، ويحاول ان يظهر دعماً لفظياً للرابية، لا يمانع ضمنيا فتح دورة إستثنائية لمجلس النواب، مؤكدا انه لن يضغط في إتجاه فرط العقد الحكومي، وكل ما في الأمر أن وقوفه إلى جانب عون لا يتعدى حدود “الموقف الأخلاقي”.مسيحياً وليس بعيدا عن التصعيد العوني، يرفض حزب “الكتائب” تعطيل انتاجية الحكومة، إذ يقول وزير العمل سجعان قزي لـ”المدن” ان “لا مؤشرات جديدة حول جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وهناك جدول أعمال كان مقررا، سيتم استكمال البحث في بنوده، والحكومة ستستمر بعملها وفق الآليات الدستورية”، مستبعداً حصول أزمة حكومية بعد التوقيع على مرسوم دعم الصادرات الزراعية الذي اقر في جلسة الخميس الماضي، ويقول ان تكتل التغيير والاصلاح لم يناقش سواء إعتراضاً أو تأييداً القرار لا بل ان وزراءه اعترضوا على جدول الأعمال جملةً وتفصيلاً، “ما يفسر تعطيلا للعمل الحكومة الأمر الذي يرفضه حزب الكتائب بشكل مطلق”. أما عن فتح الدورة الإستثنائية، فيؤكد قزي أن حزب “الكتائب” يرفض هذا الأمر أنطلاقاً من حرصه على صلاحيات رئيس الجمهورية التي لا يجب المساس بها إطلاقاً، وانه في صدد طرح وجهة نظره على اللقاء التشاوري.وعلى الرغم من معارضة “الكتائب”، إلا أنها لا تأتي في سياق شل عمل الحكومة، خصوصاً أن وزراء الرئيس السابق ميشال سليمان، الذين يجتمعون مع الحلفاء في “الكتائب” على ضرورة عدم تعطيل الحكومة، يؤكدون انهم لا يرفضون فتح دورة إستثنائية، إذ تقول وزيرة الشؤون الاجتماعية أليس شبطيني ان “كتلة الرئيس سليمان الحكومية، لا زالت تدرس هذا الموضوع، ولا ترفضه بشكل مطلق إنما تنتظر أجوبة على بعض البنود المتعلقة بكيفية رد القانون أو الإعتراض عليه والتي تعتبر من صلاحيات الرئيس”.عليه، فان المصادر تجمع ان جلسة الخميس المقبل ستكون شبيهة بالجلسة السابقة، إلا أن الأساسي فيها هو تكريس نسف الآلية التعطيلية السابقة التي وضع ركيزتها سلام في الجلسة الأخيرة، أما في ما يتعلق بالدورة الاستثنائية لمجلس النواب، فالعمل جار على تمرير هذا الموضوع.

 

الحريري يرتب بيته.. ويبحث الإنفتاح على عون
منير الربيع/المدن/الإثنين 06/07/2015

على دفعات بدأ نواب وقياديو تيار “المستقبل” بالتوافد إلى جدّة للقاء الرئيس سعد الحريري، إجتماعات حصلت، وأخرى على الطريق، نواب ووزراء وصلوا وعادوا، وآخرون يستعدون للسفر، على خلاف الأجواء التي أعلنت عن عقد إجتماع موحد.

قد يكون مردّ شكل ما يحصل في الرياض والتحول من صيغة الإجتماع الواحد إلى لقاءات متعددة التفاوت في التوقيت والإهتمامات، أو ربما يكون في إطار تخصص كل وفد على صعيد موقعه أو المنطقة التي يمثلها، وقد يذهب متربص بـ”التيار” شراً ليقول إن حال الإنقسام بين صفوف قيادييه إنعكس على شكل الإجتماعات، خصوصاً أن حال التضعضع أصبح أصعب من أن يلملم، فيما الإجتماعات تهدف، في شق منها، إلى ترتيب البيت الداخلي وإعادة جدولة الأولويات، وقد يذهب المتربص أكثر من ذلك ليصف ما جرى بأنه على شاكلة انقسام التيار، الأمر الذي يعتبر “المستقبل” طريقه مسدود، لأن الأفعال لن تسمح لأحد بالإصطياد بالماء العكر.

تؤكد مصادر مطلعة في “المستقبل” لـ”المدن” أن الموضوع ليس تقسيماً ولا جدولة، وليس هناك أي أسباب خلافية أو تقنية أو لوجستية، حالت دون توحيد توقيت الزيارات أو الإجتماع، وتشير إلى أن الإجتماعات ستضم القياديين الأساسيين، بحضور ثابت في جميعها، من مدير مكتب الحريري نادر الحريري، إلى مستشاريه غطاس خوري، باسم السبع وهاني حمّود، وذلك بهدف توحيد الرؤى وإعادة الإمساك بزمام الخطاب السياسي وتوجيهه ومنعه من الإنجراف إلى منزلقات قد تزيد من توريط المستقبل مع شارعه.

أول الواصلين، وفد شمالي ضم وزير العدل أشرف ريفي، ونائبي الشمال سمير الجسر واحمد فتفت، ومستشار الحريري لشؤون الشمال محمد كبارة، ومنسق التيار في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، وعلى طاولة بحث هذا الوفد كان الوضع في طرابلس والشمال من اجل تلافي أي خلافات بين أبناء البيت الواحد، ما ينعكس سلباً على الشارع، لا سيما أن هناك أجواء تشير إلى نوع من المزايدة من قبل كبارة على الوزيرين ريفي ونهاد المشنوق، في موضوع الموقوفين الإسلاميين، خصوصاً أن “اللواء الشعبوي” الذي يحمله كبارة، في الشارع الطرابلسي، يضع المشنوق وريفي وخلفهما قيادة “المستقبل” أمام إحراج في الشارع، وتشير المصادر إلى أن ما سيجري فعله هو تلافي هكذا هفوات، خصوصاً أن وزيري “المستقبل” سيعملان كل على طريقته لمعالجة هذا الأمر، كل من موقعه، مع التشديد على وجوب توحيد الصف لأن ما حصل من هفوات أدى إلى إستثمار الرئيس نجيب ميقاتي في ذلك والتصويب على “المستقبل”، وتؤكد المصادر أن القرار حاسم في القطيعة مع الميقاتي ولا إمكانية لأي لقاء معه.

عاد هذا الوفد الأول إلى لبنان صباح الإثنين، وعلمت “المدن” أن المشنوق سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة، أيضاً للقاء الحريري والبحث في مجمل التطورات، وكذلك بالنسبة إلى رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة.

وتتركز مجمل هذه الإجتماعات، وفق ما تشير مصادر “المدن”، إلى جانب ترتيب البيت الداخلي، على البحث في مجمل الملفات السياسية والأمنية على الساحة، وإيجاد صيغة موحدة لجميع قيادات ومسؤولي التيار في كل إطلالاتهم الإعلامية، وتفيد المصادر بأن النقاش سيتناول بشكل تقييمي مسار الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، والنتائج التي حققها، وكيفية حماية هذا الحوار للحفاظ على الإستقرار على الرغم من عدم توقع أي شيء جوهري منه.

وفي صلب المداولات، كانت الأزمة الحكومية حاضرة، وقد أشار الحريري إلى حرص إقليمي ودولي على ضرورة إستمرار الحكومة في عملها ودعم الرئيس تمام سلام على رأسها، وتلفت المصادر إلى أن الحريري سيقوم بمروحة إتصالات من أجل إزالة بعض العقبات الحكومية، كما تفيد بأن هناك من طرح دعوة رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون شخصياً إلى جدة للقاء الحريري وبحث الأمر معه لحل المسألة.

في الشكل والمضمون، تأتي اللقاءات لإعادة بلورة وضع التيار الذي مر باهتزازات كبيرة جراء غياب الحريري، وقبل خطاب “التوجهات العامة”، وفق المصادر، لكلمة الحريري في إفطارات 12 تموز الحالي، لكنه في المقابل لم يحمل جديداً خصوصاً أن الأفق السياسي داخلياً خارجياً ثابت الى الآن بإنتظار أي تطور.