ملف حزب الله (9): عن تحويل بلديات الجنوب الى مراكز حزبية//هذا ما تريده السفارة.. لو كنتم تعقلون//حزب الله ينتظر مباركة الشيطان الأكبر//صحوة مدنية عربية أو ردّة فعل؟

340

صحوة مدنية عربية أو ردّة فعل؟
محمد بركات (فايسبوك)/جنوبية/ الأحد، 28 يونيو 2015
منع رجال الدين من العمل بالسياسة في المغرب وإغلاق 80 مسجدا “تحريضياً” في تونس وإقفال فضائيات تحريضية في الخليج، ومنع دخول كتب ابن تيمية وإخوانه إلى الأردن ومصر… لا يكفي. فإطفاء بعض مكبّرات الصوت لا يغيّر الفكرة، ولا يلغي الصوت. المشكلة في مكان آخر. كل القذارات التي تَقتل من العراق إلى سوريا ولبنان، إنّما تقتل باسم إله القرآن. المشكلة هناك بلا لفّ ولا دوران. لا يبدو أنّ تحرّكات السلطات في مصر وتونس والأردن والخليج والمغرب ضدّ “منابع الإرهاب” الثقافية والشعبية تأتي في سياق، ونتيجة، “صحوة” ثقافية وشعبية، بل هي أقرب إلى ردّة الفعل. لذلك فهي لا تكفي. إذ بات ملحّاً تأمين حدّ أدنى من الحريّات للمفكّرين والكتّاب والباحثين للبدء في تفكيك الخطاب الديني، من التفاسير والأحاديث وصولاً إلى جعل “النصّ” تحت مقصلة النقد.

حزب الله ينتظر مباركة الشيطان الأكبر
محمد عقل/جنوبية/الأحد، 28 يونيو 2015
لم يكن حزب الله يحتاج إلى بَركة الشيطان الأكبر في مساره العسكري والسياسي كما يحتاجه الآن. فالحزب المذكور موضوع على لائحة “الإرهاب”. وهو يقاتل بكل جهد في جرود سورية ولبنان لحماية كانتون الأسد الموعود في الشريط الساحلي. وبعد أن بات سقوطه يقترب. وعاد البيت الأبيض. منذ فترة إلى نغمة المطالبة بالتنحي بل وزاد تهمة جرائم الحرب والكيماوي. ولم تعد أروقة العم سام تخفي عن قاصديها تلميحات ما بعد الأسد. هنا تتداعى أسئلة مرحلة ما قبل أخذ البَرَكة الموعودة: هل يعقل أن يكون الشيطان الأكبر غير عالم بعد بدخول الحزب عنوة إلى الأراضي السورية؟ ولو فرضنا ذلك فهل طيران التحالف الجوال منذ أشهر فوق سورية الأسد ولم يكتشف وحدات الحزب المقاتلة في جرود القلمون؟! ولماذا أعلن أمين الحزب العام في إطﻻلته الأخيرة أن الحرب مع داعش بدأت. وهو الذاهب إلى قتالها منذ أكثر من سنتين؟ وما سر توقيت الإعلان مؤخرًا؟ اللافت أن الإعلان جاء بإيحاء إيراني. وعلى وقع اقتراب موعد إعلان الإتفاق النووي. وهي إشارة إيرانية ناعمة للإيحاء بأن حربنا مع الشيطان الأكبر واحدة. والأهم أنها حرب مستمرة حتى في مرحلة ما بعد الأسد. والخطير أن الشيطان الأكبر لم يتعرّض بسوء سياسي لدخول حزب الله إلى سوريا. والأخطر أن خطابات الأمين العام تخلو من إشارات نارية ضد الشيطان. بعد أن باتت شظايا هذا الإشارات تطاول دول العرب بالجملة والمفرّق!
وما الإشارة المنتظرة. ومتى توقيتها؟ إنها باختصار سريع رفع إسم حزب الله عن ﻻئحة المنظمات الإرهابية. أما التوقيت فبعد توقيع الإتفاق النووي كاملاً بين طهران والشيطان و(5+1) كمجتمع “دولي”. وحينها تكون التسوية على مرحلة ما بعد الأسد انتهت. إما بالإقامة في اللاذقية بشريط يوصله بلبنان عبر حمص والقلمون وإما في منفى يتفق بشأنه أطراف إقليمية أبرزها إيران. وأخرى دولية أبرزها روسيا. على هذه الإشارة تتوقف أمور كثيرة. أبرزها نجاح إيران في تحييد حزب الله ﻻعتباره من توابع مشروعها. وهذا سيعني بالضرورة الإبقاء على الذراع الإيرانية. حتى ﻻ نقول إطﻻقها في العراق وبعض سورية المنهكتين. واستمرار تعاون الطرفين على قتال داعش ليس للقضاء عليها بل بإبقاء الأمور تحت السيطرة. ومصطلح السيطرة ﻻ يعني هنا إطﻻق اليد الإيرانية بقدر ما يعني إبقاءها تحت الرعاية وفي كنف الشيطان الأكبر وليس من موقع الشراكة أو الندية. وهو ما سيندرج على الوضع اللبناني. والوضع اليمني لتهديد أي تكتل عربي بالعصا الإيرانية الغليظة ولن يضير الشيطان في شيئ إذا استبدل قبعة الشاه بعمامة ولي الفقيه. أما لبنان فيأتي حزب الله بحليفه رئيساً ضعيفًا بسلطات صوَريّة. ويعزز قوة الدويلة ضمن مظهر الدولة. ويتصرف على قاعدة النصر الإلهي. ويؤكد أن خياراته كانت الأصوب للبنان واللبنانيين والأقليات. وسيعتّم على إشارة مباركة الشيطان الأكبر. وأن الشريك الإيراني روض الشيطان وغلبه والنصر للأقوياء. إن بركة الشيطان الأكبر ستكون كافية لقلب المفاهيم وستُظهره إيران دفاعًا عن الممانعة. ونصرًا للمقاومة الإسلامية. على قاعدة: ولّى عصر الهزائم.

هذا ما تريده السفارة.. لو كنتم تعقلون
عماد قميحة/جنوبية/الإثنين، 29 يونيو 2015
منذ أعلن حزب الله قتاله في سوريا في صفّ بشار الأسد، لم تعارض أميركا ولا حليفتها إسرائيل هذا القتال كونه ينقص من قوّة حزب الله أي عدو اسرائيل. وبالتالي يجب أن يطرح الممانعون المنددون بما يدعونه شيعة السفارة سؤالا حول ما تريده السفارة فعلًا؟
منذ إعلان حزب الله القتال في الداخل السوري الى جانب بشار الأسد، لم نسمع من الإدارة الأميركية أو حتى ممن يسبحون في فلكها ابتداءا من العدو الإسرائيلي ووصولا الى كل من يتلقى فعليا أوامره ويبني عليها مواقفه، وممن ينتظر ما تمليه عليهم مراكز القرار الاميركي، إن كانت وكالة المخابرات المركزية أو حتى الدبلوماسية الاميركية أي آراء معترضة على هذا التدخل. بل نستطيع القول وبكل ثقة وبحسب كل المعطيات والوثائق أن تورّط الحزب في الوحول والدماء السورية هو مطلب أميركي إسرائيلي، وأكبر دليل على ذلك هو قول المحلل الإسرائيلي رونين بيرغمان وهو يتحدث عن مشاركة الحزب في القتال: “إن إسرائيل لم تكن تستطيع أن تأمل بمعجزة اكبر من هذه، فالقتال لم ينقض عرى أقوى جيش كان يمكن أن يواجهنا فقط، بل صدع تماما صورة نصرالله أيضا”.
صار واضحا من يسير في ركب دفع حزب الله للغرق اكثر بالدم السوري وبالمقابل معروف من يعمل ليلا ونهارا ويناشد الحزب سرا وجهارا من اجل العمل بعكس ما تريده السفارة وكذلك لا يمكن فهم هذا الصمت الكبير والمريب من معظم القوى الغربية ودوائر القرار في العالم، وعدم إثارة الموضوع بشكل جدي إلا لأنه يحمل رضى حقيقي. هذا إن لم نقل أنه أي الصمت إنما يؤشر على رغبة جدية في زج حزب الله في أتون النار السورية، مما يعني أن دخول جحافل وقوات الحزب وخرقها للحدود الدولية إنما يأتي حتما في السياق المرسوم له ويعمل عليه بالخفاء والعلن. ومما يعزز الاعتقاد بان دخول حزب الله والقتال على الساحة السورية بما يستلزم ذلك من استنزاف لمقدراته البشرية والمعنويه، انما هو مطلب أميركي لا لبث فيه، ما يعزز كل ذلك هو مراجعة سريعة لتعليقات وتصريحات وحتى بيانات السفارة الامركية في بيروت، وما كان السفير الامركي ديفيد هل قد ادلى به منذ فترة بعيدة وحتى اللحظة ليتبين بوضوح ان سقف تصريحاته لا تعدو اكثر من القول بان هذا التدخل قد يجعل من لبنان عرضة للخطر ليس الا.
حزب الله سوريا
في المقابل لم نتلمس أي فعل جدي او ضغوط عملية تنبئ بان الاميركي منزعج او يعمل على عرقلة هذا التدخل، حتى ان غارات العدو الإسرائيلي انما تستهدف دائما المواكب والشاحنات القادمة من سوريا، وليست الذاهبة اليها، يبقى لا بد من القول في هذا السياق ان حقيقة الرغبة الامركية بزيادة التورط في سوريا هي حتما لم تكن غائبة عن بال أصحاب القرار داخل الحزب وقد صرح بذلك سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله في احدى خطاباته عندما قال بان اميركا غير راغبة بأنهاء الصراع الدموي في سوريا ولا في المنطقة “اذكركم أن اميركا ليست مستعجلة في محاربة داعش، لا بل ستعمل على انجاز مشروعها في المنطقة الا وهو تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية بين عرب وكرد، وبين سنة وشيعة”. دخول حزب الله والقتال على الساحة السورية بما يستلزم ذلك من استنزاف لمقدراته البشرية والمعنويه، انما هو مطلب أميركي لا لبث فيه في الختام ، وبعد مرور هذه السنوات على الازمة في سوريا بات معلوما عند كل من له عقل وعنده بصيرة ما هي التوجيهات الحقيقية التي تريد السفارة تعميمها على اتباعها الحقيقين وصار واضحا من يسير في ركب دفع حزب الله للغرق اكثر بالدم السوري وبالمقابل معروف من يعمل ليلا ونهارا ويناشد الحزب سرا وجهارا من اجل العمل بعكس ما تريده السفارة.. فهل انتم تعقلون.

ملف حزب الله (9): عن تحويل بلديات الجنوب الى مراكز حزبية
خاص جنوبيه/الأحد، 28 يونيو 2015
حزب الله شيعة لبنان
بحسب أحد أعضاء مجلس بلدي في الجنوب إنّ «حزب الله يستخدم مواقعه البلدية للصرف على مؤسساته وعلى بعض مهامه في القرى»، كما أنّ حزب الله حوّل البلديات إلى أداة لتنفيذ سياسته، بعيداً عن دورها الأساسي في تنفيذ خطط إنمائية تهم المجتمع المحلي
يروي أحد الصحافيين الجنوبيين أنّه “في أواخر عام 2011، اتصلت برئيس بلدية بنت جبيل آنذاك عفيف بزي لإجراء مقابلة معه حول إعادة البناء في بلدة بنت جبيل وما رافقها من أحاديث حول تجاوزات مالية. صمت بزي لحظة ثم طلب مني أخذ الإذن من شخص من آل الموسوي في حزب الله، أجبته: لكنك إنسان منتخب من الناس ولست بحاجة لأخذ إذن من أحد للحديث في موضوع عام، أقفل بزي خط الهاتف”.
ويتابع الصحافي: “منذ أشهر كنت أعمل على تقرير لتقييم عمل اتحادات البلديات في لبنان، معظم الاتحادات التي يرأسها أشخاص أعضاء أو يدورون في فلك حزب الله رفضوا الاجتماع أو الإجابة على أسئلة تتعلق بوضع الاتحادات وآلية عملها. بعدها التقيت رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد سعيد الخنسا وأجريت معه مقابلة بهذا الشأن، وفي النهاية سألته عن سبب عدم موافقة معظم رؤساء الاتحادات التي يسيطر عليها حزب الله، وخصوصاً أن الأسئلة لا تحمل أي بُعد أمني. فضحك الخنسا، وقال: يكون هؤلاء الرؤساء قد أرسلوا الأسئلة إلى الجهة الحزبية المعنية مع إسمك والمعلومات المتوفرة عنك، وتلك الجهة ربما ما زالت تجمع المعلومات عنك قبل أن تسمح لهم بالإجتماع معك وإعطائك المعلومات المطلوبة.”
ويتابع الصحافي المتخصّص في شؤون البلديات: في لقاء مع رئيس إتحاد بلديات جنوبي، قال لي: ينتمي رؤساء اتحادات البلديات في الجنوب إلى تيارات سياسية مختلفة وإننا نناقش عادة كل الأمور المتعلقة بالوضع العام للإتحاد وتفاصيل عمله، نختلف حول الآلية وتتباين الآراء وأحياناً نلجأ للتصويت، إننا نمارس علاقاتنا في الإتحاد بديمقراطية حقيقية…. لكن إذا كانت نتيجة النقاش وإتجاه القرار يتناقض مع موقف حزب الله وقراراته، فماذا يحصل؟ تلعثم رئيس الإتحاد قبل أن يجيب: عندها على الجميع الإلتزام بقرار حزب الله”.
الأكيد أنّ ترأس عناصر مقرّبة أو أعضاء في حزب الله عدداً من الإتحادات البلدية إلى جانب عدد كبير من بلدات الجنوب، وقد خفف الإتفاق المعلن عام 2010 بين حزب الله وحركة أمل الكثير من الإحتقان بين الطرفين، خصوصاً أنّ الإتفاق قضى أن يبقى موقع رئيس البلدية بيد التنظيم الذي نجح في الوصول إليه العام 2004. مع ملاحظة أنّ حزب الله عزّز من مواقعه في عدد كبير في البلديات بغض النظر عن هوية رئيس البلدية السياسية. لكن هذا الاتفاق خُرق في صديقين وكفرا وترك أثراً في ياطر. ففي صديقين إتفق حزب الله مع لائحة المستقلين تحت الطاولة على حساب حليفته حركة أمل التي تحوّل عناصرها إلى أقلية في مجلس بلدي كانوا يشكلون الأكثرية فيه. ما دفع حركة أمل إلى الإنقلاب على حزب الله في كفرا، وما دفع المجلس البلدي في ياطر إلى الاشتباك الداخلي والإستقالة.
يقول أحد أعضاء مجلس بلدي، يرأسه عضو في حزب الله: “نحن أعضاء المجلس البلدي، شأننا شأن الآخرين تحوّلنا إلى أدوات تنفيذية، لما يقرره حزب الله من خلال وحدة العمل البلدي، التي تضع خطة عمل لكل بلدية وتطلب من رئيسها إقرار الخطة في المجلس البلدي وتحدد له وجهة النشاطات والمشاريع التي عليه أن ينفذها”. ويضيف عضو المجلس البلدي:”أحياناً نفاجأ بقرارات متخذة في المجلس البلدي ولا نعلم بها لنكتشف أن التوقيع على القرار قد تم بطريقة جوالة، وأحياناً يفرض القرار وعلينا الإلتزام بمضمونه، علما أن البلديات أصبحت مكانا لتوظيف جماعة حزب الله فيها، ولم تعد الكفاءة المهنية أو الخضوع لإمتحان مجلس خدمة مدنية شرط التوظيف، بل الكفاءة والحاجة الحزبية هي الأساس وأنت تعرف شخصاً يعيش في قضاء آخر قد وجد عملاً في اتحاد لقضاء آخر لأن هناك حاجة حزبية حددها حزب الله له وقضت أن يكون في هذا الموقع”. وبحسب عضو المجلس البلدي فإن “مصاريف نشاطات الهيئة النسائية وكشافة المهدي وغيرها من الهيئات التابعة لحزب الله تدفع من صناديق البلديات، وأستطيع التأكيد أن حزب الله يستخدم مواقعه البلدية للصرف على مؤسساته وعلى بعض مهامه في القرى. وآخر الخبريات أنّ مبنى البلدية قد تحوّل إلى مبنى لإعطاء دروس دينية مع تقديم ضيافات على حساب البلدية”. وعن موقف حركة أمل مما يجري قال: “إن عناصرها ملتحقة بحزب الله”. ويختم العضو البلدي حديثه قائلاً: “لم تعد البلديات التي يسيطر عليها حزب الله إطاراً لتنفيذ خطط تنموية تهمّ المجتمعات المحلية، بل تحوّلت إلى أطر حزبية تابعة لحزب الله، ولم تعد التنظيمات السياسية تعمل لخدمة المجتمع ومؤسساته بل تحوّل المجتمع ومؤسساته إلى أداة لخدمة الحزب الزعيم. ومؤخراً عملت البلديات على جمع داتا لتواجه النازحين السوريين في نطاقها الجغرافي، لكن هذه الداتا صارت في مكان آخر، ولا يسمح للبلديات استخدامها، وأيّ جهة تريد مساعدة النازحين السوريين عليها مراجعة من يملك الداتا الذي بدوره يتحكّم بالمساعدات وكيفية توزيعها.

الفتوى والفتنة…!
عباس حايك/لبنان الجديد/29 حزيران/15
هناك علاقة قوية ومشتركة بين كلمتي الفتوى والفتنة في التاريخ الإسلامي ، وليست هذه العلاقة منحصرة من حيث الحروف ، بل هي متعدية إلى واقع الأمة الإسلامية ، لأنَّ الفتوى الشرعية تُعتَبر هي المخرج الشرعي لتنفيذ المأرب والغاية والهدف، وبالتالي هي الكفيلة لتحصيل براءة الذمة لدى المُكلَّف ويكون معذوراً بغطاءٍ شرعيٍ ودينيٍ…وحينئذٍ عندما توجد الفتنة قطعاً توجد فتوى بل فتاوى إلى جانبها ، تارةً فتوى بإخمادها، وأخرى بإيقاضها أو بتغذيتها ، من قِبَل أصحاب العمائم سواء قصدوا ذلك أم لم يقصدوا، ولعل من أهم العوامل التي تمر على الأمة الإسلامية والعربية من حروبٍ وقتلٍ وتشرذمٍ ، ومن فتنٍ وتكفيرٍ وتحريضٍ وكفرٍ وشتمٍ ولعنٍ ، وإضعافٍ في جسم هذه الأمة ، مما شوَّه صورة ما يسمَّى بالإسلام والمسلمين ، وبالثقافة الإسلامية والتربية الدينية ، بل وفي جميع المذاهب والطوائف ، ويتعدَّى ذلك إلى المذهب الواحد والطائفة الواحدة والبلد الواحد ، كلُّ ذلك تحت ثقافة تفسير القرآن الكريم والنصوص الدينية والروايات التاريخية ، وبالتالي إيجاد التبريرات والأسباب والمعذوريات لكل الأحكام والفتاوى والتكاليف التي تصدر من رجال الدين وممن يثقفونهم بتلك الثقافة التي مكَّنت كل من ينتمي إلى حركةٍ دينيةٍ وإسلاميةٍ لأن يبحث عن مبرِّرٍ لتكليفه ، سواء أدى ذلك إلى تفريق المجتمع أو شرذمته ما دامت الذمة بريئة ومطمئنة بنظافة ضميرها… وهذا ما نراه في واقعنا ومجتمعنا وازدات المشاكل والأزمات والكوارث إلى حدِّ الفتنة المأزومة والمستمرة والمستندة إلى تلك الفتوى الشرعية التي هزَّت الأمة والمجتمع ، حتى وصلت الفتنة إلى كل قريةٍ وفردٍ من أبناء جلدتنا، وأصبحنا نرى التفجيرات والقتل في الشوارع والمساجد ودور العبادة والكنائس والحسينيات والتجمعات ، وكل ذلك يحدث بفتوى شرعية من قِبَل رجال الدين، وايضاً هذه الفتوى تجلب الفتنة من إستغلال الحركات والأحزاب والأنظمة والحكومات والسلطات في عالمنا الإسلامي والعربي التي مرَّت في تاريخنا المظلم ، والتي نمرُّ بها اليوم، هي لخدمة الحاكم لبسط النفوذ والتخلص من كل من يعتبرهم معارضين له أو خارجين عن سلطته ونفوذه بشكلٍ شرعيٍ وبغطاءٍ
دينيٍ بواسطة فقهاء السلاطين وفقهاء القتل والفتن، والتاريخ مليئ بالشواهد بمثل هذه الفتاوى والفتن ولا فرق بينهما ، فعندما توجد الفتنة توجد الفتوى، وعندما تكون الفتوى تكون الفتنة ، وتبقى العلاقة بينهما قوية ومشتركة من حيث الحروف ومن حيث المعنى والواقع.