“القوات” تطلق صرخة ضـد المخـدرات بعنوان “لأنو حياتك أبدى”

237

 “القوات” تطلق صرخة ضـد المخـدرات بعنوان “لأنو حياتك أبدى”
مشاركة سياسية واجتماعية وعسكرية في نــــــدوة معراب
كلمات شددت على تطبيق القانون ودور الاعلام والبرامج التربوية
جعجع: همّنا رفــــــع جدار كبير لنجنّب الشبــاب التعاطي

المركزية- اطلق حزب “القوات اللبنانية” صرخة ضد آفة المخدرات التي تفتك بالشباب والمجتمع اللبناني من خلال ندوة نظّمها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وبرعاية رئيس الحزب سمير جعجع، تحت عنوان: “لأنو حياتك ابدى “Because your life counts”، في المقر العام في معراب. حضرها كل من: الرئيس ميشال سليمان ممثلاً بالوزيرة اليس شبطيني، رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون ممثلاً بروجيه عازار، الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالنائب عاطف مجدلاني، الوزراء: وائل ابو فاعور، اشرف ريفي، الياس بو صعب، نبيل دو فريج، نهاد المشنوق ممثلاً بجاد الأخوي، جبران باسيل ممثلاً ببشير طوق، بطرس حرب ممثلاً ببيار حرب، رشيد درباس ممثلاً بأميرة نصر الدين، والنواب: ستريدا جعجع، فادي كرم، جوزف معلوف، ايلي كيروز، روبير غانم، امين وهبه، شانت جنجنيان، انطوان سعد، الوزراء السابقون: منى عفيش، ناظم الخوري، وعدد من الفعاليات الاجتماعية والاعلامية والعسكرية والأمنية، رؤساء بلديات ومخاتير، وشخصيات دينية وممثلون عن جمعيات مكافحة تعاطي المخدرات.
جعجع: بعد النشيدين اللبناني والقواتي، استُهل المؤتمر بكلمة لجعجع الذي خصّ بالترحيب “الوزير وائل ابو فاعور الذي غيّر طريقة عمل الوزراء عبر القائه حجراً في المياه الفاسدة التي كنا نشربها على مرّ السنين، والوزير اشرف ريفي، فالبعض على حدّ قوله “يعتقد ان ريفي اليوم يتحدث بالسيادة والحرية والاستقلال لكنه كان يتحدث بتلك الأمور عندما كان في مديرية قوى الأمن الداخلي في عهد الوصاية السورية، كما ارحّب ايضاً بممثل العماد ميشال عون روجيه عازار والوزير الياس بو صعب”.
وقال “المخدرات تسلب كل انسان حريته فلا سيادة على نفسه ولا استقلال ولا يمكن ان يكون عندنا اي طموح في اي وطن حين تكون المخدرات منتشرة في المجتمعات، فهذا الموضوع لا يخصنا بالذات كقوى “14 آذار” بل يخص ايضاً “8 آذار” اكثر منا الذين لا ينتفضون لأمور كهذه وهم منشغلون في امور داخل الحدود وخارجها”.
واشار الى ان “المخدرات تحوّل الانسان الى كائن بيولوجي. فالحيوانات مخلوقات محترمة امام الشخص الذي يتعاطى المخدرات لأن المخدرات تجرده من صفاته الانسانية، لذلك لا مصيبة اهم من هذا الموضوع، فرصاصة من قبل عدو لا يمكن ان تقتل الانسان بساعتها، لكن المخدرات مجموعة رصاصات وخطيرة وتقتل من دون ان تقول انها تقتل”، واوضح ان “المخدرات امر شخصي 100% لانه اذا كنا امام مؤسسات جيدة ومسؤولين جيدين وراهبات ورهبان ومدارس وعائلة سليمة تتابع هذا الأمر لا يمكن ان يكون هناك اي شخص يتعاطى المخدرات. وهمّنا الحقيقي ان نرفع جداراً كبيراً ونفسياً لكي نجنّب الشباب من تعاطي المخدرات. وعلينا ان نذهب الى جذور الأزمة”.
واذ حذّر من ان “البعض يُحاول ان يميّز بين مخدرات خفيفة ومخدرات خطيرة وهذا الأمر خطأ كبير وعميق وهذا الخطأ يودي الى خطأ اكبر”، اوضح ان “المخدرات كلها مثل بعضها، لكن الفرق السرعة التي تضرّ بها والاخطر ان الأمر لا يظهر بسهولة، المخدرات بكل انواعها خطيرة والمخدرات الخفيفة مقنّعة وستضر بحياتنا، لذلك علينا ان نأخذ مبدأ عام ضد المخدرات”.
وامل جعجع ان “يكون عندنا رئيس للجمهورية قريباً وفي نهاية المطاف ليس لدينا سوى وطننا وحدودنا لكي نعيش في امان وسلام.”
ابو فاعور: وادارت الحلقة الأولى الاعلامية دنيز رحمة فخري، فكانت مداخلة لوزير الصحة وائل ابو فاعور الذي قال “نحتاج اليوم الى مطالب توحدنا، فنحن مختلفون حول اليمن وسوريا والرئاسة، لكن الا يمكننا ان نتفق حول ما يُعزز الوطن اللبناني؟ الملفت ان هذا المؤتمر يُطلق صرخة مهمة في زمن فاسد بدءاً من سلامة الغذاء وليس انتهاءً بالمخدرات”.
واذ شكر ابو فاعور مبادرة حزب “القوات اللبنانية” لعقد هذا المؤتمر، أشار الى ان “حجم المدمنين في لبنان 24 الف شخص، ونسبة الادمان في المدارس 3،5 بالمئة، والعلاج يجب ان يبدأ بالأسرة وضمن حملة وطنية كبيرة على مستوى الوطن”.ولفت ابو فاعور الى ان “السجناء المتهمين بتعاطي المخدرات لا يتلقون العلاج داخل السجن، وليس هناك سياسة مدروسة من قبل الدولة اللبنانية لمكافحة الادمان، فالجهود مشتتة وغير متضامنة”.

ريفي: ثم القى ريفي كلمة قال فيها “وانا استمع الى جعجع، متوجهاً للشباب اللبناني بالتوعية من خطر المخدرات، عدت بالذاكرة الى سنين مضت، الى المسؤولية التي توليت في قوى الأمن الداخلي في قسم مكافحة المخدرات في العام 1980. هناك عاينت عن كثب المصائب الناتجة عن تعاطي المخدرات، على ابنائنا من جيل الشباب، على اهاليهم الذين عانوا الأمرين من ضياع الابناء، وتدمير مستقبلهم”.
اضاف “ان حجم المأساة التي عاينتها وعايشتها يومذاك، جعلتني اختار علم اجتماع الجريمة كمادة لتخصصي الجامعي، وان اختار موضوع المخدرات كعنوان لاطروحتي الجامعية. كنت في كل مرة ارى اماً او اباً يبكيان، امام مصيبة الادمان، اضاعف العزم والجهد، لحماية العائلات والابناء، لإنقاذ المجتمع من خطر خبيث يهدد شبابنا ومستقبلهم. واليوم اجد نفسي كوزير للعدل امام المسؤولية ذاتها، للمضيّ في معركة مكافحة المخدرات ومنع انتشارها، وادعوكم كي نكون جميعاً، كل من موقعه، فريق عمل واحد، كي ننتصر في هذه المعركة، لأنها لا تقل اهمية عن كبرى التحديات التي تواجه حياتنا الوطنية”.
واشار ريفي الى ان “آفة المخدرات ليست اقل خطراً من ظواهر العنف التي تعيشها المنطقة، والتي تقترب من لبنان. ليست المخدرات اقل خطراً من الارهاب، فهي تهدد اسس المجتمعات، وتقضي على الأمل المتمثل بالشباب، ولكم ان تتصوروا مصير مجتمع ضرب بعموده الفقري، لذلك علينا وعليكم ان نواجه المسؤولية بروح شجاعة، لنقتلع هذه الظاهرة من الجذور. من هنا تأتي مبادرة جعجع لتضع الاصبع على الجرح، للتوعية من هذه الافة الأكثر هدماً للشعوب”، معتبراً ان “المخدرات بوابة لشل الطاقات منها ما يصاب بالخمول والانحطاط، ومنها ما يصاب بالهلوسة والضياع، والمخدرات طريق الى الهاوية، فهي تتسلل الى الشباب دون إستئذان.هي كالسرطان تسري في العروق”.
وشدد ريفي على “اهمية هذا الحدث انه يأتي في وقت تغلب على المشهد العام صور القتل والدمار بفعل التورط في مستنقعات ووحول حرب الأخرين على ارض الأخرين، كيف لا، ونحن نرى البعض يواجه إرادة الشعوب املاً بكسرها، انه الوهم بعينه”، واسف لان “البعض في لبنان يقوم بتأمين الغطاء لافة المخدرات على انواعها، وهو من حيث يدري او لا يدري ومن حيث يريد او لا يريد يؤمن الحماية بسلاحه غير الشرعي للزراعة والتصنيع والترويج والتعاطي والتهريب”.
اضاف “لن اغوص كثيراً في شرح مخاطر المخدرات واثارها المدمّرة، فهذه المسألة لم تعد موضوع نقاش او خلاف على الإطلاق، لذلك سأغتنم هذه الفرصة لأسلّط الضوء على الجهود المبذولة في إطار المكافحة وتلك التي يتوجب علينا جميعاً ان نتعاون على بذلها في سبيل إنقاذ مجتمعنا من براثن هذه الافة الخطيرة. منذ ان توليت مهامي كوزير للعدل، وضعت نصب عيني اولويات عدة، وفي صدارتها تسريع المحاكمات وإطلاق ورشة إصلاح وتطوير في وزارة العدل وحملة تنقية ذاتية في الجسم القضائي، ومكافحة المخدرات والإدمان عليها”.
وتابع “في هذا الإطار الذي يُشكّل محور لقائنا اليوم، قمنا اولاً وقبل اي شيء بإطلاق حملة لمكافحة المخدرات بدأناها بتفعيل عمل لجنة مكافحة المخدرات في وزارة العدل، وبإعداد الدراسات في هذا الخصوص وكنا وعلى مستوى عالمنا العربي اول من حذر من مخاطر المخدرات الرقمية وقدراتها الترويجية للمخدرات التقليدية، كما عقدنا لقاءات عدة في وزارة العدل حضرها ممثلون عن الوزارات المعنية لتوحيد الجهود في مجال مكافحة المخدرات والإدمان عليها وتنسيق العمل بين مختلف الإدارات العامة المعنية، وشكلنا مع جمعيات المجتمع المدني والإعلام خط دفاع عن جهود الدولة في مجال المكافحة، كما نشطنا في مجال التوعية، لكن مقابل ذلك، هناك واقع شاذ في حياتنا المعاشة وهذا الواقع يجعل من افة المخدرات امراً واقعاً صعباً او مستعصيا على العلاج. ورغم اهمية الجهود المبذولة في إطار المكافحة والتوعية وغيرها من تلك التي بذلها كل غيور على مصلحة الوطن وكل واع لخطورة المخدرات وإرتداداتها السلبية علينا جميعاً، فإننا ما زالنا في بداية الطريق، فتجار السموم لهم محمياتهم الأمنية التي يتحصنون بها، ولهم من اهل السلطة والنفوذ حصة تمدهم بالعون وتؤمن لهم الغطاء المطلوب لكي يستمروا في قتلنا بهدوء”.
وشدد ريفي على انه “لم يعد مقبولاً على الإطلاق الحديث عن مكافحة جدّية للمخدرات وتجارها يسرحون ويمرحون بحرية، السجون ليست فقط لضحايا المخدرات من متعاطين ومتورطين، بل هي في الاساس لكبار المجرمين، هي للمروجين والتجار قتلة اولادنا. المتعاطون يحتاجون الى الرعاية والحماية، رعاية صحية وإجتماعية قوامها بدء حياة جديدة بعيدة من خطر الإدمان، والحماية من التجار والمروجين لا تتحقق إلا بإطلاق يد الدولة بأجهزتها القضائية والأمنية لتقوم بواجبها في القبض على المجرمين، صرامة احكام قانون المخدرات لم تكن إلا لهؤلاء المتوارين عن العدالة بفعل حصانة إكتسبوها من واقع الدويلة الذي نعاني منه كل يوم، في هذا المجال وفي مجالات اخرى. علينا ان نعي جميعاً حجم الخطر الذي يهدد عصب وطننا، واعني بذلك جيل الشباب، علينا ان نفهم ان ما يحصل من إنتشار للمخدرات داخل مجتمعاتنا ليس صدفة على الإطلاق، إنه واقع مأساوي كبير ومزمن. نعم هذا هو حجم القضية التي نبحثها اليوم، هي ليست كما يتصورها البعض قضية ربح مادي فقط او مكافحة لتجارة غير مشروعة، إنها قضية هيمنة وسيطرة غير مباشرة على عقول الناس من خلال تدميرها بصورة ممنهجة ومدروسة، فالمخدرات تُشكّل الطريق الأسهل لتفكيك روابط المجتمع وهدم كل امل له في التقدم، فهي إذ تسيطر على الشباب فتفقدهم القدرة على ممارسة دورهم في النهضة البناءة، وتمنعهم من المساهمة في بناء مجتمع قوي ومعافى”.
وتوجّه ريفي الى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام “الذي نعلم جميعاً حسّه الوطني العالي كي يُفعل عمل المجلس الوطني لمكافحة المخدرات المنصوص عنه في المادة 205 من قانون المخدرات ليصار في مرحلة اولى الى وضع وتحديد وتطوير الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات ورسم سياسة الحكومة في مجال المكافحة، حتى نتمكن في مرحلة لاحقة من وضع اسس التنسيق والتعاون بين مختلف الادارات الوطنية المعنية بمكافحة المخدرات فيما بينها ومع المؤسسات والمكتب العربي لشؤون المخدرات والادارات العربية والدولية المختصة من ناحية، ومن ناحية اخرى كي نتمكن من مكافحة انتاج المخدرات وصنعها والاتجار بها وتصديرها بصورة غير مشروعة بعد تحديد الكمية الاجمالية السنوية المسموح بها للأغراض الطبية والعلمية، وفقاً للقوانين الوطنية والدولية المعمول بها. ولكي تكون خطة المكافحة شاملة وذات ابعاد يجب تشجيع الزراعات البديلة وتنشيطها وتشجيع الوقاية والرعاية الطبية والاجتماعية والبحوث والدراسات الوبائية والاحصائية كما وتشجيع الاعلام ومشاركته في تنوير الرأي العام ضد مخاطر التعاطي والادمان، ولا شك ان لقاءنا اليوم يصبّ في إطار هذه الجهود. وطالما ان التقارير الدولية تؤكد ان العائدات المالية لتجارة المخدرات تُشكّل مصدراً رئيسياً من مصادر تمويل الإرهاب، فإن ذلك يستدعي مضاعفة الجهود المبذولة للقبض على تجار ومروجي المخدرات في لبنان، ولتسقط كل الإعتبارات المناطقية والمذهبية التي يستخدمها البعض لحماية المجرمين”.
وختم ريفي “ان المسؤولية الوطنية تقتضي العمل معاً. تعالوا لنعمل يداً بيد وجنباً الى جنب، لنسقط كل الخطوط الحمر امام سلطة الدولة على كامل اراضيها، ولتكن هيبة الدولة وحكم القانون حاضرين على كل شبر من اراضي هذا الوطن، خطر المخدرات لا يستثني احداً. مرارة هذه السموم قد تطال كل عائلة لبنانية. اتوجه بالشكر الكبير لكل من ساهم في هذا الجهد. اتوجه بالشكر الكبير للقوات اللبنانية التي ادركت مخاطر هذه الافة. اتوجه بالشكر الى جعجع الذي ورغم انشغالاته السياسية الكبيرة، ادرك مخاطر آفة المخدرات واولاها من خلال هذا المؤتمر الجهد الذي تستحقه. شكراً لكم جميعا، وشكراً لجهودكم. وفقنا الله واياكم لنحمي اجيالنا ووطننا من كل مكروه”.
مجدلاني: بدوره، شكر رئيس لجنة الصحة العامة النيابية النائب عاطف مجدلاني “القوات” ورئيسها على تنظيم مؤتمر حول مكافحة تعاطي المخدرات”لأنو حياتك ابدى” فقال “لا اخفي عنكم انني شعرت بتقدير كبير للحكيم، وانا اسمع تسجيلاً بصوته، كان يتردد على اثير إذاعة “لبنان الحرّ”، قبل نشرات الأخبار وطوال النهار، يحث فيه الشبيبة على مقاومة هذه الآفة. لقد حوّل جعجع قضية المخدرات إلى واحدة من القضايا الرئيسة التي يتصدّى لها حزب “القوات”، وهو شكّل بذلك سابقة ومثالاً ينبغي ان يُحتذى بهما على مستوى الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية كلها. فالسياسة ليست صراعات على الكراسي والمناصب، ولا حتى مجرّد صراع للوصول إلى السلطة، لأن السلطة ليست هدفاً في حدّ ذاتها، بل وسيلة لخدمة الناس. وفي الخطوة التي قام بها رئيس “القوات” جسّد بشفافية المفهوم السياسي الراقي الذي نسعى جميعاً إلى تعميمه في لبنان”.
اضاف “اريد ان اركّز في هذا اللقاء على ناحيتين اساسيتين: اولاً، الناحية الصحية وتداعيات الإدمان على الصحة العامة، واستطراداً النتائج المترتبة على الإنسان وعلى الدولة من حيث الفاتورة الصحية، وعلى المجتمع في شكل عام. ثانياً، الناحية القانونية وكيف نواكب من خلال التشريع الجهود المبذولة لمكافحة هذه الآفة والحدّ من مخاطرها. في الموضوع الصحي، لا بدّ من تلخيص آلية الإدمان في شكل عام، ومن ضمنها واخطرها الإدمان على المخدّرات”.
واوضح ان “اضرار المخدرات غالباً ما تكون عميقة على الأفراد الذين يتعاطونها وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه. وهي تنعكس على بيئة الأسرة بأكملها، حيث يمكن ان يتأثر الأطفال والآباء والأمهات والأزواج والزوجات بالسلوكيات التدميرية والإدمانية للمتعاطين. وتشمل اثار الإدمان في المجتمع هجرةَ التلاميذ للتعليم، وفقدان الأطفال للوالد او الوالدة او كليهما، بسبب تعاطي المخدرات وارتفاع معدلات الجريمة”، ولفت الى ان “الجريمة تعتبر احد الأثار الأكثر خطورة لتعاطي المخدرات في المجتمع. وفي حال المخدرات القوية، كثيراً ما يكون الفرد مضطراً إلى تكريس حياته كلها من اجل المخدّر لينتهي به الأمر إلى العوز والحاجة إلى الإنفاق، وهذا بدوره يؤدي إلى ارتكابه السرقة واعمال السطو للحصول على المال الكافي للجرعة التالية، كما يؤثّر بعض المخدرات في العقل البشري ويُسبب الأوهام وزيادة الثقة والبارانويا، وفي هذه الحالة، قد يرتكب الأفراد تحت تأثيرها جرائم لم يكن من الممكن بالنسبة لهم ارتكابها لو كانوا في حالتهم الطبيعية، وتدفع العديد من المدن، في انحاء العالم كلها، ثمن المخدرات متمثلاً في ارتفاع معدلات الجريمة والقتل المرتبطة بتجارة المخدرات وتهريبها”.
وتوجه مجدلاني “بالشكر والتقدير إلى الجمعيات التي اخذت على عاتقها هذا الملف، وهي تؤدي دوراً رائداً في مجال معالجة المدمن وإعادة انخراطه في المجتمع لضمان عدم وقوعه في التجربة مجدداً. وهنا اؤكد ان مسؤولية الدولة حيال هذه الجمعيات كبيرة، وينبغي ان نعمل جميعاً على الدفع في اتجاه ان تتولى الدولة دعم هذه الجمعيات بطريقة افضل وان تساهم في تأسيس مراكز تأهيل إضافية وفق المعايير الدولية المعتمدة”.
وفي موضوع القانون، قال مجدلاني “اعتقد ان المشكلة عندنا لا تكمن في النصوص تحديداً، إذ لدينا قانون جيد، يمكن ان نطوره اكثر في المرحلة المقبلة، لكنه صالح، في حال حُسن التطبيق، إلى إعطاء نتيجة جيدة على مستوى مكافحة جرائم المخدرات. وهو بالطبع يفرّق بين المتعاطي والتاجر والمزارع الذي يسمح بزراعة المخدرات في ارضه. لكن المشكلة الأساسية عندنا تكمن في 3 نقاط: اولاً: في اغلب الأحيان يتم التعاطي مع المدمن كمجرم. بينما يجب التعاطي معه كمريض بحاجة إلى رعاية وحماية واحتضان. ثانياً: عدم وجود قسم خاص للمدمنين في السجن للتمييز بينهم وبين المجرمين الآخرين، ومنهم تجار المخدرات. ثالثاً: عدم تطبيق القانون بعدالة وحزم. وهذه النقطة هي المشكلة الأساسية التي نعانيها على المستويات كلها وفي القوانين كلها، وهي الأساس. نحن نعيش في دولة فاسدة لا تزال المحسوبيات فيها تطغى على القوانين، نعيش في دولة فيها فريق يحارب خارج الحدود، رغم إرادة الدولة والناس، فيها عشائر لديها اجنحة عسكرية، إنها دولة تعيش بلا رأس منذ اكثر من سنة. دولة فيها هذه المواصفات، لا نستطيع ان نتوقع ان تُطبَّق فيها القوانين كما ينبغي. هناك دائماً من هو فوق القانون وهذه هي المأساة. ومن البديهي ان هذا الوضع الشاذ يؤثر في تطبيق قانون المخدرات، ويمنع المكافحة الفعلية على مستوى زراعة المخدرات والاتجار بها.
وختم “علينا ان نناضل ونعمل من اجل فرض تطبيق القوانين واحترامها. نحن قوم لا نؤمن بمقولة ان القوانين وُجدت كي لا تُطبَّق. القوانين مقدّسة ويجب ان تُطبَّق، وهذا ما نعمل عليه، وسنواصل هذا العمل، ونأمل من الأطراف السياسية والقوى الأهلية والمدنية كلها مساعدتنا في ذلك. ملف المخدرات معقد وخطير ويحتاج إلى تعاون وعناية خاصة من قبل المجتمع. واغتنم المناسبة لأوجه الشكر مجدداً إلى “القوات” قيادة وقاعدة على العناية التي يوليها إلى هذا الملف، واعتبر انّ اللقاء اليوم حلقة في سلسلة طويلة ينبغي العمل عليها للوصول إلى الأهداف التي نتقاسمها جميعاً، اي الوصول إلى مجتمع خالٍ من المخدرات. ونحن جميعاً معكم في هذه الحملة التي تعنينا في شكل مباشر”.
معلوف: ثم القى عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب جوزف معلوف كلمة استهلها بقصة خيالية عن شاب لبناني مدمن بمثابة شهادة حياة يتمثل فيها كل مدمن ومدمنة، بحيث اعتبر ان “ما نقوم به ردة فعل على مشكلة الإدمان التي قد تبدأ لدى الانسان منذ سن مبكر”.
وتطرق معلوف الى دراسات قام بها باحثون اميركيون وكنديون، فاقترح “معالجة الادمان ليس بفكر آحادي بل بفكر شمولي holistic، اي علاجاً جسدياً، عاطفياً، فكرياً وروحياً، فعلى المدى القصير يجب ايجاد حلول متعلقة بالمتعاطين في السجون على امل ان تصبح ادارة السجون مع وزارة العدل، وتدريب فريق للتعاطي مع الموقوف على انه مريض وليس بمجرم، وتأمين التمويل لعلاج المدمنين في بعض المستشفيات الحكومية ومصار اضافية للجمعيات المختصة، اعتماد برنامج توعية، متابعة وزيادة مكافحة تجارة المخدرات، وضع برامج لزيادة الوعي في المدارس والجمعيات”.
ودعا معلوف الى “وضع برامج مخصص في الحصص الدراسية في المدارس والمعاهد، وكذلك تبني فلسفة تربوية لتنشئة الاطفال جسدياً وفكرياً وروحياً”.
واختتمت الحلقة الأولى من الندوة بمناقشة وحوار مع الحضور.
الحلقة الثانية: اما الحلقة الثانية التي ادارتها الاعلامية كاتيا خوري مندلق، استهلها مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي بكلمة سأل فيها” كيف نواجه آفة المخدرات التي تفتك بالشباب وتقودهم نحو الإنحراف المميت، وتجعل من مجتمعنا مجتمع ازمات بدل ان يكون مجتمع إبداعات؟ كيف نواجه خطراً يداهمنا في بيوتنا ليطال مجتمعنا المستهدف بقوة بشبابه، لاضعافه وافقاده القوة الصانعة لحريته؟ كيف نبني ثقافة تؤسس لمجتمع معافى يواجه العلل والآفات والأمراض؟ كيف نجعل من حملات الوقاية هذه حملة وطنية شاملة عميمة على كل الأراضي اللبنانية كي نصيب كل لبنان دون ان نغفل زاوية فيه منعاً لنموها لاحقاً؟ فالإنسان الذي هو عطية اللهِ في الأرض يسأل من يتعهده ويقصي عنه المخدرات والمفاسد التي باتت تضرب الحياة الحديثة على اكثر من وجه”.
وشدد خيامي على انه “يحتاج إلى ان يقوم كل من موقعه بالدور الواجب القيام به لتحقيق النجاحات في مواجهة التحديات. وتحدٍ امام وزارة الشباب والرياضة فلها دور اساس في تحصين الشباب والحيلولة دون سقوطه، فالرياضة غذاء للبدن كما الرياضيات غذاء للعقل، متى الفها المراهق واستساغها تحول دون ان يسقط، وتشد به الى العاليات من السلوك. وتحد امام وزارة الإعلام في توجيه الشباب نحو الصلاح وحمايته من المفاسد والمكاره وتسويره جسداً وروحاً بسور الوعي والثقافة، فالإعلام اليوم بات يرافق الفرد في حل وترحال، يأتيه عبر المكتشفات الحديثة فلا فرار من تأثيراته على كامل مسلك الإنسان، والشباب خاصة. والتحدي الكبير امام وزارة التربية والتعليم العالي ودورها في توجيه الشباب نحو التربية الوطنية الصالحة وخدمة المجتمع. فالتربية جمّعة لكل ما اسلفنا، في التربية اعلام، ورياضة وشباب، وصحة، في التربية تأسيس للإنسان الصالح القادر ان يصنع مجتمعاً على صورته ومثاله. كلها تحديات لا نملك إلا العمل من اجل ان ننتصر فيها ونفوز بشبابنا فوزاً عظيماً”.
شمس الدين: اما رئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي العميد غسان شمس الدين اقتصرت مداخلته على “تعداد الصعوبات التي تحد وتؤثر على آداء مكتب مكافحة المخدرات المركزي ومكاتبه الاقليمية وتعرقل مهمة مكافحة ومحاربة آفة المخدرات على كافة الصعد واهمها :
1- عدم توفر اي مركز رسمي تابع للدولة لعالج المدمنين الذي يبلغ عددهم باللآف.
2- الافتقار إلى اي آلية عمل على المستوى الرسمي بين الوزارات كباقي الدول ترعى وتنظم اصول وقواعد مراقبة دخول المواد التي تحتوي على مواد مخدرة بما يؤدي إلى تبادل المعلومات بين الوزارات واجهزتها المختصة للتثبت من وجهة استعمال هذه المواد في صورة شرعية وقانونية وهذا استثناء للقاعدة لا يحدث الا في لبنان
3- عدم وجود اي مركز او نقطة تفتيش تابعة لمكتب مكافحة المخدرات على جميع المعابر الجوية والبحرية والبرية وهذا ايضاً استثناء غير مسبوق في إدارات مكافحة المخدرات غير معمول به سوى في لبنان
4- افتقار المكتب المذكور لابسط التجهيزات التي تدعم نجاحاته وتضمن الوصول الى الهدف المنشود بصورة حاسمة للقضاء على آفة المخدرات وذلك من خلال مهماته الحساسة والخطيرة
5- عدم وجود اي خطة واضحة مستقبلية ومتدرجة للسنوات القادمة لتعزيز قدرات المكتب البشرية والتقنية واللوجستية للانتقال بآداء المكتب المذكور إلى مستوى آداء إدارات مكافحة المخدرات في الدول المجاورة والغربية التي تسبقنا بأشواط عدة
6- الابقاء على هيكلية المكتب القديمة والتي تعود لخمسة عقود خلت، ومنع تحويله إلى إدارة حديثة متطورة ومتخصصة قادرة على مواجهة التحديات الجسام الملقاة على عاتقها كما المعمول به في كافة الدول
7- عدم وجود الدعم الجدّي واللازم الكافي لتحفيز عناصر مكتب مكافحة المخدرات للاندفاع في مهامهم التي ممكن أن تكلفهم حياتهم في اي لحظة
8- عدم وجود اي ميزانية ملموسة ومعروفة ومحددة في سياسة الدولة العامة والمعلنة لاستخدامها في مكافحة آفة المخدرات والحدّ منها على كافة الصعد وفي مختلف الوزارات المعنية
9- لامتناع عن تلف الاراضي المزروعة بالحشيشة لثلاث مواسم متكررة مما يضاعف من المشكلات والتحديات”.
فهد: اما عميد شؤون الطلاب في جامعة سيدة اللويزة زياد فهد تطرق في مداخلته الى دور الجامعات في مواجهة آفة المخدرات، فقال “من خلال الإدمان على المخدرات، الإنسان يبيع حريته لمادة قد تبدو له “مفيدة”، لكن الواقع يبيّن عبودية الإنسان لها، وإنجرافه لفخ وقع فيه عقله وإدراكه وضميره”.
العلاوي: اما كلمة الأب مجدي العلاوي كانت تحت عنوان “لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فَوجد”، فقال:” لا يمكن التغلب على المخدرات بالمخدرات “لا لكل نوع من انواع المخدرات” علينا ان نقول “نعم” للحياة والمحبة والتربية والرياضة والعمل. وإذا تحقق ذلك، فلن يكون هناك مكان للمخدرات والإدمان على الكحول وغيرها. إن الكنيسة، الأمينة لوصية يسوع لمساعدة كل متألم وعطشان وجائع، لم تترك من سقطوا في فخ المخدرات، إذ إنها وبمحبتها الخلاقة، ذهبت لملاقاتهم وامسكتهم بيدهم من خلال عمل متطوعين عديدين، كي يتمكنوا من إعادة اكتشاف كرامتهم الخاصة، ومساعدتهم لإيجاد مواهبهم الشخصية التي دفنتها المخدرات، لكنها لم تتمكن من محوها. البابا فرنسيس في المؤتمر العالمي لمكافحة المخدرات 20 حزيران 2014″.
وشدد على ضرورة “إخضاع المدمن للعلاج في المركز المؤهل اثناء إجراءات المحاكمة، على ان يكون موعد صدور الحكم موعداً للإكتفاء بالمدة التي قضاها المدمن للتخلص من إدمانه”، وشكر الأجهزة الأمنية على الجهد الكبير الذي تقوم به لمكافحة زراعة وتجارة المخدرات”، ومعتبراً ان”الحل ليس في ملء السجون بالمدمنين بل مساعدتهم لدخول مركز العلاج وتوعيتهم عن مخاطر الإدمان قانونياً وإجتماعياً وصحياً، وإعدة إنخراطهم في المجتمع”.
جريجيري: بدورها، شددت المعالجة النفسية ريتا الحاج جريجيري على “ضرورة خلق معنى وهدف لحياة الشباب في لبنان، تقيهم شرّ الوقوع في فخ المخدرات واللجوء إليها. فشعورهم ان لحياتهم معنى وحضورهم مهم ويصنع فرق في هذه الحياة، يجعلهم يترفّعون عن البحث عن مخدّر لا يحتاجونه”، كما شددت على ضرورة “تطوير الأماكن التي تساعد للتخلّص من الإدمان بجعلها اماكن جميلة ومريحة”.
كذلك، اختُتمت الحلقة الثانية بجلسة مناقشة وحوار بين الحضور والمتكلمين.
وتخلل الندوة فيلماً عن شهادة حياة شارل قسيس الذي عانى من الإدمان وتمكن من التخلُص من هذه الآفة. كما شاركت لارا زخور بشهادة حياة مباشرة روت خلالها تجربتها مع هذه الآفة.