واشنطن شطبت قادة عسكريين إيرانيين من قائمة المطلوبين للتحقيق بشأن النووي//حسين عبد الحسين: إيران ما قبل قيام داعش/الأزهر يحذر من حملة محمومة تستهدف تشييع الشباب المصري

207

الأزهر يحذر من “حملة محمومة” تستهدف تشييع الشباب المصري
اعتقال قيادي إخواني في الجيزة ومقتل طالب باشتباكات بين “الجماعة” والشرطة في الشرقية

القاهرة – وكالات/السياسة/20 حزيران/15حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب من “حملة محمومة” تستهدف الشباب المصري لتحويله عن المذهب السني نحو المذهب الشيعي. ونقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن الطيب قوله, أمس, إنه سيخصص حلقات حديثه اليومي على الفضائيات في رمضان لموضوع “منزلة الصحابة الكرام, وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة فيهم”, محذراً من “الحملة المحمومة التي تشكك في صحابة رسول الله والموجهة لشباب أهل السنة والجماعة”. ورفض إحداث فتنة, كما رفض وجود “استهداف منظم وممول وله قنوات عدة جداً, باسم العلم والتعليم, والهدف منها ضرب وحدة هؤلاء الشباب, خصوصاً في مصر”. وأكد أن “هناك محاولات خبيثة وماكرة لضرب استقرار مصر من خلال دعوة شبابها إلى ترك مذهب أهل السنة الذي تربوا عليه إلى مذهب آخر, وهذا هو ما يجب على الأزهر أن يتصدى له, خصوصاً أن هذا التبشير والغزو هو في المقام الأول غزو ديني ويتشح بوشاح الدين ووشاح الإسلام”. وحذر شعب مصر من “أن يتسلل أحد إليهم من بوابة محبة آل البيت”, في شارة إلى معتقدات المذهب الشيعي, موضحاً أن “الذي يحدث أنهم (الشيعة) يدخلون خصوصاً للعوام والبسطاء من باب محبة آل البيت ثم شيئاً فشيئاً يجرونهم إلى أن عمر ضرب السيدة فاطمة وبالتالي لابد أن تلعن عمر وعائشة لأنها ضد علي”.

وأضاف “سبق أنْ قلت في الصيغة التي تلقن للذي يريد التحول من مذهب السنة للمذهب الآخر, وكأنه دين آخر, أشهد الا إله الا الله وأن محمداً رسول الله, وأن علياً حجة الله, ثم يقولون: ونبرأ من عائشة, وأنها من أهل النار, هذا جزء من الصيغة التي يتركون بها مذهب السنة ويدخلون بها المذهب الآخر”.إلى ذلك, استنكر الأزهر, أمس, قرار السلطات الصينية منع الموظفين المدنيين والطلاب والمعلمين في إقليم شينجيانغ من الصيام في رمضان, معتبراً القرار بمثابة “اضطهاد” بحق مسلمي الأيغور في الصين. وجدد في بيان منفصل, رفضه “لأشكال الاضطهاد كافة الذي يمارس بحق مسلمي الأويغور في الصين, ومصادرة حقوقهم الدينية, وحرياتهم الشخصية”. وطالب السلطات الصينية بوقف جميع الانتهاكات ضد المسلمين والمجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات التي تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية التي كفلت لكل فرد حق ممارسة عباداته وشعائره الدينية. في سياق منفصل, اعتقلت السلطات المصرية القيادي في جماعة “الإخوان” عضو مكتب الإرشاد محمد سعد عليوة. وقالت مصادر إن قوات الأمن اعتقلت عليوة في الجيزة أول من أمس, مشيرة إلى اعتقال خمسة آخرين من أعضاء مكتب الإرشاد. وعليوة, أحد أعضاء مكتب الإرشاد القديم أي أعلى هيئة تنفيذية, كما أنه عضو بمكتب إدارة الأزمة الجديد الذي انتخب في فبراير 2014 لإدارة مكتب الإرشاد. قضائياً, تقدم محامو الرئيس المعزول محمد مرسي أول من أمس, بطعن في حكم يقضي بسجنه 20 عاماً لدوره في اعتقال وتعذيب متظاهرين إبان ولايته في العام 2013. وقضت محكمة مصرية في أبريل الماضي بالسجن 20 سنة بحق مرسي و12 آخرين من قادة “الإخوان” بتهم “استعراض القوة والعنف واحتجاز وتعذيب” معارضين له مع تبرئته من تهمة التحريض على قتلهم. وقال أحد محامي الرئيس المعزول عبد المنعم عبد المقصود “اضطررنا إلى تقديم طعن لأن المهلة كانت ستنتهي”, موضحاً أنه تقدم بطلب الطعن “بوصفه ممثلاً قانونياً لمرسي”. وأكد أنه لم يتشاور مع موكله قبل اتخاذ خطوته, علماً بأن الأخير يرفض تقديم الطعن.إلى ذلك, واصلت قوات الأمن في السويس تأمين المنشآت الحيوية والمدخل الجنوبي لقناة السويس تحسباً لأي عمال عنف ل¯”الإخوان”. من ناحية أخرى, قتل طالب يدعى طالب يدعى يسري جلال السواح, أمس, في اشتباكات وقعت بين “الإخوان” وقوات الأمن في محيط مركز شرطة ديرب نجم بالشرقية. في غضون ذلك, أصيب أمين شرطة (رتبة أقل من الضابط), أمس, في هجوم لمسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة بخارية على منزله في العريش شمال سيناء.

اتفاق وشيك بين طهران وكانبرا لإعادة اللاجئين وواشنطن شطبت قادة عسكريين إيرانيين من قائمة المطلوبين للتحقيق بشأن “النووي”
20/06/15/طهران – وكالات: أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني محمد صالح جوكار, أن الأميركيين شطبوا أسماء قادة عسكريين إيرانيين من قائمة المطلوبين للتحقيق بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. ونقلت وكالة أنباء الإيرانية عن جوكار قوله, أمس, إن “شطب أسماء قادة عسكريين جاء بعد ضغوط الفريق النووي الايراني”, مؤكداً أن “مجلس الشورى لن يسمح بالتحقيق مع هؤلاء الأفراد ال¯15″. ولفت إلى أنه “وفقاً للمشروع الجديد لمجلس الشورى سيتم “إلزام الحكومة بحفظ الإنجازات والحقوق النووية الإيرانية”, الذي ستتم المصادقة عليه في المجلس خلال أيام ويمنع جميع عمليات التفقد للأماكن العسكرية والأمنية والمواقع الحساسة غير النووية والاطلاع على الوثائق ومقابلة العلماء”. وكان عضو الهيئة الرئاسية في مجلس الشورى الإيراني النائب مهرداد بذرباش أعلن في وقت سابق, أن قائمة ال¯23 شخصاً للتحقيق النووي تضم أسماء قادة عسكريين في بلاده. كما أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنه على رأس قائمة المسؤولين الإيرانيين المطلوبين للتحقيق من قبل لجنة المفتشين الدوليين بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني. وتعتبر قضية التفتيش الكامل للمنشآت النووية والمواقع العسكرية الإيرانية, التي يصر عليها الجانب الأميركي من أهم النقاط الخلافية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق نووي شامل بين طهران ومجموعة “5+1″ بحلول نهاية المفاوضات في 30 يونيو الجاري. في سياق منفصل, ذكرت مصادر أن هناك اتفاقاً بين طهران وكانبرا يقضي بإعادة آلاف اللاجئين الإيرانيين في أستراليا الذين رفضت طلبات لجوئهم خلال السنوات الأخيرة. وذكرت صحيفة “ويست أوستراليان” في تقرير, أمس, أن حكومة توني أبوت على وشك التوصل إلى “اتفاق تاريخي” مع إيران لإعادة اللاجئين المحتجزين في معسكرات اللجوء. وكانت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب, قد تطرقت إلى قضية اللاجئين الإيرانيين خلال زيارتها في مايو الماضي إلى طهران. وكشفت الصحيفة عن زيارة وفد إيراني رفيع المستوى إلى أستراليا قبل أيام لإجراء محادثات بشأن كيفية إعادة هؤلاء اللاجئين. واشترطت كانبرا على طهران أن لا تتم معاقبة هؤلاء اللاجئين عند إعادتهم إلى إيران, من دون أن تكشف عن الجهة التي ستشرف على العملية. وتوجه منظمات حقوقية دولية انتقادات دائمة لأستراليا بسبب طريقة تعاملها مع طالبي اللجوء الذين يصلون عن طريق البحر ويوضعون في مراكز استقبال على جزيرتي مانوس ونورو, حتى وإن اعتبر طلب اللجوء الذي يقدم شرعياً, بعد النظر في الملفات لا تسمح لهم كانبيرا بالإقامة في أستراليا.

إيران..ما قبل قيام داعش
حسين عبد الحسين/المدن/الجمعة 19/06/2015

سرق رئيس حكومة العراق السابق نوري المالكي الأضواء بحضوره حفل “عام على حشدنا”، الذي أقيم هذا الاسبوع لاحياء الذكرى السنوية لقيام ميليشيات شيعية عراقية مسلحة وغير نظامية. وتصدرت صورة قبلة طبعها الوجه العراقي لقائد “فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني” النائب أبو مهدي المهندس على جبهة المالكي المواقع الاعلامية الموالية لطهران بطريقة اثارت حشرية المراقبين العراقيين: هل كان المهندس يشكر “ابي اسراء” لتمهيده انشاء ميليشيا الحشد؟ أم ان ايران تقبّل المالكي لتبقي خلفه حيدر العبادي متأهبا في خدمتها وتأييد مصالحها؟ ام كانت قبلة عفوية لا معاني سياسية لها؟

يوم خرج المالكي من رئاسة الحكومة لمصلحة عبادي منتصف آب-أغسطس الماضي، تنطّح الرئيس باراك أوباما وعقد مؤتمرا صحافيا خصصه للتعليق على الموضوع وتصوير سياسته في العراق على انها ناجحة، بدليل خروج رئيس الحكومة الفئوي الطائفي المنحاز للشيعة، المالكي، ودخول العبادي بدلا منه رئيسا لحكومة “وحدة وطنية شاملة” في عضويتها الكرد والسنة.

لكن العبادي لم يحد قيد أنملة عن سياسات المالكي، بل عززها. فمحضر لقاء “التحالف الوطني العراقي” البرلماني الشيعي في نيسان-ابريل ٢٠١٤ يظهر، حسب الباحث نبراس الكاظمي، أن المالكي أعلن انشاء “سرايا دفاع شعبي”، وكان ذلك قبل انهيار القوات النظامية امام تنظيم “الدولة الاسلامية” في الموصل في حزيران – يونيو. وبعد انهيار الموصل وصدور فتوى “الجهاد الدفاعي” عن المرجع علي السيستاني، صار اسم هذه السرايا “الحشد الشعبي” تماشيا مع نص الفتوى.

على أنه يبدو أن أوباما يقرأ من كتاب تاريخ قاسم سليماني، فالرئيس الاميركي قال اثناء استقباله العبادي، في البيت الابيض في نيسان-ابريل الماضي، ان ميليشيا “الحشد الشعبي” الشيعية نشأت على اثر انهيار الموصل للدفاع عن بغداد، وان سبب قيامها انتهى ما يعني ضرورة دخولها تحت جناح الحكومة العراقية. وبعد انهيار القوات العراقية النظامية امام تنظيم الدولة في الرمادي الشهر الماضي، تخلى أوباما عن مطالبته بقاء الحشد في الصفوف الدفاعية، وأبدى تأييدا لقيادتها الهجوم في مناطق غرب العراق.

اليوم صار واضحا ان الميليشيات الشيعية لم تنشأ كردة فعل على انهيار الموصل، بل هي التصور الايراني لنموذج الحكم في العراق على شاكلة الباسدران الشعبي في ايران و”حزب الله” في لبنان. حتى شعار “الحشد الشعبي”، يتطابق مع شعاري الباسدران و”حزب الله”، وهو عبارة عن صورة يد ترفع كلاشينكوف مائل على خلفية صفراء.

واليوم ايضا صار واضحا ايضا انه مثلما أبصر “حزب الله” الضوء في العام ١٩٨٢ على انه “الثورة الاسلامية في لبنان”، وفيما بعد قلب شعاره الى “المقاومة الاسلامية في لبنان” وعدّل تاريخ قيامه الرسمي الى ١٩٨٥، صار واضحا ان “الحشد الشعبي” قامت قبل انهيار الموصل وليس كردة فعل على ذاك الانهيار. كذلك، قامت ميليشيا الحشد بمبادرة المالكي، وتلقفها العبادي وعززها، وأبقى مخازن الأسلحة الاميركية، التي كانت مخصصة للقوى النظامية، مفتوحة لهذه الميليشيا، وأبقى العبادي أموال وزارة الداخلية العراقية، ذات الموازنة الضخمة البالغة ٣,٨ مليار دولار سنويا، متاحة لرواتب “الحشد الشعبي” بميليشياته المتعددة.

كمعظم سياسته الخارجية، كان من التفاهة تصوير أوباما استبدال المالكي بالعبادي على انه ابعاد العراق عن فئويته الشيعية باتجاه عراق أكثر اتساعا للطوائف الاخرى. في الواقع، أسعد ايران استبدال المالكي، الذي حاول اقامة زعامة عراقية خاصة به في وجه ايران، برئيس حكومة عراقي اكثر قربا من طهران.

حتى العبادي، الأقرب الى الايرانيين من المالكي، لا يزور واشنطن من دون وزير التعليم العالي حسين الشهرستاني، الذي كان الرجل الثاني بعد المالكي وقاد الاستدارة داخل صفوف ائتلافه ضده، اذ مثلما التصق الشهرستاني بالمالكي واستضاف سليماني في دارته لاختيار العبادي بديلا للمالكي، كذلك يلتصق الشهرستاني بالعبادي اليوم، خصوصا في زيارات خارجية مثل الى اميركا.

لطالما حاول المالكي مجاراة طهران، وان بشروطه، لكن ايران استبدلته برئيس حكومة أكثر قربا منها. اما سياسة المالكي الشيعية، فتمّ استبدالها بسياسة ايرانية أكثر منها شيعية. هكذا خرج أبو اسراء من الحكم، لكن العراق غرق أكثر في احضان طهران، التي تابعت حربها على داعش، التي كانت بدأتها حتى قبل قيام داعش.