علي وهبي: حزب الله والتعطيل//ربيع حداد: حزب الله ومعارك القلمون الوهمية

220

حزب الله” ومعارك القلمون “الوهمية”
ربيع حداد/المدن/الثلاثاء 10/06/2015

“حزب الله” ومعارك القلمون “الوهمية” الصورة نقلاً عن الإعلام الحربي في حزب الله.

عملياً وبمعزل عن حجم الحرب الإعلامية التي يخوضها “حزب الله” منذ أكثر من شهر في القلمون، لم يحقق أي نتيجة. ينتقل الحزب في معاركه في تلك المنطقة عسكرياً كما ينتقل، كلامياً، ليس أكثر. وقبل أن ينهي المعارك في تلة موسى وتلة الثلاجة وفي جرود فليطا،  فتح معارك جرود عرسال، وقبل أن ينهي أيضاً معارك جرود عرسال مع جبهة “النصرة سارع إلى الحديث عن فتح معركة جديدة ضد تنظيم “داعش”. بعد الحديث عن الإنتصار في تلة موسى، عاد الحزب وخسرها، كذلك الأمر بالنسبة لتلة الثلاجة، مروراً بجرود فليطا وصولاً إلى جرود عرسال. وفي الجرود اللبنانية ووفق ما تؤكد مصادر “المدن” فإن الحزب في اليوم الأول من المعركة استطاع التقدم بضع كيلومترات، لكنه لم يستطع البقاء فيها، وفي وقت تحدّث عن السيطرة على جرود فليطا، شن مقاتلو “جيش الفتح” بالأمس هجوماً على موقعين للحزب هناك، وتؤكد مصادر في جيش الفتح لـ”المدن” أن “حزب الله” ليس في جرود عرسال، بل على مقربة منها في نقطتين، الأولى من الناحية الشرقية وسط ذلك يشير “حزب الله” إلى أنه أنجز حوالى 80 % من معارك جرود عرسال، وتعتبر مصادر قريبة منه لـ”المدن” أن عناصر النصرة أصبحت محاصرة عند نقطة وادي الخيل في جرود عرسال، الأمر الذي تنفيه مصادر “جيش الفتح”، وتقول: “كيف يحاصرنا الحزب ويومياً وتشير المصادر القريبة من الحزب لـ”المدن” إلى أنه مستعد للدخول في المعركة عند الجرود الشمالية لعرسال ضد تنظيم “داعش”، لأنه يريد، وفق مصادر متابعة، إرساء مناخ لبناني ملتف حوله، بدأ ذلك في كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن أن ما يقوم به الحزب في جرود القلمون وما يريد القيام به في جرود عرسال هو لحماية الاراضي اللبنانية.

في المقابل، لا موقف واضحاً من قبل الحكومة حول معركة “حزب الله” في القلمون، الموقف الوحيد الذي صدر عنها هو حول الوضع في عرسال وجرودها، ما يوحي وكأن هناك صمت حكومي إزاء نشاط “حزب الله” الكامل في سوريا، خصوصاً أن الصمت انتقل إلى القوى السياسية الأخرى التي سلّمت بالأمر الواقع، وعليه يسهم هذا الصمت في تحقيق مبتغى “حزب الله”، وما يعزز ذلك الأخبار التي يضخها “حزب الله” عن استعداده للدخول في معركة ضد تنظيم “داعش”، وما رافق ذلك من الحديث عن إشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين في جرود القاع. وكما استفاد تنظيم “داعش” من الإشتباكات القلمونية بين “حزب الله” و”جيش الفتح” قبل فترة ليشن هجومات على مواقع “الفتح”، يستفيد “حزب الله” اليوم من النشاط الذي يقوم به “داعش” في المنطقة الجردية المقابلة لجرود القاع، والتي يتخللها إشتباكات محدودة ومتقطعة بينهما في تلك المنطقة، ويسعى لكسب المزيد من المشروعية في معركته هذه والإستمرار فيها، لا سيما أن الأخبار الواردة تفيد بأن عناصر “داعش” شنوا هجومات على مواقع للحزب فجر اليوم، ما يعني أن الحزب في موقع دفاعي، وبالتالي من حقه الدفاع عن نفسه وعن مواقعه وعن الأراضي اللبنانية، وليس اللجوء إلى الضخ الإعلامي حول المعركة مع “داعش”، خصوصاً أن ذلك يأتي بعد أن أصبح الحزب محرجاً بسبب عدم خوضه أي معركة مع هذا التنظيم، لكن المصادر لا تعلق أهمية على هذه المعارك وتعتبر أنها ليست جدية، وتضيف أن الجيش اللبناني والذي لديه تعزيزات كبيرة جداً في تلك المنطقة هو الذي يمسك بزمام المبادرة هناك منذ فترة وليس الآن، وقد قام باستهداف تحركات للمسلحين في جرود القاع بالقصف المدفعي والصاروخي.

يستفيد “حزب الله” من انعدام وجود جبهة سياسية معارضة لتوجهاته، خصوصاً في ضوء عدم الربط بين ما يجري في جرود عرسال والقلمون تحت دعاية حماية المناطق اللبنانية والسلسلة الشرقية، وبين إنسحاب “حزب الله” من سوريا، ويوظف الحزب هذا الفصل في إضفاء المزيد من المشروعية لما يقوم به في سوريا. وتستغرب مصادر “المدن” موقف الحكومة اللبنانية إزاء ذلك على الرغم من التأكيد بشكل مستمر على أن الجيش اللبناني هو المكلف حماية كل الأراضي اللبنانية، هذا الموقف تعتبر المصادر أنه يأتي للحفاظ على ماء الوجه، لا سيما في هذه المرحلة الحكومية الحرجة، وتشير إلى أن الأمور تجري على قاعدة “غض الطرف”، ومن هنا فإن المصادر تحمّل مسؤولية ذلك للحكومة.

حزب الله والتعطيل
علي وهبي/لبنان الجديد/10 حزيران/15
ما زال حزب الله مستمراً في نهجه لتعطيل كافة مناحي الحياة في البلد،  ما زال حزب الله مستمراً في نهجه لتعطيل كافة مناحي الحياة في البلد ، السياسية منها والإقتصادية والمعيشية والإجتماعية والأهم من ذلك تعطيل الأمن فيه ، وهو الحاجة الملحة لإستقرار المواطن والعيش بكرامة مطمئناً إلى غده ومستقبل أبنائه.  فمن تعطيل إنتخابات رئاسة الجمهورية بإصراره على ترشيح حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وهو ما عبّر عنه مؤخراً نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالقول (إما عون رئيساً للجمهورية وإما الفراغ الرئاسي) ، إلى تعطيل أعمال المجلس النيابي والحؤول دون اتخاذ قرارات وإقرار قوانين لها علاقة بمصالح الناس والتي تلامس الحياة اليومية للمواطن إلى الشلل الحكومي وعجز مجلس الوزراء عن مناقشة أيّ ملفات خلافية يمكن أن تحد من اندفاع حزب الله في خياراته التي تعرض البلد لمخاطر إستجلاب الجماعات الإرهابية وتضعه على حافة الإنزلاق في مهاوي الفتن الطائفية والمذهبية والوقوع في مطبات الحروب الأهلية وصولاً إلى ضرب هيبة المؤسسات الأمنية والاستخفاف بها وتسليط الضوء على عجزها عن القيام بواجباتها وحماية المواطن وصيانة حقوقه والمحافظة على أمنه وتأمين الحد الأدنى من الاستقرار في حياته وعيشه. واليوم يأتي دور المؤسسة العسكرية وهي المؤسسة الوحيدة التي لا يزال المواطن يشعر بحد أدنى من الأمان والطمأنينة وهو يستظل بظلها كونها تشكل مظلة واقية للبلد من أّي خطر قد يأتيه من خارج الحدود ، فإنّ حزب الله يحاول إرباكها وإستنزاف مقدراتها البشرية واللوجستية من خلال محاولة زجها بحروب ضد من يفترضهم إرهابيين وتكفيريين في بلدة عرسال وجرودها. فحزب ألله يحاول جاهداً إقحام الجيش اللبناني في حرب ضد الثورة السورية ومؤيدوها في لبنان ولا سيما في بلدة عرسال التي تضم أكثر من مائة وعشرين ألف نسمة ثلثهم من النازحين السوريين الذين أتوا إليها من القلمون السوري والقصير وجوارها ومختلف ريف حمص الجنوبي الذي اجتاحه حزب الله مع قوات النظام السوري فدمر المدن والبلدات والقرى.

وكذلك فإنّ الحزب يعمل على توريط الجيش في حرب القلمون من جهة لبنان . وإذا كان حزب الله الذي تحوّل الى عنصر فاعل في الحفاظ على المنطقة العلوية في الساحل السوري ويعمل على ربطها بمنطقة البقاع الشمالي ذات الأغلبية الشيعية بتوريط الجيش لضرب عرسال البلدة بغية تطويعها وتنظيفها ممن يدعي أنهم إرهابيين . إلا أنّ الجيش اللبناني يبقى صمام الأمان والضمانة لأمن واستقرار البلد وهو خشبة الخلاص التي يعلق اللبنانيون عليها آمالهم لدرء خطر الإرهاب عن البلد وهو الذي يحدد زمان ومكان أي معركة لحماية الوطن والمواطن من أيّ اعتداء خارجي أو داخلي