عندما يفتح حزب الله محاسبة على حسابه/حين يهدّد رعد أحمد الحريري/الدفرسوار العرسالي

308

الدفرسوار» العرسالي
علي نون/المستقبل/22 أيار/15

كلما صعد «حزب الله» إلى تلة في القلمون السوري.. سقطت بقايا سلطة الأسد في هوّة جديدة على طريق اندثارها التام. والعلاقة بين الأمرين واضحة ومفهومة، حيث إن ازدياد وتيرة التدخل العسكري المباشر من قبل الحزب في الداخل السوري، لا يعني سوى أن بقايا سلطة الأسد تزداد عجزاً وضعفاً ولا شيء غير ذلك! وفي السياق والزمان والزاروب ذاته يأتي وضع إيران المزيد من مقدراتها في السّلّة الأسدية المفخوتة، حيث تزخّم «المساعدات» على أنواعها وأولها المال النقدي، من دون أن ينفع ذلك وغيره في وقف المقدّر عند حدّ بقاء الأسد في مكانه وزمانه. أي، لا الدم اللبناني ولا المدَد الإيراني ولا التذخير الروسي ولا القرار الأوبامي، ولا البراميل المتفجرة ولا السلاح الكيماوي ومشتقاته، ولا الشراسة الهستيرية في الفتك والقتل والانتهاك.. لا شيء من ذلك كله أمكنه أو يمكنه إعادة تصحيح النتيجة الأخيرة لهذه الحرب، ومنع السقوط الحتمي للأسد. هذه حرب انتهت لكن معاركها مستمرة. وأكثر ما في عبثيتها هي امتداداتها اللبنانية، في السياسة والنفوس والنصوص كما في الميدان المشتعل في جرود البقاع الشمالي.. ولا يناصب الضمير والصواب العداء، الادعاء القائل بأن «حزب الله» على خطى الإيرانيين في كل شيء. في الصح والخطأ والخطيئة: يعرف أكثر من كل الناس حقيقة الوضع عند الأسد وصحبه وعصبته ومع ذلك يستمر في المكابرة والمناتعة ويعطي لمعاركه التلالية أبعاداً غير صحيحة بل مجافية لكل منطق بما فيه الميداني نفسه.

وبغض النظر عن «داعش» ووظائفه وطلاسمه، فإن سيطرته بالأمس على تدمر تؤكّد على مدى تجذّر العجز في التركيبة العسكرية والأمنية الأسدية، تماماً مثلما تؤكّد تلال القلمون ذلك المعطى. لكن إذا كان «داعش» أحجية، ومعاركه ممسرحة وتفوح من نيرانها روائح العبث البعثي المزدوج، العراقي والسوري، فإن السؤال عن معنى إمعان «حزب الله» في الحرب السورية يبقى في مكانه: هل يتطلّب «تحصين» المواقع في القلمون إشعال لبنان بالفتنة انطلاقاً من عرسال؟ أم إن الحزب يدخل في حرب استباقية فعلية، لكن هذه المرة، ليست لمنع «التكفيريين» من الدخول إلى لبنان، وإنما تحسباً لاحتمال انهيار بقايا السلطة في عصبها الدمشقي، دفعة واحدة؟ وذلك الاحتمال الهاجسي الذي يحرّك عمليات القلمون، على ما يبدو، يعني «انتقال» السلطة الأسدية، أو بقاياها إلى اللاذقية وجوارها في الشمال السوري، وذلك يستدعي حفظ خطوط الإمداد والوصل معها، وذلك بدوره يستدعي «إنهاء» الدفرسوار العرسالي القائم على ذلك الخط.. وذلك يعني استدعاء شيء من التذاكي للوصول إلى الهدف: أي إسقاط عرسال من دون إشعال فتنة؟! أي إحالة المعركة على الجيش والدولة اللبنانية! كيف ستركب هذه المعادلة؟ وكيف يفترض «حزب الله» أن «الأغيار» اللبنانيين سيرضون بهذه الكارثة؟ أم إن كل شيء يهون، أمام أمر «الولي الفقيه»؟! غريب!

حين يهدّد رعد أحمد الحريري!
عبدالسلام موسى/المستقبل/22 أيار/15

لم يهدد العدو الاسرائيلي، أو «داعش»، الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري بأن «حسابه بعدين». من قال هذا الكلام، مهدداً ومتوعداً، هو رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، على هواء «الميادين»! يقول رعد في معرض رده على سؤال سامي كليب عن البيان الذي أصدره أحمد الحريري رداً عليه: «هلق أحمد الحريري حسابه بعدين، والسبب انه أعلى مستوى من (وزير العدل اللواء) أشرف ريفي». ما قاله رعد من تهديد علني مباشر لأحمد الحريري، ينطوي على تهديد أخطر لأشرف ريفي، كما لو أنه يقول إن حساب ريفي اليوم أو غداً، أما حساب أحمد الحريري فـ «بعدين»! ما قاله رعد يعيد للأسف، برم السكين في جروح التهديدات التي أوصلت الى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء، والتي كان «حزب الله» طرفاً في نقلها له، مباشرةً أو عبر وسطاء، كما تبين من إفادات الشهود أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. خطورة الأمر، أن في كلام رعد «هدر دم» يعبر عن نهج «وصاية السلاح» التي تستعيد مراحل «هدر الدم» في زمن «الوصاية السورية». آنذاك كان يتم تصنيف الناس بين «أصدقاء» لسوريا و«أعداء» لها، وكانت تلصق بـ «أعداء سوريا» كل التهم الجاهزة «غب الطلب»، من الخيانة إلى العمالة، تمهيداً للتصفية الجسدية بالاغتيال، أو التصفية السياسية بالنفي خارج البلاد. اليوم، ومن موقعه القيادي في الحزب الذي يمارس «وصاية السلاح» بديلاً من «الوصاية السورية»، يُعيد رعد نسخ التجربة ذاتها، فيصنف الناس بين «أصدقاء» لمقاومته و»أعداء» لها، ويلصق بمن يعتبره «عدواً» لمقاومته كل التهم، إلى حد تهديده علانيةً بأن «حسابه بعدين»، في حين يدعم بـ «قوة سلاحه» تبرئة «عملاء إسرائيل» لأنه يصنفهم في موقع «الأصدقاء» لمقاومته، كما يدعم صدور الاحكام التخفيفية بحق المجرم ميشال سماحة، الذي ضبط بـ»الجرم المشهود» في محاولة تفجير لبنان بالفتنة، لأن «حزب الله» يصنّفه، بكل بساطة، في خانة «الصديق» لمقاومته وسوريا الأسد! رب سائل من اللبنانيين : هل ما قاله رعد «زلة لسان»، أم أنه نيات تضمر الشر؟ وما هو الحساب الذي يتوعد به «حزب الله» أحمد الحريري وأشرف ريفي؟ وهل بات رعد «ساعي بريد» لإيصال رسائل التهديد والوعيد؟ احتراماً لعقول اللبنانيين يجب أن يجيب «حزب الله»، لأن الكلام التهديدي لم يصدر عن رئيس منظمة «الصليب الأحمر»، أو عن رئيس كتلة نواب «المجتمع المدني»، بل صدر عن رئيس كتلة نواب الحزب الذي يتقن فن الاغتيالات، والغارق في أبشع مجزرة ترتكب بحق الشعب السوري، والمتهمة عناصره باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبمحاولة اغتيال الوزير بطرس حرب، والمحاكم أحد عناصره بعملية اغتيال الضابط الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا عمداً. «حزب الله» بالتحديد، معني أكثر من غيره بتوضيح ما قاله رعد، وما هو المقصود منه، إلا إذا كانت قيادة «حزب الله» تعتبر أن تهديد رئيس كتلة نوابها لأمين عام «تيار المستقبل» من شأنه أن «يخفف الاحتقان»، وترى أنها حين تحاسب أحمد الحريري «بعدين» إنما هي تصفي حساباتها مع المملكة العربية السعودية ومحور «عاصفة الحزم»، وتعتقد أنها حين تنفذ تهديدها، لا سمح الله، تكون في أوج إحباط المؤامرة على «سوريا الأسد»، وفي عز مقاومة العدو الاسرائيلي، وربما في الطريق إلى استعادة فلسطين المحتلة! ليس خافياً على أحد أن قيام أشخاص من طينة محمد رعد، بتهديد أشخاص من وزن أحمد الحريري وأشرف ريفي، ليس وجهة نظر أبداً، ولا يمكن أن يكون كذلك، في زمن يحاول «حزب الله» جاهداً تحويل الارهاب والقتل إلى وجهة نظر، والعمالة لإسرائيل إلى وجهة نظر.لم يعد جائزاً أن يتعاطى «حزب الله» مع اللبنانيين كما لو أنه ربهم الأعلى. يهدد بمحاسبة الناس قبل يوم الحساب. يقاتل «استباقياً» لأنه يدعي أنه أدرى بـ»علم الغيب». يمتهن القتل لأن القتل من «فعل القديسين»، كما هي الحال مع «تقديس» عناصره المتهمين باغتيال رفيق الحريري، و»تمجيد» أيام القتل في أحداث «7 أيار»، و»تأليه» الواجب الجهادي بقتل الشعب السوري! المؤكد أن كل الأسماء تليق بهذا الحزب، إلا لفظ الجلالة، لأنه يبقى أكبر من أن يحتكره حزب ليرتكب أبشع الجرائم باسمه!
() منسق عام الإعلام في «تيار المستقبل»

عندما يفتح «حزب الله» محاسبة.. على حسابه
مهى حطيط/المستقبل/22 أيار/15

بنبرة عالية لا تخلو من الشعور بفائض القوة قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد للأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري: «حسابو بعدين». اذا قرر «حزب الله» كعادته أن «يفتح على حسابه» «محاسبة» أحمد الحريري، بعد تهديد وزير العدل أشرف ريفي، لانه بحسب «منطق» الحزب لا ينفذ اوامره ولا ينصاع لارادته وسلطته ولذلك فإن محاسبته واجبة. وقد يكون هنا الاستغراب من هذا الموقف مستغربا. فتهديدات «حزب الله» للبنانيين ليست بجديدة، فمَن ينسى خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في 08/05/2008 عندما قال: «مَن يبدأ معنا حرباً من حقنا أن نواجه بالدفاع عن نفسنا وعن سلاحنا وعن وجودنا وشبكة السلكي هي الجزء الأهم من سلاح المقاومة وفي بنت جبيل خطبت وكان جنبلاط حاضراً وقلت ان اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها واليوم هو يوم الوفاء لهذا القرار». وكان الوفاء لهذا القرار بأحداث السابع من أيار الشهيرة والتي اوقعت قتلى وجرحى من المدنيين في قلب بيروت وادت الى اشكالات لم ولن تنتهي بين اهل بيروت والحزب خصوصا وان السيد اعتبر ذلك اليوم يوماً مجيداً. تهديد آخر أيضاً على لسان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله على خلفية اتهام اربعة من الحزب بالضلوع باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وكانت الجملة الشهيرة بـ»قطع اليد التي ستمتد» ايضا في 12 تشرين الثاني 2010 وقال نصرالله في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة في احتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة يوم شهيد «حزب الله»، يخطئ مَن يتصور أن المقاومة يمكن أن تقبل أو تسلم بأيِّ اتهام لأيٍّ من مجاهديها أو قيادييها أيّاً تكن التهويلات والتهديدات والضغوط. وأضاف يخطئ من يتصور أننا سنسمح بتوقيف أو اعتقال أحد من مجاهدينا»، مؤكداً أن «اليد التي ستمتد إلى أيِّ واحد منهم ستقطع.« وفي 19 ايلول 2011 كرر حزب الله تهديداته على لسان رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين الذي سأل : «من لم يوصله تآمر تموز 2006 إلى أي نتيجة في استهداف المقاومة، هل يمكن أن يوصله التآمر السياسي والضخ الإعلامي والتشويه الدعائي؟»، مضيفاً: «على هؤلاء أن يعرفوا أن هذه المقاومة القوية ستكون في موقع الحاضر الدائم للدفاع عن سلاحها ومبادئها وخياراتها وأولوياتها، وأن أي يد ستمتد لتصل إليها لتنال منها، لن تقطع وحدها فقط، بل إن أي قوة تدعم هذه اليد أيضاً ستكون هدفاً مباشراً للمقاومة وأبنائها«. هذا جزء من التهديدات التي يواجه بها «حزب الله» خصومه السياسيين، دون ان يقيم اي اعتبار للتوازنات الداخلية وللاوضاع السياسية المعقدة والصعبة التي يمر بها لبنان بسبب مشاركته في الحرب السورية. ويأتي هذا التهديد العلني في وقت كان مستشار الرئيس الشهيد رفيق الحريري هاني حمود يتحدث عن كيف كان «حزب الله» يلعب دور صندوق بريد النظام السوري وينقل تهديدات النظام للرئيس الشهيد. ليلعب حزب الله اليوم دور المهدد المباشر وليس الناقل فقط. ويبدو ان فائض القوة الذي سمح للحزب باستعمال سلاحه في الداخل ضد المدنيين، والذي سمح له ايضا بالمشاركة في القتال الى جانب محور الممانعة في سوريا والعراق، يسمح له اليوم بتوجيه التهديدات والاتهامات علناً وعلى شاشات التلفاز بحق مَن يقف بوجهه ويعترض على توريط لبنان وجلب الصراعات اليه. «حسابو بعدين» وكأن محمد رعد يقولها للشعب اللبناني بأكمله وليس فقط لامين عام تيار المستقبل، يقولها وهو الطرف الوحيد في لبنان الذي يملك السلاح والذي استعمله في يوم من الايام..تهديد رعد الحقه بضحكة ساخرة.. تلخص كل طريقة تعاطي حزب الله مع شركائه في الوطن.