خالد موسى/عاصفة الحزم تكشف مخططات ايران وتعطلها… ماذا عن تأثيرها

267

عاصفة الحزم” تكشف مخططات ايران وتعطلها… ماذا عن تأثيرها؟
٢٨ اذار/15 /خالد موسى/ موقع 14 آذار

تواصل طائرات تحالف الدول الخليجية والعربية ضرباتها الجوية للمتمردين الحوثيين في اليمن بقيادة سعودية، ضمن عملية “عاصفة الحزم” التي تهدف الى “دعم الشرعية في اليمن وإنهاء التمرد الحوثي في البلاد”.

رسائل عديدة كانت وراء هذه العملية، وأولها لايران بأن اللعب بأمن الخليج العربي والمنطقة ممنوع والعيش على الأحلام التوسعية والإمبراطورية بات من الماضي. ويراقب لبنان تطور العملية، وسط خوف من تأثيراتها على الساحة الداخلية، خصوصاً على الحوار بين “حزب الله” و “تيار المستقبل”، فضلاً عن انعكاساتها على كل من سوريا والعراق وعلى المنطقة العربية.

فايد: لا تأثير على الوضع الداخلي اللبناني

يرى عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” وعضو المكتب السياسي لـ “تيار المستقبل”، في حديث خاص لموقع “14 آذار”، أن “الأزمة اليمنية كان يمكن أن تطول لولا الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته إيران حين دفعت بالحوثيين في اتجاه باب المندب، الذي يعتبر الممر الرئيسي في العالم للنفط والملاحة الدولية، وبالتالي وضعت إيران نفسها، ليس في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية والغرب فحسب، بل في مواجهة روسيا وحتى الصين، لأن التحكم في باب المندب هو التحكم بالنفط أولاً”.

وقال: “لو اكتفى الحوثي بمحاصرة عدن لكانت ربما تأخرت عملية عاصفة الحزم أكثر، غير أن المملكة العربية السعودية وجدت أن الظرف هذا مناسب لإطلاق العملية، لأن المجتمع الدولي لن يقبل أن تتولى إيران خنقه متى تريد، ولأن التمادي الإيراني في اليمن بات فجاً وواضحاً وغير محتمل، وإذ ما وقعت اليمن تحت الهيمنة الإيرانية فإنها ستهدد كل دول الخليج، وهذا ما تعرفه إيران وما تسعى إليه، لكي تكون رقيباً على دول الخليج كما حاولت أن تكون في سوريا رقيباً على قلب المنطقة العربية”.

حوار “حزب الله” – “المستقبل”

ويشدد فايد على أن “عملية عاصفة الحزم أتت في آوانها ومن ضمن ظروف أكثر ما تكون تناسباً مع هذه العملية”، لافتاً الى أن “لا تأثير لهذه العملية على الوضع الداخلي اللبناني أو على الحوارات الجارية، فالحوار بين حزب الله تيار المستقبل فيه مصلحة للحزب أكثر بكثير من مصلحة “المستقبل”، وبالتالي كل الكلام الذين يطلقونه عن تخريب الحوار واتهامات لهذا أو ذاك بأنهم يخربون الحوار حتى لو كانت هذه الإتهامات صحيحة، فإن حزب الله لن يتخلى عن الحوار، ولو كان في استطاعته التخلي عن الحوار لما تردد ولما أقدم على دخوله”.

ويعتبر أن “حزب الله يأتمر من إيران، حتى يكاد يقول أنه عميل إيراني في لبنان، ولأن إيران تخوض غمار الملف النووي، فالمطلوب منها أن تلبي مطالب المجتمع الدولي، الذي أصدر قبل خمسة أيام على الاقل قراراً وتوصيةً بالحفاظ على أمن لبنان واستقراره، وحذر من كسر هذا الإستقرار وضربه”، لافتاً الى ان “الحزب يواجه اليوم حالة من الإسترخاء في صفوف جمهوره، لأن لا عدو له عملياً، ومهما تحدث عن عصابات مسلحة وإرهاب في سوريا فهذه الأمور تتعلق في سوريا وليس باللبنانيين”.

علوش: إعادة التوازن للوجود العربي

بدوره، يعتبر عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، في حديث خاص لموقعنا، أن “طوال السنوات الماضية، كان هناك غياب لأي نوع من التوازن بين القوى العربية وبين اللاعبين الأساسيين في الساحة مثل ايران والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وقد تكون “عاصفة الحزم” نوعاً من إعادة التوازن للوجود العربي، ومقدمة لتغيير المعادلة بشكل أن أي حلول ستجري في المنطقة يجب أن تحسب حسابات للقوى العربية الموجودة”، مشيراً الى ان “الوضع اللبناني هو انعكاس للوضع الإقليمي، ولا يمكن الجزم مسبقاً بتأثيراتها الإيجابية أو السلبية أو إستمرار الوضع كما هو، ولكن نتأمل أن تكون التأثيرات إيجابية من ناحية عقلنة المد الإيراني والذهاب الى حلول مجدية تؤمن الإستقرار من دون أن يكون عنصر الهيمنة الإيرانية الكاملة موجود في المنطقة”.

دور فعال للقوى المعتدلة

ويرى علوش أن “كل الإحتمالات واردة، ولبنان لا يعتبر الجبهة الأمامية لحزب الله، بل سوريا، وليس لديه مصلحة ان يفتح جبهة خلفية في الوقت الذي هو منغمس بكل ما أوتي من قوة في المستنقع السوري”، لافتاً الى أن “سوريا والعراق مواقعان ضمن الصراع وجبهتان جانبيتان فتحها الايراني من أجل الإلهاء، لكن الأهم أن على الدول العربية أن يكون لها اليد الفاعلة في المنطقة وأن تقول لهم أن هناك قوى معتدلة في المنطقة بديلة للقوى المتطرفة وليس صحيحاً أن البديل الوحيد هو ولاية الفقيه”.

عبد القادر: رد مزلزل على التبجح الإيراني

من جهته، يشدد الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية العميد المتقاعد نزار عبد القادر، في حديث خاص لموقعنا، على أن “قرار عاصفة الحزم هو قرار تاريخي، لأنه للمرة الأولى ومنذ سنوات طويلة يجتمع هذا العدد من الدول العربية بهذه السرعة على موضوع هام ويتخذون قراراً خطيراً باستعمال قدرتهم العسكرية من أجل السيطرة على نزاع معين في دولة عربية”، معتبراً أن “هذا تطور مهم جداً، وهذه المشاركة الجدية هذه المرة دون الدخول في جدل بيزنطي من يقود، وهذا دليل على أنه في الوقت الذي كنا نفقد فيه الأمل، فإذا بالأمل يعود عبر استشعار القيادات العربية الخطر الكبير التي تمر به الأمة العربية”.

رد قوي ومزلزل

ويشدد عبد القادر على أن “هناك رسالة من هذه العملية، لكل الأفرقاء في اليمن وخارج اليمن، وبالتحديد الى إيران، بأن لا يمكن بهذه السهولة التلاعب بعد الآن بالأمن العربي، وخصوصاً في الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية، وأن تكون هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في اليمن”، مشيراً الى ان “هذه العملية تأتي في التوقيت المناسب كرد قوي ومزلزل على هذا التبجح الإيراني بعودة الإمبراطورية الفارسية وإعلان بغداد عاصمتها الجديدة وما يراد من هذه العملية محاولة لتصحيح الخلل الواقع في موازين القوى على مستوى الإقليم أو المنطقة ككل”.