أنطوان مراد/الأمبراطورية تترنّح.. فلتعُد إيران جمهورية

324

الأمبراطورية تترنّح.. فلتعُد إيران جمهورية!
أنطوان مراد – رئيس تحرير إذاعة “لبنان الحرّ”

وأخيراً، تحرّك الاعتدال السنّي في وجه الهجمة الفارسية “بشروال” الحوثيّة في اليمن.

تحرّكت المملكة العربية السعودية وشقيقاتها الخليجيات، تحرّكت مصر السيسي، تحرّك الأردن والمغرب والجزائر، وحتى السودان ، سودان عمر البشير.

أما اللافت، فهو انضمام الباكستان إلى هذا الحلف الواسع، الباكستان الدولة الإسلامية النووية الوحيدة، ما يجعل للمواجهة بعداً تتهيّبه إيران، و”بلا جميل” إردوغان المنشغل بماكياجه السلطاني وقصوره بأحرامها وحريمها.

في اليمن، قال الإعتدال السني لا مدوّية وصادمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أو الأمبراطورية الفارسية الجديدة. فقد بلغ السيل الزبى ، ولم يعد جائزاً السكوت عن الصَّلف والإستكبار، بعدما اعتقد نظام الملالي أنه بسط هيمنته فعلاً على أربع عواصم عربية.

في العراق، قاسم سليماني قائد فيلق القدس ورأس حربة التوسع العجمي، الذي “باركنا” بزيارة لبنان أخيراً ، ومن دون علم السلطات اللبنانية بالطبع، هذا الذي تعرف الصولات والجولات طلته، أكل صفعة “حرزانة” على أبواب تكريت.

“بعلمي” معركة تكريت مسألة ساعات والحشد الشعبي بات في قلب المدينة وسيرقص فوق قبر صدام ، فإذ بالساعات تتحوّل أياماً واسابيع ، والحشد الشعبي ومن ورائه الحرس الثوري يتمرّغان على أبواب المدينة، بينما داعش تستقطب المزيد من السنّة ، لا حباًّ بها وبدموّيتها ووحشيّتها وجهالتها، بل رداً على الطابع المذهبي الشيعي للهجمة على أحد أبرز المعاقل السنية.

هذا الفشل الذريع ، دفع بإيران وقاسمها الصنديد إلى انكفاء مخزٍ، وبالحكومة العراقية لتستنجد بالطيران الأميركي.

في سوريا، في أصى الجنوب السوري سقطت بورى السام يقوطاً مدويا في يد الجيش الحر والفصائل المعارضة.

وفي أقصى الشمال السوري، مدينة إدلب قد تصبح العاصمة الثانية لمحافظة سورية بعد الرقّة تسقط في يد المعارضة ، مع انتقال المعارك إلى داخل أسوارها.

أما في لبنان، فيصرّ حزب الله على المكابرة والمعاندة، معتقداً أن الدولة والشعب والجيش في جيبه، وأن صواريخه يمكن أن تقلب المعادلة في أي لحظة، فراجح المتمثل بإسرائيل موجود خلف الحدود، وسطوة السلاح وأموال التهريب والأدمغة المغسولة كلّها حاضرة لفعل فعلها.

مهلاً أيها الأصدقاء الغالبون. قليلاً من التواضع وبعضا من التبصّر. وبالله عليكم، أشيحوا عنا تلمّظَكم وتمغّطَكم وتشخُّرَكم .

المسألة أكبر من مجرد محكمة دولية وشهادة سنيورية.

تذكّروا وتفكّروا الأمثولة الصدّامية. لقد ترك الأميركيون صدّام حسين التكريتي يسكر بانتصاره على إيران في حرب الخليج الأولى ويجتاح دولة الكويت مطلقاً حرب الخليج الثانية، ومعها الرد بعاصفة الصحراء التي أطاحته وأسقطت أحلامه التوسّعية.

واليوم، يجد الإيرانيون أنفسهم في قلب “عاصفة الحزم”، ولا يجدون من الرفيق فلاديمير بوتين إلا الإستنكار، ويراهنون على وقف النار، بعدما تمادوا في حث الحوثيين على التوسّع جنوبا وقد صمّوا آذانهم عن نداءات التعقّل.

الأمبراطورية الفارسية الجديدة تترنّح. فلتعُد جمهورية. والسلام.