غارات عاصفة الحزم التي شاركت فيها 175 طائرة دمرت مواقع الانقلابيين في صنعاء وضربت معاقلهم في صعدة

401

الحزم الخليجي يعصف بالحوثيين
عواصم – وكالات/السياسة/27 آذار/15

* الغارات دمرت مواقع الانقلابيين في صنعاء وضربت معاقلهم في صعدة

* باكستان تهدد برد قوي على أي استهداف للسعودية وتركيا تدعو إيران وجماعاتها الإرهابية للخروج من اليمن

* 175 مقاتلة سعودية وخليجية وعربية تشارك في العمليات العسكرية وأربع بوارج مصرية أبحرت لتأمين خليج عدن

أطلقت السعودية عملية عسكرية واسعة النطاق, دعماً للشرعية في اليمن, تحت مسمى “عاصفة الحزم”, بمشاركة دول عربية وإسلامية وسط تأييد دولي واسع, ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالقدرات العسكرية للميليشيات الحوثية وتقهقرها في العديد من المناطق, خاصة في جنوب اليمن.

وبعد صدور بيان مشترك من السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر أعلنت فيه الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه “من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق”, أشرف وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز, من مركز عمليات القوات الجوية, على قيادة “عاصفة الحزم” التي انطلقت عملياتها بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في تمام الساعة 12 من منتصف ليل اول من أمس.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد بن سلمان “أشرف على الضربة الجوية الأولى على معاقل الحوثيين التي نتج عنها تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل وقاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية, من دون أي خسائر في القوات الجوية السعودية”.

وأفادت المعلومات أن الغارات المتواصلة استهدفت أيضاً أبرز مواقع ميليشيات الانقلابيين في صنعاء, وهي الشرطة العسكرية والقصر الرئاسي والفرقة المدرعة الأولى والقوات الخاصة وقيادة قوات الاحتياط, كما طالت قاعدة العند الجوية في لحج جنوب اليمن, وقاعدة طارق الجوية في تعز, ومواقع عسكرية في صعدة, معقل الحوثيين في شمال اليمن, من بينها المطار.

وتشارك في العمليات خمس دول من مجلس التعاون الخليجي هي السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين, إضافة إلى مصر وباكستان والأردن والمغرب والسودان.

وبحسب معلومات متقاطعة, تشارك السعودية بأكثر من 100 طائرة مقاتلة و150 ألف مقاتل ووحدات بحرية, فيما تشارك الإمارات بـ30 طائرة مقاتلة, والكويت بـ15 طائرة مقاتلة, والبحرين بـ15 طائرة مقاتلة, وقطر بـ10 طائرات مقاتلة, والأردن بـ6 طائرات مقاتلة, والمغرب بـ6 طائرات مقاتلة, والسودان بـ3 طائرات مقاتلة.

ومع فرض القوات السعودية حظراً جوياً وبحرياً على اليمن, أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي وقف الملاحة الجوية في مطارات جنوب المملكة.

وتزامناً مع الغارات المكثفة لـ”عاصفة الحزم” التي دفعت قيادات عسكرية موالية للحوثيين وللرئيس السابق علي عبد الله صالح للفرار من مواقعها في صنعاء, حققت القوات الموالية للرئيس هادي تقدماً كبيراً في جنوب اليمن, حيث استعادت السيطرة على قاعدة العند العسكرية الستراتيجية في لحج, وعلى مطار عدن الدولي بعد ساعات من استيلاء الحوثيين عليه مدعومين بقوات موالية لصالح.

وبعد ترؤسه اجتماعاً عسكرياً رفيع المستوى مساء أمس, أعلن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أن “أي تهديد لسلامة أراضي السعودية سيثير رداً قوياً” من إسلام آباد, في حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده قد تنظر في تقديم دعم في مجال الإمداد والتموين للعملية العسكرية التي تقودها السعودية, مطالباً “إيران والجماعات الارهابية” بالانسحاب من اليمن.

من جهته, أعلن المغرب, الذي أكد تضامنه المطلق مع السعودية, أنه “قرر تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن, في بعده السياسي والمعلوماتي واللوجيستي والعسكري”.

وأوضح في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن هذا الدعم يشمل “وضع القوات الجوية الملكية المغربية الموجودة بالإمارات العربية الشقيقة رهن إشارة هذا التحالف لإخراج اليمن من الأزمة التي يتخبط فيها والوضع الدامي الذي يجتازه, وكل مؤامرة خارجية تحاك ضده وضد الأمن الخليجي والعربي”.

بدورها, أعلنت مصر, في بيان للرئاسة, أن قوات من سلاح الجو وسلاح البحر المصريين تشارك في العملية العسكرية باليمن “استجابة للنداء الذي أطلقته الجمهورية اليمنية الشقيقة, واتساقاً مع الموقف الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الشرعية .. وانطلاقا من مقتضيات مسؤولية جمهورية مصر العربية تجاه الحفاظ على الامن القومي العربي بمنطقة الخليج والبحر الاحمر, واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك وميثاق جامعة الدول العربية”.

وصدر الموقف المصري بعد ساعات من تأكيد مسؤولين في قناة السويس ان أربع سفن حربية عبرت القناة “من المدخل الشمالي المطل على البحر المتوسط في طريقها للبحر الأحمر (المدخل الجنوبي للقناة) للمشاركة في عمليات تأمين خليج عدن ومضيق باب المندب (أقصى جنوب البحر الأحمر)”.

وفي حين وصل الرئيس هادي إلى الرياض مساء أمس حيث من المقرر أن ينتقل منها إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية المقررة السبت والأحد المقبلين, أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي “التأييد التام” للعملية العسكرية التي أكد أنها “ضد أهداف محددة لجماعة الحوثيين الانقلابيين” استجابة لطلب الرئيس هادي, مشيراً إلى أنها “تستند إلى ميثاق الجامعة العربية وقراراتها بشأن الأوضاع في اليمن, وإلى المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك”.

كما صدرت مواقف مؤيدة للعملية العسكرية من الدول الأوروبية ومن الولايات المتحدة التي أكدت أنها ستقدم “مساعدة لوجستية ومخابراتية”, مشيرة إلى أنها تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب آخرين.

أما إيران الداعمة الرئيسية للحوثيين, فسارعت إلى التنديد بالعملية العسكرية واعتبرت أنها “خطوة خطيرة”, في حين أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للرئيس حسن روحاني, في محادثة هاتفية, أنه لا ينبغي “لدول أخرى” ان تدعم المتمردين الحوثيين وهو ما تفعله ايران بالفعل.