نص وفيديو/الياس بجاني: مهم أن يقوم البطريرك الراعي بزيارة الجنوب، ولكن أليس المطلوب من مطران ابرشية صور أن يُقيّم مع  ابناء رعيته ع مدار الساعة في البلدات التي تواجه أخطار وجودية؟ 

131

نص وفيديو/ الياس بجاني/ مهم أن يقوم البطريرك الراعي بزيارة الجنوب، ولكن أليس المطلوب من مطران ابرشية صور أن يقيم مع  ابناء رعيته ع مدار الساعة في البلدات الجنوبية التي تواجه أخطار وجودية؟ 

07 كانون الأول/2023

شعار البطريركية المارونية، النص المكتوب: “مجد لبنان أعطي له” (أشعياء 35: 2)

مع الإعلان عن زيارة البطريرك الراعي للجنوب اليوم، تعود بنا الذاكرة إلى أيام المقاومة الباسلة التي وقفت في مواجهة الحرب الوجودية على لبنان واللبنانيين الدموية، حيث في ذلك الزمن الطروادي توهمت المنظمات الفلسطينية بأن طريق القدس تمر من جونية، وقد شاركها الوهم هذا وتحالف معها من الداخل اللبناني طوابير اليسار، والقومجيين، والعروبيين، وفطاحيل التحرير والمقاومة المنافقين، وحركتهم الوطنية بكل تشعباتها، التي لم تكن تعرف شيء عن معاني الوطنية.

تعود بنا الذاكرة إلى دور المقاومة والكنيسة والرهبنيات في الصمود رغم كل مآسي شكا وعاريا والدامور والقاع والعشرات من البلدات والقرى التي تعرض فيها شعبنا للتهجير وللمجازر وللغزوات الجهادية.

مهم جداً أن يقوم سيدنا الراعي بمعية ممثلين عن مجلس المطارنة والأساقفة الكاثوليك بزيارة الجنوب اليوم، ليقف بجانب الرعايا المهددة ليس فقط بحياتها وبأرزاقها وبحريتها، بل بوجودها. نعم هي مهددة بوجودها حيث يقوم حزب الله، وفي إطار مخطط إيراني استعماري ومذهبي وأصولي على تهجير المسيحيين من الجنوب. وهو في هذا السياق يستعمل قراهم وبلداتهم كمنصات لإطلاق صواريخه على دولة إسرائيل متسبباً عن سابق تصور وتصميم استفزاز جيشها بردود تدميرية وقاتلة.

في هذا السياق، وحيث يستنسخ اليوم حزب الله دور المنظمات الفلسطينية في زمن عرفات واحتلاله للبنان، تعود بنا الذاكرة إلى الموقف الفاتيكاني الصادق والفاعل في دعم أهل الجنوب ومنع تهجيرهم، حيث انتدب يومها البابا رجل دين (المونسينيار بوهيكاس Pere Bohigase) ليقيم في بلدة جزين واضعاً إياها وأهلها تحت رعاية الفاتيكان وبحمايتها، وقد نجح في ما قام به.

نسال سيدنا الراعي عن أسباب عدم تكرار العمل الفاتيكاني، وتكليف مطران أبرشية صور السكن في القرى والبلدات المهددة بوجودها ومنها رميش وعين ابل والقليعة؟ أو حتى الطلب من الفاتيكان إيفاد مندوب عنه ليقوم بهذه المهمة الإيمانية؟

لا ندري ما هو الدور الذي يقوم به مطران أبرشية صور شربل عبدالله، وهو وللصّدف سّيم مطراناً على الأبرشية في مثل هذا اليوم من عام 2020. (الصورة المرفقة هي لسيامته على يد البطريرك الراعي).

نسأل هل المطران عبدالله الغائب عن الإعلام، وعن السمع خلال كل الأحداث الجنوبية، هو فعلاً يعي الأخطار الوجودية التي تواجه أبناء رعيته؟ بحثنا في كل وسائل الإعلام عن أي دور، أو تصريح، أو زيارة له للقرى والبلدات الجنوبية خلال الشهرين الماضيين فلم نجد ولو كلمة واحدة، أو موقف، أو تحرك، أو نشاط له يحاكي الأحداث. كما أننا لاحظنا ومعنا كثر غيابه الكلي (أو اقله غيابه العلني) عن كل ما له علاقة باغتيال الشهيد الحنتوش.

في الخلاصة، مهما تأخرت المواقف المطلوبة من كنيستنا فيما يخص دعم شعبنا في الجنوب فإنه بالإمكان المراجعة والتصحيح والاستفادة من موقف

في أسفل تقارير جديدة ومن الأرشيف لها علاقة بالتعليق الذي في أعلى

رؤساء بلديات وفاعليات بلدات رميش وعين إبل ودبل/نتمنى لو ان زيارة صاحب الغبطة تشمل البلدات التي تضم الرعايا التابعة للكنيسة المارونية والكنائس الشقيقة، كي يشعر الأهالي ومن بقي منهم بالعناية الروحية والمعنوية المرجوة.
07 كانون الأول/2023
صدر عن رؤساء بلديات وفاعليات بلدات رميش وعين إبل ودبل البيان التالي:تعليقا على الزيارة التي يقوم بها غبطة أبينا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لمدينة صور تحت عنوان التضامن مع الجنوب، نبدي سرورنا واعتزازنا بهذه الزيارة التي نرجوها مباركة ومثمرة، لاسيما وأن غبطته اطلق سلسلة مواقف مهمة ومعبّرة حيال ما يتعرض له الجنوب ومن ضمنه بلداتنا وقرانا من اعتداءات اسرائيلية ومن انتهاكات تترافق مع نزوح يقارب احيانا التهجير. وإننا في المناسبة، نتمنى من صميم قلوبنا لو ان زيارة صاحب الغبطة مع صحبه الكرام، تشمل البلدات نفسها التي تضم الرعايا التابعة للكنيسة المارونية والكنائس الشقيقة، كي يشعر الأهالي ومن بقي منهم بالعناية الروحية والمعنوية المرجوة. ان زيارة صاحب الغبطة لتفقد الرعايا ميدانيا متاحة امامه، لاسيما، وان قسما من الاهالي ما زال فيها إلى جانب الكهنة، والقسم الآخر يتوافد اليها بشكل دائم لتفقد الاهل والبيوت والاملاك.اننا اذ نقدر المحاذير الأمنية المفترضة، لكن الأكيد ان البلدات بحد ذاتها لم تتعرض للقصف والرمايات، التي تستهدف احيانا محيطها ومشاعاتها في اطار تبادل النيران والاعتداءات الإسرائيلية بحجة الرد على الرمايات التي تنطلق من محيط بلداتنا. إننا باسم الأهالي نتمنى على صاحب الغبطة ان يشرّف بلداتنا بزيارة تحلّ معها بركته الأبوية، لأن ذلك يشكل مدعاة ارتياح عميق وتشجيعا استثنائيا على الصمود في ارضنا، لنبقى دائما خلف راعينا وسائر الرعاة الافاضل، علامة لحضورنا في الأرض التي وطئها السيد المسيح.

الراعي يزور الجنوب غدا.. اليكم التفاصيل
ليبانون فايلز06 كانون الأول/2023
صدر عن المركز الكاثوليكي للإعلام ما يلي: “يقوم صاحب الغبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بزيارة تضامنية إلى الجنوب على رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك يرافقهم الأمين العام للمجلس الأب كلود ندره للتعبير عن تعاطفه مع الجنوبيين والنازحين.
وسيستهل البطريرك الراعي زيارته التفقدية من مطرانية صور المارونية عند الساعة العاشرة من صباح يوم غد الخميس، على أن ينتقل بعدها إلى مطرانية الروم الكاثوليك ويتخلل الزيارة لقاء مع ممثلي الطوائف الروحية الإسلامية والمسيحية في المنطقة.

المطارنة الموارنة عبروا عن حزنهم لمآسي الحرب في غزة: قرار الحرب والسلم يجب ان يكون في يد الدولة اللبنانية وحدها ولا يُسمح للفراغ أن يهدّد مراكز القيادة في الجيش
وطنية/06 كانون الأول/2023
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري، في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونيّة. وتدارسوا شؤونًا كنسيّة ووطنيّة. وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، نص على الآتي:
“1- يعبّر الآباء عن حزنهم العميق للحرب التي تدور في غزّة بمآسيها الفظيعة وويلاتها المرعبة وكانوا قد تبصّروا خيرًا في الهدنة التي استمرّت لستّة أيّام.
ويشجب الآباء أن تنفتح جبهات جديدة في جنوب لبنان لأيّ فصيلةٍ من الفصائل الفلسطينيّة لأنّه إنتهاكٌ لسيادة لبنان كدولةٍ مستقلّة. ويذكّرون أنّ قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الدولة اللبنانيّة وحدها لما له من تبعات على كامل الشعب اللبنانيّ.
2- يعتبر الآباء أنّ الدولة اللبنانيّة التي من حقّها الحصريّ أن تأخذ قرار الحرب والسلم، يجب أن تكون مكتملة الأوصاف بمؤسّساتها الدستوريّة، وأن يكون لديها أداة ٌ فعّالة للدفاع عن البلاد وأهلها. وهذا دور الجيش الذي ينبغي أن يُحافظ عليه كمؤسّسة دستوريّة أساسيّة، وُساند في وحدته وقيادته والثقة به، ولا يُسمح للفراغ أن يهدّد مراكز القيادة فيه. كما يجب أن يُعطى كلّ الوسائل الضروريّة من أسلحة ومعدّات وغيرها كي يتمكّن من القيام بواجبه في المحافظة على الدولة والمجتمع بنشر الأمن والسلام والإطمئنان لكلّ الشعب اللبناني.
3- يخشى الآباء أن يؤدّي تغيّيب رأس الدولة مزيد من الإستفرادات بقرار الحرب باسم لبنان، وإلى شلّ الجيش، والعبث بالقرار 1701، واستعمال لبنان كساحة في صراعات عسكريّة إقليميّة وفتح حدوده وساحته مجدّداً أمام السلاح غير اللبنانيّ؛ كلّ ذلك هو خروج فاضح على الميثاق وعلى اتّفاق الطائف الذي أعاد السلم الداخلي والخارجي إلى لبنان. وهم يطالبون بكلّ إلحاح دولة رئيس المجلس النيابيّ والسادة النوّاب بانتخاب رئيسٍ للدولة يملأ الفراغ في السدّة الأولى. كما يطالبون دولة رئيس الحكومة بشجب هذه التعديات والتصدي العاجل والحازم لها، على كلّ المستويات السياسيّة، والأمنيّة، والديبلوماسيّة العربيّة والدوليّة.
4- يتمنّى الآباء ونحن على أبواب الأعياد المجيدة، أن يستقرّ الوضع في الجنوب ويعود السلام إلى قراه الموجودة على الشريط الحدودي، لكي يتسنّى لكل بيت أن يعيش فرح العيد وينعم ببهجة أنواره، ولكي يتمكن ابناؤنا المنتشرون في العالم من القدوم إلى لبنان والاجتماع بأهاليهم؛ فلبنان يعوّل على قدومهم فهم الأساس والدعم في خلق جوٍّ من الاستقرار الاقتصاديّ والاجتماعيّ.
5- بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، يصلّي الآباء حتى ينعم وطننا الحبيب لبنان بالسلام والأمان والاستقرار، فيشرق كيانه من جديد عبر تمسّكه بحياده، ويعبر من الظلمة إلى النور بعيدًا عن التشرذم، والحقد، والضغينة والإجرام. فليشعّ نور المسيح القادم لخلاصنا في قلوب الجميع وفي حياة كل من ناضل ويناضل للحفاظ على وطن حرٍّ ومستقلّ”.

 أبرشيّة صور المارونيّة احتفلت بمطرانها الجديد!
تيلي لوميار/ نورسات/08 كانون الأول 2020
إحتفلت أبرشيّة صور المارونيّة بمطرانها الجديد شربل عبدالله في احتفال وقدّاس أقيما في كنيسة سيّدة البحار المارونيّة، بحضور نوّاب المنطقة وفعاليّاتها.
بعد القدّاس، تلقّى المطران عبدالله التّهاني، وأكّد في كلمة على أنّ “الجميع في مدينة صور ينتمون إلى عائلة واحدة تجتمع على المحبّة والألفة، والهدف الواحد هو البحث عن الخير للمدينة والوطن”، لافتًا بحسب “الوكالة الوطنيّة للإعلام” إلى أنّ صور تعلّم “التّسامح والمحبّة.

الرّاعي ترأّس السّيامة الأسقفيّة لمطران أبرشيّة صور المارونيّة، وإليكم ما أوصاه به!
تيلي لوميار/ نورسات/07 كانون الأول 2020
سام البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي الخورأسقف شربل عبدالله أسقفًا راعيًا لأبرشيّة صور المارونيّة، خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه السّبت على مذبح الكنيسة الخارجيّة في بكركي، عاونه فيها المطارنة: حنا علوان، شكرالله نبيل الحاج، مارون العمّار، وبيتر كرم، بمشاركة السّفير البابويّ المونسينيور جوزيف سبيتري، وأساقفة الطّائفة ولفيف من المطارنة والكهنة والرّاهبات من مختلف الطّوائف، وبحضور فعاليّات سياسيّة وعسكريّة ونقابيّة ودينيّة وعائلة المطران الجديد وحشد من أبناء أبرشيّة صور.
للمناسبة، ألقى الرّاعي عظة على ضوء الآية الإنجيليّة “أتحبّني؟ إرع خرافي واتبعني” (يو 21/ 12 و22)، فقال: ثلاث كلمات يوجّهها إليك، أيّها الأسقف المنتخب شربل، كما وجّهها إلى سمعان بن يونا، ويوجّهها إلى كلّ أسقف، لتشكّل كيانه ودعوته ورسالته. دعوتك ورسالتك الأسقفيّة تنبعان من حبّك الشّديد للمسيح؛ وتقومان على تجسيدك محبّة المسيح في رعاية النّفوس، الخراف الّتي اقتناها بدمه؛ وتبلغان ذروتهما باتّباعك المسيح في تجرّده وصبره وآلامه وموته.
يسعدني والسّادة الأساقفة أعضاء سينودس كنيستنا البطريركيّة المقدّس، أن نرقيّك، أيّها الأخ الجليل الأسقف المنتخب شربل إلى الدّرجة الأسقفيّة ونجلسك على كرسيّ أبرشيّة صور العزيزة. فهنيئًا لك على دعوة الله لك المجانيّة إلى ملء الكهنوت. ونهنّئ سلفك سيادة أخينا المطران شكرالله نبيل الحاج الّذي يسلّمك الوديعة الثّمينة، وكهنة الأبرشيّة ورهبانها وراهباتها وجميع مؤمنيها. كما نهنّئ شقيقك وشقيقاتك وعائلاتهم وسائر أنسبائك وأهالي بلدة الحجّة العزيزة حيث أبصرت النّور. ونستحضر روح والديك من سمائهما، وهما يفرحان بك ويتشفّعان من أجلك. انت لا تنسى الوالدين وبخاصّة مسبحتيهما اللّتين كانتا لا تفارق يدهما تضرّعًا من اجلك.
وأودّ أن أوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلات الحجّة المؤمنة الّتي تشكّل في الحقيقة كنائس منزليّة فأعطتنا ثلاثة أساقفة. أنت وأخوينا المطران شكرالله نبيل الحاج، والمطران مارون العمّار، رئيس أساقفة صيدا، وكهنة ورهبانًا وإكليريكيّين.
اليوم تعلن من جديد حبّك الشّديد ليسوع، “راعي الرّعاة العظيم” (1 بط 5: 4). فهو يوجّه إلى قلبك، في هذه الرّتبة المقدّسة، سؤاله كما لبطرس: “يا شربل بن يوسف، أتحبّني أكثر من هؤلاء؟” وأنت تجيب بإخلاص، كما فعل بطرس: “يا ربّ، أنت تعلم كلّ شيء، وأنت تعرف أنّي أحبّك” (يو 21: 17). جواب ضميري خطير! لكنّك قلته طيلة حياتك الكهنوتيّة السّابقة، كما يظهر من سيرتك الذّاتيّة الملأى بالنّشاطات الرّوحيّة والرّاعويّة والإداريّة والتّعليميّة في الأبرشيّة وخارجها، بكلّ طواعيّة وجهوزيّة.
ولأنّك كنت أمينًا في القليل، يأتمنك الرّبّ يسوع على الكثير، إذ يقول لك كما لبطرس: “إرع خرافي!” يسلّمك رعاية النّفوس الّتي اقتناها بدمه، لكي تكون لها معلّمًا أصيلاً تعلن الإنجيل، وتنقل كلمة الله، وتعلّم العقيدة المسيحيّة، من أجل إيقاظ الإيمان في القلوب وحمايته من الانحراف، والعمل على تنميته ونضجه؛ وتكون كاهن الأسرار المقدّسة، من أجل تقديس نفوس المؤمنين وتوجيههم إلى ينابيع النّعمة؛ وتكون راعيًا مشاركًا في وظيفة المسيح الملوكيّة القائمة على خدمة الحقيقة والمحبّة الّتي “تَخدم ولا تُخدم، والّتي تبذل الذّات فداءً عن الكثيرين” (راجع مر 10: 45). وعلى هذا تكون امتدادًا منظورًا للرّبّ يسوع الّذي هو مبدأ الوحدة في كنيسته في صور وأساسها.
من أجل القيام بخدمتك المثلّثة هذه، التّعليم والتّقديس والرّعاية، بنجاح ووفق قلب الله، تحتاج إلى التّعاون الوثيق مع الجسم الكهنوتيّ الّذي أنت رأسه، ومع الرّهبان والرّاهبات والمؤمنين ولاسيّما مع المنظّمات الرّسوليّة، ومع المؤتمنين على إدارة الأوقاف. هؤلاء جميعًا هم معاونون لك، تقول لهم، وتتصرّف تجاههم مثل القدّيس أغسطينوس يوم دخل مطرانًا لأبرشيّة قرطاجة، قائلاً لشعبه: “أنا معكم مسيحيّ ومن أجلكم أسقف، الأوّل إسم النّعمة، والثّاني إسم الواجب”.
بعد التّأكّد من حبّك للمسيح، ومن تجسيد محبتّه للجميع في خدمتك الرّاعويّة المثلّثة، يقول لك الرّبّ يسوع: “إتبعني!” (يو 21: 22). إتبعني أنا “الرّاعي الصّالح”، فتتحنّن على الجموع الضّائعة كخراف لا راعي لها (متّى 9: 35- 36)، وتبحث عن الضّائعين والمشتّتين (متّى 18: 12-14)، وتجمعهم وتدافع عنهم وتحميهم من الذّئاب الخاطفة (يو 10: 12)، وتقودهم إلى ينابيع الكلمة والنّعمة (مز 23).
يدعوك الرّبّ يسوع لاتبّاعه في التّضحية بذاتك وبراحتك وبوقتك، وفي جعل المحبّة الرّاعويّة أسلوبًا للتّفكير والعمل، ونمطًا لعلاقاتك مع أبناء أبرشيّتك وسواهم من الكائنين فيها، وللتّميّز بالتّواضع والتّجرّد. واعلم، أيّها الأخ الجليل، أنّ محبّتك الرّاعويّة تنبع من صلاتك ومن احتفالك اليوميّ بسرّ الإفخارستيّا. فمنه تنال النّعمة والمسؤوليّة لتعطي حياتك كلّها معنىً قربانيًّا، ولتوحّد نشاطاتك المتنوّعة والكثيرة في حياةٍ روحيّة منزّهة، تهدف في كلّ لحظة وعمل إلى واحد هو: “بذل الذّات في سبيل الخراف” (أعطيكم رعاة، 23).
والآن أيّها الأخ الأسقف الجديد، ضع في خدمة أسقفيّتك كلّ ما اكتنزت من علم وخبرة في العديد من المجالات. أنت مهيّأ تمامًا لتتوّلى مسؤوليّات خدمتك. فلديك الشّهادات الفلسفيّة واللّاهوتيّة واللّيتورجيّة وفي الفنّ الكنسيّ المارونيّ، بالإضافة إلى اللّغات الحيّة والقديمة ومارست التّعليم الجامعيّ، فترسّخت معارفك. وخدمت الرّعايا، وأرشدت المنظّمات الرّسوليّة، ونشّأت الإكليريكيّين، وتوليّت الإشراف على بناء الكنائس، وتمرّست في إدارة الأبرشيّة، كأمين سرّ المطرانيّة أوّلًا ثمّ كنائب عامّ. وعشت أطيب العلاقات مع الكنائس الأخرى، وحوار الحياة مع الإخوة المسلمين في الجنوب.
مع كلّ هذه المؤهّلات، إحمل محبّة المسيح لشعبنا المحطّم معنويًّا، والفقير اجتماعيًّا، والقلق اقتصاديًّا ومعيشيًّا، والمتزعزع الأمل سياسيًّا بمستقبلٍ أفضل. لكنّ المسيح يبقى أساس الرّجاء، والكنيسة صخرة الصّمود لشعبنا ولشبابنا. أمام هذا الواقع الأليم والمتردّي يومًا بعد يوم بسبب فقدان الوعي والضّمير لدى المسؤولين السّياسيّين، أنت مدعوّ لتضع إمكانيّات الأبرشيّة، إلى جانب البطريركيّة والأبرشيّات الأخرى والرّهبانيّات والمنظّمات الإنسانيّة والخيريّة، في مسيرة تنسيق خدمة المحبّة الاجتماعيّة المعروفة “بالكرمة”، بحيث تشمل كلّ الأراضي اللّبنانيّة، وشعارها :”أن لا تموت عائلة من الجوع، أو تشعر بأنّها متروكة”. إنّ الأيّام الآتية ستكون أصعب ممّا هي اليوم بسبب الممارسة السّياسيّة المدانة. غير أنّ رجاءنا بالله وعنايته يبقى أقوى. ارك الله خدمتك الأسقفيّة لمجده تعالى، وخير أبرشيّة صور العزيزة، الموكولة إلى محبّتك الرّاعويّة، وخلاص النّفس، تسبيحًا وشكرًا للثّالوث الأقدس، الآب والإبن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.”

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com