رابط فيديو تعليق من موقع جريدة النهار للصحافي علي حمادة يقرأ من خلاله في الرفض اللبناني الكبير لإعلان حماس تأسيس طلائع طوفان الأقصى، وفي تحضير حزب الله وإيران لحرب مخيّمات بعد غزة بهدف تسليمها لحماس، وفي الرسالة الدولية التي حملها إلى لبنان مدير المخابرات الفرنسية المطالبة بتنفيذ القرار 1701 وابتعاد حزب الله 40 كلم عن الحدود مع دولة إسرائيل
رابط فيديو تعليق من موقع جريدة النهار للصحافي علي حمادة يقرأ من خلاله في الرفض اللبناني الكبير لإعلان حماس تأسيس طلائع طوفان الأقصى، وفي تحضير حزب الله لحرب مخيّمات بعد غزة بهدف تسليمها لحماس، وفي الرسالة الدولية التي حملها إلى لبنان مدير المخابرات الفرنسية المطالبة بتنفيذ القرار 1701 وابتعاد حزب الله 40 كلم عن الحدود مع دولة إسرائيل
مدير المخابرات الفرنسية حمل رسالة نارية للبنان: نفّذوا القرار ١٧٠١ او واجهوا خطراً كبيراً. هل تنتقل قيادات حماس إلى مخيّمات لبنان؟ 06 كانون الأول/2023
قريباً حرب المخيمات الفلسطينية في لبنان علي حمادة/النهار العربي/06 كانون الأول/2023
ما أن تخبو نار الحرب بين اسرائيل و”حماس” في غزة، ستنفجر حرب المخيمات الفلسطينية في لبنان بين حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” وحلفائهما من جهة، وحركة “فتح” من جهة أخرى. هذا هو المضمون الحقيقي لإعلان حركة “حماس” من لبنان تأسيس سرايا “طلائع طوفان الأقصى”.
فالتوقيت، ومكان الإعلان، وظرف الإعلان، كلها عناصر تشير إلى أنّ القيمة الفعلية للإعلان لا تتصل بالحرب الدائرة في غزة، ولا تؤثر لا من قريب ولا من بعيد فيها. كما انّها لا ترتبط بدور واسع في الحرب انطلاقاً من الجنوب اللبناني لحركة “حماس” والفصائل الفلسطينية التابعة لها، في ظلّ وجود “حزب الله” الذي يتمتع بقدرات كبيرة، في المناطق الجنوبية. ومن الواضح انّ الهدف من هذا الإعلان الذي ما كان ليتمّ لولا أن أجازته طهران إقليمياً و “حزب الله محلياً.
فالساحة اللبنانية تقع تحت سيطرة “حزب الله”، والجنوب اللبناني معقل “حزب الله”. والسكان في المناطق الجنوبية الذين يُعتبرون البيئة الحاضنة للحزب المذكور، لا يستسيغون وجود قوة مسلّحة فلسطينية، تحيي بوجودها او بقيامها بأعمال حربية من أراضيهم، ذكريات سيئة تعود إلى حقبة ما بعد اتفاق القاهرة ونشوء ما سُمّي “فتح لاند” سبعينات القرن الماضي، وما جرّته من ويلات عليهم. ولا ننسى أنّ “حزب الله”، الذي سبق ان فعّل “ورقة” “حماس” وبعض الأحزاب اللبنانية السنّية مثل “قوات الفجر” الجناح العسكري لـ “لجماعة الإسلامية”، في عمليات قصف كانت استعراضية إلى حدّ بعيد، ليس في حساباته أن يتشارك مع أي قوة أخرى، النفوذ والسلطة في معاقله في الجنوب او البقاع. وطبيعة الحال، أن يذهب إلى حدّ منح حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” حرّية حركة في الجنوب على مقربة من إسرائيل، لكي تبني لنفسها حيثية محلية، او وظيفة إقليمية مستقلّة، خصوصاً في الجنوب، حيث ثمة مخيمات لاجئين فلسطينيين كبيرة نسبياً.
إذاً، إنّ الإعلان عن تأسيس “طلائع طوفان الأقصى” يستهدف المعادلة الفلسطينية في لبنان. فالصراع على المخيمات، بدءاً من المخيم الأكبر أي عين الحلوة في مدينة صيدا، لم ينتهِ. وكانت آخر فصوله محاولة إضعاف حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية، عبر تسليط مجموعات أصولية صغيرة باغتت فتح في المخيم مرّتين في النصف الأول من العام الجاري، وحظيت بدعم خفي من قوى فاعلة ونافذة، تمكنت من إمدادها من خارج المخيم بالسلاح والذخيرة، خارقة الطوق العسكري الذي كان يؤمّنه الجيش اللبناني. وفي الجولة الثانية كانت القوى النافذة إيّاها قد نجحت في تأمين دخول مسلحين أصوليين إضافيين، أتوا من خارج المنطقة، وبعضهم من خارج لبنان نفسه.
عندما نتحدث عن قوى نافذة نحن نعني “حزب الله” وحلفاءه من الفصائل الفلسطينية، وفي المقدّمة حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”. وقد أشارت معظم التقارير الأمنية الواردة آنذاك من مخيم عين الحلوة، إلى أدوار داعمة وحاضنة من الحركتين المذكورتين، بالتناغم مع “حزب الله” من خارج المخيم. وكان مفهوماً من الأجهزة الامنية اللبنانية، انّ ثمة خطة نزع سيطرة حركة فتح على مخيمات لبنان ونقلها إلى حركة “حماس” شريكة “حزب الله” في جبهة ما يُسمّى ” وحدة الساحات”.
اليوم، ثمة تقارير أمنية لبنانية مفادها انّ الهدف من خطوة حركة “حماس” مزدوج، الأول الردّ الفوري على الضغوط الدولية على لبنان لتطبيق القرار 1701، من خلال إبعاد مسلّحي “حزب الله” لمسافة 40 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل، إضافة الى تحذيرات تشير الى انّ تطبيق القرار 1701 سيكون مدرجاً على جدول أعمال الحرب والدبلوماسية في المرحلة المقبلة. والثاني، تصفية نفوذ حركة فتح في مخيمات لبنان بدءاً من المخيم الأكبر، لمواجهة مرحلة ما بعد حرب غزة. فلبنان مرشح لأن يكون معقلاً لقيادات “حماس” والجهاد والفصائل الأخرى التي قد تخرج من القطاع بتسوية دولية. لذلك، نتوقع نشوب حرب مخيمات جديدة لحظة انتهاء حرب غزة.