عديد ميليشيات الحشد يصل إلى ربع مليون وإيران تعتبرها خط الدفاع الأمامي عن أمنها

299

عديد ميليشيات “الحشد” يصل إلى ربع مليون وإيران تعتبرها “خط الدفاع الأمامي” عن أمنها
باتت تشكل جيشاً موازياً في العراق والمخطط يشمل مضاعفتها خلال ستة أشهر

(ا ف ب) بغداد – باسل محمد04.01.14/: وسط احتدام المعارك بين قوات الجيش العراقي وتنظيم داعش على جبهات القتال في شمال وغرب بغداد, كشف قيادي في ائتلاف “الوطنية” برئاسة نائب الرئيس إياد علاوي لـ”السياسة”, أمس, أن أعداد قوات ميليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية, التي تشكلت بعد اجتياح “داعش” شمال العراق في يونيو من العام الماضي, بلغت 250 ألف متطوع غالبيتهم من الميليشيات الشيعية السابقة, موضحاً أن منظمة “فيلق بدر”, التي كان تعدادها 40 إلى 50 ألف مقاتل وحلت في العام 2005 وأصبحت منظمة سياسية برئاسة هادي العامري, أعيد تحويلها الى منظمة عسكرية بهذا العدد الكامل في إطار قوات “الحشد”. وأكد القيادي العراقي ان الأشهر الستة الماضية سمحت من الناحية العملية بتشكيل جيش موازِ للجيش العراقي النظامي من حيث العدد وربما حتى المعدات, لأن “الحرس الثوري” الإيراني هو من يتولى تجهيز قوات “الحشد” بالأسلحة والمعدات القتالية, محذراً من خطورة هذا الأمر الذي يستدعي التدخل لوقف تنامي أعداد هذه القوات غير النظامية بهذه الطريقة التي لا تخضع فيها لضوابط ولا تراعي اعتبارات المصالحة الوطنية في العراق. وعزا زيادة عديد قوات “الحشد” إلى قرار من النظام الإيراني بذلك يستند إلى تقارير استخباراتية إيرانية مفادها أن “داعش” أصبح لديه قوة بشرية كبيرة قد تتجاوز 100 ألف مقاتل وأن المزيد من عمليات التجنيد تجري في دول عربية وأوروبية بتواطؤ من دول اقليمية لإرسال متطرفين إلى العراق وسورية, كما أن هذه التقارير حذرت حكومة بغداد من أن التحالف الدولي ليس جاداً في محاربة التنظيم وأن الضربات الجوية للتحالف التي تجري في مناطق القتال بين الجيش العراقي ومسلحي “داعش” ليست فعالة مقارنة بالغارات الدولية بالقرب من مدينة الموصل لدعم القوات الكردية. وبحسب معلومات القيادي, فإن النظام الإيراني يحاول إقناع التحالف السياسي الشيعي الذي يقود حكومة حيدر العبادي بفكرة “المؤامرة الكونية” على الشيعة, على اعتبار أن ثمن القضاء على “داعش” يجب أن يكون إضعاف حكم الشيعة في العراق والتآمر في مرحلة لاحقة على إيران. وأشار الى ان بعض الوثائق السرية الإيرانية التي وصلت إلى بعض الأصدقاء في التحالف الشيعي أظهرت أن القيادة الايرانية على قناعة بأن الحرب الدولية على “داعش” لها ثلاثة أهداف حيوية هي: إقامة حكم شيعي هش في بغداد, وتغيير نظام الرئيس السوري بشار الأسد بفرض تسوية سياسية, وأخيراً تطويق ايران وعزلها ليصبح نظام ولاية الفقيه بلا أي نفوذ.

وتأتي كل هذه المعطيات في اطار فكرة “المؤامرة” التي ساهمت بتعزيز التوجه الحالي لبناء قوات شيعية كبيرة شبيهة الى حد ما بقوات “الحرس الثوري” الإيراني, بمعنى أن تكون هذه القوات مرتبطة بقيادة مذهبية كما هو حال “الحرس الثوري” المرتبط بالمرشد الأعلى علي خامنئي حصراً. وأكد القيادي العراقي أن نظام طهران يعتبر قوات “الحشد” الشيعية العراقية, خط الدفاع الأمامي الأول عن الأمن القومي الايراني وهو لا يراهن على الإطلاق على الجيش العراقي النظامي كحليف أو شريك له في منع تقدم “داعش” باتجاه الحدود العراقية – الايرانية, كما يعتبر أن هذه القوات هي الوسيلة الفعالة لتقوية نفوذه داخل كل أجهزة الدولة العراقية, ونجح بالفعل في تحقيق هذا الهدف خلال الأشهر الماضية حيث أصبحت سطوة وقوة الميليشيات الشيعية أقوى من اي وقت مضى وحتى أقوى من هيبتها التي كانت عليها في سنوات الاقتتال الطائفي بين 2005 و2007. وحذر القيادي العراقي من أن المخطط الإيراني يقضي برفع تعداد قوات “الحشد” إلى ضعف العدد الحالي البالغ ربع مليون عنصر في الأشهر الستة المقبلة, لأن المطلوب بعد القضاء على “داعش” في العراق العودة الى تقوية الدولة الطائفية التي أرسى قواعدها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وبحسب القيادي, فإن تشكيل إيران هذا الجيش الكبير من قوات “الحشد” العراقية يهدف أيضاً إلى دعم نظام الأسد في حال تعرض لخطر السقوط مجدداً بعد تسليح المعارضة السورية المعتدلة, أي أن ايران عملياً استطاعت تشكيل مئة لواء مثل “لواء أبو الفضل العباس” تحت عنوان قوات “الحشد” لكي تقاتل في سورية عند الضرورة للدفاع عن النظام, وهي حتماً ستفعل ذلك بمجرد التخلص من خطر “داعش” في العراق. ولم يستبعد القيادي أيضاً أن يكون المخطط يشمل أيضاً تشكيل مجموعات خاصة من ميليشيات “الحشد” لإرسالها الى مناطق صراع النفوذ الإيراني مثل اليمن والبحرين.