رسالة من عبد الله خوري إلى البطريرك الراعي، وإلى الامّة المارونية: إذا كان موقع الرئاسة الأولى مصدر للتخمة والغِنى حتى، فإلى الزهد والنسك لشدة ما عانيناه من فساد منتفخ واسقاط لكل سمات النزاهة والإباء

77

رسالة من عبد الله خوري إلى البطريرك الراعي ، وإلى الامّة المارونية: إذا كان موقع الرئاسة الأولى مصدر للتخمة والغِنى حتى، فإلى الزهد والنسك لشدة ما عانيناه من فساد منتفخ واسقاط لكل سمات النزاهة والإباء

14 تشرين الثاني/2022

هل من الجائز ان نسترهن الف وستماية سنة من النضال والايمان والصبر والعطاء من تاريخ امّتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية، ثمنا ودِيّة لكرسي رئاسة يٌجلِسُ عليه السيد حسن نصرالله او سواه من المصادرين للسيادة والقرار، يُجلسون المومياء التي يبتغون فتجاريهم غيّهم وبطشهم وتدميرهم لمقومات الدولة والكيان، إذ لا ينفكون يبشروننا بالدولة الاسلامية التي ينشرحون ويرتاحون في ارجائها بحسب ما يصرحون به ؟؟؟

* إذا كان موقع الرئاسة الأولى مصدر لتدعيم الإيمان حتى، فإلى الكفر سبيلا أفضل من الذي شهدناه في السنوات السّت العجاف المنصرمة من هرطقات وعبادة للذات وهتك بالأعراف والسيادة!!!

*إذا كان موقع الرئاسة الأولى مصدر للتخمة والغِنى حتى، فإلى الزهد والنسك لشدة ما عانيناه من فساد منتفخ واسقاط لكل سمات النزاهة والإباء!!!

*إذا كان موقع الرئاسة الأولى مبعث لطمأنة الموارنة والمسيحيين حتى، فإلى الريبة والعراء النفسي انجع من الركون الوهمي الى القامات السياسية القزمية والبطون الجائعة والجانحة الى الغرف والأنانية!!!

*إذا كان موقع الرئاسة الأولى محطّ فخر واعتزاز حتى، كما عهِدنا به سالفا إلى كبار الرؤساء، فأشرف لنا العزوف عنه بعد أن جرى تدنيسه بجنون العظمة وإباحة استحضار الأوثان!!!

بالمحصلة الواضحة أُعلنها على الملأ اننا كموارنة، لم نتأتى على مجريات الأيام والأحداث على مركبات المنهجيات السلطوية، ولم نطوِ تراثاً في الحكم يرجع إلى قرون خلت، بل استنبطنا لبنان الكبير وأوليناه عناية الأم والأب ويا ليتنا أحجمنا ولم نُقدِم على صنيعنا، فتقلبت علينا قوى النفور جميعها وجعلتنا نجرجرأذيال الخيبة والمرارة!!!

فلنكمل مسيرتنا في البقاء والتجذر والحضور متجاوزين المراكز والكراسي الخاوية والخرساء، ولننتصر لإيماننا ولنعمم تبشيرنا علّنا نوفي الأجيال المتعاقبة رغبتها في وطن الحرية وإحجامها عن النزوح والهجرة ، والسلام.