مروان هندي/الترسيم..الإحتلال الإيراني: تابع

108

الترسيم..الإحتلال الإيراني: تابع!
مروان هندي/جنوبية/13 تشرين الأول/2022

لهذه الأسباب الموجبة والموضوعية والمتقاطعة فيما بينها، تم إبرام إتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، قبل إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون والإنتخابات الإسرائيلية والإنتخابات النصفية الأمريكية:

١) الأولوية الأمريكية والغربية تذهب إلى محاربة روسيا في أوكرانيا، وإحتواء وتقويض التمدد الصامت للصين. لذا أي توتّر أو حرب في الشرق الأوسط سيكون على حساب أولوياتهم الإستراتيجية.

٢) تخوّف الغرب من وصول بنيامين نتنياهو (حليف دونالد ترامب) إلى رئاسة الحكومة الاسرائيلية مما سيعقّد إنجاز إتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. 

3) لأنّ هناك حاجة طارئة للغاز الاسرائيلي لتوريده إلى أوروبا على أبواب الشتاء، والتي تعيش إنكماشا إقتصاديا وتضخما بالأسعار نتيجة الحرب الأوكرانية الروسية. علاوة على ذلك، قررت أوبك بلس تخفيض إنتاج النفط إلى مليوني برميل يومياً، إذ شكل هذا القرار ضربة لسياسة جو بايدن الخارجية التي سيكون لها إنعكاسات اقتصادية سلبية داخل أميركا.

إتفاقية ترسيم الحدود البحرية ليست بين لبنان وإسرائيل بل بين حزب الله وإسرائيل برعاية أمريكية هذه الصفقة أهدت حزب الله نصراً إلهياً وكرٌست معادلة القوة والردع الذي إشتهر بها نصرالله.

٤) حاجة بايدن إلى نصر قبيل الإنتخابات النصفية الأمريكية، بتخفيض أسعار المحروقات التي تشكل عاملاً أساسياً في دفع وتحفيز الأمريكيين للإقتراع للحزب الديموقراطي.

٥) المؤسسة الأمنية العسكرية الأسرائيلية، تدفع بإتجاه القبول بالإتفاق، وهي الأعلم بقدراتها وجهوزيتها لخوض حرب مع حزب الله، قد تتفاقم وتتعاظم مع دخول محور الممانعة على الخط لينهمر وابل من الصواريخ على إسرائيل. فضلاً على ذلك، الحماوة التي تشهدها الساحة الفلسطينية ليس في غزّة فحسب، إنما في الضفة الغربية أيضاً.

٦) الأضرار الإقتصادية التي ستمنى بها إسرائيل في حال رفضت إتفاقية الترسيم، جرّاء تهديدات حسن نصرالله ومعادلة إستخراج الغاز الإسرائلي مقابل إستخراج الغازاللبناني، والتي ستردع الشركات النفطية من العمل في جو من عدم الاستقرار الأمني.

إتفاقية ترسيم الحدود البحرية ليست بين لبنان وإسرائيل، بل بين حزب الله وإسرائيل برعاية أمريكية، هذه الصفقة أهدت حزب الله نصراً إلهياً، وكرٌست معادلة القوة والردع الذي إشتهر بها نصرالله. حاجات وديناميكيات العالم، أدت إلى إعطاء الإحتلال الإيراني للبنان شرعية دولية، تذكرنا عندما أميركا والغرب والدول العربية أهدت لبنان لسورية-الأسد في بداية التسعينات من القرن الماضي. هذا الحدث الذي أدخل لبنان بمرحلة جديدة، يجب أن يدفع أطراف “المعارضة” السيادية والتغييرية الصادقة، إلى الإقلاع والكف عن محاولة التغيير من داخل المؤسسات الدستورية (إنتخابات نيابية، إنتخابات رئاسية…) والتمثل والإحتذاء بتجربة لقاء قرنة شهوان الناجعة، والمترفعة عن شهوات السلطة، على نقيض تجربة ١٤ آذار الفاشلة والمليئة بالشخصية والسعي وراء السلطة والمال على حساب المسلمات الوطنية.

حاجات وديناميكيات العالم أدت إلى إعطاء الإحتلال الإيراني للبنان شرعية دولية تذكرنا عندما أميركا والغرب والدول العربية أهدت لبنان لسورية-الأسد في بداية التسعينات من القرن الماضي

لذا يجب تشكيل أوسع تجمع مع القوى والشخصيات الوطنية السيادية-التغييرية، لتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني والطبقة السياسية المارقة القاتلة الفاسدة، وفق خريطة طريق إستراتيجية واضحة، تهدف إلى تطبيق القرار الدولية، ولاسيما القرار ١٥٥٩ تحت الفصل السابع وتدويل الأزمة اللبنانية.