رافيد يائير-أبو داوود/مطلوب إبقاء حصة لبنان المالية من أي اتفاق غازي وبترولي حدودي في صندوق إسرائيلي أميركي خليجي حتى تسوية كل الأمور بين لبنان وإسرائيل

980

مطلوب إبقاء حصة لبنان المالية من أي اتفاق غازي وبترولي حدودي في صندوق إسرائيلي أميركي خليجي حتى تسوية كل الأمور بين لبنان وإسرائيل
رافيد يائير-أبو داوود/27 آب/2022

جهل وعدم معرفه المسؤولون عن السياسة الداخلية في الدولة المجاورة لشمال إسرائيل وهي لبنان، أدى للجنون العميق لوزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، ارييل شارون، لتخطيط وتركيب استراتيجي في لبنان، واهمة تنصيب رئيس جمهوريه صديق ورجل حليف لإسرائيل، وتوقيع اتفاقيه سلام منفرد بين لبنان وإسرائيل.
تلك الخطة الجنونية والغير واقعيه في لبنان، أدت إلى حرب طويلة المدى أدت إلى دفع ثمن باهظ بأرواح المئات من الجنود الإسرائيليين، وآلاف الجرحى والمعوقون طوال حياتهم.
بالفترة الأخيرة انتقدت مقالات نشرتها الصحيفة الإسرائيلية “هارتس״ كتبها خبيران بشؤون لبنان، وهم الدكتور “بني شفايينر” والبروفسور “شاوول حوريب”، وايضا انتقدت موقف وزيره الطاقة “كارين الهرار”، ومواقف لوزراء آخرين، اتضح لي مقالاتهم وللأسف الشديد أن تداعيات الفشل الكبير في لبنان ليس له أي تأثير وتغيير بآرائهم بالنسبة للبنان، وذلك رغم مرور فتره خمسون عام كونهم يعتبرون لبنان كدوله في المجتمع الدولي.
عملياً، فإن لبنان ليست دوله عاديه، ولا تخضع لقوانين وقواعد التنفيذ والتنظيم، بل هي مجتمع يضم مذاهب وطوائف وعائلات،ولكل منها أهدافها الخاصة التي في مقدمها الإفادة الذاتية، وزرع الحقد بداخلها ضد الغير، وبين المجتمع اللبناني ككل.
منصب رئيس الدولة اللبناني، لم يأخذ بالاعتبار حاكم ورئيس الدولة بمعنى المنصب، وإنما وسيله لاختلاس أموال الدولة والشعب، وتحويلها لحساباته الخاصة وحسابات الأقرباء والمقربين.
إن المحادثات الجارية بين لبنان وإسرائيل بواسطة المبعوث الأمريكي لترسيم حدود المياه الاقتصادية بين الدولتين، والأمل بان توقيع هذا الاتفاق سيعطي الدولتان ضمان امني، هو تفكير وهمي. فإن المؤشرات الآتية من الوسيط الأمريكي تفيد بأن الاتفاق هو على وشك التوقيع،فيما الحقيقية هي لن يكون له أي مفعول إذا لم يحصل على موافقة تامة من قبل حزب الله.
اتفاق كهذا سيكون مفعوله معمول به ليوم توقيعه فقط، وذلك حتى قبول مرجعية السلطات الإيرانية به على خلفية مدى تأثيره على سياستها الإقليمية.
التوقع بان مشاركه لبنان بالدخل المادي من الغاز قد يحسن حال الدولة من الناحية ألاقتصاديه المنهارة، والتأثير على المواطن اللبناني الواقع حاليا في أسفل الظلم والفقر، هو أيضا وهم كامل، وذلك لجهل معرفه النظام اللبناني وطرق تصرفاته.
الحكومة الإسرائيلية وكتاب المقالات في الصحف، وأيضا المبعوث الأمريكي عندهم نفس الإدراك والخبرة، هذا الأمر يشبه الموقف الذي كان بأذهان فرع “تيبل” في الموساد بالنسبة للبنان في السبعينات من القرن السابق. وهؤلاء لم يدركوا أن كلمه ok عند اللبنانيين لا تعني موافقة أو اتفاق، وإنما قولهم إنشاء الله بالعامية. لهذا، على الحكومة الإسرائيلية التوصل لاتفاق مع لبنان الدولة، وليس مع جماعات إرهابية أو جماعات إجرامية، وعليها أن توضح لحكومة لبنان، ولجميع الفئات والأحزاب السياسية الداخلية، للحكومة والقيادات الإيرانية، والإدارة الأمريكية، بأن لإسرائيل الإرادة القوية لتوقيع اتفاق للمشاركة مع لبنان بتقسيم الحقل الغازي الحدودي بين الدولتين، شرط أن تتصرف الدولة اللبنانية كدوله وتحترم سيادة دوله إسرائيل المجاورة لها في الجنوب، وأن أي تصرف سلبي اتجاه إسرائيل سوف يؤدي إلى رد فعل شديد وقاسي قد يصل إلى خراب شامل للبنان.
وبين بعض الاقتراحات للحلول الناجعة، أطالب إسرائيل أن تعلن انه من يوم بدء استخراج الغاز يجب خلق مؤسسة ماليه بإشراف الإدارة الأمريكية والسعودية، والإمارات الخليجية تحول إسرائيل إليها الأموال الخاصة بحصة لبنان حسب الاتفاق .
وبالمقابل لبنان وإسرائيل تتابعان المفاوضات الثنائية بينهما لإيجاد تفاهمات وترتيبات أمنيه وشؤون وتسوية قضايا أخرى تهم البلدين ومن ثم توقع على اتفاقيات تفيد الطرفين، ويلي الاتفاقات هذه البدء بتحويل الأموال المحصلة من بيع الغاز للحكومة اللبنانية.
ربما هذا العرض قد يعطي الحكومة اللبنانية حافزاً وأملاً لتعديل وتغيير موقفها الحالي من إسرائيل والمستمر منذ سنوات طويلة.