الكولونيل شربل بركات/سيدة الكرمل… أم النور

177

سيدة الكرمل… “أم النور”
الكولونيل شربل بركات/16 تموز/2022

يصادف اليوم السادس عشر من تموز عيد سيدة الكرمل. ولسيدة الكرمل أهمية كبرى في تاريخ الكنيسة فقد كان بني لها مزارا في جبل الكرمل قرب حيفا قبل انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء. وانشأت على اسمها رهبنة دعيت الرهبنة الكرملية. وقد دخل القديس “سيمون ستوك” هذه الرهبنة في “كنت” بانكلترا بعمر الأربعين ثم أرسل إلى جبل الكرمل حيث عاش هناك سنوات قبل أن يضطر ورفاقه الرهبان لمغادرة الأراضي المقدسة بسبب الحروب، ومن ثم انتخب بالاجماع رئيسا عاما للرهبنة الكرملية سنة 1245. وفي السادس عشر من تموز سنة 1251 (وكان في السادسة والثمانون من عمره) ظهرت له السيدة العذراء حاملة بيدها ثوبا بني اللون وقالت له: “استلم يا ابني هذا الرداء لرهبانيتك وسيكون امتيازا لك ولكل الكرمليين”.

السيدة العذراء يوم ظهرت على القديس سيمون ستوك كان ظهورها مع طلوع الفجر وقد التحفت برداء من نور وظهر حولها ملائكة من نور. ولذا فإننا عندما نتكلم على سيدة الكرمل نكمل ونقول: “ونور الكرمل وبهاؤه…” والعذراء هي أم سيدنا يسوع المسيح الذي نصفه في قانون الإيمان بأنه “نور من نور”. من هنا أتت تسمية العذراء “أم النور”.
ومن يقف على تلة “أم النور” في عين إبل بلدتنا الحبيبة وينظر إلى الجنوب قبالة البحر يرى بكل وضوح جبل الكرمل حيث سيدة الكرمل “أم النور”. ومن هنا فإننا بذلك المزار المقام في بلاد البشارة، على برج يعلو فوق الستين متر ليشرف على الجليل والناصرة بلدة العذراء وعلى جبل الكرمل مقام سيدة الكرمل وهو جزء من لبناننا المكرس لمريم والتي تحميه وتعطف على بنيه وتحفظهم من كل سوء وحيث يشارك جميع أبناء المنطقة في احترامها، نكون قد حفظنا بعضا من الجميل للسيدة العذراء أم النور وجعلنا لها مقاما يذّكر بفضلها علينا وبحمايتها للبنان من كل الأخطار.

فيا سيدة الكرمل ام النور احفظي أبناءك وأحفظي لبنان من كل شر وساعدينا لنستحق بجدارة أن نحمل هذا الاسم ونتشح بثوبك ونحتمي تحت ردائك…
وكل عيد وأنتم بخير…