شارل الياس شرتوني/حزب الله يعلن عن مشروعه الانقلابي: إعلان دولة الولي الفقيه

346

حزب الله يعلن عن مشروعه الانقلابي: إعلان دولة الولي الفقيه*

شارل الياس شرتوني/23 نيسان/2022

لا بد من مشاهدة هذا الڤيديو والاستماع لشروحات قاسم قصير لفهم طبيعة المرحلة التي ستلي الانتخابات النيابية في ١٥ أيار القادم: [لبنان قادم الى تغييرات جذرية تصحح المعادلات السياسية في البلاد تعطي للشيعة المكانة التي تتناسب مع وزنهم الفعلي، والرئاسة الفرنسية العتيدة (إعادة انتخاب الرئيس ماكرون) سوف تكون شريكة في تصحيح الخلل في النظام السياسي اللبناني].

إن كلام حزب الله من خلال قاسم قصير واضح وبعيد عن أي التباس. حزب الله يعلن عن الخطة السياسية القادمة التي تهدف الى تكريس سيطرته على البلاد في حال ربحه للاكثرية النيابية، وترجمة موازين القوى الفعلية على المستوى الدولتي، والسعي الى تأمين اعتراف دولي بالمسعى الانقلابي، على نحو واضح المعالم يفهم بقية اللبنانيين أن سياسة السيطرة الشيعية لا علاقة لها بنتائج المفاوضات في ڤيينا، بل هي تكريس لواقع جديد تفرضه الانتخابات المفخخة، وتدعمه وقائع التبعثر السني ووضع اليد على بعض مفاصله، وتبعية ميشال عون وفريقه السياسي، والتصرف بالتمثيل الدرزي من خلال طلال ارسلان ووئام وهاب، والتعاطي غير المباشر مع زئبقية وليد جنبلاط ريثما تستقر المعادلات المستحدثة، وتهميش المعارضات المدنية غير المتمرسة والراشدة واللعب على تناقضاتها، واستثمار التيارات السياسية البائدة والمتطوعة تاريخيا في كل المشاريع الانقلابية التي تستهدف الكيان اللبناني والخيارات الليبرالية والديموقراطية اللبنانية: مخلفات الفاشيات البعثية والقومية السورية، والشيوعية القديمة والحديثة (شيعة شربل نحاس)، ولقطاء الناصرية (نجاح واكيم ومصطفى حمدان…)، وسلة النفايات السياسية اللبنانية وما تحويه من إنتهازيين واقطاعيات وحركات إسلاموية تعودت العمالة (نجيب الميقاتي، محمد الصفدي، عبد الرحيم مراد ، فيصل كرامي، فؤاد مخزومي، سليمان فرنجية، الياس المر، الجماعة الاسلامية، تجمع العلماء المسلمين، هاني حمود…)…،.

إن مسرحية الانتخابات المفخخة سوف تكشف عن حقيقتها البشعة مع صدور النتائج الانتخابية، التي تشبه تلك التي مهدت لوصول النازية الى الحكم عبر صناديق الاقتراع، مؤذنة بنهاية جمهورية الطائف كما كان الحال مع جمهورية ڤايمار** المتهاوية، وتعيين أدولف هتلر مستشارا للرايش (Reicheskanzler) من قبل آخر رئيس لها  المارشال المسن پاول فون هندنبرغ في سنة ١٩٣٣، الأمر الذي يشبه ما جري في بلادنا عندما أتى حزب الله بالجنرال ميشال عون رئيسًا للجمهورية من خلال ائتلاف نيابي موسع، حتى يصار فيما بعد الى انهاء الجمهورية اللبنانية التي ولدت في العام ١٩٢٠، لحساب ولاية الفقيه الايرانية.

لقد تبلورت معالم السيناريو الانقلابي مع هذا الاعلان غير الرسمي، وأتى السياق الانقلابي الى خواتمه مع إنتخابات أيار المفخخة، وبداية مسار التسلم والتسليم بين المسن الهتر،ميشال عون، والذئاب المتجلببة برداء الديموقراطية الممزقة إربا إربا، في ظل هذه الجمهورية النتنة، جمهورية الطائف باوليغارشياتها وفسادها غير المعهود، وبذاءة طواقمها السياسية، المتماثلة الى حد بعيد مع ما كانت عليه جمهورية ڤايمار في أواخر أيامها. عندما شاعت في الأوساط الشيعية مقولات لبنان خطأ تاريخي يجب تصحيحه، وطبعت الاستباحات على تنوع موضوعاتها مدغمة بمقولات شرعية، اكتمل سياق التعبئة الايديولوجية في الأوساط الشيعية الذي جعل من الغالبية الشيعية في لبنان والمدى السني العربي، حاملي لواء ولاية الفقيه وارهاصاتها وعنفها الدموي والمعنوي وانفصاماتها، في وقت نبذ فيه الايرانيون النظام الاسلامي الايراني في رواياته المؤسسة ومقولاته ومرجعياته.

*راجعوا المقال الاسبق ،النزاعات المدمرة ومدلول الانتخابات العتيدة./اضغط هنا لقراءة المقال

** Weimarer Republik