المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 28 أيلول /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.september28.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يَا نَسْلَ الأَفَاعي، كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا كلامًا صَالِحًا وأَنْتُم أَشْرَار؟ لأَنَّ الفَمَ مِنْ فَيْضِ القَلْبِ يَتَكَلَّم

 

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/مصير اللذين يفتقرون إلى الإيمان ويغرقون في أوحال السلطة والمال

الياس بجاني/فيديو ونص/قراءة إيمانية في الآية الإنجيلية: “هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ، من سفر الأمثال/The seven things God hates

الياس بجاني/نص وفيديو/الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة أجراها الصحافي علي حمادة  من محطة"هالو لندن" مع رئيس حركة قرار بعلبك الهرمل علي صبري حماده

رابط فيديو مقابلة من موقع “دي أن أي” مع الكاتب السياسي نبيل بومنصف يكشف عن “اتفاق قاهرة” جديد وفضيحة فرنسية كبرى!

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع  النائب ملحم الرياشي

رابط فيديو مقابلة بودكست من موقع هنا لبنان مع الصحافية مريم مجدولين تكشف من خلالها تفاصيل التحقيق معها: "لم يحترموا والدتي واعتقلوا أختي"!

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع النائب جيمي جبور

وزير الخارجية السعودي استقبل لودريان وتطورات الملف اللبناني حضرت في اللقاء

أسرار الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 27 أيلول 2023

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 27 أيلول 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

أيها الراعي الصالح حقا فرنسيس تعال إلينا/ايلي الحاج/فايسبوك

الفاتيكان أبلغت فرنسا أن مبادرتها منحازة... وعليها الالتزام بهذه القرارات!

فريق قطري يتسلم «المهمة الرئاسية» عن الفرنسي.. وإستثمارات مقابل التجاوب اللبناني!

“دوحة جديدة” منسّقة خماسيًا… متى وأين؟

حزب الله: لقاءاتنا مع قائد الجيش غير سياسية

هل يطلب لبنان من سوريا إقفال حدودها أمام المتسللين؟

"الفرنسية" تعارضت و"الخماسية"... الأولى للحوار والثانية للمواصفات

هذا ما قاله مطلق النار على السفارة الأميركية للمحقّقين... وإليكم ما استعان به

متى يحجز الخليجيّون تذاكرهم الى لبنان؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التدمير الإرادي ليس صدفة/شارل الياس شرتوني

سباق سعودي إيراني بصفقات أميركية: لبنان ينتظر "التسوية المتوازنة"/منير الربيع/المدن

شعب وجيش... وديليفري/أبو زهير/أساس ميديا

ما بين الانتخابات اللبنانيّة والانتخابات الأميركيّة/إيلي القصيفي/أساس ميديا

الرئاسة اللبنانيّة... صفقة مع أميركا تبحث عنها إيران/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

لودريان العائد: "الخُماسيّة" غاضبة منكم!/ملاك عقيل/أساس ميديا

وحدة قسرية... صنيعة "الذعرَين"؟/نبيل بومنصف/النهار

"حرية الاستسلام"... لمن يرغب!/نبيل بومنصف/النهار

القفز المنهك فوق الرهانات!/نبيل بومنصف/النهار

“حيّد لجرّب حظي”… الدوحة تتحرّك للوصول إلى تسوية/حسين زلغوط/اللواء

إرتياح في “عين الحلوة” لنشر القوة المشتركة/محمد دهشة/نداء الوطن

لودريان يدعو اللبنانيين إلى إيجاد “خيار ثالث”/نذير رضا/الشرق الأوسط/

واشنطن غير متحمّسة والحسم يحتاج... تسوية أو إنفجاراً/غادة حلاوي/نداء الوطن

لا رئاسة... ومرحلة مواجهة جديدة بأدوات مختلفة/هيام القصيفي/الأخبار

باسيل يبيع المسيحيين أوهاماً... المعارضة: هكذا نُغيّر التركيبة/راكيل عتيّق/نداء الوطن

فضائح النزوح مُستمرّة: الوجهة بيروت وجبل لبنان ورشاوى ومشاريع وتورّط لبنانيّين/جيسيكا حبشي/أم تي في

موت أوسلو ونهاية حل الدولتَين/مروان المعشّر/ديوان

الأردن يشكّك في سيادة الأسد على الأرض والكبتاغون/كارمن كريم/موقع درج

الرئيس الأميركي جو بايدن مخاطباً الجمعية العامة للأمم المتحدة./راغدة درغام/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

القوات ردا على وليد جنبلاط: نستغرب تحميلنا مسؤولية اجهاض الانتخابات الرئاسية

الكتائب: على المجتمع الدولي التحرك فورًا لوقف عملية التطهير العرقي ضد الأرمن في ناغورنو قره باغ – ارتساخ

جهاز العلاقات الخارجية في "القوات": ما يحصل في ارتساخ يدعونا كلبنانيين الى أخذ العبر والتمسك اكثر فأكثر بالدفاع عن سيادة الكيان واستقلاله

الجبهة المسيحية تطالب بحماية اللبنانيين من الوجود السوري وتستنكر تلاعب فريق الممانعة بالمشاعات

البروفيسور سامي ريشا أول طبيب نفسي لبناني يُنتخب في الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا منذ تأسيسها قبل 200 عام

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يَا نَسْلَ الأَفَاعي، كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا كلامًا صَالِحًا وأَنْتُم أَشْرَار؟ لأَنَّ الفَمَ مِنْ فَيْضِ القَلْبِ يَتَكَلَّم

إنجيل القدّيس متّى12/من33حتى37

“قالَ الربُّ يَسوعُ: «إِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَتَهَا جَيِّدَة، وإِمَّا أَنْ تَجْعَلُوا الشَّجَرَةَ فَاسِدَةً وثَمَرَتَهَا فَاسِدَة: فَمِنَ الثَّمَرَةِ تُعْرَفُ الشَّجَرَة. يَا نَسْلَ الأَفَاعي، كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا كلامًا صَالِحًا وأَنْتُم أَشْرَار؟ لأَنَّ الفَمَ مِنْ فَيْضِ القَلْبِ يَتَكَلَّم! أَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ مِنْ كَنْزِهِ الصَّالِح، والإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ يُخْرِجُ الشُّرُورَ مِنْ كَنْزِهِ الشِّرِّير. وأَقُولُ لَكُم: «إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاس، سَيُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا في يَوْمِ الدِّين. فَإنَّكَ بِكَلامِكَ تُبَرَّر، وبِكَلامِكَ تُدَان!».

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

مصير اللذين يفتقرون إلى الإيمان ويغرقون في أوحال السلطة والمال

الياس بجاني/26 أيلول/2022

بيننا الكثير من الناس اللذين يجهلون بأن الإنسان هو ابن الله، ومعمد بالماء والروح القدس، ولا يدركون بسبب كفرهم وقلة إيمانهم من هم حقًا، ولذلك يختبئون بخبث خلف وجوه مزيفة، أو لنقول أنهم يرتدون أقنعة خادعة.

لماذا هم كذلك؟

بالتأكيد، لأنهم يكرهون أنفسهم، وفي الغالب هم مثقلون بعقد النقص المدمرة.

إن معظم هؤلاء الأشخاص يشبهون الحرباء بتغيير ألوانهم، كونهم لا يثقون بأنفسهم، وليس لديهم أي شعور بالعرفان بالجميل أو الامتنان على الإطلاق تجاه الغير، ويفتقرون إلى الإيمان بالله ويعبدون المال والسلطة.

وفي الغوص في ماضيهم نجد بأن معظمهم بالغالب كانوا فقراء في البداية، لكنهم أصبحوا أصحاب سلطة وأغنياء فجأة.

وبدلاً من أن يستثمروا ثرواتهم التي هي نِّعم وعطايا من الله في مساعدة الآخرين وإسعادهم، وخاصة أفراد أسرهم، فإنهم يبتعدون بحقد وكراهية وشوفة حال عن كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وينسون ما هو معنى وجوهر الحب ، وينكرون  أن الله هو محبة.

يقعون في التجربة، ويعيشون في سجون الكراهية، ويجترون الضغينة  والحقد، ويسكن قلوبهم الانتقام وكل مركبات النقص والكراهية.

ليس هذا فحسب، بل تعميهم الغيرة والحسد ويستخدمون ثرواتهم ونفوذهم بشكل شرير لإلحاق الأذى والشرور بالآخرين.

يصبحون مجرد ساديين تفرحهم أوجاع ومعاناة الآخرين، ويزرعون هذه السرطانيان الأخلاقية في نفوس عائلاتهم والمقربين منهم، ويعاقبون من يرفض السير في دروبهم الشيطانية

عندما ننظر حولنا أينما كنا، فمن السهل جدًا التعرف على العديد من هؤلاء الأشخاص الذين لديهم هذه الطائع الشريرة.

ونسأل عن مصيرهم والنهايات؟

في الخلاصة، فإن هؤلاء في النهاية سوف يدفعون ثمن كل أعمالهم المدمرة والشريرة، إن لم يكن على هذه الأرض، فبالتأكيد يوم الحساب الأخير يوم يقفون أمام الله ليحاسبوا على كل ما اقترفوه من خطايا لا تغفر.

نسأل الله العلي القدير أن يحفظنا من أمثال هؤلاء الأشرار المرّضى والمعقدين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص/قراءة إيمانية في الآية الإنجيلية: “هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ، من سفر الأمثال/The seven things God hates

اعداء الياس بجاني/24 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122560/122560/

 

الياس بجاني/فيديو ونص/قراءة إيمانية في الآية الإنجيلية: “هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ، من سفر الأمثال/The seven things God hates

https://www.youtube.com/watch?v=Bi8Z1S35U6M

September 24/2023

 

الياس بجاني/نص وفيديو/الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

الياس بجاني/21 أيلول /2023 

https://eliasbejjaninews.com/archives/36609/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a3%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d9%87%d9%88-%d9%85%d8%ac%d8%b1%d8%af-%d8%a8/

(من أرشيف شهر نيسان 2023)

من يتابع غالبية الإعلاميين الذي يفرضهم حزب الله على وسائل الإعلام اللبنانية يتأكد له بالمحسوس والمنظور أننا نعيش في زمن محل وبؤس وأشباه إعلاميين. فإن الطبيعة الغرائزية، وعشق الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي، ودناءة النفوس، ورخاوة الرقاب، ووهن الركب، هي المكونات الدركية التي تجعل من 99% من الإعلاميين في لبناننا المحتل مجرد عصابة من العكاظيين المارقين والانتهازيين والتجار والسماسرة والأبواق والصنوج. عملياً، ممكن وصف هؤلاء الأبواق المأجورين بأي شيء إلا بمسمى الإعلاميين لأنهم جهلة ومتلونين وحربائيين ومجرد أدوات قذرة. هؤلاء الزاحفين والمبشرين بالاستسلام والركوع لإرهاب حزب الله وللرضوخ لاحتلاله وفجوره هم عار على مهنة الصحافة، وليلعن الله صاحب كل قلم ولسان مأجور وعكاظي، ويحمى الناس من فساده وفسقه وأكاذيبه.

إن الإنسان الوطني والشريف هو موقف وكلمة حرة وشهادة للحق، ومن لا موقف له ولا ثبات عنده، ولا يتمتع بعطايا الوضوح والشفافية، هو مجرد من إنسانيته. كما أن حامل القلم بهدف عرضه للبيع في أسواق النخاسة مع لسانه وضميره ووزناته، فهو شيطان لا أكثر ولا أقل.

في الخلاصة، إن الشدائد والصعاب والإغراءات المادية هي التي تكشف خامة الرجال، وعند الامتحان يُكرّم "الإعلامي" أو يهان. وصحيح إن الإعلامي المأجور هو مجرد بوق وصنج وحربائي بامتياز!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو/الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

https://www.youtube.com/watch?v=YpDFxoReyZ4&t=12s

الياس بجاني/21 أيلول /2023 

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة أجراها الصحافي علي حمادة  من محطة"هالو لندن" مع رئيس حركة قرار بعلبك الهرمل علي صبري حماده يشرح من خلالها بالعمق والوقائع  وبجرأة وضعية الطائفة الشيعية في ظل سيطرت الثناية الشيعية والمراحل والظروف والمسببات التى أوصلت الحال الراهن إلى ما هو عليه

مقابلة مهمة للغاية كونها توضع بجرأة وحقائق ووقائع الظروف والأسباب التي مكنت حزب الله من السيطرة المطلقة بالقوة والإرهاب والمال على قرار الطائفة الشيعية

https://eliasbejjaninews.com/archives/122637/122637/

رئيس حركة قرار بعلبك الهرمل علي صبري حماده في هاشتاغ سياسي :  الثنائي ٢٥ بالمئة من الشيعة ونحن ١٥ بالمئة . ويجب ان نتوحد.

علي صبري حماده : حزب الله حرر الجنوب لنفسه و ليس للبلد

بوجود الحوار لا معنى للحوار . الدستور هو الحوار

الخطر الأكبر من النزوح هو الخطر الأمني . و بعض النازحين يمتلكون السلاح

27 أيلول/2023

 

رابط فيديو مقابلة من موقع “دي أن أي” مع الكاتب السياسي نبيل بومنصف يكشف عن “اتفاق قاهرة” جديد وفضيحة فرنسية كبرى!

28 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122632/122632/

في اسفل 3 آخر مقالات نشرها نبيل بومنصف في جريدة النهار

وحدة قسرية… صنيعة “الذعرَين”؟

نبيل بومنصف/النهار/27 أيلول/2023

“حرية الاستسلام”… لمن يرغب!

نبيل بومنصف/النهار/25 أيلول/2023

القفز المنهك فوق الرهانات!

نبيل بومنصف/النهار/22 أيلول/2023

27 أيلول/2023

 

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع  النائب ملحم الرياشي

https://www.youtube.com/watch?v=02dg9K7uLRs

27 أيلول/2023

 

رابط فيديو مقابلة بودكست من موقع هنا لبنان مع الصحافية مريم مجدولين تكشف من خلالها تفاصيل التحقيق معها: "لم يحترموا والدتي واعتقلوا أختي"!

https://www.youtube.com/watch?v=BgN-XsEV1go

27 أيلول/2023

 

رابط فيديو مقابلة من محطة الجديد مع النائب جيمي جبور

https://www.youtube.com/watch?v=D96vWjHqdLE

27 أيلول/2023

 

وزير الخارجية السعودي استقبل لودريان وتطورات الملف اللبناني حضرت في اللقاء

وطنية/27 أيلول/2023

اعلنت وزارة الخارجية السعودية عبر حسابها على منصة"اكس" ان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان استقبل اليوم، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان. وقد جرى" استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها". واشارت الى ان الاجتماع عقد في حضور، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية لبنان وليد بن عبدالله بخاري.

 

أسرار الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 27 أيلول 2023

وطنية/27 أيلول/2023

البناء:

خفايا

- قال مصدر نيابي في بيروت إن إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري إنهاء مبادرته القائمة على الدعوة لحوار لسبعة أيام موضوعه محدّد برئاسة الجمهورية حصراً تليه جلسات انتخاب متتابعة حتى إنجاز الانتخاب بسبب رفض أطراف مسيحية أساسية للمبادرة والتراجع الذي ظهر من داعمي المبادرة الفرنسي والسعودي خارجياً وبكركي والتيار الوطني الحر داخلياً، يعني أن الأميركي كجهة وازنة تملك قدرة تأثير واسعة في الخارج والداخل قرّرت أن لا انتخابات رئاسية في القريب.

كواليس

- استبعد مرجع إقليمي أن تنسحب القوات الأميركية من العراق وتبقى في سورية لأن عمق القوات في سورية وخط إمدادها وخط تهريب النفط كلها في العراق. واعتبر إعلان رئيس الحكومة العراقي عن الاستغناء عن قوات التحالف الدولي تعبير عن قرار أميركي عراقي مشترك لا بد أنه يضمّ إيران بتهيئة المناخ للانسحاب الأميركي من سورية والعراق، حيث التلبية الأميركية للطلب العراقي أفضل تغطية للانسحاب.

النهار:

- مسؤول في مجلس الإنماء والإعمار يحاول إبعاد كل المعترضين على سياساته أو فاضحي أخطائه وتجاوزاته، عن كل المشاريع الخاصة والممولة من البنك الدولي، علماً أنه يقدم مصالح البنك الدولي على مصالح الدولة اللبنانية لأنه متعاقد مع المؤسسة الدولية في العراق وينفّذ مشاريعاً هناك لمصلحتها.

- ينشط نائب سابق على خط التعاون مع حزب فاعل لقاء علاقة قديمة تربط الطرفين في التوجهات السياسية ويلتقيان على أهداف مشتركة

- تنفذ مشاريع تركيب ألواح الطاقة الشمسية وتأمينها لأكثر من مؤسسة وجمعية خيرية ودينية في عكار ومرجعيون – حاصبيا ومناطق أخرى في الأطراف من دون ضجيج اعلامي من المنفذين ولا من المسفيدين من توفير هذه الطاقة.

- مشروع صيانة طريق البقاع الغربي الممتد من صغبين الى مشغرة، تجري محاولات تسويف وإضاعة المال المخصص له وتحويله الى أمكنة أخرى، وقد جرى تقليص المساحة التي كانت ملحوظة في المشروع الى أقل من النصف وفق متابعين.

- هدأ الوضع على جبهة وزير الداخلية والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، بعدما وفّر المفتي دريان غطاء للثاني، وعمد الأخير الى تجميد تعيينات ومناقلات كان قد قررها واعتبرها وزير الداخلية انتكاسة له ولحضوره ودوره.

- يبدي نواب في أكثر من كتلة استياءهم مما آلت اليه ظروف عملهم سواء في مجلس النواب ولجانه أو داخل كتلهم النيابية حيث لا متسع لأي نوع من الديموقراطية، بعكس ما يصرّحون أمام الإعلام عن مشاورات وإقناع.

 اللواء:

لغز

- رفض وزير معني الردّ على سؤال يتعلق بحقيقة الخلاف المفتوح مع رئيس لجنة نيابية، حول خيارات تشغل مواقع القرارات المحلية والخارجية.

غمز

- نُصح مسؤول مالي صاعد، بالاقلال من المناسبات العلنية، ذات الطابع الاجتماعي والتي من شأنها أن تُضعف الصورة الايجابية التي تكوَّنت لدى الرأي العام عنه..

همس

- وصف الموقف الذي جاهر به الموفد الرئاسي الفرنسي بأنه تمهيد لوقف دوره كوسيط أو دعوة لفرض عقوبات مالية على لبنان!

الجمهورية:

- دعا نواب في تكتل وسطي إلى تنظيم الخلافات بين قوى المعارضة منعا ً لتفاقمها.

- أثار نشاط كريمة رئيس سابق في موضوع النازحين إمتعاض رئيس حزب نسيب لها.

- سخر أحد المسؤولين من النصائح التي وجهت اليه على خلفية ً تكليفه بمهمة هامة معتبرا ً أن نتائج مساعيه صفر اليوم وغدا وبعد أعوام.

نداء الوطن:

- لوحظ أنّ تضارباً في المعطيات بدا جلياً بين وزير الطاقة وليد فياض ومؤسسة كهرباء لبنان ازاء ساعات التغذية، اذ أعلن الأول منذ فترة وجيزة أنّ «التغذية ستتضاءل مع بداية تشرين الأول لأن المخزون من الفيول العراقي معرض للنضوب» وذلك على أثر ردّ باخرة الفيول، فيما أعلنت المؤسسة يوم الإثنين أنّها «ستعمد إلى زيادة التغذية الكهربائية بمقدار ساعتين (2) إضافيتين يومياً زيادة على عدد الساعات المقرر عموماً».

- يتردد أنّ مؤسسة كهرباء لبنان خصصت عائدات بدل التأهيل الذي تستوفيه من المشتركين لتغطية كلفة عقد استشفاء للمستخدمين في الدرجة الاولى.

- تبين أنّ رئيس مجلس ادارة احد المستشفيات الجامعية التابع لوقف احدى الطوائف قد خصص نفسه براتب ومخصصات شهرية تتجاوز الـ25 ألف دولار نقداً.

الأنباء الإلكترونية:

*تحوّل كبير

تحوّل كبير في موقف خارجي تجاه الازمة اللبنانية، الأمر الذي لم يُطرَح في لقاءات بيروت.

*تسريبات مضخمة

تسريبات مضخمة بما يتعلق باجراءات تجاه لبنان وبعضها لا يخلو من الخلفية السياسية

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 27 أيلول 2023

وطنية/27 أيلول/2023

بين أيلول وتشرين "حرارة صيف تاني" وبين أيلول وتشرين الحرارة السياسية الرئاسية الملحوظة تلتمس بحركة أبو فهد جاسم آل تاني- موفد دولة قطر التي تبدو شبه وحيدة الآن في الميدان لجهة المساعي لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وذلك بفعل عوامل عدة ابرزها مؤشران إثنان:

- تجميد أو إيقاف الرئيس بري مبادرته الداعية للحوار بفعل مواقف المعارضة الرافضة حوار الأيام السبعةوالقائلة بالنصف الثاني من مبادرة بري وهي الذهاب الى دورات برلمانية مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهوريةمن دون الحوار.

- والثاني هو التدني القياسي في حرارة المبادرة الفرنسية والذي عبر عنه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان عندما دعا مساء أمس الى التوجه نحو خيار ثالث للانتخاب الرئاسي ناصحا الأفرقاء اللبنانيين بهذا الخيار وبلهجة لم تخل من التلويح بالعقوبات عبرالتحذير باسم المجموعة الخماسية بوقف التمويل.

وإذ لم يصدر حتى الآن أي جديد أو تعديل في ما يخص موعد الزيارة الرابعة للموفد الفرنسي المرتقبة مطلع الشهر المقبل للبنانبحسب ما رشح موعدها بعد زيارته الثالثة فإن الأكيد أن الموفد القطري أبوفهد سينشط أكثر في لقاءاته في لبنان في الأيام السبعة المقبلة مستمدا أريحية تحركه من مرونة تعاطي قطرمع الدول الأربعة الأخرى في اللجنة الخماسية وكذلك توافر لسان حال الدوحة في شكل مباشر مع إيران في حال اقتضى الأمر.

بالتوازي يحضر الملف الرئاسي في الرياض في اجتماع بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والموفد الرئاسي الفرنسي لودريان ويشارك فيه سفير المملكة في لبنان وليد بخاري الذي غادر بيروت اليوم.

وتعليقا على تطورات الساعات الماضية، برز حديث زعيم التقدمي وليد جنبلاط عن الشروط المستحيلة للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، معتبرا انها عطلت مبادرة الرئيس بري وأجهضت فرصة الحوار وفي الوقت نفسه لفت جنبلاط  الى أن تمسك أحد أركان الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله بمرشح واحد، هو غير مفيد أيضا. الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية علقت على تصريحات جنبلاط فسألته: من الذي أحبط كل المبادرات بما فيها مبادرة وليد بيك؟ كما ذكرته بالآليات الدستورية وبأن انتخاب الرئيس يحصل بدورات انتخابية مفتوحة متتالية.

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون كرر لتلفزيون لبنان التمسك أمس واليوم وغدا برئيس المردة سليمان فرنجية مرشحا رئاسيا مشيرا في الوقت نفسه الى أن فرنجية يكرر أنه لا يقبل بأن يكون مرشح تحدي. وغمز من باب أن مبادرة الرئيس بري مفيدة لمصلحة لبنان و لو كانت مجمدة.

في مجال مضيء رئيس اتحاد النقابات السياحية رئيس المجلس الوطني للسياحة في لبنان بيار الأشقر لفت بمناسبة اليوم العالمي للسياحة الى ان عددا كبيرا من دول العالم ترى ان السياحة تتخطى بأهميتها قطاع النفط والزراعة والصناعة وسواها. كما ان الدول النفطية تسعى اليوم بقوة لتتحول الى بلدان سياحية. والقطاع السياحي في لبنان على رغم كل الظروف أثبت قدرة فائقة على الإضطلاع بدور كبير في تقوية ركائز الإقتصاد الوطني.. من هنا نناشدكم وقفة ضمير كي تسرعوا بإنتخاب رئيس للجمهورية الذي يشكل مدخلا لإنتظام الحياة السياسية ووضع البلد على طريق التعافي.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

أهلا وسهلا ب3 مليون وأربعمية وخمسين ألف سايح وصلوا لهلق علبنان، وهيدي أرقام عم تحكي. بلبنان، نحنا منقول "بيت الضيق بساع ألف صديق" ولهيك نحنا ناطرين مئات آلاف الأصدقاء والأهل والأحباء من هلق لآخر السنة، وخاصة بفترة الأعياد. نحنا فهمنا. فهمنا انو اليوم وبكرا النا، وانو أحلامنا ممنوع توقف. فهمنا انو السياحة "ثروتنا"، من طبيعتنا، لثقافتنا، لتراثنا، لتاريخنا، لاستقبالنا، لمحبتنا للعالم. فهمنا انو ثروتنا هيدي ملكنا ولازم نحميا ونحافظ عليها ونغنيا. الاتكال من هلق ورايح على حالنا، على اديش فينا نحب بلدنا وشو فينا نعطي، على استيعابنا انو حجم اقتصادنا وحده بحدد مصيرنا، وانه نحنا قادرين نعمل كثير كثير لنقوي اقتصادنا. المطلوب منا نشتغل، نشتغل كثير تنحافظ على تميزنا. نشتغل بالتجارة والزراعة، والصناعة، بتصميم الازياء وخياطتها، بالطب والنجارة والهندسة، بتحسين مستوى التعليم بمدارسنا وجامعاتنا. نشتغل بالخدمات، بالمطاعم والأكل أو بالفن والموسيقى، نشتغل بالثقافة والمحافظة على معالمنا الأثرية، بالمشاريع المستدامة، بتنظيف وتحسين وتجميل ضيعنا شوارعنا وطرقاتنا. حتى "بدنا نبني مدن للمستقبل" تنرجع نقول بكل فخر: هيدا لبنان وأنا لبناني. الاستثمار بحالنا كبير واستقبالنا للضيف وضحكتنا واعدة.

هيدا يللي اعتبرو وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، باليوم العالمي للسياحة يللي عم تستضيفو المملكة: "أساس"، وقال: "مش المهم للسواح اديش البلد حلو، وشو في، الأهم: "يللي بيبقى بالذاكرة عن شعب هالبلد"، وكيف استقبل السائح. السياحة ثروة، رح يدوبل حجمها عالميا، ورح ترفع اقتصادات ومستويات شعوب الأرض كلها، ومعها بتزيد فرحن، ولبنان يللي بيملك كل مقومات السياحة، واحد منا. هلق فهمنا... فهمنا قيمة يللي عنا. فهمنا شو حلوة كلمة اهلا وسهلا، وشرفتونا، والبيت بيتكن، واديش حلوة ضحكتنا يللي بتسوى الدني، وصوتها رح يقوى أكثر، تيرجع لبنان أحلى، بهمتنا كلنا.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

على عتبة عام من الشغور، لبنان كان أمام فرصة العمر لإنجاز الإستحقاق الرئاسي من خلال الحوار، إلا أن هناك من إختار أن يبدد هذه الفرصة في بازار المصالح الشخصية والمزايدات الشعبوية ويوصل الأمور الى الأفق المسدود حتى إشعار آخر. وهنا تبقى الإشارة الى أن من يجب أن يسأل عن بدائل الحوار ويتحمل المسؤولية فهو من عطل هذا الحوار عن سابق تصور وتصميم.

وفي هذا المجال أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان الرئيس نبيه بري بذل أقصى جهده لإطلاق حوار رئاسي يفتح أبواب قصر بعبدا الموصدة لكن الشروط المستحيلة للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عطلت مبادرته وأجهضت فرصة الحوار. واعتبر جنبلاط ان الفيتو او التخبط الخارجي الناتج من خلافات اعضاء المجموعة الخماسية أتى بدوره ليزيد الطين بلة ويفاقم التعقيدات. وبناء عليه فإن رئيس مجلس النواب وبعد أن أدى قسطه للعلى في هذا المجال لن يدعو الى اي جلسة الا اذا كانت ذات جدوى وبطبيعة الحال فإن اي جلسة ليست مسبوقة بحوار ليس منها جدوى. ويشدد الرئيس بري في هذا السياق على أن مرشحه هو سليمان فرنجية وحتى الآن ما في PLAN B".

عند الحدود الجنوبية اجبر الجيش اللبناني العدو الإسرائيلي على إزالة خرقين للأراضي المحررة في مزرعة بسطرة وأبعد دبابات الميركافا أكثر من عشرة أمتار.

في العراق تحول فرح الى مأتم بفعل حادث الحريق المروع في قضاء الحمدانية وأسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين. وبفعل هذا المصاب الجلل اعربت المرجعية الدينية العليا في العراق عن بالغ الأسى والأسف و قدمت تعازيها وتضمنها للعوائل المكلومة فيما اعلن لبنان الرسمي والشعبي كل التضامن مع العراق الشقيق وشعبه و ابرق الرئيس بري الى القيادة العراقية معلنا مشاطرتها والشعب العراقي وذوي الضحايا مصابها ومتمنيا للعراق الأمن والأمان والإستقرار.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

امس، دعوة إعلامية صريحة من جان ايف لودريان الى اللبنانيين، بوجوب التفاهم على مرشح ثالث. واليوم، لقاء فرنسي- سعودي رفيع المستوى، جمع وزير الخارجية السعودية مع الموفد الرئاسي الفرنسي، بمشاركة المستشار نزار العلولا والسفير وليد البخاري.

فمن هو المرشح الثالث الذي تبحث عنه الدول المعنية بلبنان، والذي تختلف على تحديد هويته، القوى السياسية اللبنانية؟

اذا كان من المبكر التكهن بنتائج اللقاء الفرنسي-السعودي، فمن الواضح ان دعوة جان ايف لودريان قدمت دليلا دامغا الى التراجع الفرنسي عن دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن لمصلحة بديل غير واضح المعالم بعد، في موازاة التكتم الشديد الذي يحيط بالمسعى القطري الذي تجدد قبل ايام، بعد فشل اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك.

اما مفهوم “المرشح الثالث” فمدار تباين في لبنان، بين من يراه في قائد الجيش العماد جوزاف عون، ومن يعتبر ان الاخير بات طرفا، تماما كفرنجية، ما يفترض ان يفتح الطريق امام اسماء اخرى.

وامس، لفت كلام جبران باسيل من دار الفتوى، حيث اجاب ردا على سؤال انه لا يمكن القول ان المبادرة الفرنسية انتهت، او ان القطرية بدأت، مشددا على وجوب قيام لبنان بما عليه من اصلاحات، لاجتذاب استثمارات الخارج، بدل طلب المساعدة المالية والسياسية من هذه او تلك من الدول.

اما سمير جعجع، فاختار اليوم مساجلة وليد جنبلاط حول الحوار والرئاسة، في مظهر جديد من مظاهر ملء الوقت الضائع بالسجالات الفارغة، التي لا تقدم حلولا، بل تكرر طرح المشكلة، وتبرر عدم الاقدام على ايجاد المخارج، علما ان أحد نواب القوات البارزين، نقض في تصريح تلفزيوني اليوم تصريح رئيس حزبه قبل ايام. فبعدما جزم الاخير في حديث صحافي ان الأفق مسدود ولا حل في وقت قريب، اعرب النائب المذكور اليوم عن اعتقاده بأن اللجنة الخماسية ستنجح، والرئيس الجديد في تشرين.

 مقدمة تلفزيون "أم تي في"

عيد مبارك في ذكرى المولد النبويّ، مع التمني بأن يحمل العيدُ الخيرَ للبنانيّين عموماً والمسلمينَ خصوصاً. وفي العيد إنحسرت الحركةُ السياسيّةُ وبدا كأن الجميع في انتظار معطىً جديد يغيّر المعادلةَ القائمة. المبعوث الرئاسيّ الفرنسي جان إيف لودريان كرّر دعوتَه للمسوؤلين اللبنانيّين كي يذهبوا إلى خيار ثالث على صعيد رئاسةِ الجمهورية، معتبراً أنَّ استمرارَ المواجهةِ بين كتلتي جلسةِ الرابع عشر من حّزيران لن يأتي بأيِّ حل. توازياً، إشتعلت كلامياً على محور وليد جنبلاط من جهة، والتيارِ الوطنيِّ الحرّ والقواتِ اللبنانيّة من جهة ثانية. فالرئيس السابق للحزب التقدميّ الإشتراكي إتهم القوات والتيار بإجهاض فرصةِ الحوار وحمّلهما مسؤوليةَ ما يترتّب عن ذلك. الموقف الجنبلاطي إستدعى ردوداً من القوات والتيار نعرضُهما في سياق النشرة. كلُّها مؤشراتٌ تدلّ على أن الجميع يتصرّف كأنه في الوقت الضائع، بانتظار عودةِ الموفدِ الفرنسيّ ووزيرِ الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي

لكن اسئلة كثيرة تطرح في السياق منها: هل سيقوم لودريان حقا بزيارته الرابعة ، ام سيفضل عدم العودة طالما ان المبادرة الفرنسية انتهت؟ وهل تتمكن قطر من احداث الخرق المنشود،  ام ان مبادرتها ستلقى نفس مصير المبادرة الفرنسية؟  كل هذا يجري  فيما تتضح يوما بعد يوم فصول المؤامرة الكيانية التي يتعرض لها لبنان. وقد  نشرت اليوم  احصاءات تؤكد ان عدد التلاميذ السوريين الذين في عمر المدرسة في لبنان يتجاوز ال 700 الف تلميذ، وهو رقم مخيف لأن عدد التلامذة  اللبنانيين  في المدارس الخاصة والرسمية  لا يتجاوز المليون  و260الف تلميذ ، اي  ان عدد السوريين الذين في عمر المدرسة  يبلغ 60  في المئة من عدد التلاميذ اللبنانيين. والرقم سيصبح متساويا بعد سنوات قليلة، بحيث ان عدد التلاميذ  السوريين سيصبح بعدد التلاميذ اللبنانيين. فهل يعي المجتمع الدولي ان ما يتعرض له لبنان هو حرب على تركيبته الديمغرافية وعلى هويته الوطنية ، ما يجعله بلدا معرضا للزوال؟

مقدمة تلفزيون "المنار"

مساء الخير من أرض مباركة بها لمحمد نسب ومعتقد، تحاكي الكون في ذكراه هاتفة نحن الذين له ضوء ومتقد..

هو يمن الحكمة والثوار الذين احيوا لمحمد ذكرى وللحق اسما، ملأوا الساحات وهتفوا بجموعهم المليونية للشرعية الحقيقية وللوحدة الاسلامية وللسيادة الوطنية ..

هم اليمنيون الاقحاح الذين أكدوا وسيدهم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – انهم للقرآن انصار ولمحمد صلى الله عليه وآله اتباع، وانهم على جري عادتهم للظلم كارهون وللحق ناصرون، وانهم سيواجهون الاميركي والصهيوني اللذين يشنان حربا على القيم الفطرية لتفكيك المجتمعات البشرية ، داعين من جهة اخرى قوى العدوان الى معالجة ملفات الحرب والحصار والا فان عواقب الاستمرار بالعدوان ستكون وخيمة ..

في العراق خيمة اعراس التهمتها النيران في نينوى فأردتها مأتما مخضبا بمئات الضحايا والجرحى، بعضهم بحال حرجة، فاستحالت بدلات العرس اكفانا، ووقف الجميع بذهول امام هول المأساة التي افجعت العراقيين وآلمت المحبين لا سيما حزب الله الذي عزى الشعب والقيادة والمرجعية العراقية بالحدث الجلل ..

في الخيم السياسية اللبنانية المحترقة سعير ان استمر سيحيل البلد الى رماد، وعناد ومكابرة البعض تزيد المشهد سوادا. فبعد اعلان الرئيس نبيه بري تعليق مبادرته الحوارية بادر النائب السابق وليد جنبلاط الى تحميل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المسؤولية عن تعطيل الفرصة التي كانت متاحة ..

على ارض الجنوب وبما هو متاح من ارادة وطنية تمكنت المعادلة الذهبية أن تحافظ للارض على حقها وللدولة على سيادتها في مزرعة بسطرة بمنطقة شبعا حيث استعاد الجيش اللبناني والاهالي نقاطا كان العدو يحاول قضمها، فكان التراشق بالقنابل المسيلة للدموع التي لم تستطع ان تغبش جمالية المشهد المعنون بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة ..

مقدمة تلفزيون "الجديد"

عرس نينوى الذي تحولت افراحه الى اتراح استقر نارا في العراق، وانضم الى حالة كارثية عربية بدأت من المغرب وجرفت ليبيا واليوم تترك مآسيها على الموصل.

مئة قتيل واكثر من مئة وخمسين جريحا ضحايا العاب نارية في صالة تفتقد للسلامة العامة، لكن هذه النيران لم تلتهم الفستان الابيض فنجا العروسان وقضى المدعوون.

هي جريمة قيد التحقيق عن الإهمال من قبل السلطات العراقية، التي شيعت اليوم مواكب حزنها بعد التأكد من هوية بعض الضحايا، رغم صعوبة الأمر بسبب تفحم أجسادها. وفي الاتراح السياسية على عرس لبنان الدائم، بدأت مهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بالهبوط التدريجي على مدارج الدول المعنية بالخماسية، وهو التقى اليوم وزير  الخارجية السعودية فيصل بن فرحان بحضور المستشار في الامانة العامة لمجلس الوزراء  نزار بن سلمان العلولا وسفير المملكة في لبنان وليد البخاري، وجرى استعراض العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا وسبل تكثيف التنسيق المشترك في عدد من المجالات بالاضافة الى مناقشة  آخر تطورات الملف اللبناني.

وفي معلومات الجديد أن لودريان سيزور دولا من الخماسية قبل بلوغه بيروت، لكن لم تعرف الوجهة السياسية الرئاسية لهذه المهمة، لاسيما مع تشدد الافرقاء اللبنانيين، واستمرار نزاعاتهم على الاسم والبرنامج وشكل الحكم والحكومة وخريطة الطريق التي تمر باللامركزية الادارية والصندوق الائتماني.

واذا استمر الصراع على وتيرته حتى وصول لودريان ومن ثم الموفد القطري الرسمي، فإن افضل الطرق للخماسية ستكون عبر " إنزال " اسم الرئيس على المعنيين، وطرح شخصية من حواضر ما توصلت اليه المواصفات، فاستخدام " الفصل الثالث" بمبادرته الفرنسية يقترب الى الفصل السابع او رئيس بقوة الدفع الدولي والعربي، بعدما اثبت اللبنانيون انه وبعام كامل من الفراغ لا يعرفون من السيادة الا اسمها لكن مع وقف التنفيذ. وبغياب السيادة يفتح لبنان حدوده على تهريب ونزوح وتكاليف فاقت قدرة البلد على الاحتمال، وليس آخر الأثقال في المدارس الرسمية ،اذ نقلت مفوضية اللاجئين لصحيفة النهار إحصاء مفاده أن عدد أولاد النازحين السوريين سيتجاوز 700 ألف، يتوقع أن يتم استقطاب نصفهم في المدارس.

هي احدى القنابل الموقوتة التي تهدد الكيان والوجود،  وتستدرج من بين النازحين الجدد اعدادا مغلفة بثوب الارهاب الذي يتغلغل بين المجتمعات وفي المخيمات،  فيما تتم معالجة ازمة النزوح بخفة وخجل وهروب ونأي بالنفس على المستوى الرسمي.

اما في القنابل التي كادت ان تكون غير موقوتة، فهي تلك التي كشفت عنها المحكمة العسكرية في حكمها على امير من امراء داعش الإرهابي عماد ياسين، الذي ألقي القبض عليه قبل سبع سنوات في مخيم عين الحلوة. وبحسب اعترافاته خطط ياسين  لاغتيال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط  وتفجير كازينو لبنان ومعامل الطاقة في الجية ومبنى تلفزيون الجديد، اذ كشف انه وبناء لاقتراح أبو الزبير وهو لبناني من ال جوهر. كان الغرض استهداف مبنى الجديد باستخدام شاحنة او سيارة مفخخة او حتى الحقائب المتفجرة، وذلك على خلفية مهاجمة المحطة للارهابيين الاسلاميين  بشكل مستمر بحسب تعبيره, ولكنه  لم يحقق هذا الهدف لوجود تحصينات حول المبنى.

وينضم امير داعش الى امراء حرب لبنانيين استهدفوا الجديد لكنهم تفوقوا على داعش وتمكنوا  من اختراق تحصينات المبنى.

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

أيها الراعي الصالح حقا فرنسيس تعال إلينا

ايلي الحاج/فايسبوك/27 أيلول/2023

نحتاج الى مثال البابا فرنسيس في كنيسة لبنان البائسة

نماذج التصرف والعيش والسلوك القديمة انتهت

حتى لو كان بطاركة ومطارنة

 وكهنة ورؤساء رهبانيات ورهبان وراهبات ما زالوا يتابعونها كأن شيئا لم يكن

هذه مسألة حياة أو موت لكنيسة لبنان والشرق

الموت هو استمرارها على ما هي فيه:

عبادة المال فعلا ويومياً،

والتستر لفظاً بكلام على المسيح وما قال وصنع

بعدما انفصلت عن المجتمع

أيها الراعي الصالح حقا فرنسيس تعال إلينا

التفت على الأقل

كنيستنا صارت ميؤوساً منها

طلعت ريحتها...

وهي بأمس الحاجة اليك

اكثر بكثير مما تظنون في الفاتيكان

لبناننا وشرقنا بحاجة اليك

فقدنا الأمل

ننتظرك ببقية من رجاء.

 

الفاتيكان أبلغت فرنسا أن مبادرتها منحازة... وعليها الالتزام بهذه القرارات!

المركزية/27 أيلول/2023

في خضمّ انسداد الأفق في إيجاد حلّ للشغور الرّئاسيّ، واستمرار تراكم الأزمات السّياديّة، والدّستوريّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والماليّة، يضاف إليها تفجّر السّمة المعسكرة لمخيّم عين الحلوة للّاجئين الفلسطينيّين، وتصاعد تفلّت موجات متجدّدة من النّزوح السّوري، ثمّة من يتساءل عن مدى إمكانيّة إنقاذ لبنان من مخاطر كيانيّة ووجوديّة تتهدّده في عمق الجينات التي قام عليها في اختباره التّاريخيّ. في موازاة كلّ ما سبق تتلاقى المقاربات وتتناقض أحياناً حول دور المجتمع الدّولي مع العالم العربيّ في المساهمة في إنقاذ لبنان بشكل عملانيّ بعيداً عن الشّعارات والوجدنيّات كما يحلو للبعض توصيف ما تقوم به الخماسيّة الدّوليّة المعنيّة بلبنان حتّى السّاعة، ويبرز في هذا السّياق دور الديبلوماسيّة الفاتيكانيّة في حيويّة ملفتة ولو غير معلنة، وهذه خصوصيّة العمل الصّامت للكرسيّ الرّسوليّ تجاه دعم قضايا الحريّة والحقّ والعدالة والتّعدّديّة بعيداً عن أيّ مصالح خاصّة أو طموحات سياسيّة. مصادر كنسيّة مواكبة للديبلوماسيّة الفاتيكانيّة، ومع تفضيلها الإقلال من الإدلاء بأيّ معلومات أشارت إلى "المركزيّة" "أنّ الفاتيكان يقارب الأزمة في لبنان إنطلاقاً من حرصه على إنقاذ الجمهوريّة اللّبنانيّة في اختبارها التّاريخيّ القائم على الحريّة والتّعدّديّة مع توجّه حاسم لموجب تطبيق كلّ مندرجات الدّستور بما ورد في اتّفاق الطّائف من إصلاحات، إلى تنفيذ القرارات الدّوليّة ذات الصّلة وفي مقدّمها ما يعنى بالمسألة السّياديّة وحصريّة السّلاح بيد القوى العسكريّة والأمنيّة الشّرعيّة، والاتّجاه دون تأخّر في وضع الإصلاحات البنيويّة والقطاعيّة قيد الإنقاذ، خلوصاً إلى تكريس تحييد لبنان عن الصّراعات الإقليميّة والدّوليّة، والمهم في كلّ ما سبق صون صيغة العيش معاً والتّعدّديّة في مسار بناء المواطنة والدّولة المدنيّة، وهذا يثبّت لبنان موقعاً حوارياً وتسالمياً على الضّفّة الشرقيّة للبحر الأبيض المتوسّط".

وفي ما يتعلّق بأزمتي اللّجوء الفلسطينيّ واللّجوء السّوريّ تضيف المصادر: "يجب تحمّل المجتمع الدّوليّ مسؤوليّاته لكن أين هيّ الدّولة اللّبنانيّة في كلّ ما يجري، ولِمَ هيّ مصرّة على استمرار سوء الحوكمة في هذا السّياق، ولا بدّ من التّحذير ممّن يسعى إلى الاستثمار السّياسيّ أو توتير الأجواء أمنياً في هاتين المسألتين الشائكتين. الكرامة والسّيادة والعودة هي أركان معادلة أيّ سياسة عامّة في هذا الإطار". أمّا عن الشّغور الرّئاسيّ والكلام البطريركيّ عن تعطيل متعمّد للموقع المارونيّ فتقول المصادر: "نحن أمام تعطيل وتدمير للجمهوريّة اللّبنانيّة مع قتل منهجيّ لشعبها، والفاتيكان يريد إنقاذ لبنان، وليس تفعيل مواقع، لافتة إلى أنّ انتخاب رئيس الجمهوريّة سياديّ إصلاحيّ مدخل في المسار الإنقاذيّ". وإذ تنأى المصادر بنفسها عن تأكيد أو نفي "إرسال الفاتيكان موفد خاصّ إلى لبنان، فهي تعرّج على هذه التسريبات قائلة: "الديبلوماسيّة الفاتيكانيّة تتواصل مع أعضاء اللّجنة الخماسيّة، وهي أعلمت فرنسا بأن مبادرتها غير متوازنة وتنحاز لعدم احترام الهويّة اللّبنانيّة التّاريخيّة، وبالتّالي يجب تعديلها والالتزام بما تقرّره الخماسيّة". وتضيف المصادر: "تسعى الديبلوماسيّة الفاتيكانيّة لتفعيل الدّور العربيّ بقيادة المملكة العربيّة السّعوديّة، وقد كرّست خيار الثّبات في معالجة مسبّبات الأزمة وليس عوارضها، وفي مقدّمة هذه المسبّبات حلف الأقليّات واستعمال القوّة لتكريس أعراف لا علاقة لها بالدّستور، مع تحويل لبنان على عكس تاريخه "منصّة فساد وإفساد وتصدير ممنوعات وانخراط في اقتتالات وصراعات مدمّرة، مع ما سيرتّبه ذلك من تداعيات على الذّاكرة اللّبنانيّة الجماعيّة".

 

فريق قطري يتسلم «المهمة الرئاسية» عن الفرنسي.. وإستثمارات مقابل التجاوب اللبناني!

جنوبية/27 أيلول/2023

ترسو البورصة السياسية اللبنانية، على انتظار ما قررته اللجنة الخماسية، من غير اعلان مباشر، على نقل الملف الرئاسي اللبناني، من فرنسا الى قطر بإشراف اميركي، سعيا لخرق ما بالملف “الاصعب” على الديبلوماسية العربية والدولية. و كشفت مصادر مواكبة ل “جنوبية” “ان “الدوائر القطرية بدأت التحضيرات لتأليف فريق العمل، الذي سيواكب الفريق القطري لهذه المهمة”، ورجحت ان “يكون الوفد برئاسة محمد عبد العزيز الخليفي، وقد سبقه الى لبنان وفد تحضيري زار بعض المسؤولين اللبنانيين بعيدا من الاعلام”. ولفتت الى أنه “بتراجع المبادرة الفرنسية، سيتم البحث جدياً في كيفية الوصول إلى تسوية سياسية، انطلاقاً من تحركات الدول الثلاث الأخرى (الولايات المتحدة وقطر والسعودية) التي شاركت في الاجتماعات الخماسية”. وأشارت الى ان “اتصالات قطرية ايرانية بمباركة سعودية اميركية، ستتكثف خلال هذا الاسبوع لتسهيل مهمة الوفد القطري، للوصول الى نتائج تكون انطلاقا لتهيئة الارضية، لانتخاب رئيس للجمهورية”.

وكشفت المصادر “ان قوى المعارضة المتمثلة في المجلس النيابي، لن تعرقل اي حل وسطي للوصول الى المبتغى المطلوب، انما اعتراضها سينصب، في حال اصر فريق الممانعة على التمسك بمرشحه، الذي لا ترفضه معظم القوى المسيحية الاساسية”. ورأت “انه مع عدم تحقيق فرنسا أي نتائج، فإنه لا بد من إعلان فشل المبادرة الفرنسية، والذهاب باتجاه آخر، من خلال دور تلعبه الدول الأخرى، وتحديداً قطر، وتكون قادرة على لعب دور الوسيط، لا أن تحسب طرفاً لصالح مرشح في مواجهة المرشحين الآخرين”. و إذ جزمت بأن “قطر ستسخر كل امكانياتها لنجاح مبادرتها، بعد اخذ الضوء الاخضر الاميركي السعودي لذلك، ولن تتوانى عن استقبال وفود نيابية بمراجعها في الدوحة”، ألمحت الى “استثمارات قطرية كبيرة جدا ستوظف في لبنان، في حال موافقة الاطراف اللبنانية على تقديم تنازلات، لمصلحة الحل في الملف الرئاسي، وبالتالي حل الازمة اللبنانية بكل جوانبها”.وأوضحت ان “ما يساعد على هذا الامر، المناخ الايجابي في المحادثات الاميركية الايرانية، والتي انتجت اطلاق سراح معتقلين من الطرفين، فضلا عن الافراج عن ارصدة ايرانية، تقدر ب٦ مليارات دولار محتجزة في كوريا الجنوبية”. وخلصت الى ان “الايجابية في التفاعلات السعودية الايرانية، هي مدخل ثان واساسي، لتسهيل المهمة القطرية في لبنان، التي لن تنتهي الا بنتائج ايجابية، لمصلحة الاطراف اللبنانية والشعب اللبناني بكل تشعباته وطوائفه”.

 

“دوحة جديدة” منسّقة خماسيًا… متى وأين؟

المركزية/27 أيلول/2023

ينقل سياسي لبناني عن دبلوماسي عربي من دول خماسية باريس قوله “اننا نتجه لانتخاب رئيس في لبنان عبر “دوحة جديدة” مختلفة شكلا واطارا عن سابقتها، لا تمس باتفاق الطائف ولا تمنح مكتسبات لأي فريق سياسي. واذ لم يفصح الدبلوماسي عن موعد “الدوحة” ومكانها والاسماء المقترحة او المرشحة لاختيار احدها، يكتفي بالحديث عن الآلية لانتخاب الرئيس، مشيرا الى انها مدعومة من الخماسية. ويقول الرجل السياسي لـ”المركزية” ان”الدوحة الجديدة” يمكن ان تعقد في لبنان وقد يتولى المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الاخراج عبر السفارة في بيروت بالتعاون مع موفد قطري يعمل لمصلحة مرشح ثالث. ويؤكد “ان هناك اكثر من موفد قطري يهتم بملف لبنان. فقطر على تواصل مع الخماسية وعلى اتصال يومي مع ايران ومشارورات مع القوى السياسية اللبنانية ، وقد زار بعضها الدوحة اكثر من مرة. ويضيف: “تهدف الحركة القطرية الى المساعدة في استعجال انتخاب رئيس وتفعيل المؤسسات وتنفيذ الاصلاحات وانقاذ لبنان من ازمته المالية والاقتصادية وتحقيق سلام ثابت فيه تمهيدا لاستعادة دوره الاقليمي والدولي.”

 

حزب الله: لقاءاتنا مع قائد الجيش غير سياسية

الشرق الأوسط/27 أيلول/2023

أعلن مسؤول “وحدة الارتباط والاتصال” في “حزب الله” وفيق صفا، أن اللقاءات التي تجمعه بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون “ليس لها منحى سياسي”، موضحاً أنها مرتبطة “بالعمل والتنسيق الأمني”، و”بما يجري على الحدود الجنوبية”. ويأتي كلامه عن عدم وجود طابع سياسي للاتصال بالعماد عون في وقت يُطرح فيه اسم قائد الجيش بوصفه أحد المرشحين للرئاسة، علماً بأن “حزب الله” يدعم علناً مرشحاً آخر للرئاسة هو سليمان فرنجية. وقال صفا، في حديث لوكالة “تسنيم” الإيرانية، نشرته الثلاثاء، إنه لا يوجد ترسيم للحدود الجنوبية مع إسرائيل، موضحاً: “هناك خطأ… لا يوجد ترسيم… الحدود كلها مرسمة منذ القدم، وفي عام 2000 أصبح هناك خط أزرق”، وهو المعروف بخط الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. ولفت إلى وجود خلاف حول 13 نقطة يتحفظ عليها لبنان، مضيفاً: “نحن نسميها نقاط إظهار حدود وليست ترسيم حدود. لا يوجد ترسيم، وهذا أكيد”. وقال صفا إن ملف الحدود الجنوبية يبحثه مع قائد الجيش اللبناني خلال لقاءاتهما، وقال: “اللقاء ليس له منحى سياسي، ويشبه لقاءات كانت حصلت قبل معركة التحرير من التكفيريين”، في إشارة إلى معركة “فجر الجرود” التي نفذها الجيش اللبناني ضد المجموعات المتطرفة التي كانت تحتل الجرود الشرقية للبنان الحدودية مع سوريا، وكان “حزب الله” يشارك في المعركة من الجهة السورية في تموز، وآب من عام 2017. وقال صفا: “اليوم نلتقي من أجل موضوع “اليونيفيل”، وما يجري على الحدود الجنوبية، ومن أجل ضبط الوضع الأمني في المناطق اللبنانية، وبالتالي اللقاء مع العماد جوزيف عون من أجل العمل والتنسيق الأمني”.

وأسهب صفا في الحديث عما أسماه “تآكل الردع الإسرائيلي” الذي كان موجوداً، قائلاً إنه “تآكل إلى حدود الصفر” في لبنان وفلسطين، مشيراً إلى الخيمتين اللتين نصبهما “حزب الله” في منطقة مزارع شبعا الحدودية في الجنوب. وقال: «أرعد الإسرائيلي وأزبد، وأبلغ “اليونيفيل” حول الخيمة، وقال إنه قادم في الساعة الـ8 لإزالتها ومن ثم أرجأ إلى الساعة 10، ومن ثم أجّلها إلى الساعة 12 وبعدها إلى الساعة الثالثة بعد الظهر، وفي النهاية قال سأترك إزالة الخيمة إلى المفاوضات”. وأضاف صفا: “بكل الأحوال، الإسرائيلي مردوع في الداخل الفلسطيني، ومردوع في الخارج، وعلى الحدود”. وتطرق صفا إلى الجدل الذي أثارته وسائل إعلام لبنانية حول رفضه مصافحة ضابط أميركي خلال مناسبة اجتماعية في بيروت. وقال: “حزب الله يعتقد أن هناك اثنين لا يصافحهما، هما العدو الإسرائيلي والإدارة الأميركية بجناحيها السياسي والعسكري، وهذا الذي حصل في اللقاء الأخير وما كان يحصل سابقاً، ولكن لم يكن يتم الإعلان عنه”. وأضاف: “في هذه الحالة التي نتحدث عنها، كانت هناك كاميرات ووسائل إعلام سجلت الحدث وبالتالي حدثت ضجة”.

 

هل يطلب لبنان من سوريا إقفال حدودها أمام المتسللين؟

لارا يزبك/المركزية/27 أيلول/2023

لا يزال الموقف الدولي من النزوح السوري، على حاله. في الساعات الماضية، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، إن بلاده “لا تعتبر أن الظروف اليوم مؤاتية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم لكنها لا تقبل بوضعهم في لبنان”.

وفي حديث تلفزيوني، قال إن واشنطن “تشكر لبنان دولة وشعبا على استضافتهم اللاجئين السوريين لسنوات طويلة، وعلينا مع الأمم المتحدة والدول الأخرى تقديم الدعم المالي للبنان بسبب تحمله هذه الأعباء لفترة طويلة”. وبينما أكد أنه “يجب البحث عن حل لأزمة النزوح السوري”، شدد على أن “الولايات المتحدة لا تعتبر أن الظروف اليوم مؤاتية لعودتهم إلى بلادهم لكنها لا تقبل في الوقت عينه، بالأوضاع الراهنة في لبنان”. في المقابل، الجمود الرسمي والإحجام عن اي خطوة عملية لمعالجة هذه الظاهرة الآخذة في التمدد في شكل مخيف، ايضا على حالهما. صحيح ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصل بنظيره السوري فيصل المقداد هاتفيا في 13 الجاري قبل ان يتفق معه، بعد تواصل بينهما في نيويورك، على ان يتخابرا مجددا لتحديد موعد “للقائنا في سوريا، لبحث أزمة النّزوح”، كما اعلن بوحبيب نفسه.. غير ان الزيارة لم تحصل بعد، كما ان ثمة تشكيكا قويا في جدواها، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، علما ان في الوقت الضائع هذا، حركةُ النزوح غير الشرعي نشيطة جدا من سوريا الى لبنان، من الشمال والبقاع. بحسب المصادر، اذا كانت الخطة اللبنانية لمواجهة النزوح في موجاته المتجددة، تقوم على التنسيق مع الجانب السوري، فإن نتائجها قد تكون صفرا، الا اذا… فحتى الساعة، من المؤكد وفق معطيات مِن اكثر من مصدر محلي ودولي، أن الجيش السوري يسهّل عبور السوريين الى لبنان، خاصة وان معظم هؤلاء آتون من تركيا. اي انهم نزحوا اليها منذ سنوات، قبل ان تقرر انقرة اليوم، ان تبدأ عملية اعادتهم الى بلادهم. فما كان من النظام، الذي لا يريدهم اصلا، إلا ان غض الطرف عن قرار هؤلاء، الانتقال من سوريا الى لبنان.

وفي وقت يكافح الجيش اللبناني وحيدا لمحاولة لجم هذه الحركة الخطيرة، حيث يوقف يوميا مئات العابرين من سوريا بطرق غير شرعية، تقول المصادر ان المطلب الوحيد الذي يجب ان يحمله بوحبيب الى الشام، هو مطالبة النظام بضبط حدوده وبإبداء الحزم المطلوب والقوي، في التصدي لمَن يحاولون الانتقال من الاراضي السورية الى اللبنانية. هذا على صعيد الموجات المتجددة. اما مسألة عودة النازحين الموجودين في لبنان منذ سنوات، فيجب ايضا عدم نسيانها، حيث لا بد للدبلوماسية اللبنانية ان تفعّل حركتها على الساحة الدولية والاممية، ليس للتمني على المانحين، نقل مساعدات النازحين من لبنان الى سوريا، بل لابلاغهم بأن لبنان يرفض ما تقوم به مفوضية اللاجئين وسيبدأ بسلسلة خطوات امنية – حياتية تعقّد على السوريين بقاءهم في لبنان. اما الاكتفاء بالبيانات و”النق”، فلن يبدلا على الارض شيئا، تختم المصادر.

 

"الفرنسية" تعارضت و"الخماسية"... الأولى للحوار والثانية للمواصفات

يوسف فارس/المركزية/27 أيلول/2023

لم يعد مستغربا انحسار الاهتمام بالمبادرة الفرنسية لحل ازمة الشغور الرئاسي في لبنان اثر الخلافات التي بانت على سطح الدول الخماسية في اجتماعها الاخير في نيويورك على مستوى الممثلين لا الوزراء وحتى السفراء كما العادة، ما انسحب سلبا على مهمة الموفد الرئاسي الوزير جان ايف لودريان الى لبنان الذي تضاءلت حظوظ اختراقه الجدار الرئاسي وباتت في ادنى مستوياتها في ظل انفلاش رعاية المجموعة الخماسية الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر التي باتت قاصرة عن ارغام المعطلين للاستحقاق الرئاسي والفريق الذي يوظف الفراغ في قصر بعبدا لخدمة محوره الاقليمي عن التراجع. وفيما يقترب شهر ايلول من نهايته بما يعنيه التهيب من تمدد الفراغ اكثر فاكثر وتراجع الامال على ما قد يحمله في زيارته الرابعة الى بيروت اذا ما تمت، خصوصا وان المعطيات المتداولة بين عواصم اللجنة الخماسية لا تبشر باختراق وشيك او باجواء تشجع على توقع احداث ثغرة في الملف الرئاسي المقفل.

النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ "المركزية" في هذا الصدد ان الجانب الفرنسي ما كان يجسد وجهة نظر اللجنة الخماسية في مسعاه لحل الازمة اللبنانية وتحديدا ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية كنقطة انطلاق لوقف التدهور في لبنان واعادة وضع البلاد على سكة التعافي والنهوض من الكارثة التي انحدر اليها. بل كانت فرنسا عبر موفديها الاول باتريك دوريل والثاني جان ايف لودريان تعمل على استكمال المبادرة التي اتخذها الرئيس ايمانويل ماكرون لمساعدة لبنان على النهوض من المأزق الذي انزلق اليه. اضافة، فان الحراك الفرنسي ارتكز على الحوار بين القوى اللبنانية حتى انه اعلن التكامل مع ما طرحه رئيس المجلس النيابي نبيه بري على هذا الصعيد. في حين كانت غالبية من المعارضة والفريق المسيحي ترفض هذا الطرح وتعطي الاولوية لتطبيق الدستور وانتخاب الرئيس باعتبار ان المجلس هيئة ناخبة. من هنا جاء التعارض في وجهات النظر بين ممثلي الدول الخماسية في الاجتماع الاخير الذي عقد على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، وكان التحرك القطري لاعادة تصويب الامور بايجاد مرشح رئاسي من خارج المنظومة السياسية اصلاحي انقاذي وفق قاعدة المحاسبة والعدالة. وبين الاسماء المتداولة والمنسوب حملها للموفد القطري هناك من يصلح لقيادة المرحلة المقبلة: اصلاحي انقاذي اقتصادي ناجح.

ويختم لافتا الى ان العديد من الدول الخارجية متآمر على لبنان يعمل لتوطين الفلسطينيين ودمج النازحين في هذا الوطن الصغير بما يؤدي لاحقا الى خلق نزاعات عرقية ومذهبية وديموغرافية تدفع باللبنانيين الى الهجرة لتغيير الهوية اللبنانية.

 

هذا ما قاله مطلق النار على السفارة الأميركية للمحقّقين... وإليكم ما استعان به

الشرق الأوسط/27 أيلول/2023

أظهرت التحقيقات مع المتهم بإطلاق النار على مبنى السفارة الأميركية في بيروت، أنه عامل توصيل طلبات وترصد مداخل الطرقات المحيطة بالسفارة ومخارجها عبر خرائط «غوغل»، ثم انتقل عبر دراجة نارية، وأطلق تسع رصاصات باتجاه حائط السفارة، قبل أن يرمي الحقيبة بغرض التمويه، ويخفي سلاحه بين قدميه في رحلة العودة، وذلك رداً على ما عدّه «تعاملاً قاسياً» معه خلال إيصال طلبية قبل شهرين. ونفذت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي «عملية نوعية» في ضاحية بيروت الجنوبية في الثامنة من مساء الاثنين، تابعها رئيس الشعبة العميد خالد حمود ومدير عام قوى الأمن اللواء عماد عثمان لحظة بلحظة، وأوقفت خلالها المتورط بإطلاق النار على مبنى السفارة الأميركية يوم الأربعاء الماضي في نادٍ رياضي في منطقة الكفاءات، حسبما قالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن الموقوف يتحدر من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية. وقالت المصادر إن القسم الفني في «شعبة المعلومات» جمع كاميرات المراقبة من محيط السفارة، «وأنجز خريطة متكاملة للطريق التي سلكها المتورط خلال دخوله إلى محيط السفارة وخروجه منه»، ما سهّل التعرّف عليه عبر ملاحقته، قبل تحديد موقعه بالدقة المطلوبة، وتنفيذ عملية أمنية في الضاحية، قادت القوى الأمنية إلى موقع وجوده في نادٍ رياضي بمنطقة الكفاءات.

وقال الموقوف، في التحقيقات معه، إنه كان أوصل طلبية في 19 تموز الماضي إلى السفارة، ولم يقابل أحداً، فخاطب أمن السفارة عبر «الانترفون»، وتذرّع بأن موظف الأمن الذي رد عليه ولم يشاهده الموقوف، «رد بطريقة تتسم بالقسوة»، وهو ما دفعه لإطلاق النار بعد شهرين على السفارة. وأبلغ المحققين بأنه ترك شركة التوصيل التي كان يعمل فيها قبل شهر. وحسب المصادر الأمنية، خطط الموقوف لهذه العملية، وقال في التحقيقات الأولية معه إنه «استعان بخرائط غوغل للحصول على خريطة الطرقات إلى السفارة ومحيطها وحدد مكان دخوله وخروجه»، ونفذ حركته استناداً إلى تلك الخرائط، وهو ما ثبت في تنقلاته التي التقطتها الكاميرات. واعترف الموقوف بإطلاق 9 رصاصات باتجاه المبنى، وقال خلال التحقيقات إنه «تقصد إطلاقها باتجاه الحائط، كي لا يصيب أي أحد بأذى»، لكنه احتسب عملية مغادرته بدقة، ففيما خبّأ سلاح الكلاشنيكوف بحقيبة خلال ذهابه، تخلى عن الحقيبة بعد إطلاق النار ورماها في موقع قريب من موقع إطلاق النار «بغرض التمويه»، بينما عمد إلى «طيّ الذراع المعدنية للسلاح بما يتيح تصغير حجمه، ووضع البندقية بين قدميه على الدراجة النارية» خلال رحلة العودة. وقال المصدر الأمني إن قوى الأمن ضبطت الدراجة النارية التي انتقل عليها، كما ضبطت السلاح الذي استخدم في إطلاق النار. وحادثة إطلاق النار، ليست الأولى التي يتورط فيها الموقوف، وفق ما قالت المصادر الأمنية، لافتة إلى أن الشاب البالغ من العمر 36 عاماً «كان متورطاً في عام 2022 بإطلاق النار على المقر الرئيسي للأمن العام»، وأقرّ بذلك، قائلاً إنه تلاسن مع ضابط في الأمن العام على خلفية الزحمة في تلك الفترة لتقديم أوراق الحصول على جواز سفر، فغادر المكان وأطلق النار من بعيد، وسُجّلت الحادثة ضد مجهول. وبعد جمع الكاميرات من قبل «شعبة المعلومات»، حُدد مطلق النار وتعرفت القوى الأمنية على هويته.

وفي سياق القبض عليه الاثنين في الضاحية، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر أمنية «أوحت للسكان بأنها كانت تداهم مجموعة من أصحاب السوابق المتورطين بالسطو والإخلال بالأمن والاتجار بالمخدرات»، علماً بأن القوى الأمنية عادة ما تنفذ مداهمات بحثاً عن هؤلاء في الضاحية بشكل دوري

 

متى يحجز الخليجيّون تذاكرهم الى لبنان؟

أم تي في/27 أيلول/2023

ما حصل على أرض لبنان هذا الصّيف بدأ في السّماء أوّلاً. آلاف الطائرات حطَّت في مطار بيروت أقلّت سيّاحاً ومُغتربين وجرعات من الأمل والحياة كان لبنان بأمسّ الحاجة إليها. ولكن مع بدء موسم الخريف، هل خفّت حركة الطيران؟ وهل ينسحب صيف لبنان على الأشهر المُقبلة وخصوصاً موسم الأعياد؟

يؤكّد أمين سرّ نقابة أصحاب مكاتب السّفر والسياحة ريمون وهبه أنّ "صيف 2023 كان ممتازاً ليس فقط بالنسبة لقطاع السّفر وإنّما في مختلف القطاعات في لبنان، فالسياحة حقّقت أرقاماً قياسيّة خصوصاً في عزّ الموسم بين تمّوز وأيلول"، مضيفاً في حديث لموقعmtv "مع انقضاء الصيف والعودة الى المدارس، خفّت حركة السفر بطبيعة الحال، ولكنّنا مستمرّون بزخم وتفاؤل الصّيف، ونتوقّع حركة مشابهة للصيف في موسم الأعياد". ويعتبر وهبه أنّ "السائح الذي يزور لبنان هو تماماً كالرأسمال، أي انه يتواجد حيث الهدوء والأمان، والمغتربون والسيّاح الذين زاروا لبنان سيعودون لأنهم عرفوا أنّ الصّورة السلبية التي تُسوّق عنه ليست صحيحة، ويُمكن الاستمتاع بالسياحة في لبنان رغم كلّ شيء، فضلاً عن أنهم باتوا يعرفون جيّداً المناطق الآمنة والسياحية بامتياز"، مشيراً الى أنّ "غالبية السيّاح العرب الذين يزورون لبنان هم من الجنسيّات الأردنية والمصرية والعراقية والليبية والفلسطينيّة، وإن انتُخب رئيسٌ للبنان فإنّ ذلك سيشجّع على عودة السّائح الخليجي". وردّاً على سؤال عن أسعار تذاكر السّفر المُرتفعة، يلفت وهبه الى أنّ "الأمر مرتبطٌ بالمواسم، وعندما يزيد الطّلب على السفر تكون الأسعار مرتفعة خصوصاً في الصيف، أمّا في المواسم والأشهر الأخرى فالأسعار تكون أقلّ".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

التدمير الإرادي ليس صدفة

شارل الياس شرتوني/27 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122618/122618/

إن مجرد معاينة الواقع اللبناني بكل مندرجاته كفيل بالانباء عن سياسة تدمير منهجية تلتئم حول تقويض كيانه الوطني والدولتي من خلال تشريع حدوده للنزوح السوري، والجريمة المنظمة بكافة أشكالها، وتفعيل السياسات الانقلابية في كل الاتجاهات. أما الحراك السياسي فلا يعدو كونه تمويها ومسرح ظلال للديناميكيات السياسية الحقيقية التي تعمل على تفكيك البلاد، وتغيير النسيج الديموغرافي والاجتماعي والثقافي وقواعد الاجتماع السياسي، في بلد لم يعد يمتلك الحد الأدنى من التماسك الوطني والدولتي. الوجه الآخر لهذه الصورة هو بداية المرحلة الجديدة لانهيار ما تبقى من النظام الاقليمي وتداعياته الاستراتيجية والأمنية، في وقت تتركز فيه قواعد الحرب الباردة الجديدة.

نحن أمام مشهد جديد من الانهيارات المتلاحقة، والنزاعات المجمدة، وعمل دؤوب تقوده الصين من أجل إيجاد نطاقات إستراتيجية مضادة قائمة على تجميع الدول المارقة، ومنازلة النظام الدولي الليبرالي الذي أرسي غداة الحرب العالمية الثانية.يقابل هذا المشهد حركة أميركية وأطلسية بإتجاه حلف إستراتيجي جديد يتحرك على خط طرق التوابل الموازي لطرق الحرير، واستكمال الديناميكية الابراهيمية، وقطع الطريق على استنهاض السياسات الانقلابية وديناميكيات الفوضى المتأهبة. لقد أدت السياسة الانقلابية الشيعية إلى تدمير النسيج الدولتي في المنطقة، وإلى تزخيم الحركات الارهابية في الأوساط السنية، والدفع قدما بإتجاه إستحداث مناطق نفوذ تتوزع بين السياسات الامپريالية الإسلامية (إيران، تركيا، السعودية) كبديل وظيفي عن كيانات دولتية متداعية، وتفعيل الهجرات بإتجاه الديموقراطيات الغربية. أمام هذه المشهد المعقد، لا بد من تلمس سبل احتواء مفاعيل هذه الديناميكية التدميرية في بلادنا، وإعادة بناء السياق الدولتي من خلال البت في الملفات التالية:

-إعادة تكوين السلطة انطلاقًا من معادلات ميثاقية ودستورية تعزز منطق دولة القانون على حساب سياسات النفوذ الهمجية التي تسعى الى تثبيت أحوال الفراغ المؤسسي في البلاد، من أجل إحداث تبدلات استراتيجية تنهي الرواية التاريخية المؤسسة، وما نشأ عنها من خيارات ليبرالية وديموقراطية تعرضت لعمليات قضم مديدة خلال المئوية التي انقضت على إنشاء الكيان الوطني اللبناني. إن إجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة ائتلافية تتولى مهمة إخراج البلاد من الأزمات المؤسسية والمالية  وتداعياتها المدمرة، هو المدخل الأساس من أجل وضع حد لسياسات التسيب الارادي التي اعتمدت منذ أربع سنوات إمعانا في تدمير البلاد على كل المستويات. إن ربط التطبيع السياسي في البلاد بسياسات النفوذ الإيرانية المتحركة هو متابعة للنهج الانقلابي في كل مندرجاته، واستنهاض لكل السياسات الانقلابية المتوازية على تنوع محاورها. هذا يعني بالتالي، مواجهة سياسة الموت الانسيابي البطيء أصبحت واجبة على قاعدة سياسة الانقلاب تستدعي سياسة انقلاب مضادة.

-لقد انقضت أربع سنوات ناجزة على سياسة الانهيار المالي الإرادي دون أن تبادر الاوليغارشيات الحاكمة من خلال الحكومات الثلاث المتعاقبة الى وضع إطار ثابت لمعالجة الأزمات المالية المتراكمة: لا مفاوضات جدية مع صندوق النقد الدولي والدول المانحة على قاعدة السياسات الشرطية والإصلاحات الهيكلية؛ لا تحقيقات جنائية مالية وأعمال مقاضاة تطال كل المواقع الحكومية والادارية والمصرفية والنيابية التي شرعت وغطت ونفذت سياسة الديون البغيضة خارجًا عن كل الاعتبارات التشريعية والقانونية والمالية الناظمة؛ متابعة سياسة شفط أموال المودعين من خلال لعبة أسعار الصرف المتقلبة التي تحكمها مافيات الصرافة الشيعية وأقرانها، وقرارات المصرف المركزي، وسياسات جمعية المصارف؛ التمنع الإرادي عن وضع خطة إصلاحية مبنية على التقاطع بين الإصلاحات المالية الهيكلية وتحفيز الاستثمارت في كل القطاعات الانتاجية، والتعليمية والتكنولوجية والاستشفائية والبنيات التجهيزية وتطوير بنية سوق العمل؛ تدمير العمل الاقتصادي المشروع لحساب الاقتصاد الريعي وتشعيب الحيازات والمحاصصات (البترول والغاز، كمصدر احتمالي للنهب تديره المافيات الشيعية وشركاها)، نشاطات الجريمة المنظمة، لجهة التهريب على مستوى المعابر البرية والجوية والبحرية، وتبييض ألاموال، مدغمًة  بفتاوى الفقه الجعفري؛ متابعة نهب موارد وأملاك الدولة من خلال السيطرة على المشاعات العامة، التي تمهد لمشاريع بيع ما تبقى من أصول الدولة وإحتياط الذهب؛ التمنع عن أي إصلاح إداري يضع حدا للتضخم السرطاني الذي يعانيه القطاع العام نتيجة للسياسات الزبائنية التي تحكم مفاصلها سياسة النفوذ الشيعية، وتردداتها الكارثية على سبل إستقامة المالية العامة؛ إستخدام القضاء مدخلًا لتشريع عمليات النهب المنهجي …،.

يقع التعاطي الهزلي مع مسألة النازحين السوريين على تقاطع سياسات إنقلابية متنوعة المصادر تستثمر في عملية تسييب الحدود اللبنانية-السورية التي تأسست مع الاستوائية الإستراتيجية الممتدة بين جبل عامل والنطاقات العلوية في شمالي سوريا، ومن خلال سياسة التنظيف الاتني التي نفذها التحالف العلوي-الشيعي خلال الحرب السورية، وعبر الحدود المستباحة على التخوم البقاعية والعكارية التي استخدمها المهربون وإرهابيو داعش على حد سواء، بالتنسيق مع حزب الله مواربة أو مباشرة، الأمر الذي أسقط بشكل تدرجي الحصانات السيادية وجعل من عملية العبور شأنًا مطبعا، أضيفت إليه عودة بشار الأسد من خلال سياسة مزدوجة: متابعة سياسة التنظيف الاتني في الدواخل السورية، والسعي الحثيث لضرب الاستقرار في لبنان، وتبلد النازحين السوريين الذين انتقلوا من واقع التهجير والعمل الموسمي الى التسييس ومنازعة شرعية لبنان  الكيانية، والتسلح، والنشاط التجاري غير المشروع، والإعلان عن مشاريع انقلابية يعبر عنها ببذاءته المعهودة كمال اللبواني، أحد المعارضين السوريين، وتفجر العقد التي تحكم السلوك السوري تجاه كل ما هو لبناني.

لن تستقيم  الأمور في هذا الشأن ما لم تستعد الدولة اللبنانية  سيادتها، وتبادر الى الخوض في عمل امني، وسياسي، ودپلوماسي يضع حدًا لهذا التسيب الإرادي. على لبنان إطلاق حركة دپلوماسية باتجاه خطة عودة جماعية الى الدواخل السورية باشراف الأمم المتحدة وانهاء سياسة التعاطي مع هذه المسألة كقضية إنسانية وإجتماعية ليس إلا، وإلا كل عمل إنقلابي يستدعي عملًا انقلابيا مضادًا. هذه الاعتبارات تنطبق على واقع الاستثناءات السيادية في المخيمات الفلسطينية كمفاعلات لسياسة إنقلابية إقليمية تستخدم الأراضي اللبنانية منطلقًا لها.

إن تفاهة العمل السياسي القائم من خلال مجلس نيابي صوري، وحكومات قاصرة لا قدر لها، ورئاسة مترهلة وتابعة، هي الصورة المعكوسة لإستراتيجيات إنقلابية تعمل على وقع سياسة قضم تدرجية  تعمل على تكسير الكيان الوطني والدولتي والمعنوي على حد سواء. إن البقاء داخل هذه الدائرة المقفلة سوف يسمرنا داخل ديناميكيات اهتراء مديدة، وبمواجهة إشكاليات وأولويات خاطئة، في وقت تعمل فيه السياسات الانقلابية على تثبيت مكتسباتها وتوسيع مسارات القضم والتدمير  المنهجي.

 

سباق سعودي إيراني بصفقات أميركية: لبنان ينتظر "التسوية المتوازنة"

منير الربيع/المدن/28 أيلول/2023

ينتظر لبنان الإيقاعات المتجددة التي تشهدها المنطقة، لعلّها تنعكس عليه في فتح طريق أو مسار يقود في نهايته للوصول إلى تسوية. كل ذلك سيكون بحاجة إلى وقت بلا شك. ولكن لا مفر من تسجيل جملة نقاط لا بد لها أن تحدث بعض المتغيرات أو تحرّك بعض الملفات.

أولها، التوتر الذي شهده اليمن إثر غارات شنّها الحوثيون بطائرات مسيّرة على الأراضي السعودية. هو تطور يأتي بعد زيارة وفد الحوثيين إلى الرياض والحديث عن سعي لاتفاق شامل. من شأن تلك الضربة أن تعيد خلط الأوراق بشكل كامل.

ثانيها، إعلان مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي عن السماح بالتفاوض المباشر بين الإيرانيين والأميركيين حول الملف النووي.

ثالثها، تطورالحديث عن التطبيع السعودي الإسرائيلي، والتقدم المحرز على هذا الخطّ، من دخول السفير السعودي إلى الضفة الغربية، إلى زيارة وزير السياحة الإسرائيلي إلى المملكة.

سباق سعودي- إيراني

ليس صدفة، أن يتزامن تنامي الحديث عن التطبيع السعودي الإسرائيلي، بموازاة الانتقال إلى التفاوض الأميركي الإيراني المباشر. ففي ذلك سيوازن الأميركيون في مواقفهم، ويضغطون على الطرفين معاً، لوضعهما في خانة الحاجة إلى تقديم التنازلات استعجالاً للوصول إلى توافق قبل الآخر. وفي هذا المسار، سيفتح باب واسع للابتزاز المتبادل. سيظن كل طرف أنه بتفاهمه وتقاربه مع الأميركيين يمكنه تحقيق مكاسب على مستوى المنطقة. فالسعودية تعتبر نفسها قوة أساسية قادرة على التفاهم مع الأميركيين على ملفات كثيرة. وإيران تنظر إلى تجارب عديدة حصل فيها تقاطع للمصالح بينها وبين واشنطن، من العراق إلى سوريا ولبنان، وبالتالي، سيمنحها الاتفاق النووي مكاسب سياسية ومالية يمكنها "تقريشها" في الشرق الأوسط.

تحت هذه العناوين الكبرى، يقيم لبنان على ضفة الانتظار، في مراقبة لمسارات وتحركات تتصل بالبحث عن حلول لأزمته، منها التحرك الفرنسي، وصولاً إلى موقف المبعوث جان إيف لودريان، والذي يعبّر عن انعطافة فرنسية واضحة إزاء المبادرة القديمة، وإعلانه عن ضرورة البحث عن مرشح ثالث. بعدها، جاء الاجتماع السعودي الفرنسي المشترك في الرياض، بين لودريان، والمستشار نزار العلولا والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري. وحسب المعلومات، فإن الاجتماع يأتي في سياق إعادة تجديد التنسيق بين الطرفين، بعد الموقف العلني الذي اتخذه المبعوث الفرنسي، وبالتالي إعادة العمل وفق ما اتفق عليه في اجتماعي اللجنة الخماسية في باريس شباط 2023، وفي الدوحة تموز 2023.

ضغوط على السياسيين

تلويح لودريان بإمكانية فرض عقوبات، لا يمكن فصله عن لغة استخدمها الأميركيون والسعوديون في اجتماعي باريس والدوحة. وهذا يعني إطلاق مرحلة جديدة من الضغوط على القوى السياسية اللبنانية لدفعها إلى تقديم تنازلات. يأتي ذلك إثر التحركات التي قام بها الموفد القطري في لبنان، من خلال لقاءاته مع غالبية الأفرقاء، وذلك للبحث عن قواسم مشتركة.

حتى الآن لا يزال الثنائي الشيعي متمسكاً بترشيح سليمان فرنجية. ولهذا الموقف قراءتان، الأولى تشير إلى الثبات على الموقف غير القابل للتعديل حالياً، فيما الثانية تشير إلى أن رفع السقف يهدف إلى استدراج عروض تفاوضية. وبالتالي، كل طرف يرفع السقف لتحصيل المزيد من المكاسب والضمانات. خصوصاً أن هناك قناعة راسخة بأنه في حال لم يتنازل الحزب عن موقفه ومرشحه، فلن يكون هناك أي أفق للحلّ. بينما اتجاه آخر يشير إلى أن الحزب قد يراهن على تطورات أميركية إيرانية من شأنها أن تصب في صالحه لبنانياً.

تسوية متوازنة؟

على هذا الخطّ، تقول مصادر متابعة، إن الأميركيين يؤكدون بأنهم يريدون الوصول إلى رئيس في لبنان. ولكن هذا لا يعني منح حزب الله ما يريده، وتلبية شروطه وتقديم التنازلات له. يقول الأميركيون أكثر من ذلك، إن إيران لم تحقق أي انتصار في منطقة الشرق الأوسط. صحيح أنها لم تهزم ولكن لا يمكنها التعاطي وفق منطق المنتصر. وبناء عليه، يتحدث الأميركيون عن تسوية متوازنة. وهو ما يريده السعوديون والقطريون أيضاً.

في لبنان أيضاً، ثمة من يقرأ في كل هذه التطورات، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي تراجع خطوة إلى الوراء في مسألة مبادرته الحوارية التي رفضها الأفرقاء المسيحيون، ولا سيما القوات اللبنانية وحزب الكتائب والتيار الوطني الحرّ، الذي وضع شروطاً متعددة لآليات وبنود هذا الحوار.

بالموازاة، لا يزيل برّي من حساباته البحث مجدداً عن التفاوض مع السعودية، على قاعدة أنه الوحيد القادر على إنتاج توافق معها، وأن بإمكانه تحقيق قواسم مشتركة، فيما هناك اتجاه سعودي لعدم الدخول بالتفاصيل اللبنانية ويومياتها، على قاعدة أن التفاوض يمكن أن يحصل مع إيران.

في هذا السياق، هناك تجربة سابقة مع برّي تتعلق بتوجيه دعوتين له لزيارة المملكة أيام السفير السعودي علي عواض العسيري، ودعوة أخرى وجهت إليه في العام 2018 إلا أنه لم يلب الدعوتين، وذهب حينها إلى طهران، والتي وازنها بزيارة إلى النجف في العراق ولقائه الشهير مع المرجع السيد علي السيستاني.

 

شعب وجيش... وديليفري

أبو زهير/أساس ميديا/الخميس 28 أيلول 2023

هي المرّة الثانية التي تتسبّب بها شركة "توترز" (Toters) المتخصّصة بخدمة الديليفري، بمشكلة تخضّ الرأي العامّ اللبناني وتحدث جلبة... فألله يستر من "التالتة".

- في المرّة الأولى تسبّبت نكتة عن "توترز" بإدخال الـStand-up comedian نور حجّار إلى السجن، بعد "غمز ولمز" بأنّ أغلب العاملين في تلك الشركة باتوا من بين عناصر الجيش اللبناني، للإشارة بشكل ساخر (لكن هادف طبعاً) إلى عمق الأزمة التي تضرب لبنان وتصيب مؤسّساته بعدما اضطرّت موظّفي الدولة إلى القيام بأكثر من وظيفة من أجل الاستمرار... حتّى لو ديليفري للمنازل.

في حادثة نور حجّار، كانت "توترز" تتقمّص دور "الجيش" ضمن الثلاثية "الخشبية" (المعاكِس) الشهيرة: شعب وجيش ومقاومة.

- في المرّة الثانية، رفعت "توترز" سقف التحدّي عالياً جدّاً، فتقمّصت دور "المقاومة". بل ذهبت بعيداً إلى حيث لم تجرؤ المقاومة نفسها، تلك المقاومة التي ما انفكّت تشبعنا "مهتّات" منذ سنوات برفع الأصابع، وبالحديث عن معادلات هندسية.

الحقيقة ستبقى مخفيّة، لكن نستطيع تأكيد واقعة، يصعب إنكارها أو تلافيها، تقول إنّ التخبّط "ضارب أطنابه"، إلى حدّ أنّنا ما عُدنا نعرف إن كانت المقاومة "ديليفري"، أو "الديليفري" مقاومة!

هزّت "توترز" جبروت "الشيطان الأكبر"، ولقّنت بلاد العمّ سام درساً في الديليفري وفنون توصيل الرسائل الأمنية بعد المأكولات والعصائر وعلب السجائر والبيبسي كولا، فأرسلت إلى "قلعة" الأميركيين وأكبر سفاراتهم في الشرق الأوسط، "ذئباً منفرداً"، "انغماسيّاً" متخصّصاً بديليفري سندويشات الشاورما، فأطلق نيرانه "رشقي وصليات" من سلاح حربيّ من صنف كلاشنيكوف، باتجاه بوابة السفارة من دون أيّ نيّة مبيّتة لديه لإصابة أحد (ماسك واجب حمّودي).

سيناريوهات "شاورما"

انقسم اللبنانيون إلى 3 فرق:

- سَخِرَ البعض من هذه "التخريجة". فقالوا إنّه "فيلم محروق" أرادت الأجهزة الأمنيّة من خلاله الحفاظ على ما بقي من ماء وجهها (على الرغم من أنّها مقطوعة)، فوجّهت التُهمة لعامل الديليفري الذي استطاع أن يخترق بسلاحه الحربي حصناً من حصون الأميركيين، ثمّ اختار الزاوية المناسبة من أجل إصابة البوّابة من دون أن يُكشف أمره، ثمّ تقهقر من المكان على متن درّاجته النارية واضعاً سلاحه في شنطة الديليفري... ويا دار ما دخلك شرّ (مطلق).

- أمّا بعضهم الآخر فمال إلى تصديق السردية نفسها، التي قدّمتها السلطات اللبنانية، باعتبار أنّ "فرع المعلومات" مشهود له بحِرَفيّته ومهنيّته العالية وقدرته على كشف أكبر جريمة تقع في البلاد في غضون 48 ساعة.... وهذا ربّما ما حفّزهم على تصديقها باعتبار أنّ الفعل لو كان مدبّراً سياسياً لما تحرّك الفرع من أصله، وما كان اعتقل أحداً أو توصّل إلى أيّ شيء في تلك الحادثة.

- رأي ثالث فضّل نظريّة "الكوكتيل". فخلط المعطيَين وخرج بنظرية ثالثة هجينة تجمع النظريّتين السابقتين، وتقول إنّ ما قام به "انغماسي الديليفري" كان مقصوداً ومفتعلاً ومُدبّراً، وإلقاء القبض عليه كان بدوره مُدبّراً أيضاً، باعتبار أنّ عملاً كهذا سيتسبّب حتماً بإحراج كبير للدولة اللبنانية وأجهزتها (على أساس صيتها "سكوتلاند يارد" وطلوع) أمام السلطات الأميركية التي تنفق على تلك الأجهزة أوراقاً خضراً (ورق عنب) وبدت مهتمّة جداً بمعرفة ملابسات ما حصل في ذاك اليوم المشؤوم، خصوصاً أنّ للأميركيين ذكريات أليمة مع حوادث تتعلّق ببعثاتهم الدبلوماسية في بيروت.

لكن بمعزل عن الصواب أو الخطأ، فإنّ كلّ نظرية من تلك النظريات الثلاث تحمل في طيّاتها أبعاداً كارثية قد يصعب هضمها، حتى مع Seven-up أو Maalox.

إن كان الاعتداء على السفارة الأميركية رسالة سياسية – أمنيّة تخصّ "التعنّت" الأميركي بملفّ الرئاسة ومطالب اللجنة الخماسية (كما قيل)، فإنّ الكارثة أن يتحوّل استحقاق دستوريّ لبنانيّ محض إلى لعبة من صنف توجيه الرسائل الأمنيّة عبر السفارات، ويشير الاعتداء بحدّ ذاته إلى حجم العجز الذي يغرق فيه "المُرسل".

أمّا إن كانت الحادثة عرضية بالفعل مثلما قالت الأجهزة الأمنيّة، فتلك مصيبة أعظم، بل طامة بكلّ ما للكلمة من معنى، تشي بحجم الدرَك الأمني والفوضى المستشرية ومدى ما وصلت إليه البلاد من فلتان وتسيّب يسمحان لعامل "دولوفوري" (أي كلام يعني) بأن يحمل سلاحه الحربي ويقطع به كيلومترات بدافع الثأر من رجل أمنٍ قال في وجهه ذات يوم من ذاك العام: "يلا من هان ولييه"... فيطلق النار على سفارة دولة أجنبية (يعني صار الصغير فينا بيقوّص على سفارة أميركا!).

لكن بالمحصّلة، وفي خلاصة كلّ ما حصل، فإنّ الحقيقة ستبقى مخفيّة، لكن نستطيع تأكيد واقعة، يصعب إنكارها أو تلافيها، تقول إنّ التخبّط "ضارب أطنابه"، إلى حدّ أنّنا ما عُدنا نعرف إن كانت المقاومة "ديليفري"، أو "الديليفري" مقاومة!

فهِمت أو ما فهِمت... مشكلتك!

 

ما بين الانتخابات اللبنانيّة والانتخابات الأميركيّة

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الخميس 28 أيلول 2023

بقدر ما ولّدت المستجدّات الكبرى في المنطقة، وفي مقدَّمها الإعلان عن طريق الهند – الشرق الأوسط – أوروبا، انطباعاً بأنّ لبنان على هامش هذه المستجدّات، فإنّ قراءةً لمجمل المشهد الداخلي والدولي والإقليمي تؤكّد أنّ هذا الانطباع ملتبسٌ وتعوزه الدقّة، لأنّ ترابط الملفّات على الساحتين الإقليمية والدولية أصبح أكبر من أن يستثني أيّ ملفّ من ملفّات المنطقة بما في ذلك الملفّ اللبناني، وخصوصاً أنّ جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين على الساحة اللبنانية يجمعون ملفّاتهم حزمة واحدة ولا يمكنهم التفريط بواحد منها لحساب آخر في لحظة انتقالية على مستوى المنطقة والعالم.

الواقع أنّ حجر الزاوية لهذه اللحظة الإقليمية يتمثّل في دخول المنطقة والعالم في زمن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرّر إجراؤها في 5 تشرين الأول 2024. وبالتالي فإنّ جميع اللاعبين الكبار على الساحة اللبنانية بدأوا يبنون حساباتهم على هذا الأساس، من ضمن تحسين شروط مفاوضاتهم وعلاقاتهم مع الولايات المتحدة، كلّ بحسب أولويّاته ومصالحه.

دخول واشنطن مجدّداً الساحة اللبنانية من خلال طرح الترسيم البرّي بعد البحري عبر موفد الرئيس الأميركي آموس هوكستين، يزيد من أهميّة الملفّ اللبناني بالنسبة إلى هؤلاء اللاعبين الحاضرين بقوّة على الساحة اللبنانية

ربّ قائل إنّ الملفّ اللبناني يعدّ تفصيلياً أمام الملفّات الكبرى المطروحة حالياً في المنطقة والتي تقع على التقاطع الإقليمي الدولي، وفي مقدَّمها:

- أوّلاً، الدفع الأميركي باتجاه تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، في اللحظة القصوى للصعود الدولي للرياض، وهو ما يجعلها تجمع كلّ أوراق قوّتها.

- ثانياً، رسم خريطة جديدة للتفاوض / المواجهة بين واشنطن وطهران، وهو ما يجعل كلا الطرفين يجمع كلّ أوراق قوّته أيضاً.

الدخول الأميركيّ

لكنّ دخول واشنطن مجدّداً الساحة اللبنانية من خلال طرح الترسيم البرّي بعد البحري عبر موفد الرئيس الأميركي آموس هوكستين، يزيد من أهميّة الملفّ اللبناني بالنسبة إلى هؤلاء اللاعبين الحاضرين بقوّة على الساحة اللبنانية من خلال امتلاكهم أدوات عمليّة بخلاف اللاعبين الآخرين فرنسا وقطر اللذين لم تعد حركتهما في بيروت تكتسب أهمية إلّا بمقدار صلتهما بتوجّهات اللاعبين الرئيسيين الثلاثة، على الرغم من التناقضات بينهم. وربّما أدوار اللاعبين غير الرئيسيين تتمثّل في القدرة على إيجاد تقاطع بين هذه التناقضات، وهو ما لا يوجد مؤشّر إليه حتى الآن.

إذّاك تغدو مبادرة هوكستين إشارة واضحة من قبل الإدارة الديمقراطية إلى أنّها بدأت تجمع ما أمكنها من مكاسب وأوراق قوّة في إطار حملتها الانتخابية بمواجهة الحزب الجمهوري، تماماً كما حصل عشيّة الانتخابات النصفية الأميركية في الخريف الماضي عندما أصرّت إدارة بايدن، بتدخّل مباشر منه، على إتمام صفقة الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل قبل الانتخابات، للقول إنّ الرئيس الأميركي نجح في دمج إسرائيل أكثر في المنطقة، وفق الأدبيات الرسمية الأميركية التي أعقبت توقيع الاتفاق البحري بين لبنان وإسرائيل، ويعلم الجميع مدى تأثير هذا الأمر على الناخب الأميركي في إطار التنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

رسالة السفارة

اللافت في هذا الملفّ أنّ الموفد الأميركي يكاد يكرّر سيناريو الترسيم البحري نفسه، تحديداً من خلال اختياره الرئيس نبيه برّي وسيطاً بين لبنان وأميركا، عبر ما يسمّى "اتفاق الإطار"، أي أنّ تكليف رئيس المجلس بهذا الملفّ لم يحصل من ضمن أيّ آليّات لبنانية بل بموافقة أميركية واضحة. وهو ما يحيلنا، مرّة جديدة، إلى أنّ التفاوض بين بيروت وواشنطن يشمل طهران أيضاً عبر "الثنائي الشيعي" الذي يشكّل الرئيس برّي أحد ركنيه. وبالتالي دخلنا هنا في إطار المفاوضات الأميركية – الإيرانية على مستوى المنطقة لا لبنان وحسب، وهذا له حسابات خاصة لدى كلا الطرفين، واشنطن وطهران.

النقطة المركزية في مقاربة الوضع اللبناني تبقى أنّ زمن الرئاسة اللبنانية بات مربوطاً بزمن الرئاسة الأميركية

كان اتفاق تبادل الأسرى بين أميركا وإيران الأسبوع الماضي قد ذكّر بواقع أنّ العلاقات الإيرانية – الأميركية تستمرّ متأرجحة بين التصعيد والتفاوض مع التداخل بينهما لجهة سعي كلّ طرف إلى الضغط على الطرف الآخر وتحسين شروطه. والتصعيد في عزّ التفاوض سلوك إيراني تاريخي لم ولن يتبدّل، والدليل أنّ طهران ما إن حصلت على الاتفاق من واشنطن واسترجعت أموالها المحتجزة، حتى باشرت إرسال رسائل تصعيدية في المنطقة.

لذلك وضع حادث إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر ضمن السياق السياسي العامّ في لبنان والمنطقة، ثمّ قراءة ملابسات إلقاء القبض على مطلق النار، يعزّزان الشكوك في أنّ هذا الحادث ليس حادثاً فردياً "معزولاً"، وخصوصاً أنّ الوقائع السياسية الحالية تمدّ اعتبار الاعتداء رسالة سياسية – أمنيّة إلى واشنطن بحجج كافية.

يدلّ استهداف الحوثيين الحدّ الجنوبي للسعودية مجدّداً وقتل ضابط وجنديّ بحرينيَّين، على الرغم من المفاوضات الجارية لحلّ الأزمة اليمنية، أيضاً على سلوك إيران التاريخي لناحية تنفيذها مزيداً من الأعمال الهجومية في لحظة تحصيلها مكاسب دولية، أيّاً يكن حجم تلك المكاسب. ويمكن هنا الربط بين الاعتداء الحوثي على الحدود السعودية وبين الاعتداء على السفارة الإيرانية في عوكر، اللذين يأتيان في سياق سياسي عامّ واحد، مع الفارق في حجمهما والحيثيات الخاصة بكلّ منهما.

احتكاك مباشر

الجدير ذكره أنّ "الرسالة الناريّة" على السفارة تشكّل احتكاكاً مباشراً بين واشنطن وإيران – الحزب في لبنان، تماماً كما ملفّ الترسيم البرّي، ولذلك يدخل في الإطار العامّ لمسار المواجهة/ التفاوض بين الجانبين على امتداد المنطقة، ولا يقلّل من ذلك ما سُرّب عن توقيف مطلق النار على السفارة حتى لو أخذنا بهذه التسريبات. فأن يتمكّن شخص بمفرده من استهداف أكثر السفارات تحصيناً فمعنى ذلك أنّها في متناول الحزب ساعة يشاء، وهذا إذا ما أُضيف إلى صمت الحزب حيال الحادث، يجعل من الحادث نفسه رسالة أمنيّة لواشنطن في بيروت حتى لو سلّمنا جدلاً أن لا علاقة للحزب به.

أيّاً يكن من أمر، فإنّ النقطة المركزية في مقاربة الوضع اللبناني تبقى أنّ زمن الرئاسة اللبنانية بات مربوطاً بزمن الرئاسة الأميركية، وهذا لا يعني بالضرورة أن لا انتخاب لرئيس جديد في لبنان قبل موعد الانتخابات الأميركية، بل إنّ انتخابه قد يحصل في عزّ البازار الانتخابي الأميركي وبدفعٍ منه، خصوصاً في ظلّ الربط المحكم بين ملفّ الترسيم البرّي والملفّ الرئاسي. لكن في ظلّ اللحظة الدولية والإقليمية الراهنة، فإنّ صفقة بين واشنطن وطهران بشأن لبنان لن تكون كافية إن لم ترضِ كلّ اللاعبين المهمّين على الساحة اللبنانية، ولذلك الأزمة قد تطول وقد يضطرّ اللبنانيون إلى شدّ الأحزمة أكثر!

 

الرئاسة اللبنانيّة... صفقة مع أميركا تبحث عنها إيران

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الخميس 28 أيلول 2023

ليس إطلاق النار في اتجاه مدخل السفارة الأميركيّة في عوكر، قبل أيّام قليلة، حدثاً عادياً، وخصوصاً من ناحية توقيته، إذ يأتي في الذكرى السنوية الـ39 للتفجير الثاني للسفارة بعد انتقالها من عين المريسة إلى المنطقة الشرقية. انتقلت السفارة من عين المريسة بعد تدميرها بواسطة انتحاري استطاع اقتحام مبناها في شاحنة مفخّخة في 18 نيسان 1983. من بين الضحايا الـ63، كان معظم ضبّاط الـ"سي. آي. إي" في المنطقة. كان هؤلاء يعقدون اجتماعاً سرّياً فيها، وكان على رأسهم بوب إيمز أحد أبرز مسؤولي وكالة الاستخبارات الأميركية العاملين في الشرق الأوسط وقتذاك.

ليس إطلاق النار في اتجاه مدخل السفارة الأميركيّة في عوكر، قبل أيّام قليلة، حدثاً عادياً، وخصوصاً من ناحية توقيته، إذ يأتي في الذكرى السنوية الـ39 للتفجير الثاني للسفارة بعد انتقالها من عين المريسة إلى المنطقة الشرقية

كان إطلاق رصاصات عدّة على السفارة في العشرين من الشهر الجاري رسالة إيرانيّة موجّهة إلى واشنطن. فحوى الرسالة أن ليس في استطاعة أيّ جهة في العالم الإتيان برئيس للجمهوريّة في لبنان بمعزل عن "الجمهوريّة الإسلاميّة" الإيرانيّة. الموضوع في غاية البساطة. لا فائدة من الجهود الفرنسية ومن المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ولا فائدة من اللجنة الخماسية التي تضمّ ممثّلين للولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربيّة السعودية ومصر وقطر. لا فائدة من الدعوة الفرنسيّة للّبنانيين إلى إيجاد "خيار ثالث"، أي البحث عن مرشّح آخر غير سليمان فرنجيّة وجهاد أزعور. كذلك، لا فائدة من تهديد لودريان بأنّ الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية "بدأت تتساءل عن جدوى مساعدة لبنان". اعتُقل مطلق النار على مدخل السفارة الأميركيّة أم لم يُعتقل. لن يقدّم ذلك ولن يؤخّر. المطلوب فقط الاعتراف بأنّ لبنان تحت السيطرة الإيرانيّة وأن ليس في الإمكان انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانيّة من دون "الجمهوريّة الإسلاميّة"، أي من دون تفاهم بين طهران والرياض أو من دون حوار أميركي... أو من دون ضمّ إيران إلى اللجنة الخماسيّة.

إيران... وأميركا

يبدو أكثر من واضح أن لا مجال لأيّ تفاهم داخلي أو إقليمي أو دولي على انتخاب رئيس للجمهوريّة اللبنانيّة من دون مشاركة إيرانية واعتراف بالدور الإيراني في لبنان والاستثمار الكبير لـ"الجمهوريّة الإسلاميّة" في البلد، وهو استثمار عمره 44 عاماً. منذ قيام "الجمهوريّة الإسلاميّة" في 1979، ركّز النظام الإيراني على لبنان وعلى تغيير طبيعة البلد انطلاقاً من تغيير طبيعة المجتمع الشيعي فيه عبر وسائل مختلفة تشمل التعليم والخدمات الاجتماعيّة والتجنيد في الحزب والدورات الكشفية. يصعب تعداد النجاحات التي حقّقتها إيران في لبنان منذ خطف رئيس الجامعة الأميركية ديفيد دودج من داخل حرم الجامعة في بيروت في 19 تموز 1982... ثمّ إطلاقه من طهران. تلا ذلك اغتيال مالكوم كير خليفة ديفيد دودج. يتوّج العناوين الكبيرة للاستثمار الإيراني في لبنان طرد الأميركيين والفرنسيين من بيروت في 23 تشرين الأوّل 1983. قتل نحو 250 عسكرياً لدى تفجير مقرّ "المارينز" قرب مطار بيروت، وقُتل 58 عسكرياً فرنسياً في الوقت ذاته بالطريقة نفسها. يظلّ أكبر العناوين للاستثمار الإيراني، بل العنوان الأكبر، اغتيال رفيق الحريري ورفاقه وسلسلة الاغتيالات التي تلت الجريمة الفظيعة التي ذهب ضحيّتها لبنان وبيروت بالذات. لم يطرأ أيّ تغيير على الطريقة الأميركية في التعاطي مع "الجمهوريّة الإسلاميّة"، خصوصاً في لبنان حيث ردّ ريغان على تفجير مقرّ "المارينز" بالانسحاب منه عسكرياً

لم يقضِ النظام الإيراني على بيروت، عبر الميليشيا اللبنانيّة التابعة له، كي يأتي من يخبره في 2023، خصوصاً بعد نجاحه في فرض ميشال عون وصهره جبران باسيل في قصر بعبدا في عام 2016، أنّ رئاسة الجمهوريّة لا شأن له بها. ما لا مفرّ من تذكّره أنّ ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل لم يكن ممكناً من دون ضوء أخضر من طهران ومن وكيلها اللبناني.

عزل لبنان عن محيطه

تستطيع إيران، التي افتعلت حرب صيف 2006 والتي ألغت الحدود بين سوريا ولبنان بإرسالها الحزب للمشاركة في الحرب على الشعب السوري، أن تعمل ما تشاء في لبنان. تستطيع، حتّى، بمجرّد رفع شعار حماية "المقاومة"، عزل لبنان عن محيطه العربي وتهميش البلد الصغير ودوره في المنطقة على كلّ صعيد. يشمل ذلك إلغاء النظام المصرفي اللبناني ومرفأ بيروت الذي كان في مرحلة معيّنة صاحب دور وموقع يتجاوزان لبنان.

لا يمكن تجاهل الدور الإيراني في لبنان في ظلّ توازن القوى القائم، وهو توازن يجعل "الجمهوريّة الإسلاميّة" أكثر هجوميّة من أيّ وقت في ضوء التطوّرات السوريّة. تسير التطوّرات السوريّة في غير مصلحة إيران ووجودها المباشر وغير المباشر في هذا البلد العربي الواقع تحت خمسة احتلالات.

في ضوء كلّ هذه المعطيات التي تستند إلى وقائع على الأرض اللبنانية وما هو أبعد منها، من المستبعد حدوث تراجع لـ"الجمهوريّة الإسلاميّة" في لبنان في ما يخصّ رئاسة الجمهوريّة. يشجّعها على ذلك طريقة التعامل الأميركيّة معها منذ احتجاز "الطلبة الثوريين" دبلوماسيّي السفارة الأميركيّة في طهران 444 يوماً ابتداء من تشرين الثاني 1979. لم يطلَق الدبلوماسيون إلّا بعد التوصّل إلى صفقة مع المرشّح دونالد ريغان الذي انتصر في الانتخابات على جيمي كارتر الذي لم يستطع الحصول على ولاية ثانية. كانت الصفقة بين الإيرانيين وبيل كايسي الذي مثّل ريغان في اجتماع عُقد في باريس. تقضي الصفقة بعدم إطلاق الدبلوماسيين الأميركيين (نحو 50) قبل موعد الانتخابات الرئاسيّة. ظهر كارتر في مظهر الرئيس الضعيف الذي استسلم أمام إيران ففشل في سعيه إلى ولاية ثانية.

لم يطرأ أيّ تغيير على الطريقة الأميركية في التعاطي مع "الجمهوريّة الإسلاميّة"، خصوصاً في لبنان حيث ردّ ريغان على تفجير مقرّ "المارينز" بالانسحاب منه عسكرياً. في أيّامنا هذه، ما تزال أميركا مستعدّة لصفقات مع إيران. الدليل الصفقة الأخيرة التي شملت إطلاق طهران لرهائن أميركية في مقابل الحصول على ستّة مليارات دولار وربّما أكثر. أقصى ما تذهب إليه إدارة جو بايدن هو رفض إعطاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تأشيرة تسمح له بزيارة واشنطن. ما الذي يمنع واشنطن حالياً من التفاوض مع إيران في شأن لبنان وفي شأن مستقبل البلد وما إذا كان يحقّ له برئيس للجمهورية أم لا؟

 

لودريان العائد: "الخُماسيّة" غاضبة منكم!

ملاك عقيل/أساس ميديا/الخميس 28 أيلول 2023

تكمن أهمية المواقف العلنية والصريحة التي أطلقها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان عبر صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية، وهي الأولى والأشمل لمسؤول فرنسي منذ بدء تفعيل "خليّة الأزمة"، في النقاط الآتية، وهي "مفاتيح" ستلعب على الأرجح دوراً في ترسيم خارطة طريق معالجة الأزمة في المرحلة المقبلة:

1- إشهار فرنسا رسمياً للمرّة الأولى منذ انخراطها في الوحول اللبنانية ورقة المسار (أو الطريق) الثالث la troisieme voie. وفيما تزامن هذا الموقف مع نعي الرئيس نبيه برّي للحوار الذي دعا إليه الكتل النيابية ومع لحظة الدخول القطري من الباب الأوسع إلى مسرح الرئاسة الضائعة، أصرّ لودريان على إجراء ربط بين هذا المسار و"سلسلة مشاورات" كان دعا إليها الرئيس برّي على أن تليها جلسات نيابية متتالية ومفتوحة لانتخاب الرئيس. برأي لودريان "يجب أن يتمّ هذا الأمر في الأسابيع المقبلة"، وسيسبق كلّ ذلك زيارة رابعة للموفد الفرنسي سيقوم فيها كما قال بـ "عقد لقاءات مجدّداً ورؤية نقاط الالتقاء بين الأفرقاء اللبنانيين"، وقد أكّد حصولها بقوله: "سأعود مرّة أخرى على الأقلّ".

مصدر متابع لـ "أساس": ما دام الوضع الأمني ممسوكاً يمكن الاستمرار أكثر باللعب في الوقت الضائع بانتظار نضوح الطبخة داخلياً بإشراف الدول الخمس وإيران

2- للمرّة الأولى أيضاً نَعَت فرنسا رسمياً، عبر موفدها، ترشيح سليمان فرنجية. استخدم لودريان عبارات بالغة الوضوح لإبراز الفشل الفرنسي في تسويق طرح فرنجية - نواف سلام قائلاً: "لا أحد من المرشّحين الحاليين يبدو لي من "طبيعة" تسمح بحلّ المشكلة. أنا أقول هذا كمبعوث شخصي لرئيس الجمهورية"، وأكّد أنّ "المواجهة بين كتلتَيْ جلسة 14 حزيران، أي كتلة تؤيّد جهاد أزعور وكتلة أخرى تؤيّد سليمان فرنجية، لن تقدّم أيّ حلّ، لذلك يجب البحث عن خيار ثالث". في هذا السياق تجزم أوساط مطّلعة أنّ "الأسماء المتداوَلة تتجاوز الأربعة المُعلنة التي طرحها الموفد القطري، فيما فرنجية لم يخرج بعد من سوق الترشيحات ما دام الثنائي الشيعي يتبنّى ترشيحه".

3- بعد اللغط الذي رافق عدم إصدار ممثّلي "اللجنة الخماسية" بياناً عقب اجتماعها في نيويورك كَشَف لودريان بشكل غير مباشر أنّ السبب يعود إلى أنّ "الاجتماع الأخير للخماسية اتّسم بالغضب من حالة الإنكار لدى المسؤولين اللبنانيين وعدم قدرتهم على التغلّب على تناقضاتهم".

4- خلافاً للمُتداوَل جَزَمَ لودريان "عدم وجود اختلاف، ولا حتى فارق بسيط، بين الدول الخمس التي تتحدّث مع بعضها طوال الوقت"، واصفاً من يقولون العكس بأنّهم من "مروّجي الأوهام بهدف الإرباك من أجل حسابات تكتيكية".

5- لوّح لودريان مجدّداً بلغة غير دبلوماسية بـ "احتمال فرض عقوبات مجدّداً على القوى السياسية ووقف الدول الداعمة مساعدة لبنان ماليّاً"، قائلاً "آمل أن يدرك المسؤولون أنّه يجب إيجاد مخرج، وإلّا فسيتمّ نبذهم من قبل المجتمع الدولي. لن يرغب أحد في رؤيتهم بعد الآن، ولن يكون من المفيد طلب الدعم من هنا أو هناك. عليهم تحمّل تداعيات قلّة مسؤوليّتهم".

6- في ما يتعلّق بالموقف السعودي قال لودريان: "لاحظت باهتمام أنّ السعودية تعود إلى اللعبة، وترى أنّ الفراغ اللبناني يمكن أن يُعاقِب المنطقة برمّتها من الناحيتين الأمنيّة والاقتصادية، وأنّه يجب التعبئة للخروج من المأزق". في تقدير مطّلعين أنّ المملكة تحرص على معالجة جانب أساسي من الأزمة، وهو "تنظيم" موقف النواب السُّنّة بشكل يخدم فيما بعد الخيار الذي ستنتهجه الرياض رئاسياً.

الكلمة المفتاح في كلام الموفد الفرنسي العائد في أوائل الشهر المقبل هي أنّ "الانسداد داخلي بحت". هذا ما يوافق عليه دبلوماسي تشارك دولته في اجتماعات "اللجنة الخماسية" من أجل لبنان

الحلّ من الداخل!

عملياً، الكلمة المفتاح في كلام الموفد الفرنسي العائد في أوائل الشهر المقبل هي أنّ "الانسداد داخلي بحت". هذا ما يوافق عليه دبلوماسي تشارك دولته في اجتماعات "اللجنة الخماسية" من أجل لبنان، مسلِّماً "بصعوبة مقاومة أيّ دولة عظمى أو مؤثّرة في الشأن اللبناني أيّ مشروع حلّ داخلي يتّفق عليه اللبنانيون، سواء تضمّن اسم المرشّح سليمان فرنجية أو جهاد أزعور أو قائد الجيش، من دون التقليل من وهج التقاربات والمفاوضات الناشطة في المنطقة والعالم".

يضيف الدبلوماسي: "مخطئ من يعتقد أنّ واشنطن والمملكة خصمان لفرنجية أو الرياض تسوّق مع قطر حصراً لقائد الجيش. الأساس هو في سلّة التفاهمات والإصلاحات التي ستأتي برئيس الجمهورية وبرنامجه في التعامل مع عدّة ملفّات حسّاسة على رأسها مثلاً النزوح السوري مع قطع حبل النسل مع مرحلة سابقة حكمت لبنان منذ التسعينيات يسلّم المعنيون في الخارج بأنّ أساساتها تنهار تِباعاً ورموزها في السلطة صاروا أقرب من أيّ وقت مضى إلى خطّ النهاية".

دوروثي مطمئنّة أمنيّاً

في المقلب الآخر للتطوّرات المستجدّة رئاسياً وفي مقابل ما وصفه لودريان بـ "الغضب الكبير" لأعضاء اللجنة الخماسية من القوى السياسية اللبنانية، ثمّة اطمئنان لدى مفاتيح القرار في الخارج إلى الوضع الأمني في الداخل على الرغم من كلّ مظاهر الفوضى والتعثّر السياسي.

في هذا السياق، يقول مصدر متابع لـ "أساس" "ما دام الوضع الأمني ممسوكاً يمكن الاستمرار أكثر باللعب في الوقت الضائع بانتظار نضوح الطبخة داخلياً بإشراف الدول الخمس وإيران"، مشيراً إلى "مفارقة كبيرة واكبت حادث إطلاق النار على مبنى السفارة الأميركية في عوكر الذي اعتُبر الأهمّ منذ زمن في سلسلة الحوادث الأمنيّة بالنظر إلى حساسيّة المُربّع الذي حصلت فيه الحادثة وبغضّ النظر عن التحقيقات التي كشفت خلفيّته الحقيقية، وتمثّلت في أنّه بعد أقلّ من 48 ساعة على وقوع الحادث رُصدت السفيرة الأميركية دوروثي شيا تتناول الطعام في مطعم Meat The Fish في منطقة الصيفي بوسط بيروت مع مجموعة من الأصدقاء وسط إجراءات أمنيّة بدت شبيهة بمسار تنقّلاتها سابقاً قبل وقوع الحادث".

 

وحدة قسرية... صنيعة "الذعرَين"؟

نبيل بومنصف/النهار/27 أيلول/2023

لن يكون في قدرة أي جهة في لبنان ، يوم يقيض للازمة الرئاسية ان تحط رحالها على تسوية ما تضع نهاية لها ، ان تقدر بدقة وجدية كافيتين حجم الاضرار البنيوية العميقة والجوهرية التي اصابت من واقع انقسامي للبلاد مقتلا وهو المثقل أصلا بالفجوات الكبيرة . ذلك ان ما تناوب على ما كان يسمى اصطلاحا "وحدة لبنان" منذ البداية "الرسمية" اقله للانهيار التاريخي في تشرين  الأول 2019 وما تلاه تدحرجا مع تداعيات انفجار القرن في مرفأ بيروت ومن ثم سقوط بل اسقاط لبنان مجددا وتكرارا في أسوأ ما ابتدعه الفريق المدمن التلاعب بالدستور والنظام والقانون وتجويف كل ما يشكل الدولة حين اباح لنفسه ان يشرع البلاد لازمة فراغ رئاسي مفتوحة منذ سنة ، كل هذا مضافا الى تراكمات سابقة كانت من مساهماتها ازمة الانهيار الذي لعب الفساد دورا جوهريا في انفجارها شكل ويشكل وسيشكل تقويضا غير مسبوق لوحدة تقليدية لبنانية لم تعد قائمة الا في حنين وجداني لا يلامس من الواقع شيئا . والأخطر في مقاربة الوحدة الممزقة هذه انها لا تعاني سكرات التصفية جراء العامل الطائفي التاريخي في مسببات أزمات التركيبة اللبنانية الهشة ، وحده ،وانما هذه المرة مدفوعا بفائض قوة من عوامل اقتصادية واجتماعية وتداعيات لصراع سياسي بات اخطر من الحروب في دك معالم النسيج اللبناني الضعيف المتهاوي .

رغم هذه الحقيقة المرعبة وامامها ، لا نظن ان لبنانيين اثنين يختلفان راهنا ، ولنقل من لحظة اشتعال الازمة المالية الاقتصادية الاجتماعية الاعتى منذ 2019 وحتى الساعة حول حقيقة "توحيدية" غريبة ونادرة تتصل بعاملين متلازمين : الأول الذعر العارم المتحكم باللبنانيين في كل المناطق ولدى كل الطوائف والفئات الاجتماعية حيال خطر الاخطار المتمثل بتعاظم موجات "اجتياح" النازحين والمتسللين السوريين للبنان بكل مناطقة افقيا وعموديا على نحو لا سابق لخطورته في أي بلد تعرض او يتعرض لتعاظم موجات الهجرة الأجنبية الوافدة اليه . والثاني الاقتراب من سقف "اليأس" في مسألة الازمة المالية وتداعياتها المختلفة ولا سيما منها في الشق المتصل باخطر واضخم منهبة تاريخية عرفها بلد لودائع الناس في المصارف.

لا نغالي اطلاقا ، بإزاء هذين الخطرين اللذين يحملان طبيعة "نادرة" في التوحش حيال "اغتيال" ونهب حقوق اللبنانيين من جهة وتهديدهم كيانيا ووجوديا بكل معايير الخطورة على "الهوية" والكيان وحتى الوجود باخطر حجم متعاظم لشعب سوري اخر يزاحم الشعب اللبناني على كل شيء ولو كان مصنفا نازحا .

نقول ان ثمة في طوايا الكارثة التي تتدحرج فوق لبنان عاملان "توحيديان" لا تضاهى قوتهما التوحيدية ولا سابق لتمازجهما كما سيكون ذلك في قابل الوقت الاتي. ليس كالذعر ما يوحد الناس وليس كالفقر والمهانة ما يقرب الناس من بعضهم ، كما ليس كالغضب الذي يفجره تآمر دولي غربي عربي مخيف على لبنان لجعله البلد البديل فعلا للنازحين السوريين ما سيثبت ان نبضا شعبيا عاما موحدا على رفض المؤامرة سيدفع بكل القوى السياسية ولو مرغمة على ما سيكون يوما استراتيجية مواجهة قسرية لا غنى عنها لخطر "اندثار" اللبنانيين . هما عاملان اكثر من نظريين حاليا ينتظران وسطا سياسيا ان يستشرف اخطر الاخطار قبل ان تندلع تداعيات لا احد يدري ويجزم ويضمن انها ستبقى سلمية لدى استفحال التراكم المتصل بفقر الفقراء او بانفجار العصبيات العنصرية الآخذة في التفاقم جراء ازدياد اسطوري لاعداد النازحين السوريين .

 

"حرية الاستسلام"... لمن يرغب!

نبيل بومنصف/النهار/25 أيلول/2023

ترتفع نبرة بعض القوى والنواب "المحايدين" عن الصراع الحاد بين قوى المعارضة والثنائي الشيعي ملقية باللوم على المعارضة في مسألة الحوار الى حدود يحملون فيها هذه المعارضة تبعات الازمة الرئاسية . وأخذ هذا التطور دلالات تستحق المقاربة ، اذا كان قصد هذه الفئة فعلا يعكس اقتناعا بان المعارضة هي التي تضع العصي في دواليب مشروع حل او شق مسلك يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية علما ان "المعروض " الوحيد الذي يدافع عنه منتقدو المعارضة في رفض الحوار هو حوار الرئيس نبيه بري حصرا .

بصرف النظر عن تشريح موقف وموقع ومصالح كل من يندرج في تحميل المعارضة تبعة رفض دعوات الرئيس بري للحوار ، يصعب تجاهل التساؤل التلقائي عما اذا كانت سنة كاملة من الفراغ الرئاسي ، في نظر المؤيدين لوجهة نظر الثنائي الشيعي من الحوار المعروض على الاخرين ، تعتبر بصراحة ووضوح كاملين صنيعة "مكايدة" الرفض للحوار كما يسميها "الممانعون" في صراعهم مع المعارضة لان تأييد هذه النظرية يعني ان الذين ينتقدون الان المعارضة تأخروا 12  شهرا والحبل على جرار عن موقف كان يفترض اتخاذه مبكرا جدا . ثم ان التساؤل التالي التلقائي الذي يستتبعه تصاعد انتقاد المعارضة التي هي في كل الأحوال فريق يستحق المساءلة المعنوية والسياسية في كل لحظة اسوة بسواها من الافرقاء ، كيف تراهم مؤيدو الحوار الذي يعرضه احد قطبي الثنائي الشيعي يصنفون دعوة لا يلحظها الدستور عن المرجع البرلماني الذي صار يعترف بنفسه منذ اعلن تأييد مرشح محدد بعينه انه صار طرفا وفريقا الى حدود كان يفكر معها بان يسند رئاسة طاولة الحوار الى نائب رئيس المجلس لو تحققت دعوته الى هذا الحوار ؟

واما التساؤل الثالث الأكثر الحاحا فعلا الذي يستثيره انحياز الفئة التي تلوم المعارضة ، ولو ان هذا حق سياسي وديموقراطي لا جدل فيه لهذه الفئة ، فهو من باب تسجيل الاطار المبدئي الصرف عليها :هل كانت السنة الكاملة من تعطيل الاستحقاق الرئاسي صنيعة من رفض الحوار ام نتيجة تمترس فريق الممانعة وعلى رأسه "الثنائي الشيعي" وراء مرشح واحد صار شعار ايصاله اما مرشحنا واما بلطوا البحر لمئة سنة ؟ من تراه رفض مبدأ التسليم للديموقراطية الدستورية

 المطلقة والاحتكام للتصويت المفتوح حتى ملء شغور قصر بعبدا ما دام مرشحه مرفوضا من المعارضة وفئة كبيرة من المستقلين بما فيها من يرفع نبرة لوم المعارضة اليوم ؟

ما دامت الازمة بلغت حدود ضياع كامل امام تشتت الوساطات وغموض المسار غموضا لا سابق له بعد ذاك الاجتماع المثير للجدل للمجموعة الخماسية في نيويورك ، صار من الحتمي على افرقاء الداخل ولو جرجروا ذيول العجز عن لبننة الحل ، ان يجروا مراجعات معمقة لكل خطاب الازمة اقله لجهة المحاذرة من السقوط في ازدواجية سياسية لم تعد تمر بسهولة على اللبنانيين . ثمة سؤال يتعين إعادة طرحه كلما صدحت أصوات بنغمة الحوار الذي يراد له ان يكون السبيل الأمثل لحشر الخصوم : ماذا يعني طرح حوار كشرط استباقي للذهاب الى واجب دستوري هو المسلك الحصري لانتخاب رئيس الجمهورية ، غير ان الامعان في اشتراط الحوار هو كسر الخصم ومحاولة ارغامه على "الاستسلام" ؟ لتكن "حرية الاستسلام" اذن لمن يؤيد هذا النمط من الحوار !

 

القفز المنهك فوق الرهانات!

نبيل بومنصف/النهار/22 أيلول/2023

"اسعفت" اشهر الصيف المشارف على النهاية لبنان في التكيف الى حدود واسعة وربما غير متوقعة مع مختلف أوجه التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للازمات المنهكة التي يرزح تحتها وبالأخص ازمة ضرب نظامه ودولته ومؤسساته عبر تعطيل منهجي لانتخاب رئيس الجمهورية . وبعيدا من تضخيم او تهويل او تقليل او تخفيف من توقعات وحسابات ليست من النوع الذي يحتمل نفخا او تحجيما ، سيقبل لبنان في الاتي من اشهر الخريف ومطالع الشتاء على ذروة النهايات الحتمية لسقوف الكارثة المالية المتدحرجة منذ عام 2019 بما يعني ان السباق بين الاخطار التي باتت لا توصف باقل من مصيرية او  وجودية ( ولو صار التعبير مبتذلا لفرط استعماله بصدق او باصطناع مزيف ) سيفتح الباب على مرحلة لم يشهد لبنان فعلا ما يماثلها لا في ازمان الحرب ولا في حقبات السلم . بذلك فقط تقاس المعايير التي بلغتها الازمة في ظل تهاو او تساقط مزدوج متزامن للرهانات التي عقدت على "تصويب" المبادرة الفرنسية ومن بعدها "اندفاع" المجموعة الخماسية كأنما بينهما رابط لا ينفصل ، فاذا بلبنان الان يفتش عما بعد السقوط والانتكاسة وكلاهما وضعه في عراء البحث عن خشبة يتمسك بها الغريق قبل ان يلاقي حتفه .

تدل مؤشرات ردود الفعل المحلية ، سواء كانت سياسية مباشرة ام معكوسة عبر الصحافة ووسائل الاعلام ، على ما يتجاوز نهاية الرهان الحقيقي على ان لبنان لا يزال يملك القدرة على لبننة أي ازمة من حجم تعطيل النظام الدستوري فيه ولو ان معالم هذه المعضلة ليست جديدة وليست من النوع الذي يفاجئ أحدا . ذلك ان ما كان يستدل عليه سابقا ، مع بدايات ازمة الفراغ الرئاسي الحالي قبل 11 شهرا ، هو التخطيط المتعمد للفراغ على ايدي فريق صار الفراغ والتعطيل واسترهان مؤسسات الدولة من صلب "ايديولوجيته " اذا صح التعبير ولم يعد فقط مجرد وسيلة ضغط سياسية على خصومه والبلاد باسرها . لكن "الفائض" الذي استولدته الازمة وتراكماتها واهتراء كل الأنماط التي استهلكت خلالها في زمن الانهيار الراهن ، كشف ان الفريق المعطل نفسه صار رهينة ارتباطاته الإقليمية التي تلزمه مزيدا من الانتظار المنهك بما يعني فقدانه قدرة الزعم على الذهاب الى تسوية يتهم خصومه برفضها وبتعطيل الحوار من اجلها .

للمرة الثانية تواليا ، انكشف الفريق الممانع على كونه اكثر الافرقاء اللبنانيين اتكاء وإقامة للحسابات والرهانات على تدخل خارجي دولي او إقليمي او مزيج بينهما لطرح مقايضاته داخليا وخارجيا بدليل تسخير كل ادبيات وممارسات اطرافه لدوامة تسمى اصطلاحا "الحوار" فيما تستبطن واقعا دفع البلاد قدما نحو مزيد من الانتظارات القاتلة . بعد الإخفاق في تمرير مرشحه عبر المبادرة الفرنسية ها هو الفريق الممانع يوظف تعثر المجموعة الخماسية واخفاقها الاخر في ترجمة "بيان الدوحة" للدفع مجددا في معزوفة الحوار وهذه المرة عبر توظيف موقف أميركي ينادي بتوافق اللبنانيين من دون تدخل خارجي للايحاء بان البيت الأبيض لن يستكين حتى تركب طاولة يترأسها الرئيس نبيه بري في الطبقة الثالثة من برلمان ساحة النجمة ويتسيد فيها على حلفائه وخصومه وما بينهم من مستقلين .

لا يملك معظم الافرقاء السياسيين القدرة الباردة على الالمام بالمشهد الدولي الذي واكب اجتماعا عاجلا للمجموعة الخماسية في ذروة اجتماع ممثلي العالم في الأمم المتحدة . ولعل المهزلة الحقيقية ، تكمن هنا أولا وأخيرا .

 

“حيّد لجرّب حظي”… الدوحة تتحرّك للوصول إلى تسوية

حسين زلغوط/اللواء/27 أيلول/2023

على قاعدة «حيّد» لجرّب حظي، يتحرك الموفد القطري في الاسبوع الأول من الشهر المقبل بعد ان دخلت المبادرة الفرنسية مرحلة الموت السريري ، حيث باتت الزيارة الرابعة المتوقعة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لزوم ما لا يلزم، فلا هو يحمل جديداً على مستوى الاستحقاق الرئاسي، ولا القوى السياسية بدّلت من موقفها، أو هي مستعدة لذلك، فيما الرئيس نبيه بري نعى بنفسه مبادرته الحوارية بعد أن أطلقت الجهات السياسية المسيحية التي كانت أطلقت النار على مبادرته الأولى قبل الدخول في مدار الشغور الرئاسي مجددا النار على محاولته الثالثة أو الرابعة، وظهر انها مستعدة للاستمرار في ذلك لأنها ترفض في الأساس مبدأ الحوار لغايات تعطيلية فقط. وإذا كانت قطر تنطلق من حسابات مغايرة للحسابات الفرنسية في مقاربة مسألة انتخاب رئيس في لبنان غير ان ذلك لا يعني ان النتيجة ستكون مختلفة، ولا سيما ان القطريين أنفسهم يدركون انهم يسيرون في حقل الألغام اللبنانية وان طريق الموفد القادم الى لبنان في الخامس من الشهر المقبل كما هو مقرر، لن تكون مزروعة بالورود بل هي ستكون مليئة بالشوك، بما يحتّم عليه ابتداع أفكار غير متداولة علّها تساعده عل تحقيق خرق في جدار الازمة فشل زميله لودريان في تحقيقها.

وفي تقدير أوساط متابعة ان قطر ربما تستخدم هذه المرة اغراءات على المستوى المالي والاستثماري، مستغلة بذلك الوضع المعيشي المتدهور، والانكماش الاقتصادي الذي يقترب من مرحلة الانهيار الكامل، ظناً منها ان هذا الأمر ربما يغيّر من الواقع السياسي الموجود ويسهل مهمة موفدها للوصول الى تفاهم على إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتشدّد الأوساط على ان قطر لا تتمسّك بترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون وان كانت ترحّب بذلك، لكنها تسعى لتأمين قبول الأطراف السياسية على الانتقال الى مرحلة البحث عن اسم ثالث بعد أن باتت ورقة الذين تم التداول بأسمائهم شبه محروقة، ويقال ان الموفد القطري يحمل في جيبه ورقة كتب عليها أسماء عدة وهو سيكشفها أمام من سيلتقيهم وجسّ نبضهم قبل أن يصار الى البحث الجدّي باسم المرشح للرئاسة.

وإذا كانت الأجواء المحيطة بمهمة الموفد القطري محاطة بالكثير من الضبابية والشكوك، فان الأوساط تعّول على الدعم السعودي المتوافر والغطاء الأميركي للمهمة القطرية وهو ما كان غير متوافر في المبادرة الفرنسية ، بما يساهم في احداث تغيير ما في المشهد السياسي الداخلي في حال كان هناك تعاطي دولي جدّي مع الحلول للأزمة.

وفي تقدير الأوساط ان الاستحقاق الرئاسي بات يضغط على مختلف الأفرقاء، سواء المحليين أو الخارجيين، الأمر الذي قد يدفعهم إلى تقديم تنازلات معينة، بهدف تفادي استمرار الشلل على كافة المستويات، لكنها تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية حصول ذلك، حيث لا تستبعد أن تقود النكايات إلى السيناريو ذاته الذي انتهت إليه المبادرة الفرنسية التي هي في طريقها الى الانكفاء وبالتالي نذهب الى وضع كارثي.

انطلاقا من هذا الواقع تؤكد الأوساط، عن ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال مهلة شهرين، الأمر الذي لا ينفصل عن الدعوات، التي برزت خلال اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك، إلى وضع إطار زمني للمبادرة الفرنسية. ولا تسقط الأوساط السياسية نفسها أن تكون التسوية المنتظرة على رئاسة الجمهورية، على عكس الأجواء السائدة في الوقت الراهن، نظراً إلى أن الضغوط، التي تصبّ في هذا الإطار، سوف ترتفع وتيرتها في المرحلة المقبلة، وتعتبر أن التشدد، الذي برز في الآونة الماضية، يأتي في إطار تحسين الشروط ، وهذا يحصل عادة مع أي استحقاق داخلي.

وهي تعتبر ان فترة السماح أو الدلال الدولي للمسؤولين في لبنان تقترب من النهاية، وبالتالي فان هناك اتجاها دوليا لتغيير سلوك التعاطي مع القوى السياسية في لبنان على قاعدة «آخر الدواء الكي» بمعنى ان فشل الموفد القطري سيفتح الباب على تخل اميركي مباشر عن طريق التلويح بالعقوبات فيما لو استمر التلكؤ في انتخاب رئيس للجمهورية.

 

إرتياح في “عين الحلوة” لنشر القوة المشتركة

محمد دهشة/نداء الوطن/27 أيلول/2023

الهدوء الحذر ما زال يسود مخيم عين الحلوة، رغم الارتياح الشعبي لانتشار القوة الأمنية المشتركة في نقطتين في الشارع الفوقاني، هما: حي الطيرة- الرأس الأحمر، وعند مفرق بستان القدس- سنترال البراق، فيما تتّجه الأنظار إلى الخطوة التالية التي تقرّرها «هيئة العمل المشترك»، ويتوقع أن تكون إخلاء مدارس «الأونروا»، وهو ما يعتبر الاختبار الفعلي الأول. وعلمت «نداء الوطن» أن هيئة العمل المشترك الفلسطيني في منطقة صيدا، عقدت اجتماعاً ليل أمس في منزل أمين سرّ حركة «فتح» اللواء ماهر شبايطة، لاستكمال البحث في هذه الخطوة واتخاذ القرار المناسب بشأنها بعدما بحثتها في الاجتماع السابق، وقرّرت التريث لبضعة أيام وتخلله اتصال مع تجمع الشباب المسلم الذي أعطى الموافقة المبدئية على الانسحاب بالتزامن، وهو ما يمهّد الطريق للمضي قدماً.

هذه الخطوات المتوالية تأتي في سياق مسار المعالجة السياسية المتدحرجة التي اتفقت عليها القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وبدعم لبناني سياسي وأمني، لاشتباكات عين الحلوة التي اندلعت بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» وأسفرت في جولتي قتال عن سقوط نحو 28 قتيلاً وأكثر من 225 جريحاً، ناهيك عن الأضرار الجسيمة في الممتلكات وحركة نزوح غير مسبوقة. وفي جولة ميدانية، يبدو الهدوء الحذر يخيم على أحياء وشوارع المخيم، وقد أرخى انتشار القوة الأمنية بظلال من الارتياح على الناس، لكنه لم يصل إلى مستوى عودة العائلات النازحة ولا حتى إلى اتخاذ وكالة «الأونروا» قراراً باستئناف عملها وفتح مؤسساتها وأقلها عمال النظافة، حيث تراكمت النفايات بالأطنان في الشوارع العامة والأحياء الضيقة وسوق الخضار.

ويقول إبراهيم شريدي لـ»نداء الوطن»، وقد تنفّس الصعداء وأعاد فتح فرنه في منطقة الصفصاف «لقد عادت الحركة تدبّ في المكان بعد إزالة النفايات من الشارع ورفع الشوادر»، مضيفاً «فتحت قبل أيام ولكن الحركة كانت مقتصرة على الجيران وبعض أبناء الحي، اليوم تغيرت الحال نوعاً ما وبات الناس يأتون من الأحياء الأخرى». على كرسي بلاستيكي يجلس الحاج أحمد «ابو نبيل» وقد أعاد فتح محله للتو، ويقول لـ»نداء الوطن»: «خلال الاشتباكات الأخيرة لم أستطع التنقّل من منزلي في حي طيطبا المجاور والوصول إلى محلي في حي الصفصاف، فرصاص القنص لم يتوقف والقذائف كذلك، الآن هناك حركة وارتياح ولكن الناس ما زالوا خائفين وينتظرون الخطوات الأخرى التي تحصّن الأمن وتطمئنهم للعودة إلى منازلهم. الله يحقن الدماء».

على امتداد الشارع، لم تهدأ المبادرات الفردية والجماعية، عمال صيانة شبكة الكهرباء باشروا أعمالهم ويتمنّى المعلم ظافر أن تعود الكهرباء إلى المخيم قريباً وينعم الناس بالأمن والأمان، فـ»نحن نعمل بكل جدّ وجهد وبلا تفرقة أو تمييز»، فيما تبرّعت جمعيات خيرية برفع النفايات، وقام الدفاع المدني الفلسطيني بشطف السوق وإعادة الرونق إليه بعد تراكم النفايات وانتشار الروائح الكريهة. وتقول الحاجة أم خالد الخطيب لـ»نداء الوطن»: «عشنا أياماً صعبة خلال الاشتباكات، ولكنّني قررت عدم مغادرة منزلي مهما حصل، فاللجوء صعب ومرير وما زلنا نعيش تداعيات النكبة حتى اليوم»، المخيم سيبقى عنواناً لحق العودة وستفشل كافة المشاريع الهادفة لإنهائه وعلى الجميع أن يفهم أن المخيم ليس صندوق بريد لأي جهة».

 

لودريان يدعو اللبنانيين إلى إيجاد “خيار ثالث”

نذير رضا/الشرق الأوسط/27 أيلول/2023

دخل العامل الخارجي لاعباً أساسياً في الاستحقاق الرئاسي اللبناني المتعثّر، بعدما فشلت جميع المبادرات الداخلية لحله، حيث ينتظر اللبنانيون ما سيحمله الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الشهر المقبل إلى بيروت، وما ستفضي إليه لقاءات غير معلنة لموفد قطري في بيروت، حسبما قالت مصادر نيابية مطلعة على مباحثات الملف الرئاسي، وسط استبعاد لتحقيق أي اختراق في الأفق المنظور للملف.

واستبق لودريان زيارته إلى بيروت بدعوة المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد «خيار ثالث» لحلّ أزمة الرئاسة، فيما لا يمتلك أي فريق أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشّحه، بعد نحو 11 شهراً من شغور المنصب.

وقال لودريان في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الثلاثاء بعد ثلاثة أشهر من بدء مهمته بشأن لبنان: «من المهم أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث». وقال الموفد الفرنسي الذي يزور بيروت في الأسابيع المقبلة لاستكمال مهمته: «ليس بإمكان أي منهما الفوز، ولا يمكن لأي من الخيارين أن ينجح»، في إشارة إلى فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور الذي رشحته المعارضة. ورداً على سؤال، رفض لورديان تسمية مرشّح، مؤكداً أنه ليس إلا «وسيطاً»، وأنّ الأمر متروك للبنانيين لإبرام تسوية. وقال: «أجريت مشاورات أظهرت أنّ أولويات الأطراف الفاعلة يمكن بسهولة أن تكون موضوع توافق». ولفت إلى أن الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني (فرنسا والسعودية ومصر والولايات المتحدة وقطر) «منزعجة للغاية، وتتساءل عن جدوى استمرار تمويل لبنان».

وتعقدت المباحثات الداخلية اللبنانية لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي، إثر تمسك ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، بموازاة رفض مباشر من قبل حزب «القوات اللبنانية» لدعوة رئيس البرلمان نبيه بري للحوار، وشروط وضعها «التيار الوطني الحر» للمشاركة في الحوار. وسحب بري مبادرته في تصريح صحافي، إثر رفضها من طرفين مسيحيين مؤثرين في البرلمان اللبناني.

لكن في موازاة ذلك يجول موفد قطري في زيارات غير معلنة على بعض الأفرقاء اللبنانيين، تمهيداً لزيارة يقوم بها وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري إلى بيروت في وقت لاحق، حسبما تقول المصادر، في حين يتوقع أن يعود لودريان إلى بيروت في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقالت المصادر إن «كل الأمور معلقة الآن حتى مطلع الشهر المقبل، حيث ننتظر ما سيحمله الموفدون الخارجيون»، نافية انسحابات المرشحين المعلنين من السباق، أو أن تكون هناك نية لانسحاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية منه.

وأعلنت سفارة قطر عبر حسابها على منصة «إكس» أن سفيرها لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، زار رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد، حيث استعرضا العلاقات بين البلدين، وبحثا الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

وقالت مصادر مطلعة على التحركات القطرية باتجاه «حزب الله»، إن لقاء جمع موفداً قطرياً في بيروت هو أبو فهد جاسم آل ثاني مع المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل يوم الخميس الماضي، فيما التقى السفير النائب رعد يوم الاثنين. وقالت المصادر إن الموفدين «طرحا في معرض النقاش أن فرص فرنجية ضئيلة في ظل الرفض المسيحي له، وفرص قائد الجيش العماد جوزيف عون ضئيلة أيضاً في ظل معارضة كبيرة من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، وبالتالي من المفضل البحث عن خيار ثالث»، لافتة إلى أن الموفد القطري «طرح الأسماء الأربعة التي باتت معروفة»، ومن بينها مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري، وثلاثة آخرون. وقالت المصادر إن الرد على الطروحات القطرية كان يفيد بأن الحزب «لديه مرشح معلن، فلماذا تجري مطالبته بالتخلي عنه بينما المشكلة عند الآخرين». وتابعت بأن ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» متمسك بدعم ترشيح فرنجية.

وخلافاً للتقديرات التي نعت مبادرات خارجية ساعية لإحداث اختراق في الجمود الرئاسي، قالت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يبقَ إلا المبادرات الخارجية التي لا تزال المنفذ الوحيد، بعد انتهاء المبادرات الداخلية، مشيرة إلى أن «العامل الخارجي بات اللاعب الأساسي»، فضلاً عن أن «الملفات تداخلت ببعضها. بات هناك ربط غير دقيق لملف الاستحقاق الرئاسي بملفات أخرى، ما يشير حكماً إلى أن التعقيدات تعرقل التوصل إلى اتفاق». وقالت إن اللبنانيين «ينتظرون مطلع الشهر المقبل الذي سيشهد وصول طلائع الموفدين لمعرفة ما سيحملونه». وقالت المصادر إن «مهمة الموفد القطري هي استطلاعية، ويفترض أنها لا تزال في بدايتها»، مضيفة أنه «من السابق لأوانه الحكم على المبادرة، أو اغتيالها قبل ولادتها، خصوصاً أننا لا نعرف بعد ملامحها ومواصفاتها».

وتلتقي هذه المعلومات مع ما قاله رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بقوله: «لا أقول إن هناك أمراً انتهى وأمراً آخر بدأ… دائماً كان هناك اهتمام من الدولتين بموضوع لبنان وبأن تحصل إصلاحات وأن تكون هناك قدرة للاستثمار فيه، ومن الجيد جداً أن نخرج كلبنانيين من فكرة أن هناك من سيأتي دائماً لإعطائنا المال لنضعه في وعاء مثقوب… واجبنا القيام بإصلاحات في بلدنا حتى تهتم الدول والشركات والأفراد بالاستثمار». وقال باسيل: «إما أن يحصل تفاهم يوصل إلى إجماع أو موافقة عريضة على رئيس، وهذا ما نتمناه لينجح الرئيس… وإما في حال عدم التفاهم فلنذهب إلى جلسة مفتوحة وليربح من يربح».

ورأى باسيل أنه «لا حل لموضوع الرئاسة إلا بالتفاهم والشراكة المتوازنة، وهذا ما يتطلب بطبيعة الحال حواراً»، مضيفاً: «نحن لم نكن يوماً إلا مع الحوار، لكن نعرف أن الحوار يجب أن يكون مجدياً». وتابع: «لهذا أكدنا للمفتي وتوافقنا معه على أن للحوار ظروفاً، كي لا نقول شروطاً، حتى ينجح… ومنها أن يفسح المجال فيه ليس للأمور الخشبية والمعلبة والطاولات المستديرة لأنها لا تنتج توافقاً على اسم، بل لتشاور ثنائي وثلاثي وأيضاً جماعي للوصول إلى انتخاب رئيس وفق خطوط عريضة متفق عليها بين اللبنانيين».

وبينما يتمسك ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» بدعم فرنجية، يتمسك حزب «القوات اللبنانية» بعقد جلسة انتخابية التزاماً بالدستور. وقال عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب زياد حواط في منصة «إكس»: «المبادرة الوحيدة القابلة للترجمة والتطبيق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي واضحة وبسيطة وهي التزام الدستور من خلال الدعوة بأسرع وقت ممكن إلى جلسة انتخاب ودورات متتالية لحين ارتفاع الدخان الأبيض وانتخاب الرئيس». وأضاف: «كل ما عدا ذلك تجاوز للدستور وحجج للتعطيل وترسيخ للفراغ وتوغّل في المجهول».

 

واشنطن غير متحمّسة والحسم يحتاج... تسوية أو إنفجاراً

غادة حلاوي/نداء الوطن/27 أيلول/2023

أخطر ما في الأزمة الرئاسية الآخذة بالتمدد تحذيرات ديبلوماسية غربية تجمع على اعتبار أنّ «لبنان سيغرق بمزيدٍ من الأزمات لا سيما مع موجة النزوحٍ الجديدة من سوريا وهشاشة وضعه الأمني، وهذا ما يمكن أن يؤدّي إلى انفجار غير متوقّع». عوامل عدة يمكن أن تؤجج الوضع في لبنان بناء على تراجع الإهتمام الدولي والأميركي على وجه التحديد، وفشل اجتماع «الخماسية» الأخير. تؤكد مصادر ديبلوماسية أهمية الربط بين الملفات الإقليمية وملف الرئاسة في لبنان الذي وكما «دفع ثمن الصراع العربي - الإسرائيلي، سيدفع أيضاً ثمن السلام وسيدفع ثمن ما يجري في سوريا حالياً». وخلافاً لما تردده أطراف لبنانية من أنّ حل أزمة الرئاسة في لبنان محليّ بحت وأنّه يمكن إنتخاب رئيس للجمهورية من خلال حوار لبناني داخلي، فإنّ الوقائع الإقليمية والدولية المحيطة تشي بالعكس تماماً. اذ لا يمكن من وجهة نظر ديبلوماسية عزل ما يجري في المنطقة عن ملف المفاوضات الايرانية - الأميركية.

عكست صفقة تبادل الأسرى مقابل الإفراج عن جزء من أموال ايران المجمدة، سياسة انفتاح ومرونة تتقصدها أميركا قبيل انتخاباتها الرئاسية ما يجعل حلفاء ايران في لبنان والمنطقة «مرتاحين الى أوضاعهم»، فلا يضطر «حزب الله» للتنازل في الموضوع الرئاسي. مسألة ثانية ستحدث إن اكتملت فصولها تغييراً واسعاً في المنطقة، وهي تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل والذي ستتأثر فيه المنطقة من فلسطين إلى مصر فسوريا وصولاً إلى لبنان والأردن اللذين سيدفعان «الثمن على صعيد النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين». اللافت في أزمة الرئاسة في لبنان والذي يستحق التوقف عنده من وجهة نظر ديبلوماسية، هو برودة الموقف الأميركي حيال اجتماعات «الخماسية» التي انتهت إلى الفشل، بما يؤكد أنّ اهتمامها محصور بـ»زاوية الحدود البحرية والبرّية مع إسرائيل والحدِّ من نفوذ حزب الله». تعبير ثان عن تراجع الإهتمام الأميركي ظهر جلياً في الاجتماع الذي جمع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن مع وزراء مجلس التعاون الخليجي حيث غاب لبنان عن جدول البحث مقابل بحث الأوضاع في كل من سوريا وإيران واليمن إلى جانب قضايا أخرى. معلومات واشنطن الدقيقة، حسب تقرير ديبلوماسي، تقول إنّه ليس لدى الأميركيين جدول أعمال خاص بلبنان، وهم يريدون المحافظة على التنسيق بين أطراف اللجنة الخماسية، والحفاظ على سياسة الإنفتاح على كل الأطراف في لبنان باستثناء «حزب الله». وهذا يعني «أنَّ الاميركيين، رغم كلّ التحريض اللبناني ودعوات بعض أعضاء الكونغرس، لا يريدون اللجوء إلى عقوباتٍ أو إجراءاتٍ حادَّة تقطع الاتصال مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي».

بات بحكم المؤكد والمتداول في النقاشات الديبلوماسية أنّ واشنطن تمتنع عن دعم مرشَّح بالاسم، أو الاعتراض على مرشَّح آخر، حتى لو كان سليمان فرنجية. وموقفها يتلخَّص بالتعاون مع أيَّ رئيس يتَّفق عليه اللبنانيون. في المقابل، لا تخفي نوعاً من القبول الصامت بشخص قائد الجيش جوزاف عون. وما يهم الإدارة الأميركية هو استمرار الاستقرار في لبنان وعلى الحدود مع إسرائيل. وقد صبّت زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قبل ثلاثة أسابيع، والعائد في تشرين الاوّل المقبل، في هذا الإطار. وهو «أراد التأكدَّ من أنَّ الأطراف المعنية ما زالت جدّية في تطبيق ما أتّفق عليه قبل عام. وقالت مصادر الحكومة الأميركية إنَّه عاد من لبنان متفائلاً».

انطلاقاً مما تقدم تخلص هذه النقاشات إلى الاستنتاجات التالية:

1- تجنّب السعودية والولايات المتحَّدة الأميركية التورّط في أيِّ خيارٍ رئاسي لبناني أو الغرق في المستنقع اللبناني خشية تلقّي العواقب.

2- سعي قطر لملء الفراغ مستفيدة من علاقتها المتوازية مع جميع الأطراف الداخلية والخارجية وصولاً إلى إيران. وهي في شراكة سياسية ونفطية مع فرنسا عبر «توتال»، لكنَّها على قطيعةٍ مع الرئيس بشَّار الأسد، الذي يأخذ «حزب الله» رأيه بعين الاعتبار.

4- منذ الاجتماع الاوَّل للجنة الخماسية في 6 شباط 2023 في باريس، وقطر تسوِّق لقائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً مقبلاً للجمهورية. وفي واقع الامر، فإنَّ جميع أطراف اللجنة تزكّي العماد عون. ولكن أمام استحالة تجاوز «الثنائي الشيعي» عرضت فرنسا واقعياً معادلة سليمان فرنجيه - نواف سلام. صحيح أنَّ المعادلة سقطت باعتراض أطرافٍ داخلية وازنة بدعمٍ مكتوم من السعودية، فإنَّ العقدة الشيعية، مضافاً إليها عقدة النائب جبران باسيل ما زالت تعيق حتى الآن التوصَّل إلى انتخاب العماد جوزاف عون.

5- في حسابات «حزب الله» أنَّه لن يبيع ورقة رئاسة الجمهورية لحسابات محلّية، بل يربطها بصفقة دولية مع أميركا أو عربية مع السعودية، وهو ما لم يحدث ولن يحدث في المدى المنظور. كما إنّه في حالِ اضطرّ «الحزب» إلى السيّر بالعماد جوزاف عون يكون قد خسر النائب جبران باسيل وسليمان فرنجية معاً لصالح مرشَّح غير مضمون. ويعمل القطريون على تقديم إغراءات وضمانات للنائب جبران باسيل لقاء السّير بالعماد جوزاف عون.

6- لن يكتفي أطراف اللجنة الخماسية بمجرّد انتخاب رئيس للجمهورية. فهم كبّلوا الواقع السياسي بدفتر شروطٍ قاسٍ وردَ في بيان اجتماع الدوحة حول لبنان في 17 تموز 2023، وفيه عناوين قاسية حول القرار 1559 والـ1701 وشروط صندوق النقد الدولي، وهو أمر لا يقبل به «حزب الله» وقسم كبير من الطبقة السياسية. أمّا التطبيق، فيحتاج إلى حروبٍ وأساطيل ليست في المتناول في المدى المنظور.

7- إنَّ حسمَ الازمة اللبنانية يحتاج إلى تسويةٍ كبرى داخلية وخارجية على غرار «اتفاق الطائف» أو انفجار يكسر «الستاتيكو».

8- استناداً إلى هذه الوقائع فإنَّ لبنان سيغرق بمزيدٍ من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تعزّزه موجة نزوحٍ جديدة من سوريا مع هشاشة في الوضع الأمني. وهذا ما يمكن أن يؤدّي إلى انفجار غير متوَّقع.

 

لا رئاسة... ومرحلة مواجهة جديدة بأدوات مختلفة

هيام القصيفي/الأخبار/27 أيلول/2023

بين إشاعة أجواء تسهيل حوارات داخلية لتسوية رئاسية، وعودة حزب الله إلى التشدد رئاسياً، لا يمكن النظر فقط إلى ما يحصل محلياً. الإطار الذي تفرضه السعودية في إقامة علاقة مع إسرائيل، يلجم أي تطور رئاسي.

بين عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وقبل الانطلاقة الرسمية العلنية لتحرك قطر في بيروت، بدا لخصوم حزب الله أن ثمة هامشاً يعطيه الحزب لنفسه في الملف الرئاسي. فمع فتح خطوط التواصل مع التيار الوطني الحر المتقاطع مع المعارضة حول ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، واللقاء العلني بين الحزب وقائد الجيش العماد جوزف عون، بدأ الكلام عن فتح باب التفاهمات - ولو الأولية - في ملف الرئاسة، حول الخيار الثالث، ولا سيما أن أجواء قطر بعد لقاء الدوحة كانت تتحدّث بجدية عن احتمال إحراز تقدم نتيجة علاقتها مع إيران وحزب الله. وتعزّز هذا الجو مع إقفال لودريان، في آخر زيارتين له إلى بيروت، باب المبادرة الفرنسية وترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ثم تكريس لقاء الدوحة إطاراً سياسياً مكمّلاً لمسار الدول الخمس، وباريس من ضمنها، لانتخاب رئيس من غير المرشحين الاثنين المعلنيْن.

وفي الساعات الأخيرة، أعاد الثنائي الشيعي، وحزب الله المقصود هنا تحديداً، عقارب الساعة إلى الوراء، فأقفل الباب أمام أي إشارات تفاهم حول الاسم الثالث، وأعاد تثبيت ما سبق إعلانه من التمسّك بفرنجية. فعاد الجميع بذلك إلى نقطة الانطلاق الأولى التي بدأت مع انتهاء عهد الرئيس ميشال عون.

النقطة البديهية التي يحاول خصوم حزب الله القراءة فيها، تتعلق بمسار تطور العلاقات السعودية - الإسرائيلية. هذا «الانقلاب» المتوقّع، والذي سيترك إرباكات كبرى على المشهد الفلسطيني والعربي والإيراني، تعزّز مع تأكيدات علنية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول التقدم الحاصل، والمترافق مع خطوات بعيدة عن المشهد الإعلامي. في المسار الإيراني، لا يمكن التهاون مع هكذا تحوّل إستراتيجي، والتسليم بتسويات ظرفية في ساحات المنطقة، تحت مظلة تفاهم سعودي - إسرائيلي، وإن كان التواصل الإيراني - السعودي لا يزال قائماً. لذا كان متوقّعاً أن يعيد حزب الله لجم الجو المتصاعد حول تقدّمه خطوات نحو اسم ثالث، بما في ذلك اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، إذ من المبكر الذهاب إلى هذا الشكل من التسويات، قبل جلاء مصير التفاهم المنتظر، وتبعاته على دول المنطقة.

لم يترك حزب الله كثيراً من الوقت كي يسحب من التداول أي ترويج لتنازله عن مرشحه، فأعاد تصويب الوضع كما فعل في المرحلة الأولى التي تلت إعلان الرئيس نبيه بري ترشيح فرنجية. وبعد ضمور هذا الترشيح تباعاً، تبيّن أن تبعات التفاهم السعودي - الإيراني لم تصل إلى لبنان، وأن ما كان انطلق في اليمن، لا يزال حيث هو، وأن خطوات التطبيع مع سوريا جُمّدت تحت وطأة حضور أميركي فاعل. لكن مع ذلك، ظلّت احتمالات التوصل إلى تقاطع بين المعارضة والثنائي قائمة، ومعلّقة على حبل تطور الأداء الفرنسي مع تعيين لودريان، ومن ثم الدخول القطري على الخط، للتوصل إلى مخرج للأزمة الرئاسية.

تضاعفت إشارات القلق من الوصول إلى حائط مسدود، بعد لقاء نيويورك الذي فشل في تحقيق أي خطوة متقدّمة، لا بل عكس التجاذب الفرنسي الداخلي حيال رؤية باريس لمخرج الأزمة. فما قاله لودريان أمس، هو استمرار لجو سعودي - قطري - أميركي، ونقاشات حفلت بها اللجنة الخماسية المتنقّلة بين باريس والدوحة ونيويورك، ومع ذلك ظل هناك اتجاه في الإدارة الفرنسية يحاول تقديم المبادرة الفرنسية بنسختها الأولى، ما أدى إلى تدخل واشنطن والرياض للجمها، وتبنّي الدور القطري. لكنّ التحرك القطري جاء مزيجاً من تكليف شبه رسمي من اللجنة الخماسية، ومن سعي إلى تثبيت حضور قطر إزاء الدور الفرنسي. لذلك لا يمكن لقطر أن تقدّم اسماً واحداً كإطار تفاوض وحيد ولو كان مرشحها معروفاً. فالرياض وواشنطن لم تتبنّيا بعد أي مرشح ولا حتى إقرار إجراء الانتخابات الرئاسية عملياً وليس شكلياً. لذا جاء التحرك القطري للدفع نحو تكريس تراجع حزب الله، تحديداً، والمعارضة عن مرشحيهما نحو اسم ثالث، وهو الأمر الذي لاقاه به لودريان أمس. لكنّه اصطدم بتشدد الحزب والتمسّك بمرشحه من دون أي التباس. هذا يعني، في الدرجة الأولى، إعلاناً مبكراً لفشل التحرك القطري، لأن الخيار الثالث مرفوض من الثنائي، قبل البحث في لائحة الأسماء، ولا سيما أن بعض الأسماء المتداولة غير جدّية بالمطلق، وقد طُرحت لمجرد تأكيد صيغة الخيار الثالث، قبل غربلة الأسماء. وفي الدرجة الثانية، يعني أن معارضي تسوية قائد الجيش مرشحاً ثالثاً، وبالتحديد التيار الوطني الحر ولو عُرضت أسماء أخرى للتداول، ارتاحوا لتشدد الثنائي، لأن عدم وصول قائد الجيش لا يعني أبداً وصول فرنجية. وبذلك، يُعطى هذا الفريق مزيداً من الوقت قبل وصول ترشيح عون إلى حائط مسدود، ولا سيما أن خشية التيار كانت كبيرة من تأثيرات الضغط القطري، بكل ما يحمل من سوابق، على الثنائي. وفي الدرجة الثالثة يعني أن التشدد الذي عاد إليه الثنائي يلاقي، بطريقة مختلفة، عدم اتخاذ واشنطن أي قرار في شأن لبنان. الأمر الذي يعيد تأكيد الثابتة الوحيدة، وهي أن لا رئاسة في المدى المنظور، وأن مرحلة مواجهة جديدة بدأت بأدوات مختلفة.

 

باسيل يبيع المسيحيين أوهاماً... المعارضة: هكذا نُغيّر التركيبة

راكيل عتيّق/نداء الوطن/27 أيلول/2023

من مبادرة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط والسلّة التوافقية التي حملها إلى الأسماء الرئاسية التي يحملها الموفد القطري، وما بينهما طروحات للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والحراك الفرنسي والاستفسارات العربية والأجنبية ومبادرات بعض النواب والوسطاء، للوصول إلى إسم أو أكثر مشترك بين «الثنائي الشيعي» من جهة وسائر القوى الأساسية من جهة ثانية، كانت ولا تزال إجابة «الثنائي» الوحيدة على أي طرح: «سليمان فرنجية مرشحنا الوحيد». في المقابل أبدت المعارضة مرونتها مع كلّ هذه المبادرات وانفتاحها على البحث في أسماء رئاسية عدة، وكانت ترجمت ذلك بتراجعها عن ترشيح النائب ميشال معوض والتقاطع مع «التيار الوطني الحر» على إسم الوزير الأسبق جهاد أزعور.

على رغم ذلك يعمد «الثنائي» أخيراً الى ضخ أجواء تفيد بأنّ المعارضة المسيحية، خصوصاً حزبي «القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» يرفضان أي حوار رئاسي، ويريدان الفراغ وصولاً إلى أهداف أخرى أبعد من الرئاسة، قد تكون فرض تغيير في تركيبة الدولة أو النظام بعد تدهور الأوضاع جرّاء الشغور الطويل. هذا الجو الذي يضخه «الإعلام الممانع» لمّح إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال حديث صحافي أمس، معرباً عن خشيته من أنّ «هناك من لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، بل واكثر من ذلك، لا يريد للأزمة ان تنتهي»، ربطاً برفض الجهات المسيحية الأساسية الحوار الذي يدعو إليه.

هذه الاتهامات ساقطة بحسب مصادر مسيحية معارضة، ويدحضها عملياً المسار الرئاسي، فلو أنّ «القوات» و»الكتائب» يريدان الفراغ الرئاسي، لما شارك نواب الحزبين في جلسات الانتخاب الـ12 وأصرّا على عدم «تطيير» نصاب الجلسات التالية للجلسة الأولى، فضلاً عن أنّ الحزبين يدعوان دائماً إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية. في المقابل، عمد «الثنائي الشيعي» إلى تعطيل جلسات الانتخاب التالية للأولى، وامتنع عن الدعوة إلى جلسات أخرى، وأطاح بالمهلة الدستورية، وتمسّك بمرشحه خلافاً لميزان القوى القائم، كما تمسّك بمعادلته «مرشحي أو الشغور مهما كان الثمن». وتسأل هذه المصادر: «كيف بيطلع نحنا بدنا نغيّر التركيبة؟».

لذلك ترفض «القوات» و»الكتائب» الحوار رئاسياً، في وقتٍ أبلغت المعارضة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خلال جولته الأخيرة بإسم اللجنة الخماسية من أجل لبنان، استعدادها للذهاب إلى خيار رئاسي ثالث على رغم اعتبارها أنّ أزعور جزء من الخيار الثالث لأنّه ضمن اللائحة التوافقية، فيما أنّ الفريق الممانع أبلغ لودريان أي اللجنة الخماسية أنّه متمسّك بفرنجية. وبالتالي «لماذا يدعو «الثنائي» إلى حوار إذا كان لا يريد الذهاب إلى خيار ثالث؟».

مواجهة «الثنائي» التي تقودها «القوات» و»الكتائب» تتزامن مع مسار رئاسي آخر انتهجه رئيس «التيار» النائب جبران باسيل، خصوصاً من خلال الحوار القائم مع «حزب الله»، محاولاً استغلال النقمة المسيحية والدعوات التي وصلت إلى التقسيم، بطرح «اللامركزية» ضمن سلّة مقايضة رئاسية. هذه النقمة المسيحية تخرج من مناصري ومؤيدي غالبية القوى السياسية المسيحية، ومن بينها «القوات» و»الكتائب». إلّا أنّ هذين الحزبين المسيحيين يعتبران أنّ «حزب الله» هو المشكلة والحلّ لا يكمن من خلال حوار كهذا معه، ولا بالمقايضة معه حول حقوق بديهية مكرّسة في الدستور.

«مغالاة» باسيل في موضوع اللامركزية مكشوفة، بحسب مصادر مسيحية معارضة، فلو كان يريدها حقاً كمدخل أقلّه للحلول التنموية، لكان فرضها من موقع قوي خلال عهد الرئيس ميشال عون، فأين كان خلال السنوات الست تلك؟ بدلاً من أن يخلق إشكالاً على «مفرق» بشامون أو «كوع» طرابلس» كان الأجدى به أن يضع طرح اللامركزية على الطاولة من «موقع بعبدا». وبالتالي إنّه يزايد اليوم على المسيحيين بما كان يتهم الأحزاب المسيحية الأخرى بأنّه طروحات تقسيمية. المعارضة المسيحية «واعية» على الشعور المسيحي الذي يتنامى ويتعاظم في اتجاه أبعد من اللامركزية وصولاً إلى الفدرالية. لكنها لا تتعامل معه كـ»نقمة وغضب» بل تعالجه بالعمق. إذ إنّها تعتبر أنّ هذا الشعور يتعاظم بسبب «حزب الله»، فلو كان «اتفاق الطائف» مطبقاً، وهناك مداورة في الوزارات وانتظام مؤسسات واقتصاد واستقرار سياسي وعدالة ومساواة وشراكة ورئاسة وتطبيق للدستور، لما كان أحد يطرح لا الفدرالية ولا غيرها.

وبالتالي بحسب هذه المعارضة، إنّ المشكلة مزدوجة وسببها «حزب الله»، وذلك من خلفيتين: الوضع الناشئ بسبب «الحزب» ودوره بحيث لا تطبيق للدستور والقوانين ولا عدالة ومساواة، وخلفية وجودية بحيث تشعر الطوائف بخطر وجودي مترتب عن مشروع «حزب الله».

لكن التغيير، بحسب مصادر معارضة، يحتاج إلى ظروف ومعطيات داخلية وخارجية. فالأساس ليس «طرح ما يلبّي رغبات الناس وغرائزها، بل أن نحقّق ما نطرحه لكي نوصل المشروع الذي يجب أن نوصله لحظة يمكننا إيصاله». لذلك، إنّ الأهم، بحسب هذه المصادر، طريقة إدارة الوضعية السياسية بما يخدم مصالح الناس، علماً أنّ هذه المسألة ليست مسيحية بل تعني السُّنة والدروز أيضاً وكلّ الشرائح الناقمة على «حزب الله». وهذه المشكلة المزدوجة: مشكلة دولة عامةً ووضعية وجودية خصوصاً، تستدعي الذهاب إلى الترتيب الذي يوفّر استقراراً من جهة وحمايةً لهذه المجموعات من جهةٍ ثانية.

لذلك يبقى التركيز الأساس بالنسبة إلى «القوات» و»الكتائب» في هذه المرحلة، على الثبات في المواجهة، وتكوين أوسع معارضة وطنية ممكنة بمواجهة هذا الفريق الذي يشكّل تهديداً وجودياً من جهة ويمنع قيام دولة من جهة ثانية، والتفكير الجدّي من كلّ مكونات هذه المعارضة بماهية التركيبة الأنسب التي تؤمّن استقراراً وتحمي التعددية في البلد.

 

فضائح النزوح مُستمرّة: الوجهة بيروت وجبل لبنان ورشاوى ومشاريع وتورّط لبنانيّين

جيسيكا حبشي/أم تي في/27 أيلول/2023

مع كلّ إشراقة شمسٍ، يُسجِّل لبنان دخول مئات وربّما آلاف النّازحين السوريّين الجدد الى وطنٍ، لو قدّر له أن يتكلّم، لصَرَخَ وقال "بِكفّي هلقدّ". ولكن في وطننا وخارجه من لا يرى ويقرأ ويسمع. ورغم ذلك، فإنّ فضائح النزوح السوري مُستمرّة، والآتي أسوأ كما يُحذّر البعض.

يُشير محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر الى أنّ "غالبيّة النازحين ضمن موجة النزوح الجديدة هم من الشباب الذين، إمّا أتموا الخدمة العسكرية في سوريا، أو شاركوا في أعمالٍ قتاليّة خلال الحرب السورية"، مؤكّداً، في مقابلة مع موقع mtvأنه "لا نسمح بإقامة مخيّمات جديدة ولا حتّى خيمة واحدة، ولذا، فإنّ وجهة النازحين الجُدد هي بيروت وضواحيها وجبل لبنان للاستقرار هناك والانخراط في سوق العمل". ويتحدّث خضر عن "إشكاليّة كبرى مع المنظمات الدولية وتحديداً الأمم المتّحدة، فهي لا تشاركنا الداتا الخاصّة بالنازحين، والنازح الجديد يستعينُ بالحجّة نفسها لتبرير نزوحه، فهو يزعم أمام مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه مطلوب للخدمة العسكريّة وأنه نزح لأسباب أمنيّة في وقت أن الوضع في سوريا أصبح آمناً، وكلّ من يحمل جنسية سوريّة يحصل على الكثير من المُساعدات ليس فقط من الأمم المتّحدة بل من جمعيّات ومنظمات عدّة أخرى"، مشدّداً على أنّ النازحين "باتوا قنبلة موقوتة، ويشكّلون خطراً أمنياً كبيراً في المستقبل القريب، ولبنان دفع أغلى الأثمان بسبب النزوح السوري، واقتصادنا المنهار وخدماتنا باتت لبلدين". ويعتبر خضر أنّ "موجة النزوح الجديدة هي صوب لبنان فقط لأنّ الدولة اللبنانيّة مُتراخية أمام المنظّمات الدولية على عكس تركيا والأردن حيث تفرض الدولتان هيبتهما في هذا الملف ولا تسمحان بحصول السيناريو الذي نشهده في لبنان"، كاشفاً أنّ "الاكتظاظ الأكبر في محافظة بعلبك - الهرمل هو في بلدة عرسال إذ هناك 150 مخيّماً للاجئين بالإضافة الى عددٍ كبيرٍ من الشقّق السكنية المؤجّرة لنازحين، وتضمّ البلدة زهاء 94 ألف نازح سوريّ، والرقم هو 4 أضعاف عدد أهالي البلدة، أما على صعيد المحافظة، فهناك 315 ألف نازحٍ سوري مقابل 250 ألف مواطن لبنانيّ، والأرقام خيرُ دليل على الثقل السوري الكبير فيها". وفي سياق مُتّصل، يقول محافظ بعلبك - الهرمل: ينخرط السوريون بشكلٍ خاصّ في أعمال الزراعة والبناء، ولكن هناك الكثير من المؤسّسات والمصالح التي يؤسّسها ويديرها نازحون سوريون داخل المخيمات وخارجها وهي مُخالفة للقانون، وعندما نطبّق القانون على الأرض يتّهموننا بالعنصريّة، معرباً عن أسفه "لتواطؤ لبنانيّين مع النازحين، فهم يستفيدون عبر تأجير شققهم ومتاجرهم للسوريّين، وعند الكشف على المؤسّسات والمتاجر يتلطى السوري المُشغِّل خلف اللبناني الذي يحميه طمعاً بالمال، فضلاً عن مُستفيدين آخرين كرؤساء بلديات مثلاً يتلقّون رشاوى ويستفيدون من مشاريعٍ إنمائية لمنظمات دوليّة في البقاع مقابل غضّ النظر عن وجود وأفعال النازحين". مُسلسل النازحين السوريّين مُستمرّ في لبنان، وفي كلّ يومٍ تتكشّف فصولٌ جديدة ترسم مستقبلاً أسود كثرٌ يتحمّلون مسؤوليّته. أما اللبناني، أكان مواطناً أم مسؤولاً فله اليد الطولى في المصير الذي ينتظرنا... وعندها لن ينفع الكلام.

 

موت أوسلو ونهاية حل الدولتَين

مروان المعشّر/ديوان/27 أيلول/2023

في الذكرى الثلاثين للاتفاقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يجب الإصرار على مقاربة مبنيّة على الحقوق المتساوية لمواجهة التعنّت الإسرائيلي.

صادف يوم الثالث عشر من هذا الشهر الذكرى الثلاثين على توقيع اتفاقية أوسلو بين الجانبَين الفلسطيني والإسرائيلي. بعد مرور كل هذا الوقت، هل حقّقت أوسلو ما كان يصبو إليه الجانب الفلسطيني؟ من المهم التذكير بالأُسس التي قامت عليها هذه الاتفاقية. فقد تم الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وتم الاتفاق على سلطة فلسطينية انتقالية، تُقام أولا في غزة وأريحا، وتمتد تدريجيًا إلى مناطق في الضفة الغربية، قُسِّمت إلى "أ" و"ب" و"ج"، تبعًا للقدر الذي تسيطر فيه السلطة الانتقالية عليها. وتم الاتفاق على تأجيل البحث في قضايا الوضع النهائي، أي قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والترتيبات الأمنية، إلى ما بعد ثلاث سنوات من بدء العمل بالسلطة الفلسطينية الانتقالية، على أن تنتهي هذه المفاوضات خلال سنتَين من بدئها، أي بعد خمس سنوات من إنشاء السلطة الفلسطينية، وينتج عنها حل دائم للقضية الفلسطينية بحلول شهر 5 في العام 1999.

وقد جوبهت الاتفاقية بمعارضة فلسطينية وعربية وإسرائيلية، ولكن حجة الرئيس ياسر عرفات كانت آنذاك أنها تؤسّس لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ولو بالتدريج. ومع أن أوسلو لم تشِر إلى قيام دولة فلسطينية بعد خمس سنوات، فإن الجانب الفلسطيني والعربي والدولي كان يأمل بذلك، ما دعاه إلى قبول مبدأ حل الدولتَين والتقدّم بمبادرات دولية عدة لتحقيق ذلك، وعلّل الجانب الفلسطيني قبوله بعدم تجميد المستوطنات منذ لحظة التوقيع على أوسلو بأن ثلاث سنوات من بناء المستوطنات لن تغيّر الواقع كثيرًا على الأرض.

بعد ثلاثين عامًا، يبدو واضحًا أن كل الفرضيات التي بُنيت عليها الاتفاقية، تم نسفها. الفرضية الأولى نادت بانتهاء المفاوضات بعد خمس سنوات. واليوم، غدا واضحًا أن ما من مفاوضات فلسطينية إسرائيلية بعد الآن، وأن الفجوة بين الجانبَين أكبر بكثير من تلك قبل ثلاثين عامًا.

الفرضية الثانية كانت تفضي إلى أن نظرية الفصل بين الجانبَين ستؤسّس لحل الدولتين. أما اليوم، فإن عملية بناء المستوطنات التي لم تتوقف، أدت إلى ازدياد عدد المستوطنين من مئتَين وخمسين ألفًا غداة توقيع أوسلو، إلى أكثر من سبعمئة وخمسين ألف مستوطن اليوم، ما يجعل إمكانية فصل الجانبين مستحيلة.

الفرضية الثالثة هي أن المرحلة الانتقالية ستسهم في بناء الثقة بين الجانبَين، ما سيساعد في مفاوضات الوضع النهائي. من الواضح اليوم ليس فقط أن الثقة بين الجانبَين شبه معدومة، ولكن أيضًا أن المجتمع الإسرائيلي آخذٌ في التوغل في عنصريته وتديّنه، وأن قلة تكاد تُعدّ على أصابع اليد الواحدة في الكنيست الإسرائيلي هي من تدعو لمفاوضات تؤدي إلى حل الدولتَين.

إن الموقف المعلن للحكومة الإسرائيلية اليوم هو رفض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، ورفض إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، بما فيها القدس الشرقية. يُضاف إلى ذلك أن التعويل على أن موقف الحكومة الإسرائيلية اليوم قد يكون مؤقتًا وقد تأتي حكومة جديدة أقل تشدّدًا، لا ينسجم مع الحقائق. فالتحوّل إلى اليمين العنصري في المجتمع الإسرائيلي آخذٌ في الازدياد منذ عشرين عامًا، ولا يمكن وصفه بتحوّل مرحلي، والانقسام الداخلي الإسرائيلي اليوم ليس بين المؤيدين لعملية السلام والمعارضين لها، كما كان الحال في السابق، ولكنه انقسام بين المؤيدين لنتنياهو والمعارضين له فقط. أما تجاهل إقامة دولة فلسطينية، فيحظى بإجماع كبير في الكنيست والمجتمع الإسرائيلي اليوم.

ماذا بقي من إطار أوسلو إذًا؟ لم يبق شيء. فكيف نفسر هذا التشبّث الدولي بهذه الاتفاقية؟ لقد رفعت الإدارة الأميركية يدها عن محاولة رعاية مفاوضات تؤدي إلى حل على أساس الدولتَين منذ عشر سنوات، واستعاضت عن ذلك علنًا بمحاولة تهدئة الوضع لفترة طويلة حتى تتهيأ الظروف، بقدرة قادر، على استئناف المفاوضات، إضافةً إلى محاولتها إدخال المملكة العربية السعودية في ما يُدعى بـ"الاتفاقات الإبراهيمية"، ما يعطي الانطباع بأن السلام ممكن في المنطقة من دون الجانب الفلسطيني، ما يؤدي عمليًا إلى وأد المبادرة العربية للسلام. تفسّر الإدارة الأميركية هذا الموقف باقتناعها بعدم جدوى محاولة التوصّل إلى حل في هذه المرحلة، وما لم تقله علنًا هو عدم رغبتها في الدخول في مواجهة مع إسرائيل لاعتبارات داخلية.

أما المجتمع الدولي، وبالأخص الاتحاد الأوروبي، فهو يسير خلف الموقف الأميركي بتأييد لفظي لحل الدولتَين، من دون إقرانه بأي خطة لتنفيذه أيضًا، تجنّبًا لأي مواجهة مباشرة مع إسرائيل. وهو موقف ترتاح له إسرائيل كثيرًا، لأنه يساعدها على ابتلاع المزيد من الأرض وزيادة عدد المستوطنين والمستوطنات وقتل حل الدولتَين، بينما يتغنّى المجتمع الدولي بهذا الحل صباح مساء. إن كان المجتمع الدولي متوغّلًا في لعبة لن تؤدي إلى حل لأسبابه التي أوردتها، فما حجة الموقف العربي؟

الدول العربية الأربع التي وقّعت "الاتفاقات الإبراهيمية" مع إسرائيل فعلت ذلك لتحقيق مكاسب مع الولايات المتحدة تحديدًا، ومن دون تحقيق أي تنازلات حقيقية من إسرائيل. وما يجري من مفاوضات مع السعودية يندرج تحت هذا الإطار. لقد تقلّص الاهتمام الحقيقي بحل الدولتَين إلى ثلاث جهات عربية هي السلطة الوطنية الفلسطينية والأردن ومصر. لا تريد السلطة الفلسطينية التخلّي عن هذا الحل بعد بنائها مؤسسات فلسطينية وتحقيقها امتيازات لأفرادها لا تريد خسارتها، وهي تختزل اليوم الهوية الوطنية الفلسطينية بهذه المؤسسات، غير مكترثة بجيل فلسطيني جديد ولد معظمه بعد أوسلو وفقد الأمل بشكل شبه كامل بقيادته وبأي أفق دبلوماسي لتخليصه من نير الاحتلال.

الموقف المصري ينظر اليوم إلى القضية الفلسطينية من منظور أمني يتعلق بحفظ الأمن في سيناء، وانحسر دوره إلى حدٍّ كبير في الملف السياسي للقضية، كما كان سابقًا. أما الموقف الأردني، فهو مرتبط بالهاجس المبرّر، وهو محاولة إسرائيل فرض حل على حسابه إن مات حل الدولتَين، ولذا فهو متمسك بهذا الحل، وإن كان على الأغلب يعرف في قرارة نفسه أن هذا الحل بات مستحيلًا. لم يقدّم المسؤول الأردني حتى اليوم حجة متماسكة مقنعة لربط التمسك بحل الدولتَين مع هدف منع التوصّل إلى حل على حسابه، وهو يدرك تمامًا المطامع الإسرائيلية في الاحتفاظ بالقدس والضفة الغربية ورفضها العملي لهذا الحل.

ثلاثون عامًا كافية للوصول إلى قناعة لا لبس فيها بأن إطار أوسلو قد مات. قد لا يكون المطلوب من دول كالأردن أو مصر، أو من السلطة الوطنية الفلسطينية التخلّي عن حل الدولتَين رسميًا، ولكن اعتماد مقاربة وحيدة غير مقرونة بأي تحرك دبلوماسي آخر ليس مقنعًا. ثمة الكثير مما يمكن فعله من استعمال القنوات والمحافل الدولية لفضح الممارسات العنصرية الإسرائيلية مثلًا، أو الإصرار على مقاربة مبنيّة على أساس الحقوق المتساوية بغضّ النظر عن شكل الحل، أو التوقف عن معاملة إسرائيل كدولة صديقة ومراجعة مشاريع مشتركة في قطاعات كالطاقة والمياه تعظم الاعتماد على إسرائيل في قطاعات حيوية.

إطار أوسلو قد انتهى، وكذلك حل الدولتَين والمبادرة العربية للسلام. نحسن صنعًا إن أدركنا ذلك وبدأنا بوضع بدائل لصنع القرار أكثر نجاعة لمواجهة التعنّت الإسرائيلي.

لا تتّخذ مؤسسة كارنيغي مواقف مؤسّسية بشأن قضايا السياسة العامة؛ تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الدراسة عن آراء كا

 

الأردن يشكّك في سيادة الأسد على الأرض والكبتاغون

كارمن كريم/موقع درج/27 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122624/122624/

لا شك في أن التصريحات الأردنية عالية المستوى، هي شكل من أشكال الضغط على النظام السوري ومحاولة لتذكير نظام الأسد بجدية الموقف الأردني من أزمة تهريب الكبتاغون السوري عبر أراضيها. والتوجه نحو إيران هو خطوة جديدة في هذا الملف، والتي قد يتبعها تصعيد أردني أكبر في الأيام المقبلة.

في تصريح صادم، شكّك العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في سيطرة رئيس النظام السوري بشار الأسد على الأراضي السورية، إذ قال خلال قمة الشرق الأوسط العالمية في نيويورك، المنعقدة قبل أيام، إنه غير متأكد من مسؤولية الأسد الكاملة في سوريا. يشكل تصريح عبدالله الثاني المُشكِّك في سيطرة الأسد على مساحات سيادته، تغيراً في نبرة النظام الأردني تجاه النظام السوري، والذي أبدى في مرحلة ما شكلاً من الدعم له، لكن يبدو أن هناك خيبة أمل أردنية بوقف تدفّق الكبتاغون السوري.  يبدو تصريح العاهل الأردني بداية جديدة للتعامل مع الملف السوري، بما فيها من قضايا كاللاجئين وتهريب الأسلحة ودعم النظام السوري وتعويمه، موجِّهاً إصبع الاتهام إلى إيران وعناصر داخل حكومة النظام السوري، الذين يستفيدون من تجارة المخدرات المزدهرة في البلاد، قائلاً: “هذه قضية رئيسية تستغلها جميع الأطراف، بمن في ذلك بعض الأشخاص داخل النظام والإيرانيون ووكلاؤهم”. وحذر عبدالله الثاني قائلاً: “أعتقد أن بشار لا يريد أن يحدث ذلك، ولا يريد صراعاً مع الأردن، لكن لا أعرف مدى سيطرته”.

يبدو أن الأردن يقف عاجزاً أمام كبتاغون نظام الأسد، فرغم تحرك الحكومة الأردنية بخطوات إيجابية نحو النظام السوري، خلال العام الفائت، سعياً الى هدفٍ أساسي وهو وقف تدفق الكبتاغون عبر حدوده، لكن الواضح أنها فشلت في التضييق على عمليات التهريب، أمام تعنت نظام الأسد وتعقيد الملف السوري، وتنوع الجهات الدولية والإقليمية التي تسيطر على الأراضي السورية. يشكل تصريح عبدالله الثاني المُشكِّك في سيطرة الأسد على مساحات سيادته، تغيراً في نبرة النظام الأردني تجاه النظام السوري، والذي أبدى في مرحلة ما شكلاً من الدعم له، لكن يبدو أن هناك خيبة أمل أردنية بوقف تدفّق الكبتاغون السوري.

تهريب المخدرات إلى الأردن لم يتوقّف

كان هناك أمل أردني وعربي بالحد من تهريب الكبتاغون بعد التقارب العربي – السوري، والدور الأردني البارز في هذا الشأن. إذ كانت خطوات الأردن أساسية في تعويم نظام الأسد عربياً مجدداً، وربما عولت الحكومة الأردنية على ذلك لتقليل تدفق الكبتاغون. لكن المفاجأة أن العكس حدث، وللسخرية، التي يتقنها النظام السوري، ازدادت عمليات تهريب الكبتاغون عبر الحدود السورية – الأردنية، إذ كشف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال ندوة لمركز أبحاث  SRMG، أن عمليات التهريب عبر الحدود السورية – الأردنية ازدادت عقب الحوار مع دمشق، وأن من بين 3 محاولات تهريب مخدرات، تنجح واحدة، وهو رقم كبير إذا ما قيس بكلفة إنتاج حبة الكبتاجون، والتي تبلغ نحو دولار واحد مقابل سعر بيعها الذي يصل إلى العشرين ضعفاً.

إذاً، وبعد مبادرة الأردن للتقارب مع نظام الأسد، والتي حملت عنوان “خطوة مقابل خطوة”، وكانت على رأس أعمالها مكافحة المخدرات القادمة من سورية، لوحظت زيادة في عمليات التهريب، ولم تعقد اللجنة الوزارية أصلاً، منذ احتضان الجامعة العربية المبادرة الأردنية، سوى اجتماع واحد في آب/ أغسطس الماضي. وكان موقف النظام السوري واضحاً في حينها، إذ لم يركز فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، سوى على الأموال التي يجب على الأمم المتحدة تقديمها للنظام بحجة “التعافي المبكر”. لم يقدم المقداد أي أفكار أو يشير إلى توجهات حول ملفات أساسية وحساسة، فلم يركز على الطلب من الدول العربية حثّ الأمم المتحدة على تقديم الأموال للنظام تحت غطاء التعافي المبكر، ضمن المساعدات الأممية المقدمة إلى الشعب السوري أساساً، من دون أن يقدم توضيحات حقيقية حيال الملفات الأساسية في المبادرة، كملف المخدرات أو التوجه الى حل سياسي مع قرار مجلس الأمن 2254، المؤشرات التي من المفترض أن تكون كافية للأردن والدول التي عولت على تغيير في سياسة النظام السوري.

تخوّف أردني من موجات لجوء جديدة

تطرق عبدالله الثاني أيضاً إلى احتجاجات السويداء والتأكيد على مطالب المحتجّين، ما يبدو تصعيد النبرة ضد نظام الأسد، إذ قال إن احتجاجات السويداء جنوب سوريا أعادت الربيع العربي إلى بدايته في سوريا، فيما يوحي كذلك بتخوفٍ أردني من تدفق موجات جديدة من اللاجئين السوريين إلى الأردن. إذ قال إن بلاده لا تستطيع استيعاب أكثر من نحو مليون و300 ألف لاجئ سوري موجودين بالفعل في البلاد، مرجعاً السبب إلى انخفاض الدعم الدولي، وهو الخطاب الأردني ذاته المنتشر منذ إعلان الأمم المتحدة وقف المساعدات عن اللاجئين السوريين في الأردن.

من جهة أخرى، قال الصفدي إن الأردن يعمل على حماية مصالحه، وإن تهريب المخدرات ليس تهديداً للأردن فحسب، بل لدول الخليج وغيرها من الدول أيضاً، ولا بد من تعزيز التعاون للتعامل مع التهديد، ما يعني أن أي تعاون سيقوده الأردن مستقبلاً ضد تهريب المخدرات على حدوده، سيكون شكلاً من التصعيد مع النظام السوري. حديث الصفدي لا يشير إلى فشل التعاون الأردني – السوري في ضبط تدفق المخدرات وحسب، بل يشير أيضاً إلى تطور في هذه التجارة وأساليبها ونجاح عمليات التهريب، وكأن التقارب كان لمصلحة الأسد وليس الأردن. ما يطرح سؤالاً أساسياً: هل تغير الخطاب الأردني يعني تغيراً في تعامل الأردن مع النظام السوري؟ وهل سيسحب دعمه للأسد مجدداً؟

التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على هامش جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبحثا طرق وقف تهريب المخدرات من سوريا إلى الأراضي الأردنية، فيما يبدو فقدان أمل أردني كامل من الجانب السوري لينتقل إلى حلفائه الأقوى، الذين ربما لديهم سلطة أكبر في السيطرة على هذه المعضلة، التي اعتبرها الصفدي تهديداً لأمن المملكة والمنطقة، مشدداً على أن بلاده ستتخذ كل ما يلزم لدحر هذا التهديد.  ولم يتردد الأردن في تقديم مقابل للعون الإيراني، إذ أكد الصفدي حرص الأردن على إنهاء كل التوترات في المنطقة، وتطوير العلاقات مع إيران على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، في إشارة الى الاحتجاجات والفوضى في الداخل الإيراني، والتي تنأى الأردن بنفسها عنها. لا شك في أن التصريحات الأردنية عالية المستوى، هي شكل من أشكال الضغط على النظام السوري ومحاولة لتذكير نظام الأسد بجدية الموقف الأردني من أزمة تهريب الكبتاغون السوري عبر أراضيها. والتوجه نحو إيران هو خطوة جديدة في هذا الملف، والتي قد يتبعها تصعيد أردني أكبر في الأيام المقبلة.

 

الرئيس الأميركي جو بايدن مخاطباً الجمعية العامة للأمم المتحدة.

راغدة درغام/النهار العربي/28 أيلول/2023

عند قراءة ما بين السطور في خطابات وجلسات صنّاع القرار لدى مشاركتهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو على هامشها، يُلاحظ أنّ هناك إقراراً بتراجع المنظمة الدولية ومؤسساتها، فيما هناك اندفاع لدى بعض المنظمات الإقليمية نحو توسيع آفاقها لتصبح أكثر عولمة. حلف شمال الأطلسي "ناتو" مثال على ذلك، باعترافٍ ضمني من الأمين العام ينس ستولتنبرغ. مجلس التعاون الخليجي مثال آخر، ليس من منطلق منافسة الأمم المتحدة وإنما نظراً لازدياد أهمية دول المجلس على الساحة الدولية ولدى الدول الكبرى، بما فيها الصين والولايات المتحدة.

 الدورة 78 للجمعية العامة بدت مشوشة وغريبة بعض الشيء. الرئيس الأميركي جو بايدن لم يملأ الفراغ الذي تركه غياب قادة الصين وروسيا وفرنسا، وهي من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. نجومية رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي كانت مبتورة لأسباب عدة، بالرغم من أنّها المرّة الأولى التي يخاطب فيها الأمم المتحدة، وسط انحسار جزئي للاندفاع الأميركي الشعبي لحرب أوكرانيا، كما بسبب معادلات عسكرية على أرض الحرب الأوكرانية. القادة العرب الذين شاركوا في الجمعية العامة التحقوا بالمستقبل لجهة الاهتمام بالتغيّر المناخي والتكنولوجيا، لكن القضايا التي تهمّهم مباشرة شقّت طريقها إلى الاجتماعات والمؤتمرات داخل وخارج مبنى الأمم المتحدة مع فارق مهمّ وهو، أنّ الدول العربية، لاسيّما الدول الخليجية، لم تأتِ الى الأمم المتحدة لتشكو وتتذمّر كما جرت العادة، وإنما لتطرح مبادراتها ومواقفها بصورة متجدّدة.

 العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حمل همومه إلى نيويورك، ليطالب الأمم المتحدة وأعضاءها ومؤسساتها بأن تتحمّل مسؤولية تجاهلها لخطورة تفاقم تدفق اللاجئين والنازحين السوريين إلى الأردن وإلى لبنان نتيجة ما يحدث في سوريا. تحدّث أمام "قمة الشرق الأوسط العالمية" التي عُقدت على هامش الجمعية العامة خارج الأمم المتحدة، وكان بين الحضور رئيس مجلس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، الذي بدوره نقل هموم النازحين السوريين في لبنان إلى الساحة الدولية، مناشداً تحمّل المسؤولية.

 كان لافتاً أنّ الملك عبدالله طرح موضوع اللاجئين والنازحين السوريين من منطلق ثنائية الأردن ولبنان. هذا طرح جيد ومفيد للبلدين، لاسيّما إزاء تعمّد المجتمع الدولي الهروب إلى الأمام لتجنّب ما تقتضيه معالجة هذه المسألة بتداعياتها الخطيرة على لبنان والأردن- خوفاً من انعكاسات مكلفة للدول الأوروبية المصابة بالرعب من هجرة سورية إليها.

العاهل الأردني تحدّث بصراحة عن تخوفه من موجة جديدة من النازحين السوريين نتيجة "ربيع عربي" جديد في سوريا، مشيراً إلى التطورات في السويداء وكذلك إلى درعا. قال إنّ الأردن ولبنان لن يبقيا حصراً محطتين للموجة الجديدة، في تحذير إلى الأوروبيين بأنّ المشكلة ستكون مشكلتهم، إذا لم يستفيقوا إلى خطورة الأمر، لأنّ الأردن ولبنان سيكونان ممراً لعبور اللاجئين إلى أوروبا، مشدّداً على أنّ مساعدة المجتمع الدولي للأردن ولبنان تأتي في اطار مساعدة نفسه.

صراحة الملك عبدالله في التحدّث عن الرئيس السوري بشار الأسد كانت لافتة، لاسيّما وأنّ الأردن كان لعب دوراً حيوياً في المساعي العربية لإعادة تأهيل سوريا في ما يُعرف بمبادرة خطوة خطوة. قال إنّ الأسد لم يقدّم شيئاً ولم يلبّ مطالب مبادرة الخطوة بخطوة، بخاصة في ما يتعلق بتهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية- الأردنية. قال أيضاً إنّ الأسد لا يسيطر على ما يحدث على الحدود، ويبدو غير قادر على السيطرة على الوضع لكبح تهريب الكبتاغون والأسلحة الذي لإيران و "حزب الله" دور فيه.

 مصادر مطّلِعة على المواقف الأوروبية نحو سوريا نقلت عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قوله في جلسات خاصة، إنّ الأسد غير قادر على الإمساك بزمام الأمور في سوريا، وأنّ النظام السوري أثبت أنّه أقوى من بشار الأسد، وأنّه ليس بوسع الأوروبيين أن يثقوا بالأسد.

 ووفق ديبلوماسي اشترط عدم ذكر اسمه، انّ التقويم الأوروبي والعربي في هذا المنعطف، هو أنّ مبادرة الخطوة بخطوة العربية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأنّ المبادرة العربية تجاه سوريا في طريقها إلى الفشل قبل نهاية السنة، نتيجة عدم قدرة الأسد على تنفيذ وعوده. أضاف الديبلوماسي، أنّ سوريا في وضع أسوأ من قبل، لأنّ النظام فيها هش ومنقسم انقساماً عمودياً، ولأنّ الرئيس غير قادر أن يحكم جدّياً. فإذا أصابت الانقسامات والهشاشة وحدة الجيش، هناك عندئذ تخوّف من انهيار النظام السوري برمّته.

 روسيا وإيران ما زالتا تدعمان بشار الأسد والنظام السوري، إنما لكل منهما أولوياته. المحادثات الروسية- الإيرانية أثناء الزيارة الأخيرة الأسبوع الماضي لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى طهران، تطرّقت إلى الوضع في سوريا، كما في ناغورني كراباخ، وإلى التعاون العسكري بين البلدين. كلاهما يسعيان وراء أوضاع مسيطر عليها في الإقليم وفي سوريا، والأهم أنّ وزير الدفاع الروسي أراد بزيارته أن يبعث رسالة مهمّة الى الغرب وبالذات إلى الولايات المتحدة.

 فحوى الرسالة هي أنّ روسيا تعزّز علاقاتها مع كوريا الشمالية ومع الجمهورية الإسلامية الإيرانية- وكلاهما ضدّ الولايات المتحدة. حقّق شويغو ما يريده بتقارب روسيا مع كوريا الشمالية، وتتويج ذلك بلقاءات الزعيم الكوري الشمالي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وهو أراد أن يبلّغ طهران أنّ موسكو هي حليفها، وأنّ أميركا لا يمكن الثقة بها. فروسيا تريد قطع الطريق على المحاولات الأميركية لاستقطاب إيران بعيداً من روسيا، عبر صفقات تدريجية شملت أخيراً صفقة تبادل السجناء والإفراج عن 6 مليارات دولار، والتي شكر الرئيس بايدن كلاً من قطر وعمان على أدوارهما في تيسيرها.

 إيران ليست بالضرورة متفائلة تماماً بأنّ الجهود التي تبذلها الدول الخليجية ستؤدّي الى مصالحة أميركية- إيرانية، لكنها ما زالت تراهن على هذه الجهود لأنّها مفتاح رفع العقوبات عنها. إدارة بايدن قرّرت الاستثمار في التقارب السعودي- الإيراني، وهي تريد وساطة سعودية بينها وبين إيران، إضافة إلى أدوار قطر وعمان والإمارات في مختلف المجالات، من الملف النووي إلى ملف تبادل السجناء. الرئاسة الإيرانية ووزارة الخارجية تريدان الاستفادة من رغبة إدارة بايدن في الاستثمار في التقارب السعودي- الإيراني، إنما ليس واضحاً ما هو موقف مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، ولا مدى معارضة "الحرس الثوري" لما يُسمّى بتوجّه الاعتدال.

 السعودية من جهتها ترسّخ التعاون مع إدارة بايدن، وهي مستعدة للعب دور الوسيط للتقريب بينها وبين إيران. حتى الآن، ووفق مصادر أميركية معنية بالملف اليمني، لم تقدّم إيران أي دليل بعد على عزمها أو استعدادها للمساعدة في ملف اليمن. الرياض لا تجعل من ذلك عرقلة أمام استمرار جهودها كوسيط بين واشنطن وطهران، لكنها لا تضع كل البيض في السلّة الإيرانية، إدراكاً منها أنّ الانقسامات الداخلية ما زالت تحول دون نقلة نوعية في عقيدة وسلوك إيران الاقليمي.

 ما تركّز عليه السعودية في العلاقة مع الولايات المتحدة يدخل ليس فقط في اطار العلاقات الثنائية الفائقة الأهمية، وإنما في الأبعاد الجيو- سياسية والجيو- اقتصادية. مشروع "الممر الاقتصادي" الذي يربط الهند بالخليج وبالأردن وإسرائيل بأوروبا، والذي تتبنّاه وتسوّقه السعودية والإمارات، مشروع له بُعد سياسي على علاقة بالسعي الأميركي للتطبيع بين السعودية وإسرائيل. الإمارات، كما هو معروف، طبّعت مع إسرائيل عبر الاتفاقات الإبراهيمية وهي، كما قال المستشار الديبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، كانت السبّاقة الى اختراق نوعي في مقاربة العلاقات العربية مع إسرائيل.

 ما قاله قرقاش أثناء مشاركته في "قمّة الشرق الأوسط العالمية" وجاء كمفاجأة، هو أنّ الإمارات تسعى للتوصّل الى اتفاق دفاعي "صارم" مع الولايات المتحدة، في اتفاقية واضحة تستجيب لخططها في تأمين أمنها القومي على المدى البعيد، وبـ "التزام رسمي" أميركي. جاء هذا الكلام وسط مباحثات أميركية- سعودية لإعداد "معاهدة دفاع مشترك" بعدما كانت واشنطن وقّعت قبل أسبوع اتفاقية ثنائية للدفاع والتكنولوجيا مع البحرين، لا تتضمن ضماناً للدفاع المشترك لكنها تستلزم التشاور الفوري لتحديد الردّ المناسب في حال تعرّضت البحرين لـ "عدوان خارجي". ما أراد قرقاش إبرازه هو أنّ الاتفاقات الشفوية الفضفاضة لا تناسب الإمارات، وأنّ ما تريده من إدارة بايدن هو الجديّة في تنفيذ تعهداتها باتفاقية دفاعية ذات بعد استراتيجي يمكن الرهان عليها.

 هذه لغة جديدة تتزامن مع لغة سعودية تتخذ أيضاً من الصرامة أساساً لها. فقد حدث تغيير نوعي في العلاقات الخليجية مع إدارة بايدن، بعدما استدركت الإدارة الأميركية أخطاءها في التعامل مع الدول الخليجية العربية، على نسق إدارة أوباما التي كادت تمزّق نسيج العلاقة التاريخية.

 المقاربة الخليجية عامة والسعودية خاصة للعلاقة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا والعواصم الأوروبية والدول الآسيوية والإفريقية، مقاربة تنطلق من الثقة بالنفس والقدرة على صياغة توجّهات غير اعتيادية وفرض تنازلات لم تكن واردة في الماضي. هذه لغة جديدة في المشهد الدولي. فليست دول حلف ناتو وحدها التي تستعيد أنفاسها. ذلك أنّ دول مجلس التعاون الخليجي قد فرضت نفسها بحلّة جديدة على الساحة الدولية، وهذه المرّة من منبر الأمم المتحدة ومن مدينة نيويورك، التي لم يسبق أن رحّبت بالدول العربية كما تفعل.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

القوات ردا على وليد جنبلاط: نستغرب تحميلنا مسؤولية اجهاض الانتخابات الرئاسية

وطنية/27 أيلول/2023

استغربت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، في بيان، "تحميل وليد بيك جنبلاط القوات مسؤولية إجهاض الانتخابات الرئاسية ومبادرة الرئيس نبيه بري للحوار، فيما لا يخفى على وليد بيك من عطل جلسات الانتخاب بخروجه كل مرة منها، ومن لا يدعو إلى جلسة بدورات متتالية، ومن عطل مبادرة البيك والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والآن القطريين باتجاه خيار ثالث".  أضاف البيان: "نذكر وليد بيك أن الانتخابات الرئاسية تحصل عن طريق جلسة بدورات متتالية بعد حوار وتواصل ثنائي أو أكثر على غرار التقاطع الذي تبنى ترشيح جهاد أزعور، ولا يوجد أي مسار رئاسي آخر، ولن نقبل بتكريس عرف جديد لا دستوري يلغي دور مجلس النواب والانتخابات النيابية. فليست القوات اللبنانية، وليد بيك، من أجهض فرصة انتخاب رئيس للجمهورية، إنما مَن أجهض هذه الفرصة هو الذي يتمسك بمرشحه على رغم عدم قدرته على انتخابه، ومن يعطل كل الآليات الدستورية الانتخابية، ومن يصر على حوار ملهاة يحمل من خلاله كل من يشارك في الحوار مسؤولية الشغور، فيما من يتحمل هذه المسؤولية هو الفريق الذي يخرج من الجلسات ويعطلها ولا يقبل باللعبة الديموقراطية الدستورية".  وتابع: "ونسأل وليد بيك: هل يريد استمرار التدهور والوضع الحالي لست سنوات إضافية؟ وألا يوجد شيء اسمه مصلحة لبنان العليا؟ وهل إدارة البلد تكون من خلال "كولسات" فوقية بعيدة جدا من آلام الناس ومعاناتهم ومآسيهم؟ نأسف أن يحمل وليد بيك القوات مسؤولية هي براء منها، بل سعت منذ ما قبل الدخول في المهلة الدستورية إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي وحضور كل الجلسات ومحاولة إحياء الدورات المتتالية والانتقال من مرشح إلى آخر وكله في محاولة لمنع الشغور الذي دخلت فيه البلاد بسبب إصرار فريق سياسي على فرض شروطه على اللبنانيين خلافا لإرادتهم، وخلافا لرغبتهم بالانقاذ".

 

الكتائب: على المجتمع الدولي التحرك فورًا لوقف عملية التطهير العرقي ضد الأرمن في ناغورنو قره باغ – ارتساخ

وطنية/27 أيلول/2023

 صدر عن جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب البيان التالي: "يجد أرمن إقليم ناغورنو قره باغ – ارتساخ أنفسهم مرة جديدة عرضة لما يشبه عملية تطهير عرقي تجري تحت أعين المجتمع الدولي الذي لم يحرّك ساكنًا حتى اللحظة. إن جهاز العلاقات الخارجية في حزب الكتائب يعتبر أن إفراغ الإقليم الصغير من سكانه الأرمن وإجبارهم على الفرار بالآلاف من موطنهم التاريخي وتركهم ليواجهوا مصيرهم، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولجميع مواثيق حقوق الإنسان ويعيد إلى الأذهان مآسي الإبادة التي تعرض لها الشعب الأرمني في القرن الماضي، والتي لا يجوز أن تتكرر، فيما العالم يتفرج حفاظًا على مصالح نفطية من جهة أو خوفًا من انغماس في حروب جديدة من جهة أخرى". أضاف البيان: " وإذ يعرب الجهاز عن حزنه لوقوع ضحايا من الأبرياء والعزّل، يؤكد رفضه الكامل للظلم الذي يتعرض له سكان ناغورنو قره باغ – ارتساخ الأرمن وتضامنه الكامل مع اللبنانيين الأرمن ويشعر بوجعهم العميق على المشاهد الأليمة التي يرونها، ويدعو المجتمع الدولي إلى التحرك فورًا لإنهاء هذه المأساة الإنسانية وتوفير آليات فعالة للحماية من حملة التطهير العرقي ووقف انتهاكات حقوق الإنسان بحق الأرمن في ارتساخ".

 

جهاز العلاقات الخارجية في "القوات": ما يحصل في ارتساخ يدعونا كلبنانيين الى أخذ العبر والتمسك اكثر فأكثر بالدفاع عن سيادة الكيان واستقلاله

وطنية/27 أيلول/2023

صدر عن جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "يقف الحزب وقفة تضامن وتعاطف مع الشعب الأرمني في أرتساخ (ناغورنو كاراباخ) ازاء ما يتعرض له من تهجير. انها مأساة إنسانية تعود بنا مئة عام ونيف في التاريخ، الى بدايات القرن العشرين لتوقظ هواجس الإبادة وتذكر بحقائق أليمة راسخة في ذاكرة الأرمن الجماعية". وتابع:  "في ظل صمت ولامبالاة المجتمع الدولي وبخاصة الاتحاد الأوروبي ازاء ما يجري من عمليات ضرب للهوية الوطنية في أرتساخ، ندين استنسابية الدول التي ترفع لواء الديمقراطية والحرية والتي من أجل مصالحها الاقتصادية تسكت عن انتهاك حقوق الانسان لا بل عن موت شعب بكامله. الأمثلة كثيرة من سوريا الى فلسطين الى أرتساخ. إن ما يحصل اليوم من ظلم ومآس في ارتساخ يدعونا كلبنانيين جميعاً الى أخذ العبر والتمسك اكثر فأكثر بالدفاع عن سيادة واستقلال الكيان اللبناني والايمان بمشروع الدولة، الضامنة الوحيدة لأمن وحرية وحقوق كافة المكونات اللبنانية".

 

الجبهة المسيحية تطالب بحماية اللبنانيين من الوجود السوري وتستنكر تلاعب فريق الممانعة بالمشاعات

وطنية/27 أيلول/2023

عقدت الجبهة المسيحية اجتماعها الدوري في مقرها بالاشرفية وأصدرت البيان الاتي: "تتفاقم يوماً بعد يوم قضية المهاجرين السوريين غير الشرعيين في لبنان، وقد أصبحت هاجساً وجودياً على ألسنة الشعب بكل اطيافه الذي يهيب من تكرار أحداث العام ١٩٧٥ لكثرة أوجه الشبه بين المرحلتين، وخاصةً بعد الموقف الاميركي الاخير الذي أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية سامويل ويربورغ. وهنا تطلب الجبهة المسيحية من الشعب عامةً والمسيحي خاصّةً التحلي بضبط النفس واتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر والاستعداد بما تيسر من اجل حماية المواطنين والأملاك العامة والخاصة من اي استغلال لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، وذلك بالتنسيق مع من تبقّى من قوى أمن وجيش والاعتماد بشكل خاص على الذات والمبادرات المحلية والبلديات والهيئات المحلية في ظل غياب شبه تام للدولة." كما حذرت من "ازدياد التلاعب بالمحفظات العقارية عبر التزوير والتسلط وإساءة استعمال السلطة للسطو على الاملاك العامة والخاصة والمشاعات من قبل فريق الممانعة تحت أعين الدولة وبهدف التمدّد والتوسع داخل مناطق اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً كما حصل مؤخراً في كسروان بهدف تغيير جغرافيتها وديموغرافيتها الأمر الذي سيؤدي الى نزاعات مناطقية والى حرب أهلية لا سمح الله". وتابعت: "لذلك على الدولة واجب حماية أملاكها ومشاعاتها من هذه العصابات كما وحماية أملاك الأهالي في مناطقهم والحفاظ على خصوصيتها تحت طائلة انهيار العقد الاجتماعي بين اللبنانيين". كما أكدت الجبهة "دور السلطات المحلية كالمخابرات والبلديات وأيضاً على دور الأهالي وهو الأهم، فيجب ان يكونوا العين الساهرة بوجه هذا المخطط الشيطاني الايراني، والسيف القاطع لكلّ يدّ تمتد على حرمة مناطقهم وأملاكهم وأملاك الدولة ومشاعاتها ، كما عليهم معاقبة كل من يتعامل معهم او يسهل لهم التلاعب بخصوصيتهم الجغرافية والديموغرافية وبالتالي بالسلم الاهلي وذلك عبر نبذهم ومقاطعتهم وكشفهم أمام الملأ وتقديمهم للعدالة  إذا اقتضى الامر". واضافت: "إن الجبهة تستنكر الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الأرمني في ناغورني كاراباخ من قتل وتهجير، ما يظهر إبادة جماعية في ظل غياب المجتمع الدولي إن لم يكن تواطؤه، فهناك نرى وباستهجان تغيير تحالفات قوى عالمية وتغيير سياسات ومبادئ لطالما اعتبروها مقدسة، وفق مصالح ضيقة للدول ذات العلاقة فتسقط أمام هذا الشعب العريق سردية عدالة دولية مصطنعة". واخيرا اسفت الجبهة للحدث الأليم "الذي اودى بحياة أكثر من مئة مسيحي في مدينة بغديدا الموصل العراق عبر حريق هائل في صالة أعراس وتسبب بإصابة اكثر من مئة وخمسين جريحا حالتهم حرجة، مقدّمةً التعازي للكنيسة والشعب والاهالي ومتمنّيةً الشفاء العاجل للجرحى".

 

البروفيسور سامي ريشا أول طبيب نفسي لبناني يُنتخب في الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا منذ تأسيسها قبل 200 عام

الكلمة اونلاين/27 أيلول/2023

أصبح رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة القديس يوسف البروفيسور سامي ريشا أول طبيب نفسي لبناني يُنتخَب عضواً في الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا منذ أن تأسست قبل نحو 200 عام هذه المؤسسة المرموقة التي توازي مكانتها في مجال الطب أهمية الأكاديمية الفرنسية للغة.

وانتُخب ريشا بالاجماع عضواً مراسلاً للأكاديمية ضمن قسم "الطب والمجتمع" في الأكاديمية الوطنية للطب التي تأسست عام 1820، وهي أبرز هيئة للأطباء في فرنسا. وتعمل الأكاديمية على جمع الكفايات الطبية وتعزيز صورة فرنسا في العالم من خلال الصحة. وغالباً ما تطلب الحكومة الفرنسية منها تقارير ومواقف في شأن الموضوعات الطبية، فتُصبح الآراء التي تعطيها مرجعاً. وتولى ريشا (54 عاماً) تأسيس قسم طب النفس في مستشفى "اوتيل ديو" في بيروت وترؤسه لمدة 12 سنة، ويترأس كذلك لجنة الأخلاقيات في المستشفى نفسه، وهو عضو في اللجنة الاستشارية الوطنية اللبنانية لأخلاقيات علوم الحياة والصحة. ولريشا الذي أسس أيضاً الجمعية الفرنكوفونية للمصابين بأمراض نفسية وتولى سابقاً رئاسة الجمعية اللبنانية لطب النفس، نحو 150 مقالاً علمياً نُشرت في أبرز المجلات المتخصصة، وهو كاتب باللغة الفرنسية أصدر حتى الآن روايتين هما Trois dont un de plus ("ثلاثةٌ...أحدُها زائدٌ عن اللزوم") و Le monde ne va pas si mal ("حال العالم ليست بهذا السوء")، وثلاثة كتب طبية هي La psychiatrie au Liban- Une histoire et un regard ("طب النفس في لبنان- تاريخ ونظرة") و Parler de la psychiatrie ΰ mes filles ("التحدّث إلى ابنتيَّ عن طبّ النفس") و Manuel d’ιthique en psychiatrie ("دليل الأخلاقيات في الطب النفسي" ). وسيصدر كتابه التالي في فرنسا ولبنان في تشرين الأول المقبل وسيكون بعنوان 12 cas cliniques en ιthique psychiatrique ("12 حالة سريرية في أخلاقيات الطب النفسي").

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 27-28 أيلول/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 أيلول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/122611/122611/

يوم 27 أيلول/2023

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 27/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/122614/122614/

September 27/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani