رابط فيديو مقابلة من موقع “دي أن أي” مع الكاتب السياسي نبيل بومنصف يكشف عن “اتفاق قاهرة” جديد وفضيحة فرنسية كبرى

101

رابط فيديو مقابلة من موقع “دي أن أي” مع الكاتب السياسي نبيل بومنصف يكشف عن “اتفاق قاهرة” جديد وفضيحة فرنسية كبرى!

27 أيلول/2023

في اسفل 3 آخر مقالات نشرها نبيل بومنصف في جريدة النهار

وحدة قسرية… صنيعة “الذعرَين”؟
نبيل بومنصف/النهار/27 أيلول/2023

“حرية الاستسلام”… لمن يرغب!
نبيل بومنصف/النهار/25 أيلول/2023

القفز المنهك فوق الرهانات!
نبيل بومنصف/النهار/22 أيلول/2023

*****************
وحدة قسرية… صنيعة “الذعرَين”؟
نبيل بومنصف/النهار/27 أيلول/2023
لن يكون في قدرة أي جهة في لبنان ، يوم يقيض للازمة الرئاسية ان تحط رحالها على تسوية ما تضع نهاية لها ، ان تقدر بدقة وجدية كافيتين حجم الاضرار البنيوية العميقة والجوهرية التي اصابت من واقع انقسامي للبلاد مقتلا وهو المثقل أصلا بالفجوات الكبيرة . ذلك ان ما تناوب على ما كان يسمى اصطلاحا “وحدة لبنان” منذ البداية “الرسمية” اقله للانهيار التاريخي في تشرين الأول 2019 وما تلاه تدحرجا مع تداعيات انفجار القرن في مرفأ بيروت ومن ثم سقوط بل اسقاط لبنان مجددا وتكرارا في أسوأ ما ابتدعه الفريق المدمن التلاعب بالدستور والنظام والقانون وتجويف كل ما يشكل الدولة حين اباح لنفسه ان يشرع البلاد لازمة فراغ رئاسي مفتوحة منذ سنة ، كل هذا مضافا الى تراكمات سابقة كانت من مساهماتها ازمة الانهيار الذي لعب الفساد دورا جوهريا في انفجارها شكل ويشكل وسيشكل تقويضا غير مسبوق لوحدة تقليدية لبنانية لم تعد قائمة الا في حنين وجداني لا يلامس من الواقع شيئا . والأخطر في مقاربة الوحدة الممزقة هذه انها لا تعاني سكرات التصفية جراء العامل الطائفي التاريخي في مسببات أزمات التركيبة اللبنانية الهشة ، وحده ،وانما هذه المرة مدفوعا بفائض قوة من عوامل اقتصادية واجتماعية وتداعيات لصراع سياسي بات اخطر من الحروب في دك معالم النسيج اللبناني الضعيف المتهاوي .
رغم هذه الحقيقة المرعبة وامامها ، لا نظن ان لبنانيين اثنين يختلفان راهنا ، ولنقل من لحظة اشتعال الازمة المالية الاقتصادية الاجتماعية الاعتى منذ 2019 وحتى الساعة حول حقيقة “توحيدية” غريبة ونادرة تتصل بعاملين متلازمين : الأول الذعر العارم المتحكم باللبنانيين في كل المناطق ولدى كل الطوائف والفئات الاجتماعية حيال خطر الاخطار المتمثل بتعاظم موجات “اجتياح” النازحين والمتسللين السوريين للبنان بكل مناطقة افقيا وعموديا على نحو لا سابق لخطورته في أي بلد تعرض او يتعرض لتعاظم موجات الهجرة الأجنبية الوافدة اليه . والثاني الاقتراب من سقف “اليأس” في مسألة الازمة المالية وتداعياتها المختلفة ولا سيما منها في الشق المتصل باخطر واضخم منهبة تاريخية عرفها بلد لودائع الناس في المصارف.
لا نغالي اطلاقا ، بإزاء هذين الخطرين اللذين يحملان طبيعة “نادرة” في التوحش حيال “اغتيال” ونهب حقوق اللبنانيين من جهة وتهديدهم كيانيا ووجوديا بكل معايير الخطورة على “الهوية” والكيان وحتى الوجود باخطر حجم متعاظم لشعب سوري اخر يزاحم الشعب اللبناني على كل شيء ولو كان مصنفا نازحا .
نقول ان ثمة في طوايا الكارثة التي تتدحرج فوق لبنان عاملان “توحيديان” لا تضاهى قوتهما التوحيدية ولا سابق لتمازجهما كما سيكون ذلك في قابل الوقت الاتي. ليس كالذعر ما يوحد الناس وليس كالفقر والمهانة ما يقرب الناس من بعضهم ، كما ليس كالغضب الذي يفجره تآمر دولي غربي عربي مخيف على لبنان لجعله البلد البديل فعلا للنازحين السوريين ما سيثبت ان نبضا شعبيا عاما موحدا على رفض المؤامرة سيدفع بكل القوى السياسية ولو مرغمة على ما سيكون يوما استراتيجية مواجهة قسرية لا غنى عنها لخطر “اندثار” اللبنانيين . هما عاملان اكثر من نظريين حاليا ينتظران وسطا سياسيا ان يستشرف اخطر الاخطار قبل ان تندلع تداعيات لا احد يدري ويجزم ويضمن انها ستبقى سلمية لدى استفحال التراكم المتصل بفقر الفقراء او بانفجار العصبيات العنصرية الآخذة في التفاقم جراء ازدياد اسطوري لاعداد النازحين السوريين .

“حرية الاستسلام”… لمن يرغب!
نبيل بومنصف/النهار/25 أيلول/2023
ترتفع نبرة بعض القوى والنواب “المحايدين” عن الصراع الحاد بين قوى المعارضة والثنائي الشيعي ملقية باللوم على المعارضة في مسألة الحوار الى حدود يحملون فيها هذه المعارضة تبعات الازمة الرئاسية . وأخذ هذا التطور دلالات تستحق المقاربة ، اذا كان قصد هذه الفئة فعلا يعكس اقتناعا بان المعارضة هي التي تضع العصي في دواليب مشروع حل او شق مسلك يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية علما ان “المعروض ” الوحيد الذي يدافع عنه منتقدو المعارضة في رفض الحوار هو حوار الرئيس نبيه بري حصرا .
بصرف النظر عن تشريح موقف وموقع ومصالح كل من يندرج في تحميل المعارضة تبعة رفض دعوات الرئيس بري للحوار ، يصعب تجاهل التساؤل التلقائي عما اذا كانت سنة كاملة من الفراغ الرئاسي ، في نظر المؤيدين لوجهة نظر الثنائي الشيعي من الحوار المعروض على الاخرين ، تعتبر بصراحة ووضوح كاملين صنيعة “مكايدة” الرفض للحوار كما يسميها “الممانعون” في صراعهم مع المعارضة لان تأييد هذه النظرية يعني ان الذين ينتقدون الان المعارضة تأخروا 12 شهرا والحبل على جرار عن موقف كان يفترض اتخاذه مبكرا جدا . ثم ان التساؤل التالي التلقائي الذي يستتبعه تصاعد انتقاد المعارضة التي هي في كل الأحوال فريق يستحق المساءلة المعنوية والسياسية في كل لحظة اسوة بسواها من الافرقاء ، كيف تراهم مؤيدو الحوار الذي يعرضه احد قطبي الثنائي الشيعي يصنفون دعوة لا يلحظها الدستور عن المرجع البرلماني الذي صار يعترف بنفسه منذ اعلن تأييد مرشح محدد بعينه انه صار طرفا وفريقا الى حدود كان يفكر معها بان يسند رئاسة طاولة الحوار الى نائب رئيس المجلس لو تحققت دعوته الى هذا الحوار ؟
واما التساؤل الثالث الأكثر الحاحا فعلا الذي يستثيره انحياز الفئة التي تلوم المعارضة ، ولو ان هذا حق سياسي وديموقراطي لا جدل فيه لهذه الفئة ، فهو من باب تسجيل الاطار المبدئي الصرف عليها :هل كانت السنة الكاملة من تعطيل الاستحقاق الرئاسي صنيعة من رفض الحوار ام نتيجة تمترس فريق الممانعة وعلى رأسه “الثنائي الشيعي” وراء مرشح واحد صار شعار ايصاله اما مرشحنا واما بلطوا البحر لمئة سنة ؟ من تراه رفض مبدأ التسليم للديموقراطية الدستورية
المطلقة والاحتكام للتصويت المفتوح حتى ملء شغور قصر بعبدا ما دام مرشحه مرفوضا من المعارضة وفئة كبيرة من المستقلين بما فيها من يرفع نبرة لوم المعارضة اليوم ؟
ما دامت الازمة بلغت حدود ضياع كامل امام تشتت الوساطات وغموض المسار غموضا لا سابق له بعد ذاك الاجتماع المثير للجدل للمجموعة الخماسية في نيويورك ، صار من الحتمي على افرقاء الداخل ولو جرجروا ذيول العجز عن لبننة الحل ، ان يجروا مراجعات معمقة لكل خطاب الازمة اقله لجهة المحاذرة من السقوط في ازدواجية سياسية لم تعد تمر بسهولة على اللبنانيين . ثمة سؤال يتعين إعادة طرحه كلما صدحت أصوات بنغمة الحوار الذي يراد له ان يكون السبيل الأمثل لحشر الخصوم : ماذا يعني طرح حوار كشرط استباقي للذهاب الى واجب دستوري هو المسلك الحصري لانتخاب رئيس الجمهورية ، غير ان الامعان في اشتراط الحوار هو كسر الخصم ومحاولة ارغامه على “الاستسلام” ؟ لتكن “حرية الاستسلام” اذن لمن يؤيد هذا النمط من الحوار !

القفز المنهك فوق الرهانات!
نبيل بومنصف/النهار/22 أيلول/2023
“اسعفت” اشهر الصيف المشارف على النهاية لبنان في التكيف الى حدود واسعة وربما غير متوقعة مع مختلف أوجه التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للازمات المنهكة التي يرزح تحتها وبالأخص ازمة ضرب نظامه ودولته ومؤسساته عبر تعطيل منهجي لانتخاب رئيس الجمهورية . وبعيدا من تضخيم او تهويل او تقليل او تخفيف من توقعات وحسابات ليست من النوع الذي يحتمل نفخا او تحجيما ، سيقبل لبنان في الاتي من اشهر الخريف ومطالع الشتاء على ذروة النهايات الحتمية لسقوف الكارثة المالية المتدحرجة منذ عام 2019 بما يعني ان السباق بين الاخطار التي باتت لا توصف باقل من مصيرية او وجودية ( ولو صار التعبير مبتذلا لفرط استعماله بصدق او باصطناع مزيف ) سيفتح الباب على مرحلة لم يشهد لبنان فعلا ما يماثلها لا في ازمان الحرب ولا في حقبات السلم . بذلك فقط تقاس المعايير التي بلغتها الازمة في ظل تهاو او تساقط مزدوج متزامن للرهانات التي عقدت على “تصويب” المبادرة الفرنسية ومن بعدها “اندفاع” المجموعة الخماسية كأنما بينهما رابط لا ينفصل ، فاذا بلبنان الان يفتش عما بعد السقوط والانتكاسة وكلاهما وضعه في عراء البحث عن خشبة يتمسك بها الغريق قبل ان يلاقي حتفه .
تدل مؤشرات ردود الفعل المحلية ، سواء كانت سياسية مباشرة ام معكوسة عبر الصحافة ووسائل الاعلام ، على ما يتجاوز نهاية الرهان الحقيقي على ان لبنان لا يزال يملك القدرة على لبننة أي ازمة من حجم تعطيل النظام الدستوري فيه ولو ان معالم هذه المعضلة ليست جديدة وليست من النوع الذي يفاجئ أحدا . ذلك ان ما كان يستدل عليه سابقا ، مع بدايات ازمة الفراغ الرئاسي الحالي قبل 11 شهرا ، هو التخطيط المتعمد للفراغ على ايدي فريق صار الفراغ والتعطيل واسترهان مؤسسات الدولة من صلب “ايديولوجيته ” اذا صح التعبير ولم يعد فقط مجرد وسيلة ضغط سياسية على خصومه والبلاد باسرها . لكن “الفائض” الذي استولدته الازمة وتراكماتها واهتراء كل الأنماط التي استهلكت خلالها في زمن الانهيار الراهن ، كشف ان الفريق المعطل نفسه صار رهينة ارتباطاته الإقليمية التي تلزمه مزيدا من الانتظار المنهك بما يعني فقدانه قدرة الزعم على الذهاب الى تسوية يتهم خصومه برفضها وبتعطيل الحوار من اجلها .
للمرة الثانية تواليا ، انكشف الفريق الممانع على كونه اكثر الافرقاء اللبنانيين اتكاء وإقامة للحسابات والرهانات على تدخل خارجي دولي او إقليمي او مزيج بينهما لطرح مقايضاته داخليا وخارجيا بدليل تسخير كل ادبيات وممارسات اطرافه لدوامة تسمى اصطلاحا “الحوار” فيما تستبطن واقعا دفع البلاد قدما نحو مزيد من الانتظارات القاتلة . بعد الإخفاق في تمرير مرشحه عبر المبادرة الفرنسية ها هو الفريق الممانع يوظف تعثر المجموعة الخماسية واخفاقها الاخر في ترجمة “بيان الدوحة” للدفع مجددا في معزوفة الحوار وهذه المرة عبر توظيف موقف أميركي ينادي بتوافق اللبنانيين من دون تدخل خارجي للايحاء بان البيت الأبيض لن يستكين حتى تركب طاولة يترأسها الرئيس نبيه بري في الطبقة الثالثة من برلمان ساحة النجمة ويتسيد فيها على حلفائه وخصومه وما بينهم من مستقلين .
لا يملك معظم الافرقاء السياسيين القدرة الباردة على الالمام بالمشهد الدولي الذي واكب اجتماعا عاجلا للمجموعة الخماسية في ذروة اجتماع ممثلي العالم في الأمم المتحدة . ولعل المهزلة الحقيقية ، تكمن هنا أولا وأخيرا .