المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 11 أيلول /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.september11.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/صلاتنا من أجل المغرب واهله

الياس بجاني/ندين انتهاك حقوق وحرية الصحافية مريم مجدولين اللحام 

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو القداس الإلهي في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانيّة الذي ترأسه اليوم 10 أيلول/2023 البطريرك الراعي في كنيسة سيدة ايليج-ميفوق القطارة مع نص عظته

نص العظة التي ألقاها اليوم المطران عودة خلال القداس الإلهي الذي ترأسه في كنيسة كاتدرائية القديس جاورجيوس: ماذا يمنع انتخاب رئيس لولا المصالح التي تتجاوز الدستور؟

إصابة 5 جنود إثر سقوط قذيفة على مركز للجيش اللبناني قرب عين الحلوة

لبنان: مقتل 4 في اشتباكات عنيفة في مخيم عين الحلوة… وميقاتي ينتقد القيادة الفلسطينية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 10 أيلول 2023

رئيس الموساد "يهدد" باستهداف قادة إيران في قلب طهران!

تقرير إسرائيلي يكشف.. "تفاوضنا مع حزب الله وليس مع لبنان"!

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

ريفي: نطالب بنزع كل سلاح غير شرعي وبوضع أمن المخيمات في عهدة الدولة

أحزاب ومجموعات معارضة: الحوار يتم خلال دورات انتخابية في مجلس النواب للوصول الى انتخاب رئيس

أسماء رئاسية جديدة بجعبة لودريان؟

رئاسياً... هل اقترب "الحزب" من "الخطّة ب"؟

مخيّم عين الحلوة: كرة نار وساحة لتصفية الحسابات!/منير الربيع/الجريدة” الكويتية

"قيادي في حزب الله يكشف عن وجود مرشح جديد لرئاسة الجمهورية"

زيارة لودريان تزيل الرّماديّة... مبادرة برّي ليست البديل؟

إيجابيّة وحيدة في موازنة 2024... وهذه "عواقب" زيادة الرّسوم

ضحيّة جديدة بسبب رصاص عين الحلوة الطائش

إشتباكات عين الحلوة... بيانٌ "هام" من "عصبة الأنصار الإسلامية"

'خداع الذات'... تقرير إسرائيلي: تفاوضنا مع حزب الله وليس مع لبنان

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

حدث تاريخي".. أول وفد إسرائيلي يزور السعودية رسميا وعلنيا

إسرائيل تكشف ملفات عملاء الموساد..في لبنان وسوريا والمغرب

المغرب يقبل مساعدات من 4 دول بعد الزلزال الذي خلف 2122 قتيل على الأقل وسباق ضد الزمن للعثور على ناجين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كلمة الكولونيل بركات في أربعين الحنتوش بكنيسة القديس شربل في مسيسوغا – كندا/10 أيلول/2023//الحنتوش عزيز كتير مش بس على قلبي.. وعقلب كل العينبليي.. واليوم صار عزيز على قلب لبنان./10 أيلول/2023

أين تقف حرب حزب الله وبشار الأسد على لبنان؟/شارل الياس شرتوني

لودريان في بيروت بعد لقاءين: دبلوماسيّة فرنسيّة بوقود سعوديّ/د. محيي الدين الشحيمي/أساس ميديا

ميقاتي والحزب يخسران معركة ترفيع شحادة لرتبة لواء/ملاك عقيل/أساس ميديا

"ربيع الفدرلة".. محاولة لنسف مبادرة السّلام العربيّة/ابراهيم ريحان/أساس ميديا

تحلُّل سوريا الأسد/نديم قطيش/أساس ميديا

"خيبة" دوليّة تسبق وصول بعثة صندوق النّقد إلى بيروت/علي زين الدين//الشرق الأوسط

مصير غامض لمبادرة بري/كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

هل تكون عودة لودريان حاسمة؟/محمد شقير/الشرق الأوسط

كيف سيتعايش العالم مع «الهند الجديدة»؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

قمة العشرين وأزمة الثقة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

كيف سيتعايش العالم مع «الهند الجديدة»؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رابط فيديو القداس الإلهي في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانيّة الذي ترأسه اليوم 10 أيلول/2023 البطريرك الراعي في كنيسة سيدة ايليج-ميفوق القطارة مع نص عظته

الراعي في قداس ايليج: استشهدوا لنشهد التعددية التي يمتاز بها لبنان وتجعل منه واحة تلاق وحوار

نص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي/قدّاس الشهداء

نص كلمة رئيس رابطة سيدة إيليج فادي الشاماتي

إيليج، نجمة الشمال ب هل ليل ل مش عم يخلص./من ديوان آخ - موريس عواد

نص العظة التي ألقاها اليوم المطران عودة خلال القداس الإلهي الذي ترأسه في كنيسة كاتدرائية القديس جاورجيوس: ماذا يمنع انتخاب رئيس لولا المصالح التي تتجاوز الدستور؟

المفتي قبلان للراعي: من يطمر رأسه بالرمال تنهشه الوحوش

نعيم قاسم: لعدم رمي الاستحقاق الرئاسي على الخارج فالمشكلة من الداخل وعلينا أن نعالجها

سامي الجميل من البترون: على الدول التي تريد مساعدة لبنان العمل على رفع الاحتلال عنه

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ

رسالة القدّيس يعقوب03/من13حتى18/”يا إِخوَتِي: هَلْ بَيْنَكُم حَكِيمٌ وفَهِيم؟ فَلْيُظْهِرْ بِحُسْنِ سِيرَتِهِ أَعمَالاً مُتَّسِمَةً بِوَدَاعةِ الحُكَمَاء. أَمَّا إِنْ كَانَ في قَلْبِكُم حَسَدٌ مُرٌّ وخِصَام، فلا تَفْتِخِرُوا ولا تَكْذِبُوا على الحَقّ. إِنَّ تِلْكَ الحِكْمَةَ لَيْسَتْ نازِلَةً مِنْ عَلُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ بَشَرِيَّةٌ شَيْطَانِيَّة. فَحَيْثُ يَكُونُ حَسَدٌ وخِصَام، هُنَاكَ فِتْنَةٌ وكُلُّ عَمَلٍ سَيِّئ. أَمَّا الحِكْمَةُ النَّازِلَةُ مِنْ عَلُ، فَهِيَ أَوَّلاً نَقِيَّة، ثُمَّ مُسَالِمَة، حَلِيمَة، طَيِّعَة، مُمتَلِئَةٌ رَحْمَةً وثِمَارًا طيِّبَة، لا مُحَابَاةَ فيهَا ولا رِيَاء. وثَمَرُ البِرِّ يُزْرَعُ بالسَّلامِ لِفَاعِلِي السَّلام.”

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

صلاتنا من أجل المغرب واهله

الياس بجاني/09  أيلول/2023

كان الله مع المغرب واهله. صلاتنا لراحة انفس ضحايا الزلزال ومن أجل شفاء المصابين ومواساة المفجوعين والمشردين

May God be with Morocco and its people. Our prayers goes for the souls of the earthquake victims, for the recovery of the injured, and for the comfort of the bereaved &  homeless

 

ندين انتهاك حقوق وحرية الصحافية مريم مجدولين اللحام 

الياس بجاني/06  أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122032/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%87%d8%a7%d9%83-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d9%88%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5/

ندين بشدة ما تتعرض له الصحافية مريم مجدولين اللحام من انتهاكات صارخة لحقوقها ولموقعها كصحافية، ونستنكر محاولات قمع حريتها وتهديها بالسجن، وفبركة تهم باطلة بحقها، وذلك بغية إجبارها للتنازل عن مواقف وتغريدات أخذتها في سياق عملها الصحافي الاستقصائي والعادل.

أن استدعائها الاعتباطي والإستنسابي للتحقيق وتوقيفها وإطلاق سراحها المشروط هو مخالفة قانونية فاضحة، وتبين بما يقبل الشك بأن بعض القضاء في ظل الاحتلال قد تسييس وتحول إلى أداة قمع وإرهاب بيد من يهيمون على قرار مؤسسات الدولة، بمن فيها بعض القضاء، وكثر من القضاة.

نطالب باحترام حرية وحقوق الصحافية مريم مجدلين لحام خصوصا، الحريات الإعلامية عموماً وبحصر قضايا الإعلاميين بمحكمة المطبوعات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو القداس الإلهي في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانيّة الذي ترأسه اليوم 10 أيلول/2023 البطريرك الراعي في كنيسة سيدة ايليج-ميفوق القطارة مع نص عظته

نص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي/قدّاس الشهداء

موقع بكركي/سيّدة إيليج – 10 أيلول 2023

"حبّة الحنطة، إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمرٍ كثير" (يو 12: 24)

Video Libk of the Divine Mass that was presided over today, September 10, 2023, by Patriarch Al-Rahi in the Church of Our Lady of Ilig-Mayfouk Al-Qattara in memory of the Lebanese resistance Martyrs/ with the text of his sermon.

Text of Patriarch Cardinal Mar Bechara Boutros Al-Rahi's Sermon during the Martyrs Mass

https://eliasbejjaninews.com/archives/122121/122121/

Sayyeda Illig /Bkerki site/September 10, 2023 (Google translation

 

نص العظة التي ألقاها اليوم المطران عودة خلال القداس الإلهي الذي ترأسه في كنيسة كاتدرائية القديس جاورجيوس: ماذا يمنع انتخاب رئيس لولا المصالح التي تتجاوز الدستور؟

وطنية /10 أيلول/2023

Bishop Aoudi’s Sermon text during the Divine Mass that he presided over in the Cathedral Church of St. George: What prevents the election of a president if it were not for interests that go beyond the constitution?

https://eliasbejjaninews.com/archives/122118/%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d8%a3%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af/

NNA/LCCC/September 10, 2023/ Google translation)

 

إصابة 5 جنود إثر سقوط قذيفة على مركز للجيش اللبناني قرب عين الحلوة

بيروت: «الشرق الأوسط»/10 أيلول/2023

أفادت وسائل إعلام لبنانية اليوم (الأحد) بإصابة خمسة عسكريين إثر سقوط قذيفة على مركز للجيش قرب مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب البلاد.ونقل تلفزيون «الجديد» عن مصدر عسكري القول إن الجيش استخدم السلاح ردا على الاستهداف بالقذيفة التي سقطت بالقرب من مداخل منطقة التعمير، وإن الجيش سيرد دائما في حال تعرض مراكزه للاستهداف، بحسب وكالة «أنباء العالم العربي». وكانت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» قد قالت أمس (السبت) إن عدد ضحايا الاشتباكات في مخيم عين الحلوة ارتفع إلى أربعة قتلى و60 مصابا.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت الوكالة أن الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان ما زال متوترا وأن الاشتباكات ما زالت متقطعة.

 

لبنان: مقتل 4 في اشتباكات عنيفة في مخيم عين الحلوة… وميقاتي ينتقد القيادة الفلسطينية

صيدا (لبنان) ـ «القدس العربي»- ووكالات»/10 أيلول/2023

استمرت أمس الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، حيث قُتل أربعة أشخاص، بينهم مدني، فيما وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي انتقاداً الى القيادة الفلسطينية بسبب تجدد أعمال العنف. وتدور اشتباكات منذ مساء الخميس بين حركة فتح ومجموعات إسلامية متشددة في هذا المخيم القريب من مدينة صيدا. وقتل 13 شخصاً خلال اشتباكات مماثلة بدأت في 29 تموز/يوليو واستمرت خمسة أيام. وبعد ليلة هادئة نسبياً، تجددت الاشتباكات السبت، بحسب مراسل وكالة فرانس برس في صيدا الذي أفاد بسماع دوي قذائف وأسلحة رشاشة. وليل السبت، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن “حصيلة جولة الاقتتال حتى الساعة أربعة قتلى، اثنان منهم لحركة فتح”. وأوضحت أن بين القتلى عنصراً من تنظيم “الشباب المسلم”، ومدنياً قتل “نتيجة رصاص طائش في منطقة الغازية المجاورة لمخيم عين الحلوة. وأجرى ميقاتي اتصالاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشاور معه في التطورات في المخيم. وشدد رئيس الحكومة خلال الاتصال “على أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية” وفق ما كتب على منصة “أكس”. وأضاف “ما يحصل لا يخدم على الإطلاق القضية الفلسطينية ويشكل إساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية بشكل عام وخاصة إلى مدينة صيدا التي تحتضن الإخوة الفلسطينيين، والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وأنظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها”. وعبر منصة “أكس”، دعا الجيش اللبناني “جميع الأطراف المعنيين في المخيم إلى وقف إطلاق النار، فيما فرت عشرات العائلات من المخيم منذ مساء الخميس حاملة أكياساً مليئة بالضروريات مثل الخبز والماء والدواء، بحسب مراسل فرانس برس. وكشف العقيد أبو إياد شعلان، قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا، عن التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار، مساء السبت. وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة “سبوتنيك” الروسية “لا ضمانات حقيقية للحفاظ على استمرار قرار وقف إطلاق النار من قبل الأطراف الأخرى”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 10 أيلول 2023

وطنية/10 أيلول/2023

مقدمة "تلفزيون لبنان"

على إيقاع حركة دبلوماسية نشطة لموفدين سعوديين في اتجاه باريس بينهم كبير الدبلوماسيين نزار العلولى والسفير وليد البخاري ولقائهما في العاصمة الفرنسية في الساعات المقبلة الموفد الرئاسي للبنان جان إيف لودريان وبالتوازي مع تداول جانبي بموضوع لبنان في لقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في نيودلهي على هامش قمة العشرين يعود لودريان الى لبنان عصر غد في زيارة ثالثة توصف بالمفصلية بالنسبة الى مساعي فرنسا الرامية لبلورة نقاشات "مع وبين" الأفرقاء السياسيين اللبنانيين بما يدفعهم الى انتخاب رئيس للجمهورية علما أن أوساطا سياسية مراقبة أشارت الى أن جو الحركة الفرنسية من جهة ومن جهة ثانية أجواء مواقف الأفرقاء اللبنانيين من رافضين ومتحفظين عن دعوة الرئيس نبيه بري للحوار ومؤيدين ومرحبين بالدعوة هذه الأجواء أخرت نوعا-ما اتجاه رئيس البرلمان نحو توجيه أو تحديد موعد للحوار.

في الغضون فرض إيقاع موضوعين في غاية الحساسية مسارا من التحرك الفوري والملح للمعالجة هما : النزوح السوري المستجد والمريب في اتجاه لبنان (وهناك جلسة لمجلس الوزراء ستعقد غدا في السراي الحكومي لهذا التطور).والموضوع الثاني هو التجدد الخطر للاشتباكات المستمرة في شكل عنيف في مخيم عين الحلوة-صيدا وما رافقها ليلة السبت من عزم نازحين من المخيم على نصب خيم عند مدخل مدينة صيدا-الأولي لكن اتصالات كثيفة حصلت منها التي أجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دفعت الى إزالة ما تم نصبه من خيم في تلك المنطقة الحساسة. جلسة ثانية لمجلس الوزراء بعد ظهر غد لمتابعة البحث بمشروع موازنة ال 2024.

في أي حال تجددت مواقف الأفرقاء السياسيين والمراجع الدينية وعدد من الجهات الأخرى محذرة من خطورة النزوح السوري وغير السوري وأجمعت على استعجال معالجة الأمور بجدية ومسؤولية وطالبت بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت من أجل أن تنتظم أعمال المؤسسات وتنطلق المعالجات بكل المجالات في شكل جدي نظرا الى الدرك الذي انحدرت اليه الأوضاع المعيشية والاقتصادية في لبنان والى تطورات إقليمية ودولية غير معروفة الآفاق والتداعيات والنتائج.. الشيخ نعيم قاسم "نصح بأن لا نرمي الاستحقاق الرئاسي على الخارجالمشكلة من الداخل وعلينا أن نعالجها والداخل مسؤول عن الاستحقاق وتدوير الزوايا ويتحمل كل منا مسؤوليته". البطريرك الراعي من جهته دعا إلى "وجوب انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق اتفاق الطائف فبإمكاننا أن نحل الخلاف ما بيننا كلبنانيين بالتوجه الى مجلس النواب والتزام القوانين الديمقراطية لتكون هي الفيصل فلا يختبئن مخالفو الدستور وراء الميثاقية.. المطران الياس عودة سأل ما المانع كي لا ننتخب رئيسا لولا المصالح التي تتجاوز الدستور.

تفاصيل النشرة نبدأها من مخيم عين الحلوة- صيدا حيث افاد الزميل عبد المواى خالد هذا المساء بأن الاشتباكات تدور في شكل عنيف بين قوى فتح وحلفائها والقوى الاسلامية الفلسطينية المتشددة.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

المغرب يرفع آذان الإنقاذ ويسابق الدقائق  لرفع ناجين  من تحت الانقاض ضحايا الزلزال قفزت عن الالفي قتيل الجرحى تخطوا العشرين الفا  المفقودون بالمئات والصليب الاحمر اعلن أن الكثير من القرى المغربية اختفت. لكن همة المغاربة لم تختف فاستقبلت المدن المتعافية أخواتها الجريحة فيما اندفعت دول الى عرض المساعدات والتبرع بفرق انقاذ. وحدها الامم المتحدة تنتظر طلبا رسميا من السلطات المغربية لارسال مساعدات دولية  وتوفد فريقا الى المغرب لتقييم الاضرار. وفي حالة وقوع الكوارث فإن عمليات الانقاذ السريع لا تنتظر تعبئة الاستمارات او تقديم الطلبات لاسيما وان البلد المنكوب لا يزال في حالة بحث عن مفقوديه واشلائه وتشييع احبائه وتأمين المأوى لمئات الاف العائلات المشردة. وبالتعامل مع المشردين فلسطينيا فإن متطوعا في بلدية صيدا كاد ان يعيد ازمة اللاجئين الى العام ثمانية واربعين عبر اقامة مخيم فرعي في باحة الملعب البلدي للمدينة. حل لا يعرف من دبره وجهز له منشآته وحماماته وتخطى به قرار الدولة ووزارة الداخلية والبلديات قبل ان يأتي "امر الليل" الرسمي بازالة ما أنشىء سريعا. فالحلول ليست في تدبير مشبوه  بل في احتكام كل الاطراف الى وقف اطلاق النار لعودة النازحين الى بيوتهم داخل المخيم.  لكن ذلك لم يحدث وظلت عين الحلوة في عين العاصفة .. ورصاصها يهدد المناطق المتاخمة ولم يعد الاقتتال متقصرا على احياء بعينها في المخيم حيث امتد وتوسع واشتدت نيرانه هذا المساء لتهدد " غلاف " مخيم عين الحلوة وطريق الغازية ومدينة صيدا. ومعركة " حطين " الفلسطينية - الفلسطينية تفتقد الى " صلاح الدين " اما اسبابها فلا تزال تتأرجح على سلم التكهنات , وكل ما هو متداول لليوم ان فتح تختبر السيطرة على مخيم خرج من يدها ولم يعد وان غريمها هو "الشباب المسلم" المتحدر من سلالة ارهابية او " جند الشام " سابقا.

وعلى خطوط النار دخل  المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس بيسري ودعا  عبر الجديد هيئة العمل الفلسطيني المشترك والفصائل الإسلامية للإجتماع عند الثانية من بعد ظهر الإثنين في المديرية. وقال البيسري لا يمكن للدولة اللبنانية ان تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا الواقع الصعب  وسأتوجه الى ممثلي الفصائل بضرورة تحمل مسؤولياتهم ووقف القتال مهددا بان احداث عين الحلوة قد تعيد فتح موضوع السلاح الفلسطيني في المخيمات لكن ازمة هذا الاجتماع هو في الجهة التي ستمثل المجموعات المتطرفة والفاعلة على ارض عين الحلوة ومعظمها اصبح مطوقا من الجيش اللبناني . فهل ينجح البيسري حيث اخفقت كل محاولات  وقف اطلاق النار؟ وهل ان الجيش سيوسع نطاق نفوذه ؟ وماذا عن تلويح الامن العام بسلاح المخيمات؟ كل هذا التوتر وضع الجنوب برمته عند خطوط التماس وهدد بلدا تحول الى مخيم بأحداث مرة.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

ما اكثر التأويلات حول زيارة لودريان ومصير حوار بري، وما اقل المعطيات الملموسة حول المسارين.

فوحده الموفد الرئاسي الفرنسي ادرى بما سيحمل الى لبنان في الايام المقبلة، ووحده رئيس مجلس النواب من يقرر السير بطرحه الذي استجد في اليوم الاخير من آب، من عدمه.

وفي غضون ذلك، اسئلة متكاثرة حول التواصل الفرنسي-السعودي في شأن لبنان، ولا سيما على مستوى الرئيس ايمانول ماكرون والامير محمد بن سلمان، في ضوء المعلومات التي اشارت الى عدم حصول اللقاء اللبناني الذي كان مقررا على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند بين الطرفين، حيث الغى ولي العهد السعودي كل المواعيد التي كانت مقررة امس، علما بأن مصدرا في الاليزيه كان صرح قبل توجه ماكرون إلى قمة العشرين بأن الرئيس الفرنسي سيناقش مع ولي العهد السعودي ضرورة تعزيز مهمة لودريان في لبنان، على ان تواصل فرنسا والسعودية العمل معا بهذا الشأن.

وفي انتظار عودة الموفد الفرنسي في اليومين المقبلين، وفي وقت يواصل السفير الفرنسي الجديد جولته على المسؤولين اللبنانيين، والتي تقوده غدا الى منزل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الترقيع الحكومي على موعد مع جلستين جديدتين غدا، اولى للنزوح السوري لن تنتج الا كلاما لن يترجم على ارض الواقع، وثانية للموازنة، لن تصدر الا ارقاما وهمية، تماما كوهم الدولة اللبنانية التي لم تعد قائمة الا في السراب، ومن ابرز الادلة المتجددة في الساعات الاخيرة، التوتر المستمر في عين الحلوة.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن

جرح عين الحلوة بقي اليوم أيضا على نزفـهعلى نحو متقطع ظلت الإشتباكات قائمة داخل المخيم بحيث تعنف حينا وتتراجع حينا آخر حاصدة ضحايا. وفي ضوء التطورات المتسارعة دعا المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري الفصائل الفلسطينية- هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان الى اجتماع طارئ يوم الاثنين للبحث في الوضع الأمني في المخيم.

الإشتباكات تسببت بنزوح للاجئين من المخيم باتجاه أماكن آمنة في الجوار. وحتى لا تتفرع من مشكلة النزوح مشاكل إضافية أكثر خطورة اتخذ القرار بتفكيك الخيم التي نصبت قرب الملعب البلدي في صيدا لإيواء النازحين وذلك بعد اعتراضات واسعة من الأوساط السياسية والشعبية. خطوة إزالة الخيم استعيض عنها باتفاق مع وكالة الأونروا على استقبال النازحين الفلسطينيين في مدارسها خارج عين الحلوة.

في الشأن السياسي الداخلي ركود واضح في نهاية الاسبوع يفترض ان يخرج منه لبنان مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت غدا بالاستناد إلى ما كان قد أكده مقربون منه. الزيارة الثالثة للودريان تأتي وسط غياب لأي معطيات حول نتائج التواصل السعودي- الفرنسي الأخير سواء في الاجتماع الذي عقده الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون على هامش قمة العشرين في نيودلهي أو في المحادثات التي أجراها الفريق الدبلوماسي السعودي الموجود في باريس. ومن المعلوم ان لودريان سيحط هذه المرة في لبنان على ايقاع مستجد يتمثل بالمبادرة التي اطلقها الرئيس نبيه بري من على منبر ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر وهي مبادرة مازالت تشكل بارقة أمل في الجدار الرئاسي المسدود.

من لبنان إلى المغرب الذي يعيش حدادا لثلاثة أيام على ضحايا الزلزال العنيف التي ارتفعت حيصلتها إلى ما يزيد عن أربعة آلاف قتيل وجريح وهي أرقام يتوقع ان ترتفع مع تواصل عمليات البحث. ولعل من مظاهر المأساة الناجمة عن هذه الكارثة الطبيعية اختفاء قرى كليا وإصابة أحياء قديمة- بعضها تاريخي- بأضرار كبيرة بسبب الزلزال.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

ضحايا الزلزال في المغرب الى ارتفاع . فالعدد تجاوز الالفي قتيل والالفي جريح ، علما بان اكثر من نصف الجرحى في حال حرجة. كذلك فان مصادر الفرق الطبية والدفاع المدني ترجح ارتفاع محصلة الضحايا مع تواصل عمليات الانقاذ. اذا، الصورة مأسوية في المملكة المغربية. احد الناجين من الزلزال وصف ما عاشه بأنه يوم قيامة، فيما اعتبر آخر ان اسوأ ما في الزلزال المدمر انه جعل الجميع يشعرون بالعجز، وان ما يحصل قدر لا مفر منه. وقد روت امرأة  ناجية انها تعيش فاجعة بكل معنى الكلمة، لانها لا تعرف ما اذا كان افراد عائلتها على قيد الحياة او لا.

وفيما المغرب يلملم جراحه، يستعد لبنان لاستقبال الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، عله يسهم في لملمة جراح الفراغ الرئاسي. علما بان الامال المعقودة على لودريان ليست كثيرة، بعدما اثبتت المبادرة  الفرنسية لا واقعيتها وعدم قدرتها على تأمين اكثرية لبنانية حول طروحاتها. فهل تكون زيارة لودريان الثالثة الى لبنان هي الزيارة الاخيرة؟ وذلك في ظل ما يتردد عن عزم قطر على الدخول بقوة على خط الوساطة، ووراثة الدور الفرنسي في المجال الرئاسي؟

في الاثناء، لم ينعقد اللقاء المنتظر بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي على هامش قمة العشرين في الهند. ووفق مراسلة ال"ام تي في" في فرنسا، فان اجندة القمة الزاخرة بالاجتماعات واللقاءات المطولة دفعت بكبار المسؤولين الى تعديل برنامج لقاءاتهم. وكان اللقاء بين ايمانويل ماكرون ومحمد بن سلمان من اللقاءات التي الغيت، علما بان الشأن الرئاسي اللبناني كان في صلب جدول الاجتماع لو انعقد.

امنيا، الاشتباكات تتواصل في مخيم عين الحلوة ومحيطه لليوم الرابع على التوالي، وقد بلغ عدد القتلى حتى الان تسعة. ولا مؤشرات تفيد ان وقف اطلاق النار سيحترم، في ظل تعدد القوى والفصائل الفلسطينية، وفي ظل تداخل العوامل والاسباب المؤججة للمعارك.

وفيما لبنان منشغل بهمومه الرئاسية والامنية، برز خبر توقيع الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والاتحاد الاوروبي وفرنسا والمانيا وايطاليا، مذكرة تفاهم لتأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات. وهذه الممرات ستربط آسيا والشرق الاوسط والهند واوروبا وتشمل خطوط انابيب للكهرباء والهيدروجين وتطوير بنية تحتية وخطوط سكك حديدية. فاين لبنان من هذه التطورات العالمية والاقليمية الكبرى؟ وهل تعي المنظومة الحاكمة التابعة لمحور الممانعة ما يحصل في المنطقة والعالم، ام انها كالعادة منشغلة باطلاق الشعارات الطنانة والقاء الخطب الرنانة، ما يزيد في افقارنا ويعيدنا عشرات الاعوام الى الوراء؟

مقدمة تلفزيون "المنار"

تتأخر او تؤخر الحلول الامنية والسياسية للاشتباكات المتصاعدة في مخيم عن الحلوة، اما استغلالها ضد اهل لمخيم ومدينة صيدا والجوار فإنه يأتي تباعا ومسرعا، فبعض خيام نصبت لايواء الهاربين من ابناء المخيم اخذت القضية الى مكان اخر من المتابعة الامنية والسياسية، خاصة مع وجود يد واضحة لوكالات ومفوضيات وجمعيات ظهرت بكل جهوزيتها الميدانية لنصب المخيم المستحدث وبوقت قياسي.

لا شك ان ما يحصل في مخيم عين الحلوة من تقاتل بين الاخوة امر مؤلم ويصيب القضية الفلسطينية مباشرة والمستفيد حتما هو العدو الاسرائيلي ، والمؤكد ان لا رابح في هذه المعركة العبثية بل خسارة وضرر كبيران وفق نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

حكوميا، جلستان لمجلس الوزراء غدا، الاولى تبحث النزوح السوري المستجد وسبل مواجهته، مع العلم ان التواصل مع سوريا يبقى اقصر الطرق لمنع جملة تداعيات لهذا الامر على البلد. اما الجلسة الثانية فهي لمناقشة الموازنة الجديدة المتجهة للدولرة بدلا من تغذية قطاعات الانتاج وترميمها، او انقاذ قطاعات اخرى من الالتحاق بالانهيار كحال التعليم الرسمي والجامعة الوطنية المهددين معا بكارثة ستدفع مئات الاف الطلاب الى المجهول وتجعلهم فرائس الجهل او الاقساط النارية في التعليم الخاص… ومنعا لهذا الخطر الكبير لا بد من تعاون الحريصين لتأمين بعض الامكانات المطلوبة لانقاذ المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية لان انهيارهما ليس مزحة ، كما شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين.

اما رئاسيا، فيعود جان ايف لودريان الى بيروت غدا، ويعقد لقاءاته يومي الثلاثاء والاربعاء ، وكما بات معلوما  فان هذه الزيارة هي مجرد زيارة الا اذا استجد ما يخرق هذا الانطباع وغلب طبع البعض تطبعه السياسي وفهم ان اطالة انتظار الحل خسارة بخسارة.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

زلزال القرن في المغرب مازال يسجل ارتدادات، عدد الضحايا فاق الألفين في حصيلة رسمية، والعدد الذي يوازيه من الجرحى، فيما أعمال البحث مستمرة عن أحياء ومتوفين تحت الأنقاض، ومعظم دول العالم ابدت استعداداها للمساعدة. الزلزال وفق المركز المغربي للبحث العلمي وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، هو أقوى زلزال تم قياسه في المغرب على الإطلاق.

لبنان، الجولة الثانية من معارك عين الحلوة، والتي اندلعت بعد خمسة اسابيع على الجولة الأولى، تتوسع وتعنف ويسقط المزيد من القتلى والجرحى، من دون أن يلوح في الأفق أي مخرج للمعالجة، في هذا الإطار، ينعقد غدا في مكتب المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، اجتماع يضم الفصائل الفلسطينية كافة المعنية بالمعارك الجارية، وعشية الاجتماع جرى العمل على محاولة التوصل إلى وقف للنار، لكن المؤشرات لا ترجح هذا الاحتمال على رغم أن هذه المعارك بدأت تهدد أمن واستقرار المناطق المحيطة بالمخيم ولاسيما مدينة صيدا والطريق إلى الجنوب.

 مجلس الوزراء غدا الذي يتطرق إلى معارك عين الحلوة ، يلتئم في الأساس لبحث قضية الموجة الجديدة من النازحين السوريين ، وسيكون على طاولة مجلس الوزراء تقرير يحدد أرقاما بالآلاف من النازحين الذي دخلوا خلسة على رغم كل الاجراءات التي اتخذها الجيش والتي أدت إلى توقيف عدد كبير منهم.

في الشأن المالي، موازنة 2024 على بساط البحث، والاشكالية فيها ضرائب بالدولار.

 

رئيس الموساد "يهدد" باستهداف قادة إيران في قلب طهران!

الكلمة اولاين/10 أيلول/2023

قال رئيس الموساد دافيد برنياع أن إسرائيل أحبطت محاولة إيرانية لتزويد روسيا بصواريخ قصيرة وبعيدة المدى؛ كما زعم إحباط 27 هجوماً إيرانياً كان مخططاً لاستهداف "يهود أو إسرائيليين في جميع أنحاء العالم، خلال العام الأخير". وأطلق برنياع خلال مشاركته في افتتاح مؤتمر نظمته جامعة "رايخمان" في هرتسيليا حول الإرهاب الأحد، سيلاً من التهديدات، بما في ذلك استهداف قادة إيرانيين "في العمق الإيراني وفي قلب العاصمة طهران". وقال برنياع: "نحن نعلم أن الإيرانيين كانت لديهم نية أن يبيعوا لروسيا ليس فقط طائرات مُسيّرة - وإنما صواريخ قصيرة وبعيدة المدى كذلك، وهي صفقة تم إحباطها". وأضاف أن "لدى إيران نية لبيع روسيا المزيد من الأسلحة، الأمر الذي قد يتم إحباطه". وأشار إلى "المخاوف" الإسرائيلية من أن تزود روسيا إيران أسلحة متطورة في ظل التعاون العسكري بين طهران وموسكو على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، "الأمر الذي سيعرض سلامتنا وربما وجودنا هنا لخطر مؤكد". واعترفت إيران في كانون الثاني/ديسمبر 2022 بأنها زودت روسيا بطائرات مسيرة، مشيرة إلى أنها أرسلتها قبل أشهر قليلة من بدء هجوم القوات الروسية على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022. واستخدمت موسكو هذه الطائرات لاستهداف محطات طاقة وبنية تحتية مدنية ما دفع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لفرض عقوبات على طهران. وفي آب/أغسطس، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" وثائق سرية عن سير العمل في مصنع إنتاج مسيرات إيرانية داخل روسيا، يهدف إلى إنتاج 6 آلاف طائرة مسيرة إيرانية بتكنولوجيا روسية، بهدف استخدامها في حربها على أوكرانيا. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت في شباط/فبراير، عن خطة إيرانية روسية لبناء مصنع طائرات مسيرة إيرانية في موسكو. وفي سياق آخر، ادعى برنياع أن إسرائيل "أحبطت بالتعاون مع شركائنا حول العالم، 27 هجوماً إيرانياً ضد يهود أو إسرائيليين في جميع أنحاء العالم، خلال العام الأخير". كما زعم القبض على "خلايا" إيرانية مختلفة "كانت مزودة بأسلحة وبنوايا وبأهداف واضحة"، وادعى أن ذلك تم "في جميع أنحاء العالم - أوروبا وأفريقيا والشرق الأقصى وأميركا الجنوبية". يذكر أنه في حزيران/يونيو، قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن السلطات في قبرص أحبطت هجوماً للحرس الثوري الإيراني على إسرائيليين في الجزيرة. كذلك في حزيران/يونيو 2022، أكدت تركيا وإسرائيل إحباط تنفيذ هجمات على إسرائيليين في إسطنبول، وأعلنت السلطات التركية عن اعتقال خلية اغتيالات تضم إيرانيين.

 

 تقرير إسرائيلي يكشف.. "تفاوضنا مع حزب الله وليس مع لبنان"!

الكلمة اولاين/10 أيلول/2023

رأى موقع "ميدا" الإسرائيلي أن "أي اتفاق مع لبنان بوساطة أميركية، في ظل الظروف السياسية الحالية، سيكون مكسباً لـ"حزب الله" اللبناني، وضرراً إضافياً لأمن إسرائيل، ومكافأة لإيران". وأضاف الموقع في تحليل تحت عنوان "هذه ليست مفاوضات مع لبنان.. إنها مفاوضات مع حزب الله"، أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين زار لبنان الأسبوع الماضي، بعد عام تقريباً من نجاح مهمته لتوقيع اتفاق بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية، قبل أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية، وقبل أيام قليلة أيضاً من انتهاء ولاية الرئيس اللبناني آنذاك ميشال عون. قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، أدلى هوكشتاين ببيان قصير لوسائل الإعلام في مطار بيروت، شكر فيه مضيفيه، كما تحدث عن خيبة أمله من وتيرة تقدم الإصلاحات في لبنان، وكان عليه أن يلحق برحلته، لذلك أتاح طرح سؤال واحد عليه، حيث سُئل: "هل ترى إمكانية التوسط بين إسرائيل ولبنان فيما يتعلق بترسيم الحدود البرية؟"، فشرح سريعاً وجهة النظر الأميركية، التي تنص على الاستقرار والأمن ومنع الاحتكاك، معتبراً أن ما نجح في ملف الحدود البحرية يمكن أن يتكرر. ووفقاً للموقع، أعلن جبران باسيل، رئيس حزب التيار الوطني الحر، أنه قد يوافق على دعم مرشح "حزب الله" المفضل لمنصب الرئيس، وهو سليمان فرنجية، مقابل "إصلاحات" تشمل إنشاء الصندوق الائتماني، وتحقيق اللامركزية في سلطة الحكومة المركزية. وأضاف، "من المؤكد أن لغة الإصلاحات التي يحملها باسيل ستطمئن الكثيرين في الغرب، الذين يرغبون في مواصلة "حملة خداع الذات" والتعامل مع كلام كبار المسؤولين اللبنانيين، وبحسب ما نشره الأميركيون، فإن باسيل كان منحازاً لحزب الله أثناء عمله وزيراً في الحكومة، وأن التصرفات التي يقوم بها مع حزب الله لها معنى واضح، وهو أن "حزب الله سوف يجمع كل الأموال".

ويشير الموقع إلى أنه بهذه الطريقة، سيتمكن حزب الله من السيطرة فعلياً على كل ما يراه مهماً، وستستمر المليارات بالتدفق، وسيستمر الوزراء ورؤساء الطوائف والشركاء على مختلف المستويات في جمع رؤوس الأموال على حساب الجمهور، الذي سيستمر في تلقي الفتات. وتابع، "سيستمر تمويل الجيش اللبناني من الولايات المتحدة، وسيعلن الرئيس اللبناني عن الإصلاحات، وسيعين محافظاً جديداً للبنك المركزي، وسيتم فتح الصندوق الائتماني مرة أخرى، وستتحرك الإصلاحات بتكاسل خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء، لكن أموال حزم المساعدات ستتدفق مثل الماء في مجرى الليطاني".

بحسب الموقع، في طريقة إدارة السياسة اللبنانية، ليس من المستبعد أن يتم تعيين جبران باسيل نفسه للإشراف على الصندوق الائتماني الذي ستصب فيه أموال الغاز، وسيكون الجميع راضين، من هوكشتاين إلى حسن نصر الله. ولفت الموقع إلى أن إدارة بايدن تحتاج إلى رئيس وحكومة دائمة تسمح له بتسريع المفاوضات على الحدود البرية، ونقلها إلى مسارات القرار تمهيداً لمسودة الاتفاق. وأشار "ميدا" إلى أن النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان عديدة ويصعب حلها، ولها مصادر مختلفة أقدمها يعود إلى الاختلافات في علامات خريطة الحدود الأصلية منذ عام 1923، والتي رسمها ضابطان أحدهما فرنسي والآخر بريطاني، مستطرداً: "هذه الخلافات الحدودية استخدمها حزب الله كحجة مركزية، لترسيخ شرعية لبنانية داخلية، وقد تعزز حزب الله عسكرياً منذ ذلك الحين، وأتقن سيطرته من وراء الكواليس على السياسة اللبنانية على مختلف فروعها وسلطاتها، وعلى الرغم من أنه أقوى بكثير اليوم، وأقوى من أن يسقط دون أي تهديد داخلي خطير، إلا أنه لا يزال منتبهاً وحساساً للرأي العام". واستنتج الموقع أن المفاوضات في لبنان ليست سوى مفاوضات مع حزب الله، وأن مصالح الولايات المتحدة وفرنسا لا تتوافق مع مصالح إسرائيل، وطالما أن الوضع في لبنان هو أن فرعاً من إيران يدير الأمور، فإن أي مكسب لحزب الله يعني إلحاق الضرر بقوة إسرائيل، وتآكل ردعها وحرية عملها، ومكافأة لإيران. وتابع: "لذلك، يجب على إسرائيل أن ترفض بشكل قاطع أي محاولة من هذا القبيل، المفاوضات على الحدود البرية مع لبنان ستحدث ذات يوم، عندما يتحرر لبنان من قبضة التنظيم المسلح الذي سيطر عليه، ووضع لنفسه هدف تدمير إسرائيل، أو على الأقل السماح لإيران بذلك".

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

ريفي: نطالب بنزع كل سلاح غير شرعي وبوضع أمن المخيمات في عهدة الدولة

وطنية/10 أيلول/2023

سأل النائب أشرف ريفي في بيان: "من عطّل مقررات حوار العام ٢٠٠٦ التي تنصّ على تسليم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ووضعه داخلها بإمرة الدولة، ومن يدفع للعنف والمواجهة في عين الحلوة ويمدُّه بالسلاح هو المخطِّط والمنفِّذ لما يجري في هذا المخيم، منذ ما قبل وما بعد اغتيال العميد أبو أشرف العرموشي، على يد مجموعاتٍ مرتبطة بمحور الممانعة. الخطة محاولة وضع اليد على المخيم، كما حاولوا في نهر البارد من خلال "فتح الإسلام" وغيرها من الفصائل المحميَّة، والتي تحظى بالرعاية". وتابع: "نطالب بنزع كل سلاح غير شرعي لبناني وغير لبناني، وبوضع أمن المخيمات في عهدة الدولة، ونحيّي أهلنا الفلسطينيين في عين الحلوة، وندعو لاستمرار التنسيق مع القيادة الفلسطينية الشرعية، التي أكدت على حرصها على سيادة لبنان وأمنه.  الممانعة تلعب دوراً خطيراً في محاولة خلق نهر بارد جديد في عين الحلوة، كي تستعمل هذه الورقة للتخريب والفوضى، إنه الصراع العربي الفارسي ولو مموَّهاً. وحده التنسيق اللبناني الفلسطيني، وفق قاعدة مسؤولية الدولة الحصرية في ضبط الأمن، يُجهض هذه المؤامرة الخبيثة". أضاف: "التزامن بين اندلاع الإشتباكات وعقد اجتماع العلمين في مصر بين السلطة الفلسطينية وحماس وامتناع الجهاد الإسلامي عن المشاركة يدعونا للقول: كادَ المريبُ أن يقولَ خذون".

 

أحزاب ومجموعات معارضة: الحوار يتم خلال دورات انتخابية في مجلس النواب للوصول الى انتخاب رئيس

وطنية/10 أيلول/2023

اعتبرت أحزاب ومجموعات معارضة (الكتلة الوطنية، خط أحمر، تقدم، لقاء الشمال 3، ائتلاف انتفض للسيادة والعدالة، عكار تنتفض) ، في بيان، أن "أي حوار يكون نافعا وليس ضارا حتى إن لم يثمر، انما شرط الحوار، ان يحصل بالتوازي مع عمل المؤسسات واحترام المواعيد والاستحقاقات الدستورية، فهذا لا يلغي ذاك، أما أن يكون الحوار وسيلة لتحقيق أهداف تناقض الديمقراطية والدستور، فذلك ابتزاز مرفوض".  ورأت ان "كل الحوارات التي حصلت في الماضي القريب كانت نتائجها تنصل فريق الممانعة من تعهداته، ومزيدا من قضم الدولة ومؤسساتها لحساب حزب الله ومشروعه الاقليمي، مما ادى الى عواقب مدمرة على البلد واللبنانيين، علما ان من يدعو الى الحوار اليوم، هو طرف تسبب بأزمة شل الدستور وتعطيل جلسات الانتخابات الرئاسية. لذلك نتوجه لصاحب الدعوة بواجب التعهد بالالتزام بالدستور، والتطبيق المباشر والفوري للمواد 49، و74 و75 منه؛ وبالتالي تحديد موعد لعقد جلسة انتخابية بدورات متتالية والتوقف عن تعطيل النصاب، ومحاولات فرض مرشح بعينه". وختمت: "الحوار يتم خلال الدورات الانتخابية في المجلس النيابي بين الكتل، للوصول الى انتخاب رئيس يدعو الى حوار وطني بعد انتخابه تحت عنوان استعادة الدولة وسيادتها على كامل قرارها واراضيها".

 

أسماء رئاسية جديدة بجعبة لودريان؟

جريدة “الأنباء/الإلكترونية/10 أيلول/2023

الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في لبنان غداً الإثنين، وعشية الزيارة لا يبدو أنّ خرقاً مرتقبٌ حدوثه في جدار الأزمة قبيل تسلم مسؤولياته الجديدة كمدير للعلاقات السعودية – الفرنسية، فضلاً عن أن أجواء الداخل لا توحي بتليين المواقف من مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً بعد التعامل السلبي لقوى سياسية محددة تجاه دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الحوار. وبانتظار معرفة ما سيحمله لودريان من أفكار أو مبادرات، توقعت مصادر سياسية في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية ألا يكون هناك أي طرح لأسماء جديدة مرشّحة للرئاسة، لأن ما يهم لودريان أن يكون هناك حوار بين الكتل يؤدي الى اتفاق حول اسم أو أكثر للذهاب الى المجلس وانتخاب أحدهم رئيساً. وهو بذلك يتقاطع مع المبادرة التي أطلقها بري، لكن الأخير، وفق المصادر، مصمم على اجراء الحوار في النصف الثاني من أيلول الجاري. إلا أن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى قال في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إن الرئيس بري لن يحدد موعداً لجلسات الحوار قبل أن يعرف ما يحمله لودريان من أفكار جديدة سيناقشها معه ليبنى على الشيء مقتضاه، ويبقى ألا سبيل لنا للخروج من الأزمة إلا بالحوار.

 

رئاسياً... هل اقترب "الحزب" من "الخطّة ب"؟

الراي"الكويتية/10 أيلول/2023

لم يُفاجئ تَجَدُّدُ انفجارِ «برميل بارود» عين الحلوة أحداً إلا السلطات اللبنانية التي اكتفتْ للمرة الثانية في نحو 40 يوماً بسياسة «أخذ العِلْم» وإعلانِ أن ما يجري «يشكل إساءةً بالغةً الى الدولة» التي عمّق «الحريقُ» الخطيرُ في أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلاد (صيدا - الجنوب) جِراحَها وزاد على فشلها وتحلُّل مؤسساتها وامتهان سيادتها وتَحوُّلها «ملعبَ نارٍ»، في الوقت الذي مازالت تتعثّر محاولاتُ الداخل والخارج لقفْل «أفواه البراكين» السياسية والمالية عبر «إطفاء» الأزمة الرئاسية المتمادية قبل أن تحلّ السنة الطالعة ولبنان «بلا رأس للدولة». «فالجميع كانوا يعلمون» أن عين الحلوة، الذي دَخَلَ هدنةً صمدتْ لشهر ونيف، يقف «على سلاحه» على ضفتيْ حركة «فتح» ومجموعات إسلامية متشدّدة رفضتْ تسليمَ المسؤولين عن اغتيال القيادي الفتحاوي البارز أبوأشرف العرموشي (في 30 تموز الماضي) إلى القضاء اللبناني وإخلاء المدارس التابعة لـ «الأونروا» داخل المخيم، وأن «المعركة» قاب قوسين، حتى أن تقارير حدّدت ما يشبه «ساعة الصفر» لها على وقع بيانات «التعبئة» والاستعدادات الميدانية والسيناريوات عن «أفخاخ» تشكل شرارةَ ما يُخشى أنه «صراعٌ أخطبوطي» موْصولٌ بمحاولاتٍ إقليمية لتعزيز وَضْع الورقة الفلسطينية «في الجيْب» وإضعاف شرعية القيادة الفلسطينية داخل فلسطين (المتمثلة بـ «فتح» و«منظمة التحرير»).

ومن خلف دخانِ المواجهاتِ الضارية التي اشتعلتْ ليل الخميس مع هجوم نفّذته المجموعات المتشددة على مواقع لـ «فتح» وطاولت تشطياتها مدينة صيدا ومحيطها، وسط حصيلة دموية كانت رست حتى بعد ظهر أمس على 3 قتلى (واحد من فتح وآخْر من المجموعات الاسلامية تردّد أنه شادي عيسى شقيق المطلوب البارز نمر عيسى ومواطن سقط برصاصٍ طائش بلغ محلّة الغازية يُدعى حسين مقشر) وعشرات الجرحى (داخل المخيم الذي شهد حركة نزوح كثيفة)، تعزَّزت المخاوفُ من أن ما يجري في عين الحلوة له «مسرح عمليات» أوسع مدى.

وفي حين لم تتوانَ أوساط مطلعة عن القول إن ثمة خوفاً من أن يكون ثمة «مَن عاود الضغط على زر التفجير» في توقيتٍ لبناني وإقليمي أزيلتْ معه «خطوط ترسيمٍ» كانت محترَمة لفترة طويلة لمناطق تَمَرْكُزِ الجماعات المتشدّدة التي سَبَقَ للسفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور أن أعلن (بعيد اغتيال العرموشي) أن «لديها تواصلاً مع جهات خارجية، وأنها تعمل ضمن أجندتها بهدف العبث باستقرار المخيم»، فإن لبنان الرسمي اكتفى وسط الخشية من تمدُّد المواجهات بـ «الشكوى» وفق ما عبّر عنه مضمون اتصال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، علماً أن أحداث عين الحلوة في جولتها الأولى شكّلت سبباً رئيسياً في دعوة دول مجلس التعاون الخليجي لرعاياها إما لمغادرة لبنان فوراً أو تجنُّب السفر إليه. وقد شدّد ميقاتي على «أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الجهزة الامنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة». وقال إن «ما يحصل لا يخدم على الاطلاق القضية الفلسطينية ويشكل إساءة بالغة الى الدولة اللبنانية بشكل عام خصوصاً الى مدينة صيدا التي تحتضن الأخوة الفلسطينيين»، مضيفاً: «المطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وانظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها».

ولم يحجب هديرُ معارك عين الحلوة دوران محركات المساعي المحلية والخارجية لاجتراح مخرج للأزمة الرئاسية، وسط تعليق رئيس البرلمان نبيه بري مبادرته لجمْع الأطراف اللبنانيين على طاولة حوارٍ لسبعة أيام على التوالي تليها جلسات انتخاب متتالية بعد تعرُّضها لـ «قَصْفٍ سياسي» من غالبية المعارضة و«قنْصٍ» مباغت من «التيار الوطني الحر» أحيا «اشتباكاً» بينه وبين فريق بري لم يُعرف إذا كان «متّصلاً» بمآل الحوار المباشر الذي يجري على خط التيار و«حزب الله» حول الملف الرئاسي. وفيما كانت أنظار بيروت أمس على محادثات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الهند على هامش قمة العشرين والتي حضر فيها الملف اللبناني عشية اجتماعٍ مرتقب في باريس بين المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والموفد الفرنسي جان - إيف لودريان قبيل انتقاله الى بيروت حيث يعقد الثلاثاء لقاءاتٍ ثنائيةً مع الأفرقاء اللبنانيين، بقي الاهتمام منصبّاً على اللقاء الذي عُقد بين قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس الكتلة البرلمانية لـ«حزب الله» محمد رعد أخيراً.

وقد علمتْ «الراي» من مصادر موثوقة أن هذا اللقاء عَكَسَ التقديرَ الذي توليه قيادةُ الحزب لتجربة قائد الجيش على رأس المؤسسة العسكرية رغم إدراكها للعلاقة الجيدة بين العماد عون والأميركيين.

وقالت المصادر الموثوقة لـ «الراي» إنه خلال اللقاء أَثْنى «حزب الله» على الترشيح «المكتوم» لقائد الجيش إلى الرئاسة وأبلغ إليه أنه يتعاطى معه على أنه «مرشح جدي لا ثانوي»، لكنه - أي الحزب - يرغب بمعرفة خيارات الآخَرين قبل أيّ انتقالٍ علني إلى «الخطة ب». ولفتت هذه المصادر إلى أن أيّ خروجٍ للخطة ب إلى العلن سيكون حتماً قبل نهاية السنة الحالية (أي قبل إحالة قائد الجيش على التقاعد في كانون الثاني 2024) «خصوصاً أن الحِراكَ الفرنسي الذي يضطلع به لودريان يصطدم بمعوقاتٍ لبنانية لا يُستهان بها». ولم تستبعد المصادر ان يتزامن نعيُ مَهمة لودريان، الذي يصل غداً إلى بيروت للمرة الثالثة، مع وضْع قطر (إحدى دول «مجموعة الخمس» حول لبنان) ترشيح قائد الجيش للرئاسة على الطاولة على نحو جدي، ما يُتيح إطلاقَ دينامية داخلية مؤيّدة لهذا الخيار الذي من شأنه كسْر التوازن السلبي الذي يَحكم البرلمان اللبناني. ورأت هذه المصادر أن رئيس البرلمان نبيه بري (شريك «حزب الله» في الثنائية الشيعية) لن يكون بعيداً عن خيار دعْم ترشيح قائد الجيش للرئاسة بعدما أدركَ استحالة تأمين نصاب سياسي - نيابي لانتخاب سليمان فرنجيةـ خصوصاً في ضوء معارضة الكتلتين المسيحيتين الأكبر لمجيئه إلى سدة الرئاسة.

وفي تقدير المصادر عيْنها أن الحوارَ الجاري بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل لن يؤدي إلى «تفاهم رئاسي» ولا إلى انكسار الجَرة بين الطرفين على الأرجح، الأمر الذي سيترك للعبة البرلمانية اختيار الرئيس الذي يحظى بالغالبية المطلوبة. وفُهم من هذه المصادر أن باسيل لا يمكنه تحميل «حزب الله» وزر «الافتراق الرئاسي»، أولاً لأن الحزبَ أوْفى ما عليه بالمجيء بالعماد ميشال عون إلى الرئاسة، وثانياً لأنه يعي تبعات الاستجابة لشروط باسيل، وثالثاً لأنه لا يمون لا على بري ولا على أيٍّ من حلفائه في اتجاهاتِ التصويت للرئاسة. وكشفت المصادر الموثوقة لـ «الراي» عن أن «حزب الله»، الذي يتجه إلى دعْم ترشيح قائد الجيش للرئاسة، قد لا يصوّت له لحفْظ العلاقة مع باسيل، وهو يرى في الدعم الأميركي العلني حتى الآن ودعْم بعض الأطراف الاقليمية للعماد عون مسألة لا تضرّ وقد تصبّ في فك العزلة عن لبنان.

 

مخيّم عين الحلوة: كرة نار وساحة لتصفية الحسابات!

منير الربيع/الجريدة” الكويتية/10 أيلول/2023

لم تنجح كل محاولات تسوية ملف اشتباكات مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان، وما كان متوقعاً حصل لجهة إعادة اندلاع الاشتباكات بين مجموعات من حركة فتح من جهة، وبعض القوى الإسلامية من جهة أخرى. كل المحاولات التي بذلتها منظمة التحرير الفلسطينية مع الدولة اللبنانية لسحب فتيل التوتر والاشتباك باءت بالفشل حتى الآن، في ظل عدم قبول القوى الإسلامية بتسليم المتهمين التسعة باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم، اللواء أبو أشرف العرموشي. ثمة تخوّف من أن يصبح المخيم بؤرة صراع مفتوح بين هذه القوى والفصائل في جولات قتالية متتالية.

وقد اندلعت ليل الخميس – الجمعة جولة قتالية جديدة، تبادل فيها الطرفان الاتهامات، فالقوى الإسلامية اتهمت حركة فتح بشن الهجوم، فيما اتهمت «فتح» القوى الإسلامية بأنها هي التي حاولت أن تتقدم باتجاه مواقع للحركة. فيما تؤكد مصادر أمنية لبنانية أن مقومات الاشتباك ستبقى قائمة، مادام أنه لا قرار بتسليم المطلوبين بتهمة اغتيال العرموشي. وتأخذ الاشتباكات التي استمرت طوال أمس في المخيم أبعاداً سياسية كثيرة، كما أنها تتضمن صراعاً على النفوذ داخل المخيمات. ووفق ما تكشف مصادر أمنية أنه طوال الفترة الماضية كانت القوى المتصارعة تعمل على تحصين مواقعها، تحسباً لاندلاع اشتباك جديد، فيما لم تنجح كل المحاولات السياسية في الوصول إلى تسوية، إذ إن بعض الجهات في حركة فتح تصرّ على ضرورة الحسم العسكري. وتقول مصادر في القوى الإسلامية، إن «فتح» لن تكون قادرة على الحسم العسكري، خصوصا أن القوى الإسلامية كانت قد عززت حضورها ومقاتليها، ما يشير إلى أن الصراع على النفوذ سيستمر طويلاً، إذ إن «فتح» تعتبر أنها مستهدفة دائماً، وخصوصاً مخيم عين الحلوة، وهو أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وهي صاحبة النفوذ الأوسع فيه، مع الإشارة إلى أنه جرى تطويق نفوذ «فتح» منذ سنوات طويلة في مخيمات أخرى لا سيما في نهر البارد، وشاتيلا، والبرج الشمالي والمية ومية لمصلحة فصائل أخرى، فتبدي «فتح» تخوفاً من أن يكون المشروع يهدف إلى تطويقها وشرذمتها أكثر. كل الاجتماعات التي تُعقد في سبيل وقف إطلاق النار، تبدو غير منتجة أو فعّالة، وكل الهدن تبقى هشّة في ظل عدم توافر ظروف جدية لسحب فتائل التفجير، وكل ذلك سيبقي المخيم ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، وسط المزيد من التهديدات المتبادلة التي يطلقها المتصارعون تجاه بعضهم البعض، خصوصاً أن القوى الإسلامية أوصلت رسالة تهديد إلى حركة فتح بأنه في حال تعرّض مواقعها لأي هجوم، فإنها سترد بالمثل، ولو أدى ذلك إلى اشتباك أكبر وأوسع، وهذا أيضاً لا يلغي احتمال استمرار عمليات الاغتيال بحق شخصيات وقيادات من الطرفين. كل هذه التطورات ستفتح ملف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وملف السلاح داخل المخيمات وخارجها، وهو ما سيكون في صلب أي مفاوضات سياسية تتعلق بالوصول إلى تسوية رئاسية في المرحلة المقبلة. فيما هناك من يعتبر أن استهداف أمن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ستكون له أبعاد أخرى على المدى البعيد، وهو ما يتصل بتهجيرهم إلى خارج لبنان، لتقليص أعدادهم، في سبيل توطين أعداد قليلة من المتبقين، بينما يبقى التخوف من أن تنسحب مثل هذه الأحداث على مخيمات اللاجئين السوريين في مرحلة لاحقة، خصوصاً نتيجة الحملات التي يتعرّض لها السوريون، وفي ظل عملية منظمة لتهريب المزيد منهم إلى الداخل اللبناني، مما قد يؤدي إلى رفع منسوب التوتر الأمني.

 

"قيادي في حزب الله يكشف عن وجود مرشح جديد لرئاسة الجمهورية"

 الجديد/الاحد 10 أيلول 2023

لفت الصحافي حسان الحسن إلى أن "وظيفة الجيش اللبناني ليست التدخل في أحداث مخيم عين الحلوة منعاً لتكرار سيناريو نهر البارد، والواقع يشير إلى ضعف دور حركة فتح وعملية التهدئة ليست بالأمر الهين وقد تأتي أو تخرج الإشتباكات بنتائج كارثية". وأضاف في حديث لـ"الجديد"، "رئيس فرع المخابرات في الجيش في الجنوب استخدم لهجة حادة مع حركة فتح لتهدئة الوضع ونحن لسنا طرف ضد فتح بل نعمل على توصيف المشهد في المخيم، وحزب الله وحركة أمل يتدخلان وهما خلف الهدنة السابقة وإذا فتح أرادت استكمال المعركة سيُصار إلى تدمير المخيم". وتابع، "قوى المعارضة تُصوّب على المبادرة الفرنسية ولكنها لم تغير شيئاً حتى الآن، واللقاء بين النائب محمد رعد وقائد الجيش لم يسفر عن قرار رسمي وحتى عن خطة بديلة وحتى الساعة مرشح حزب الله هو سليمان فرنجية". وأكّد أن "الحوار هو وسيلة ممهّدة وصولاً إلى اسم مُتفق عليه وممكن لاحقاً أن نقول أن مبادرة بري "غير ميثاقية"، المسيحيون هم المعنيون بملف رئاسة الجمهورية وطالما أنهم لن يلبوا دعوة بري فمبادرته غير ميثاقية". وأشار إلى أن "أحد القياديين في حزب الله كشف عن وجود مرشح جديد لرئاسة الجمهورية".

 

زيارة لودريان تزيل الرّماديّة... مبادرة برّي ليست البديل؟

طوني جبران/المركزية/10 أيلول/2023

من اليوم وحتى يوم غد مع وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت قد تتغير أمور كثيرة. كل ساعة تمضي ستأتي بخيارات جديدة، فما جرى في الهند أمس على هامش قمة العشرين ولا سيما القمة الفرنسية - السعودية بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيلقي بظلاله على تحركات اليومين المقبلين ولا سيما عند ما يمكن ان تؤدي اليه من تعاون فرنسي - سعودي وخصوصا ان ظلله اطراف الخماسية الخاصة بلبنان بالدعم المطلوب. اركان الخماسية كانوا وما زالوا على علم بتفاصيل ما تحقق حتى اليوم، وموافقون على ما هو مطروح. وهم ليسوا غافلين عما ينوي لودريان القيام به ويواكبونه ولو من مواقع مختلفة. فلا ينسى أحد انه سبق لهم ان كانوا على علم مسبق بما ينوي القيام به وبحجم التنسيق القائم مع السعودية والأهداف المرجوة وقد فوضوه في لقاء الدوحة بالخطوات المقبلة متمنين له بالنجاح في مهمته، ولم يبخلوا بالدعم الذي تمناه  في وقت لم يوجه اليه احد اي ملاحظة حتى اليوم على رغم  مسلسل الاتهامات التي قالت بخروجه عن ثوابت اللقاء وما انتهت اليه لقاءات الدوحة وما سبقها وتلاها من مشاورات لم تتوقف عبر القنوات الديبلوماسية.

وعليه، كشفت مراجع ديبلوماسية وسياسية لـ "المركزية" ان حتى تلك اللحظة المتوقعة التي سيكون فيها لودريان في بيروت ستتظهر الخطوات التي تم التفاهم بشأنها وما يمكن القيام به. ففي الأجندة الاستباقية لهذه الزيارة مزيد من اللقاءات ومنها اللقاء المنتظر يوم الاثنين في العاصمة الفرنسية بين لودريان وكل من الوزير السعودي المفوض بملف لبنان نزار العلولا وسفير المملكة في بيروت  وليد البخاري على لائحة الإستحقاقات المقبلة قبل ان ينتقل الموفد الرئاسي الفرنسي الى بيروت في اليوم عينه ليبدأ مهمته قبل ظهر اليوم التالي.

وقبل التوسع في التوقعات التي يمكن ان يقود اليها هذا اللقاء، لا بد من الإشارة الى أن كانت هناك روايات ترجح انعقاده في الهند لو كان العلولا وبخاري من أعضاء الوفد السعودي المرافق لولي العهد وكذلك لودريان في عداد وفد الرئيس الفرنسي كما تردد من قبل، لكن ذلك لم يثبت وبقي الخيار المطروح يستدعي انتظار نتائج عقد اللقاء في باريس يوم غد.

على هذه الخلفيات، توسعت المراجع المعنية بالاستحقاق في قراءتها للمرحلة المقبلة ورأت أن وان صحت المعلومات التي تتحدث عن تفاهم شبه كامل بين أعضاء الخماسية على عناوين المرحلة، يفترض بأن تؤدي مساعي لودريان الى خطوة ما أكثر وضوحا تنهي الحالة الرمادية التي تعيشها البلاد والظلال التي تغلف الاستحقاق بالكثير مما لا يطمئن الى ما هو آت. فالجميع يدرك حجم المخاطر  المترتبة على فشل المبادرة الفرنسية ومعها مساعي الخماسية الدولية. وما يزيد في الطين بلة أن مبادرة بري لا يمكن ان تكون البديلة منها، فسقوط الاولى لا يمكن أن  تحييه الثانية.

وعليه، تعترف المراجع عينها بأن لا بد عندها من ان تكون ساعة الحسم كما تريدها باريس ومعها الخماسية قد اقتربت لمجرد أن يطلق آلية العمل التي قرر خوضها وما يريد تحقيقه من مهمته هذه. فهو سبق ان ابلغ اللبنانيين بنوع من "طاولة مهمة" تفرض شيئا من الحوار  الثنائي غير الموسع على خلاف ما أراده رئيس مجلس النواب نبيه بري ، لكنهما التقيا على تحديد نتائج طرح كل منهما، في شكله ومضمونه ومفاده جلسة انتخابية يدعو إليها الرئيس بري على ان تليها دورات انتخابية متتالية تستمر الى حين انتخاب الرئيس.

وفي غياب اي معطيات تؤكد امكانية الوصول الى هذه المرحلة التنفيذية التي تتساوى فيها مبادرة لودريان مع ما قصده بري من دعوته، لجهة ما يمكن ان تنتهي اليه طاولة الحوار الموسعة فكلتا الخطوتين قالتا بالجلسة الانتخابية والدورات المتتالية وعليه طرحت الأسئلة فهل سيكون هناك ما يعيق ذلك؟ وهل يمكن ان فشلت مبادرة لودريان ان تحقق مبادرة بري هدفها؟

توضيحا لهذه المعادلة، يدرك المراقبون ان التعقيدات التي واجهت مسعى الرئيس بري لعقد "طاولة حوار موسعة تفيض عن تلك التي يواجهها لودريان، وهو ما أدى الى تريثه في توجيه الدعوة بانتظار ما يحققه لودريان. فنجاحه سيكون دافعا للاستغناء عن الثانية طالما ان الهدف من المبادرتين الوصول الى عقد جلسة انتخابية تليها دورات متتالية لا تتوقف إلا عند انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. على هذه القاعدة تداولت الحلقات الديبلوماسية الضيقة التي تتابع ملف الاستحقاق الرئاسي معلومات قالت ان الرهان على مبادرة لودريان قد يكون في محله هذه المرة، ليس لان نتائجها مضمونة بشكل حاسم، لكن مجرد الانتقال من مرحلة تمترس الفريقين خلف مرشحيهما الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور يفتح الافق على لائحة أخرى من المرشحين الذين يمكن ان يتحقق التقاطع حول احدهم. فللمرحلة المقبلة قواعد وشروط تحاكي شخصية الرئيس العتيد ومؤهلاته ومواصفاته وما هو مطلوب منه  من اجل ان يعود لبنان الى كنف المجتمعين العربي والدولي؛ بناء على ما تقدم، يبدو ان الرهان عقد مرة أخرى على لودريان، فإن نجح في توفير أجوبة واضحة على السؤالين الذين طرحما في رسائله الـ 38 على النواب سيكون سهلا عليه ان يعلن لائحة بالقواسم المشتركة التي يمكن ان يلتقي حولها المتحاورون الذين شاركوا في استشاراته المرتقبة من دون  تسجيل اي مقاطعة. وإن لم تتكشف بعد كامل الاجوبة التي تسلمها من الكتل والنواب المستقلين، فإن أياما قليلة فاصلة عن الكشف عن هذه العناوين التي لن يتردد لودريان في الاعلان عنها في خطوة طالبته بها الخماسية الدولية لتكون مهمته الاخيرة. فان انتهت الى ما يشكل مخرجا للمأزق القائم كان به، وإلا سيكون لبنان امام مرحلة جديدة تنخفض فيها جرعات الدعم الدولية وتفتقد معها الرعاية التي ما زال يحظى بها لتدخل البلاد مسارا مختلفا لا يمكن تقدير مظاهره وخسائره من اليوم.

 

إيجابيّة وحيدة في موازنة 2024... وهذه "عواقب" زيادة الرّسوم

جريدة الأنباء الإلكترونية/10 أيلول/2023

رأى الخبير المالي والاقتصادي أنيس أبو ذياب أن "أهم شيء في موازنة 2024 هو أن مجلس الوزراء سيبدأ مناقشتها اعتبارا من يوم غد الإثنين"، واصفاً إياها "بموازنة تقليدية مثلها مثل الموازنة السابقة، فيها زيادة رسوم وأعباء ضريبية سيكون جزء أساسي منها بالدولار الأميركي، وإن كان ليس كبيراً كما توقع البعض، لكنه سيؤدي الى ازدواجية بالمعايير القانونية، اذ سيكون هناك فئة تدفع الضرائب بالليرة، وفئة اخرى تدفع بالدولار، ولا يوجد فيها أي بند اصلاحي. أما نسبة العجز فيها فقد بلغت ١٥ ونصف في المئة، ما يوازي ٤١ ألف مليار ليرة. اما اجمالي قيمتها فوصل إلى ٣٠٠ ألف مليار ليرة بزيادة ٦٠ في المئة عن موازنة ٢٠٢٢". واعتبر في حديث إلى جريدة "الأنباء" الإلكترونية، أن "الايجابية الوحيدة في هذه الموازنة أنها أُعدّت في موعدها"، مستغرباً الاصرار على زيادة الرسوم "لأننا عندما نزيد الرسوم في هكذا وضع اقتصادي فيه ركود تضخمي، تتراجع القدرة الشرائية عند الناس. والدول التي تمر بأزمات مشابهة تضع ضرائب نوعية على الناس الميسورين وذوي الدخل المرتفع خصوصاً في ظل استمرار التهرب الضريبي، إذ أن زيادة الرسوم بما يقارب الـ ٥٠ في المئة في موازنة ٢٠٢٤ حكما سيؤدي الى تهرب ضريبي جديد وتراجع في الإيرادات وزيادة في العجز، وذلك من دون خطة اصلاحية ضرائبية. وكل ذلك لا يعفينا من ضبط الحدود ووقف التهريب الضريبي، ويبقى أهم شيء الاصلاحات".

 

ضحيّة جديدة بسبب رصاص عين الحلوة الطائش

الوكالة الوطنية للاعلام/الاحد 10 أيلول 2023

أصيب المواطن عبد بلوط برصاص طائش أثناء مروره على طريق بلدة الغازية، نتيجة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة.

 

إشتباكات عين الحلوة... بيانٌ "هام" من "عصبة الأنصار الإسلامية"

الوكالة الوطنية للاعلام/الاحد 10 أيلول 2023

صدر عن "عصبة الأنصار الإسلامية" بيان جاء فيه: "موقفنا منذ بداية هذه الأحداث المؤسفة وغير البريئة هو عدم مشاركتنا في تدمير مخيمنا وتهجير أهلنا، وكنا حريصين كل الحرص، وما زلنا، على إنهاء ذيول هذه الأحداث منذ بدايتها، مع أننا تعرضنا منذ بداية الأحداث لإطلاق النار والقذائف على مراكزنا وبيوتنا ومساجدنا، وما زلنا حتى كتابة هذه الكلمات على موقفنا الرافض لهذه الإشتباكات العبثية التي لم تؤد إلا إلى مزيد من المآسي على أهلنا وجوارنا". وأضاف البيان، "بالأمس جاء شخص من الأمن الوطني يدعى "النمس" بمجموعة كبيرة إلى موقع الرأس الأحمر، وشن هجوما باتجاه الصفصاف، فتصدى له أهل الحي من المسلحين، مما اضطر عصبة الأنصار إلى إرسال مجموعة من شبابها لحقن الدماء ووقف التدمير الممنهج للأحياء في المخيم". وختم البيان: "تواصل إخواننا مع أبناء الأمن الوطني في موقع الرأس الأحمر من أجل إخراجهم سالمين وهذا ما حصل، ونحن على النهج كنا وسنبقى أوفياء لأهلنا ولأمنهم وأمانهم وأرزاقهم".

 

'خداع الذات'... تقرير إسرائيلي: تفاوضنا مع حزب الله وليس مع لبنان

الكلمة اونلاين/الاحد 10 أيلول 2023

رأى موقع 'ميدا' الإسرائيلي أن 'أي اتفاق مع لبنان بوساطة أميركية، في ظل الظروف السياسية الحالية، سيكون مكسباً لـ'حزب الله' اللبناني، وضرراً إضافياً لأمن إسرائيل، ومكافأة لإيران'. وأضاف الموقع في تحليل تحت عنوان 'هذه ليست مفاوضات مع لبنان.. إنها مفاوضات مع حزب الله'، أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين زار لبنان الأسبوع الماضي، بعد عام تقريباً من نجاح مهمته لتوقيع اتفاق بين لبنان وإسرائيل بشأن الحدود البحرية، قبل أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية، وقبل أيام قليلة أيضاً من انتهاء ولاية الرئيس اللبناني آنذاك ميشال عون.

قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة، أدلى هوكشتاين ببيان قصير لوسائل الإعلام في مطار بيروت، شكر فيه مضيفيه، كما تحدث عن خيبة أمله من وتيرة تقدم الإصلاحات في لبنان، وكان عليه أن يلحق برحلته، لذلك أتاح طرح سؤال واحد عليه، حيث سُئل: 'هل ترى إمكانية التوسط بين إسرائيل ولبنان فيما يتعلق بترسيم الحدود البرية؟'، فشرح سريعاً وجهة النظر الأميركية، التي تنص على الاستقرار والأمن ومنع الاحتكاك، معتبراً أن ما نجح في ملف الحدود البحرية يمكن أن يتكرر. ووفقاً للموقع، أعلن جبران باسيل، رئيس حزب التيار الوطني الحر، أنه قد يوافق على دعم مرشح 'حزب الله' المفضل لمنصب الرئيس، وهو سليمان فرنجية، مقابل 'إصلاحات' تشمل إنشاء الصندوق الائتماني، وتحقيق اللامركزية في سلطة الحكومة المركزية. وأضاف، 'من المؤكد أن لغة الإصلاحات التي يحملها باسيل ستطمئن الكثيرين في الغرب، الذين يرغبون في مواصلة 'حملة خداع الذات' والتعامل مع كلام كبار المسؤولين اللبنانيين، وبحسب ما نشره الأميركيون، فإن باسيل كان منحازاً لحزب الله أثناء عمله وزيراً في الحكومة، وأن التصرفات التي يقوم بها مع حزب الله لها معنى واضح، وهو أن 'حزب الله سوف يجمع كل الأموال'.

ويشير الموقع إلى أنه بهذه الطريقة، سيتمكن حزب الله من السيطرة فعلياً على كل ما يراه مهماً، وستستمر المليارات بالتدفق، وسيستمر الوزراء ورؤساء الطوائف والشركاء على مختلف المستويات في جمع رؤوس الأموال على حساب الجمهور، الذي سيستمر في تلقي الفتات.

وتابع، 'سيستمر تمويل الجيش اللبناني من الولايات المتحدة، وسيعلن الرئيس اللبناني عن الإصلاحات، وسيعين محافظاً جديداً للبنك المركزي، وسيتم فتح الصندوق الائتماني مرة أخرى، وستتحرك الإصلاحات بتكاسل خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء، لكن أموال حزم المساعدات ستتدفق مثل الماء في مجرى الليطاني'. بحسب الموقع، في طريقة إدارة السياسة اللبنانية، ليس من المستبعد أن يتم تعيين جبران باسيل نفسه للإشراف على الصندوق الائتماني الذي ستصب فيه أموال الغاز، وسيكون الجميع راضين، من هوكشتاين إلى حسن نصر الله.

ولفت الموقع إلى أن إدارة بايدن تحتاج إلى رئيس وحكومة دائمة تسمح له بتسريع المفاوضات على الحدود البرية، ونقلها إلى مسارات القرار تمهيداً لمسودة الاتفاق.

وأشار 'ميدا' إلى أن النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان عديدة ويصعب حلها، ولها مصادر مختلفة أقدمها يعود إلى الاختلافات في علامات خريطة الحدود الأصلية منذ عام 1923، والتي رسمها ضابطان أحدهما فرنسي والآخر بريطاني، مستطرداً: 'هذه الخلافات الحدودية استخدمها حزب الله كحجة مركزية، لترسيخ شرعية لبنانية داخلية، وقد تعزز حزب الله عسكرياً منذ ذلك الحين، وأتقن سيطرته من وراء الكواليس على السياسة اللبنانية على مختلف فروعها وسلطاتها، وعلى الرغم من أنه أقوى بكثير اليوم، وأقوى من أن يسقط دون أي تهديد داخلي خطير، إلا أنه لا يزال منتبهاً وحساساً للرأي العام'.

واستنتج الموقع أن المفاوضات في لبنان ليست سوى مفاوضات مع حزب الله، وأن مصالح الولايات المتحدة وفرنسا لا تتوافق مع مصالح إسرائيل، وطالما أن الوضع في لبنان هو أن فرعاً من إيران يدير الأمور، فإن أي مكسب لحزب الله يعني إلحاق الضرر بقوة إسرائيل، وتآكل ردعها وحرية عملها، ومكافأة لإيران.

وتابع: 'لذلك، يجب على إسرائيل أن ترفض بشكل قاطع أي محاولة من هذا القبيل، المفاوضات على الحدود البرية مع لبنان ستحدث ذات يوم، عندما يتحرر لبنان من قبضة التنظيم المسلح الذي سيطر عليه، ووضع لنفسه هدف تدمير إسرائيل، أو على الأقل السماح لإيران بذلك'.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

حدث تاريخي".. أول وفد إسرائيلي يزور السعودية رسميا وعلنيا

الحرة/الاحد 10 أيلول 2023

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد، بأن وفدا من وزارة الخارجية الإسرائيلية وصل العاصمة السعودية، الرياض، لحضور اجتماع للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو". وقال مسؤول إسرائيلي لموقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الوفد الذي يضم تسعة أشخاص من وزارة الخارجية، يتواجد في المملكة لحضور اجتماع المنظمة الدولية بصفة "مراقبين". وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، وفق "تايمز أوف إسرائيل" أن إسرائيل حاولت الحصول على تأشيرات لوزير الخارجية، إيلي كوهين، ووزير التعليم، يوآف كيش، لحضور المؤتمر، "لكنها تراجعت تحت ضغط أميركي بعدما تردد السعوديون في الترحيب بهما". كما أكد مصدر إسرائيلي للحرة، أن وفداً إسرائيلياً يشارك في مؤتمر لليونسكو في الرياض، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. وذكر مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي في إسرائيل، باراك ديفيد، في حسابه على موقع "أكس" أن وفدا من وزارة الخارجية، وهيئة الآثار الإسرائيلية، وصل الرياض للمشاركة في اجتماع لجنة اليونسكو. وقال إنها "المرة الأولى التي يزور فيها وفد حكومي إسرائيلي السعودية بشكل رسمي وعلني". وكتب مراسل هيئة البث الإسرائيلي (مكان) أميشاي شتاين: "حدث تاريخي: وصول وفد رسمي إسرائيلي إلى السعودية لحضور مؤتمر لليونسكو". وانسحبت إسرائيل رسميا من اليونسكو عام 2019، متهمة المنظمة بـ"التحيز ضدها". ومع ذلك، لا تزال مواقع أثرية في البلاد مدرجة على قائمة التراث العالمي، ولا تزال إسرائيل ترسل ممثلين إلى لجنة التراث العالمي، المسؤولة عن تحديد تلك المواقع. اكتسبت المحادثات بشأن توقيع اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية زخما في الآونة الأخيرة، لكنها لا تزال تواجه تحديات، من أهما عدم رغبة الائتلاف اليمني الحاكم في إسرائيل بتقديم تنازلات، والمطالب السعودية من الولايات المتحدة بتأمين تحالف دفاعي، والسماح لها بتخصيب اليورانيوم لإنشاء محطة للطاقة النووية. والأسبوع الماضي، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس، جو بايدن، قالت لإسرائيل إن "عليها تقديم تنازلات للفلسطينيين، من أجل ضمان نجاح مشروع تطبيع مع السعودية". وزار بريت ماكغورك، مبعوث بايدن، السعودية، لإجراء محادثات قال المسؤولون إنها ركزت إلى حد كبير على حرب اليمن، ولكن من المتوقع أيضا أن تكون قد تضمنت مناقشات بشأن اتفاق التطبيع المحتمل، وفق رويترز.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، الخميس، إن القادة الأميركيين والإسرائيليين والسعوديين طرحوا على الطاولة العديد من العناصر لمسار نحو التطبيع، إلا أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.

 

إسرائيل تكشف ملفات عملاء الموساد..في لبنان وسوريا والمغرب

أدهم مناصرة/المدن/الاحد 10 أيلول 2023

ليس مألوفاً أن تعرض الصحافة العبرية وجهة نظر أبناء أبرز جواسيس جهاز "الموساد" بشأن حكايتهم وتعقب ما عايشوه أطفالاً ثم كباراً مع والدهم الجاسوس أو والدتهم الجاسوسة، في خضم مهمات غامضة، وأكاذيب وسرية لازمت أدوارهم الأمنية والأبوية.

أكاذيب.. وأسرار!

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية رصدت حكايات جواسيس الموساد بلسان أبنائهم الذين أصبحوا أكبر سناً الآن، تحت عنوان "أطفال الموساد يتحدثون عن الحياة في ظل الأكاذيب"، وهو ما عكس وجهة نظر الأبناء على نحو مغاير لدعاية الاحتلال الرسمية التي حاولت إظهارهم بصورة "الأبطال الخارقين"، بينما لا يراهُم معظم الأبناء كذلك بالضرورة، بقدر تأكيدهم أنهم "دفعوا ثمنا نفسيا وحياتيا" نتيجة ذلك. وفي حين يستعد سبعة من أبناء عملاء الموساد الأكثر رتبة في مجالهم، لمشاركة قصصهم في مهرجان الشهر المقبل، استبقت "يديعوت أحرونوت" المناسبة المرتقبة بنشر قصص بعضهم. مهمات غامضة نيابة عن والدَين يعيشان قصة لا تُكشف، ووالد يختفي لأشهر في كل مرة.. هي محطات رواها "أطفال عملاء الموساد" في سياق ما اعتبروها أكاذيب أُجبروا على سماعها وقولها، وأسرار انكشفت بعد سنوات فقط، وعن "حنين إلى والد جاسوس أمضى معظم وقته خلف خطوط العدو"، على حدّ قولهم.

الجاسوسة شولاميت في لبنان

وتبرز قصة الجاسوسة الإسرائيلية شولاميت كشيك كوهين من أصل لبناني، إذ أدت مهمة أمنية من نهاية أربعينيات القرن الماضي حتى مطلع الستينيات، جمعت خلالها معلومات استخباراتية من لبنان وسوريا ساعدت الموساد في استقدام يهود لبنان ودول عربية أخرى إلى إسرائيل. وبعد انكشاف أمرها حكمت عليها السلطات اللبنانية بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى السجن 20 عاما، حتى أُطلق سراحها ضمن تبادل الأسرى بعد حرب حزيران 1967، وتوفيت عام 2017 عن عمر ناهز 100 عام. الدبلوماسي الإسرائيلي الأسبق يتسحق ليفانون هو إبن هذه الجاسوسة، وقد عمل سفيراً لإسرائيل لدى مصر بالماضي، يروى قصة والدته، قائلاً: "بالنسبة لي، كانت أما عادية، ولم أمتلك أي فكرة عن أنشطتها السرية في البداية"، حينما كانت تسافر إلى إسرائيل ليلا لتتلقى التعليمات، ثم تعود باكراً. لكن ليفانون في عمر 15 عاماً أصبح مساعداً لوالدته في مهمتها الأمنية، عبر تكليفه بالتأكد من صعود أطفال يهود جُلبوا من سوريا إلى بيروت، إلى الحافلة ومن ثم انطلاقها بـ"أمان".. وكشف ليفانون أن والدته حرصت على عدم بقاء يهود سوريا القادمين إلى بيروت أكثر من ليلة واحدة؛ خشية أن تلاحظهم السلطات اللبنانية. غير أنّ المخابرات اللبنانية استجوبته في ما بعد بشأن دوره في القضية بعد اعتقال والدته. ودأب ليفانون على تسليم رسائل سرية من والدته إلى اليهود في لبنان في سياق عملية تهريبهم إلى دولة الاحتلال، وهي مهمة أشعرته أنه "جيمس بوند".. مؤكداً أن محيط منزلهم كان يشهد حركة نشطة لأشخاص مجهولين، بينهم مهربون أمنيون جاؤوا من دولة الاحتلال إلى بلد الأرز لإتمام المهمة. اللافت أن والدته الجاسوسة "شولاميت كوهين" كانت تتلقى الرسائل المشفرة والتعليمات من الموساد عبر برنامج على الإذاعة الإسرائيلية استمعت إليه كل جمعة، بحسب ما كشفه ليفانون. وعندما سُمح للعائلة اليهودية بمغادرة لبنان، سافر ليفانون رفقة والده وإخوته عبر قبرص، في حين نُقلت والدته الجاسوسة إلى الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

ابنة الجاسوس كوهين.. "ما بعد الصدمة"

وفي حين أبدى ليفانون "فخره بوالدته" بدت الستينية صوفي كوهين بعيدة عن مسألة الفخر من عدمه حينما سردت حكايتها مع والدها الجاسوس إيلي كوهين الذي أعدمته السلطات السورية قبل ثمانية وخمسين عاماً إثر انكشاف أمره، وحينها بلغت صوفي عمر 4 سنوات ونيّف. وقالت صوفي إنها تكره الأسرار، وتحاول ألا تحتفظ بأي منها، مبينة أن "التجسس مهنة قاسية، ويجعل الجميع في حالة ما بعد الصدمة.. أنت تكذب بانتظام، وتعيش بعيدا عن عائلتك، ولا يمكنك أن تكون نفسك الحقيقي؛ لأنك تدمر حياة الآخرين". وبدت نفسية صوفي المركّبة دافعا رئيسيا لتصبح طبيبة نفسية لاحقاً. من وجهة نظر صوفي كوهين، ثمة تعقيد كامن وراء عالم الاستخبارات يتقاسمه معها أبناء عملاء الموساد الآخرون في سردهم لقصصهم، إذ شدد معظمهم على عدم علمهم بما فعله آباؤهم إلا بعد سنوات.."ويبقى هؤلاء الآباء في الظل، وتتأثر الأسرة بأكملها"، تقول صوفي. الجاسوس إيلي كوهين جاء إلى إسرائيل بعد سنوات قضاها في أميركا الجنوبية، وعمل جاسوساً في سوريا بهوية "رجل أعمال سوري" يُدعى كامل أمين ثابت، وأصبح صديقاً لكبار الشخصيات في الحكومة السورية، ما مكّنه من تقديم معلومات استخباراتية للموساد. لكن ابنته صوفي التي لا تعلم مكان دفن والدها تقول إنها اكتشفت بنفسها أن والدها جاسوس وقد مات، من خلال مراسم تذكارية رسمية لوالدها في السنوات اللاحقة.

كوهين.. "مليء بالأدرينالين"

واستذكرت صوفي صوراً متناثرة لوالدها في كل مرة يعود فيها من مهمته الأمنية، فتقول إنه "كان يصعب عليها كطفلة أن تثق به في كل مرة يأتي فيها، وكان متوترا ومليئا بالأدرينالين".. وقبل أن يغادر كوهين في مهمته كان يكتب بطاقات بريدية لعائلته، ليسلمها الموساد بين الحين والآخر. ولم يهمها توصيف إسرائيل لوالدها بـ"البطل"، بقدر ما كان يعنيها أن "الأبطال لا يموتون". صوفي كطبيبة نفسية اكتشفت صدفة أن أحد مرضاها خدم في الموساد، ما جعل العلاقة بينهما مختلفة؛ لكونه يشبه "ألمها".

غموض.. وانتحار!

تقفز "يديعوت أحرونوت" من قصة إلى أخرى، فتروي أيضاً حكاية عنات ريمشون (68 عاما)، ابنة يوسف ياهالوم، شغل رئيس عمليات الموساد في المغرب لنقل اليهود من هناك إلى فلسطين المحتلة، ثم ذهب إلى باريس عام 1965 في مهمة لمراقبة النازيين الجدد في ألمانيا. وتقول ياهالوم إن العائلة لم تعلم وقتها أن والدها جاسوس للموساد، واعتادت أن تجيب كل من يسأل عنه: "إنه في الخارج". الجاسوس مئير ماكس بينيث هو الآخر كان له نصيب في سلسلة قصص "أبناء جواسيس الموساد"، فهو انتحر داخل سجن مصري عام 1954 بعد اعتقاله في عمر 37 عاماً. إذن، هي قصص تقتفي آثار جواسيس الموساد بعد انتهاء مهماتهم، ومرور عقود على إعدامهم أو انتحارهم أو وفاتهم الطبيعية، لكنها تكشف بعض أساليب جهاز المخابرات الإسرائيلية، وعوالم نفسية على الجاسوس وعائلته.. مع العلم، أن الموساد يجند كذلك عملاء محليين من مناطق متعددة، أو يستعين بجماعات المافيا لتنفيذ مهام عابرة للحدود.

 

المغرب يقبل مساعدات من 4 دول بعد الزلزال الذي خلف 2122 قتيل على الأقل وسباق ضد الزمن للعثور على ناجين

وكالات/10 أيلول/2023

تفغاغت- المغرب: قرر المغرب الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي خلف 2122 قتيلا على الأقل، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية مساء الأحد.  وقالت الوزارة في بيان “استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ”.وأفاد البيان أن “هذه الفرق دخلت هذه الفرق اليوم الأحد في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية”. وكانت عدة دول أعلنت استعدادها تقديم المساعدة للمغرب وتضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي تشهده المملكة. لكن السلطات المغربية “أجرت تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان”، وعلى أساسه قبلت عروض البلدان الأربعة، وفق ما أوضح بيان وزارة الداخلية. وأشار البيان إلى إمكانية “اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة”، مؤكدا ترحيب المملكة “بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم”. وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1351) جنوب مراكش حيث تم تحديد بؤرة الزلزال، وفق ما أعلنت الوزارة في وقت سابق عصر الأحد. ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.  وسجل تضرر أكثر من 18 ألف أسرة في هذا الأقليم من الزلزال، وفق ما أفادت قناة “ميدي 1 تي في” التلفزيونية العمومية، حيث نصبت خيام لإيوائها في المناطق المنكوبة. وأكدت الوزارة أن السلطات “تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة”.

 مراسم الدفن الأولى

على مرتفعات هذه القرية، التي يبلغ عدد سكانها حوالى 3 آلاف نسمة، تُجفّف بشرى دموعها بوشاحها وهي تشاهد الرجال وهم يحفرون القبور لدفن الموتى. تقول: “لقد مات أحفاد قريبتي”، قبل أن تضيف بصوت مختنق: “لقد رأيت الدمار الذي خلّفه الزلزال، وما زلت أرتجف. إنه مثل كرة من النار ابتلعت كلّ شيء في طريقها”. وتتابع قائلة: “لقد فقد الجميع هنا عائلاتهم، سواء في قريتنا أو في أي مكان آخر في المنطقة”. في هذه الأثناء، أعلن مجلس الوزراء الملكي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وأعرب زعماء العالم عن صدمتهم وتعازيهم. وكانت السلطات المغربية قد أعلنت في وقت سابق اليوم، الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية مساء الأحد. وقالت الوزارة في بيان “استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ”.

 سنوات” من المساعدة

وفقاً للصليب الأحمر الدولي، فإنّ احتياجات المغرب من المساعدات هائلة. وحذر حسام الشرقاوي، مدير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من أنّ “الأمر لن يستغرق أسبوعاً أو أسبوعين (…) إننا نتوقّع أشهراً، بل سنوات من الاستجابة”. من بين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماماً، قرية تفغاغت، الواقعة على بُعد حوالى 50 كيلومتراً من مركز الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوب غرب مراكش. ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية. وأعرب الشيخ عمر بنهنا (72 عاماً) عن صدمته قائلاً: “توفي ثلاثة من أحفادي (12، 8 و4 أعوام) ووالدتهم. لا يزالون تحت الأنقاض.. قبل وقت قصير فقط كنا نلعب معاً”. وتوجّه العديد من السكان، السبت، إلى المقبرة لدفن نحو 70 جثة. ومساءً، بثّت قنوات تلفزيونية لقطات جوية تظهر قرى بأكملها وبيوتها الطينية في منطقة الحوز مدمّرة بالكامل. وقالت وزارة الداخلية، مساء السبت، إنّ “السلطات العامة لا تزال في حالة استنفار لتسريع عمليات الإنقاذ والإخلاء للمصابين”. وفي مراكش، امتلأت شوارع الملاح، الحي اليهودي التاريخي، بالحطام. وقضى العشرات ليلتهم الثانية في العراء، خوفاً من انهيار منازلهم المتضرّرة. وتقول فاطمة ساتر (62 عاماً)، وهي من السكان، لوكالة فرانس برس: “انظروا أين ينام كلّ هؤلاء الناس، لا يوجد أيّ مساعدة لنا، منازلنا متصدّعة، وأخرى مدمّرة مثل منزل ابنتي، إنها فوضى”. كذلك، شعر سكّان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال، حيث خرج العديد من السكان المذعورين إلى الشوارع عند منتصف الليل، خوفاً من انهيار منازلهم. ويعتبر هذا الزلزال الأكثر دموية في المغرب، منذ الزلزال الذي دمّر مدينة أغادير، على الساحل الغربي للبلاد، في 29 شباط/فبراير 1960. ولقي حوالى 15 ألف شخص، أي ثلث سكان المدينة، حتفهم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

كلمة الكولونيل بركات في أربعين الحنتوش بكنيسة القديس شربل في مسيسوغا – كندا/10 أيلول/2023//الحنتوش عزيز كتير مش بس على قلبي.. وعقلب كل العينبليي.. واليوم صار عزيز على قلب لبنان./10 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122129/122129/

الحنتوش عزيز كتير مش بس على قلبي.. وعقلب كل العينبليي.. واليوم صار عزيز على قلب لبنان..

بدي اقرالكن كم بيت شعر عملتن سناء وشاركنا فيهن بسهرة الحنتوش مبارح...

بس قبل ما بلش راح مرّق كلمتين زغار للتاريخ...

خبرني مرة مختار كونين عن لسان الزعيم الكبير كامل بيك الأسعد الجد، مش كامل الزغير هاللي منعرفو،

قال لما كان البيك يزور كونين، كان يطلب منن دايما ينتبهوا على عين إبل ويحترموا اهلها ويخلو علاقاتن منيحة معن.. لأنو برأيو "هول الجماعة عندن ام تدعيلن"...

البيك يمكن ما عرف مين هالأم، يمكن افتكر فرنسا؟.. بس نحنا منعرفا كتير منيح.. هيي امنا مريم العدرا هاللي دايما حاميتنا وبتعرف كيف تدافع عننا...

الحنتوش أهميتو ما كانت بس ايام الحرب.. هوي حمل السلاح خمس ست سنين.. انما صارلو تاركو شي اربعين سنة.. وعمل انجازات كتير بالحرب.. انما انجازاتو بالسلم أهم..

ونحنا مش دعاة حرب.. وولا مرة كنا هيك...

بس في ناس بيطلع البخار عا راسن وبيفتكروا انو نحنا عايشين بمزرعة وصاحبها مش سألان عن الخرفان.. ووقت بيجي على بالو بينقي واحد وبيدبحوا...

لاْ مش هيك ابدا... نحنا انزرعنا ببلاد البشارة من شي أربعمية سنة وبعدنا مستمرين.. وعم نزرع التعاون والسلم.. بس.. مع الاحترام المتبادل..

ويوم هاللي فكر يوسف العظمة العثماني مساعد أنور باشا انو بغيّر التاريخ بمجزرة بعين إبل، وبعد أقل من شهرين، كان هوي وكل المتعاونين معو بذمة التاريخ..

ومش بس هيك.. من دم ولاد عين إبل ولد لبنان الكبير...

 ويوم هاللي بطرت منظمة التحرير وفكر حدا منها انو كمان بيمسك شي خروف من هالمزرعة وبيدبحوا تيخوف البقية.. وراح خطف وقتل تنين فلاحين بأرضن.. ما هدّى سنتين وكان صار ورا النهر.. وسنتين تانيينن لما كمان ما فهم، طار من كل لبنان...

مظبوط نحنا النا ام تدعيلنا.. وأهم انجاز عملو الحنتوش انو زرع أعلى برج بالعالم على اسم امنا العدرا راح ينوّر الشرق والغرب...

قتلوه؟.. يمكن.. بس غلطو كتير.. لأنو ولاد تبنين وشقرا وبنت جبيل، قبل ولاد عين ابل ودبل ورميش، بيعرفوا مين قتلو وما بأيدو عملتو... والهيئة رسم نهايتو بأيدو... ومتل ما بيقولو :"إن الآتي لناظره قريب"..

الحنتوش -  بقلم سناء الديك

كنت العمر كلو صاحب قضية

واليوم صرت القضية انت

رافع بايدك راية الحرية

صارت الراية اليوم دمك انت

صلبان نور تضوي تلالنا الأبية

صليبنا لجديد شهادتك انت

يا شهدا عين ابل قوموا استقبلوه

طل البطل وصار رفيقكن بالدار

هم عين إبل لا لا تعتلوه

عا دربكن ماشي الشباب كتار

رجالك يا حنتوش ما راح يقبلوا

الا الحقيقة تشرق شمسها شي نهار

باقيين يا حنتوش متلك عالوعد

مهما الزمان علينا دار وجار

بالروح وبالدم نحمي هالارض

مجبول ترابها بي نور ونار

لبنان خالد من الازل وللابد

الله بقلبو اصطفاه واختار

عينبل ل لبنان أعطت عهد

بوجود ام النور بيناتنا

 

أين تقف حرب حزب الله وبشار الأسد على لبنان؟

شارل الياس شرتوني/10 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122134/122134/

لم يعد سرا أن معارك عين الحلوة المفتوحة والدخول السوري الى لبنان عبر الحدود المسيبة (بمعدل ١٠٠٠ شخص كل اليوم، ١٢٠ معبر غير شرعي)، وتعطيل مداخلات الجيش اللبناني في الحالتين، ومحاولة وضع اليد على مؤسسة الافتاء السني، ليسوا من باب الصدفة، فلبنان منذ ٦٥ سنة ساحة لتصريف النزاعات الاقليمية ولمنازلات سياسات النفوذ على تنوع مصادرها. يبدو أن حزب الله من خلال سياسته الانقلابية الآخذة بكل إتجاه، قد اتخذ من  معارك عين الحلوة مدخلا مواربًا للدخول على خط الصراع داخل اروقة السلطة الوطنية والساحة الفلسطينية، وإخضاع النطاقات السنية الجنوبية، انطلاقًا من السيطرة على صيدا وتحكيم نزاعاتها، على خط التواصل بين المخيمات الملتهبة وتطويع الزعامات السنية المحلية. أما شريكه بشار الأسد قرر الدفع بموجات هجرة جديدة إمعانا في احكام سيطرته على مناطق نفوذه، وتشعيبها بإتجاه الداخل اللبناني بهدف ضرب توازناته الديموغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستخدامه ورقة مقايضة في مجال تحصين دفاعاته، في وقت تتهاوى فيه شرعية نظامه بسرعة قياسية، لم تبق له سوى خيار الالتحاق بسياسة الانقلاب الشيعية التي تديرها إيران على كل الجبهات الاقليمية.

نحن على خط نزاع استوائي تنتظم على أساسه النزاعات القائمة في الداخل وعلى التخوم اللبنانية-السورية، على قاعدة تبدل ركائز الجغرافيا البشرية اللبنانية، ونسف مرتكزات الثقافة السياسية اللبنانية، وإدخال لبنان في متاهات نزاعية جديدة ترهق ما تبقى لديه من مناعات. ضف الى ذلك ما يجري على الساحة السنية التي شهدت تقوضها السياسي التدريجي منذ ال ٢٠٠٥، وتعيش مخاض السيطرة على الافتاء السني من خلال توحيد مؤسسة الافتاء وإخضاعها للنفوذ الديني الشيعي تحت شعار المؤالفة والمداورة بين الاثنين. هذا المشهد يتمدد باتجاه المسيحيين من خلال استتباع المراكز الاسقفية والمؤسسات الكنسية في مناطق النفوذ الشيعية في الجنوب والبقاعات، ومحاولات الخرق في مناطق كسروان وجبيل، وتحريك النزاعات الراكدة في الضنية وعكار…، ناهيك عن استعمال حكومة تصريف الأعمال المتواطئة غطاء لسياسة النفوذ المالية والأمنية والعقارية والاقتصادية، واللعب بالاستحقاق الرئاسي كورقة إبتزاز تستخدم ضمن هذا النطاق.

هذه المؤشرات لم تعد دلالات ليس إلا، بل تحولت الى وقائع ثابتة ومتمددة في الزمان والمكان، وبالتالي تتطلب مواجهة لوضع حد لهذه الاستباحات المعلنة. لا مجال لأي تسوية خارجًا عن العودة الى المؤسسات الدستورية، وعودة الثقافة التوافقية سبيلا من أجل فتح الملفات السياسية والاصلاحية الشائكة، والخروج من دائرة انعدام الوزن التي أسست لها الأزمة المالية وتداعياتها والسياسة الانقلابية. إن أي استنكاف عن سياسة المواجهة هو مشاركة في دفع المد الانقلابي الشيعي والتسليم به، السياسة الانقلابية تواجه بسياسة انقلابية مضادة.لم يعد هنالك من مجال للمهادنة وخفض سقف المواجهات في مرحلة حيث التهديدات أصبحت وجودية تطال الكرامة الانسانية والسيادة الوطنية، والحيثية الدولتية، وأصول دولة القانون، والتوازنات البنيوية للاجتماع السياسي، والجغرافيا البشرية، والحقوق والحريات التي تؤطرها الشرعة العميمة لحقوق الانسان. هذه هي مرتكزات ومداخل وتحديات الحل السياسي السوي، لأنه يطال الحق بالوجود الذي يأتي على رأس الحقوق الانسانية، وبالتالي لا مساومات في هذا المجال. علينا أن نعي، في هذه المرحلة، حدود المداخلات في الداخل اللبناني وأن اللجوء الى التحكيم الدولي أصبح واجبًا، إذا ما أردنا الخروج من هذه الديناميكية النزاعية المقفلة ومن الظلامية التي تكتنفها.

 

لودريان في بيروت بعد لقاءين: دبلوماسيّة فرنسيّة بوقود سعوديّ

د. محيي الدين الشحيمي/أساس ميديا/الإثنين 11 أيلول 2023

يسبق الزيارةَ الثالثة للمبعوث الرئاسي الفرنسي الخاصّ إلى لبنان جان إيف لودريان لقاءان بارزان:

- اللقاء الأوّل: المحادثة الثنائية التي جمعت كلّاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش اجتماع مجموعة العشرين المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي.

- اللقاء الثاني: اجتماع تقنيّ ثانٍ للّجنة الخماسية في باريس حيث يوجد ممثّلو دول كلّ من المملكة العربية السعودية ودولة قطر، بالإضافة إلى الخليّة الفرنسية المؤلّفة من المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاصّ ومستشارين من الخارجية الفرنسية وباتريك دوريل بصفته مسؤول دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرئاسة الفرنسية. يُعقد الاجتماع بعد القمّة الفرنسية السعودية في نيودلهي ويسبق توجّه جان إيف لودريان إلى بيروت، وذلك للتنسيق بشأن الأزمة اللبنانية والبحث عن حلّ سريع.

أجواء محيطة بزيارة لودريان

تتزامن زيارة لودريان الثالثة للبنان مع حالة من التقارب الفرنسي مع المجموعة العربية، وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية إضافة إلى تقارب فرنسا مع دول جنوب آسيا كجزء من استراتيجية حازمة بشكل متزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإلى ما يجري من نقاش باريسي هادئ مع الولايات المتحدة الأميركية حول أطلسيّة فرنسا ووحدة الاتحاد الأوروبي.

أضحت المبادرة الفرنسية مع إدارة لودريان جزءاً لا يتجزّأ من الإجماع الدولي الخماسي، وباتت تنتهج العمل الدبلوماسي الجماعي الشفّاف بعيداً عن التفرّد معتمدة ثلاثة مرتكزات:

1- إقدام فرنسيّ لامتناهٍ: في حرصها الشديد على الحلّ السريع للملفّ اللبناني، بداية مع حلّ أزمة الشغور الرئاسي، عبر تحفيز المساعي التسوويّة الممهّدة لانتخاب الرئيس. لا تريد فرنسا الخسارة في لبنان، فهي لا تتحمّل صدمة ثانية وفشلاً آخر على غرار ما حصل على المسرح الإفريقي.

تتزامن زيارة لودريان الثالثة للبنان مع حالة من التقارب الفرنسي مع المجموعة العربية، وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية إضافة إلى تقارب فرنسا مع دول جنوب آسيا كجزء من استراتيجية حازمة

2- اندماج باللقاء الخماسيّ: التحمت فرنسا بشكل تامّ باللقاء الخماسي، الذي هي جزء أساسي منه، وليس لديها أيّ مجال للتمايز كما في السابق. لا ترغب في إحراج نفسها أكثر. أضحت مقتنعة بأنّ الحلّ في لبنان لا يكون إلا عبر مسلّمات البيان الثلاثي ونقاط الاتفاقية الدولية لاجتماع قطر.

3- الدعم السعوديّ: يرغب الرئيس الفرنسي ماكرون بطلب دعم سعودي إضافي لمهمّة المبعوث الرئاسي الخاصّ من وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، كما رشحت معلومات موثوقة من الرئاسة الفرنسية وكواليس وزارة الخارجية. وهي دلالة على اقتناع فرنسا التامّ بالحلّ اللبناني عبر الرؤية السعودية المكرِّسة لمنطق الدولة والمؤسّسات والسيادة واستقلال لبنان، عبر تطبيق الدستور والقرارات الدولية.

هذا ما فعله لودريان

لقد تمكّن لودريان بدبلوماسيّته وحنكته مستفيداً من الظروف الدولية، وخاصة الأخيرة في إفريقيا، من جعل قرار فرنسا الرسمي بخصوص الأزمة اللبنانية وحلّها متطابقاً ومتناغماً مع مقتضيات اللقاء الخماسي، بعدما كان في السابق متأرجحاً بين الصفقات الأقلّوية والطاقوية النفطية، وغير متّزن لناحية انقلاب فرنسا على سياستها التقليدية الخارجية والدولية.

ساعد لودريان في تقريب العلاقات الدولية الفرنسية السعودية إلى حدّ امتعاض ماكرون العلني من سلوك إيران والفريق الآخر بعدما كان مأخوذاً بعيداً عن ضجيج الإعلام والكلام العشوائي غير المرتكز إلّا على العشوائية والشعبوية.

يُعتبر طلب فرنسا "دعماً سعودياً"، بحسب دائرة المستشارين الكبار في الرئاسة الفرنسية، تقدّماً ملحوظاً في سلّم العلاقات الفرنسية السعودية، وتوأمة تامّة في ما يخصّ الملفّ اللبناني. سلّمت فرنسا بخريطة حلّ هذه المشاكل عبر الخطّ الذي رسمته السعودية. تنضوي تحت هذه المسوّدة كلّ دول اللقاء الخماسي. وأصبحت كلّ تمايزاتها غير معرقِلة للمبادئ العريضة. وتحترم الأهداف الأساسية المرجوّة والمطلوبة، وهي انتخاب رئيس غير استفزازي والمضيّ قدماً بمسيرة الإصلاح والتعافي المؤسّساتي.

استطاع لودريان خلال فترة تسلّمه مهمّته أن يفصل القرار الفرنسي في الملفّ اللبناني عن الشخصانية بعملية جراحية دبلوماسية. تمكّن من إبعاد فرنسا عن التحالفات الغريبة المحرجة للمصلحة العليا الفرنسية، ولا سيّما في فترة تسويقها الوزير الأسبق سليمان فرنجية، واقتناعها برؤية فريق الممانعة. كان الاقتناع بسليمان فرنجية لا يعود إلى تقارب شخصي، وإنّما إلى جهوزيّته وإمكانية الإنهاء السريع للشغور، وبسبب ضياع فريق المعارضة لفترة ما. أغرقت تلك الحجّة فرنسا في الوحل اللبناني حينها. جعل لودريان من القرار الفرنسي واحداً موحّداً مصدره الإليزيه فقط، لا أروقة الإليزيه ووزارة الخارجية والمستشارين.

ساعد لودريان في تقريب العلاقات الدولية الفرنسية السعودية إلى حدّ امتعاض ماكرون العلني من سلوك إيران والفريق الآخر بعدما كان مأخوذاً بعيداً عن ضجيج الإعلام والكلام العشوائي غير المرتكز إلّا على العشوائية والشعبوية

دبلوماسيّة فرنسيّة بوقود سعوديّ

أدارت فرنسا محرّكاتها الدبلوماسية بالوقود السعودي لحلّ الأزمة اللبنانية. لا تريد فرنسا إخفاقاً آخر. يتزامن هذا الحراك الدبلوماسي مع لقاء مجموعة العشرين الذي يُعقد وله أولوية تجاوز الخلافات بسبب الحرب في أوكرانيا والتوصّل إلى توافق في الآراء في القمّة التي تستضيفها الهند. تعوّل فرنسا كثيراً على اللقاء مع وليّ عهد المملكة العربية السعودية، صاحبة الوجود الإيجابي الآثر في نيودلهي، نظراً لأهمية المواضيع والملفّات المدرجة على طاولة البحث الثنائية، وأهمّها المناخ والطاقة البديلة الهيدروجينية والاقتصاد الأخضر الدائري، وسوف يمرّ لبنان لا محالة في سياق الحديث. سيكون للملفّ اللبناني نصيب عرَضي منه. وعندها ستُطرح مسألة الأزمة والشغور والسبيل للوصول إلى التسوية. ودُعيت إلى اجتماع مجموعة العشرين الدول غير الأعضاء مصر والإمارات وسلطنة عمان وغيرها.

ليس بحوزة لودريان أيّ تصوّر شخصي، وحتى لو وُجد فهو يحتفظ به لنفسه. يراقب تقلّب الظروف ويدرسها جيّداً. سيستمرّ بمسعاه من خلال لقاءات ثنائية ومع وفود تشمل كلّ المنظومة السياسية. يعمل بالتنسيق مع المجموعة الدولية لإحداث خرق يؤدّي إلى جلسات متتالية.

طمس جان إيف لودريان العثرات الفرنسية السابقة. يأتي إيابه الثالث إلى بيروت مكرِّساً للبيان الخماسي والرؤية السعودية، مشكّلاً استجابة مهمّة للأصوات المنادية بالدولة والمؤسّسات والمدافعة عن صيغة لبنان 1920. فهل تنجح فرنسا في مهمّتها؟

 

ميقاتي والحزب يخسران معركة ترفيع شحادة لرتبة لواء

ملاك عقيل/أساس ميديا/الإثنين 11 أيلول 2023

لم تنفع جميع الجهود حتى الآن في إقناع وزير الدفاع موريس سليم بالتوقيع على الاقتراح الصادر عن قائد الجيش العماد جوزف عون بترفيع منسّق الحكومة لدى "اليونيفيل" العميد منير شحادة إلى رتبة لواء.

في الوقائع، ما تزال تجري محاولات حثيثة لإيجاد مَخرج، يروّج له الثنائي الشيعي وشحادة نفسه، قائم على الأخذ بقاعدة موازاة الصيغ بحيث إنّ الجهة التي عيّنته، أي الحكومة، والتابع لها، هي المخوّلة التمديد له وترفيعه.

لكنّ دوائر رئاسة الحكومة القانونية، على الرغم من حماسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لإبقاء شحادة في موقعه، رفضت هذه الصيغة واعتبرتها غير قانونية، إذ لا يمكن القفز فوق توقيع وزير الدفاع، كما ينصّ عليه قانون الدفاع، بترفيعه إلى رتبة لواء أو تأجيل تسريحه.

اقتراح ثلاثيّ الأبعاد

الاقتراح الذي نُسِج، وفق معلومات "أساس"، بتنسيق ثلاثي الأبعاد بين رئيس الحكومة وقائد الجيش والحزب، بتشجيع من "اليونيفيل"، يَمنح العميد شحادة عاماً إضافياً في موقعه الحالي كمنسّق للحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية لأنّه يُحال إلى التقاعد في الأوّل من تشرين الأول المقبل.

ترقية شحادة إلى رتبة لواء (يُحال عندها إلى التقاعد في سنّ الـ59 عاماً) لا تمنحه صفة العضوية في المجلس العسكري لأنّها تحتاج إلى قرار بالتعيين بالأصالة صادر عن مجلس الوزراء.

لذلك، في حال ترقيته، يحتفظ بصفته الحالية منسّقاً للحكومة لعام إضافي آخر ومسيّر أعمال المدير العامّ للإدارة في الجيش، وهو الموقع الذي كُلّف به بعد شغوره بإحالة اللواء مالك شمص إلى التقاعد في 2 شباط الماضي.

وفق المعلومات، ما تزال حالة الجفاء تسيطر على العلاقة بين وزير الدفاع وقائد الجيش، ولم تنفع وساطة ميقاتي في تقريب المسافات بينهما

يُقدّم مَنْح شحادة هذه الترقية للفريق الشيعي في ظلّ الشغور العسكري والأمني المفتوح على "التمديد" والتمدّد رتبة لواء بعدما فُقِدت من "سوق الطائفة" بإحالة المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم واللواء شمص إلى التقاعد، وبوجود لواء آخر في المجلس العسكري في الجيش هو الضابط المتفرّغ بيار صعب (كاثوليكي) والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود مصطفى (سنّيّ)، إضافة إلى المدير العامّ لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان (سنّيّ)، في مقابل رتبة لواء مُنِحت للمدير العام للأمن العام الحالي بالوكالة اللواء الياس البيسري (ماروني)، وفي ظلّ عدم وجود ضابط درزي اليوم برتبة لواء بعد إحالة رئيس الأركان اللواء أمين العرم إلى التقاعد.

مطالعة وزير الدفاع

أمّا وزير الدفاع الذي يرفض بشكل قاطع توقيع قرار تأجيل تسريح قائد الجيش في حال سقط خيار التمديد لعون عبر قانون يُقرّ في مجلس النواب (بصفة شخصية له أو بصفة شمولية تشمل كلّ الضبّاط)، فسيرفع، وفق المعلومات، مطالعة الردّ التي يُفنّد فيها السبب الأساس الذي يَمنعه من مهر توقيعه على القرار، وهو الشغور الذي يطال المجلس العسكري بحيث لا يمكن تكريس التمييز بين الضبّاط بإبقاء مواقع شاغرة ومنح ضابط واحد رتبة لواء وترقيته ضمن المجلس العسكري.

وفق المعلومات، ما تزال حالة الجفاء تسيطر على العلاقة بين وزير الدفاع وقائد الجيش، ولم تنفع وساطة ميقاتي في تقريب المسافات بينهما، حيث نُقل عن الأخير قوله بعد محاولة جمعهما في السراي: "أنا أعلن أنّ المصالحة لن تدوم".

يُذكر أنّ المجلس العسكري المؤلّف من خمسة أعضاء برئاسة قائد الجيش يطاله الشغور بسبب عدم التعيين بالأصالة في ثلاثة مواقع: رئاسة الأركان (درزي)، المديرية العامّة للإدارة (شيعي)، المفتّش العامّ (كاثوليكي). فيما يقف التيار الوطني الحرّ بثبات ضدّ أيّ تعيين تجريه الحكومة.

تفيد معلومات "أساس" أنّ مرسوم الإحالة إلى التقاعد الخاصّ بشحادة قد صدر فعلاً ضمن مراسيم أخرى تصدر مسبقاً وتطال ضبّاطاً سيُحالون قريباً إلى التقاعد. وستعمد الحكومة إلى تعيين ضابط آخر (شيعي) بمرسوم عاديّ يصدر عن مجلس الوزراء بناء على اقتراح قيادة الجيش، بتزكية من الثنائي الشيعي بسبب حساسية الموقع.

يتزامن شغور موقع مفوّض الحكومة لدى "اليونيفيل" مع شغور آخر يطال منصب نائب رئيس الأركان للعمليات (موقع شيعي)، وهو ما سيفرض حركة مناقلات محدودة مرتقبة داخل الجيش، إضافة إلى تعيين ضابط آخر مكان شحادة لتسيير أعمال المديرية العامّة للإدارة. وثمّة أسماء كثيرة لضبّاط شيعة مرشّحة لشغل موقع مفوّض الحكومة لدى "اليونيفيل". يَكتسِب هذا الاستحقاق العسكري-الحكومي أهمية مضاعفة في هذه المرحلة بعد الخضّة التي أثيرت في أروقة مجلس الأمن الدولي وانتهت بالتمديد عاماً واحداً لقوات الطوارئ وفق قاعدة حرّية التحرّك المطلقة التي مُنحت لها العام الفائت ضمن منطقة عملياتها مع "الاستمرار بالتنسيق مع الحكومة". وقد كان العميد شحادة في عداد الوفد اللبناني الذي انتقل إلى نيويورك لخوض معركة تعديل نصّ التمديد الذي أُقرّ في مجلس الأمن العام الماضي، وكان أيضاً على رأس الجولة الميدانية التي نظّمتها قيادة الجيش للمرّة الأولى لممثّلي دول مجلس الأمن على طول الخط الأزرق.

في السياق نفسه، رُصِدت مواقف لشحادة من ولاية ميشيغن الأميركية يردّ فيها على تهديدات مسؤولين إسرائيليين بإعادة لبنان إلى العصر الحجري قائلاً: "نحن أصلاً في العصر الحجري، وما عنّا شي نخسره. بس أنت عارف شو رح يصير فيك. هالمرّة رح تكون مختلفة".

 

"ربيع الفدرلة".. محاولة لنسف مبادرة السّلام العربيّة

ابراهيم ريحان/أساس ميديا/الإثنين 11 أيلول 2023

هل أخرَجَت الإدارة الأميركيّة إلى الواجهة مشروع "تقسيم المُقسّم من الدّول العربيّة إلى دول طائفيّة" الذي بدأ من العراق وكانَ طرحه وزير خارجيّتها الأسبق هنري كيسنجر سنة 1973؟

تهدُف هذه السّياسة التي نسجها كيسنجر أساساً إلى بقاء إسرائيل مُتماسِكة في محيطٍ مُتفكّكٍ مُتناحر مُجرَّد من قواه العسكريّة والبشريّة. لكنّ اليوم تسير الأمور تجاه التقسيم، ونسف روحيّة مُبادرة السّلام العربيّة بتطيير حقّ العودة للّاجئين الفلسطينيين، الذينَ شُرّدوا من مخيّمات العِراق أثناء الغزو، ومن سوريا في أثناء حربها الأهليّة، وبدأت إرهاصات تهجير جديد تطلّ برأسها في لبنان من مخيّم عين الحلوة.

تشهدُ المنطقة مخاض ولادة "الشّرق الأوسط الجديد"، الذي دائماً ما يُصادِفُ آذاننا لدى سماع المسؤولين الأميركيين يتحدّثون عن خطط "السّلام في الشّرق الأوسط"، من اليَمَن وصولاً إلى شواطئ لبنان، مروراً بالمعارك الضّارية في شرق سوريا بين العشائر العربيّة والأكراد وجنوبها حيث الانتفاضة الدّرزيّة في السّويداء.

لم تُفارق هذه العبارة الأدبيّات الأميركيّة تجاه المنطقة منذ غزو أفغانستان في 2001، وبعدها غزو العِراق في 2003، وربّما أشهر المحطّات التي سمِعَ بها العالم كانت في تصريح وزيرة الخارجيّة السّابقة كوندوليزا رايس خلال جولتها في المنطقة بين لبنان وإسرائيل، أثناء حرب تمّوز 2006، إذ قالت: "ما نراه الآن هو آلام المخاض لشرق أوسط جديد، ومهما كنّا فاعلين فإنّه يتعيّن علينا التأكّد من أنّنا نتّجه إلى الشرق الأوسط الجديد".

منذ ذلك الحين تغيّرَت خريطة "سايكس - بيكو" بعدما أتمّت مئويّتها. تقسّمَت الخريطة التي قسّمت ترِكَة السّلطنة العُثمانيّة بعد الحرب العالميّة الأولى إلى دولٍ تتقاسم النّفوذ في أكثرها فرنسا وبريطانيا، بانتظار إعلانِ موعد انتهاء صلاحيّتها رسميّاً واكتمال خريطة الشّرق الأوسط الجديدة.

أوصلَت اضطرابات الرّبيع العربيّ اليَمَن إلى "مؤتمر حوارٍ وطنيّ" في سنة 2013، طُرحَ في مُخرجاته تقسيم البلاد إلى 6 أقاليم في الدّستور الجديد

ما يحصل اليوم كان بدؤه في عام 2011 حين اندلعت شرارة ما يُسمّى بالرّبيع العربيّ من تونس وما تلاها من أحداث في مصر وليبيا واليمن وسوريا والسّودان وصولاً إلى اليوم.

استهدفَت "الثّورات" المُتنقّلة دولاً ذات حكم مركزيّ قويّ. واستهدفَت تفتيت الجيوش الوطنيّة فيها. وفي أغلب هذه الدّول خرجَت أصوات تُنادي بالفدرلة على أنّها "الحلّ"، وفي دولٍ أخرى رسمَت الفدراليّة حدودها بالحديد والنّار من دون أصواتٍ تُنادي بها.

تقسيم المُقسّم

لم يكن يتوقّع أحد أنّ ولادة الشّرق الأوسط الجديد تعني تقسيم المُقسّم بما يتجاوز "سايكس – بيكو" إلى دول من طبيعة قبليّة وإثنية وعرقيّة ومذهبيّة.

- كانَ أوّل الغيث في العراق. نقطة البداية التي "نصحَ" بها كيسنجر. بلاد ما بين النّهريْن شظّت وتشظّت. شظّت ذاتها يومَ انقسَمَت بين قبائل وسُنّة وشيعة وعرب وأكراد وتركمان. وتشظّت يومَ قرّر الحاكم المدني الأميركي بول بريمر حلّ الجيش الوطنيّ بعد احتلال العراق في نيسان 2003.

لقد كان بقاء الجيش العراقيّ ضمانةً لبقاء العراق مُتماسكاً، وهذا ما يذكره السّياسيّ العراقيّ الرّاحل أحمد جلبي في حديثه مع الزّميل غسّان شربل في كتابه "العراق من حربٍ إلى حرب".

يُؤكّد جلبي أنّ قرار حلّ الجيش العراقيّ كانَ يلقى مُعارضةً من القوى المُعارضة لنظام صدّام حسين وحزب البعث، وقد أبلغوا هذا لبريمر الذي لم يتوانَ عن حلّ الجيش العراقيّ في قراره الثّاني الذي اتّخذه بعد حلّ حزب البعث.

يشير الجلبي إلى أنّ حلّ الجيش ساهم في تفتيت العراق وأدّى إلى الاقتتال المذهبيّ والعرقي بين 2004 و2009، فلقي العراق مصير الفدرلة وفق 3 أقاليم، في مُقدّمها الحلم الكُرديّ والطّموح الشّيعي، والقهر السّنّي.

- في سوريا التي صارَت 5 دُول غير مُعلنة، لكنّها قائمة بالحدود الأمنيّة والسّياسيّة والعسكريّة.

في شرقها منطقة حكمٍ ذاتيّ للأكراد عمادها قوّات سوريا الدّيمقراطيّة "قسد"، ومُغطاة بالوجود العسكريّ الأميركيّ على الضفّة الشّرقيّة لنهر الفُرات.

قبل أسبوعيْن، نشبَ قتالٌ عنيفٌ على الضفّة الغربيّة لنهر الفرات في دير الزّور بين قبيلتَي "العكيدات" و"البكارة" العربيّتيْن والعشائر المنضوية إليها، وبين قوّات سوريا الدّيمقراطيّة (قسد) ذات الغالبيّة الكرديّة. وذلكَ على خلفيّة اعتقال رئيس مجلس دير الزّور العسكريّ أحمَد الخبيل، المعروف بـ"أبي خولة"، بعد استدراجه إلى "استراحة الوزير"، المقرّ الرّئيسي لقوّات "قسد".

الخَتام في لبنان. هُنا حيثُ ترتفع الأصوات المُنادية بتقسيم البلاد على أساس طائفيّ تحت مُسمّى الفدراليّة

سريعاً ما انقلبَت هذه المعارك إلى معاركَ عرقيّة بين العرب والأكراد، وحملت الاشتباكات في طيّاتها خلافات على تقاسم النّفوذ. بكلام آخر، تُعارض القبائل العربيّة أن تكونَ تحت حُكم الكُردِ، وتطمح إلى أن تُسيطر هي على المناطق ذات الغالبيّة العربيّة.

في حال نجح هذا السّيناريو، فقد تشهد منطقة "شرق الفرات" ولادة منطقة حكم ذاتيّ عربيّة تُضاف إلى نظيرتها الكُرديّة.

أمّا في الشّمال، فتوجد منطقة حكم ذاتيّ سنّيّة عربيّة – تُركمانيّة، مُغطّاة بالوجود العسكريّ التّركيّ في إدلب وريفها وريفَيْ حلب واللاذقيّة.

صارَت الدّولة العلويّة في اللاذقيّة والسّاحل السّوريّ أمراً واقعاً يُغطّيه الوجود الرّوسيّ العسكريّ والأمنيّ في طرطوس وحميميم.

في العاصمة دمشق وصولاً إلى حمص وحلب وغرب الفُرات دولة إيرانيّة يحميها الحرس الثّوريّ وميليشيات ذات ألقاب وجنسيّات كثيرة. ولئن كانَت تصعبُ تسمية هذه الدّولة بالدّولة "الشيعيّة"، إلّا أنّ واقعَ الحال والتغيير الدّيمغرافي والطّائفيّ المُغطّى بالجمعيّات الثّقافيّة الإيرانيّة والمعونات، وتجنيس العراقيين واللبنانيين والأفغان، يُؤكّد أنّ دولةً شيعيّةً صارَت قائمة هُناك.

أمّا الدّولة الخامسة فقد أطلّت برأسها قبل أيّام بعدما تصدّرَ مطلب الحكم الذاتي التظاهرات القائمة في منطقة السّويداء.

- في ليبيا التي انشطرَت إلى خمس مناطق نفوذ صارَ هُناك شرقٌ وغربٌ، جنوبٌ وشمال، إضافة إلى طرابلس الغرب التي صارَت دولة قائمة بحدّ ذاتها.

- أمّا السّودان فحكايته تبدأ مع انفصال الجنوب المسيحي عن بلاد النّوبة المُسلمة كلّها. وإذا كان مُبرّراً على معنى ما انفصال الجنوب بسبب الهويّات الدينيّة، فما ليسَ مفهوماً على الإطلاق ما حصلَ ويحصل الآن في السّودان من تقسيم وحروبٍ أهليّة وقبليّة أعادَت قضيّة انفصال إقليم دارفور إلى الواجهة. يُضاف إلى هذا ما صرّح به قائد قوّات الدّعم السّريع حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، قبل أيّام من حلٍّ لأزمة السّودان يتضمّن "فدرلة الدّولة".

- يومَ وصلت رياح "الشّتاء العربيّ" إلى اليَمَن، هبّت رياح التقسيم على البِلاد التي خاضت غمار الحروب بين شمالها وجنوبها في السّابق.

صارَت الدّولة العلويّة في اللاذقيّة والسّاحل السّوريّ أمراً واقعاً يُغطّيه الوجود الرّوسيّ العسكريّ والأمنيّ في طرطوس وحميميم

أوصلَت اضطرابات الرّبيع العربيّ اليَمَن إلى "مؤتمر حوارٍ وطنيّ" في سنة 2013، طُرحَ في مُخرجاته تقسيم البلاد إلى 6 أقاليم في الدّستور الجديد، وهي:

1- آزال الذي يضمّ: صنعاء، صعدة، عمران، وذمار.

2- الجند الذي يضمّ مُحافظتيْ تعز وإب.

3- تهامة الذي يضمّ: الحُديدة، ريمة، المحويت، وحجّة.

4- حضرموت الذي يضمّ: حضرموت، أرخبيل سقطرى، شبوة، والمُهرة.

5- سبأ الذي يضمّ: مأرب، الجوف، والبيضاء.

6- عدن الذي يضمّ: عدن، أبين، لحج، والضّالع.

رفضتَ ميليشيات الحوثيّ مخرجات الحوار، وقامت بانقلابها الشّهير. لكنّها على أرضِ الواقع كانت تبحث عن منفذٍ "بحريّ" لإقليم آزال الذي يضمّ أغلبيّة زيديّة. وهذا ما يُفسّر استماتة الحوثي في السّيطرة على الحُديْدَة ومينائها. زِد على ذلك أنّ "إقليم الحوثي" تحوّلَ إلى قاعدةٍ تُهدّد الأمن القوميّ للمملكة العربيّة السّعوديّة.

الخَتام في لبنان. هُنا حيثُ ترتفع الأصوات المُنادية بتقسيم البلاد على أساس طائفيّ تحت مُسمّى الفدراليّة. ولئن كانَ الطّرح صعباً تطبيقه على أرضِ الواقع، إلّا أنّ ما يدور من حولنا في المنطقة، يُنبئُ بأنّ رياح "الفدراليّة" التي تهبّ على لبنان ليسَت رياحاً موسميّة، بل مشروعٌ جاءَ ليستوطِنَ.

ومن يذهب أبعد في قراءة ما يجري في مخيّم عين الحلوة من محاولات ترمي إلى تحويل اللاجئين الفلسطينيين إلى نازحين مُشتّتين كما حصلَ قبل أعوامٍ في مُخيّم اليرموك السّوريّ، يُدركُ أنّ لبنان الذي رسّمَ حدوده البحريّة مع إسرائيل، وفتحَ الباب لترسيم حدوده البريّة، يمشي بخطىً واثقة نحوَ أن يكونَ في ركبِ مشروعَيْ التقسيم و"تطيير" حقّ العودة للّاجئين الفلسطينيين في إطار محاولة إسرائيليّة – أميركيّة لتفريغ خطّة السّلام العربيّة من روحيّتها المُرتبطة بحقّ العودة، ويكونُ لبنان "دُرّة تاج" "تقسيم المُقسّم"، علمَ اللبنانيّون ذلك أم لا.

 

تحلُّل سوريا الأسد

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 11 أيلول 2023

إن كان من وصف يجمع الأحداث المتفرّقة ولكن الخطيرة على مدى الخارطة السورية، فهو تحلُّل سوريا الأسد.

لم تعد المسألة تتعلّق بمصير النظام، أو بنتائج المعركة بينه وبين الأطياف التي ثارت ضدّه من السوريين.

من الساحل إلى دير الزور شرقاً ومن الجنوب إلى حدود تركيا شمالاً ثمّة شقوق تتّسع وتتمدّد إلى ما هو أعمق، جارفةً معها البقيّة الباقية من المعاني التي أسّست لسردية نظام آل الأسد أباً وابناً. وثمّة ما يتصدّع في الطبقات السفلية لِما كان يُعرف بالمجتمع السوري.

لذلك لن أبدأ من مشهد انتفاضة السويداء التي أحيت القراءات المتفائلة حول تجدّد الثورة السورية.  فما يحصل في السويداء ليس أكثر من سكرة من سكرات الموت التي تبثّها الخارطة السورية. صحيح أنّها ثورة إحدى الأقلّيات المهمّة في سوريا على نظام أقلّوي، وأنّ مجرّد حصولها، بعد طول حياد، إنّما يعلن نهاية وظيفة حماية الأقلّيات التي زعمها الأسد، في مواجهة "داعش" وأخواتها.

صحيح أنّ العناوين المرفوعة في التظاهرات تنمّ عن ذاك التوق السوري الذي ظلّ حيّاً لأن تكون سوريا وشعبها "واحد". لكنّ السويداء، إن نجحت فلن تنجح في أكثر من أن تعلن طلاق الدروز مع الخارطة السورية الأمّ، في ظلّ انعدام الحدّ الأدنى من المرتكزات التي تعِد بقيام دولة موحّدة.

الاقلية العلوية ليست بحال افضل

في كلّ الأحوال لا تبدو الأقلّية العلوية بحال أفضل في مناطق الساحل. ففي ذروة الحديث عن انتصارات نظام الأسد على أهله وعلى خصومه الإقليميين، وفي ظلّ إفرازات فائض الثقة التي يعبّر عنها الأسد شخصياً حيال تركيا والولايات المتحدة وغيرهما، لا يبدو أنّ العلويين يستشعرون ثمار الانتصار المزعوم. فعلى نحو غير مسبوق منذ عام 2011، صدحت أصوات علوية علنية على مواقع التواصل الاجتماعي، بانتقاد النظام، تفاوتت بين الشكوى من انهيار الأمن الاجتماعي وبين توجيه النقد لبشار الأسد أو أفراد أسرته.

ربّما ذلك ما دفع بالنظام للعودة إلى تكتيكاته الماضية بتحريك ورقة الإرهاب، لإخافة قاعدته وإعادة تكتيلها بفعل الرعب والخوف لا أكثر. كان غريباً، في ظلّ تنامي الاعتراض العلوي، أن تندلع فجأة اشتباكات بين قوات النظام السوري ومقاتلين من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في ريف اللاذقية الشمالي قيل إنّ حصيلتها  16 عنصراً من قوات النظام و3 من لواء معاوية بن أبي سفيان التابع للهيئة. وكان سبق للوكالة السورية الرسمية للأنباء "سانا" أن أعلنت عن هجوم بطائرة مسيَّرة استهدف بلدة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد، ومسيَّرة على بلدة سلحب التي تسيطر عليها الحكومة في شمال غرب سوريا، بالتوازي مع تجدّد القتال في الشمال الغربي، بعد توقّف معظم المعارك في سوريا.

يضاف إلى ذلك، المناخ الحربي الذي يزنّر كامل الشمال السوري في ضوء التوتّر بين أنقرة ودمشق، والذي وصل إلى حدود تصريح مستشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ تركيا "تحتاج إلى البدء بالمطالبة بجعل حلب وحتى حمص وحماة آمنة تحت سيطرة الأمم المتحدة".

التصدّع الأمني ّفي شمال سوريا

أمّا في شرق سوريا وشمال شرقها فحدّث ولا حرج عن حجم التصدّع الأمني والسياسي والمجتمعي الذي يعبّر عنه الاشتباك العربي الكردي في دير الزور، والذي يصل بتداعياته إلى كركوك التي تشهد هي الأخرى اقتتالاً وتوتّراً إثنيَّيْن على خلفية عربية كردية مماثلة. لا يفيد هنا البحث عن خلفيّات تآمرية للنظام، حتى وإن وجدت. فالحاصل أعمق بكثير من فتن مدبَّرة، ويتّصل اتصالاً وثيقاً بتفسّخ الأرضية المشتركة بين المكوّنات السورية، من ضمن التفسّخ الأوسع الذي يصيب مضامين الاجتماع السوري ومعنى الدولة السورية بعد 12 عاماً من الحرب غير المسبوقة.

بالعودة إلى جنوب سوريا، تُضاف إلى انتفاضة السويداء، حيوية الاعتراض التي عادت لتدبّ في درعا مهد الثورة السورية، ليكون المشهد هو مشهد خروج الجنوب بالكامل عن سيطرة النظام. ومن مفارقات أزمة الأخير في الجنوب أنّه سيتردّد كثيراً في اللجوء إلى تكتيك إحياء "داعش" وأخواته كما فعل أخيراً في أعالي الساحل، وكما فعل في السويداء عام 2018. فمثل هذه الخطوة ستقود التحالف الدولي إلى توسيع مروحة انتشاره وقضم مناطق أوسع من الجنوب، مع ما يعنيه ذلك من تبديد المزيد من مناعة النظام وسرديّته عن استعادة السيطرة وانتصار المحور.

حقيقة الأمر أنّ التصريحات السياسية الأخيرة للأسد، حملت في طيّاتها ما لا يترك مجالاً للشكّ في أنّ النظام لم يتعلّم أيّ شيء من أكثر العقود دموية في سوريا. تنمّ مواقف الأسد عن أنّه معميّ بفكرة الانتصار وأنّه ينتظر من الآخرين التقدّم نحوه بخطوات قبل أن يفكّر في القيام بما عليه. فبحسبه، تقع المسؤولية على الآخرين في توفير سبل مكافحة الكبتاغون وتصديره إلى العالم العربي، وتقليص قدرة الميليشيات على تهديد أمن دول الجوار كالأردن. أمّا عودة السوريين فمسؤولية المتقاعسين عن تمويل إعادة إعمار سوريا من الدول العربية. وأمّا العفو فقد تمّ وفق قوانين يقول الأسد إنّه أقرّها وإنّ عدم العودة هي مسؤولية من يمنعون السوريين من ذلك.

يعيش الأسد في عالم موازٍ تماماً للحقائق على الأرض، وكما أضاع فرص إنقاذ بلاده في بدايات الثورة، وأهمل حبال النجاة التي مُدّت له من أكثر من عاصمة عربية، يبدو الآن عاكفاً على تبديد آخر الفرص التي يمكن لها أن تبقي على تماسك أجزاء الخارطة السورية. وربّما خطاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في جوار مقام السيّدة زينب في دمشق قبل أشهر قليلة، يشير إلى الوظيفة الوحيدة الباقية للنظام، وهي أن يكون مجرّد مكبّر صوت، لصراخ ما يسمّى محور المقاومة، وانتصاراتها المزعومة، التي لا تُترجم إلا مزيداً من الفقر والقهر والانهيار.

 

"خيبة" دوليّة تسبق وصول بعثة صندوق النّقد إلى بيروت

 علي زين الدين//الشرق الأوسط/10 أيلول/2023

استبقت المؤسسات الدولية الزيارة الاستطلاعية لبعثة صندوق النقد الدولي المختصة بالملف اللبناني إلى بيروت، بتقديرات متشائمة على مسار تقدم الإصلاحات التشريعية والتنفيذية المطلوبة من المجتمع الدولي، وبالتحذير من أنها ستخفض تصنيف لبنان الائتماني أكثر، في حال أعادت الحكومة هيكلة الدين العام بالعملة المحليّة، أو في حال لم تتمكّن الحكومة من دفع مستحقّاتها من أصل الدين بالليرة أو خدمة الدين في وقتها المحدّد.

وتصل بعثة صندوق النقد الدولي إلى بيروت خلال الأسبوع المقبل، حيث تجول على القيادات السياسية، أبرزها رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير المال يوسف الخليل، وستكون هناك اجتماعات مفصلة في البنك المركزي مع الحاكم بالإنابة وسين منصوري ونوابه وفريقه، فضلاً عن لقاءات مع مصرفيين وخبراء ورؤساء لجان برلمانية معنية بالتشريعات المالية.

ووضعت وكالة التقييم الدوليّة «ستاندرد آند بورز» (S&P Global Ratings)، نقاطها التحليلية على حروف التعثر المالي والنقدي الذي يشرف على ختام عامه الرابع في لبنان، مبيّنة موجبات تثبيت تصنيف الديون السيادية بالدولار بدرجة التخلف الطوعي عن الدفع، والتأكيد على النظرة المستقبلية السلبية، وتنامي الشكوك باحتمال إقدام الحكومة على إعادة هيكلة كتلة الدين العام.

وتربط المؤسسات المالية الدولية أي تحسين تصنيف للدين بالعملة الأجنبيّة، بشرط مبادرة الحكومة إلى إقرار خطة واضحة ومبرمجة لإعادة هيكلة الدين العام. وبالفعل، لفتت الوكالة أيضاً إلى أنها ستقوم بتحسين تصنيف لبنان في حال تضاءلت إمكانيّة تعثّره عن سداد ديونه.

وجزمت المؤسسة الدولية، في أحدث تقرير لها، بأنّ تطبيق الإصلاحات سيكون صعباً في ظلّ الانقسام السياسي، والقدرة المحدودة لحكومة تصريف الأعمال على سنّ القوانين، والتأخرّ في انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة وتعيين حاكم أصيل للبنك المركزي. كذلك الأمر بالنسبة لمسألة إعادة هيكلة القطاع المصرفي، والمتعذرة بدورها في ظلّ عدم توافق الأطراف المعنيّة على نوع وحجم الخسائر وكيفيّة توزيعها.

وتشمل قائمة الإصلاحات المنشودة إقرار خطّة متوسّطة المدى لإعادة هيكلة الماليّة العامّة والديون، وإكمال التدقيق في موجودات مصرف لبنان بالعملة الأجنبيّة، والبدء بتقييم خارجي لأكبر 14 مصرفاً، وإعادة هيكلة المصارف، وتوحيد أسعار الصرف. مع التنويه بأن القانون المعروض لوضع ضوابط استثنائية على الرساميل والتحويات (كابيتال كونترول) وقانون تعديلات السريّة المصرفيّة، وأيضاً تعديل سعر الصرف الرسمي للعملة الوطنية، لم يستجيبوا لمتطلّبات صندوق النقد الدولي ولن يسهموا في إعادة تأهيل القطاع بشكل فعّال.

ووفقاً لوكالة التصنيف، فإنّ السلطات اللبنانيّة لم تتّفق على كيفيّة توزيع الخسائر المترتّبة على القطاع المصرفي والناتجة عن إعادة هيكلة الدين العام وتدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي، ما أعاق التعافي الاقتصادي. كما أنّ حكومة تصريف الأعمال قد لا تطبّق الإصلاحات المطلوبة مسبقاً من صندوق النقد إلى حين انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.

وفي نطاق تحديث البيانات المرجعية، برز الانكماش الحاد في الناتج المحلي بانحداره إلى 16 مليار دولار، من مستواه الأعلى المحقق قبل انفجار الأزمة الماكرواقتصادية والبالغ نحو 53 مليار دولار. وبذلك قدّرت الوكالة أنّ الناتج المحلّي الإجمالي للفرد الواحد انخفض من نحو 7.8 ألف دولار في عام 2017 إلى نحو 2000 دولار فقط في العام الحالي. ومع بلوغ الانكماش حده الأقصى، يتوقع أن يستعيد الناتج المحلّي الإجمالي إلى المنحى الإيجابي في النمو خلال السنوات الثلاث المقبلة، إنما بمتوسطات متدنية تقارب الواحد في المئة، منطلقاً من زيادة طفيفة بنسبة 0.3 في المئة بالعام الحالي. كما أن التحسن البسيط في الحركة الاقتصاديّة وارتفاع عدد السيّاح سيساندان النموّ الاقتصادي المتوسّط خلال الفترة الممتدّة بين عامي 2023 و2026. وبشكل إجمالي، من المتوقّع أن تبلغ نسبة الدين من الناتج المحلّي الإجمالي نحو 334 في المئة عام 2023، مقارنةً بنسبة 160 في المئة عام 2019. وطرداً، كشفت الوكالة عن ارتفاع نسبة الدين بالعملة الأجنبيّة من إجمالي الدين العام من نحو 40 في المئة عام 2019 إلى أكثر من 90 في المئة عام 2023، عند احتسابها على أساس سعر الصرف على منصّة «صيرفة».

وفي ظلّ عدم إحراز أيّ تقدّم ملحوظ في تطبيق إعادة هيكلة الدين والإصلاحات المطلوبة، فقد تراجعت ثقة المستثمرين والمودعين كما تراجعت الودائع، ما أدّى إلى ارتفاع نسبة دولرة الودائع إلى أكثر من 90 في المئة.

وفي التقديرات، سيستمرّ التراجع في حجم الاحتياطات بالعملة الأجنبيّة التي تشمل الذهب، حتّى تبلغ مستوى 19 مليار دولار في نهاية عام 2026، نتيجة تمويل العجز في الحساب الجاري وتمويل الدولة، علماً بأن مخزونات الاحتياطات، التي تشمل احتياطات الذهب وتستثني سندات اليوروبوندز، تراجعت من 52 مليار دولار قبل الأزمة إلى 26.7 مليار دولار في نهاية شهر تمّوز الماضي. وتبلغ القيمة السوقية لاحتياطي الذهب المودع لدى «مصرف لبنان المركزي» نحو 18 مليار دولار حالياً. ولكن لا يمكن التصرف به بأي وسيلة دون موافقة البرلمان على تعديل قانون خاص صادر منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي.كما يتوقع تواصل اندفاعة موجات التضخم لتقارب 100 في المئة خلال العام المقبل، بعدما أدى التدهور المتوالي لسعر صرف الليرة مقابل الدولار والرفع التدريجي للدعم عن المواد الأساسيّة إلى ارتفاعات قياسية في معدّل التضخّم، ليبلغ نحو 171 في المئة في العام الماضي، ليتفاقم متوسّط الزيادة السنويّة في مؤشّر تضخّم الأسعار إلى نسبة 230 في المئة في النصف الأوّل من العام الحالي. ثم يتعدى نسبة 250 في المئة بنهاية الشهر السابع.

 

مصير غامض لمبادرة بري

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/10 أيلول/2023

يسود الترقب في لبنان لما ستحمله زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، مطلع الأسبوع، لا سيما في ظل المعارضة التي لاقتها مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري إلى الحوار، وتحديداً من قبل معظم الكتل المسيحية، بحيث يرى البعض أنها باتت بحكم الساقطة، بينما تقول مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» (التي يرأسها بري) أن مصيرها يرتبط بما سينتج عن زيادة لودريان. وفي حين تتمسك المصادر بالمبادرة وتذكّر بأنها لاقت تجاوباً من قبل كتل عدة، إضافة إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، يرى أفرقاء معارضون أن البديل عنها قد يكون «حواراً ثنائياً» من شأنه أن يفي بالغرض المطلوب تمهيداً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتوضح المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «لم نصل إلى مرحلة نقول إن المبادرة سقطت، ومن السابق لأوانه الحديث عما ستنتهي إليه، لا سيما أنها تلاقي وتواكب الجهد الفرنسي»، معتبرة أن مصيرها ستحدده نتائج زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت، حيث سيلتقي الأفرقاء السياسيين»، وتؤكد أن «رئيس البرلمان أعلن عنها وهو شخصياً سيعلن عن مصيرها لجهة الاستمرار بها أو توقيفها»، مضيفة: «حتى الآن لا نزال نعوّل على صحوة الضمير الوطني لبعض المكابرين». وعن مواقف مَن يؤيد الحوار الثنائي كبعض الأحزاب المسيحية، تقول المصادر: «نرحب بأي جهد وطني يؤدي إلى إنجاز الاستحقاق وانتخاب رئيس لكن الحديث عن حوار ثنائي يسقط كل المواقف الرافضة للحوار، لأن الحوار لا يعني ثنائياً أو ثلاثياً أو يحدد عدداً معيناً من المشاركين، ورئيس البرلمان تبنى مبادرة واضحة من دون شروط، ببند واحد هو الانتخابات الرئاسية على أن تنتهي بانتخاب رئيس».

في المقابل، أعلن حزب «الكتائب اللبنانية»، عبر النائب إلياس حنكش، أن التوجه نحو لقاءات ثنائية وفقاً لمبادرة لودريان وليس لحوار برّي، في حين يرى حزب «القوات» أن هذا الأمر هو المسار الطبيعي الذي يفترض أن يسبق أي انتخابات وليس عقد طاولة حوار.

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «كل القوى بانتظار ما هي الآلية التي سيعتمدها لودريان التي يفترض أن تكون خلافاً للمبادرة القديمة التي كانت فيها باريس طرفاً»، مضيفة: «نحن أبلغنا الجانب الفرنسي أننا لسنا في وارد أي دعوة لحوار وأوضحنا الأسباب بأنه إمعان في الشغور ومنع انتخاب الرئيس وانقلاب على الدستور وتكريس أعراف جديدة، آملين أن يحدد الوسيط من هو الفريق الذي يعطل الانتخابات خلال 12 جلسة».

وتقول المصادر: «نحن غير معنيين بالشق الأول من مبادرة بري بل بشقها الثاني»، موضحة: «فليعقد الحوار بمَن حضر، إذا أراد، لكن نتمنى أن يبقى عند وعده بفتح جلسات متتالية لانتخاب رئيس». وتجدد في المقابل التأكيد على أن الانتخابات لا يجب أن تحصل بناء على طاولة حوار إنما «بطريقة حوارات ولقاءات ثنائية كما فعل (اللقاء الديمقراطي) وتفعل المعارضة أو أن تعقد حوارات ومشاورات بين الجلسات».

وفي هذا الإطار، يقول حنكش، في حديث إذاعي، إن «هناك توجهاً نحو لقاءات ثنائية وفقاً لمبادرة لودريان وليس للحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري». وأضاف: «هناك مسار دستوري تسلكه الانتخابات داخل مجلس النواب لكن منذ سنة حتى اليوم هناك مخالفات واضحة للدستور من قبل رئيس مجلس النواب الذي لم يفتح المجلس لجلسات متتالية». وتابع: «نتعاطى مع فريق يعطّل الدستور ويستقوي بالسلاح، الأمر الذي نرفضه نحن فريق المعارضة بالتقاطع مع التيار الوطني الحر، والتقينا الأسبوع الفائت مع كل من (التيار) و(الحزب الاشتراكي) اللذين أكّدا مضيهما بالتقاطع الرئاسي ورفضهما سياسة الفرض».

ورغم هذه المواقف المتباينة، يتحدث رئيس «القوات» سمير جعجع عن عوامل إيجابية في الأفق، معرباً عن عدم تشاؤمه «بموازاة غيوم الاقتراحات غير الدستورية التي تحوم حول الانتخابات الرئاسية التي باتت إلى زوال».

وجدّد التأكيد خلال لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتيسكا، على أن الحل يكمن في عودة الحياة الدستورية إلى انتظامها وفتح المجلس النيابي تأميناً لإنجاز هذا الاستحقاق. وفي إشارة إلى مبادرة بري، أبدى سروره بـ«اقتناع الآخرين بضرورة فتح المجلس النيابي لدورات انتخابية متتالية، تنتج رئيساً فعلياً للدولة يتعهد بأن يحوّل عهده إلى مساحة للحوار بين اللبنانيين، على مدى السنوات الست». من جهته، قال عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور خلال عشاء في البقاع الغربي، إن «لبنان لا يحتاج إلى رئيس تطمئن إليه القوى السياسية فحسب، بل نحتاج إلى رئيس يطمئن إليه المواطن في معيشته وكرامته وحياته وصحته وتعليمه، ولن يكون رئيساً إلا بالتسوية، وفقاً لتوازنات البلد والمجلس النيابي وتاريخ لبنان، وأن تكون تسوية عادلة وليست لفريق على حساب فريق، ويجب أن تدفعنا الرئاسة قدماً لمنطق قيام الدولة».

 

هل تكون عودة لودريان حاسمة؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/10 أيلول/2023

يقف الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان مع عودته الاثنين إلى بيروت أمام مشهد سياسي لا يزال يعيق محاولته لفتح ثغرة في الحائط المسدود لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم بانتخاب رئيس للجمهورية؛ خصوصاً أن رسالته للنواب قوبلت بردود فعل متباينة، وبالأخص من قوى المعارضة بامتناعها عن الرد على رسالته ومعها عدد من النواب المنتمين إلى «قوى التغيير» على اختلاف انتماءاتهم السياسية، و«اللقاء الديمقراطي» الذي تمايز عن جميع هؤلاء بتأييده الحوار المؤدي إلى انتخاب الرئيس. ومع أن لودريان يستهل لقاءاته باجتماع عمل يعقده مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد غد الثلاثاء، وإن كان استبق مجيئه بدعوته النواب لحوار يستمر أسبوعا يليه عقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، فإنه يود الوقوف على وجهة نظره ليبني على الشيء مقتضاه، آخذاً في الاعتبار ردود الفعل المتفاوتة على دعوته، لعله يضع خريطة طريق بالتعاون معه تفتح الطريق أمام عقد لقاءات عمل مع الكتل النيابية والنواب المشمولين برسالته للوقوف من المعترضين على الأسباب التي أملت عليهم التعاطي مع رسالته بسلبية في محاولة لتنعيم مواقفهم. وعلمت «الشرق الأوسط» أن اجتماع لودريان – بري يمهّد الطريق للقيام بمروحة واسعة من اللقاءات الثنائية، وباشرت السفارة الفرنسية التحضير لتحديد مواعيدها التي تستمر يومي الأربعاء والخميس. إلا أن عودة لودريان إلى بيروت في زيارة ثالثة لن تحجب الأنظار عن السؤال عن موقف اللجنة الخماسية المؤلفة، إضافة إلى فرنسا، من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، حيال خريطة الطريق التي رسمها لنفسه لوقف تعطيل انتخاب الرئيس، والتي تتلازم هذه المرة مع وجود وفد سعودي في باريس برئاسة المستشار في ديوان رئاسة مجلس الوزراء نزار العلَولا الذي التقى المستشار الرئاسي المكلف الملف اللبناني باتريك دوريل، إضافة إلى لودريان.

فهل يحضر لودريان هذه المرة إلى بيروت مدعوماً بغطاء سياسي من اللجنة الخماسية التي تعطي الأولوية لانتخاب الرئيس، بخلاف المبادرة الفرنسية التي كانت تقوم على مبدأ المقايضة بين انتخاب رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، في مقابل تكليف السفير السابق نواف سلام تشكيل الحكومة العتيدة، مع أن للأخير وجهة نظر لا تقوم على المقايضة وينطلق فيها من رؤيته لوقف الانهيار في لبنان؟ ويبدو أن لودريان لن يحضر هذه المرة، كما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، لتعويم المبادرة الفرنسية في محاولة لتسويقها في ضوء ردود الفعل عليها من زاوية رفضها من قبل المعارضة وكتل نيابية ونواب، بذريعة أن باريس تسعى لفرض رئيس على اللبنانيين، وهذا ما حاول أن يتخطاه في لقاءاته السابقة بقوله إن مجرد وجوده هنا ما هو إلا إشارة لحث النواب على انتخاب الرئيس باعتبار أن القرار يبقى أولاً وأخيراً بيد البرلمان.

لذلك، فإن السباق الرئاسي محصورٌ حتى الساعة بين مرشح محور الممانعة النائب السابق فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور المدعوم من قوى المعارضة و«اللقاء الديمقراطي» و«التيار الوطني الحر» الذي كان أكد تقاطعه مع المعارضة على ترشيحه، إضافة إلى عدد من النواب التغييريين والمستقلين.

فرنجية وأزعور

ورغم أن المنافسة بين فرنجية وأزعور ستحضر بامتياز على طاولة اللقاءات الثنائية التي يعقدها لودريان، فإن قوى المعارضة بالتفاهم مع «اللقاء الديمقراطي» لم تقفل الأبواب أمام التوافق على رئيس من خارج الاصطفافات السياسية ولا يشكل هذا تحدياً لأي فريق، بخلاف الثنائي الشيعي الذي لا يزال يتمسك بترشيح فرنجية، وهذا ما يصر عليه «حزب الله» الذي يتزعّم الحملة السياسية دعماً لحليفه. لكن حصر المنافسة بين فرنجية وأزعور لا يعني بالمطلق، كما تقول المصادر، أن السباق إلى رئاسة الجمهورية سيقتصر عليهما، طالما أن لودريان سيوسع هذه المرة مروحة لقاءاته الثنائية، وأدرج اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون في عداد المشمولين بلقاءات من خارج البرلمان لكونه يحظى بتقدير دولي وإقليمي يتناغم مع التقدير المحلي لدوره على رأس المؤسسة العسكرية التي هي بمثابة صمام الأمان لمنع انحلال الدولة وحماية السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى، مع أنه لم يترشح ويبقى همه الأساسي في توفير الاحتياجات الضرورية في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها أسوة بالسواد الأعظم من اللبنانيين.

عودة حاسمة؟

ويبقى السؤال: هل عودة لودريان ستكون حاسمة هذه المرة؟ خصوصا أن مصادر دبلوماسية غربية تتعاطى مع رسالته إلى النواب كأنها لم تكن، وتدعو إلى إنقاذ الاستحقاق الرئاسي بدءاً بتحييده عن تعدد الحوارات، وتأمل في أن تتلازم مع إنضاج الظروف الخارجية المؤدية إلى انتخاب الرئيس، رغم أنها توقفت ملياً أمام الموقف الذي أعلنه الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في أثناء استقباله البطريرك الماروني بشارة الراعي في دارته في المختارة، الذي يعكس فيه مخاوفه من استمرار الشغور الرئاسي إلى أمد مديد، ما يعني أنها تجاريه في مخاوفه محملة «الناخبين الكبار» مسؤولية عدم التدخل كما يجب لوقف تعطيل انتخاب الرئيس. أما على صعيد المواقف من دعوة بري للحوار فإنه يتريث في حسم موقفه إلى حين بلورة الحصيلة السياسية للقاءات لودريان، وما إذا كانت الظروف تسمح بملاقاته في منتصف الطريق لتجاوز العقبات التي تعترض إطلاقه حواره تجاه الكتل النيابية وإمكانية تحييده عن تعدد الحوارات، لا سيما أن حواره لن يكون نسخة طبق الأصل عن حوار «حزب الله» والنائب جبران باسيل الذي سرعان ما تراجع عن تأييده لحوار بري بمطالبته بإدخال تعديلات، لئلا يبقى جدول الأعمال محصوراً بانتخاب الرئيس.

 

كيف سيتعايش العالم مع «الهند الجديدة»؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/10 أيلول/2023

تأتي استضافة الهند قمة «مجموعة العشرين» لتؤكد المؤكد... وهو أن «المارد الهندي» خرج نهائياً من القمقم!

القيادة الهندية الحالية رسّخ أقدامها في الحكم، عام 2014، حزب قومي الهوية ديني القاعدة، هو اليوم أكبر حزب سياسي في العالم (يضم نحو 180 مليون عضو، أي ما يقرب من ضعفي عدد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني). وهذه القيادة تقود اليوم أيضاً كبرى دول العالم من حيث عدد السكان، بعدما تجاوز تعداد الهند السكاني أخيراً التعداد السكاني لـ«جارتها» الصين، وسط نمو اقتصادي وتكنولوجي ضخم وسريع. بالمناسبة، يحتل الاقتصاد الهندي راهناً المرتبة الخامسة عالمياً بعد اقتصادات الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا، متقدّماً على اقتصادَي كل من بريطانيا وفرنسا. ثم إنه الخامس عالمياً أيضاً على قائمة الاقتصادات الأسرع نمواً بعد اقتصادات كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية... متقدماً على المنافسين الآسيويين الكبيرين الصين واليابان!

هذا إنجاز لا يستهان به إطلاقاً، لا سيما إذا أخذنا في الحساب كيف كان حال الهند عشية استقلالها عام 1947، إثر تقسيم بريطانيا شبه القارة الهندية. ولكن لدى التطرّق إلى التاريخ، تمهيداً لقراءة الحاضر واستشراف المستقبل، لا بد من الإقرار بوجود إيجابيات كبرى، وأيضاً سلبيات كبرى، للتطوّر الحاصل في الهند منذ ثلاثة أرباع القرن. متابعة لما يخص الشقّ الاقتصادي، ووفق الإحصاءات الرسمية الهندية – التي تطرّقت لها «الشرق الأوسط» أخيراً – يبلغ الناتج الإجمالي المحلي الهندي اليوم 3.76 تريليون دولار أميركي... مقابل 30 مليار دولار فقط عام 1947.

أيضاً، بين الإيجابيات المهمة جداً، تحوُّل الهند إلى مختبر عِلمي وبحثي واتصالاتي وخدماتي عملاق يعجّ بمراكز الصناعات التكنولوجية المتقدمة لعل أبرزها في مدينتي بنغالور وحيدر آباد، ونسبة أمّيّة (تحديداً جهل القراءة والكتابة) انخفضت إلى 23 في المائة، بعدما كانت البلاد - المتركز ثقلها السكاني في الأرياف الفقيرة - تعاني من معدل أمّيّة في حدود الـ88 في المائة! وعلى صعيد التنمية البشرية، كان متوسّط عمر المواطن الهندي عند الاستقلال 30 سنة فقط، لكنه يبلغ اليوم 70 سنة بفضل النجاح الواضح في مكافحة الأمراض الناجمة عن الفقر وسوء التغذية، وتحسّن مستويات الصحة العامة وإجراءات الوقاية والتقنيات العلاجية والطبية.

هذه كلها إيجابيات لا ينكرها إلا مُتحامل كارِه... بيد أنها لا تختصر كل المشوار الاستقلالي عبر 75 سنة. صحيحٌ أنه، من حيث الشكل، لا تزال الهند «كبرى ديمقراطيات العالم» وفق التعريف العملي لكلمة ديمقراطية... وصحيح أيضا أنها لا تزال تعترف - رسمياً على الأقل - بالتنوّع العرقي واللغوي والثقافي والديني، وتطبِّق هذا الاعتراف بالمحافظة على نظام فيدرالي يقوم على ولايات (وأقاليم ذاتية الحكم)، لها حكوماتها ويُعاد النظر في عددها وحدودها، حيث وحين تدعو الحاجة.

إلا أن الواقع الأعمق... مختلف.

الهند، التي يحكمها ناريندرا مودي وحزبه «بهاراتيا جاناتا» حالياً، لا تمتّ بصلة من حيث منظومة قِيَمها ومُثُلها ومبادئها إلى الهند التي أسّسها القادة الاستقلاليون الأوائل عام 1947، وعلى رأسهم المهاتما موهانداس غاندي وألبانديت جواهر لال نهرو وأبو الكلام آزاد.

إنها وفق كثيرين، بمَن فيهم أصحاب رأي ومكانة من الغالبية الهندوسية، تحوّلت خلال العقدين الأخيرين، من تجربة رائدة في التعايش السلمي والتلاقح الثقافي والتسامح الديني إلى نموذج صريح لـ«هيمنة» الأكثرية ولو عبر صناديق الاقتراع. ولعل هذا النوع من الهيمنة هو الأسوأ، لكونه يحمل في طيّاته أكثر من غيره عوامل الديمومة، والمزايدة في التشدد، والشيطنة المُلقنة للآخرين، والهروب الدائم إلى الأمام. للأسف، هذا التحوّل في الشخصية السياسية الهندية، لا يقتصر فقط على «هند الداخل»، على الرغم من ضخامتها وتزايد أهميتها السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية على المسرح الدولي. إنه بات ملموساً أيضاً في الجاليات الهندية المهاجرة المنتشرة في شتى أنحاء العالم. وأمس كانت تاريخية بالفعل تلك المصافحة بين رئيس الوزراء الهندي مودي و«ضيفه» رئيس الوزراء البريطاني (الهندي الأصل) ريشي سوناك.

وحقاً، مثلما يجسّد مودي تحوّل الهند نحو اليمين المتشكك في التعايش، يمثل سوناك وعدد من زملائه في الحكومة البريطانية المحافظة الحالية انتقال نسبة كبيرة من أبناء الجيلين الثاني والثالث من مهاجري شبه القارة الهندية من مواقع اليسار والوسط إلى أقصى اليمين. وراهناً، يقود هذا اليمين من أبناء المهاجرين بإصرار حملة معاداة شبكة الأمان الاجتماعي صحياً وتعليمياً، ويرفض قوانين الهجرة (التي استفاد منها)، مزايدا على غلاة المحافظين التقليديين في طول بريطانيا وعرضها. هذا النهج ذاته تقريباً يُعبّر عنه اليوم أيضا كثيرون من أبناء الجيلين الثاني والثالث من مهاجري شبه القارة الهندية إلى الولايات المتحدة، وفي طليعة هؤلاء المرشح الجمهوري الثري الشاب فيفيك راماسوامي، الذي عرض أخيراً ما في جعبته من مواقف مشابهة خلال أولى مناظرات المرشحين الرئاسيين الجمهوريين في مدينة ميلووكي. هنا نحن أمام حالة أزعم أنها تستحق الرصد، لا سيما، مع تزايد دور «الهند الجديدة» وتأثيرها على عدد المعادلات الدولية في خضم انشغالات القوى العالمية المنافسة. فالولايات المتحدة لا تزال تعيش «ظاهرة دونالد ترمب» بكل ما تنطوي عليه من مفاهيم وقناعات تعيد «تعريف» المؤسسات الديمقراطية. وروسيا تدفع كل يوم أثمان سياسة «التحاور بالدبابات» التي أتقنتها منذ 1917، قبل أن تقتل هذه السياسة «التجربة السوفياتية» في مطلع التسعينات. والصين تحاول الهروب من الحصارات السياسية والدفاعية الاستراتيجية... بالاختراقات الاقتصادية والتنموية. والاتحاد الأوروبي مشتّت بين الحنين إلى التضامن القاري والسقوط تحت حراب التطرف القومي والنزق العنصري.

 

قمة العشرين وأزمة الثقة

طارق الحميد/الشرق الأوسط/10 أيلول/2023

في افتتاح قمة قادة دول مجموعة العشرين في نيودلهي، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن «العالم يعاني أزمة ثقة هائلة»، وإن «الحرب عمّقت قلة الثقة هذه»، مضيفاً: «إننا قادرون على التغلب على كوفيد، فنحن أيضاً قادرون على التغلب على أزمة الثقة المتبادلة هذه». يقول مودي ذلك وسط غياب الرئيسين الصيني والروسي عن القمة المهمة. وأقول مهمة لأن العالم، وكما قال مودي، يعاني من «أزمة ثقة هائلة»، وانقسامات حادة أينما نظرنا، حيث الحرب الروسية بأوكرانيا وتداعياتها العسكرية والاقتصادية والغذائية، وكذلك الاجتماعية. كما يعاني العالم من تداعيات هذه الأزمة الأوكرانية عسكرياً في مناطق مختلفة، خصوصاً مع التورط الإيراني، وتمدد الروس في سوريا، وبالطبع شركة «فاغنر» العسكرية بسوريا وأفريقيا التي تشهد مواجهة عسكرية في السودان، وتداعيات انقلابين عسكريين بأفريقيا نفسها. كما تعاني أوروبا بسبب تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، هذا عدا عن تداعيات الانقسام السياسي الحاد داخل الولايات المتحدة، خصوصاً مع محاكمات ترمب، واقتراب الانتخابات الرئاسية هناك. وهناك الشد الأميركي الصيني، اقتصادياً وسياسياً، والجمود غير الطبيعي بالملف النووي الإيراني. ويحدث كل ذلك بينما تنقسم مواقف الدول العشرين المشاركة بين أطراف ذاهبة للقمة وعينها على المخاطر الجيوسياسية مثل الصين وروسيا، وإن كانت بكين تنظر للاقتصاد أيضاً. ودول أخرى، مثل السعودية والهند، حيث التركيز منصب على التنمية، وتحقيق المكاسب الاقتصادية، بينما نجد الدول الأوروبية تائهة بين الاقتصاد وتداعيات المعارك الجيوسياسية، ووسط كل ذلك شعوب تنتظر قرارات تؤدي إلى تحسن اقتصادي.

لا شك أنها صورة عالمية قاتمة، لكن ما يهمنا فيها، نحن السعوديين، أننا نذهب إلى القمة بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، متحصنين بواقع اجتماعي متجدد ومتطلع إلى المستقبل والعالم، وليس تفاصيل مشوشة في المنطقة. ونذهب إلى القمة بواقع اقتصادي تدعمه الأرقام، وكذلك إشادة صندوق النقد الدولي بجدية أدائنا الاقتصادي غير النفطي، وجدية تعامل الحكومة السعودية مع البطالة وانخفاضها بشكل تاريخي. كما تذهب السعودية إلى قمة العشرين وهي صاحبة المبادرات السياسية والاقتصادية والمناخية الهادفة إلى محيط أفضل من أجل تدعيم الاستقرار ورفاهية العيش للمواطن السعودي، وتحفيز الجوار لتعاون أفضل. والأكيد أن لا حلول سهلة، ومعلوم أن الطريق إلى جهنم معبّد بالنوايا الحسنة، لكن الدرس هنا، وهو ما استوعبه السعوديون جيداً بسبب قيادة واعية وطموحة، هو أنك قوي بمقدار قوتك الداخلية، وهذا ما فعلته وتفعله السعودية بكل اقتدار. وعليه فرغم أزمة الثقة هذه فإن التفاؤل أكبر بواقعنا وبلادنا واقتصادنا وطموحنا، وقبل كل شيء بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي نال ثقة الملك والشعب، وهي ثقة يؤيدها الواقع والأرقام والمنجزات، وبكل مجال. ويكفينا إعلان ولي العهد بافتتاح قمة العشرين عن توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا تشمل سككاً حديدية وربط الموانئ وزيادة مرور السلع، وخطوط أنابيب لاستيراد وتصدير الكهرباء والهيدروجين، وكابلات نقل البيانات.

 

كيف سيتعايش العالم مع «الهند الجديدة»؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/10 أيلول/2023

تأتي استضافة الهند قمة «مجموعة العشرين» لتؤكد المؤكد... وهو أن «المارد الهندي» خرج نهائياً من القمقم!

القيادة الهندية الحالية رسّخ أقدامها في الحكم، عام 2014، حزب قومي الهوية ديني القاعدة، هو اليوم أكبر حزب سياسي في العالم (يضم نحو 180 مليون عضو، أي ما يقرب من ضعفي عدد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني). وهذه القيادة تقود اليوم أيضاً كبرى دول العالم من حيث عدد السكان، بعدما تجاوز تعداد الهند السكاني أخيراً التعداد السكاني لـ«جارتها» الصين، وسط نمو اقتصادي وتكنولوجي ضخم وسريع.

بالمناسبة، يحتل الاقتصاد الهندي راهناً المرتبة الخامسة عالمياً بعد اقتصادات الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا، متقدّماً على اقتصادَي كل من بريطانيا وفرنسا. ثم إنه الخامس عالمياً أيضاً على قائمة الاقتصادات الأسرع نمواً بعد اقتصادات كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية... متقدماً على المنافسين الآسيويين الكبيرين الصين واليابان!

هذا إنجاز لا يستهان به إطلاقاً، لا سيما إذا أخذنا في الحساب كيف كان حال الهند عشية استقلالها عام 1947، إثر تقسيم بريطانيا شبه القارة الهندية. ولكن لدى التطرّق إلى التاريخ، تمهيداً لقراءة الحاضر واستشراف المستقبل، لا بد من الإقرار بوجود إيجابيات كبرى، وأيضاً سلبيات كبرى، للتطوّر الحاصل في الهند منذ ثلاثة أرباع القرن. متابعة لما يخص الشقّ الاقتصادي، ووفق الإحصاءات الرسمية الهندية – التي تطرّقت لها «الشرق الأوسط» أخيراً – يبلغ الناتج الإجمالي المحلي الهندي اليوم 3.76 تريليون دولار أميركي... مقابل 30 مليار دولار فقط عام 1947. أيضاً، بين الإيجابيات المهمة جداً، تحوُّل الهند إلى مختبر عِلمي وبحثي واتصالاتي وخدماتي عملاق يعجّ بمراكز الصناعات التكنولوجية المتقدمة لعل أبرزها في مدينتي بنغالور وحيدر آباد، ونسبة أمّيّة (تحديداً جهل القراءة والكتابة) انخفضت إلى 23 في المائة، بعدما كانت البلاد - المتركز ثقلها السكاني في الأرياف الفقيرة - تعاني من معدل أمّيّة في حدود الـ88 في المائة!

وعلى صعيد التنمية البشرية، كان متوسّط عمر المواطن الهندي عند الاستقلال 30 سنة فقط، لكنه يبلغ اليوم 70 سنة بفضل النجاح الواضح في مكافحة الأمراض الناجمة عن الفقر وسوء التغذية، وتحسّن مستويات الصحة العامة وإجراءات الوقاية والتقنيات العلاجية والطبية.

هذه كلها إيجابيات لا ينكرها إلا مُتحامل كارِه... بيد أنها لا تختصر كل المشوار الاستقلالي عبر 75 سنة.

صحيحٌ أنه، من حيث الشكل، لا تزال الهند «كبرى ديمقراطيات العالم» وفق التعريف العملي لكلمة ديمقراطية... وصحيح أيضا أنها لا تزال تعترف - رسمياً على الأقل - بالتنوّع العرقي واللغوي والثقافي والديني، وتطبِّق هذا الاعتراف بالمحافظة على نظام فيدرالي يقوم على ولايات (وأقاليم ذاتية الحكم)، لها حكوماتها ويُعاد النظر في عددها وحدودها، حيث وحين تدعو الحاجة.

إلا أن الواقع الأعمق... مختلف.

الهند، التي يحكمها ناريندرا مودي وحزبه «بهاراتيا جاناتا» حالياً، لا تمتّ بصلة من حيث منظومة قِيَمها ومُثُلها ومبادئها إلى الهند التي أسّسها القادة الاستقلاليون الأوائل عام 1947، وعلى رأسهم المهاتما موهانداس غاندي وألبانديت جواهر لال نهرو وأبو الكلام آزاد.

إنها وفق كثيرين، بمَن فيهم أصحاب رأي ومكانة من الغالبية الهندوسية، تحوّلت خلال العقدين الأخيرين، من تجربة رائدة في التعايش السلمي والتلاقح الثقافي والتسامح الديني إلى نموذج صريح لـ«هيمنة» الأكثرية ولو عبر صناديق الاقتراع. ولعل هذا النوع من الهيمنة هو الأسوأ، لكونه يحمل في طيّاته أكثر من غيره عوامل الديمومة، والمزايدة في التشدد، والشيطنة المُلقنة للآخرين، والهروب الدائم إلى الأمام.

للأسف، هذا التحوّل في الشخصية السياسية الهندية، لا يقتصر فقط على «هند الداخل»، على الرغم من ضخامتها وتزايد أهميتها السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية على المسرح الدولي. إنه بات ملموساً أيضاً في الجاليات الهندية المهاجرة المنتشرة في شتى أنحاء العالم.

وأمس كانت تاريخية بالفعل تلك المصافحة بين رئيس الوزراء الهندي مودي و«ضيفه» رئيس الوزراء البريطاني (الهندي الأصل) ريشي سوناك. وحقاً، مثلما يجسّد مودي تحوّل الهند نحو اليمين المتشكك في التعايش، يمثل سوناك وعدد من زملائه في الحكومة البريطانية المحافظة الحالية انتقال نسبة كبيرة من أبناء الجيلين الثاني والثالث من مهاجري شبه القارة الهندية من مواقع اليسار والوسط إلى أقصى اليمين. وراهناً، يقود هذا اليمين من أبناء المهاجرين بإصرار حملة معاداة شبكة الأمان الاجتماعي صحياً وتعليمياً، ويرفض قوانين الهجرة (التي استفاد منها)، مزايدا على غلاة المحافظين التقليديين في طول بريطانيا وعرضها.

هذا النهج ذاته تقريباً يُعبّر عنه اليوم أيضا كثيرون من أبناء الجيلين الثاني والثالث من مهاجري شبه القارة الهندية إلى الولايات المتحدة، وفي طليعة هؤلاء المرشح الجمهوري الثري الشاب فيفيك راماسوامي، الذي عرض أخيراً ما في جعبته من مواقف مشابهة خلال أولى مناظرات المرشحين الرئاسيين الجمهوريين في مدينة ميلووكي. هنا نحن أمام حالة أزعم أنها تستحق الرصد، لا سيما، مع تزايد دور «الهند الجديدة» وتأثيرها على عدد المعادلات الدولية في خضم انشغالات القوى العالمية المنافسة. فالولايات المتحدة لا تزال تعيش «ظاهرة دونالد ترمب» بكل ما تنطوي عليه من مفاهيم وقناعات تعيد «تعريف» المؤسسات الديمقراطية. وروسيا تدفع كل يوم أثمان سياسة «التحاور بالدبابات» التي أتقنتها منذ 1917، قبل أن تقتل هذه السياسة «التجربة السوفياتية» في مطلع التسعينات. والصين تحاول الهروب من الحصارات السياسية والدفاعية الاستراتيجية... بالاختراقات الاقتصادية والتنموية. والاتحاد الأوروبي مشتّت بين الحنين إلى التضامن القاري والسقوط تحت حراب التطرف القومي والنزق العنصري.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رابط فيديو القداس الإلهي في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانيّة الذي ترأسه اليوم 10 أيلول/2023 البطريرك الراعي في كنيسة سيدة ايليج-ميفوق القطارة مع نص عظته

الراعي في قداس ايليج: استشهدوا لنشهد التعددية التي يمتاز بها لبنان وتجعل منه واحة تلاق وحوار

وطنية – جبيل 10 أيلول 2023

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا في كنسية سيدة ايليج سلطانة الشهداء في ميفوق- القطارة، بدعوة من رابطة سيدة ايليج، بعنوان “استشهدوا لنشهد – صامدون”، عاونه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وراعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله ورئيس دير سيدة ميفوق ولفيف من الكهنة. حضر القداس الوزير السابق الان حكيم ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب وليم طوق، النائب السابق سامر سعادة، رئيس البلدية هادي الحشاش، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، رئيس رابطة سيدة إيليج فادي الشاماتي والاعضاء واهالي الشهداء ورفاقهم وحشد من المؤمنين. في بداية القداس، القى عون كلمة رحب فيها بالراعي “في المقر البطريركي التاريخي في ايليج وفي ابرشية جبيل المارونية التي ترأسها الراعي مطرانا لمدة 23 سنة”.

 

نص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي/قدّاس الشهداء

موقع بكركي/سيّدة إيليج – 10 أيلول 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122121/122121/

"حبّة الحنطة، إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمرٍ كثير" (يو 12: 24)

1. الربّ يسوع هو حبّة الحنطة التي وقعت في أرض الجلجلة حيث مات مصلوبًا، وبقيامته بعد ثلاثة أيّام وُلدت الكنيسة، شعب الله الجديد. مثل السنبلة من حبّة القمح، شهداء المقاومة اللبنانيّة الذين نحيي ذكراهم اليوم هم حبّات قمح، باستشهادهم سَلِم الوطن والمواطنون الذين يشهدون لقيمه ورسالته على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويرفضون كلّ ما يشوّه هويّته وكيانه. فكان أن اختارت رابطة سيّدة إيليج لهذه السنة موضوع: "استشهدوا، لنشهد". فإنّا نحيّي هذه الرابطة: رئيسها عزيزنا السيّد فادي الشاماتي، ومجلسها الإداريّ وسائر أعضائها، شاكرينهم على تكريم شهدائنا في هذا المكان المقدّس، في ظلّ سيّدة إيليج والبطاركة القدّيسين، وفي مقدّمهم جبرائيل من حجولا الذي حرقه المماليك حيًّا في ساحة طرابلس. كما احي سيادة اخي راعي الابرشية المطران ميشال عون واشكره على كلمته الصادرة من عمق قلبه. كما اجيي سيادة اخينا المطران منير خيرالله راعي ابرشية البترون الحاضر دائمًا معنا.

2. أمس الأوّل أحيينا مع سيادة أخينا المطران مارون العمّار، راعي أبرشيّة صيدا وشيخ عقل طائفة الموحدّين الدروز الدكتور سامي أبي المنى، ومعالي الوزير والنائب السابق الأستاذ وليد بك جنبلاط، الذكرى الثانية والعشرين للمصالحة التاريخيّة في الجبل التي أبرمها المثلّث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، والأستاذ وليد بك جنبلاط. فكانت ذكراها التزامًا منّا سويّة بمواصلتها وإكمالها وتطويرها. شملت الزيارة وقفات خمس: في شاناي بدارة سماحة شيخ العقل، وبلدة الباروك، وبعقلين، والمختارة، وأخيرًا في بيت الدين في مطرانيّة صيدا المارونيّة حيث احتفلنا بقدّاس عيد مولد العذراء مريم، سيّدة الخلاص، شفيعة الكرسيّ الأسقفيّ بمشاركة سيادة المطران إيلي حدّاد، مطران صيدا ودير القمر للروم الملكيّين الكاثوليك ومطارنة وكهنة الأبرشيّة ونوّاب الشوف وعاليه وغيرهم من الشخصيّات، وعدد غفير من المؤمنين أتوا من مختلف المناطق. نشكر كلّ الذين نظّموا هذه الزيارة، وسخوا في إنجاحها بكثير من التضحيات.

3. آلمتنا كما العالم كلّه ضحايا الزلزال الذي أصاب منطقة من مملكة المغرب، تسبّب بمئات من الضحايا والآلاف من الجرحى، والمنازل المتهدّمة. نصلّي إلى رحمة الله في هذه الذبيحة المقدّسة من أجل راحة نفوس الموتى، وشفاء المرضى، وافتقاد المشرّدين من دون مأوى. ونعرب باسم كنيستنا المارونيّة عن تعازينا الحارّة لجلالة الملك محمّد السادس وسفير المملكة في لبنان والشعب المغربيّ.

4. "استشهدوا، لنشهد". مات شهداؤنا عنّا لنحيا. افتدونا على مثال الفادي الإلهيّ، ربّنا يسوع المسيح الذي افتدى خطايا البشريّة جمعاء بموته على الصليب، وبعث فينا الحياة الجديدة بقيامته. موت شهدائنا مسؤوليّة في أعناقنا تقتضي منّا المحافظة على الوطن، كما أنّ موت الفادي الإلهيّ مسؤوليّة تقتضي منّا التوبة عن خطايانا، والسير في حياة جديدة. وقد جعل المسيح الربّ من الموت والقيامة نهجًا مسيحيًّا جديدًا بقوله: "من يحبّ ذاته يفقدها، ومن يجود بذاته يحفظها لحياة الأبد" (يو 12: 25). قال القدّيس أغسطينوس: "من المؤلم حقًّا أن تفقد ما تحبّ. من أحبّ نفسه وجعل الله خارج حياته، تخلّى عن الله. فلا يبقى الله في نفسه بل يغادرها. هكذا بمحبّتك لنفسك، تُخرج الله من حياتك، فتبتعد عن نفسك. فعد إلى ذاتك، بإعادة الله إليها بتوبتك عن الخطيئة والشرّ."

5. "استشهدوا، لنشهد" لمسيحيّتنا إيمانًا وثقافةً وحضارةً نطبع بها ثقافتنا اللبنانيّة، وثقافات بلدان العالم العربيّ. فالمسيح الربّ يريدنا "خميرة في العجين" (راجع متى 13: 33)، "وملحًا في طعام" (راجع متى 5: 13)، و"نورًا في ظلام" (راجع متى 5: 14). إنّا نشهد على المستوى الثقافيّ أنّ المسيح الإله جعلنا إخوة وأخوات، وبه أبناءً وبناتٍ للإله الواحد. شريعة هذه الثقافة هي المحبّة واحترام الآخر المختلف، ومدّ الجسور معه في كلّ ما يجمع.

6. "استشهدوا، لنشهد" للتعدّديّة الثقافيّة والدينيّة في الوحدة، التي يمتاز بها لبنان عن سواه من بلدان الشرق الاوسط. هذه التعدّديّة في الوحدة منظّمة في الدستور. وتجعل من لبنان واحة تلاقٍ وحوار وحريّات مدنيّة عامّة كـما تقرّها شرعة حقوق الإنسان، التي وقّعها لبنان منذ إعلانها سنة 1948، وأصبحت بنودًا واضحة في الدستور.

7. "استشهدوا، لنشهد" للعيش معًا مسيحيّين ومسلمين بروح التعاون والمشاركة المتساوية في الحكم والإدارة، وفقًا للدستور وللميثاق الوطنيّ، وبالإحترام والثقة المتبادلة، والولاء للبنان الوطن دون سواه أكان لدول أو لأشخاص أو لإيديولوجيّات. هذا العيش معًا المرتكز على الميثاق الوطنيّ والمنظّم في الدستور يعطي شرعيّة لأيّ سلطة في الدولة، كـما تنصّ مقدّمة الدستور.

8. "استشهدوا، لنشهد" لحياد لبنان، وتحييده والنأي بنفسه، لكي يتمكّن من القيام برسالته الخاصّة به، أعني: ممارسةَ دوره كمقرّ دوليّ للحوار بين الأديان والثقافات والإتنيّات، اهتمامَه بالشؤون العربيّة وفي طليعتها القضيّة الفلسطينيّة، وبقضايا العدالة وحقوق الإنسان والسلام. في هذا السياق نودّ الاعراب عن اسفنا للمعارك الدائرة في مخيم "عين الحلوة"، التي تخلّف قتلى وجرحى ومشردين وتنشر الخطر والذعر في صفوف الآمنين في المنطقة، هذا فضلًا عن انها تصيب في الصميم القضية الفلسطينة. وعليه لا يمكن أن يكون لبنان حياديًّا حيال ثلاثة: حيال إسرائيل، وحيال الإجماع العربيّ إذا حصل، وحيال الحقّ والباطل.

الحياد يقتضي تحييد لبنان عن الصراعات الإقليميّة والدوليّة، وعن الدخول في حروب على مستوى هذين الصعيدين. كـما يقتضي أن يضبط لبنان سيادته الداخليّة أوّلًا بجيش واحد، وسلطة واحدة، وسياسة خارجيّة واحدة، ثمّ سيادته الخارجيّة على حدوده بضبطها وفي الدفاع عن نفسه بقواه الذاتيّة المنظّمة.

9. "استشهدوا، لنشهد" لوجوب انتظام المؤسسات الدستورية وعلى راسها انتخاب رئيس للجمهورية. كما لوجوب تطبيق إتفاق الطائف نصًّا وروحًا، فيوضع حدٌّ للفوضى في السلطة الدستوريّة، وفي التعيينات الادارية والامنية، وللتفسير العشوائيّ للدستور المعدّل باتفاق الطائف، وللخلط بين مخالفة الدستور والميثاقيّة. فلا يختبئ مخالفو الدستور وراء الميثاقيّة.

10. نصلّي من أجل راحة نفوس شهداء المقاومة اللبنانيّة، وعزاء أهلهم، ملتمسين من الله أن يمنحنا النعمة لنقتدي بيسوع المسيح "حبّة الحنطة"، فنجعل من حياتنا مسيرة تضحية من أجل ثمار روحيّة واجتماعيّة ووطنيّة، فنمجّد بذلك الثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

نص كلمة رئيس رابطة سيدة إيليج فادي الشاماتي

وطنية – جبيل/10 أيلول 2023

وبعد القداس القى الشاماتي كلمة قال فيها: "نحن هنا، كما اسلافنا، صابرون وصامدون حتى قيامة لبنان، وسيقوم. قاومنا لأجل بقاء الارض والكيان، واجهنا الموت في ميادين الحرب ولم نرحل، حملنا نعوش رفاقنا الأحبة الى عروشهم وعانينا ظلمات السجون وأسواط التعذيب، ولم نرحل. تاقت بطوننا الى الرغيف وسقطنا في العوز، ورغم ذلك لم نرحل وقررنا البقاء والصمود، وصمدنا".

أضاف: "نحن هنا صامدون على هذه الارض التي ارتوت بدماء الاجداد والشهداء، لأن لنا رسالة ودور، أبعد بكثير من اي موقع وسلطة، فما نفع المواقع والسلطات ان لم تخدم الرسالة وتؤدي الدور كما يجب ان يكون. رسالتنا دعوة مستمرة لنشر ثقافة الحرية والسلام والعدالة والمحبة في هذا الشرق الذي عانى ويعاني من الاحادية والدكتاتورية والظلم والحروب. دورنا الحفاظ على حرية الانسان و كرامته وحقه بالعيش الكريم، كائنا من يكون، هذه تعاليمنا وهكذا أوصانا يسوع المسيح. رسالتنا ودورنا هما علة وجودنا ومبرر استمرارنا، دون ذلك، نحن عراة من أي أرض ووطن. والسؤال الذي يحتاج الاجابة عليه، هل نحن نترجم جوهر رسالتنا في حياتنا الوطنية والاجتماعية والثقافية وغيرها؟ بالاجابة على ذلك تتضح معالم المستقبل".

وتابع: "يا ايها الشابات والشبان، فلذات أكبادنا ونبض المستقبل، لا قيمة للعيش دون قضية ومعنى، ولا عيش دون تضحيات ومعاناة أينما كنتم. لبنان وطنكم، تاريخكم وهويتكم، دفء عائلاتكم ومنبع قيمكم، ومن واجبكم وحق الشهداء عليكم ادراك حجم التضحيات التي بذلت لكي يبقى لكم لبنان، بجهلكم لذلك ولا مبالاتكم، يموت الشهداء مرتين. أزمات الوطن والصعوبات التي يمر بها، حلها ليس بخيار الرحيل، فأنتم قادة المستقبل، لذلك بادروا وأقدموا ولا تتخاذلوا، تثقفوا لكي لا يجتاحكم الجهل، لا تساوموا على حريتكم وقيمكم، ثقوا بقدراتكم، بطموحاتكم وبأنفسكم والأهم بالله الذي قال: لا تخافوا أنا معكم، وكونوا في الصمود".

وقال: "ان الازمات التي تعصف بلبنان، كثيرة، ولكن، هناك خطران كبيران يهددان أسس الكيان: الاول هو سلاح غير شرعي وغير وطني، والثاني أزمة النازحين السوريين التي باتت تشكل خطرا وجوديا على لبنان(..). اخلاقنا وقيمنا، أوجبت علينا التعامل مع هذه الازمة كما غيرها في العام 1948  بإنسانية وتعاطف، فصار الضيف محتلا، وسقط الاف الشهداء ليبقى لبنان. واليوم لن يرضى اي لبناني، ان يعيد التاريخ نفسه ويكون الثمن المدفوع، وطنه وحياته، كرمى دول وهيئات ما همها الا مصالحها، انها مسؤولية اللبنانيين جميعا، بالنسبة لنا تبقى مصلحة لبنان فوق اي اعتبار، ولا يزايدن أحد علينا. وطنيون نحن ولسنا عنصريين". وختم: "صاحب الغبطة، من موقعك الضميري، المؤتمن على بقاء لبنان، طالبت اللبنانيين الاحرار، في العام 2020 بأن لا يسكتوا عن السلاح غير الشرعي، ولا عن دمج النازحين السوريين، ولا عن الانقلاب على الدولة والنظام، ولا عن نسيان الشهداء ففي ذلك خيانة، ونحن صامدون، لن نسكت لن نستكين ولن ننسى. ويا ايها المسؤولون تحرروا من شبق السعي الى السلطة وصراع الاحجام في ما بينكم، عودوا الى روح المقاومة والنضال لتكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم، وتتحدون في جبهة وطنية عابرة للطوائف ذات رؤية وخارطة طريق، تسنتهض الطاقات وتدعم صمود المجتمع. اذا اتحدتم ستقلبون المعادلات لصالح الوطن". ثم قلد الراعي ميدالية سيدة ايليج الى رئيس كاريتاس لبنان الاب الكرملي ميشال عبود.

 

إيليج، نجمة الشمال ب هل ليل ل مش عم يخلص.

من ديوان آخ - موريس عواد

"لأهلنا، شعب لبنان، تا يضلّو ولاد المَأسات، عم يِتْسايفو هنّي وقدرُن، مش ولاد الفاجعا اللّي بينبطحو وبيصيرو يصرّخو"حدا يخلّصنا".  للشهدا الخارقين بزوايا الوطن. – جريمة هالسياسي وسياسة المجرمين – وبتخايلُن متل السجر يلّلي الزاعقا كسرتلو غصونو وضَل طيّب لأن إلو شلوش غْماق بتراب الحَياة. هالشهدا اللّي نحرمو نعمة الدفن، مش باقيلُن من مبارحُن إلاّ مساحا قَد القبر. ومن بكرا إلاّ إنُن يموتو عا نار خفيفي. (…)لشهدا مبارح البعدنا عم ندفا عا وهجُن.  لشهدا اليوم اللّي دَمُّن بعد ما نَشَّف. عم يصرُخ بوجّ اللّي دَنَّسو شرف الحِكم، مَرمغو راسُن النرسيسي بوحل الممكن وباعونا عا طاولة العالم.(…)  لشهدا بكرا، من هَلَّق شايفُن كتار، وَإلاّ منوقَع من مركبة التاريخ ومننمحي عن خارطة المتوسّط الشَرقي للأبد.  بس بظنّي هَالمَرّا ندفع تمَن: إنّو النَقاوي اللّي كل عمرا تنهزم رح تنتصر."

(مئدمة الطبعا التالتي [1991] من ديوان "آخ" – #موريس_عواد)

 

نص العظة التي ألقاها اليوم المطران عودة خلال القداس الإلهي الذي ترأسه في كنيسة كاتدرائية القديس جاورجيوس: ماذا يمنع انتخاب رئيس لولا المصالح التي تتجاوز الدستور؟

وطنية /10 أيلول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/122118/%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d8%a3%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين. بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: “سمعنا في إنجيل هذا الأحد الذي يسبق عيد رفع الصليب الكريم المحيي قول الرب يسوع: (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. فإنه لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم). يخبرنا الرب عن صلبه الذي حصل من أجل خلاص العالم. من رموز العهد القديم الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية قديما، وكانت رمزا للصليب الذي رفع عليه المسيح، مهرقا دمه من أجل خلاصنا. وقد أصبح الصليب مصدر شفاء من مرض الخطيئة، وخلاص من الموت، وقيامة. أصبح الصليب، الذي كان أداة قتل وإجرام وإعدام، أداة لخلاص البشر وقيامهم من موت حتمه الشرير المقتنص. الحية في بدء الخليقة كانت سبب طرد آدم وحواء من الفردوس، وفي الخروج لدغت الحيات الشعب فمات كثيرون بسبب خطاياهم وكلامهم البطال على الله ونبيه موسى (عد 21). هاتان الحادثتان تظهران أن نتيجة الخطيئة موت إما جسدي أو روحي كما حصل مع آدم وحواء ببعدهما عن الرب. الحية النحاسية هي حية ميتة، لا سم لها، ترمز إلى التجسد الإلهي الذي به اتخذ المسيح جسدنا الخاطئ، ونزع عنه الخطيئة ليخلص جنس البشر من سلطان إبليس. يقول الرسول بولس: (لأنه جعل الذي لم يعرف خطيئة، خطيئة من أجلنا، لنصير نحن بر الله فيه) (2كو 5: 21)”.

أضاف: “وعندما رفع موسى الحية النحاسية، كان ذلك رسما لارتفاع المسيح بالجسد على الصليب، فسمر خطايانا معه، وأنقذنا من الموت، وأهلنا للقيامة والحياة الأبدية. لهذا، نحن نشدد، في المعمودية خصوصا، على أن يلبس المعمد صليبا عليه المسيح المصلوب، ليس عدم إيمان منا بأن المسيح قد قام بعد أن صلب، إنما تشديد على أن الإنسان المعمد قد خرج من جرن المعمودية إلى قيامة حياة أسسها له المسيح المصلوب، المنقذ إياه من موت الخطيئة الذي كان إنسانه القديم غارقا فيه. لهذا أيضا نرتل في المعمودية كاطافاسيات عيد رفع الصليب، لأنه بالصليب أتى الفرح لكل العالم، وليس هناك فرح أعظم من حصول إنسان على الخلاص والقيامة والحياة الجديدة في المسيح يسوع. خلاص الشعب قديما كان بالنظر إلى الحية النحاسية، أما نحن فخلاصنا هو عبر الإيمان بالرب يسوع الذي رفع على الصليب من أجل خلاصنا. يقول الرسول بطرس: (الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر) (1بط 2: 24). إذا، لا خلاص لنا بعيدا عن الرب المانح الحياة لنفوسنا. ما يخلص الإنسان بعد تجسد المسيح وصلبه وقيامته ليس الناموس الحرفي أي القانون، بل الإيمان بالرب والعمل بوصاياه، وأهمها وصية المحبة التي تمثلت بالصليب”.

وتابع عودة: “كل من أراد الخلاص عليه أن يحب، كما (أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد). المحبة الحقيقية ليست كلمات تقال أو شعارات تطلق، بل هي تطبيق أليم لوصية المسيح، فيها بذل وعطاء، فيها دموع ودماء، الأمر الذي أراد الرب أن يعلمنا إياه بصلبه وموته. هذا ما تعلمناه في العهد القديم من إبراهيم أبي الآباء، الذي لم يرفض تقديم ابنه الوحيد ذبيحة، لأنه كان مؤمنا حقيقيا. هنا ندرك عظمة المحبة الإلهية، إذ استبدل الله إسحق بالحمل، ثم قدم الله نفسه ابنه الوحيد حملا بريئا من العيب ذبيحا على الصليب. هنا نتعلم أكثر أن فعل المحبة يساوي فعل البذل، لهذا جمعهما الرب يسوع معا في كلامه، ثم ذكرنا الرسول بولس بفعل الفداء هذا قائلا: (الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله من أجلنا أجمعين) (رو 8: 32). إذا، (لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم). هذا هو الفرق بين المسيح والناموس. فاليهود كانوا متمسكين بحرفية الناموس لذلك لم يعيشوا الكلمة بل كانوا ديانين، في حين جاء المسيح وعاش على الأرض معلما إيانا أن علينا أن نحيا الوصايا، وألا نستخدمها لإدانة أحد. بصليبه، خلص المسيح الجميع، اليهود والأمميين الذين يبقى عليهم أن يحافظوا على خلاصهم عبر إيمانهم وعيشهم صليب المحبة مع الجميع. هذا ما سبق النبي إشعياء فقاله: (كشف الرب عن ذراع قدسه على عيون جميع الأمم، فترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا) (52: 10)”

وشدد على ان “العائلة هي من أهم صور المحبة على هذه الأرض، وفي الوقت نفسه من أثقل الصلبان. فأعضاء العائلة الواحدة يبذلون أنفسهم، بعضهم من أجل بعض. لقد عيدنا منذ يومين لميلاد والدة الإله ولوالديها يواكيم وحنة، كما نعيد اليوم لثلاث أخوات شهيدات قديسات، والأسبوع المقبل لأم شهيدة هي القديسة صوفيا وبناتها الثلاث. ما يجمع العائلة هو رابط المحبة المضحية التي لا تطلب شيئا لنفسها ولا تخفي أية غاية. يقول بولس الرسول: (المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها، ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق) (اكو13). المحبة يجب أن تتجلى أيضا بين أفراد المجتمع، بين المواطنين الذين يخضعون لنفس القوانين ويقدمون الواجبات نفسها، ويدينون بالولاء لوطنهم لا لزعماء الوطن. المسيح مات عن البشر ولم يمت البشر من أجل تحقيق أهدافه أو أهوائه”.

وقال: “في لبنان الحاكم والزعيم والكبير والمستكبر كلهم يعيشون على أشلاء الوطن والمواطن. لم يعد عيب في هذا البلد، ولم يعد للعيب معنى ولا للأخلاق قيمة. بلدنا محكوم بالأنانيات والمصالح والحسابات الوضيعة. كل شيء مباح حتى تدمير الدولة وتدمير القضاء.الدول العظمى في العالم عظيمة بقوة القانون فيها وبسلطته على الجميع. لا كبير فيها فوق القانون، وكبارها يساقون أمام القضاء ولو كانوا رؤساء. الإنسان الكبير كبير بأخلاقه لا بتكبره على القانون واحتقاره للعدالة. في بلدنا يفتخرون بتجاوز القوانين والإلتفاف على الدستور والهروب من العدالة، يفتخرون بأنهم متبوعون ومبجلون ومغفورة خطاياهم من أتباعهم. ألا يدركون أن الله وحده يدين ويغفر؟ وأن الحق يحرر فيما الخطيئة تأسر واللاأخلاق في لبنان تفسد؟ الحق عندنا أسير الظلم والكذب وعبادة الذات والمصالح. ماذا يمنع انتخاب رئيس لولا المصالح التي تتجاوز الدستور؟ ماذا يمنع تحقيق العدالة في قضية تفجير مرفأ بيروت لولا تجاوز القانون وإعاقة عمل القضاء وغياب الضمير والإستهانة بقيمة الإنسان؟ ماذا يمنع كشف المجرمين والفاسدين لولا التغاضي عن الحق الذي هو سيد في البلاد الراقية ومغيب عندنا من أجل تغطية المصالح وتنفيذ الغايات؟ ولكن إلى متى يمكن أن يستمر الوضع على هذه الحال؟”.

وختم عودة: “دعوتنا اليوم هي إلى حمل الصليب بفرح، لأن الصليب هو تأكيد إلهي لنا أن القيامة آتية لا محالة، شرط أن نؤمن بمن صلب ومات وقام ليخلصنا، آمين”.’

 

المفتي قبلان للراعي: من يطمر رأسه بالرمال تنهشه الوحوش

وطنية/10 أيلول 2023

 توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بالقول: "من يطمر رأسه بالرمال تنهشه الوحوش، ولبنان جزء من إقليم تستعر فيه الخرائط  الأميركية الصهيونية، ما يفترض تأمين قوة وطنيّة سيادية بحجم معادلة الجيش والشعب والمقاومة، كأساس ضامن للكيان اللبناني، وإلا طار لبنان، كما طار زمن الإجتياح الإسرائيلي، الذي واكبته واشنطن بأكبر دعم لتل أبيب وأتبعت عليه بمتعدّدة الجنسيات لتأكيد الإحتلال الصهيوني النهائي لهذا البلد. واليوم كالأمس، والخرائط لم تتغيّر، والعدو متوثّب، والعالم أشدّ انقساماً، والضعف هزيمة، والمشاريع الإنتقامية بذروتها، والمجتمع الدولي أحلاف، والحياد استسلام، والمصلحة السيادية الوجودية للبنان بلا جيش وشعب ومقاومة مجرد سراب، كما أن السيادة والحدود والوجود الكياني للبنان بلا مقاومة يعني ابتلاع اسرائيل والتّكفير للبنان". أضاف: "المطلوب تعزيز قوة لبنان وتأمين هامش سيادي له لا بيعه بمزاد القوى التي تتسابق لمصادرته. والواجب أن نكون وطنيين بمقياس مصالح لبنان لا بمقياس ذئاب العالم، وزمن التفريط السيادي انتهى للأبد، والتعددية والتنوع والحوار غنى للبنان والتعصب والفئوية والقطيعة نحرٌ له، ورحم الله شهداءنا الأبرار الذين قدموا مناحرهم، دفاعاً عن وطنهم ومنعاً من صهينته".

 

نعيم قاسم: لعدم رمي الاستحقاق الرئاسي على الخارج فالمشكلة من الداخل وعلينا أن نعالجها

وطنية /10 أيلول 2023

أسف نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم لما يحصل من اقتتال في مخيم عين الحلوة "لأنه تقاتل بين الأخوة وضغط على الناس وتأثير على المحيط، ولا يوجد رابح على الإطلاق من هذا العمل الانتقامي العبثي الذي لا يمكن أن يكون مقبولا تحت أي شعار او أي عنوان". واعتبر أن "هذا العمل يخدم إسرائيل ولو لم يرتبط بها أو تبدأ هي به، لأنه بالواقع يجب أن تكون المخيمات هادئة حتى تعبئ باتجاه مواجهة إسرائيل وتهيئة للعودة بعد التحرير الكامل وليس التقاتل والنفوذ". وخلال رعايته احتفال اللقاء السنوي لجمعية التعليم الديني الإسلامي في مسجد المصطفى في بعلبك، رأى قاسم أن "للرئاسة اللبنانية طريقين لا ثالث لهما من أجل أن ينجز الاستحقاق الرئاسي، الأول هو الحوار والتفاهم تمهيداً لجلسات نيابية تؤدي إلى انتخاب الرئيس، وهذا ما طرحه مؤخرا دولة الرئيس نبيه بري من أجل أن يكون الحوار معبراً للإنتخابات، وهذا أمر جيد في ظل انسداد الافق وفي جو نزل فيه النواب إلى المجلس 13 مرة ولم يفلحوا بانتخاب الرئيس، ولعل الحوار يكون بابا من الأبواب المؤثرة بإنجاز الاستحقاق. والطريق الثاني خشية أن يطول الفراغ والنقاش حول الحوار وأن تكون بعض الحوارات طويلة في أن يكون هناك تقاطع حول شخص الرئيس الذي يتمتع بمواصفات، يعني نذهب بالتقاطع على شخص الرئيس دون شروط أو شروط مضادة وحوارات طويلة، وخاصة ان الشروط التي نريدها هي ثلاثة أساسية موجودة ومتوفرة في شخص سليمان فرنجية، فهو يمتلك أولا الانفتاح على الجميع وعدم تكريس الاصطفافات للمرحلة المقبلة، ثانياً، له رؤية سياسية واضحة باستقلال لبنان وتحرير لبنان ومقاومته للعدو الاسرائيلي وعدم الاستسلام لمطامع العدو، وثالثا، الاستعداد لإنجاز خطة اقتصادية إنقاذية في إطار المجلس والانفتاح على الشرق والغرب وجميع الافرقاء". وسأل: "هل التقاطع مع من يريد المواجهة ممكن؟ ومع من يريد الفرز بين اللبنانيين والتحدي ضد مصلحة لبنان ممكن؟ ولا يمكن التقاطع مع  شخص مثل سليمان؟ وهل التقاطع مع من يدعو للتقسيم والفدرلة وإطالة الفراغ الرئاسي، إذا لم يستلم هو الحكم مقبول؟ والتقاطع مع الآخرين الذين يعملون للوحدة الوطنية غير ممكن لماذا؟". أضاف: "الوقت ثمين والسرعة مطلوبة والخيارات ليست مفتوحة وطول الوقت لن يأتي بالمعجزات، ولبنان بحاجة ماسة للاستحقاق الرئاسي ومن يأبه إذا لم نهتم نحن بالاستحقاق، فالغلاء فاحش والمدرسة الرسمية في خطر والطبابة، والفقر يزداد والإدارة شبه معطلة، فإلى متى الانتظار والبحث عن المكتسبات الضيقة". وختم: "أنصح أن لا نرمي الاستحقاق على الخارج، المشكلة من الداخل وعلينا أن نعالجها، والداخل مسؤول عن الاستحقاق وتدوير الزوايا ويتحمل كل منا مسؤوليته، لأن الناس سيحاسبون بشكل مباشر ونحن أمام استحقاق لا يجوز أن نفرّط به".

 

سامي الجميل من البترون: على الدول التي تريد مساعدة لبنان العمل على رفع الاحتلال عنه

وطنية /10 أيلول 2023

أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ان "الخلاف في لبنان ليس على اسم رئيس جمهورية او تشكيل حكومة او اقرار قوانين بل ان هناك حزبا مسلحا وممولا ومؤتمرا من الخارج يريد ان يفرض ارادته على اللبنانيين. وإلى من يأتي الى لبنان بمنطق انه يريد ان يصلح بين اللبنانيين نقول: "لا نطلب من احد ان يقوم بهذا العمل فبإمكاننا ان نحل الخلاف ما بيننا كلبنانيين بالتوجه الى مجلس النواب والالتزام  بالقوانين الديموقراطية لتكون هي الفيصل". وأضاف: "مشكلتنا اننا رهينة وتحت احتلال بأداة لبنانية وعلى الدول التي تريد مساعدة لبنان ان تعمل على رفع هذا الاحتلال عنه بما يعنيه ذلك من وجود قوى خارجية تتدخل في شؤونه وتمول احزابا لبنانية وتسلحها ويجب وضع حد لتدخلها لأنها تضعنا امام خيارات مستحيلة".

 كلام رئيس الكتائب جاء خلال حفل انتساب الى الحزب أقامه اقليم البترون وحضره نائبا رئيس الحزب النقيب جورج جريج والدكتور برنار جرباقة، الامين العام سيرج داغر، اعضاء المكتب السياسي جويل بو عبود، مارون عساف، جوزفين قديسي، أرز فدعوس، بشير عساكر، ريتا بولس، رستم صعيبي، غسان ابو جوده، نائب الأمين العام ايلي صقر، رئيس مصلحة الطلاب الياس سمعان، المحامي مجد حرب، رؤساء أجهزة ومصالح واقاليم وندوات، رؤساء بلديات ووفد رابطة مخاتير قضاء البترون، جمعيات اهلية وحشد من الكتائبيين والأصدقاء. ولفت الى أن "الانتخابات الرئاسية في لبنان انتهت واننا امام واقع جديد، فالانتخابات تجري في مهلة محددة وقد انقضت منذ اشهر ولها آلياتها وقد تمت مخالفتها وانتهكت الأصول التي تجري على اساسها، كما ان الانتخابات تفترض مساواة بين اللبنانيين وهي مفقودة بوجود السلاح، وما نشهده اليوم هو بالمفهوم العلمي الدستوري  انقلاب ينفذه حزب الله على الدولة اللبنانية لوضع يده نهائيا على البلد وكل ما يتم تسويقه غير ذلك للايحاء بأن الأمر لا يعدو كونه خلافات بين اللبنانيين هو في الواقع عملية غش، والواقع ان هناك ميليشيا مسلحة تسيطر على البلد وتنفذ عمليات اغتيال وتهديد وتعطيل لفرض رئي الجمهورية الذي تريده رغما عن ارادة اللبنانيين وهذه هي الحقيقة". وأردف الجميل: "امام هذه الحقيقة يعمل حزب الكتائب مع شركائه على توحيد المعارضة وخلق توازن في البلد للوقوف في وجه محاولة الانقلاب الحاصلة اضافة الى التحذير من خطورة الواقع الذي نعيشه بعيدا عن الغش الذي يحاولون تسويقه".

 وقال: "بعد أشهر طويلة تذكر الرئيس نبيه بري ان يدعو الى دورات متتالية وربطها بحضورنا حوارا لا نعرف عنوانه ولا اين أو متى أو كيف سيدار، وكأن القرار بتطبيق الدستور واجراء دورات متتالية هو حق شخصي له، رافضا بقاء المؤسسات رهينة في يد حزب الله وحلفائه". وتابع: "من هنا قولنا اننا لن نتعاطى مع هذا الانقلاب بطريقة تقليدية بل سنعمل على خلق جبهة معارضة واسعة عابرة للطوائف والمناطق والتخلي عن الانانيات واستعمال كل الادوات السلمية غير التقليدية للمواجهة وخلق الديناميكية اللازمة لصد الانقلاب"، داعيا الحلفاء الى "عدم اضاعة الوقت في معالجة نتائج المشكلة والتطلع الى اساسها، فمن يعطل الاصلاحات والانتخابات ويعرقل الحكومات ويمنع ضبط الحدود هو حزب الله واذا ما تركنا الأمور على حالها سندفع الثمن، فالمواجهة اليوم اقل كلفة منها بعد سنوات وتحتاج الى قرار جريء".  وتوجه رئيس الكتائب بالتهاني الى المنتسبين الجدد، مرحبا بهم في حزب الكتائب، ومشيرا الى انهم "اختاروا الطريق الصعب والانتماء الى الحزب الذي حمل راية لبنان منذ اكثر من 87 عاما ويقدم من اجل ذلك التضحيات والتعب وانهم ينتمون الى حزب مقاوم يقوم على الالتزام بالمبادىء والثواب والقيم الانسانية ويكملون مسيرة رجال عظماء، مخصصا بالذكر الرئيس الشهيد بشير الجميل في ذكرى استشهاده والشهيد بيار الجميل وكل الأبطال الذين قدموا حياتهم في سبيل لبنان، وهذا مدعاة فخر وامانة في اعناقنا. وختم: "ان الحزب وقف وحيدا في الكثير من الأحيان رافضا التسويات والمساواة أو الاستسلام، وهذا ما حدث في كل المحطات المفصلية التي مر بها لبنان منذ تأسيس الحزب وآخرها في التسوية الرئاسية عام 2016 والتي أوصلت لبنان الى ما وصل اليه ولو سمعوا تحذيراتنا لما وصلنا اليه، والأفضل من اليوم ان ينصتوا الى ما تقوله الكتائب"، لافتا الى ان "العمل الذي يبذل هو سبيل لبنان وليس لتحقيق مكاسب حزبية او شخصية".

 نجيم

وشدد رئيس الاقليم جورج نجيم في كلمته على ان "اللقاء الجامع يؤكد ان ماضي البترون يشهد لها ولنا الكلمة والفعل اذا دقت الساعة". وحيا رئيس الكتائب الذي يقوم بالجهد الكبير في هذا المضمار. وقال: "لاننا شعب يرفض الخضوع والاستسلام ولاننا خريجو المدرسة الكتائبية نعاهد الرئيس على تحمل المسؤولية وتنفيذ القرارات الحزبية وصولا الى الاستقلال الحقيقي". وتوجه الى المنتسبين الجدد طالبا منهم اكمال المسيرة لبقاء لبنان وديمومته وكي يكونوا مثالا للشفافية والمناقبية. كلمة المنتسبين ألقاها الشاب شربل جرجس، وأكد فيها "اعتناق الكتائب عن قناعة، وتسلم المشعل ومتابعة النضال"، منوها بالقيادة الكتائبية الشابة، وآملا ان "تعود المدارس والجامعات الى عملها بشكل طبيعي لايقاف هجرة الشباب، وان يعود لبنان سويسرا الشرق وان يكون على مثال حزب الكتائب، حزب الشفافية البعيد عن الفساد".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 10-11 أيلول/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 10 أيلول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/122112/122112/

يوم 10 أيلول/2023

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 10/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/122115/122115/

 September 10/2023/