المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 25 تشرين الأول /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.october25.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُم هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُم، وقَدْ قَبِلْتُمُوهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكُم لَسْتُم لأَنْفُسِكُم؟ لأَنَّكُم قَدِ ٱشْتُرِيتُم بِثَمَنٍ كَرِيم! فَمَجِّدُوا اللهَ في جَسَدِكُم”.

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/جهل وغرق في الأوهام عند البعض/ألا تعلمون أن حزب الله جهادي وإيراني وحربه مع إسرائيل ليست لبنانية

الياس بجاني/الذكرى الـ40 لمأساة لتفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت بعمليتين إرهابيتين عام 1983

الياس بجاني/تطويب البطريرك الماروني اسطفان الدويهي … نفحة إيمان ليبقى لبنان

الياس بجاني/انتصار منظمة حماس الجهادية ربما يؤدي إلى سقوط أنظمة عربية معتدلة، وإلى هيجان غرائزي هستيري مدمر، وإلى وموجة من الانقلابات العسكرية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حزب الله يستهدف بصواريخ “كورنيت” مواقع إسرائيلية وارتفاع عدد شهدائه إلى 37

«الجنوبيون الخضر» تحذر من تمادي إسرائيل في إستخدام الفسفور الابيض جنوباً

بدون زعل... هو معتبر ايران والبعث وحماس وهالبضاعة اخوة وحلفا يسطفل، انت انجأ معتبرن بشر، وحقّك./ايلي خوري/فايسبوك

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 24 تشرين الأول 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 24/10/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

تراجع في العمليات العسكرية جنوباً.. و"الحزب" ينعى تسعة شهداء

ماكرون من اسرائيل يهدد لبنان كله:الخطر يُخرج الجميع خاسرين

سوريا: موالون لحزب الله يطلقون صاروخين نحو الجولان..والاحتلال يقصف برياً

بوحبيب في سوريا.. زيارة رفع عتب لن تعيد النازحين؟

رسالة السفارة الفرنسية لمواطنيها.. تحسّباً لحرب مفاجئة؟!

إسرائيل تزيد قواتها على الحدود اللبنانية والسعودية تجلي ديبلوماسييها

النهار: أخطر تحذير فرنسي: الضربة الإسرائيلية للبنان حتمية!

الجمهورية: واشنطن: نرفض جرّ لبنان الى حرب... ودمشق تؤكد التعاون بملف النازحين

نداء الوطن: أول نشاط معلن لنصرالله اتصالٌ «عن طريق آمن»

دول "اليونيفيل" تسأل عن الـ1701... وبري: نلتزم الشرعية الدولية

"اليونيفيل" في "يوم الامم المتحدة": نحث جميع الأطراف على وقف إطلاق النار لمنع المزيد من الضرر

 

عناوين الأخبال الدولية والإقليمية

غارات إسرائيلية جديدة على مواقع عسكرية في سوريا

أبرز تطورات الحرب على غزة في يومها الثامن عشر

إسرائيل تقصف غزة بـ”قنابل زلزالية” تسبب هزات أرضية لتدمير الأنفاق

إصابة نحو 25 عسكريا أمريكيا في هجمات بالعراق وسوريا الأسبوع الماضي

جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة... غوتيريش يدعو إلى "وقف النار" وإسرائيل تردّ بعنف

غوتيريش يقول إن هجمات حماس لم تحدث من فراغ.. وسفير إسرائيل يدعوه إلى الاستقالة

425 شهيدا و650 مصابا في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة في أقل من 24 ساعة

إدانة أممية لإسرائيل… وضفادع “القسّام” البشرية تتسلل لعسقلان

سي إن إن: حماس استخدمت خطوط هواتف تحت الأرض لمدة عامين في التخطيط للهجوم على المستعمرات الإسرائيلية

نيويورك تايمز: بايدن يطمئن نتنياهو “نشرنا قوات إضافية”.. وجهات أمريكية: ننصحكم بـ”أسلوب الفلوجة”

انهيار المنظومة الصحية في غزة.. والأونروا ستوقف نشاطها الأربعاء إذا لم تتزود بالوقود

محمد بن سلمان يؤكد لبايدن ضرورة وقف “التصعيد العسكري” في غزة

الرئيس الإيراني: تقوية العلاقات بين طهران والرياض ستعزز التعاون الإقليمي

العراق: صاروخان يستهدفان قاعدة تضم أمريكيين… وحركة «النجباء» تتمسك بخيار «مقاومة الاحتلال»

سفارة بريطانيا: المملكة المتحدة تقدم مساعدات انسانية إضافية الى المدنيين في غزة بـ20 مليون جنيه

هآرتس: في ظل التهديد الإيراني.. للإسرائيليين: لا منظومة إقليمية مع تهميش الفلسطينيين/البروفيسور إيتمار رابينوفيتش/هآرتس

هآرتس: كيف ينظر لبنان لتهديدات إسرائيل إذا ضبط ساعته مع غزة؟/تسفي برئيل/هآرتس

إسرائيل اليوم: خبير أمريكي في الشؤون الإيرانية: طهران وقفت وراء حماس في 7 أكتوبر/زلمان شوفال/إسرائيل اليوم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في مواجهة «حماس» ونتنياهو معاً/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الأداء الغربي يمنح إيران سلفاً انتصار "طوفان الأقصى"/منير الربيع المدن

حرب غزة أطلقت عنانا لسيل من "نظريات المؤامرة"....رافقت العملية اعتقادات منها القريب إلى المنطق ومنها نتاج الخيال الخصب/سوسن مهنا/انديبندت عربية

لمن تدقّ الساعة الآن... للتأنّي الاستراتيجي أم للمغامرات "المدروسة"؟/راغدة درغام/النهار العربي

الذكرى الـ40 ليوم سقوط أكبر عدد من "المارينز" في بيروت/طوني بولس/اندبندنت عربية

ماذا عن اليوم التّالي؟/محمد الرميحي/النهار العربي

إحراج "حزب الله"/راغب جابر/النهار العربي

عون طلب في الليل التفاوض مع النواب وعند الفجر قام بحل المجلس النيابي/أمجد اسكند/اندبندنت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

جنبلاط: قد نستدرج لحرب أقسى من ال 2006 وعلينا توقع الأسوأ وأخشى على المطار ويجب ترميم الحكومة وإجراء بعض التعيينات

التيار الوطني: باسيل يلتقي فرنجية غدا

لبنان القوي": نرفض استدراج الحرب الى لبنان والتقيد بدعم المقاومة إذا اعتدت إسرائيل علينا

شقير: لبنان أمام خطر وجودي والمواجهة تبدأ بانتخاب رئيس

بري استقبل منصوري وبحث مع مولوي في الاوضاع أمنيا وسياسيا

ميقاتي خلال جولة مفاجئة وقائد الجيش في الجنوب: لبنان ملتزم القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701

عون: المؤسسة العسكرية تحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية

الحوت: قوات الفجر جاهزة للدفاع عن لبنان في ظل غياب استراتيجية دفاعية وضعف أداء الدولة في حماية مواطنيها

الكتائب: الحكومة تنازلت عن دورها ووضعت لبنان في عين العاصفة

دريان التقى كتلة "تجدد" معوض:نرفض زج لبنان في ساحة الصراع

باسيل بعد لقائه بري : تفاهم على مجمل الامور وعملية تكوين السلطة تؤمن الانتظام العام بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية وواجباتنا تأكيد حق لبنان في الدفاع عن نفسه

اجتماع في دار الطائفة الدرزية ناقش التطورات شيخ العقل: كلفة الحرب ستكون باهظة على بلد كلبنان  جنبلاط: الهجوم على غزة قد يرتد على الداخل اللبناني

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَثَلَ الزَّارِع: أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين

إنجيل القدّيس متّى13/من18حتى23/:”قالَ الربُّ يَسوع لِتلاميذِهِ: «إِسْمَعُوا أَنْتُم مَثَلَ الزَّارِع: كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ المَلَكُوتِ ولا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ ويَخْطَفُ مَا زُرِعَ في قَلْبِهِ: هذَا هُوَ الَّذي زُرِعَ على جَانِبِ الطَّرِيق. أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الصَّخْرِيَّة، فهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، وفي الحَالِ يَقْبَلُهَا بِفَرَح؛ ولكِنَّهُ لا أَصْلَ لَهُ في ذَاتِهِ وإِنَّمَا يَثْبُتُ إِلى حِيْن، فَإِذَا حَدَثَ ضِيْقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الكَلِمَةِ فَحَالاً يَشُكُّ. أَمَّا الَّذي زُرِعَ بَيْنَ الشَّوْكِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، ولكِنَّ هَمَّ هذَا الدَّهْرِ وغُرُورَ الغِنَى يَخْنُقَانِ فيهِ الكَلِمَة، فَيَبْقَى بِلا ثَمَر. أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين».”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

جهل وغرق في الأوهام عند البعض/ألا تعلمون أن حزب الله جهادي وإيراني وحربه مع إسرائيل ليست لبنانية

24 تشرين الأول/2023

إلى السيدة يمنى الجميل: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، وتحديداً لمن هم من امثالم الغير متعمقين في الأمور السياسة والوطنية. يا سيدتي الحرب هي بين حزب الله الإيراني ودولة إسرائيل وهي ليست حرب مع لبنان كون الحزب هو جيش إيراني جهادي وأي تضامن معه هو إما جهل أو غباء أو ذمية أو تبعية والنتيجة واحدة الوقوف مع المحتل والتسويق لإجرامه وإحتلاله.

 

 

الذكرى الـ40 لمأساة لتفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت بعمليتين إرهابيتين عام 1983

إلياس بجاني/23 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123456/123456/

نتذكر اليوم، بأسى وحزن ومع رفع الصلوات في الذكرى ال 40 لمأساة تفجير إيران الملالي مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت بعمليتين إرهابيتين عام 1983

إن يوم 23 تشرين الأول 1983، كان يوماً حزيناً في تاريخ لبنان وأميركا، وفي كل ما يخص سعينا الجاد والدؤوب كلبنانيين وأميركيين أحرار وسياديين نحو السلام في الشرق الأوسط.

في ذلك الصباح المشؤوم، قامت مجموعات انتحارية أصولية مجندة من قبل نظام الملالي الإيراني، وتابعة لما يسمى "حزب الله، بتفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت، أسفر عن مقتل 241 عسكريًا أمريكياً  و56 عسكرياً فرنسياً وعدداً كبيراً من المدنيين اللبنانيين.

ونحن نتذكر هذا الحادث المأساوي، يجب أن نسلط الضوء على الدور الإجرامي والإرهابي للنظام الإيراني، ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، بل في كل دول العالم الحر، ولهذا يجب أن لا تغيب عن بالنا الأخطار الحقيقية على السلام والاستقرار التي يجسدها حزب الله في منطقتنا عموماً، وفي لبناننا المعذب والمحتل تحديداً.

إن مسؤولية النظام الإيراني في تفجير عام 1983، لم يكن يوماً موضوع شك، كون الأدلة الدامغة والمؤكد تدينه وتحمله مسؤولية هذا العمل الإرهابي الرهيب. هذا النظام الدموي والإرهابي هو من أسس حزب الله عام 1982، وهو من يموله ويدرب مقاتليه ومن يتحكم بقراره بالكامل. وهذا ويذكرنا الهجوم على السفارة الأمريكية في بيروت بكيفية استخدام نظام إيران لأذرعته الميليشياوية والإرهابية وبمقدمها حزب الله في تحقيق أهدافه الأيديولوجية والتوسعية والإجرامية في كل دول العالم.

إن تفجيرات نظام الملالي الإجرامي في بيروت 1983 يفضح استهتاره بحياة البشر وبالقيم الإنسانية، ولرفضه المطلق التقيد بالمعايير والقوانين الدولية، وذلك خدمة لأجندته المزعزعة للسلام والاستقرار.

نذكر، بأن حزب الله، الذراع العسكرية الإيرانية يحتل لبنان ويتحكم بمواقع حكمه وقراره، وهو من نفذ جريمة عام 1983، وهو حزب أصولي وملالوي إرهابي خطير له سجل طويل في أعمال القتل والإجرام وتبيض الأموال والاغتيالات والمتاجرة بكل الممنوعات. هذا ولم يكن تفجير عام 1983 حادثاً معزولًا، ولكنه كان ولا يزال جزءًأ من نمط الأعمال الإرهابية التي نفذها وينفذها الحزب الله خدمة للأجندة الإيرانية.

نشير هنا، إلى أن كل الأعمال العدوانية للنظام الإيراني المباشرة، أو تلك التي تتم بواسطة حزب الله، آو من خلال باقي أذرعته العسكرية في سوريا وغزة واليمن والعراق واليمن هي تزعزع السلام والاستقرار في كل دول الشرق الأوسط، فيما يعاني المواطنون الأبرياء في هذه الدول من وطأة ومخاطر مخططاته التوسعية والسلطوية والمذهبية. هذا ويمثل استمرار النظام الإيراني في سعيه لامتلاك قدرات نووية ودعمه للجماعات الإرهابية المسلحة، وتدخله في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، أخطاراً جسيمة وجدية على استقرار دول المنطقة، كما أن تهديدات الملالي وقادة جيشهم للدول الأخرى تزعزع الاستقرار وتزيد من التوتر في المنطقة.

في الخلاصة، إن الشرق الأوسط تحديداً، والعالم بأسره عموماً، لن يعرف السلام والاستقرار قبل أن يتم القضاء على نظام العلماء الإيراني الإجرامي والإرهابي وإسقاطه وترك الشعب الإيراني المحب للسلام يحم نفسه بالطرق الديمقراطية.

في الذكرى ال 40 لتفجير نرفع صلواتنا الخاصة وادعيتنا من أجل راحة أنفس الجنود الأميركيين وأنفس كل المواطنين اللبنانيين الأبرياء الذين قتلوا في تفجير عام 1983.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

 

تطويب البطريرك الماروني اسطفان الدويهي … نفحة إيمان ليبقى لبنان

الياس بجاني/22 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123414/123414/

نشكر الرب على عطاياه وزناته الإيمانية التي يهبها للمؤمنين الموارنة الممثلين بالكهنة والرهبان، ونشكره بفرح وخشوع على نعمة تطويب البطريرك الماروني الدويهي في حاضرة الفاتيكان يوم الخميس الماضي بتاريخ 19 تشرين الأول/2023 لينضم إلى قافلة القديسين في كنيستنا المارونية وهم

القِدِّيسُ مارونَ أَبو الكَنِيسَةِ المارُونِيَّة، القِدِّيسُ يُوحَنَّا مارُون البَطْرِيَرْكُ الأَوَّلُ لِلكَنيسَةِ المارونِيَّة، القِدِّيسُ يَعْقُوبَ تِلْمِيذُ القِدِّيسِ مارون، القِدِّيسُ سِمْعَانُ العَمُودِيُّ الكَبِيرُ تِلْمِيذُ القِدِّيسِ مَارُون، القِدِّيسَتَان كِيرا ومارانا، تِلْمِيذَتَا القِدِّيسِ مارون، القِدِّيسَةُ دُومْنِينَا، تِلْمِيذَةُ القِدِّيسِ مارون، رُهْبانُ القِدِّيسِ مارُونَ القِدِّيسونَ الثَلاثِمِئَةٍ والخَمْسِون، القِدِّيسَةُ مارينا راهِبَةُ قَنُّوبِين، القِدِّيسُ شَرْبِلَ مَخْلُوف الراهِبُ اللُبْنَانيُّ المَارُونيّ، القِدِّيسَةُ رَفْقَا الرَيِّس الراهِبَةُ اللُبْنانِيَّةُ المارُونِيَّة، القِدِّيسُ نِعمة الله كَسَّاب الحَرْدِينيّ الراهِبُ اللُبْنَانِيُّ المَارُونِيّ، الطُوباوِيِّونَ المَسَابْكِيِّونَ المَوارِنةُ فْرَنْسِيسَ وعَبْدِ المُعْطِي ورَفائِيل، الطُوبَاوِيُّ إِسْطِفان نِعْمِه الراهِبُ اللُبْنانِيُّ المَارُونِيّ، القِدِّيسِانَ تِيرانْيُونَ الصُّورِيّ، وزِنُوبْيُوسَ الصَّيدانِيِّ وآخَرون، القِدِّيسُ تَلَالَاوُسَ اللُبْنَانِيّ، القِدِّيسَةُ تِيُودُوسْيَا اللُّبْنَانِيَّة، القِدِّيسُ دُرُوتَاوُسَ أُسْقُف صُور، القِدِّيسَةُالشَّهِيدَةُ أَكْوِيلِينَا الجُبَيْلِيَّة، القِدِّيسُ لاوَنْتِيُوسَ الطْرابُلْسِيُّ ورَفيقَاه، الطُوباوِيِّ يَعْقوبَ الكَبُّوشِيّ، القِدِّيسَةُ كْرِيسْتِينَا، القِدِّيسَةُ بَرْبارَة البَعَلبَكِيَّةُ، وغيرهم كثر.

إن التحاق البطريرك الدويهي بقافلة القديسين الموارنة يجسد لحظة تاريخية مهمة لكنيستنا ولشعبنا ولكل قيمنا الإيمانية.

إن تطويب هذا البطريرك هو عملية تأكيد رمزية لقدسية حياته وإسهامه في الكنيسة والمجتمع مما يستوجب على شعبنا الماروني أن يعود إلى ينابيع الإيمان ويبقتدي بحياة القديسين.

ولفهم أهمية التطويب، يجب أن نتعرف على دور القديسين في تعاليم وتقاليد المسيحية. فالقديسون هم أفراد عاشوا حياة مسيحية نموذجية وتم تقدير تقديسهم بسبب أعمالهم الصالحة والقدوة التي قدموها للمؤمنين.

كنيستنا تؤمن بأن القديسين يعينون وسطاء بين البشر والله وأنهم يستجيبون للصلوات والطلبات المقدمة لهم، ولنا في عجائب القديس شربل والشفاعات له التي لا تعد ولا تحصى في لبنان وفي معظم دول العالم.

وبالعودة إلى تاريخ الموارنة وللتذكير فقط، فهو يعود إلى القرن الخامس الميلادي، حينما انفصلوا عن الكنيسة الشرقية الأم وأصبحوا كنيسة مستقلة، والبطريركية المارونية والموارنة هم من أسس الكيان اللبناني وحموه بالغالي والنفيس ولا يزالون حراس أمناء لهيكله.هذا وتعتبر الكنيسة المارونية جزءًا من الكنيسة الكاثوليكية الغربية إلا أنها تتمتع بتقاليدها وطقوسها الخاصة.

في الخلاصة، إن تطويب البطريرك الماروني الدويهي هو تكريم للكنيسة المارونية ولتاريخ الموارنة الغني والمتجذر في أرض لبنان القداسة والقديسين.

يبقى أن انضمام البطريك الدويهي إلى قافلة القديسين الموارنة يعزز مكانة كنيستنا وإيمان ورجاء شعبنا، ويعكس تفانيهم وقوة وعمق التصاقهم بها وبلبنان الوطن والقداسة. إنها لحظة محط إعجاب واحترام كل مؤمن، وتظهر أهمية تجديد التفكير في التاريخ والهوية المسيحية المارونية.

إن تطويب البطريرك الماروني الدويهي يجلب معه الأمل والتجدد والرجاء للموارنة وللبنانيين، ويذكرهم بأهمية العمل الجاد في خدمة الإيمان والقيم المسيحية ولبنان الكيان والهوية والتاريخ والقداسة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

انتصار منظمة حماس الجهادية ربما يؤدي إلى سقوط أنظمة عربية معتدلة، وإلى هيجان غرائزي هستيري مدمر، وإلى وموجة من الانقلابات العسكرية

الياس بجاني/16 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123245/123245/

إن الأوضاع العسكرية والسياسية في منطقتنا الشرق أوسطية هي غامضة وغير واضحة حتى الآن، وخصوصاً بما ستكون عليه النتائج النهائية للحرب المدمرة الدائرة بين قطاع غزة وإسرائيل.

نسأل، ترى هل باعت إيران الملالي منظمة حماس الجهادية والإخونجية مقابل رضا أميركي عنها، ومباركة دوام انفلاشها الميليشياوي الإحتلالي في دول المنطقة، وبقاء جيشها الإرهابي والمذهبي، المسمى حزب الله، قابضاً على حكم لبنان، ومستمراً بتدميره الممنهج وبجر شعبه المعذب والمهان حتى بلقمة عيشه إلى ما قبل أزمنة القرون الحجرية؟

أم أن العكس هو الصحيح، وبأن المخطط الإسرائيلي-الغربي-العربي الخليجي، المصري، هو توريط إيران عسكرياً، وضرب أجنحتها وإخراجها وإخراجهم من لبنان وسوريا، ليكون مصيرهم كما كان مصير المنظمات الفلسطينية الغازية والإجرامية عام 1982، عندما احتلت إسرائيل بيروت وطردت منظمة التحرير وعرفاتها وكوفيته من لبنان؟

لا بد وأن الصورة بكافة جوانبها سوف تتوضح وتنجلي معها الرؤية القادمة والمستقبلية في حال اجتاحت إسرائيل برياً قطاع غزة، وقضت عسكريا على منظمة حماس واقتلعتها من جحورها...

إن انكسار إسرائيل بمواجهة حماس وراعيتها الملالوية والقبول بهزيمتها يعني بداية زوالها وتفككها.

يبقى أنه في حال انتصرت حماس وانهزمت إسرائيل، وهذا أمر مستبعد تبعاً للقدرات العسكرية للجانبين، فإن التوقعات ستكون بأن عدداً لا بأس به من الأنظمة العربية ستسقط بعد أن ينتشر الهيجان الغرائزي والهستيري والجهادي، الذي ربما قد يؤدي إلى موجة من الانقلابات العسكرية.

فلنصلي من أجل سلامة لبنان واللبنانيين، ومن أجل تحريره من الاحتلال الإيراني ومن طروادييه المحليين، وعودة السلام ومعه السيادة والاستقلال والقرار الحر إلى ربوعه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حزب الله يستهدف بصواريخ “كورنيت” مواقع إسرائيلية وارتفاع عدد شهدائه إلى 37

بيروت- “القدس العربي” /24 تشرين الأول/2023

 لا يكاد الهدوء الحذر يسود على الجبهة الجنوبية حتى تخرقه جولة جديدة من عمليات القصف والغارات، وقد أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار من موقع مسكافعام باتجاه بلدة العديسة، وأعلن عن “قتل مسلح تم تحديده في الأراضي اللبنانية حاول إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل”. واستهدفت غارة سيارة بين بلدتي يارون ورميش ما أدى إلى سقوط قتيل وجريح من حزب الله بعد قيام إحدى المسيّرات الاسرائيلية بإطلاق 4 صواريخ على مرتفعات كفرشوبا. وبعدها، رد الحزب على الغارة مستهدفاً موقع شتولا المواجه لعيتا الشعب وأصابه بشكل مباشر، وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه موقع المنارة ثم موقع العباد وموقع برانيت وبلغت حصيلة هذه الصواريخ من طراز “كورنيت” حوالى 12 صاروخاً، لتعود قوات الاحتلال وتقصف أطراف بلدة حولا وعيتا الشعب ورامية ومحيط مستشفى ميس الجبل بستة صواريخ وكذلك المنطقة الواقعة بين الهبارية وشبعا ومنطقة خالية قرب موقع العباد.

وأجلى الصليب الأحمر والجيش اللبناني بالتعاون مع اليونيفل قتيلاً و4 جرحى من منطقة واقعة بين كفرشوبا ومزرعة بسطرة، في وقت نعى حزب الله مزيداً من الشهداء ببيانات متتالية لترتفع حصيلة ضحاياه إلى 37 منذ بداية المواجهات. وكتب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عبر منصة “إكس”: “حزب الله في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزَة، وفي مواجهة الاحتلال وعدوانه في فلسطين ولبنان والمنطقة، ويده على الزناد بالمدى الذي يُقدِرهُ مطلوبًا في المواجهة”، وأضاف: “العدوان الإسرائيلي على غزَّة ليس حربًا، بل قتل للمدنيين والأطفال والنساء وتدمير للبيوت، وهنا المسؤولية تقعُ على أميركا وأوروبا فضلًا عن الكيان الإسرائيلي”، وختم “طوفان الأقصى حقق هزيمةً إسرائيليةً لا تُمحى، وتبنِي أميركا وأوروبا للعدوان والهمجية الإسرائيلية هزيمةٌ إنسانية لا تُمحى”.

ميقاتي “متأخراً” إلى الجنوب

إلى ذلك، وفي ظل انتقادات من الثنائي الشيعي لتأخره في زيارة الجنوب، قام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بزيارة مفاجئة الثلاثاء إلى الجنوب استهلها يزيارة مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة “بنوا بركات” حيث كان في استقباله قائد الجيش العماد جوزف عون. وانعقد اجتماع حضره قائد القطاع العميد رودولف هيكل وقادة الوحدات المنتشرة في الجنوب، وتم الاستماع إلى إيجاز عن المهام المنفذة. وأعرب رئيس الحكومة “عن تقديره العميق لتضحيات الجيش دفاعًا عن لبنان،في ظل الأوضاع الاستثنائية الراهنة عند الحدود الجنوبية والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي”. وتفقد ميقاتي مع قائد الجيش منطقة القطاع الغربي، وانتقلا إلى مقر قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة “اليونيفيل” في الناقورة حيث اجتمعا بالقائد العام الجنرال أرولدو لازارو ساينز في حضور كبار ضباط اليونيفيل والجيش. وأكد ميقاتي خلال الاجتماع “أن لبنان ملتزم بالقرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701، مشيداً “بدور اليونيفيل في حفظ استقرار الجنوب بالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش”. وقال: “أتينا لشكر اليونيفيل على تضحياتها كافة، وعلى كل ما قدمته وتقدمه في سبيل لبنان. وتزامنت زيارتنا مع الاحتفال بيوم الامم المتحدة، وكم نتمنى ان يطبق ميثاق الامم المتحدة، لأن منطق القوة في وجه الحق المتبع اليوم لا يستقيم كل الاوقات، والمطلوب العودة إلى منطق قوة الحق”.

وفي ختام الجولة، زار رئيس الحكومة وقائد الجيش مقر قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة، حيث اجتمعا مع قائد اللواء العميد الركن ادغار لاوندس. وأكد قائد الجيش “أن الدفاع عن لبنان هو واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدده وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأن المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل”، مشيرًا إلى الإرادة الصلبة لدى العسكريين وإيمانهم بقدسية المهمة من دون تردد”، ومثمنًا “دعم الرئيس ميقاتي للجيش ووقوفه إلى جانبه”. ولفت إلى “ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار الدولي 1701”.أما رئيس الحكومة فألقى كلمة لم يأت فيها على موضوع حزب الله، وجاء فيها: “في هذا الظرف العصيب أتينا إلى الجنوب لتحية الجيش والتعبير عن تقديرنا لجهوده وتضحياته دفاعاً عن الوطن والأرض والشعب. ولا شعار آخر يسمو على شعاره “شرف، تضحية، وفاء” سوى “فخر، غزة، كرامة” تعبيراً عن اعتزازنا بما حققه ويحققه الجيش رغم الطروف الصعبة التي تمر بها المؤسسة العسكرية”. وتوجّه للعسكريين بالقول: “حضورنا إلى هنا اليوم رسالة معبرة بأنكم الأساس في حماية الوطن والذود عن كرامته ولكم الفضل في الابقاء على الدولة وشرعيتها ومؤسساتها. انتم ركن البنيان الوطني واليكم تشخص العيون اليوم في الداخل والخارج”. وقال “كل الاطراف جرّبت وتجرب الخيارات الجانبية التي تشكل خطاً موازياً مع الخيارات الوطنية الجامعة، وكل الاطراف عادت ولو بعد حين إلى خيار الدولة الواحدة الموحدة لجميع أبنائها”. وأضاف: “أتينا إلى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل أراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحب للسلام، ولكافة قرارات الشرعية الدولية، والتأكيد على الإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، الذي تتولى اليونيفيل مسؤولية تطبيق بنوده، وإرساء الأمن والاستقرار ومساعدة الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش في بسط سلطة الدولة حتى حدوده الدولية”. وجدّد ميقاتي “المطالبة بوقف اطلاق النار في فلسطين ووقف الجرائم الإسرائيلية”، وقال “كما نطالب بوقف الانتهاكات الاسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة، ونحن نرى اليوم بأم العين اجرامها وبطشها، ضاربةً بعرض الحائط كافة القرارات والمواثيق الدولية”. وختم: “خيارنا هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام ترتكز على الحق والعدالة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.

نصيحة جنبلاط

وتزامنت جولة ميقاتي مع تهديدات إسرائيلية جديدة أطلقها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأن “لبنان سيدفع الثمن اذا قرر حزب الله الانخراط في الحرب”، مضيفاً “لا نسعى لفتح جبهة جديدة في الشمال ولكننا حاضرون إذا جرّنا حزب الله للحرب”، فيما دعا ماكرون “حزب الله وإيران إلى عدم المخاطرة بتصعيد الوضع في المنطقة”. إلى ذلك، رأى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي “أن الهجوم البري على غزة قد يرتد على الداخل اللبناني، ولذلك كان التواصل مع حزب الله بألا نستدرج إلى الحرب فهي في الجنوب “ماشية” ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعتها”. وقال جنبلاط: “اجتمعنا لكي نفكر في ما يمكننا ان نفعله اذا كبُرت الأزمة لناحية المستشفيات والدواء وغيرها، ومن بعد إذن وزير التربية عباس الحلبي طرحنا فكرة استخدام المدارس للإيواء”، معتبراً أنه “لا بد من أن نتوقع الأسوأ”. وأضاف “نحن مع مقولة الأرض مقابل السلام بتسوية، ولكن هل بقي شيء من تلك الأرض كي نطرح السلام؟”. من ناحيتها، شددت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في تصريح بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة على “أن المنظمة تلتزم بحزم دعم لبنان لحماية أمنه واستقراره في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر اللحظات حرجاً منذ عقود”. وذكّرت بأن “الهدف الرئيسي للأمم المتحدة، التي تضم في عضويتها 193 دولة، وفقاً لميثاقها، هو تجنيب الأجيال المقبلة مآسي الحروب”، وقالت: “للأسف، تتزايد المخاطر على سلام وأمن لبنان والمنطقة، ولكن علينا ألا نتخلى أبدًا عن آمال إحلال السلام لبلوغ مستقبل أكثر استدامة لشعب لبنان.” وإذ لاحظت بـ “قلق بالغ استمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، دعت لوقف التصعيد وإنهاء العنف واستعادة الهدوء في المنطقة”. وختمت: “أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 بشكل كامل”. بدوره، حذّر حزب الكتائب “من المغامرة بلبنان ومصيره وإدخاله حربًا لا علاقة له بها ولا قدرة له على تحمل أوزارها أو تبعاتها”، واعتبر “أن كل العمليات التي تنطلق من أرض الجنوب على يد فصائل لبنانية وغير لبنانية تأتي من خارج سياق احترام سيادة البلد بما يعيدنا بالذاكرة إلى مراحل لا نريدها أن تتكرر صونًا لأمن البلد وأهله الذين ينزحون بعشرات الآلاف في عز أزمة خانقة”، ولفت إلى “أن تمنّع الحكومة عن ضبط حدود لبنان والدفاع عن حصرية حق الدولة بقرار السلم والحرب وضمان الالتزام بالقرار 1701 تضع لبنان في عين العاصفة”.

 

«الجنوبيون الخضر» تحذر من تمادي إسرائيل في إستخدام الفسفور الابيض جنوباً

حسين سعد/المدن/24 تشرين الأول/2023  

منذ اليوم الاول للاعتداءات الاسرائيلية على القرى والبلدات المحاذية للحدود، إستخدمت إسرائيل القذائف الفوسفورية، وخصوصا على بلدة الضهيرة ، ما تسبب بحالات اختناق ، طاولت ايضا المسعفين في فرق الدفاع المدني . وحذر جمعية “الجنوبيون الخضر ” في بيان لها من كارثة بيئية نتيجة إستخدام الاحتلال الإسرائيلي قنابل الفسفور الأبيض المحظور بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بما في ذلك إتفاقية جنيف للعام 1980، بهدف حماية المدنيين. وقال البيان “إنه بدءاً من العاشر من تشرين الأول ولغاية إصدار هذا البيان في 23 منه، فإن من بين تلك المواقع المستهدفة ، تلال كفرشوبا، سهل الماري، المجيدية، يارون، الناقورة، علما الشعب، عيتا الشعب، الضهيرة، يارين، البستان، القوزح، بيت ليف، بليدا، رميش، حولا ..(في أقضية صور وبنت جبيل وحاصبيا ومرجعيون) وان هذا القصف إستهدف القصف بشكل أساسي ومتعمد مناطق مدنية وكذلك المناطق الحرجية والزراعية المفتوحة، وهو ما أدى إلى اشتعال الحرائق في عدد منها كما أدى إلى تلويث تلك المواقع بالفسفور الأبيض، وهو ما يحمل مخاطر عديدة على الأهالي كما على البيئة والحياة البرية”. ولفت البيان الى إن “الإستخدام المتواصل لقوات الاحتلال لهذه القنابل يؤدي إلى تدمير الموائل الطبيعية في تلك المواقع وقتل أو إصابة الأنواع المختلفة بما في ذلك الثدييات والطيور والحشرات التي تضمها كما يؤدي إلى فقدانها لملاذاتها. كذلك، من شأن استخدام الفسفور الأبيض تلويث مصادر المياه وتهديد النظم البيئية المائية للأحواض والأنهر والجداول وبشكل أكثر خطورة نظام الأراضي الرطبة، مما يؤدي إلى تدهورها وإصابة أو نفوق الأنواع المائية من  أسماك وطيور وحشرات والبرمائيات”، وحذر من ان الفسفور الأبيض “يحمل آثارا مدمرة على المناطق الزراعية المستهدفة، حيث يؤدي إلى إشتعال الحرائق في المحاصيل وتدمير المواسم إضافة إلى تلويث التربة مما يجعلها غير صالحة للزراعة لفترة قد تطول”. وذكر البيان ان “منظمة “هيومن رايتس ووتش” كانت قد أكدت في تقرير نشرته في ١٢ تشرين أول إستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للقنابل الفسفورية دون أن يدفع ذلك المنظمات الدولية إلى إتخاذ أي موقف أو إجراء فعال لوقف الإنتهاكات من قبل القوات الإسرائيلية: وإزاء ما تقدم، طالب “المنظمات الدولية والمجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأراضي والأجواء اللبنانية، والعمل على إلزام قوات الإحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري عن إستخدام قنابل الفسفور الأبيض المحظورة ضد المواقع المدنية والبيئية في لبنان، محذرين من وقوع كارثة بيئية كبيرة في حال إستمرار هذه الإنتهاكات الإسرائيلية والصمت حيالها”.

 

بدون زعل... هو معتبر ايران والبعث وحماس وهالبضاعة اخوة وحلفا يسطفل، انت انجأ معتبرن بشر، وحقّك.

ايلي خوري/فايسبوك/24 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123496/123496/

كوني لبناني حرّ اولاً وماروني علماني تانياً وجمهوري ليبرالي تالتاً، رح حاول خبّركن ياها متل ما هي، بلا لوفكة وكذب عالذات وعالناس. ممكن كلامي يمثّل ضمير غالبية مسيحية ورأي كمية كبيرة من المسلمين، بس أكيد مش رأي ولا ذمّتجي مسيحي او أممجي مسلم او مدّعي فهم (يساري)، وأيرونيكلي بيمثل رأي سياسيّي وكتّاب الدوبل فاس غصب عن كذبن.

الخربلك بيتك ومجزر فيك واغتالك وهجّرك ونهبك ودمّرك عمدى 7 عقود، هو الفلسطيني والسوري والإيراني، والمتلن من أوباش العرب وعملاؤن بلبنان، لا اسرائيل ولا الغرب ولا الدول العربية المحترمة، وأكيد مش تخريفة المؤامرة. لا بل هنّي الجرّوا الدب الاسرائيلي عكرمك وقدّمولو الحجج عطبق من دهب، وطبعاً مش لمقاومة وعصير مشترك، انما للسيطرة على البلد ونهبو. ولمّا استولوا على تلتين البلد ما قدروا يحكموك حتى بالنار، وأكيد ما رح تسمح لفركوح هردبشت ايراني يعملا، انما حكموا الذمّتجي المسيحي والأممجي المسلم ومدّعي الفهم بالصرماية، هول ما ربحوا الحرب، ربحوا تمديد وجودن عبر الحكّموهن فيك، وانت ما خسرت الحرب، في ابن صدفة واطي ربح رئاسة.

والولا مرّة استنضف يتضامن معك ولو مجاملة حتى بأسوأ ظروفك، لا بل ساعد عدوّك ضدّك واعتبرو حليف وانت عدو (وبعدو بكل وقاحة). والبلوجّ مراية (أوعى المسيحي) وبالقفى صرماية (نهب اراضي واموال وتهجير)، هو ثنائي شيعي عنصري وزبوناتو من ذمّتجي مسيحي وأممجي سنّي ومدّعي فهم، وطبعاً مش لمقاومة ومزارع، انما لـ"قواعد اشتباك" بتسمح بحكم البلد وسرقتو. هو ذاتو مصرّ يفرض رأيو ويهين ذكاك، وهو انجأ مجرم نشيط ومدير فاشل، وولا مرّة صدق باتفاق او تعهّد معك، بس نفّذ اتفاقاتو مع "العدو" بحذافيرن، تيقعد بدالك عالطاولة ويعمل ديل عقياس دماغو واجندة اولياؤو.

ديل هرقة برّي وفياض قدام هوكشتاين، مش ديل بجدّية اتفاق 17 أيار، لأن الفرق كبير بين انو يكون همّك البلد وبين همّك تحكمو وتمصّ دمّو.

طول عمرك شايف كل لبناني من اي طايفة بنفس العين، شرط يكون لبناني، لا سوري ولا وحدوي ولا إيراني، يعني مش محور او يسار الغبى الغربي.

ومش صحيح انك استأثرت وظلمت، اكيد أخطأت وطمعت، بس علّمت وعمّرت، بينما هو كذّب ودمّر وخالف كل الوعود، واغتال اهمّ شخصيات كل الطوائف، وحوّل بلدك لمعمل كابتغون ومخيّم نازحين وساحة حرب عليك مش عالـ"عدو".

صالحت وغفرت للحركة الوطنية لمّا صارت وطنية، وتحالفت معا بالـ2005، صالحت وغفرت لعرفات لمّا قدّم اعتذارو، ووقفت معو لمّا اعلن دولتو، انما مش ناوي ولا بأي شكل تتعاطى مخلّفات إسلمجية بدّا تحلّ محلّن.

بدّو يحارب يحارب وحدو، بدّو يفطس يفطس وحدو، والجنّة التاخدو وتريّحك، وفي يصرّخ أمة وفلسطين وقضية وتضامن وساحات وعدو لينفتق.

هو معتبر ايران والبعث وحماس وهالبضاعة اخوة وحلفا يسطفل، انت انجأ معتبرن بشر، وحقّك.

فمتل ما هو بيدعس عكل شي انت بتآمن وبتحلم في، انت كمان اعتبر رأيو وشعورو وعواطفو وإجرك سوى.

هيدا رأيي ويمكن رأيك. رأيك في وبالبيشدّ عمشدّو من هون لطهران.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 24 تشرين الأول 2023

وطنية/24 تشرين الأول/2024

النهار

يبدو لافتاً الثبات والاستقرار في سعر صرف الليرة اللبنانية رغم كل الأوضاع المتوترة وفي ظل انهيار في سعر صرف الشيقل الإسرائيلي والليرة السورية.

بعكس ما روجه البعض لم تسحب الوكالات الأجنبية العالمية مراسليها من جنوب لبنان بل على العكس عززت طواقمها تخوفاً من تطورات دراماتيكية متدحرجة.

لوحظ تهافت على التموين في ظل غياب المراقبة من قِبل الأجهزة المختصة بفعل استغلال التجار هذه الأوضاع وارتفاع الأسعار.

نُقل أن عائلات لبنانية من مناطق متاخمة للضاحية غادرت إلى أماكن أخرى تعتبر بعيدة نسبيا.

الجمهورية

يتوقّع البحث في عقد قمة روحية بعد عودة مرجع روحي كبير من الخارج.

تساءلت أوساط سياسية عن أسباب تجميد اللجنة الخماسية وساطتها لتوفير الظروف الملائمة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي؟

إنقسمت الآراء حول تقييم نتائج قمة واسعة عقدت أخيراً ما يعكس الإصطفاف الدولي والإقليمي إزاء الحرب في غزة.

اللواء

تصرُّ قيادات في حزب الله بإبلاغ من يعنيه الأمر، الإنزعاج البالغ من تصريحات قيادي شغل موقعاً في الماضي في قيادة حركة جهادية.

لم يُعرف دور مصرف لبنان إذا كان مشاركاً في تمويل خطة الطوارئ الحكومية..

لم يُبدِ مرجع رفيع حماساً لإستقبال رئيس تكتل مناهض، وترك الموقف النهائي للأيام المقبلة.

نداء الوطن

لوحظ أنه خلال وقفة تضامنية مع غزة دعا إليها تيار سياسي بارز ودائرة أوقاف عكار، كان حضور «التيار» هزيلاً مقابل حضور أكبر للمشايخ والفاعليات المحسوبة على دار الفتوى ودائرة الأوقاف.

توقع مصدر سياسي أن يلعب مسؤول أمني سابق دوراً في التفاوض غير المباشر للإفراج عن الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية لا سيما الجهاد الإسلامي.

لوحظ أنّ سفيراً عربياً كان يستعد للمغادرة بعد انتهاء مهمته، لكن إدارته عادت وأجّلت المغادرة بسبب دقّة المرحلة.

البناء

يعتقد خبراء عسكريون أن تأجيل العملية البرية الإسرائيلية في غزة مراراً يعود إلى سبب واحد وهو الخشية من العواقب، خصوصاً القلق من تطوّر المواجهة على الحدود مع لبنان، وبعدما كان هناك اتفاق أميركي إسرائيلي على السير بالعملية بصورة تضمن ردعاً أميركيّاً لدور حزب الله تخلّت واشنطن عن تعهدها، إذا كان ثمنه التورّط في الحرب. والآن يتقاذف الأميركيون والإسرائيليون كرة النار، مَن سيتولى المواجهة مع حزب الله إذا وسّع مشاركته في الحرب. والجواب المؤقت هو تجميد العملية البرية التي تبتعد أكثر كلما تأخرت.

يعتقد دبلوماسي كبير سابق أن المشهد الدولي الجديد على خلفية حرب غزة واحتمالاتها الصعبة على أميركا و”إسرائيل” وخطر انفجار حرب كبرى، وفي ظل الطريق المسدود للنزاعات المفتوحة حول أوكرانيا وتايوان يتّجه نحو فرص نشوء تفاوض خلف الكواليس بين واشنطن وموسكو وبكين لتبريد النزاعات والبحث عن تسويات تتضمن تنازلات غير مؤلمة واعترافاً بحتمية التشارك في صناعة الاستقرار ومقاربة ملف المنطقة من بوابة رعاية مفاوضات تعتمد القرارات الدوليّة أساساً لمقاربة القضية الفلسطينية.

الأنباء

موقف مستغرب من بعض الوجوه في فريق سياسي انتقدوا زيارة كانوا أشد الداعين لها.

تزدحم المواعيد الدبلوماسية في بيروت على أرفع المستويات والرسالة في اللقاءات شبه موحّدة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 24/10/2023

وطنية/24 تشرين الأول/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

في اليوم الثامن عشر للحرب غزة غارقة في الدماء الساخنة للفلسطينيين المقتولين أمام ضمائر غربية باردة ومع ارتفاع مضطرد في سجل الشهداء ضمنهم أطفال ونساء وعائلات بكاملها بعد ليلة جهنمية قصف خلالها الاحتلال الاسرائيلي عمليات إخلاء جرحى ومعظم الأحياء السكنية في شمال قطاع غزة ووسطه.

حماس قصفت تل أبيب وبئر السبع بعد ظهر اليوم بوابل من الصواريخ..الوضع الميداني قابله حدثان: إفراج حركة حماس عن مسنتين اسرائيليتيين وزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتل ابيب حيث زايد في مواقفه.

حتى على الرئيس الأميركي بايدن الذي زار تل أبيب قبل خمسة أيام..ماكرون دعا الى توسيع التحالف الدولي الاقليمي ضد داعش ليشمل مقاتلة حركة حماس التي كرر نعتها بالإرهاب.

ودعا حزب الله والنظام الايراني والذين يهددون اسرائيل إلى عدم تشكيل خطر يخرج  الجميع منه خاسرين. رئيس الكيان الاسرائيلي من جهته صرح: لا نسعى إلى مواجهة على حدودنا الشمالية أو مع أي جهة أخرى..لكن إذا جرنا حزب الله إلى حرب فيجب أن يكون واضحا أن لبنان سيدفع الثمن,بحسب زعمه..

الرئيس الفرنسي بعد اجتماعه بالرئيس الاسرائيلي ثم رئيس الحكومة بنيمين نتانياهو انتقل الى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يتوجه لاحقا الى الأردن.

في الغضون لفت في المواقف الدولية الشرقية اليوم_إذا صح التعبير_ موقف للصين على لسان وزير خارجيتها يانغ يي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي قائلا: إن لكل الدول الحق في الدفاع عن نفسها.

وفي الوقت نفسه يتعين على هذه الدول التزام القانون الإنساني الدولي وحماية سلامة المدنيين. إن بكين ستبذل قصارى جهدها لدعم الجهود التي تؤدي إلى السلام.

الكرملن الروسي من جهته دعا حماس الى إطلاق فوري للأسرى.

أمميا تطورات غزة  حضرت بقوة في الكلمات التي ألقيت بمرور 78 عاما على قيام الأمم المتحدة غوتيريش دعا الى وقف نار إنساني فوري.. وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان تحدث منذ بعض الوقت مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار والعودة الى مفاوضات السلام وكذلك كان موقف مماثل لنظيره المصري سامح شكري.

وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي دعا مجلس الأمن الدولي الذي سيلتئم الليلة الى إصدار قرار يدعو أولا الى وقف النار والعدوان.

محليا على مستوى الدولة اللبنانية: في الجنوب زيارة مفاجئة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمقر قيادة الجيش-قطاع جنوب الليطاني في ثكنة صور ومقر قيادة اليونفيل.. في الزيارة التي شاركه بها قائد الجيش العماد عون اشار ميقاتي الى انه في هذا الظرف العصيب أتينا الى الجنوب لتحية الجيش والتعبير عن تقديرنا لجهوده وتضحياته دفاعا عن الوطن والارض والشعب.أتينا إلى أهلنا الصامدين لنقف إلى جانبهم. نؤكد تمسكنا بالقرار 1701.

في مجال آخر دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي  الوزراء إلى لقاء تشاوري في الرابعة من بعد ظهر غد الاربعاء،للاطلاع على نتائج زيارة وزير الخارجية والمغتربين لسوريا، وللتشاور في التطورات الراهنة.

كما برزت الجولة التي بدأها أمس رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل  فبعد زيارتين الى السراي الحكومي وكليمنصو واتصاله  هاتفيا عن طريق امن بالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله زار باسيل اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة مؤكدا انه لا يمكن لأي فريق أن يجرنا إلى حرب إلا إذا فرضت علينا وواجبنا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. وشدد على انتخاب رئيس للجمهورية.

في المقابل وفي إعلان اسرائيلي عسكري يحمل وجهين: وجه رفع معنويات جنوده ووجه الاستفزاز أعلن عن مناورة ستجريها قوات الاحتلال الاسرائيلي في كريات شمونا هذا المساء بعيد الساعة السابعة والنصف، في إطار تمرين الجاهزية والإستعداد لحرب محتملة بحسب التعبير الاسرائيلي.

من جهة ثانية صواريخ اسرائيلية سقطت في حولا  وميس الجبل بعد ظهر اليوم.

 الآن ننتقل الى الزميلة زينب ياسين في المنطقة الحدودية الجنوبية نطلع منها على المجريات الميدانية خلال هذا اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

المحرقة في غزة مستمرة على نحو ممنهج وهواية القتل والإجرام الإسرائيلي في ذروتها والقنابل الزلزالية أداة جديدة في القتل والتدمير كشفت عن استخدامها وسائل الإعلام العبرية.

فصول المذبحة الإسرائيلية تتوالى في ظل صمت دولي بل تواطؤ وتشجيع على المضي في العدوان انعكس على نحو فاقع في رفض الولايات المتحدة وحلفاء لها أي وقف لإطلاق النار

على إيقاع هذا الرفض يبدو معلوما سلفا مصير بعض المحاولات لإحلال هدنة إنسانية

ليست الهدنة فقط مؤجلة حتى إشعار آخر فقرار الإجتياح البري مؤجل - هو الآخر - من يوم إلى يوم خشية تورط جيش الإحتلال في مستنقع لا قيامة له من بعده.

وفيما يمعن العدو في عدوانه الجوي على غزة يستمر تسابق قادة الغرب إلى تل أبيب داعمين ومتضامنين.

فبعد الرئيس الأميركي والمستشار الألماني ورئيسي  الوزراء البريطاني والإيطالي حط الرئيس الفرنسي اليوم في كيان الإحتلال.

من هناك أعلن إيمانويل ماكرون دعمه لما تقوم به قوات الإحتلال في غزة وأطل في تصريحات له على الجبهة اللبنانية قائلا إننا بعثنا برسائل تحذير إلى حزب الله من مغبة التدخل في الحرب.

جبهة الحدود اللبنانية - الفلسطينية كانت هادئة نسبيا اليوم وإلى تخومها كانت زيارة مفاجئة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي بكر في الوصول إلى الجنوب حيث قصد قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش في ثكنة صور ثم زار وقائد الجيش العماد جوزف عون مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة فمقر قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة.

وفيما طالب ميقاتي بوقف الإنتهاكات الإسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانية أكد قائد الجيش أن المؤسسة العسكرية تحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية.

وفي الداخل اللبناني تواصل سياسي تجلى ابرزه في زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى عين التينة حيث أكد بعد لقائه الرئيس نبيه بري الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني مشددا على حق لبنان في الدفاع عن نفسه بوجه أي اعتداء إسرائيلي واشار إلى وجوب العمل لانتخاب رئيس للجمهورية بالتفاهم.

هذا الموقف جاء غداة موقف رئيس المجلس في ختام جلسة إنتخاب المطبخ التشريعي عندما قال: نحن أمام فرصة لإنتخاب رئيس ... فهل نتلقفها؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

" الحرب في الجنوب ماشية ، لكن ندعو الى عدم توسيع رقعتها " .

 العبارة للنائب السابق وليد جنبلاط ، قالها بعد اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي ، و تعبر عن حقيقة ما يحصل في لبنان . فالاشتباكات تواصلت بعد ظهر اليوم في الجنوب ، بعدما كان الهدوء مسيطرا قبل الظهر . وقد استغل رئيس الحكومة الهدوء النسبي قبل الظهر ليزور القطاع الغربي برفقة قائد الجيش العماد جوزف عون .

ميقاتي جدد من الجنوب التزام لبنان بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701. 

لكن  كلام ميقاتي لم يقنع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يقوم بزيارة الى اسرائيل ، اذ نبه حزب الله والنظام الايراني ومن يهدد اسرائيل الى ان عليهم عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين ،  كما دعا حزب الله وايران الى عدم المخاطرة بتصعيد الوضع في المنطقة .

اما نتانياهو فأكد من جهته انه اذا انضم حزب الله الى الحرب فان اسرائيل ستتصرف ضده بكل قوة وبطريقة تفوق التصور

سياسيا، جبران باسيل يواصل حراكه. وقد استكمل سلسلة مشاوراته بلقاء عقده مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. واضافة الى التطورات الجنوبية وحرب غزة فان موضوعين استأثرا بلقاء بري- باسيل: قيادة الجيش وعودة التواصل بين النائب السابق سليمان فرنجية وباسيل. ووفق المعلومات فان التواصل بين الرجلين سيستكمل بلقاء يعقد بينهما، حدد موعده الخامسة عصر الغد في بنشعي. فهل يمكن لحرب غزة وتداعايتها اللبنانية ان تعيد جمع ما فرقته الحرب الرئاسية بين الرجلين؟

في غزة القصف مستمر، كذلك سقوط الضحايا من المدنيين. لكن الاخطر يتمثل في ما  اعلنته وزارة الصحة في القطاع عن الانهيار التام للمستشفيات وخروج 12 مستشفى و32 مركزا صحيا من الخدمة، ما دفع وزيرة الصحة الفلسطينية الى الدعوة لفتح ممر آمن للمصابين والمرضى لتلقي العلاج في مصر. هكذا فان  غزة ندفع الثمن مرتين: مرة بابنائها الذين يموتون، ومرة ثانية بالاحياء الذين يعلقون بين الموت والحياة!.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

ايها العرب نحن بخير طمنونا عنكم ..

هذا ما قالته صليات صواريخ المقاومة التي انهمرت بكثافة على تل ابيب وبئر السبع واسدود وغيرها من المناطق المحتلة بعد ثمانية عشر يوما من التدمير والمجازر الصهيونية، فأصابت برسائلها العديد من الاهداف، اولها في الميدان وليس آخرها انها معافاة وعلى قدرتها من الرد على جرائم الاحتلال. صواريخ حرك مسارها سيل الدم من الاطفال والمدنيين الذين بلغوا نحو خمسة وعشرين الفا بين شهيد وجريح زرعوا بين انقاض المنازل والمشافي ودور العبادة والاسواق، فيما تجار الامة على عماهم، عالقين عند معبر رفح مع المساعدات التي تدخل قطرات الى القطاع المحاصر..

اما غزة اليوم فحاصرت حصارها وضربت العدو باسيرتين افرجت عنهما المقاومة الفلسطينية، فتحدثتا عن طيب المعاملة من الفلسطينيين الذين تقاسموا معهما رغيف الخبز واحسنوا معاملتهما وفق تعاليم القرآن، فاتهمهما مكتب نتنياهو بالقيام بدعاية سيئة ضد الاسرائيليين، كما نقل عنه الاعلام العبري..

وليس اسوأ من الدعاية الغربية التي تقودها دول عدة لتبرير المذبحة الصهيونية بحق الفلسطينيين، واوقح منها اليوم إلا كلام ايمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي الذي حضر الى تل ابيب مبررا المجازر الصهيونية التي لطخت دماء شهدائها كل ادعياء الديمقراطية وحقوق الانسان الاوروبيين والاميركيين..

اما الاميركيون فقرروا ادارة المعركة عبر نخبة من ضباطهم مع عدم ثقتهم بالمستويين السياسي والعسكري في تل ابيب كما كشف الاعلام العبري، فيما شكك كبار الضباط  كمفوض شكاوى الجنود اسحاق بريك، والرئيس السابق للموساد يوسي كوهين بالقدرة على التحكم بالمعركة البرية، معتبرين أن تقدم القوات الى غزة دخول الى الجحيم..

والى جحيم احالت المقاومة الاسلامية عدة مواقع للاحتلال عند الحدود مع لبنان، استهدفتها بالصواريخ الموجهة محققة اصابات مؤكدة، فيما أكد مسؤولوها خلال تشييع الشهداء وتأبينهم انها في قلب المعركة دفاعا عن لبنان ونصرة لغزة والقدس وكل فلسطين ...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

فيما تشتعل النيران في غزة على وقع التردد الاسرائيلي الواضح في الاجتياح البري، يتواصل تساقط الشهداء اللبنانيين على الحدود الجنوبية في اطار رد المقاومة على الاعتداءات الاسرائيلية.

اما داخليا، فتحضيرات لاحتمال اتساع نطاق الحرب على المستويات الصحية والتربوية والاجتماعية، على رغم الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة.

وعلى المستوى السياسي، خرقت حركة رئيس التيار الوطني الحر الجمود، من خلال اتصاله امس بالامين العام لحزب الله، بعد زيارتين لكل من نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط، الذي تحدث اليوم للأوتيفي عن مضمون الزيارة، وعن رؤيته للتطورات الراهنة.

واليوم، زار النائب جبران باسيل عين التينة، حيث تناول البحث سبل حماية لبنان من اللهيب المتصاعد في المنطقة وعلى الحدود، في اطار من الشعور بالمسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الخطيرة جدا من تاريخ لبنان، كما اكدت اوساطه.

العنوان نفسه يقود رئيس التيار عصر الغد الى بنشعي للقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بعد زيارتين لكل من كتلة الاعتدال والنائب فيصل كرامي وكتلة الوفاق.

وفي هذا السياق، دعا تكتل لبنان القوي اليوم الى بلورة موقف وطني في ضوء الجولة التشاورية التي يقوم بها باسيل على القيادات السياسية. واعتبر التكتل ان حق الفلسطينيين بالمقاومة في أرضهم مقدس وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم وإستقرارهم مقدس أيضا، لكن في المقابل رفض التكتل أي عمل من شأنه إستدراج الحرب الى لبنان، مؤكدا ضرورة رفض ومنع إستخدام أرض لبنان كمنطلق لعمليات ضد إسرائيل والتقيد بدعم المقاومة في حال إعتدت إسرائيل علينا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

وفي اليوم الثامن عشر على حرب غزة ,تقدم ملف الأسرى،وعلى توقيته سارت كل الملفات .

واشنطن وموسكو وباريس تعطي الأولوية لهذا الملف، والمنظومة العسكرية في اسرائيل تربط اي خطة برية به .

ملف الاسرى ,النقطة القوية في يد حماس، من شأنه ايضا أن يؤلب الرأي العام العالمي ضد الحركة، خصوصا أن الأسرى من جنسيات مختلفة ومن دول فاعلة.

الجديد في الملف أن الاسيرة التي اطلقت امس كشفت ان حماس بدت مستعدة لكل ما حصل، حتى ان لديها  كل ما يحتاجه الرجال والنساء، بما في ذلك غسول الشعر".

موضوع الأسرى صار سلاح حماس ,تضاف اليه ، نقطة قوة أخرى هي الانقسام السياسي في اسرائيل وحتى داخل الليكود ، ما يعرقل اتخاذ اي قرار .

نقاط قوة حركة حماس يقابلها نقص استراتيجي .

فالقطاع دخل غرفة العناية الفائقة , وعدد من مستشفياته اغرقته العتمة .

 لبنان في هذا الوقت يتحرك ميدانيا على جبهة الجنوب , وسياسيا على جبهة حراك جبران باسيل الذي سيلتقي غدا سليمان فرنجيه ، في اول جلسة بينهما منذ التقيا عند السيد نصرالله .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

صوت اميركا يصل من وراء البحار الى سهول الجنوب ومرتفعاته: لا تفتحوا الجبهة, ردوا بعمق الكيلومترات القليلة ولا تتوغلوا الى الاعماق وبين الانفاق هي رسائل بالخط العبري تجنب اسرائيل إرهاق الجبهتين لكنها تمنحها حق اللجوء الى توزيع التهديد الفراغي والذي لن يخشاه بلد الفراغات المتعددة...

وضمن حدود كيلومترين من الشمال وكيلومترين صوب الجنوب تدور المعركة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي الذي ينتقم من بلدة عيتا الشعب..

تلك الارض التي مسحت به الارض في عدوان تموز الفين وستة وعلى الحد, والعين بالعين, ترد المقاومة على العدو بالاسلحة الصاروخية في خربة المنارة وثكنة برانيت وتلة سعسع وموقع هرمون, فيما يرد الاحتلال بقصف احياء سكنية في قرى امامية ولأن العدو يتخطى كل حدود في جرائمه من الجنوب الى قلب غزة ، فإنه استقدم الحرب الى ميدان مجلس الامن مستندا الى تأييد اميركي غير مسبوق في حق الدفاع عن النفس، والذي كرره وزير الخارجية انطوني بلينكن اليوم

فسفير اسرائيل في الامم المتحدة شعر بحياء يخدش إجرامه لدى تحدث الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش عن الحرب في غزة فطالب باستقالته لكن غوتيرش قال القليل من بحر دم كبير في القطاع حيث دخلت عربات السوبر ماركت إلى الخدمة الفعلية في نقل الشهداء والمصابين من جحيم الغارات الإسرائيلية المتواصلة إلى ما بقي من مؤسسات استشفائية قيد العمل في وقت أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن المنظومة الصحية باتت على شفير الانهيار

اما صواريخ القسام  فقد قصرت المسافة بين غزة والقدس وحولت عمق تل أبيب مرورا بساحل الكيان حتى حيفا إلى جوقة لصفارات الإنذار بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي انضم اليوم إلى الحلف الأميركي والأوروبي الداعم لإسرائيل ومن داع إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحول ماكرون إلى طرف في الحرب وجندي احتياط في جيش بنيامين نتنياهو وكسلفه الأميركي فتح عينا وأغلق أخرى على المذابح التي ارتكبها ويرتكبها نتنياهو ضد المدنيين في لقطاع ومعهم استهداف كل الأماكن المقدسة من مساجد وكنائس .

في مشهد اليوم كما بالأمس مأزوم يتكىء على موهوم, وحجيج من مقام رؤساء دول الصف الأول  يخوضون معاركهم الانتخابية على الدم الفلسطيني. لكن أهل غزة ليسوا مجرد أرقام وحواصل فلكل منهم حكايته في تعميق حفرة الاحتلال, ومقاومتها قطعت تذكرة "وان واي تيكيت" لنتنياهو حيث أظهر استطلاع للرأي أن نحو ثمانين بالمئة يطالبون باستقالته وبينما يحاول لملمة أشلائه السياسية فهو يغرق في حمام الدم بجرائم الإبادة والتطهير العرقي والعقاب الجماعي بحق غزة وهي جرائم ستضاف إلى سجل فساده الحافل ومن هذا المنطلق يهرب إلى الأمام على بر القطاع ليقينه بأن ساعة الصفر ستكون صافرة نهايته.

يتحصن نتنياهو بالدعم الغربي ومن خلاله يبعث ببرقيات تحييد الجبهة الجنوبية ويقول: إذا ارتكب حزب الله خطأ المشاركة في الحرب فإنه سيندم لكن حزب الله هو في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزة ويده على الزناد بالمدى الذي يقدره مطلوبا بالمواجهة بحسب ما قال نائب أمينه العام. وعلى مشارف تلك الجبهة كانت جولة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حيث رأى أن الجيش هو ركن البنيان الوطني وإليه تشخص العيون اليوم

في الداخل والخارج. إلا أن خلاصة المشهد اختصرها الزعيم وليد جنبلاط الذي قال إن الأمر في الجنوب لا يعود الى حزب الله فقط  فلا نعرف ماذا تريد إسرائيل. واعتبر جنبلاط ان حزب الله لا يزال يمسك بزمام الأمور فيما قال النائب وائل ابو فاعور إن الحزب لا يزال يتصرف بحكمة وفي الاجراءات الروتينية الاعتيادية قررت السفارة السعودية في لبنان اجلاء عوائل الموظفين الدبلوماسيين عبر مطار بيروت على طيران السلاح الحربي السعودي.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

تراجع في العمليات العسكرية جنوباً.. و"الحزب" ينعى تسعة شهداء

المدن/24 تشرين الأول/2023

تسعة شهداء جدد نعاهم حزب الله الثلاثاء، وهم، إبراهيم محمد قشمر "حيدر" من بلدة ديركيفا جنوب لبنان، وعلي عدنان ارطيل من بلدة ميفدون، مصطفى حسين نزها "مرتضى الحسيني"، من بلدة النبي عثمان في البقاع، نجيب محمد علي زهر "جواد" من بلدة بيت ياحون جنوب لبنان، حسن بديع عاشور من بلدة شقرا، وحسن سعيد نعيم من بلدة سلعا الجنوبية وحسن بديع عاشور من بلدة شقرا الجنوبية، واحمد حسن عبود "زين العابدين"من بلدة دير عامص الجنوبية، وكميل حسين سويدان "ساجد" من بلدة حانين الجنوبية، وحسين علي باجوق "شهيد" من بلدة عيتا الشعب. وبذلك يرتفع عدد شهداء الحزب إلى 38 شهيداً منذ بدء المعارك.

ما بعد ظهر الإثنين، وقبل ظهر الثلاثاء تراجع منسوب العمليات العسكرية التي يشنها الحزب باتجاه المواقع الإسرائيلية، فيما سجلت عملية واحدة وهي إطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاه موقع عسكري في مستوطنة شتولا. كما عاد الحزب واستهدف بصاروخ موجه موقع المنارة العسكري. وبالتزامن مع الهدوء الحذر أو الهدنة غير المعلنة التي استمرت في الساعات الماضية، دخلت قافلة للصليب الأحمر بالتعاون مع الجيش اللبناني وقوات اليونفيل إلى تلال كفرشوبا لنقل شهيد وثلاثة جرحى للحزب. في المقابل، أطلق الجيش الاسرائيلي النار من موقع مسكاف عام باتجاه بلدة العديسة. على الاثر، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قتل مسلحاً تم تحديده في الأراضي اللبنانية حاول إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل. وأفيد أيضاً عن غارة إسرائيلية على أطراف بلدة يارون تردد انها استهدفت سيارة في المنطقة، وسط معلومات عن سقوط إصابات نقلت إلى أحد المستشفيات في المنطقة. وأشار إعلام اسرائيلي إلى أن الجيش نفذ غارة بمسيّرة لإحباط محاولة إطلاق صواريخ من لبنان. كما شنت مسيّرة اسرائيلية غارة على حرش يارون الواقع بين يارون ورميش ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح من حزب الله. كذلك استهدفت طائرة إسرائيلية منطقة كفرشوبا بثلاثة صواريخ. وقد استمر الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي بالتحليق فوق قرى القطاع الغربي كما حلق الطيران الحربي الاسرائيلي منذ ما بعد منتصف الليل فوق الساحل اللبناني. وكان الجيش الإسرائيلي أطلق  قنابل مضيئة ليلًا فوق الناقورة واللبونة وعلما الشعب، ولم يسجل قصف معادٍ حتى صباح اليوم. وسمح الهدوء صباحاً بعودة عدد من العائلات اللبنانية من أماكن نزوحهم الى منازلهم لتفقدها والنظر في إمكان البدء بموسم قطاف الزيتون.

 

ماكرون من اسرائيل يهدد لبنان كله:الخطر يُخرج الجميع خاسرين

المدن/24 تشرين الأول/2023

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تل أبيب الثلاثاء، حزب الله وإيران من المخاطرة بتصعيد الوضع في المنطقة، معتبراً انه على حزب الله وايران ومن يهدد إسرائيل "عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين". ووصل ماكرون صباح الثلاثاء إلى إسرائيل في زيارة "تضامنية"، التقى خلالها نظيره اسحاق هرتسوغ ورئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو: "لا أريد تصعيد الصراع في غزة واتساعه لجبهات أخرى في المنطقة". واقترح "بناء تحالف إقليمي ودولي لمواجهة المجموعات التي تهددنا"، كما اقترح تمكين التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي من محاربة حركة حماس. واعتبر أن أولوية فرنسا وكل الدول الديمقراطية هي "الانتصار على الإرهاب"، مشدداً على أن "مواجهة الإرهاب لا يجب أن يخرج عن حدود القانون الإنساني الدولي"، داعياً إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر. من جهته قال نتنياهو إن حماس لا تهدد إسرائيل فقط بل المنطقة وأوروبا والعالم، معتبراً أن حماس "ترتكب جريمة حرب مزدوجة باختطاف مدنيين واتخاذ سكان غزة دروعاً". وأضاف "حماس هي المسؤولة عن الضحايا المدنيين ونسعى لإنهاء الحرب سريعاً لكنها ستكون طويلة"، وأشار إلى أنه "يجب هزيمة حماس الآن وإلا سيخسر الجميع"، كما حذر نتنياهو من أنه "إذا انضم حزب الله إلى الحرب سنتصرف ضده بكل قوة وبطريقة تفوق التصور". وفي وقت سابق الثلاثاء، اعتبر ماكرون أنه على حزب الله وايران ومن يهدد إسرائيل "عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع". وقال بعد لقائه هرتسوغ في القدس المحتلة، إن هجوم المقاومة الفلسطينية على دولة الاحتلال الذي وصفه ب"الاعتداء الإرهابي"، شكّل صدمة لفرنسا والعالم أجمع، مشدداً على على أن "الهدف الأول اليوم هو إطلاق جميع الرهائن من دون تمييز". من جهته، حذر الرئيس الإسرائيلي "حزب الله" من جرّ إسرائيل إلى حرب، وقال: "أريد أن أوضح أننا لا نبحث عن مواجهة على الحدود الشمالية أو مع أي طرف آخر، ونركز على تدمير البنى التحتية لحركة حماس وإعادة مواطنينا، لكن إذا ما جرنا حزب الله إلى الحرب، يجب أن يكون واضحا أن لبنان سيدفع الثمن". وأضاف هرتسوغ "نحن نتابع الوضع في لبنان، وأعتقد أن حزب الله يلعب بالنار، وأن إيران تلعب بالنار". وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي في اليوم الثامن عشر للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط تحذيرات من اتساع نطاق النزاع ليطاول جبهات أخرى. كما تأتي بعد زيارات مماثلة قام بها قادة وزعماء غربيون في مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتس، إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني.

 

سوريا: موالون لحزب الله يطلقون صاروخين نحو الجولان..والاحتلال يقصف برياً

المدن/24 تشرين الأول/2023

أطلقت مجموعات موالية ل"حزب الله" اللبناني ليل الثلاثاء، صواريخاً من الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رد بقصف بري مواقع إطلاق الصواريخ. وقالت مصادر ميدانية ل"المدن"، إن صاروخين اثنين على الأقل انطلقا من مواقع قريبة من ريف درعا الغربي باتجاه الجولان السوري المحتل، مضيفةً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي رد بقصف مدفعي وبالدبابات على مواقع انطلاقها. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من يقف خلف إطلاق الصواريخ هي مجموعات موالية ل"حزب الله اللبناني" داخل الأراضي السورية. في المقابل، قال جيش الاحتلال إن صاروخين اثنين أطلقا من الأراضي السورية وسقطا في مناطق مفتوحة داخل الجولان المحتل، مضيفاً أن قوات المدفعية قصفت مصادر إطلاقها داخل سوريا. وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن صافرات الإنذار انطلقت في مستوطنات "نيوت جولان" و"بني يهودا" و"جفعات يوآف "شرق بحيرة طبريا، شمال فلسطين المحتلة. ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في فلسطين في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت مجموعات تابعة ل"حزب الله" في القنيطرة، مقذوفات باتجاه القوات الإسرائيلية في الجولان مرتين، حسب المرصد السوري. وردّت القوات الإسرائيلية بقصف عدد من المواقع داخل الأراضي السورية في ريفي القنيطرة ودرعا بالمدفعية والدبابات، إضافة إلى إخراج مطاري حلب ودمشق بقصف جوي. وقبل يومين، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن إطلاق قذيفة صاروخية من الأرضي السورية نحو الجولان المحتل. والأحد، أخرج قصف إسرائيلي مطاري حلب ودمشق الدوليين مجدداً عن الخدمة، وذلك للمرة الثالثة منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة. وحمّل رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إيران المسؤولية عن استهداف اسرائيل للأراضي السورية.

 

بوحبيب في سوريا.. زيارة رفع عتب لن تعيد النازحين؟

جنى الدهيبي المدن/24 تشرين الأول/2023

بعد أكثر من شهر ونصف الشهر على إعادة تشكيل الوفد الوزاري المكلف زيارة لدمشق، لبحث ملف اللاجئين السوريين، وبعد نحو عامين من التخبط والخلافات والحكومية والسياسية في إدارة واحد من أخطر الملفات في لبنان، وصل أخيرًا الوفد اللبناني برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى دمشق الاثنين.  رسميًا، ضم الوفد إلى جانب بو حبيب كل من: المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى، القائم بأعمال سفارة لبنان في دمشق طلال ضاهر، مدير مكتب الوزير وليد حيدر، القاضي غسان الخوري من وزارة العدل والعميد مرشد سليمان من المديرية العامة للأمن العام. وتأتي هذه الزيارة في توقيت لافت في ظل توجه الأنظار داخليًا ودوليًا إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في جبهة لبنان الجنوبية، نتيجة المواجهات والتوتر بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي. بدأ الوفد زيارته في لقاء وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، والذي اتفق مع بو حبيب على الاستمرار في التنسيق لمتابعة عودة السوريين من لبنان وضبط الحدود البرية وتبادل تسليم المطلوبين. ولعل الأهم في هذه الزيارة الأولى لبوحبيب، أنها جاءت بعد أشهر من اتهامه من قبل خصومه، ولا سيما داخل الحكومة، بأنه يتخبط وغير قادر على زيارة دمشق خوفًا من موقف المجتمع الدولي وأميركا تحديدًا، وهما يرفضان عودة السوريين بالظروف الحالية. ومثلما كان متوقعًا، وبحسب المعطيات، يواصل النظام السوري سياسة ربط عودة السوريين إلى البلد بتلقي المساعدات الدولي وفق شروطه، وبالشروع بإعادة الإعمار، على قاعدة صعوبة توفير مناطق آمنة وصالحة للعيش لملايين السوريين الذين هجرتهم الحرب.  وأصدر الجانبان بيانًا مشتركًا قالا فيه، إن هدف الزيارة هو التشاور والتنسيق ولمعالجة التحديات المتصلة بأزمة اللاجئين السوريين. وفي موقف متكرر لم يحمل جديدًا، شدد البيان على "أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة مسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف".  وقال المقداد بأن "سوريا ترحب بجميع أبنائها وتتطلع إلى عودتهم، وهي تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الإنساني لتحقيق ذلك".  وجرى الاتفاق أيضًا على "عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين، وضبط الحدود، وتبادل تسليم المحكومين العدليين، وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك". من جانبه، أعرب بو حبيب عن "امتنانه وتقديره للجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية". ويرى مراقبون أن الزيارة جاءت في وقت حساس وخطير بالمنطقة، وحيث يدرك فيه الجانبان، بأنها لن تحظى باهتمام الرأي العام ولا المجتمع الدولي، في ظل تطورات الجبهة الجنوبية والحرب على قطاع غزة، مما قد يعني أن كلاهما يتعاملان معها كإجراء شكلي فحسب، لن يثمر بنتيجة لحل أزمة اللجوء في لبنان.  وقبل أحداث الجنوب، شهد لبنان سيلًا من التصريحات من مختلف القوى السياسية حول ملف اللجوء السوري، وموجة النزوح المستجدة والمتدفقة من المعابر الحدودية غير الشرعية.  وبعد عودته الشهر الفائت من اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، اتهم بو حبيب صراحة المجتمع الدولي بأنه اتخذ قرار عدم عودة السوريين إلى بلادهم، على قاعدة أن سوريا غير آمنة.    توازيًا، شدد الجانبان على "الرفض القاطع لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني أو تصفية قضيته العادلة"، وأكدا على "ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين ولبنان والجولان السوري وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

 

رسالة السفارة الفرنسية لمواطنيها.. تحسّباً لحرب مفاجئة؟!

المدن/24 تشرين الأول/2023

في سياق تحذيرات الدول لرعاياها في لبنان، برزت الرسالة التي وجهتها السفارة الفرنسية إلى مواطنيها المقيمين على الأراضي اللبنانية، وتتضمن مطالبتهم بتخزين الطعام والمياه والوقود والأدوية، بالإضافة إلى تجهيز أوراقهم الرسمية والثبوتية في حقيبة، تحسباً لحصول أي تطورات. وحسب ما تشير مصادر متابعة لـ"المدن"، فإن كل الإجراءات التي تتخذها السفارة هي غير علنية. إذ كانت قبل أيام قد تواصلت مع مواطنيها وحددت لهم وفق أمكنة إقاماتهم شخصاً من قبلها للتنسيق معه، في حال حصول أي تطورات. وتضيف المصادر، أن السفارة عملت في الأيام الماضية على نقل بعض الاحتياجات اللازمة إلى بعض المراكز الثقافية الفرنسية في عدد من المناطق، من بينها عبوات مياه، وبعض مستلزمات النوم، وذلك لتحويل هذه المراكز إلى أماكن إجلاء الفرنسيين إليها، في حال تطورت الأوضاع في جنوب لبنان. ومما ورد في نص الرسالة التي وجهت مؤخراً إلى الفرنسيين:

المواطنون والمواطنات الأعزاء: هذه الرسالة موجهة إلى المواطنين الفرنسيين المقيمين في لبنان، أو الفرنسيين الذين يجرون زيارة إلى الأراضي اللبنانية، وتهدف إلى التذكير باتخاذ بعض الإجراءات تحسباً لحصول أي تدهور في الأوضاع. لذا، يجب الاحتفاظ بمواد غذائية في المنزل تحسباً للبقاء فيه لفترة من الوقت، في حال اقتضت الظروف ذلك والبقاء داخل المنزل. كما تدعو الرسالة إلى تخزين الماء بما يكفي لفترة أسبوعين. ومن بين هذه المواد الغذائية، المعلبات والنشويات، بالإضافة إلى أدوية الإسعافات الأولية كـ"الأسبرين، كريم مطهر، والباراسيتامول". وتشير الرسالة إلى ضرورة إبقاء الأوراق الثبوتية والمستندات الإدارية، كجواز السفر، والهوية، وبيانات القيد العائلية، بالإضافة إلى رخصة قيادة السيارة، وبطاقات الإئتمان، إلى جانب مفاتيح السيارة، المنزل والمكتب.. مع ألعاب للإطفال وما يشغلهم ويلهيهم، بالإضافة إلى مبلغ نقدي يصل إلى 1000 دولار أميركي بأوراق نقدية من الفئة الصغيرة، والاحتفاظ دائمًا بما يكفي من الوقود في السيارات. وتطلب الرسالة أن يتم تجهيز حقيبة جاهزة للإستخدام سريعاً في حالة مغادرة المنزل، تحوي ليترين من الماء عن كل يوم للشخص الواحد، بالإضافة إلى مصابيح إضاءة، وشواحن الهواتف المحمولة، وبعض الملابس والأحذية، معه بطانيات النوم، ومستلزمات النظافة الشخصية، وأكياس النفايات. أما في حال سماع أصوات انفجارات وعمليات قصف، فيجب البقاء بعيداً من النوافذ والشرفات، والتموضع في غرفة مغلقة، وعدم المخاطرة بالخروج بل الانتظار. وطلبت السفارة أيضاً من الفرنسيين تحديث بياناتهم الشخصية، والتواصل مع القنصلية للحصول على المزيد من التعليمات.

 

إسرائيل تزيد قواتها على الحدود اللبنانية والسعودية تجلي ديبلوماسييها

المدن/24 تشرين الأول/2023

على وقع استمرار التوتر في الجنوب، أرسل جيش الإحتلال الإسرائيلي المزيد من قواته إلى المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، كما أعلن عن اجرائه مناورات عسكرية هذه الليلة في كريات شمونة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يصعّد بوجه حزب الله وينقل عددا كبيراً من قواته إلى الجبهة الشمالية الحدودية مع لبنان. في ظل هذه التوترات، عملت طائرات ملكية سعودية على نقل وإجلاء عائلات الديبلوماسيين وبعض العاملين في السفارة في بيروت، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية وتحسباً لأي تطورات قد تحصل في المرحلة المقبلة.

بيان حزب الله

في السياق، تواصلت العمليات العسكرية جنوباً، وفيما نفذ حزب الله عدداً من العمليات ضد مواقع إسرائيلية، بدا واضحاً ان قوات العدو الإسرائيلي التي تواصل تسيير طائرات مسيرة بشكل مستمر في الأجواء، بدأت تتبع أسلوب تنفيذ ضربات استباقية ضد أي خلية تتحرك على الحدود.  وأصدر "حزب الله" بياناً، أعلن فيه أنه عند الساعة 4.45 دقيقة عصر الثلاثاء، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية موقع خربة المنارة الإسرائيليّ ‏بالأسلحة الصاروخية الموجّهة والقذائف المدفعية وحققوا فيه إصابات ‏مباشرة. ‏كذلك، نفذ الحزب عملية أخرى عند الساعة الـ5.30 عصر اليوم ضدّ ثكنة برانيت الإسرائيلية، حيثُ استهدفها المقاومون بالأسلحة الصاروخية الموجهة والقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مُباشرة. كما عمل "الحزب" على قصفَ موقع جل العلام الإسرائيلي المقابل لبلدة الناقورة في القطاع الغربي من جنوب لبنان.

بيان الجيش الاسرائيلي

بدوره اعلن الجيش الإسرائيليّ، أنه إستهدف 3 خلايا تابعة لـ"حزب الله" عند الحدود مع لبنان. وأشار في بيان إلى أنّ طائرة مُسيرة هاجمت عن بُعد خليتين كانتا تُطلقان قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات على مواقع عسكرية في الجليل الغربي. وفي آخر التطورات الميدانية قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي أطراف عيتا الشعب والضهيرة ومروحين. وكانت قد طاولت منطقة "الرويسة" عند أطراف بلدة حولا الحدودية. وسجّل سقوط 6 صورايخ في حولا. كما سقطت قذيفتان فوسفوريتان قبالة مستشفى ميس الجبل بين موقعي العباد والمنارة، كما ألقت قنابل مضيئة فوق حولا في وضح النهار. وذكرت القناة 12 الاسرائيلية أن نحو 10 صواريخ كورنيت أُطلقت على موقعين للجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية. وكان الجبهة الجنوبية قد شهدت هدوءاً صباح اليوم قبل أن يطلق الجيش الاسرائيلي النار، قرابة الواحدة والنصف، من موقع مسكاف عام باتجاه بلدة العديسة،. على الاثر، أعلن الجيش الاسرائيلي انه قتل مسلحاً تم تحديده في الأراضي اللبنانية حاول إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل.

 

النهار: أخطر تحذير فرنسي: الضربة الإسرائيلية للبنان حتمية!

"النهار/24 تشرين الأول/2023

الانحسار النسبي في عنف المواجهات الميدانية نهار امس عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل لا يعني تبدد الوضع المشدود القابل للاشتعال الواسع في أي لحظة، اذ ان ساعات بعد الظهر والمساء عادت لتشهد تصعيدا ملحوظا من جانب إسرائيل فيما الاعين على معالم المحاولات الدولية ولا سيما منها الأوروبية لاحلال هدنة إنسانية تفرض وقفا لاطلاق النار في غزة، بما سينسحب حتما على الجبهة الجنوبية في لبنان. وفي أي حال بدا تكثيف المواقف الدولية والاوروبية المحذرة من انتقال الحرب الى لبنان دليلا اضافيا على ان الأيام الأخيرة من المواجهات الميدانية العنيفة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي عبر خطوط المواجهة قد فاقمت المخاوف الدولية كما رفعت وتيرة الاستنفار والضغوط الديبلوماسية سعيا الى منع تحول هذه المواجهات الى حرب واسعة، علما ان وسائل إعلام إسرائيلية وصفت امس ما يجري في الشمال بانها جولة القتال الأكبر بين إسرائيل و”حزب الله” منذ حرب تموز 2006. وعلى رغم تصاعد المخاوف من اتساع المواجهات وما يرصد من تكثيف النزوح من المناطق الحدودية الجنوبية، فان بعض الأوساط المطلعة على مجريات الاتصالات الكثيفة التي تجري للجم الاندفاعات الحربية في غزة ومنع تمددها الى لبنان لا تزال ترجح حاليا بقاء “الستاتيكو” الميداني. ولذا توقعت هذه الأوساط تفعيلا واسعا للجهود الحكومية والوزارية في اطار تحصين الواقع اللوجستي الداخلي على غرار ما بدأت تنفذه الوزارات الأساسية في مجالات العمل الاجتماعي والصحي والاغاثي والتحسب لكل احتمالات المرحلة المقبلة.

هذه الأجواء لم تحجب الدلالات البارزة لاطلاق مزيد من المواقف الغربية المحذرة من تورط لبنان في الحرب، وجاء ابرزها امس على لسان السفيرة السفيرة الأميركية دوروثي شيا في مناسبة احياء الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983 والذي تزامن مع الظروف الحالية بما اضفى على الموقف الأميركي دلالات استثنائية. فقد اعلنت السفيرة شيا اثر وضعها والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو إكليلا من الزهر على النصب التذكاري في السفارة الأميركية “نحن هنا لنقول بشكل لا لبس فيه أن التزامنا تجاه شعب لبنان أقوى بكثير من أي عمل جبان من أعمال العنف أو الإرهاب. اليوم، نحن نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب ــ وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران وحزب الله، بل وأيضاً عن حماس وآخرين، الذين يصوّرون أنفسهم كذباً على أنهم “مقاومة” نبيلة والذين ومن المؤكّد أنهم لا يمثلون تطلّعات – أو قيم – الشعب الفلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق”. ولكن الخطير في هذا السياق ما نقلته مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي فرنسي من ان ما يقوم به حاليا “حزب الله” على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من ارسال قذائف وصواريخ وقصف مدرعات إسرائيلية يجعل توقع ضربة إسرائيلية للبنان حتميا. وأضاف انه “لم يبق هناك شك في ان إسرائيل ستضرب لبنان ولكن تاريخ الضربة غير معروف لان إسرائيل لن تستمر دون رد على الاختبار الذي يقوم به حاليا حزب الله”. أضاف المصدر “ان فرنسا وجهت تحذيرات مباشرة الى حزب الله حول الموضوع ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اكدت للمسؤولين في لبنان ضرورة عدم الدخول في الحرب ولكن ما يحدث حاليا على الحدود يجعل الضربة الإسرائيلية حتمية”. وأشار الى انه سبق لفرنسا ان وجهت رسالة الى الحكومة الإسرائيلية بمعنى انه ينبغي عدم توسيع الحرب الى الشمال مع لبنان وكل مرة كان رد رئيس الحكومة نتنياهو اذا لم يحدث شيء من الحدود الشمالية لن نفعل شيئا ولكن الآن يرسل حزب الله يوميا قذائف وصواريخ الى إسرائيل وسترد بالقصف على لبنان لا نعرف كيف ومتى ولكن هذا حتمي”. وقال المصدر انه خلال الاتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي كانت لهجة رئيسي لهجة تهجم. وأوضح ان الرئيس الفرنسي يرى انه من الضروري ان يعود مبعوثه جان ايف لودريان الى بيروت قريبا لدفع اللبنانيين الى انتخاب رئيس لأن الخطر كبير جدا على لبنان ودون رئيس وحكومة كيف يمكن مساعدة البلد؟ .

الوضع الميداني

في غضون ذلك سجل الوضع الميداني انحسارا ملحوظا في المواجهات قبل ظهر امس الى ان عاودت إسرائيل عمليات القصف بعد الظهر فقصفت مسيّرة خراج بلدة كفرحمام بصاروخين، في وقت اعلن الجيش الإسرائيلي “ان الدفاعات الجوية اعترضت مسيرة من لبنان اخترقت مجالنا الجوي من جهة البحر قبالة عكا”.

كما افيد عن قصف مدفعي اسرائيلي طال خراج بلدة رميش، فيما اشارت معلومات ان 12 قذيفة أطلقها الجيش الاسرائيلي في اتجاه مركز الجدار للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش وقد أصيب المركز بقذيفة من دون اصابات وسقطت 11 قذيفة في محيطه. كما سجل سقوط صاروخ في مستوطنة كريات شمونة الواقعة قرب الحدود مع لبنان . واعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حصول إطلاق نار من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في مسكاف عام في اسرائيل، فيما تعرضت بلدات مركبا وبني حيان ومجدل سلم للقصف وقامت ومسيرة اسرائيلية بقصف محيط بلدة كفرشوبا في القطاع الشرقي بثلاثة صواريخ .

جولة باسيل

في المشهد الداخلي برزت الجولة التي بدأها امس رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على بعض القيادات كتحرك سياسي هو الأول من نوعه بعد الجمود القائم منذ اندلاع حرب غزة والمواجهات في جنوب لبنان . فزار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا ثم زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط واعرب بعد اللقاء عن “سعادته بهذا اللقاء، ووجدت الكثير من نقاط التفاهم مع جنبلاط وحرص على مواضيع أساسية، بينها تأييد قضية الشعب الفلسطيني وحق لبنان في الدفاع عن نفسه، وبذل كل الجهود لتجنيب لبنان واللبنانيين الحرب التي يهددونا بها، وألا يكون ثمة سبب لأن يحملنا أحد مسؤوليتها”. واعتبر باسيل أن “الظرف يحتم علينا العمل أكثر من أجل التفاهم الوطني الذي يحفظ الوحدة اللبنانية ويؤدي إلى إعادة تكوين السلطة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية أولا وتأليف حكومة”. وأضاف: “المطلوب أن نكون سوياً صوت العقل، نحن حريصون على البلد والحفاظ عليه وعلى بعضنا البعض، لأننا في مواجهة حرب أكبر من لبنان، وعلينا أن نرى كيف سنحمي لبنان”.

من جهته، أشار جنبلاط إلى أن “القواسم المشتركة بيننا وباسيل والتيار الوطني الحر، وفي طليعتها كيف نستطيع أن نوفر على البلاد اندلاع أو اتساع الحرب، وهذا يعني أن نكون سوياً صوتاً واحداً من أجل نصح بعض القوى ألا تتوسّع الحرب، لأن الحرب قد تندلع من جهتنا، وقد تندلع من جهة إسرائيل. من جهة إسرائيل، هذا ليس من شأننا، من جهتنا، علينا أن نضبط الأمور وذلك بالتشاور ونصح الأخوان في حزب الله أن تبقى قواعد الاشتباك كما هي . لاحظنا أن بعض التنظيمات المعنية تنتشر في الجنوب، نحن نريد أن يكون هذا الانتشار تحت وصاية وأمرة حزب الله، أما أن تنتشر وتجرنا إلى المجهول، فهذا أمر خطير جداً”. بالنسبة لرئاسة الجمهورية، قال جنبلاط: “إذا أمكن أن نتفق على رئاسة الجمهورية، لا مانع لدي، ولا اسم لنا، بل نختار سوياً مع الفريق العريض”. وحذّر من أن ” هذه المرحلة قد تكون أخطر مرحلة من الحروب طيلة حياتي السياسية، مصير لبنان على المحك”. وبدا لافتا ان اللجنة المركزية في “التيار الوطني الحر” والعلاقات الإعلامية في “حزب الله” اعلنتا مساء في بيان أن “الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تلقى اتصالا هاتفيا عن طريق آمن من رئيس التيار النائب جبران باسيل”. وأشار البيان إلى أنهما “عرضا مجموعة من الملفات، لا سيما التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، خصوصا تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية. وتم الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين”. وهي المرة الأولى منذ بدء حرب غزة والمواجهات في الجنوب يعلن فيها عن اتصال بين نصرالله وشخصية سياسية لبنانية . ومن المتوقع ان يزور باسيل اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري .

 

الجمهورية: واشنطن: نرفض جرّ لبنان الى حرب... ودمشق تؤكد التعاون بملف النازحين

 صحيفة "الجمهورية/24 تشرين الأول/2023

 ليس معلوماً أيّ التقديرات ستصيب: هل تلك التي تجزم بأنّ الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ستتوسّع وتشعل كل المنطقة بما يؤسّس لشرق أوسط جديد لإسرائيل، ام تلك التي تجزم بدورها أنّ هذه الحرب ورغم قساوتها، وكثرة داعميها ورعاتها، ستبقى محصورة بالميدان الغزّاوي، ولن تتمكن خلالها إسرائيل من بلوغ السقف العالي الذي حدّدته بالقضاء على «حماس» وتصفيتها؟ ليس في الامكان الجزم بأيّ من تلك التقديرات هو الأكثر دقة، وإنْ كانت الحرب الواسعة هي الاكثر ترجيحاً ربطاً بحرب الدمار الشامل التي تشنها اسرائيل على غزة بدعم مباشر وغير مسبوق من الولايات المتحدة الاميركية والغرب، واستعداداتها لاجتياح برّي للقطاع، وبالأجواء الحربيّة التي تسود المنطقة التي تبدو وكأنها باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تنزلق الى حرب قد يُعرف كيف تبدأ، ولكن لا يُعرف كيف ستنتهي، وأيّ جبهات ستشمل وأي نتائج ستتأتّى منها على كل دول المنطقة.

على أنّ تلك التقديرات تتقاطع جميعها عند ثابتة وحيدة وهي أنّ ما بعد عمليّة حركة «حماس» في السّابع من الشهر الجاري، والحرب التدميريّة التي تلتها، ليس كما قبله؛ أيْ واقع جديد تأثيراته ستنسحب على كلّ المنطقة، سواء حققت اسرائيل النصر الذي تريده على «حماس» او لم تتمكّن من تحقيق ذلك. وهو واقع لا يمكن التكهّن فيه سوى بسيناريوهات مخيفة وبأثمان كبرى ستُدفع. في موازاة تلك السيناريوهات، تتصاعد المخاوف من أن يكون لبنان أكثر من يدفع الثمن، فحدوده الجنوبية باتت شبه مفتوحة، وصعدت الى ذروة التوتّر جرّاء العمليّات الحربيّة بين «حزب الله» واسرائيل، التي تسارعت في الايام الاخيرة بوتيرة مكثّفة وعنيفة على طول الخط الحدودي، وأشاعت قلقا جديّا من احتمال انهيارها بشكل أخطر وأوسع، تبعاً لأيّ طارىء قد يحصل في أي لحظة. الا انّ اللافت للانتباه في الجو المتوتر على الحدود، هو ان العمليات العسكرية سجلت نهار امس تراجعا لافتا عمّا كانت عليه في الأيّام السّابقة، من دون ان يعني ذلك ان باب الاحتمالات الحربية قد اغلق، حيث ظل التوتر مسيطرا، في ظل تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الاسرائيلي في أجواء الحدود وصولاً الى النبطية واقليم التفاح، ليعود الوضع الى التوتر في فترتي بعد الظهر والمساء تخلله قصف لخراج بلدة كفرحمام وعمليات تمشيط نفذها العدو لمحيط موقع رويسات العلم في القطاع الشراقي، وأفيد عن قصف اسرائيلي على مركز الجدار التابع للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش. وسمعت صافرات الانذار بوضوح داخل «كيبوتس دان» القريب من الحدود اللبنانية. واعلن جيش العدو عن «اعتراض مسيرة قادمة من لبنان اخترقت مجالنا الجوي من جهة البحر قبالة عكا، وانّ سلاح الجو الاسرائيلي هاجَم خلية كانت تخطط لإطلاق صواريخ في مزارع شبعا. كما اعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن تعرّض موقع مسكافعام لإطلاق نار من الجانب اللبناني، فيما تحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن سقوط صاروخين في مستوطنة كريات شمونة ما أدى الى اصابة مستوطنين بجروح.

توتر فوق الجمر

وشَبّه مصدر امني مسؤول الوضع على الحدود بـ»التوتر فوق الجمر»، وابلغ الى «الجمهورية» قوله ردا على سؤال عما اذا كانت تتوقع تفجيرا واسعا في الجنوب: تطورات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، او بمعنى أدق تحضيرات جيش العدو لعملية برية في القطاع هي التي تحدّد إشعال فتيل التفجير او اطفائه. ولكن حتى الآن يبدو ان اسرائيل ما زالت في حال تخبّط ازاء هذه العملية، وهو ما يعكسه الاعلام الاسرائيلي بوضوح وحديثه تارة عن إنهاء تلك التحضيرات، وتارة اخرى عن خلاف حاد بين نتنياهو والجيش الاسرائيلي على خلفية هذه العملية. وآخر الذرائع ما كشفته اذاعة الجيش الاسرائيلي بأنّ اسرائيل وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البري الى غزة حتى وصول قوات اميركية اضافية». امام هذا التخبط، يضيف المصدر: «يبدو ان اسرائيل تعوض عن ذلك بتكثيف غاراتها التدميريّة لقطاع غزة، امّا الجبهة الجنوبية فتبدو انها شديدة الهشاشة، ولكن رغم التوتر الشديد الذي يسودها لا توجد اي مؤشرات الآن الى تفاقم الامور بشكل واسع الا اذا حصل ما ليس في الحسبان، ولكن الوضع بصورته الحالية خلاصته انّ ما يحري من عمليات عسكرية وقصف ما زال تحت سقف قواعد الاشتباك الجديدة. وهذا السقف قد يشهد ارتفاعا في بعض الاحيان، كما قد يشهد انخفاضا في احيان اخرى».

وأوضح المصدر «انّ اتّساع رقعة العمليات العسكرية يبدو انه عدّل في ما كانت تسمى قواعد الإشتباك المعمول بها منذ العام 2006 بين «حزب الله» وجيش العدو الاسرائيلي التي كانت محصورة فقط بالمناطق غير المحرّرة، فيما العمليات اليومية التي نفّذها «حزب الله» ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية على طول الحدود، وكذلك الامر بالنسبة الى القصف الاسرائيلي الذي يتجنّب عمق البلدات الجنوبية واحيائها السكنية، ويتركز على اطراف البلدات وما تسمى المناطق المفتوحة، بما يؤشّر الى ما يبدو انه توسيع غير معلن لمساحة قواعد الاشتباك، بحيث باتت شاملة جانبي الحدود الجنوبيّة امتداداً من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا شرقاً الى الناقورة غرباً».

خوف... وحسابات

يلاقي ذلك مصدر سياسي مسؤول بقوله لـ»الجمهورية» انه «على الرغم من الاجواء السائدة، سواء في غزة او على الحدود الجنوبية، فحتى الآن، لست ارى ان العملية البرية التي تحدثت عنها اسرائيل ضد قطاع غزة مُيسّرة، ولو انها كانت كذلك لما تأخرت لحظة. كما انني حتى الآن لست ارى تدحرجا خطيرا للوضع على الحدود، فبتقديري انّ الهواجس المانعة للتدهور ما زالت موجودة بقوة، اولها الخوف الذي يعتري جميع الاطراف من الحرب الواسعة، وثانيها الحسابات. فالاميركيون وكما هو واضح يشجعون اسرائيل في حربها الانتقامية ضد «حماس»، وفي الوقت ذاته يسعون جهدهم لعدم توسيع هذه الحرب، بدليل تحذيراتهم المتتالية لـ»حزب الله» من فتح الجبهة، وكذلك بمحاولة مغازلة ايران والقول بعدم وجود دليل على وقوفها خلف هجوم حماس، او خلف العمليات التي تشنّ ضد الاميركيين في العراق. فالاميركيون يعرفون مسبقاً وقبل غيرهم، أيّ نتائج ستؤدي اليها أيّ حرب تقع، وتؤذي جميع اطرافها من دون استثناء».

اضافة الى ذلك، يضيف المصدر عينه، «فإنّ الدول الاوروبية ورغم تغطيتها لحرب اسرائيل على غزة، فهي قلقة جدا من الحرب بل لا تريدها، ذلك ان اوروبا قريبة من الشرق الاوسط، ودولها قد تكون الاكثر تأثراً بما قد ينتج عن هذه الحرب من سلبيات ومخاطر على مصالحها في المنطقة، وكذلك مما قد تحرّكه تلك الحرب من هجرة واسعة وكثيفة اليها، وهذه الهجرة قد تكون عاملا قويا في تسلل ما تعتبره الدول الاوروبية الارهاب اليها. اما ثالث هذه الهواجس، فهو ميزان الربح والخسارة لدى اطراف الحرب المفترضة، والاكلاف الصعبة التي سيدفعها مَن راهن على ربح هذه الحرب فخسرها، حيث سيتسحيل عليه في حال خسارة الحرب، حتى اعادة ترميم نفسه».

حراك دولي

بالتوازي مع التركيز الدولي على الجبهة الجنوبية والمساعي المكثفة لمنع انزلاقها الى حرب واسعة، والتحذيرات المتتالية من اكثر من مستوى دولي، تَبدّى حضور اميركي مكثف على هذا الخط، وكذلك جولات مستمرة، وبعضها غير منظور، يقوم بها السفير الفرنسي في لبنان إيرفيه ماغرو في اتجاه الاطراف اللبنانية. وضمن هذا السياق اندرجت زيارات سائر الموفدين الغربيين وآخرهم وزير الدفاع الايطالي الذي وصل الى بيروت امس، والتي حملت جميعها رسالة بمضمون واحد الى المسؤولين اللبنانيين: النأي بلبنان عمّا يجري في غزة، والحفاظ على الامن في منطقة الحدود مع اسرائيل، وثَني «حزب الله» عن القيام بأيّ عمل يؤدي الى تدهور الوضع، بما قد يلحق الضرر الكبير بلبنان». ولفت في هذا السياق ما قاله وزير الخارجية الايطالية من أنّ انتقال العنف الى لبنان سيُفضي الى عواقب وخيمة للغاية».

بري: الخطر مصدره إسرائيل

يُشار هنا الى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى امس قائد الجيش العماد جوزف عون، قد أبلغ الموفدين الغربيين ما مفاده بأنّ المشكلة ليست عندنا، بل اسرائيل هي مصدر الخطر، وليس لبنان، وعليكم ان توجّهوا كلامكم الى اسرائيل». واكد بري ايضاً «أن لبنان ملتزم بالشرعية الدولية وهو يمارس حقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفه»، منوّهاً خلال لقائه السفير البرازيلي بموقف البرازيل ورئيسها لولا دا سيلفا وجهوده الرامية لوقف العدوان الاسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني سواء في مجلس الامن الدولي وعبر المشاركة في مؤتمر القاهرة».

قلق غربي

وفي هذا الإطار، أبلغت مصادر ديبلوماسية غربية الى «الجمهورية» قولها: إنّ الوضع على حدود لبنان الجنوبية لا يبعث على الاطمئنان، ونلاحظ تكثيفا للعمليات العسكرية من قبل «حزب الله»، ومن شأن هذا الامر أن يخلّ بالإستقرار ويخلق وضعا متفجرا، وهو ما نسعى الى تجنّبه، وقد أبلغنا القادة اللبنانيين بأن ليس من مصلحة لبنان ان ينزلق الى حرب، ولمسنا حرصاً لدى رئيس الحكومة اللبنانية في هذا الاتجاه، وأكد ان جهوداً تُبذل لاحتواء اي امر يتسبّب بمفاقمة التوتر. ولكن ما نراه مِن تعمّد «حزب الله» تكثيف الأعمال العسكرية يثير القلق البالغ لدينا».

شيا تهاجم «الحزب»

ولفت في هذا السياق ما قالته السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا خلال الإحتفال الذي أقامته السفارة الأميركية في الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ المارينز في بيروت في 23 تشرين الأول 1983: «نقول بشكل لا لبس فيه إنّ التزامنا تجاه شعب لبنان أقوى بكثير من أي عمل جبان من أعمال العنف أو الإرهاب». واضافت: «اليوم، نحن نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب. وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران و»حزب الله»، بل وأيضاً عن «حماس» وآخرين، الذين يصوّرون أنفسهم كذباً على أنهم «مقاومة» نبيلة، والذين ومن المؤكّد أنهم لا يمثلون تطلّعات أو قيم الشعب الفلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق».

الوضع الداخلي

داخلياً، الصورة العامة جمود كامل بالنسبة الى ما يتصل بالملف الرئاسي، ونشاط خجول في المجلس النيابي، والعمل الحكومي يتحرّك على خطين: مواكبة تطورات المنطقة، وتوفير ما أمكن ممّا يتطلبه الداخل من متطلبات. فيما برزت أمس، حركة لافتة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حيث قام بزيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بعد فترة طويلة من انقطاع الهجومات العنيفة بين الجانبين، وكذلك زيارة باسيل للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وتردد انه سيقوم بزيارة الرئيس بري في الساعات المقبلة. كما أفيد بأنّ الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله تلقى اتصالا هاتفيا عن «طريق آمن» من باسيل، عَرضا فيه مجموعة من الملفات لا سيما التطورات الأخيرة ‏في لبنان والمنطقة، وخاصة تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز ‏الوحدة الوطنية. وتمّ الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم ‏مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين.‏ وأدرجت مصادر سياسية متابعة تحرّك باسيل في سياق ليونة حول بعض الملفات الداخلية، ولا سيما الملف المتعلق بالمؤسسة العسكرية، سواء ما يتعلق بتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون او بإكمال المجلس العسكري وتعيين رئيس جديد للاركان. ولم تستبعد المصادر ان يكون الملف الرئاسي بنداً للنقاش في هذا الحراك، خصوصاً ان الايام الاخيرة شهدت موقفين لافتين حول رئاسة الجمهورية، الاول لجنبلاط قال فيه كفانا حسابات رئاسية، والثاني للرئيس بري حيث قال: نحن امام فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقّفها».

بوحبيب والمقداد

من جهة ثانية، زار وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال دمشق والتقى نظيره السوري فيصل المقداد. ولحظَ بيان مشترك انّ الجانبين تدارسا الهدف من هذه الزيارة وهو معالجة التحديات المتصلة بأزمة النزوح السوري في لبنان، وشددا على أهمية التعاون المشترك لضمان العودة الكريمة للمهجرين السوريين إلى وطنهم الأم، وضرورة تَحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لمسؤولياتهم في المساعدة على تحقيق هذا الهدف. وشرح الوزير المقداد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية على مدى السنوات الماضية وفي الآونة الأخيرة لإعادة الأمن والاستقرار وتيسير عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكداً أن سوريا ترحّب بجميع أبنائها وتتطلع لعودتهم، وهي تبذل قصارى جهدها بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الإنساني لتحقيق ذلك»، فيما أعرب الوزير بو حبيب عن امتنانه وتقديره للجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية. وتم الاتفاق على عقد اجتماعات تنسيقية لاحقة على مستوى المسؤولين والخبراء المختصّين لمتابعة المسائل المتصلة بعودة النازحين، وضبط الحدود، وتبادل تسليم المحكومين العدليين، وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك».

وضع أسس للعودة

وعلمت «الجمهورية» من مصادر رسمية تابَعَت زيارة دمشق، ان لقاء الوزيرين بو حبيب والمقداد أسفرَ عن وضع أسس للتعاون لعودة النازحين: عسكرياً من خلال وقف تهريب الاشخاص بين البلدين، وأمنياً من خلال إجراءت الامن العام بتسوية اوضاع المخالفين او ترحيلهم اذا اقتضى الامر، ودبلوماسياً وسياسياً من خلال اتصالات مع لجنة المساعي العربية التي شكّلتها القمة العربية الاخيرة لمتابعة الوضع في سوريا ولا سيما اعادة النازحين. ومع دول الاتحاد الاوروبي المعنية بموضوع اللجوء، ولو اضطر الامر الى ممارسة ضغط عربي على اوروبا لتسهيل العودة ودفع المساعدات المالية للنازِح في بلده ليستطيع اعادة بناء منزله المدمر والمساعدة في اعادة إعمار سوريا بدل دفعها في لبنان. واشارت المصادر الى انّ رفض الغرب عودة النازحين يؤدي الى تدني العمالة التي تحتاجها سوريا لإعادة الاعمار طالما انّ غالبية اليد العاملة خارج البلاد. ولذلك لا تستطيع سوريا وحدها ولا لبنان وحده معالجة ازمة النازحين التي تحتاج اموالا ضخمة، من دعم مالي عربي وغربي.

 

نداء الوطن: أول نشاط معلن لنصرالله اتصالٌ «عن طريق آمن»

دول "اليونيفيل" تسأل عن الـ1701... وبري: نلتزم الشرعية الدولية

"نداء الوطن/24 تشرين الأول/2023

 لم تتوقف الدعوات الحازمة الى تحييد لبنان عن الحرب في غزة، واتخذت هذه المرة منحىً جديداً يتمثل بموقف دول «اليونيفيل» من «الانتهاك الفاضح» لالتزامات لبنان بموجب القرار الدولي الرقم 1701 الذي أنهى حرب عام 2006. وكان لافتاً الموقف الذي أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس وأكد فيه «أنّ لبنان ملتزم الشرعية الدولية»، وكأنه يجيب عن سؤال يتعلق بالموقف الرسمي من الانتهاكات المتصاعدة للقرار1701. وهذه الانتهاكات جعلت الأعمال العسكرية التي يمارسها حالياً «حزب الله» ومعه فصائل فلسطينية، بمثابة «قواعد اشتباك جديدة» على طول «الخط الأزرق» على الحدود الجنوبية.

ماذا في المعطيات الديبلوماسية الجديدة حول انتهاكات القرار 1701؟ يكشف مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ أبرز ما يركّز عليه الموفدون الدوليون في محادثاتهم مع القيادات السياسية والعسكرية والأمنية هو السؤال عن التزامات الدولة اللبنانية بمنع خرق القرار الدولي؟

وقال المصدر إنّ وزراء الخارجية والدفاع وسفراء الدول التي تشارك في قوات «اليونيفيل»، «حمّلوا الدولة اللبنانية مباشرة المسؤولية عن أمن ضباطها وجنودها وسلامتهم، تعبيراً عن خشية متعاظمة من تعرّض هذه القوات لاعتداءات من جماعات مسلحة تنشط في منطقة الجنوب وسط عجز الدولة اللبنانية عن ردعها».

وأشار المصدر الى أنّ «دولاً عدة تحدثت صراحة عن اتجاهها الى سحب قواتها أو خفض عديدها الى أدنى حدّ». وهذا ما ألمح اليه وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس، عندما قال من بيروت «إنّ الوقت ليس مناسباً لخفض عديد «اليونيفيل». ورأى المصدر «أنّ بدء سحب وحدات من هذه القوات، سيكون مؤشراً سلبياً جداً الى أنّ الأمور ذاهبة في الجنوب الى أسوأ مما كانت عليه قبل الاجتياح الاسرائيلي عام 1982».

وفي سياق متصل، استقبل أمس الرئيس بري قائد الجيش العماد جوزاف عون. ووزعت دوائر بري على هامش نشاطه أمس «أنّ لبنان ملتزم الشرعية الدولية، وهو يمارس حقّه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف لبنان». في المقابل، خرج الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله من دائرة الابتعاد عن الأضواء بعد احتجاب بدأ عملياً مع بدء تطورات غزة في السابع من الجاري. ولم يقطع هذا الاحتجاب سوى لقاء جمعه ووزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان عندما زار لبنان في 13 الشهر الجاري. وأورد موقع «العهد» الالكتروني التابع لـ»الحزب» أنّ نصرالله تلقى اتصالاً هاتفياً عن «طريق آمن» من رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. وعلم من مصادر «التيار» أنّ تحرّك باسيل أمس يستجيب رغبة من «حزب الله» في تأمين «غطاء» واسع له في المرحلة الراهنة. وزار باسيل لهذه الغاية كلاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط.

ورداً على سؤال قال جنبلاط: «إذا أمكن أن نتفق على رئاسة الجمهورية، لا مانع لديّ، وليس لدي اسم، بل نختار سوياً مع الفريق العريض». ومن المواقف البارزة التي دعت أمس الى تحييد لبنان عن حرب غزة، ما جاء خلال إحياء السفارة الاميركية في بيروت الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983، إذ أعلنت السفيرة الأميركية دوروثي شيا: «نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب ــ وأنا هنا أتحدث ليس فقط عن إيران و»حزب الله»، بل أيضاً عن «حماس» وآخرين». ومن المواقف البارزة أيضاً، ما ورد على لسان مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي شدّد على وجوب»منع امتداد الحرب إلى لبنان والبلدان المجاورة، لأنّ ذلك من شأنه أن يزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها ويؤثر على أوروبا أيضاً».

 

"اليونيفيل" في "يوم الامم المتحدة": نحث جميع الأطراف على وقف إطلاق النار لمنع المزيد من الضرر

وطنية /24 تشرين الأول/2023

اعلنت اليونيفيل في بيان، لمناسبة يوم الامم المتحدة الذي يصادف اليوم الذكرى السنوية ال 87 لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ، وهو اليوم الذي ظهرت فيه الأمم المتحدة رسميا إلى الوجود في عام 1945، ان "أحد الأغراض الرئيسية للمنظمة هو الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين، ولهذا السبب تنتشر بعثات حفظ السلام مثل اليونيفيل في جميع أنحاء العالم  في مثل هذا اليوم من كل عام، تستضيف اليونيفيل عادة جنود حفظ السلام والمسؤولين الحكوميين ومسؤولي البلديات والقادة الدينيين المحليين وممثلي القوات المسلحة اللبنانية والأجهزة الأمنية الأخرى لحضور احتفال يقام في مقرنا العام في الناقورة.

لكن اليوم لن يكون هناك تجمع بسبب الوضع الأمني الحالي. إلا أن ذلك لا يعني أن التزامنا بالمثل العليا التي يجسدها ميثاق الأمم المتحدة أصبح أقل بأي قدر. واليوم، يظهر هذا الالتزام من خلال الرجال والنساء من أفراد القبعات الزرق الموجودين على الأرض. يركز حفظة السلام من 49 دولة مختلفة على مهمة واحدة - وهي منع تصعيد النزاع الحالي على طول الخط الأزرق وتجنب الحرب".  وللمناسبة  قال رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو في تصريح اليوم: "منذ بدء النزاع قبل أكثر من أسبوعين، بقي حفظة السلام التابعين لليونيفيل في مواقعهم يؤدون مهامهم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقرارات اللاحقة. كما نواصل القيام بدوريات وأنشطة أخرى، بما في ذلك مع المجتمعات المحلية، وننسق هذا العمل مع القوات المسلحة اللبنانية. وقد عملنا بنشاط مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة التوترات وتجنب سوء الفهم. ومع ذلك، اشتد النزاع خلال الأسبوعين الماضيين، وهذا مصدر قلق حقيقي". اضاف: "إننا نقدر الثقة التي وضعها الطرفان في آليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها، والتي ساعدت في وقف تصعيد الأعمال العدائية ومنع سوء الفهم خلال هذه الأزمة. علينا أن نضاعف جهودنا للحفاظ على الاستقرار الذي عملنا جميعا بجد من أجله طوال الأعوام السبعة عشر الماضية. ويجب علينا أن نتجنب نشوب نزاع أوسع نطاقا من شأنه أن يعرض أعدادا أكبر من الناس للخطر. لقد شهدنا بالفعل الكثير من الدمار والإصابات والخسائر في الأرواح. إننا نحث جميع الأطراف على وقف إطلاق النار لمنع المزيد من الضرر".

 وختم: "في هذا اليوم، يوم الأمم المتحدة، تلتزم اليونيفيل وقرابة 11,000 فرد من حفظة السلام العسكريين والمدنيين، ببذل كل ما في وسعنا للحفاظ على مُثُل ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة. وفي يوم ما قريبا، إن شاء الله، سيعود السلام والاستقرار إلى جانبي الخط الأزرق".

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

غارات إسرائيلية جديدة على مواقع عسكرية في سوريا

تل أبيب/د ب أ/24 تشرين الأول/2023

علن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف مواقع للبنية التحتية العسكرية لجيش النظام السوري مساء الثلاثاء. ونقلت وسائل إعلام عبرية من بينها صحيفتا “يديعوت أحرونوت” و “هآرتس” عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن “مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي ردت على جيش النظام السوري بضرب مرافق للبنية التحتية العسكرية ومواقع إطلاق الصواريخ، في أعقاب الهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل الليلة الماضية”.

 

أبرز تطورات الحرب على غزة في يومها الثامن عشر

السياسة/23 تشرين الأول/2023

وزارة الصحة في قطاع غزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي إلى5791 منهم 2360 طفلاً و1292 امرأة

وزارة الصحة الفلسطينية: نعلن الانهيار التام للمنظومة الصحية في مستشفيات قطاع غزة

وسائل إعلام فلسطينية: عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بمخيم الشاطئ غرب غزة

المرصد الأورومتوسطي: الطيران الحربي الإسرائيلي أسقط ما معدله 22 صاروخاً تدميرياً لكل كيلو متر مربع في غزة

وسائل إعلام فلسطينية: 25 شهيداً جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مخيم النصيرات وجباليا وبيت لاهيا

المقاومة تقصف مواقع العدو الإسرائيلي في أسدود المحتلة وتحشيدات للعدو في مستوطنة كفار عزة برشقة صاروخية

المقاومة تجدد استهداف مواقع الاحتلال الإسرائيلي في بئر السبع المحتلة برشقة صاروخية ومواقع الاحتلال في كيسوفيم والعين الثالثة رداً على مجازره

وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد 7 فلسطينيين جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في مخيم البريج وسط غزة

وزارة الصحة الفلسطينية: خروج 12 مستشفى و32 مركزاً صحياً عن الخدمة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية

وزارة الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 47 مجزرة بحق عائلات فلسطينية راح ضحيتها 704 شهداء

اللجنة الدولية للصليب الأحمر: احتياجات المستشفيات في قطاع غزة هائلة فهي تواجه ظروفاً مستحيلة

”الأونروا” تطالب بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق

وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 15 بجروح جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في حي الأمل بمدينة خان يونس

المكتب الإعلامي في غزة: لا مكان لحقوق الإنسان طالما كان الضحية الشعب الفلسطيني والجلاد هو المحتل

المقاومة تستهدف تحشيدات عسكرية للعدو الإسرائيلي في موقع صوفاط بقذائف الهاون

المكتب الإعلامي في غزة: جرائم الإبادة الجماعية خلفت نحو 23 ألف ما بين شهيد وجريح

المقاومة: إسقاط طائرة مسيرة للاحتلال في بلدة جبع قرب جنين في الضفة الغربية

مصادر طبية فلسطينية: 135 شهيداً ارتقوا في الساعات الأخيرة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة

وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد فلسطيني وإصابة أربعة آخرين جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في حي تل السلطان غرب مدينة

وسائل إعلام فلسطينية: طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف مدرسة الجنينة للفتيات التابعة لوكالة “الأونروا” في مدينة رفح

وسائل إعلام فلسطينية: المستشفى الإندونيسي يخرج من الخدمة بعد نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء

وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد 26 فلسطينياً وإصابة آخرين بقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

وسائل إعلام فلسطينية: استشهاد 14 فلسطينياً وإصابة آخرين بقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منازل في خان يونس جنوب قطاع غزة

 

إسرائيل تقصف غزة بـ”قنابل زلزالية” تسبب هزات أرضية لتدمير الأنفاق

غزة، عواصم – وكالات/23 تشرين الأول/2023

 فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستعداد للاجتياح البري لقطاع غزة، كشف “القناة 12” الإسرائيلية أن الجيش يستخدم قنابل زلزالية مصممة لاختراق الأنفاق في قصف غزة، وهي تسبب بما يشبه الهزة الأرضية، وذكرت القناة أن الفلسطينيين أبلغوا أن الغارات الجوية في القطاع أدت إلى هزات غير عادية، حيث أفادت التقارير بوقوع هجمات زلزالية شعر بها السكان في المناطق المستهدفة. وقالت القناة إن الهزات الأرضية التي تحدث عنها الفلسطينيون ناتجة عن القنابل التي تم تصميمها لتدمير الأنفاق تحت الأرض، مضيفة أن القنابل الارتجاجية هي في الواقع قنابل تخترق المخابئ لعشرات الأمتار تحت الأرض ثم تنفجر في العمق. من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إن الاحتلال يستخدم قنابل ذات قدرات تدميرية هائلة مخصصة لتدمير التحصينات في المناطق الجبلية، مؤكداً أنها لا تتناسب مع طبيعة المنازل السكنية في قطاع غزة، ما يؤدي إلى تدمير منازل عدة في غارة واحدة، ووقوع أكبر عدد من الضحايا، مشيراً إلى أن تلك الغارات تصعب من انتشال الضحايا من تحت الأنقاض. وجاءت الغارات الدامية الجديدة التي شنّتها قوات الاحتلال، ردا على دعوة المفوّض الأعلى للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى ضرورة التوصل إلى هدنة إنسانية فورية في قطاع غزة وامتثال أطراف النزاع للقانون الدولي، حيث حذر تورك في بيان وزعته المنظمة في جنيف من أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من المدنيين على حافة الموت بسبب القصف المستمر، مشددا على أن الإنسانية يجب أن تأتي أولا. وقال إن الوضع الإنساني في غزة والمختنق بالفعل بسبب 16 عاما من الحصار يقترب من الكارثة بسبب نقص المياه والكهرباء والأدوية الأساسية والغذاء وغيرها من الضروريات الأساسية، لافتا إلى أن التقارير التي تتحدث عن الاكتظاظ وانتشار الأمراض مثيرة للقلق العميق، بل وأكثر من ذلك عندما تتضرر المستشفيات وتدمر ويتفاقم النقص في الأدوية وتقيد الحركة بشكل كبير. كما حذر تورك من أن العنف لن ينتهي أبدا ما لم يقف القادة ويتخذون الخيارات الشجاعة والإنسانية، متابعا أن الخطوة الأولى يجب أن تكون وقف إطلاق نار إنساني فوري وإنقاذ حياة المدنيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية السريعة والفعالة في جميع أنحاء غزة حسب الحاجة، ودعا إلى إطلاق سراح جميع المدنيين دون قيد أو شرط.

 

إصابة نحو 25 عسكريا أمريكيا في هجمات بالعراق وسوريا الأسبوع الماضي

واشنطن/رويترز/23 تشرين الأول/2023

ذكرت شبكة (إن.بي.سي نيوز) نقلا عن القيادة المركزية الأمريكية أن نحو 25 عسكريا أمريكيا أصيبوا الأسبوع الماضي في هجمات بطائرات مسيرة على قواعد أمريكية في العراق وسوريا. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أكدت الهجمات، لكن عدد الإصابات غير معروف.

وقالت (إن.بي.سي نيوز) إن الإصابات طفيفة.

 

جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة... غوتيريش يدعو إلى "وقف النار" وإسرائيل تردّ بعنف

النهار العربي/24 تشرين الأول/2024

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم الثلثاء، إلى "وقف إطلاق نار إنساني" في قطاع غزة، معتبراً أنّ الهجوم الذي شنّته حركة "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) "لم يحدث من فراغ"، ما استدعى رداً إسرائيليّاً عنيفاً.

ويعقد مجلس الأمن جلسة للتشاور بشأن الحرب بين إسرائيل و"حماس"، يشارك فيها عدد من وزراء الخارجية بينهم الأميركي أنتوني بلينكن الذي سبق لبلاده أن أكدت دعمها لإسرائيل ورفضت الدعوات لوقف النار.

 وقال غوتيريش : "من أجل التخفيف من هذه المعاناة الهائلة، وتسهيل توزيع المساعدات بشكل مضمون والافراج عن الرهائن، أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا". وأعرب عن "قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نراها في غزة". قائلاً: لنكن واضحين، كل طرف في أي نزاع مسلّح ليس فوق القانون الإنساني الدولي".  وأضاف: "في لحظة حاسمة كهذه يتعين أن نكون واضحين بشأن المبادئ، بدءاً من المبدأ الأساسي لاحترام وحماية المدنيين". ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنّ "القصف الإسرائيلي على غزة بلا هوادة متواصل بشكل مقلق"، لافتاً إلى أن "الوضع في الشرق الأوسط يتفاقم والحرب في غزة قد تمتد بالمنطقة".  وتابع: "المستوطنات تلتهم الأراضي الفلسطينية وتدمّر أحلام الفلسطينيين. إن هجوم حماس لم يحدث من فراغ والشعب الفلسطيني يعاني من حصار خانق ويحق للفلسطينيين تحقيق تطلعاتهم في دولة مستقلة".  وشدد على ألا "مبرر للقتل واختطاف المدنيين ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن لدى حماس. يجب الوقوف بحزم أمام معاداة السامية والإسلام". وأردف غوتيريش: "يجب إيصال المساعدات إلى غزة بلا أي قيود فالمساعدات التي دخلت غزة قطرة في محيط الاحتياجات". وذكر أن "35 من موظفي الأونروا قتلوا في غزة"، مندّداً بذلك.

 فلسطين

وفي كلمته، أكّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنّه "يجب أن يعترف الجميع بقيمة أرواح الفلسطينيين، ولا عذر لمواصلة القتل والدمار وخرق القانون الدولي الإنساني".  وأضاف: "لا سبيل لاحتواء التصعيد في المنطقة إلا بإنهاء مظالم الفلسطينيين، إن تلبية مطالب الشعب الفلسطيني ستمنع الصراع الإقليمي". وشدّد على أن "مصير الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يبقى بيد الاحتلال، والمزيد من القتل والظلم لن يجعل إسرائيل أكثر أمناً". وأردف المالكي: "كل القتلى في الغارات الإسرائيلية مدنيّون. إسرائيل ترتكب مجازر وحياة أكثر من مليوني فلسطيني مهدّدة". ورأى أن "استمرار فشل مجلس الأمن في وقف الحرب بغزة لا مبرر له. إسرائيل تنتهج سياسة العقاب الجماعي ويجب وقف سفك الدماء فوراً". وتابع: "هناك أكثر من ألف فلسطيني تحت الأنقاض في غزة. إن أي تأخر في إدخال المساعدات والوقود يعني حكماً جديداً بالإعدام على سكان القطاع".

إسرائيل

من جهته، أدان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الانتقادات التي وجّهها غوتيريش لحملة القصف على قطاع غزة، بينما عرض كوهين تفاصيل عن هجمات "حماس" على المدنيّين. وردّ كوهين على غوتيريش: "سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟". ورأى أن "الرد المناسب على ما حدث يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) هو التدمير الكامل لحماس، لذا يجب على العالم أن يتوحّد مع إسرائيل للقضاء على الحركة". وأضاف: "الإسرائيليون معرّضون لإطلاق الصواريخ من داخل غزة ولبنان. إن حزب الله وكيل إيران بالمنطقة يستهدف مدن إسرائيل". واعتبر كوهين أن "هذه الحرب فرضت علينا ونحن لم نختر خوضها"، وقال: "نرفض وقف إطلاق النار مع من أقسموا على قتل الإسرائيليين". ودعا كزهين إلى "الإفراج عن كافة الرهائن لدى حماس، ونطالب بتمكين الصليب الأحمر  الدولي من الوصول إلى الرهائن الإسرائيليين في غزة". ولفت إلى أن "حماس والجهاد قتلا 1400 من الإسرائيليين الأبرياء في 7 تشرين الأول. كان هجوماً مروّعاً قُتل فيه أطفال وأسر". وختم وزير خارجية إسرائيل أمام مجلس الأمن: "أهداف حماس لن تتحقّق أبداً".

البرازيل

ومن جهته، أكد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا أن تصاعد العنف في قطاع غزة أمر غير مقبول أضاف أنه "يجب إنهاء العنف بغزة ووقف إطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية والعمل على حل الدولتين". وتابع: "عدد الشاحنات التي عبرت معبر رفح إلى قطاع غزة غير كاف لتلبية الاحتياجات الإنسانية. وقال: "نرى الآن مخاطر انتشار الأزمة في غزة إلى أماكن أخرى في المنطقة".

 أميركا

وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي أعلن بلينكن أن أميركا تعمل على منع توسع  توسع الصراع في قطاع غزة وعلى إيجاد آليات تضمن وصول المساعدات إلى قطاع غزة بصورة مستدامة. وتابع بلينكن ": قدمنا مشروع قرار أمام مجلس الأمن يؤكد حق الدول في الدفاع عن نفسها وأن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني وعليها الكف عن استخدام المدنيين كدروع بشرية". وأضاف "من واجب مجلس الأمن فضح وإدانة الدول التي تدعم حركة "حماس". وأيضاً قال بلينكن لمجلس الأمن الدولي إنه سيعمل مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي لمنع اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط عندما يجتمعان في وقت لاحق من الأسبوع. ومن المقرر أن يصل وانغ إلى واشنطن يوم الخميس، وسط تصاعد التوتر بعد هجمات حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر). ووجه بلينكن تحذيراً إلى إيران، مؤكدا أن الولايات المتحدة سترد "في شكل حاسم" على أي هجوم تشنه طهران أو "وكلاؤها"، مع استمرار الحرب بين اسرائيل وحركة "حماس". وقال بلينكن خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن "الولايات المتحدة لا تسعى الى نزاع مع إيران. لا نريد لهذه الحرب أن تتسع. ولكن إذا هاجمت إيران أو وكلاؤها القوات الأميركية في أي مكان (...) فسندافع عن مواطنينا، سندافع عن أمننا، في شكل سريع وحاسم".

 روسيا

أما المندوب الروسي في مجلس الأمن، فقال "لا ندعم التحرك الأميركي المطروح بشأن إسرائيل وغزة، وقدمنا مسودة قرار بديلة". وأضاف إنّ النزاع في غزة "قد يؤدي إلى ابتلاع المنطقة وهناك مخاوف من اتساع نطاقه"، معتبراً أنّ "تاريخ الشرق الأوسط يوضح أن العنف يؤدي إلى العنف، وقد حذرنا سابقاً من أن الوضع في الشرق الأوسط على شفير الانفجار". كما طالب المندوب الروسي بـ"وقف العنف في غزة والإفراج فوراً عن كل الرهائن" والدعوة إلى "تسوية منصفة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".

فرنسا

وشددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على ضرورة إيصال المساعدات إلى قطاع غزة. وقالت أن "حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني وأنه يحق لإسرائيل أن تعيش بأمن وأن تدافع عن نفسها".  الأردن وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن "إسرائيل تبدو كأنها فوق القانون الدولي"، وحث على إنهاء ما وصفها بـ"المعايير المزدوجة في التعامل مع الصراع في غزة". وفي تصريحات بعد اجتماع مجلس الأمن لم تتم خلاله الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية، قال الصفدي "إنّ المجتمع الدولي عليه التزام بإنهاء الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة".  معاناة غزة... وقال منسّق السلام بالشرق الأوسط: "منزعجون من الهجمات المروّعة لحماس والغارات العنيفة على غزة. إن مستوى الدمار هائل وأحياء كاملة تمت تسويتها بالأرض". وأشار إلى أن "الغارات الإسرائيلية على غزة لها أثر مروّع استهدفت 5 آلاف موقع حتى الآن وختم: "هجوم حماس والرد الإسرائيلي تسببا في ثمن باهظ من أرواح المدنيين، وهناك خطر بتدهور الأوضاع في الضفة الغربية". أما منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، فحثّت إسرائيل على "إعادة إمدادات الماء والكهرباء لغزة"، وقالت: "الاحتياجات أكبر بكثير من وتيرة المساعدات التي تصل غزة".  وتابعت: "الأطباء في غزة يجرون عمليات جراحية بدون مخدر. غزة تعاني من انقطاع الكهرباء والمستشفيات على وشك الانهيار". وكشفت عن أن "عدد المشردين في غزة بلغ 1.4 مليون شخص". وذكر مسؤول مساعدات كبير بالأمم المتحدة أنّه من المقرر دخول 20 شاحنة مساعدات أخرى إلى غزة من مصر اليوم، وقال: "400 ألف لتر من الوقود جاهزة للتسليم إلى غزة، في ما تتفاوض الأمم المتحدة مع إسرائيل بشأن توصيل الوقود".

 

غوتيريش يقول إن هجمات حماس لم تحدث من فراغ.. وسفير إسرائيل يدعوه إلى الاستقالة

القدس العربي” /23 تشرين الأول/2023

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في قطاع غزة، متحدثا عن حصول “انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي”، وذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي للبحث الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بعد تصاعد الهجمات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. وقال غوتيريش “من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة”. وأوضح “من أجل التخفيف من هذه المعاناة الهائلة، تسهيل توزيع المساعدات بشكل مضمون، وتسهيل الإفراج عن الرهائن، أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا”. وأعرب عن “قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نراها في غزة”، مضيفا “لنكن واضحين: كل طرف في أي نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي”. وحضّ غوتيريش على إدخال مزيد من المساعدات الانسانية الى غزة بعد دخول ثلاث قوافل خلال الأيام الماضية عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. إلا أن المنظمات الدولية تؤكد أن هذه الكمية لا تقارن بالحاجات المتزايدة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة. وقال غوتيريش إن المساعدات التي دخلت الى الآن “هي مجرد قطرة في محيط الحاجات. إضافة الى ذلك، مخزونات الأمم المتحدة من الوقود في غزة ستنفد خلال أيام. هذه ستكون كارثة أخرى”.

غضب إسرائيلي

أثارت تصريحات غوتيريش حفيظة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الذي خاطب الأمين العام بحدّة مذكّرا بمدنيين قتلوا في هجمات شنّتها حماس على إسرائيل. وقال كوهين “سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟”. ولاحقا، أعلن كوهين عن إلغاء اجتماع كان مقررا في نيويورك مع غوتيريش. وكتب كوهين على وسائل التواصل الاجتماعي: “لن أجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة. بعد السابع من تشرين الأول / أكتوبر لا يوجد هناك مجال لنهج متوازن. يتعين محو حماس من على وجه الأرض”. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس هذا الإلغاء. كذلك، دعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان غوتيريش إلى الاستقالة، وجاء في منشور له على منصة إكس (تويتر سابقا) أن الأمين العام للأمم المتحدة “أبدى تفهّما للإرهاب والقتل”. ووصف إردان كلمة غوتيريش بأنها “صادمة” ووجهات نظره بأنها “غير أخلاقية”. وكتب على منصة إكس “الكلمة الصادمة للأمين العام للأمم المتحدة في اجتماع مجلس الأمن بينما تطلق الصواريخ على كل أنحاء إسرائيل أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الأمين العام منفصل تماما عن الواقع في منطقتنا وأنه يرى أن المذبحة التي ارتكبها إرهابيو حماس النازيون بطريقة مشوهة وغير أخلاقية”. ويشارك في اجتماع مجلس الأمن دبلوماسيون رفيعون بينهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي سبق أن رفض الدعوات لوقف إطلاق النار معتبرا أن هذا الأمر يصب في مصلحة حماس. في الأسبوع الماضي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بشأن النزاع لعدم تضمّنه إشارة صريحة لحق تل أبيب في الدفاع عن نفسها. وقال بلينكن أمام الهيئة إن بلاده بصدد عرض مشروع قرار بشأن الأزمة يأخذ في الاعتبار مواقف أعضاء المجلس في الأيام الأخيرة. عارضا لقطات تظهر قتل أطفال ومدنيين في إسرائيل، تساءل بلينكن “أين الغضب؟ أين الاشمئزاز؟ أين الرفض؟ أين الإدانة الصريحة لهذه الفظائع؟”. وأضاف “يجب أن نؤكد حق أي دولة في الدفاع عن نفسها ومنع تكرار هذا الأذى. لا يمكن لأي عضو في هذا المجلس، لأي دولة في هذه الهيئة بأكملها، أن يتسامح مع ذبح شعبه”. وندّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بما اعتبره تقاعس مجلس الأمن. ودان المالكي “المجازر (…) التي ترتكبها اسرائيل”، مشددا على أنه “من واجب الهيئة وقفها”، ومؤكدا أن “إخفاق مجلس الأمن لا يغتفر”. وأضاف “من واجب مجلس الأمن وقف هذه المجازر، كما أن المجتمع الدولي ملزم بموجب القانون الدولي بوقفها، ومن واجبنا الإنساني الجماعي أن نوقفها”، مشدّدا على أن “فشل مجلس الأمن المستمر أمر لا يغتفر”. وكانت حماس قد شنت في 7 تشرين الأول/أكتوبر هجومًا غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص. وردت إسرائيل بحملة قصف وحشية على القطاع أودت بحياة 5791 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين وبينهم 2055 طفلا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

 

425 شهيدا و650 مصابا في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة في أقل من 24 ساعة

وكالات/23 تشرين الأول/2023

استشهد 425 فلسطينياً ، بينهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر من 650 آخرين وصفت جروح بعضهم بالحرجة، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ صباح اليوم الثلاثاء. وطالت الغارات التي نفذتها طائرات حربية إسرائيلية، عددا من منازل المواطنين في بني سهيلا، وعبسان الكبيرة والجديدة، وخزاعة، شرق خان يونس، وغرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة، ومنطقة الحدبة غرب دير البلح، وسط القطاع، وجباليا شمالا، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وأفادت مصادر طبية، بارتقاء 6 شهداء إضافة لعدة إصابات في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الهمص غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة، و5 شهداء والعديد من الجرحى بقصف طائرات الاحتلال لمنزل لعائلة خطاب في منطقة الحدبة غرب دير البلح، وسط القطاع، و5 شهداء باستهداف طائرات الاحتلال منزل عائلة المقادمة في النصيرات، مقابل مركز أبو مدين. ووصل الى مستشفى ناصر بخان يونس، 50 شهيدًا، وعشرات الإصابات بينها حرجة، جراء قصف عنيف من قبل طائرات الاحتلال. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزل مدير مستشفى الدرة للأطفال الدكتور كمال خطاب، ما أدى الى استشهاد زوجته وأطفاله، وإصابته بجروح حرجة. كما استشهد مواطنان على الأقل، وأصيب آخرون، بفعل استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة العديني بدير البلح وسط القطاع. وشهدت مناطق شرق خان يونس المحاذية للحدود قصف مدفعي إسرائيلي عنيف جدا، وإطلاق نيران على المنازل المجاورة من الرشاشات الثقيلة، كما طالت الغارات شارع الوحدات شمال مدرسة الشيخ جبر في مخيم خان يونس، وتسببت بدمار واسع في عدد من المنازل ووصول عشرات الإصابات والشهداء حتى اللحظة. وأفادت (وفا)  باندلاع حريق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل دخانية وفسفورية في شارع النزهة وسط جباليا شمال قطاع غزة، وإطلاق قنابل دخانية وفسفورية في أجواء شمال قطاع غزة ما تسبب بحالات اختناق في صفوف السكان. وأوضحت أن عمليات الإنقاذ ما تزال جارية، حتى إعداد هذا الخبر، لانتشال عدد من الضحايا من تحت أنقاض المنازل المستهدفة. وتتواصل الغارات الإسرائيلية على الأحياء السكنية في مختلف مناطق قطاع غزة، مخلفة إصابات وجرحى في صفوف المواطنين، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من شهر تشرين أول الجاري الى أكثر من 5795 شهيدا، وإصابة أكثر من 18 ألف آخرين بجروح متفاوتة، من بينهم 2360 طفلا و1292 سيدة و295 مسنا.، وما زال نحو 1500 من المواطنين تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف، منهم 630 طفلا.

 

إدانة أممية لإسرائيل… وضفادع “القسّام” البشرية تتسلل لعسقلان

غزة – “القدس العربي/23 تشرين الأول/2023

في وقت يواصل فيه الاحتلال قصفه على قطاع غزة، حيث تجاوزت مجازره الـ600، موقعة آلاف الشهداء، وسط إدانة أممية، تبدت أمس الثلاثاء، بكلام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي وصف القصف الإسرائيلي بـ”الظالم”، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” عن تسلل مقاتليها إلى قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي والاشتباك مع قواته. وقالت القسام في بلاغ عسكري “تمكنت قوة من الضفادع البشرية التابعة للكتائب من التسلل بحراً والإبرار على شواطئ (زيكيم) جنوب عسقلان، وتدور الآن اشتباكات مسلحة مع جيش الاحتلال في تلك المنطقة”. كما أعلنت قصف مدينة تل أبيب وبئر السبع وأسدود جنوب ووسط إسرائيل “ردا على استهداف المدنيين” في قطاع غزة. وزعمت قناة “كان” العبرية الرسمية أن الجيش الإسرائيلي قتل 8 مسلحين فلسطينيين على شاطئ مستوطنة زيكيم بعدما تسللوا من قطاع غزة. فيما أفاد الجيش، في بيان مقتضب، بأن “جنود البحرية هاجموا خلية إرهابية حاولت التسلل عبر البحر إلى الأراضي الإسرائيلية في منطقة زيكيم”. وتابع أن “الطائرات المقاتلة هاجمت المنشأة العسكرية التي خرج منها الإرهابيون” دون توضيح. وناشدت قيادة الجبهة الداخلية (تابعة للجيش) سكان مستوطنتي زيكيم وكرميا في منطقة “غلاف غزة” بـ”الدخول فورا إلى المباني، وإغلاق الأبواب والنوافذ، وعدم الخروج حتى إشعار آخر”، وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية. أمير قطر يرفض القصف الهمجي… وعباس يدعو لوقف العدوان… والاحتلال ينتقد تصريحات غوتيريش في الموازاة، وخلال الساعات الـ 24 الماضية، شنت قوات الاحتلال، حسب ما أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي 400 غارة، زعم أنها وجهت لأهداف عسكرية.

وعلى الأرض فضحت أماكن تلك الغارات الجوية، ادعاءات جيش الاحتلال، وكذب روايته، خاصة وأنها استهدفت أحياء سكنية شمال ووسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى وقوع مئات الشهداء.

وارتفع عدد المجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال ضد سكان غزة إلى 600 مجزرة، نتج عنها مسح عشرات العوائل من السجل المدني. وحسب الوزارة ارتفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 5791 منذ السابع من الشهر الجاري من بينهم 2360 طفلا و1292 سيدة و295 مسنا. وكان من أبرز المجازر تلك الغارة التي استهدفت فيها طائرات حربية إسرائيلية بناية سكنية في مدينة رفح تعود لعائلة العايدي، ما أدى لاستشهاد 48 مواطنا، كما أصيب العشرات بجروح. كما قالت وزارة الداخلية في غزة إن 25 فلسطينيا استشهدوا عصر الثلاثاء في الغارات. وذكرت في بيان بأن هؤلاء الأشخاص قضوا جراء الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة لعدد من المنازل المأهولة في النصيرات، وجباليا وبيت لاهيا وسط وشمال قطاع غزة. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “القصف الظالم لغزة من قبل القوات الإسرائيلية تسبب في وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين وتدمير أحياء بأكملها”، مضيفا بالقول: “الوضع مروع للغاية”. جاء ذلك في كلمة خلال جلسة رفيعة المستوى لمجلس الأمن الدولي حول “الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية”، وقال غوتيريش “أشعر بقلق عميق إزاء انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي نشهدها بوضوح في غزة، لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الدولي الإنساني”.

400 غارة خلال 24 ساعة … قرابة 6000 شهيد… وتعزيزات أمريكية إلى الشرق الأوسط

كما أوضح أن “هجمات حماس لم تأت من فراغ” وأن “الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق”.في المقابل انتقد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة كلمة غوتيريش في مجلس الأمن الدولي، ووصف تصريحاته بأنها “صادمة” ووجهات نظره بأنها “غير أخلاقية”.

كذلك، شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على عدم جواز السكوت عن القصف الهمجي غير المسبوق الذي يتعرض له المدنيون في قطاع غزة. وقال إنه لا يجوز القبول بالكيل بمكيالين، ولا التصرف وكأن حياة الأطفال الفلسطينيين لا تحسب، وكأنهم بلا وجوه ولا أسماء، مؤكداً أن ما يجري خطير للغاية. كما دعا إلى وقفة جادة إقليمياً ودولياً، وبيّن أن التصعيد الخطير الذي نشهده يهدد أمن المنطقة والعالم، مؤكداً على وقف هذه الحرب التي تجاوزت كل الحدود، وحقن الدماء وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات العسكرية، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع. فيما نظم عشرات الفلسطينيين، وقفة وسط مدينة رام الله تنديدا بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي التقى خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ودعا عباس “لوقف فوري لهذا العدوان وتوفير الحماية لشعبنا”، فيما بيّن ماكرون أنه “لا نزال نعمل من أجل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين” لدى “حماس”. وزاد: “أسمع معاناة سكان غزة وفرنسا تواصل دعم الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية”. كما زعم أن “حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني”. وقبل رام الله زار ماكرون إسرائيل لـ”التضامن” معها، على غرار بقية الزعماء الغربيين المنحازين للاحتلال.إلى ذلك، يتخذ الجيش الأمريكي خطوات جديدة لحماية قواته في الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف من هجمات تشنها جماعات مدعومة من إيران، وأنه يترك الباب مفتوحا أمام إمكانية إجلاء عائلات العسكريين إذا لزم الأمر. وذكر مسؤولون، تحدثوا لـ”رويترز” بشرط عدم نشر هوياتهم، أن الإجراءات تشمل زيادة الدوريات العسكرية الأمريكية، وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات، وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك باستخدام الطائرات المسيّرة وعمليات المراقبة الأخرى. وقالوا إن الجيش الأمريكي يعزز أيضا المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكرية، ويعزز الإجراءات الأمنية عند نقاط الوصول إلى القواعد، ويكثف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالطائرات المسيّرة والصواريخ والقذائف. (تفاصيل ص 2 إلى 12 ورأي القدس ص 23)

نجل نتنياهو يستجم في ميامي

ذكرت صحيفة “التايمز” في مقال نشرته، أمس الثلاثاء، أن إسرائيليين غاضبين وجهوا موجة انتقادات لنجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب وجوده في مدينة ميامي السياحية الأمريكية، رغم أجواء الحرب التي تعيشها دولة الاحتلال. وأوضحت أن يائير نتنياهو، ذا الـ32 عاما، يعيش في فلوريدا منذ شهر أبريل/ نيسان على الأقل. بينما يتم استدعاء 360 ألف جندي احتياط للجيش الإسرائيلي، للمرة الأولى، وقد ألغى الكثير منهم إقامته ومشاغله في دول العالم وعاد إلى إسرائيل. وأشارت الى أن يائير قرر البقاء في ميامي والاستجمام كما يظهر في الصور، على الرغم من احتدام الصراع في غزة، ما أثار غضب الكثير من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي. وعبّر أحد الجنود الذين يخدمون على الجبهة الشمالية مع الحدود اللبنانية لصحيفة “ذا تايمز”، عن سخطه: “يائير يستمتع بحياته في شاطئ ميامي بينما أنا على الخطوط الأمامية”. وأضاف: “نحن الذين نترك عملنا وعائلاتنا وأطفالنا لحماية عائلاتنا في الوطن والبلد، وليس الأشخاص المسؤولين عن هذا الوضع”.

إسرائيل تعتقل الممثلة ميساء عبد الهادي بتهمة «التحريض»

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، خلال ليلة الاثنين – الثلاثاء، الممثلة العربية ميساء عبد الهادي من منزلها في مدينة الناصرة شمال البلاد. وأعلنت في بيان ، أنها “تعتزم عرض عبد الهادي على محكمة الصلح الإسرائيلية في الناصرة الثلاثاء، لتمديد اعتقالها”. وحسب البيان: “اعتقل عناصر من شرطة منطقة الشمال ممثلة وشخصية مؤثرة على الشبكة الإلكترونية من سكان مدينة الناصرة بشبهة تعبيرها عن المديح وخطاب الكراهية”. وأضاف: “هي من المؤثرين في المجتمع العربي وتقوم بنشر منشورات وأنشطة في وسائل الإعلام المختلفة حرضت وأشادت بتنظيم محظور”. وأرفقت الشرطة بيانها بصورة نشرتها الممثلة لعناصر من حركة “حماس” وهم يحطمون الجدار الإسرائيلي في حدود قطاع غزة وكتبت عبد الهادي “لنفعل ذلك على طريقة برلين”، في إشارة إلى هدم جدار برلين عام 1989 الذي توحدت بعده ألمانيا.

تعاطفا مع الألم الغزاوي… عروس يمنيّة تحوّل حفل زفافها لكرنفال تضامن مع فلسطين

لم تستطع أن تفرح في غمرة الألم الغزاوي؛ فقررت تحويل حفل زفافهم إلى جزء من الحكاية الفلسطينية؛ لترسل من خلاله رسالة تضامن مع المظلومية، التي يصار الغرب يُصرُ أن يغمض عينيه عن رؤية نزيفها الناجم عن مجازر وحشية يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي الغاصب. تعبيرًا عن تضامنها مع فلسطين، وما تقدّمه من تضحيات، وحرصًا منها على التأكيد على بطولة المقاومة وهمجية الاحتلال الغاصب… حوّلت عروس يمنية برنامج حفل زفافها، الذي شهدته صالة الوشاح في مديرية السبعين بصنعاء، إلى كرنفال تضامني مع الشعب الفلسطيني. واستهل الحفل، بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء غزة وكل فلسطين، مِن قبل العروس والحاضرات اللواتي ارتدين الأزياء الفلسطينية واتشحن بالعلم الفلسطيني. واشتعلت الصالة حسب موقع 26 سبتمبر الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة الحوثيين- بالأناشيد الفلسطينية المناصرة للقضية المركزية للأمة العربية. امتزجت المشاعر بكاءً وفرحًا؛ على إيقاع الأناشيد الوطنية الحماسية في ظل تفاعل كبير من قبل الحاضرات اللواتي ملأن القاعة. لقد أرادت العروس من خلال ذلك التأكيد أيضًا أنه حتى الافراح لا يمكن لها أن تتجاوز الآلام التي يعانيها أهالي قطاع غزة؛ وهم يتعرضون لأبشع عدوان واحتلال في التاريخ.

أوباما: تجاهل إسرائيل للخسائر البشرية قد يأتي بنتائج عكسية

قال الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، إن استراتيجية إسرائيل العسكرية للحرب في غزة، التي تتجاهل الخسائر البشرية، قد تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف. وأضاف في مقال تحت عنوان” أفكار حول إسرائيل وغزة”، إن قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين الأسرى لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة فحسب؛ فمن الممكن أن يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال، ويؤدي إلى تآكل الدعم العالمي لإسرائيل، ويصب في مصلحة أعداء إسرائيل، ويقوض الجهود طويلة المدى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.وشدد على أن الاعتراف بحق الشعب اليهودي في الوجود، يعني أيضا الاعتراف بأن الفلسطينيين عاشوا أيضًا في مناطق متنازع عليها لأجيال عديدة، وأن العديد منهم لم يُهجروا فقط عندما تم تشكيل إسرائيل، بل ما زالوا يتعرضون للتهجير القسري بسبب حركة المستوطنين التي تلقت في كثير من الأحيان دعمًا ضمنيًا أو صريحًا من الحكومة الإسرائيلية.

 

سي إن إن: حماس استخدمت خطوط هواتف تحت الأرض لمدة عامين في التخطيط للهجوم على المستعمرات الإسرائيلية

واشنطن/د ب أ/23 تشرين الأول/2023

  ذكرت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية ، نقلا عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين، أن معلومات استخباراتية تمت مشاركتها مع الولايات المتحدة تشير إلى أن خلية صغيرة من نشطاء حماس الذين خططوا للهجوم المفاجئ على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي ، تواصلت عبر شبكة من الهواتف السلكية المدمجة في شبكة الأنفاق تحت غزة على مدى عامين. وسمحت خطوط الهواتف في الأنفاق للنشطاء بالتواصل مع بعضهم البعض سرا مما يعني أنه لا يمكن تعقبهم من قبل مسؤولي الاستخابرات الإسرائيلية، بحسب ما صرح به المصدران لـ(سي إن إن). وخلال عامين من التخطيط، استخدمت الخلية الصغيرة العاملة في الأنفاق خطوط الهاتف السلكية للتواصل والتخطيط للعملية، لكنها بقيت بعيدا عن الأنظار حتى حان وقت التنشيط ودعوة المئات من مقاتلي حماس لشن هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب المصدرين.وقال المصدران إن مقاتلي حماس تجنبوا استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة خلال فترة العامين حتى لا يتم اكتشافهم من قبل الاستخبارات الإسرائيلية أو الأمريكية. وقال أحد المصدرين: “لم يكن هناك الكثير من النقاش والذهاب والإياب والتنسيق خارج المنطقة المجاورة”.

 

نيويورك تايمز: بايدن يطمئن نتنياهو “نشرنا قوات إضافية”.. وجهات أمريكية: ننصحكم بـ”أسلوب الفلوجة

نيويورك تايمز /23 تشرين الأول/2023

الإدارة الأمريكية تخشى غياب أي أهداف عسكرية لإسرائيل قابلة للتحقق في قطاع غزة، وأن الجيش الإسرائيلي غير مستعد لغزو بري مع خطة يمكن تطبيقها. حسب مصادر في الإدارة الأمريكية، فإن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أكد لنظيره الإسرائيلي، يوآف غالنت، في محادثة هاتفية، الحاجة إلى فحص خطة الدخول البري إلى القطاع.  مستشارو بايدن يدعون بشدة أن الولايات المتحدة لم تقل لإسرائيل ما الذي يجب أن تفعله. وهي حتى الآن تدعم إمكانية الغزو. مع ذلك، أرسلت وزارة الدفاع إلى البلاد الجنرال جيمس غلين، برتبة ثلاث نجوم (تعادل رتبة الجنرال في إسرائيل، لكنها ليست الرتبة الأعلى في القوات الأمريكية)، وضباطاً آخرين لمساعدة إسرائيل في الاستعداد للقتال في منطقة مأهولة. وقال مصدر رفيع في البنتاغون إن قدوم غلين لا يدل على أن الولايات المتحدة هي التي تقرر لصالح إسرائيل، وإنه لن يكون في الميدان إذا دخلت إسرائيل مع القوات البرية إلى غزة. جهات إسرائيلية في الولايات المتحدة والتي طلب منها الرد، لم ترد على التقرير. ولكن قال دبلوماسي بسفارة إسرائيل في واشنطن، السبت، إن الولايات المتحدة تنصح إسرائيل بتأجيل الغزو أو أنها تستخدم عليها الضغط في هذا الشأن. في المحادثات مع غالنت، ذكر أوستن صعوبة المعركة وقت تطهير الموصل في العراق من قوات داعش في 2016 و2017، عندما كان هو قائد قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي. الأحد، قال لشبكة “إي.بي.سي” إن “الأمر الأول الذي يجب على الجميع معرفته، وأنا أعتقد أن الجميع يعرفونه، هو أن القتال في منطقة مأهولة أمر صعب. وحسب أقوال أوستن، فإنه شجع غالنت على أن تعمل إسرائيل وفقاً لقوانين الحرب. وقالت وزارة الدفاع إن أوستن تحدث مرة أخرى مع غالنت أمس، وأكد أهمية حماية المدنيين. المتحدث بلسان البنتاغون قال إنهما تحدثا أيضاً عن المساعدات الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل والتي تشمل سلاحاً كثيراً، وطلب الرئيس الأمريكي من الكونغرس المصادقة على مبلغ 14.3 مليار دولار لإسرائيل، معظمها مساعدات أمنية. لكن الإدارة الأمريكية تقلق أيضاً، حسب أقوال المصادر الرفيعة، من أن الجيش الإسرائيلي لا يملك طريقة الآن لتحقيق هدف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لاستئصال حكم حماس. في محادثات مع النظراء في إسرائيل منذ هجوم حماس في الغلاف في 7 تشرين الأول، قالت الجهات الأمريكية إنها لم تشاهد أي خطة للعمل يمكن تحقيق أهدافها. بايدن نفسه حذر أثناء زيارته لتل أبيب في الأسبوع الماضي من أن إسرائيل بحاجة إلى “أهداف واضحة وتقدير سليم لمسألة ما إذا كان مسارها سيؤدي إلى تحقيق هذه الأهداف”. في محادثة مع نتنياهو الليلة الماضية، أبلغ الرئيس الأمريكي رئيس الحكومة بنشر القوات الإضافية للولايات المتحدة في المنطقة. حسب جهات رفيعة في الإدارة الأمريكية، فإن على إسرائيل حسم إذا كانت تريد مثلاً إسقاط حماس بواسطة القصف من الجو والمدمج باقتحامات معينة، أو الدخول إلى غزة مع القوات المدرعة والمشاة. المقاربتان ستتسببان بخسائر كبيرة، قالت الجهات الأمريكية الرفيعة، لكن دخول قوات كثيرة سيؤدي إلى عدد كبير من القتلى في أوساط الجنود والمدنيين. يفضل البنتاغون المقاربة الأولى التي اتبعها الجيش الأمريكي أثناء عملية تحرير الموصل في العراق من يد “داعش” في 2016، على المقاربة الثانية، التي تم استخدامها أثناء احتلال مدينة الفلوجة في 2004. “أحد الأمور التي تعلمناها”، قال أوستن، “هو كيفية التعامل مع المدنيين في ميدان المعركة لأنهم جزء منا. وحسب قوانين الحرب، يجب فعل كل ما هو مطلوب لحمايتهم”. السناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة في الحزب الديمقراطي، طلب من إسرائيل تأجيل الدخول البري إلى القطاع للسماح باستمرار التفاوض على إطلاق سراح الأسرى، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية وإعطاء الجيش الإسرائيلي المزيد من الوقت لتحسين خطته القتالية. ريد الذي يزور المنطقة مع سناتورات آخرين، أكد أنه يؤيد العملية البرية. ولكن أوضح بأنه “من جهة عملياتية، هذا الأمر أكثر تعقيداً. وكلما تم جمع المزيد من المعلومات التي سيستخدمها الجنود في ساحة المعركة فهو أفضل. كسب المزيد من الوقت يفيد. التسرع ليس المقاربة الأفضل”.

 

انهيار المنظومة الصحية في غزة.. والأونروا ستوقف نشاطها الأربعاء إذا لم تتزود بالوقود

“القدس العربي/23 تشرين الأول/2023

 أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، “انهيار” المنظومة الصحية في قطاع غزة. وقالت وزير الصحة مي الكيلة، في مقر الوزارة بمدينة رام الله، “نعلن في وزارة الصحة الفلسطينية عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة بكل أسف، وهو ما ينذر منذ هذه اللحظة بخطر الموت المحقق لكل مريض أو جريح في مستشفيات القطاع”. وأضافت: “الانهيار يعني أنه منذ اليوم فإن كافة الجرحى بمن فيهم الأطفال والنساء والمسنين يفقدون خدمات العلاج، وأن مرضى السرطان بلا أدوية وجلسات علاج كيماوي، ومرضى الكلى سيحرمون من جلسات الغسيل، مئات الأطفال الخدّج في خطر، آلاف الجرحى تبقى جروحهم مفتوحة”.

وناشدت الوزيرة “المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته بالتدخل لإنقاذ شعبنا في قطاع غزة من خطر يهدد حياتهم بشكل حقيقي ومؤسف”. وطالبت “بتدخل عاجل وفوري وزيادة الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإدخال الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية والغازات الطبية والأغذية المناسبة والمياه الصالحة للشرب”.

كما طالبت بـ”السماح بإخراج الجرحى للعلاج في مصر وإدخال الفرق الطبية المتطوعة لإسناد الكوادر الصحية والفرق العاملة في قطاع غزة”. وشددت على الحاجة إلى ممر آمن لإخراج الجرحى من القطاع، مشيرة إلى “جهوزية 8 مشافٍ مصرية لاستقبال الجرحى”. وأشارت الكيلة إلى تعرض مختلف المشافي في غزة إلى “تهديدات يومية للإخلاء من قبل قوات الاحتلال إضافة لقصف المستشفيات أو في محيطها حيث يستأمن فيها آلاف المواطنين”. وقالت إن الكوادر الطبية في مستشفيات القطاع “أصبحت منهكة بشكل كامل، ويعمل الآن 30-35 بالمئة من الاحتياج اللازم لعلاج المرضى والجرحى، بسبب عدم قدرة باقي الكوادر على الوصول جراء القصف”. وتحدثت الوزيرة عن “استشهاد 65 كادرا من كوادر القطاع الصحي جراء القصف، ومئات الجرحى واستشهاد مجموعة مسعفين أثناء عملهم، وخروج 25 مركبة إسعاف عن الخدمة”. بدوره، قال متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، في مؤتمر صحافي، إن مستشفيات غزة “انهارت بشكل تام بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع”، مشيرا إلى أن “بقاء أبواب المستشفيات مفتوحة لا يعني أنها تقدم الخدمة لطوفان الجرحى المتدفق عليها”. بدورها، نبهت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، الثلاثاء، إلى أنها ستضطر إلى التوقف عن العمل في جميع أنحاء قطاع غزة الأربعاء إذا لم تتزود بالوقود. وقالت الأونروا على موقع اكس “إذا لم نحصل على الوقود بشكل عاجل، فسنضطر إلى وقف عملياتنا في قطاع غزة اعتبارًا من ليلة الغد”.

 

محمد بن سلمان يؤكد لبايدن ضرورة وقف “التصعيد العسكري” في غزة

الأناضول/23 تشرين الأول/2023

 أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، ضرورة وقف “التصعيد العسكري” في قطاع غزة، مشددا على رفضه لأي “تهجير قسري” للفلسطينيين. هذا التأكيد جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه ابن سلمان من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

وذكرت الوكالة أنه “جرى خلال الاتصال، بحث التصعيد العسكري الذي تشهده غزة حاليا والجهود المبذولة بشأنها”. ولليوم الـ 18 على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 5791 فلسطينيا، بينهم 2360 طفلا و1292 سيدة و295 مسنا، وإصابة 16297 آخرين، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض. وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة “حماس” أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة. وأكد ابن سلمان “ضرورة العمل بشكل فوري لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، ورفض استهداف المدنيين بأي شكل أو استهداف البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية أو التهجير القسري”. كما شدد على “ضرورة التهدئة ووقف التصعيد وعدم انفلات الأوضاع، بما يؤثر على أمن واستقرار المنطقة”، بحسب الوكالة.

ودعا كذلك إلى “الالتزام بالقانون الدولي الإنساني ورفع الحصار عن غزة والحفاظ على الخدمات الأساسية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية”. ومنذ بدء المواجهة الراهنة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قطعت إسرائيل عن سكان غزة إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء. وخلال الأيام الأربعة الأخيرة، تم إدخال 4 قوافل مساعدات إنسانية إلى غزة من معبر رفح البري مع مصر، وهو المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل. ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.

كما أكد ولي العهد السعودي على “أهمية العمل لاستعادة مسار السلام، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والشامل”. ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام؛ لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين. فيما أعرب بايدن، خلال الاتصال، عن “شكره” لولي العهد السعودي على ما يبذله من “جهود لخفض وتيرة التصعيد وعدم اتساعه في المنطقة”، وفقا للوكالة. وتقدم الولايات المتحدة دعما قويا لإسرائيل، إذ زارها بايدن في 18 أكتوبر الجاري للتضامن، وأرسلت واشنطن قطعا بحرية وقوات عسكرية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، في رسالة ردع لمنع أي أطراف أخرى من التدخل في الصراع الراهن. وتتحسب تل أبيب وواشنطن لاحتمال دخول جماعات موالية لإيران، ولاسيما “حزب الله” في لبنان والحوثيين في اليمن، على خط الصراع لصالح الفلسطينيين، لاسيما في حال شرعت إسرائيل في هجوم بري على غزة، على أمل القضاء على “حماس”. وتعتبر كل من تل أبيب وطهران العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

 

الرئيس الإيراني: تقوية العلاقات بين طهران والرياض ستعزز التعاون الإقليمي

السياسة/23 تشرين الأول/2023

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم (الثلاثاء) أن تقوية العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية ستعزز التعاون الإقليمي بشكل فعال وستساعد في حل مشكلات المنطقة. جاءت تصريحات رئيسي خلال اجتماع بالعاصمة الإيرانية طهران مع السفير السعودي لدى إيران عبدالله بن سعود العنزي، الذي قدم أوراق اعتماده، بحسب بيان نشر على موقع مكتب الرئيس الإيراني. ووصف رئيسي إيران والسعودية بـ “الدولتين الإقليميتين الرئيسيتين والمهمتين”، مسلطا الضوء على الجهود الديبلوماسية للاستفادة من قدرات البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية المثمرة وحماية مصالح دول المنطقة.

 

العراق: صاروخان يستهدفان قاعدة تضم أمريكيين… وحركة «النجباء» تتمسك بخيار «مقاومة الاحتلال»

بغداد ـ «القدس العربي/23 تشرين الأول/2023

قال مصدران أمنيان، أمس الثلاثاء، إن صاروخين سقطا داخل قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تستضيف قوات أمريكية ودولية أخرى غربي بغداد. وأوضح أحد المصدرين لـ«رويترز» أن الصاروخين كانا كبيرين وأنه عُثر على قاذفة الصواريخ التي أطلقتهما على بعد 50 كيلومترا جنوب شرقي القاعدة. وتقع قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غرب العراق. بالتزامن، دعت الولايات المتحدة العراق إلى ملاحقة منفذي الهجمات التي استهدفت في الأيام الأخيرة قواعد تضم جنودا أمريكيين على أراضيه، على ما أفادت وزارة الخارجية. في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برفض بغداد لهذه الهجمات «وحث رئيس الوزراء على ملاحقة المنفذين واحترام التعهد الذي قطعه العراق بضمان أمن هذه المنشآت» على ما أوضح الناطق باسم الوزارة ماثيو ميلر في بيان. ومنذ الأربعاء، استهدفت عدة هجمات بصواريخ أو طائرات مسيّرة، ثلاث قواعد عراقية تضم قوات أمريكية وقوات من التحالف الدولي وأسفر أحدها عن إصابات «طفيفة» وفق الجيش الأمريكي. وزادت هذه الهجمات بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وتبنت معظم تلك الهجمات مجموعة تطلق على نفسها اسم «المقاومة الاسلامية في العراق» في بيانات تداولتها قنوات تلغرام تابعة لفصائل عراقية مسلحة موالية لإيران. واتهمت الولايات المتحدة إيران الإثنين «بتسهيل نشط» للهجمات على قواعد تضم عسكريين أمريكيين في الشرق الأوسط.وسبق أن جدد السوداني التزام بلاده بحماية البعثات الدبلوماسية والمستشارين العسكريين الاجانب، فضلا عن تمسك العراق بتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية ضمن اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المبرمة بين البلدين.وحسب مكتب رئيس الحكومة، فقد تلقى مساء أول أمس، اتصالا هاتفيا من بلينكن، جرى خلاله بحث تطورات «الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة، وتفاقم الوضع الإنساني للشعب الفلسطيني» حسب بيان لمكتبه أشار أيضا إلى أنه «تم التأكيد على أهمية التنسيق لضمان الوصول المستمر والآمن لإمدادات الغذاء والمياه والرعاية الطبية، وغيرها من المساعدات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للأهالي». وشهد الاتصال حسب البيان «تثمين جهود العراق في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، والتأكيد على ضرورة تنسيق الجهود المشتركة؛ لضمان الاستقرار في المنطقة وعدم اتساع ساحة الصراع». وجدد رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأمريكي «التزام البلدين بمواصلة تعزيز شراكتهما، على وفق المبادئ الواردة في اتفاقية الإطار الاستراتيجي المبرمة بين العراق والولايات المتحدة». كما تلقى السوداني، حسب البيان، «اتصالا آخر من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، جرت خلاله مناقشة تواجد المستشارين العسكريين وطواقم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق ودعم قوات الأمن العراقية بالمشورة والتدريب، وأهمية إدامة الانتصار على داعش».

وشهد الاتصال «تأكيد التزام العراق بحماية المستشارين العسكريين والبعثات الدبلوماسية العاملة في البلاد». بلينكن حث السوداني على ملاحقة المنفذين واحترام تعهده بضمان أمن هذه المنشآت وأمس، رفضت حركة «النجباء» المنضوية في «الحشد الشعبي» موقف السوداني، الذي توعد بملاحقة الضالعين في الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق، وفيما أعلنت تمسكها بخيار «مقاومة الاحتلال» كشفت عن وجود مقار «للصهاينة» في القواعد التي تشغلها تلك القوات في البلاد. وسبق أن أشار السوداني في بيان صحافي قائلا: «نؤكد رفضنا الهجمات التي تستهدف القواعد العراقية والتي تضم مقرات مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق، بدعوة رسمية من قبل الحكومة؛ لمواصلة عملهم في دعم عمل قواتنا الأمنية من حيث التدريب والتأهيل والاستشارة، على وفق آلية واضحة جرى وضعها من قبل القنوات الرسمية والدبلوماسية العراقية، لا يمكن معها التهاون في أمن وسلامة تلك المقرات».

وتعليقا على ذلك، ردت «النجباء» التي يتزعمها أكرم الكعبي، «يؤسفنا ما صدر من بيان من المكتب الإعلامي للحكومة، والذي يصف فيه القواعد العسكرية التي تضم القوات الأمريكية العسكرية المحتلة بقولهم بأنها (قواعد) عراقية تضم مقرات مستشاري التحالف الدولي الموجودين في العراق بدعوة رسمية من الحكومة».

تعيث في العراق تخريبا

وأفادت في بيان صحافي بأن «هذه القوات المحتلة التي تعيث في العراق تخريبا وفسادا، وتنتهك السيادة كل يوم، بل كل ساعة، برا وجوا، والتي دخلت الى العراق بطريقة التحايل والالتفاف على الاتفاق كما ذكر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وما زالت طائراتهم المروحية والمسيّرة القتالية تنتهك سماء بغداد والمحافظات من غير اذن ولا موافقة الحكومة». وذكر البيان بأن «الحكومة لا تعلم مقدار عديدهم ونوعية قواتهم الموجودة، ولا تحركاتهم بين الأردن وسوريا والكويت والعراق، وكذلك، فإن الصهاينة موجودون في العراق ضمن هذه القوات، ولهم مراكز ومقار دائمة ضمن قواعدهم» معتبرة أن «هكذا بيانات تقوم بتبرير وشرعنة وجود الاحتلال إعلاميا، وإبراز صورة تخالف الواقع المرير، يدل على عدم وجود الجدية في إخراج القوات المحتلة، وإنهاء وجودهم في العراق كما تعهدت الحكومة بذلك قبل تشكليها». وأشار إلى أن «أمريكا تتعامل بغطرسة وتكبر مع هكذا كلام من بلد يطالب بسيادته، وان البعض – للأسف – يحاول الالتفاف وتبرير وجود الاحتلال للتخلص من الإحراج والمسؤولية الشرعية والوطنية والتاريخية. إن هكذا بيانات تذكرنا بما بعد عام 2003، حيث إن الأمم المتحدة وأمريكا الشر أنفسهما كانا يصرحان بشكل رسمي إن القوات الأمريكية قوات احتلال، بينما يخرج علينا بعض السياسيين والإعلاميين المأجورين ويسمونهم قوات صديقة أو محررة لتبرير احتلالهم، وخداع المجتمع العراقي بهكذا أكاذيب مكشوفة». ولفت إلى «قرار من مجلس النواب (العراقي) بإخراج الاحتلال، وإلى الآن أمريكا بكل غطرسة ترفض ذلك من الحكومات المتعاقبة، بل إنها قامت مؤخرا بتوسعة قواعدها وزيادة عديدها». وشدد على أن «المواقف الواضحة والشفافة ووصف الأمور بأوصافها الحقيقية هي التي تقرب الحكومة من الشعب وتعزز الثقة والمصداقية. ثم ليعلم الجميع، أن التظاهرة المليونية وقرار مجلس النواب بإنهاء الاحتلال والانتهاكات المتكررة لسيادة العراق، تقضي بمشروعية وقانونية مقاومته على كل المستويات».

وأكدت «النجباء» في بيانها أن «الوقوف في طريق المقاومة أو في طريق إخراج المحتل بأي وسيلة من الوسائل هو من يمثل مخالفة القانون والشرع والقيم والمبادئ الوطنية. لذلك، نأمل أن يكون هناك موقف موحد لكل العراق، حكومة وشعبا ومقاومة، تجاه إنهاء هذا الاحتلال البغيض، وعلى الحكومة محاسبة من يجمّل وجوده لخداع المجتمع وإظهار الواقع الحقيقي للشعب». في الأثناء، يرى تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، والمنضوي ضمن «الإطار التنسيقي» الشيعي، أن السوداني يتعرض لـ«ضغوط أمريكية» بشأن الموقف الأخير حول استهداف القواعد في العراق.

«ضغوط أمريكية»

القيادي في التحالف، محمود الحياني، يقول في تصريحات لمواقع إخبارية تابعة «للإطار» إن «أمريكا فرضت ومارست ضغوطا كبيرة، على الحكومة الحالية، من خلال مزاد العملة وملف الدولار والوضع الاقتصادي، وآخرها الموقف بشأن استهداف القواعد العسكرية الأمريكية في العراق».

وأضاف أن «المقاومة الإسلامية في العراق جهة غير مرتبطة بالحكومة، ولا أحد يستطيع التعرف عليها» لافتا الى أن «مقاومة المحتل الأمريكي أو الكيان الصهيوني، اليوم حق مشروع لأهالي البلد، والدفاع عن أرضه». وأوضح القيادي في تحالف العامري، أن «تصريح القائد العام للقوات المسلحة بشأن القواعد العسكرية، من المفترض أن يكون فيه تروٍ ونوع من الدبلوماسية، باستخدام مثل هذه المواقف». وبين الحياني، أن «استهداف القواعد الأمريكية بالعراق أمر ليس جديدا، بل تبنت المقاومة هذا المشروع منذ عودة الاحتلال الأمريكي الى أراضي البلد» لافتا الى أن «المقاومة الإسلامية منحت السوداني مجالا وفسحة بشأن إعادة استهداف المحتل». ووفقا للمصدر ذاته فإن «محور المقاومة لن يسير خلف الرغبات الغربية والأمريكية والضغوط التي تحاول فرضها، وهو باق على موقفه بشأن إخراج المحتل لاسيما أنها حاربت أمريكا لسنوات طويلة». ومع تصاعد حدة الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية ومقار قوات التحالف الدولي في العراق، حذرت السفارة الكندية في بغداد، أمس، رعاياها من تدهور الوضع الأمني في العراق جراء الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة والتي تستهدف القوات الأجنبية المتواجدة في البلاد إثر تصاعد الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. وقالت السفارة في بيان مخاطبة الكنديين المتواجدين حاليا في العراق بأنه «يمكن أن يتدهور الوضع الأمني في البلاد دون سابق إنذار». وحث البيان الرعايا الكنديين على «تجنب السفر إلى المناطق الحدودية مما قد يؤدي الى مشاكل خطيرة مع السلطات المحلية عند عبور الحدود أو خطر الإصابة أو الوفاة نتيجة للاشتباكات المستمرة أو الغارات الجوية أو غيرها من حوادث العنف الشائعة في المناطق الحدودية في العراق». وشددت السفارة في بيانها على أنه «لا يزال التهديد بشن هجمات ضد المصالح الغربية والهجمات الإرهابية بشكل عام حقيقيا، ويمكن أن يكون الأجانب أهدافا رئيسية للاختطاف مقابل المال بالنسبة للجماعات الإجرامية والإرهابية».ونوه البيان إلى أنه «تزداد الأوضاع الأمنية سوءا بعد حلول الظلام في معظم المناطق، وتشكل الصراعات العنيفة التي يشارك فيها المجرمون المنظمون وعصابات الشوارع والمسلحون والميليشيات المتناحرة وقوات الأمن العراقية مخاطر جسيمة». ويبدو أن هجمات «الفصائل المسلحة الشيعية» الأخيرة، تشكل تنفيذا لوعود أطلقتها في وقت سابق من هذا الشهر، بشأن استهداف المصالح الأمريكية في العراق في حال تدخل واشنطن بالحرب الدائرة في غزة ودعمها الاحتلال الإسرائيلي. في هذا الشأن، استغل زعيم تيار «الحكمة» عمار الحكيم، ذكرى دخول ميثاق الامم المتحدة حيز التنفيذ، لدعوة المنظمة الأممية في لعب دور فاعل في حماية سكان القطاع من القمع والحصار التي يتعرضون لها على يد الإسرائيليين. الحكيم ذكر في بيان صحافي أمس، إن «المنظمات والجهود الاستثنائية يجب أن تواجه التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة، بما في ذلك الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر».

وأكد انه «يجب على المنظمة الأممية أن تلعب دورا فاعلا في حماية سكان قطاع غزة من القمع والحصار والتجويع وفقا للقانون الدولي، اذ يعيش هؤلاء السكان في ظروف استثنائية صعبة بسبب الحروب والصراعات في المنطقة». وشدد الحكيم على أن المنظمة «يجب أن تلعب دورا أكبر وفعالا في التصدي للتحديات الحالية والمستقبلية» مبينا أنه «في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها العالم بسبب الصراعات والنزاعات والانتهاكات، يجب أن يكون هناك تعاون قوي بين الدول والمنظمات الدولية للعمل سويا من أجل حماية السلام والأمن العالمي».

 

سفارة بريطانيا: المملكة المتحدة تقدم مساعدات انسانية إضافية الى المدنيين في غزة بـ20 مليون جنيه

وطنية/23 تشرين الأول/2023

لفتت سفارة بريطانيا في لبنان في بيان، أن "المملكة المتحدة تعلن عن مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 20 مليون جنيه استرليني للمدنيين في قطاع غزة وأن رئيس الوزراء يعلن عن حزمة مساعدات جديدة لتوفير الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى للمتضررين من هذه الأزمة الإنسانية الحادة". وقالت: "في بيان أمام المجلس، جدد رئيس الوزراء تأكيد المملكة المتحدة لحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وقال: "نريد تدفقا مستمرا للمساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة". بهذا المبلغ الجديد يصل ما ساهمت فيه المملكة المتحدة استجابة للأزمة الإنسانية إلى 30 مليون جنيه إسترليني منذ اندلاع الأزمة، كما يساند رئيس الوزراء ووزير الخارجية الجهود الدبلوماسية الساعية إلى فتح معبر رفح. أعلن رئيس الوزراء البريطاني اليوم (الاثنين 23 تشرين الاول) أن المملكة المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني للمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يأتي الإعلان بتقديم هذا التمويل الجديد إضافة إلى 10 ملايين جنيه إسترليني من المساعدات التي أعلن عنها رئيس الوزراء الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي مساهمة المملكة المتحدة للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية الأزمة إلى 30 مليون جنيه - وهذا أكثر من ضعف التزامنا القائم بالمساعدات لهذه السنة [27 مليون جنيه].

وقد أعلن رئيس الوزراء عن هذا التمويل في بيان أمام مجلس العموم، تحدث فيه أيضا عن الجهود الدبلوماسية المكثفة المبذولة للحيلولة دون تصعيد الصراع في المنطقة، ومساندة أمن إسرائيل، ودعم حلول طويلة الأمد للأزمة في الشرق الأوسط.

هذا التمويل الإضافي سوف يساعد الشعب الفلسطيني في الحصول على الدعم الحيوي للحفاظ على الحياة. ومن شأن التمويل أن يتيح للشركاء الموثوقين، بما فيهم وكالات الأمم المتحدة الرئيسية والصليب الأحمر، تقديم مواد وخدمات الإغاثة الأساسية. ستلبي هذه المساعدات الاحتياجات الضرورية للغاية من غذاء وماء ورعاية صحية ومأوى، وحماية للمتضررين من هذه الأزمة الإنسانية الحادة. قال رئيس الوزراء ريشي سوناك في بيانه أمام البرلمان: "أدرك المعاناة الشديدة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. فالخسائر بالأرواح كبيرة جدا، والأزمة الإنسانية متنامية. علينا مواصلة العمل معا لإدخال مزيد من الدعم إلى قطاع غزة. ونحن نرحب بفتح معبر رفح بشكل محدود - فذلك يمثل تقدما مهما، وفيه دلالة على مدى قوة الجهود الدبلوماسية. لكن هذا لا يكفي. إننا بحاجة إلى تدفق قوافل المساعدات باستمرار، حاملةً الماء والغذاء والدواء والوقود، وهي مساعدات هناك حاجة ماسّة إليها. كنت قد أعلنت سابقا تقديم 10 ملايين جنيه إسترليني من الدعم الإضافي لمساعدة المدنيين في قطاع غزة، ويمكنني أن أعلن اليوم بأننا سوف نقدم المزيد. حيث سنقدم مبلغا إضافيا قدره 20 مليون جنيه إسترليني لمساعدة المدنيين في قطاع غزة - وهذا يمثل أكثر من ضعف المساعدات التي قدمناها سابقا للشعب الفلسطيني". أضاف بيان السفارة: "جاء افتتاح معبر رفح لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة في أعقاب سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي عقدها رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزير الخارجية جايمس كليفرلي. وقال وزير الخارجية جايمس كليفرلي: "المملكة المتحدة تظل ملتزمة تماما بمساعدة الفلسطينيين المحاصرين في غزة. يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية حتى يتمكن المدنيون من الحصول على الدعم الحيوي المنقذ للحياة، بما في ذلك الغذاء والماء والمأوى، بأسرع وقت وبأكبر فعالية ممكنة".وختم البيان: "المملكة المتحدة ملتزمة بتخفيف حدَّة الوضع الإنساني في قطاع غزة. وسوف نستمر في المطالبة بالوصول الفوري والآمن ودون عراقيل للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من غذاء وماء ووقود وإمدادات طبية كأولوية إلى أهالي غزة. وستنظر المملكة المتحدة في تقديم المزيد من الدعم بناء على الاحتياجات الإنسانية المتغيرة على الأرض. هذا يشمل الجهود الدبلوماسية، كما يتضح من المحادثات المستمرة التي يجريها وزير الخارجية مع المنطقة. وقد أجرى وزير الخارجية خلال زيارته الأخيرة محادثات مع القادة في مصر وتركيا وقطر للتنسيق معهم بشأن الدفع نحو التوصل إلى اتفاق حول استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. تعمل المملكة المتحدة أيضاً مع الحكومة المصرية لأجل فتح معبر رفح أمام المواطنين الأجانب، بمن فيهم المواطنون البريطانيون وموظفو القنصلية البريطانية وعائلاتهم، لمغادرة غزة".

 

هآرتس: في ظل التهديد الإيراني.. للإسرائيليين: لا منظومة إقليمية مع تهميش الفلسطينيين

 البروفيسور إيتمار رابينوفيتش/هآرتس/23 تشرين الأول/2023

الحدث الذي نعيشه منذ 7 تشرين الأول يعتبر حرباً بين إسرائيل وحماس في غزة، ولكنها تجري في سياق أوسع، يتشكل في المقام الأول عن طريق جهود إيرانية لتحدي إسرائيل في عدة جبهات. تجري في الوقت الحالي حرب استنزاف بين “حزب الله” وإسرائيل، وقد تقرر إيران وقيادة “حزب الله” في كل لحظة الانتقال إلى الحرب الشاملة. ثمة امتداد آخر لإيران، وهم الحوثيون في اليمن، الذين أطلقوا نحو إسرائيل مُسيرات (تم اعتراضها)، ومليشيات شيعية أخرى تستعد للعمل في شمال هضبة الجولان. حماس لا تعتبر امتداداً لإيران مثل “حزب الله”، لكنها في علاقة وثيقة مع طهران وبيروت، وتحصل على مساعدات مالية وسلاح والاستشارة والتدريب أيضاً. لا دليل على تورط مباشر لإيران في هجوم 7 تشرين الأول، لكن من الواضح أنه لولا مساعدة إيران و”حزب الله” لصعب على حماس تنفيذه. حتى لو انتهت الحرب في غزة بدون حرب شاملة مع “حزب الله”، لا يمكن لإسرائيل التعايش مع وجود “قوة الرضوان” خلف الحدود.

إيران وفرت لـ”حزب الله” عدداً كبيراً من الصواريخ والقذائف التي استهدفت تزويده بالردع ضد أي هجوم لإسرائيل أو أمريكا على منشآتها النووية. ووفرت لوحدات “حزب الله” العسكرية أفضل المعدات (الصواريخ المضادة للدروع من صنع روسي، التي أرسلها “حزب الله” لحماس). حارب “حزب الله” إلى جانب نظام الأسد في الحرب الأهلية في سوريا، الأمر الذي عمل على تحسين وحداته المقاتلة وزيادة عدد المقاتلين.

إذا قررت طهران و”حزب الله” شن حرب شاملة مع إسرائيل عند بداية العملية البرية في غزة، ستضطر إسرائيل لمواجهة صواريخ “حزب الله” و”قوة الرضوان” حالياً. وإذا اكتفت إيران بحرب استنزاف فستقف إسرائيل أمام معضلة عند انتهاء الحرب في غزة. الكثير من سكان إسرائيل في المناطق على الحدود مع لبنان سيرفضون العودة إلى بيوتهم في الوقت الذي تربض فيه قوة الرضوان قرب الحدود، وإزاء صدمة 7 تشرين الأول. وسترفض إسرائيل أيضاً التسليم بوجود مليشيات شيعية على الحدود مع سوريا، أو وجود ضغط من مليشيات شيعية عراقية على الأردن وإطلاق آخر لطائرات مسيرة من اليمن.

لكن إسرائيل غير مجبرة على مواجهة هذه التحديات وحدها. يبدو أن الإدارة الأمريكية أدركت بأنه إذا كانت تريد الحفاظ على مكانة الولايات المتحدة في المنطقة وعلى علاقاتها مع الدول العربية المعتدلة، عليها تعزيز معسكر مؤيديها. المحور المؤيد لإيران، سوريا ولبنان وبشكل جزئي العراق واليمن، يتم تشغيله بشكل ناجع من قبل طهران. معسكر الدول المعتدلة، السعودية والإمارات والأردن والمغرب، غير متبلور وأعضاءه يخشون الرأي العام في بلادهم ومدى مصداقية الولايات المتحدة. من يضمن لهذه الدول عدم عودة ترامب الانفصالي إلى الحكم؟ نافذة الفرص في واشنطن محدودة. الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي بشكل شخصي عرفوا كيفية دمج دعم إسرائيل مع الخوف من إيران و”حزب الله”، ومع الاهتمام بالسكان المدنيين في غزة، لكن الولايات المتحدة ستكون بعد بضعة أشهر في ذروة الحملة الانتخابية. باتت الجهود الأمريكية لترتيب العلاقات مع السعودية وإضافة التطبيع مع إسرائيل، عالقة الآن. ولكن يجب استئنافها في أسرع وقت. على إسرائيل الاندماج فيها ومواجهة التحدي الإيراني مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين. لن يحدث هذا بدون تغيير السياسة تجاه السلطة الفلسطينية. لا يدور الحديث عن الحل الدائم، بل عن شيء أقل بكثير. ولكن من يعتقد أنه يمكن بناء منظومة إقليمية بدعم من أمريكا وفي المقابل العمل على ضم “يهودا والسامرة”، فهو واهم.

 

هآرتس: كيف ينظر لبنان لتهديدات إسرائيل إذا ضبط ساعته مع غزة؟

تسفي برئيل/هآرتس/23 تشرين الأول/2023

أصبح سكان جنوب لبنان مستعدين للحرب، حزم الآلاف منهم أغراضهم وانتقلوا من قرى خط التماس إلى مدن فيها أمن نسبي مثل صور وبيروت، على فرض أن الجيش الإسرائيلي لن يهاجم مراكز السكان. الكثير من المدارس في جنوب لبنان أغلقت بتعليمات من وزارة التعليم، ودور السلطات تحملت المسؤولية عنه جمعيات مدنية، التي تشغّل منظومات بديلة والتعليم عن بعد، بقدر ما يمكن تعلمه عن بعد عندما تكون شبكة الإنترنت متعثرة أو غير موجودة. قبل أسبوع، كان أصحاب المحلات هادئين، وأبلغوا بأنه لا يوجد ذعر شرائي، وأن والأدوية متوفرة، والناس “يراقبون عن كثب” ما يحدث في غزة. ولكن لبنان الذي يعمل حسب توقيت غزة، دخل في الأسبوع الماضي إلى مرحلة أصبحت فيها الحرب في ساحته. أول أمس وأمس، تم الإبلاغ عن تجميع المواد الغذائية وشراء مذعور للأدوية، لا سيما شراء الوقود من أي مصدر. تتضح في كل تقرير وكل مقابلة مع المواطنين المقارنة مع حرب لبنان الثانية في 2006، وأننا “سنكون مستعدين في هذه المرة”. القصد ليس السيارات العسكرية، بل ثلاجات مليئة وسيارات مملوءة بالوقود وصيدلية منظمة في البيت. التوتر يزداد أيضاً في حي الضاحية وحارة حريك وبئر العبد، وهي أحياء في بيروت تتركز فيها قيادة “حزب الله” وأماكن سكن أعضائه.

قال الكثير من السكان إنهم “جهزوا الحقائب مع أغراض ثمينة وهويات وجوازات السفر وأموال. من لديه بيت صيفي في الجبل توجه إليه، والأكثر ثراء يحاولون مغادرة الدولة. قال آخرون إنهم غير مستعدين ليصبحوا لاجئين في بلادهم، وقرروا البقاء في بيوتهم. “ليحدث ما يحدث”، لكن حتى من خططوا لتغيير الشقة في فترة الحرب يواجهون أصحاب الشقق الذين يستغلون الوضع ويطلبون أجرة مرتفعة، أحياناً ضعف ما كان سائداً قبل الحرب. التصريحات التي تصل من إسرائيل عن “تسوية بيروت” وعن تدمير وتخريب سينزل على لبنان إلى أن “يشتاقوا إلى حرب لبنان الثانية”، تسمع جيداً في الدولة المدمرة أصلاً، لكن لا يوجد للمدنيين الكثير مما يفعلونه على المستوى الشخصي. الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تمر بها الدولة منذ 2019 وانخفاض سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار 90 في المئة، والقيود المفروضة على إخراج ودائع بالدولار من البنوك وخزينة الحكومة الفارغة، كل ذلك يضع الدولة في وضع يختلف كلياً عن الوضع في 2006. في حينه، كانت البنوك تعمل، والرواتب التي تم دفعها في الوقت والقوة الشرائية للعملة كانت أكبر بأضعاف مما هي الآن. حصل لبنان في حينه على ضربة اقتصادية قدرت بملياري دولار. التقديرات الحذرة تتحدث الآن عن أضرار اقتصادية محتملة، 17 – 19 مليار دولار.

في السنوات الأولى بعد انتهاء تلك الحرب، كانت دول أوروبية ودول الخليج على استعداد لتحمل جزء من العبء والمشاركة في إعادة إعمار الدولة. أما الآن فلا توجد أي جهة مالية، دولة أو منظمة، مستعدة للإسهام حتى بدولار واحد لهذه الدولة التي تحتضر، ربما باستثناء المساعدات الإنسانية. وضع لبنان بائس جداً إلى درجة أن الجيش يعتمد على منحة من حكومة قطر قبل سنة بمبلغ 60 مليون دولار، وعلى منحة بمبلغ 72 مليون دولار خصصتها الإدارة الأمريكية لتحسين رواتب الجنود ورجال الشرطة. حولت قطر وجبة واحدة من المساعدات قبل توقفها، في حين أن المنحة الأمريكية بدأت في الوصول، وربما تتوقف في آذار القادم. الضباط والجنود المحتاجون، الذين وفرت لهم المنحة 100 دولار في الشهر، لا يعرفون الآن كيفية إعالة عائلاتهم. الآلاف تركوا الخدمة العسكرية أو الشرطية، وكثيرون بالتأكيد سيقدمون استقالاتهم إذا توقفت هذه المنح.

حكومة نظرية

إن مفهوم “حكومة” في لبنان مفهوم نظري فقط؛ فليس فيها خطة طوارئ لعلاج المدنيين، أما الملاجئ العامة فهي مفهوم غير معروف، وترتيبات نقل المهجرين ترتبط بقدرة كل مواطن، والمؤسسات الحكومية مثل المدارس ورياض الأطفال والحدائق العامة هي التي ستكون متاحة للجمهور في حالة اندلاع الحرب.

الحكومة المؤقتة برئاسة نجيب ميقاتي، الملياردير الذي لا يقلق على مصدر راتبه، تملك الآن القدرة على التحذير والتوسل لزعماء العالم لوقف الحرب. لا يملك ميقاتي أي تأثير على “حزب الله”، المشارك في الحكومة. يعمل لبنان منذ سنة بدون رئيس، والحكومة المؤقتة لا تنجح في الانعقاد لاتخاذ قرارات حيوية لإدارة جارية للدولة (بالأحرى من أجل اتخاذ قرارات حول الإصلاحات الهيكلية). قائد الجيش، جوزيف عون، ربما ينهي خدمته في كانون الثاني القادم، والجيش كله يتكون من وحدات مقسمة. لا توجد في لبنان قوة سياسية محلية باستثناء “حزب الله”، يمكنها أن تشكل عنواناً لإجراء المفاوضات.

إن حزام الدعم العربي، لا سيما السعودية التي منحت الرعاية لعائلة الحريري، في البداية الأب رفيق، وبعد ذلك الابن سعد، الذي اكتشف أنه سياسي فاشل، أخذ يتضاءل إلى أن اختفى. عبرت السعودية في السنة الماضية عن الاستعداد لمساعدة حكومة لبنان، لكن شريطة ألا يكون “حزب الله” مشاركاً فيها. هذا طلب رفض بالطبع، وبقيت مساعدة السعودية مجرد تصريح فارغ. لكن عند التوقيع على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في آذار الماضي، بزغ أمل في أن تنجح الدولتان في التوصل إلى تفاهمات حول قضية تشكيل حكومة متفق عليها في بيروت وتعيين رئيس جديد. “حزب الله” الذي تفاجأ من الاتفاق، خشي من إمكانية قيام السعودية وإيران بحياكة “مؤامرة” من وراء ظهره تؤدي إلى تقليص مكانته. لم يحدث شيء من ذلك، وإيران ولم لا تنوي ضم شركاء إلى احتكارها لاستخدام “حزب الله” وعن طريقه السيطرة السياسية، وفي كل الحالات الاقتصادية، في لبنان. إسرائيل تلقي المسؤولية على الحكومة حول التطورات في لبنان، لكن توجيه أصبع الاتهام هذا مثل لعبة المضرب بدون جدار. وتدمير البنى التحتية المدنية سيدفع ثمنه كالعادة السكان العاديون. هذه التهديدات فعالة عندما يكون في الطرف الثاني هيئة مسؤولة لها ما تخسره ويمكنها اتخاذ قرارات وتطبيقها. حتى أمام حماس، كانت هذه التهديدات مجدية أكثر مما هي أمام حكومة لبنان، بسبب سيطرتها الكاملة على إدارة حياة سكان القطاع وتحديد سياسة مستقلة بقدر ما.

السؤال الاستراتيجي هو: إلى أي درجة يمكن لمثل هذه التهديدات أن تؤثر على “حزب الله” وإيران؟ الافتراض أن هذين الجسمين لا يريدان فقدان الدولة التي تعطي طهران المكان الأهمية لها في الشرق الأوسط. وتعطي “حزب الله”، رغم أنه أقلية في الحكومة، القوة لتحديد السياسة في لبنان تجاه إيران. حتى الآن، لم يتم دحض هذا الافتراض. ورغم نشاطات “حزب الله” المتزايدة ضد إسرائيل فإنه يتصرف مثل حكومة مسؤولية عن دولة وليس كمنظمة. ورغم أنه اختبار صعب جداً لتوازن الردع الثنائي، فمن المهم ملاحظة أن الردع ما يزال موجوداً، وهو الذي يحد من شدة المواجهة في الوقت الحالي.

 

إسرائيل اليوم: خبير أمريكي في الشؤون الإيرانية: طهران وقفت وراء حماس في 7 أكتوبر

زلمان شوفال/إسرائيل اليوم/23 تشرين الأول/2023

في الأسبوع الثالث من حرب غزة يتبين مكان أمريكا في ما يجري، وبأنها ليست معركة إسرائيلية- حماسية فقط، بل معركة عالمية. رغم الفوارق في الظروف واللاعبين، ثمة تداع من هذه الناحية بين الحرب الحالية وحرب يوم الغفران. مثلما دار في الحرب الباردة صراع أيديولوجي واستراتيجي بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، يجري الآن صراع أيديولوجي واستراتيجي على النظام العالمي بين محور روسيا والصين وإيران، والعالم الغربي برئاسة أمريكا. صور رئيس الصين شي ورئيس روسيا بوتين من جهة، والرئيس بايدن ونتنياهو من جهة أخرى، تجسد هذا بشكل رمزي على خلفية وقوف الصين وروسيا إلى جانب حماس ووقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل. الهدف الجيوسياسي للرئيس نيكسون ووزير الخارجية كيسنجر في الحرب إياها، إلى جانب المساعدة الأمنية لإسرائيل، كان إخراج روسيا من مراكز نفوذها في الشرق الأوسط وبخاصة في مصر، وقد نجحا في ذلك. في المعركة الحالية، فتحت أمام الولايات المتحدة إمكانية لسد طريق الصين وروسيا في منطقتنا – وكذا ميول العدوان والهيمنة الإيرانية. لكن ليس الجميع في الولايات المتحدة، ولا حتى في إدارة بايدن نفسها، يشاركون هذا الرأي. موظف كبير في وزارة الخارجية الأمريكية استقال من منصبه بدعوى أن المساعدة المكثفة بالسلاح وبالعتاد التي تمنحها أمريكا إلى “طرف واحد” تعدّ أمراً “هداماً، غير محق ويتضارب مع قيمنا”، ولديه شركاء في الرأي سواء في الإدارة أم في الحزب الديمقراطي الذي اتخذ جناحه اليساري المتطرف في الأيام الأخيرة مبادرات تشريعية هدفها المس بالموقف المؤيد لإسرائيل لدى الإدارة وإملاء “وقف نار” فوري على إسرائيل.

مع أن الإدارة تعول على دعم الجمهوريين في الكونغرس في كل ما يتعلق بالمساعدة لإسرائيل، لكن ينبغي الأمل في أن التصريحات اللاذعة لدونالد ترامب الذي يتحكم بالكتلة الجمهورية، ضد إسرائيل ونتنياهو، لن تضر ذلك. وتبين بأن نسب التأييد له ارتفعت فور خطابه التأسيسي والمؤثر من أجل إسرائيل، فيما هبطت نسب التأييد لترامب، بخلاف الميل الذي لاح قبل ذلك، واستطلاعات اعتبرت قوية ومصداقة بخاصة أكدت أن 75 في المئة من جمهور الناخبين يعتقدون بأن دعمه لإسرائيل هو مصلحة أمريكية.

إذا كانت هناك علامة استفهام بارزة عن ثبات موقف الإدارة وفهمها الآثار العالمية لحرب غزة فهي في تغيير سياستها تجاه إيران. لم تستوعب الإدارة بعد أو أرادت أن تستوعب بأن من يقف خلف التخطيط والمبادرة والتجهيز لبربرية حماس هي إيران، وهو الحكم بالنسبة لـ”حزب الله” في الشمال والحوثيين في اليمن – ومثلما يقدر شي حتيري، خبير الشؤون الإيرانية في معهد يوركتاون الأمريكي، أنه لا شك أن طهران وقفت وراء عدوان حماس، كي يحرف الانتباه العالمي عن تقدمها في الموضوع النووي. المؤرخ السياسي المقدر وولتر راسل، ادعى على الفور في هذا السياق في مقالاته في “وول ستريت جورنال” بأن “نزعة المصالحة تجاه إيران فشلت… فهي لا تخفي أهدافها: كارثة في إسرائيل وتدمير الولايات المتحدة – لكن فريق بايدن لم يستوعب بأنه يمكن مصالحتها أو إرضاؤها من هذه الناحية”، ويتعاطى مع الجهود المتواصلة لبايدن لاستئناف الاتفاق النووي ويذكر بسياسة أوباما المخطئة لمنح إيران مكانة خاصة كممثلة العالم الشيعي إلى جانب السعودية كممثلة العالم السني، كي يروج الوهم بأن أمريكا يمكنها أن تقلص وجودها في الشرق الأوسط. كما أن الإدارة لم تفهم، أو لا تريد أن تستخلص الاستنتاجات من ذلك في أن جبهة الصراع على النضال العالمي هي اليوم الحرب بين إسرائيل وحماس. مع أن أحد عناوين الصحف “عناق الدب من الولايات المتحدة”، والذي يعني “الدعم أو المساعدة” تتسبب عملياً بضرر لمن يتلقاها” مغلوط بل ومضلل، واضح أن الميول الأمريكية والإسرائيلية لا تتماثل في كل المواضيع – مثل المساعدة “الإنسانية” لغزة. الإدارة منصتة في هذا الموضوع للرأي العام في أمريكا، لكنها تعتقد أيضاً، عن حق أو بالخطأ، أنه هكذا تتعزز مكانتها في العالم العربي. كما أن القلق على المخطوفين، على الأقل أولئك ذوي الجنسية المزدوجة، يلعب دوراً في ذلك. واضح أنه يمكن أن نفرح على تحرير المخطوفتين، لكن من المقلق أن الولايات المتحدة لم تستغل المساعدة الإنسانية لتحرير كل المخطوفين والأسرى أو على الأقل لنشر أسمائهم. كما لا نعرف ما الذي سيولده اليوم، لكن إمكانية التحرير الانتقائي، نقطة نقطة، للمخطوفين لا يخلق فقط مشكلة عملياتية بل يحمل إسرائيل عبئاً اقتصادياً شديداً عقب تجنيد الاحتياط الطويل النابع من ذلك.

ليس هذا “عناق دب”، بل عناق حقيقي يمكن لأمريكا وحدها أن تقدمه، ومن واجبنا أن نقدر بل أن نفهم أيضاً القيود التي تفرضها أحياناً علينا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

في مواجهة «حماس» ونتنياهو معاً

هي إذن معركة عندنا وعندهم. السائد اليوم، إلى حدٍ بعيد، معركة قلوب وعواطف في الاتجاه الخطأ. الناقص هو معركة عقول لا نملك رفاهية التأخير في خوضها، وتوسعة رقعة أصواتها والاستثمار في بناها التحتية.

نديم قطيش/الشرق الأوسط/23 تشرين الأول/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/123491/123491/

هي إذن معركة عندنا وعندهم. السائد اليوم، إلى حدٍ بعيد، معركة قلوب وعواطف في الاتجاه الخطأ. الناقص هو معركة عقول لا نملك رفاهية التأخير في خوضها، وتوسعة رقعة أصواتها والاستثمار في بناها التحتية.

نديم قطيش/الشرق الأوسط/23 تشرين الأول/2023

تكرر القول إن «حرب غزة الراهنة ليست كسابقاتها» كثيراً. وهي ليست كذلك. وضعتنا الحرب من حيث لم نحتسب، أمام تحدي حرب أخرى ستكون هي عنوان معركة العقول في السنوات المقبلة، ولا أقول الأسابيع أو الأشهر.

نحن اليوم في قلب معركة عقول ثقافية وسياسية وإعلامية، هي الأشد منذ جريمة 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

سبق وأن كتبت في هذه الصحيفة، أن السياسة ستدور في العشرية الثالثة من هذا القرن وما بعدها، حول موضوع السلام. ما سبقها من عقدين استُهلكا بعنوانَي «الحرب على الإرهاب» (2001- 2010) و«الربيع العربي (2010 - 2020)».

زاد اندلاع الحرب الأخيرة بمداها التدميري والتفاصيل الدموية لشرارتها الأولى التي قدحتها «حماس»، والهيجان العاطفي والسياسي والتعبوي الذي لا يزال يرافقها، قناعتي بأن معركة العقول ستكون أكبر بكثير مما شهدناه سابقاً.

لو نظرنا إلى التغطيات الإعلامية للحدث؛ لا سيما في القنوات التي تخالف «حماس» وعموم محور المقاومة، سرديتها حول مستقبل المنطقة، لوجدنا أن أجزاءً ضخمة من هذه التغطيات لا تزال أسيرة منطق تغطيات الحروب، كما راج في السنوات الكثيرة الماضية، والتي يعتمد جُلّها على استثمار الإثارة العاطفية المتأتية من فواجع الموت والدمار، لا سيما الأطفال.

ليست هذه دعوةً بالطبع للقفز فوق الأثمان البشرية المريعة للحروب، ولا حضاً على الاستهانة بالكرامة الإنسانية، لا سيما لمن لا رأي لهم في المصائر التي وجدوا أنفسهم وسطها. بل تحذير من أن نسقط في فخ الانقلاب الذي تقوده إيران، أولاً عبر الحرب نفسها، كخيار مضاد لخيار السلام، وثانياً عبر إحياء سرديات إطلاقية عن الحق والعدل والشر والخير وصراع الملائكة والشياطين، في كل ما هو دائر حولنا الآن.

إن الضغط الهائل، المدعوم بسرديات تبسيطية، يهدف لتأطير إنسانيتنا جغرافياً كدعوة لتسييس العاطفة والقيم. وهو تحضير للاستثمار السياسي في صناعة وعي كاره للآخر أولاً، وثانياً للمجتمعات والحكومات التي لها رأي سياسي مختلف عما يقترحه علينا محور الحرب، إسرائيلياً كان أم فلسطينياً أو مقاومتياً.

فإذا كان الهدف من التغطيات بشكلها الراهن، أن نضيء على فواجع الحرب، فالفواجع في المكانين، في غزة التي تدكها آلة إسرائيل الغاضبة، وفي إسرائيل التي استباحت «حماس» ناسها العزل في بيوتهم وبلداتهم. أما غير ذلك فهو جعل الإعلام امتداداً لسردية واحدة مشوهة، منزوعة السياق، والتاريخ، وهي ضدنا أولاً قبل أن تكون ضد إسرائيل.

إن مهمة الإعلام، إعلامنا، في معركة العقول التي انطلقت من رحم حرب غزة، هي في توفير السياق السياسي والقيمي للرؤى المتصارعة في هذه الحرب، وبما يتجاوز اللاعبين المباشرين فيها، أي «حماس» وحكومة بنيامين نتنياهو. ما نحتاج إليه هو «ميديا السياق» Contextual Media، وليس الإعلام اللحظي الغارق في استثمارات عاطفية وترداد ببغائي لشعارات أو ما يشبه الأقوال المأثورة، من نوع: «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة» أو «ماذا جلب لنا السلام؟».

نحن بإزاء حدث يعكس صدعاً آيديولوجياً أوسع. وعليه، تلعب وسائل الإعلام دوراً عملاقاً في تشكيل رواية الحدث، بما يؤثر على الإدراك العام ومسارات السياسة، لا سيما في ظل حدة المتابعة الراهنة والتي كنا نشكو من غيابها سابقاً.

لذلك؛ تبرز «ميديا السياق» شرطاً أساسياً لتوفير زاوية رؤية للأحداث تتجاوز المشهد المباشر للضحايا، وتضعه ضمن سياق اجتماعي وسياسي وتاريخي أوسع، يشكل رافعة لفهم سياسي متنور. لنأخذ مثلاً مظاهرة لندن قبل أيام التي ستُرفع عَلماً على حجم التعاطف الأممي مع «حماس» كمقاومة، وستطبع في الأذهان بهذه الصفة، وتستخدم نَصلاً للطعن في «النخب العربية المتقاعسة عن نصرة المقاومة»... ولكن، هل قيل لنا أو قلنا إن لندن هي واحدة من أهم عواصم تنظيم «الإخوان المسلمين»، وإن السؤال يصير بالتالي: أين مظاهرات العواصم الأوروبية الأخرى؟ مجرد مثال على ليّ الحكايات وإعادة تشكيلها لصناعة وعي يخدم أجندات بعينها.

بهذا المعنى تمثل «ميديا السياق» حصناً ضد المعلومات المضللة، ومحركاً نحو حوار أكثر دقة وشمولاً، بدلاً من الخطاب المعزز للانقسامات، والمُثري لبيئة الكراهية والهدم المتبادل.

امتحان غزة هو امتحان لقدرتنا على تجاوز التقاليد الإعلامية التي رسّخها بعض الإعلام. لا أدعو إلى ذلك بدافع إغراء التجديد؛ بل لأننا غارقون في ممارسات تؤدي عن غير قصد إلى نصرة الخطاب السياسي المضاد لخط العقلانية والاعتدال في السياسة العربية، الذي تتبناه إيران وما يسمى محور المقاومة. إنها معركة طويلة ومعقدة، وتستلزم أعلى درجات الشجاعة الفكرية والاستعداد للمغامرة في مناطق فكرية غير شعبية؛ بغية إنتاج سردية سياسية غير ملوثة بالتحيزات السائدة والمُعدّة سلفاً.

ستنتهي الحرب. وسيفتتح انتهاؤها الأسئلة الصعبة التي تعنينا في صميم وجودنا ومستقبلنا السياسي. من الصعب تصور سيناريو تكون فيه «حماس» جزءاً من مستقبل أي عملية سياسية فلسطينية. الأرجح أن تدمر الحرب بنيتها العسكرية وتقضي على مستقبلها السياسي، وإن لم تستطع اجتثاث الفكرة نفسها. ماذا يكون آنذاك المستقبل السياسي في غزة؟ ولمن ستؤول السيطرة وتمثيل مصالح الفلسطينيين؟ وكيف سيخرج الإسرائيليون من موجة الغضب والانتقام ويستردون استعداداتهم لمنطق السلام؟ كيف لنا أن نتجاوز كل هذا الموت والدمار والحقد والكراهية لتأسيس اقتراح لما بعد الصراع، وأن نعيد فتح مسارات التسوية، وإعادة تعريف العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية؟

ليست هذه الأسئلة من النوع الذي يُجاب عنه بسذاجات الحق المطلق والبرامج المطلبية القصوى في الجانب الفلسطيني. ولا هي مما يجاب عنه بعنجهية اليمين الإسرائيلي الذي راهن على «حماس» لتبديد مشروع السلام قبل أن ينفجر رهانه في وجهه.

هي إذن معركة عندنا وعندهم. السائد اليوم، إلى حدٍ بعيد، معركة قلوب وعواطف في الاتجاه الخطأ. الناقص هو معركة عقول لا نملك رفاهية التأخير في خوضها، وتوسعة رقعة أصواتها والاستثمار في بناها التحتية.

 

الأداء الغربي يمنح إيران سلفاً انتصار "طوفان الأقصى"

منير الربيع المدن/24 تشرين الأول/2023

هل تربح إيران نتيجة عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية على غزة سلفاً؟ هناك دوافع كثيرة تقود إلى طرح هذا السؤال. خصوصاً في ضوء المواقف الإيرانية المتوالية، والتي تدوزنها طهران بين التهديد بالحرب الإقليمية، والاكتفاء بالإشارة إلى الدعم السياسي والإعلامي لحقوق الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، والتعبير عن عدم وجود نية لتوسيع جبهات الصراع. على وقع هذه المواقف الإيرانية والتي رسم ملامحها وحدودها مرشد الجمهورية الإسلامية في اليوم الأول لحصول عملية طوفان الأقصى، بالقول إن إيران لم تكن على علم أو تنسيق بما جرى، وبالتالي حيّد إيران بشكل مباشر ورسمي عن الحدث، فيما بقيت طهران تلعب دور الراعي لكل ما يجري!

التهديد والردع

إلى جانب هذا التحييد الرسمي، إلا أن حلفاء إيران في المنطقة ينخرطون في الصراع، كل على طريقته. حزب الله من خلال العمليات التي ينفذها على الحدود بهدف إشغال الإسرائيليين وتخفيف الضغط عن غزة. أو الحوثيون الذين أطلقوا صواريخ أسقطها الأميركيون، أو بعض فصائل الحشد الشعبي في العراق باستهداف مواقع ومصالح أميركية. توازن طهران بين موقفين، الاستعداد للانخراط، أو البقاء في جانب الدعم المعنوي والسياسي. في الموازاة، جاء خبر مجلس الأمن الدولي بإعفاء برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية من الحظر، ورفع عنه العقوبات. وهو ما ذهب كثيرون إلى ربطه بسياق الاستثمار الإيراني بما جرى في غزة أولاً، وباستعراض القوة ثانياً، وبعدم الإنخراط بالحرب وتوسيعها على كل الجبهات ثالثاً.. كجزء من الوصول إلى هذه النتيجة. الأسلوب نفسه المعتمد مع إيران، تعتمده الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل مع حزب الله، من خلال تهديده لعدم الانخراط في الحرب، وعدم شن هجمات على اسرائيل، وإلا سيتم توجيه ضربات قاسية له وللبنان. تندرج هذه التهديدات في سياق الردع غير المجدي، خصوصاً أن حزب الله ينخرط بالحرب منذ اليوم الأول، وهو كان واضحاً في رفض الرضوخ لكل الضغوط الأميركية والإسرائيلية، مع علم أساسي لديه بعدم استعداد الأميركيين والإسرائيليين لفتح جبهة جديدة، أو الدخول في حرب ضده. لا يزال رهان الحزب وإيران على التعثر الإسرائيلي والصراع الداخلي في تل أبيب بين الجيش والحكومة، والموقف الأميركي برفض الاجتياح البرّي إلى قطاع غزة. وهذا إذا ما اقترن باستمرار عمل القنوات الخلفية والجهات الإقليمية في سبيل إطلاق سراح الرهائن، من شأنه أن يخفف حدة المعركة العسكرية والذهاب إلى تفاوض. وبمجرد وقف إطلاق النار، والذهاب إلى التفاوض، فإن إيران ستعلن الانتصار الذي كانت شريكة فعلية في صناعته، والأهم سيتم الارتكاز إلى التهديدات الإيرانية بفتح الجبهات كلها في حال حصل الاجتياح البري، بوصفها هي التي منعت حصول الاجتياح.

الأداء الغربي

وما يساعد إيران أكثر على الفوز في هذه المعركة، هو الأداء الأميركي والغربي. أولاً من خلال تبرئتها مما جرى، وثانياً من خلال المواقف العنصرية والتصعيدية التي تتخذ بحق الفلسطينيين والعرب وحركة حماس بالتحديد، بدءاً من كلام وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، الذي قال إنه يزور اسرائيل كيهودي، وصولاً إلى وصف حركة حماس بالإرهاب. وانتهاء بما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى اسرائيل، بأن حماس حركة إرهابية، داعياً التحالف الدولي لمحاربة داعش إلى محاربتها. وهذا من شأنه إعادة إحياء شياطين كثيرة كان العرب يحاولون تناسيها من الحملات الصليبية أو الإفرنجية، وصولاً إلى العدوان الثلاثي. هذا الاستنفار ضد حماس، والاستثارة التي تتحقق على لسان ماكرون وغيره من الأميركيين، لم تبرز أمام مقتلة استمرت لعشر سنوات في سوريا، والتي شهدت أكبر عملية تطهير وتهجير في العصر الحديث. كل هذا الأداء، سيسهم في منح انتصار لإيران. وهذه المرّة ليس بالارتكاز إلى قوة شيعية مباشرة، إنما إلى قوة سنّية متمثلة بحركة حماس، تعاطفت معها الشعوب العربية، فيما كانت القوى الشيعية من حزب الله إلى الحشد الشعبي إلى إيران قوات مساندة. وهذا ما يسارع الحزب إلى معرفة كيفية استثماره في لبنان، بإدخال قوات الفجر والجماعة الإسلامية إلى الميدان، بالإضافة إلى سرايا المقاومة، وحركتي حماس والجهاد، ربطاً بمواقف سياسية تشير إلى تجاوز مرحلة "الفتنة السنية الشيعية".

الكسب الإيراني

كل المسارات التي اعتمدتها طهران في السابق، أسهمت في تكريس فوزها بالمنطقة، منذ حرب تموز في العام 2006 والتي جاءت بعد فترة من حرب اسرائيلية على قطاع غزة. فبعدها تعزز موضع إيران في المنطقة، من فلسطين إلى لبنان. في كل مرة يعتبر العالم فيها أن إيران قامت بارتكابات من شأنها أن تستدعي ردود فعل دولية تسهم في إضعافها يتبين العكس، كما كان الحال في سوريا مع استخدام السلاح الكيماوي، والذي تعزز دور طهران بعده، بناء على صفقة الخطوط الحمر المطاطة لباراك أوباما وصولاً إلى اتفاق عام 2015.

حتى بعد قيام إيران بضرب أرامكو وأهداف أخرى في المملكة العربية السعودية، ظن العالم أن طهران التي هددت "النفط العالمي" بمعناه الإستراتيجي ستدفع الثمن، لكنها عادت وحققت المزيد من المكاسب السياسية في المنطقة، والتي على ما يبدو أنها ستستمر لفترة طويلة، في ظل ما تقتضيه مصلحة الغرب من جهة، وعدم بلورة مشروع عربي واضح المعالم سياسياً لا اقتصادياً فقط، من جهة أخرى.

 

حرب غزة أطلقت عنانا لسيل من "نظريات المؤامرة"....رافقت العملية اعتقادات منها القريب إلى المنطق ومنها نتاج الخيال الخصب

سوسن مهنا/انديبندت عربية/24 تشرين الأول/2023

صدم العالم بالهجوم المفاجئ الذي قامت به مجموعات "كتائب القسام" التابعة لحركة "حماس" على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في المنطقة المسماة "غلاف غزة"، السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، الهجوم الذي حقق نجاحاً تكلم عنه محللون وباحثون، وفسروه من وجهات نظر ونواح عديدة، تاريخية وجغرافية ودينية وعسكرية وسياسية. وربطها بعضهم بما يعرف بـ"نظريات المؤامرة".

"نظرية المؤامرة"

ووفقاً للأكاديمي والعالم السياسي الأميركي مايكل باركون، فإن نظريات المؤامرة ترتكز على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاثة مبادئ، لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط بعضه ببعض. وكان عالم الاجتماع النمسوي كارل بوبر في كتابه "المجتمع المفتوح وأعداؤه" تناول هذه القضية بالقول "توجد نظرية، أسميها نظرية المؤامرة، يرى دعاتها أنه يكفي لتفسير ظاهرة اجتماعية أن نكتشف من لهم مصلحة في حدوثها". ورد مصطلح نظرية المؤامرة (Conspiracy Theory) لأول مرة في مقالة اقتصادية عام 1920، وجرى تداوله في عام 1960، وأضيف إلى قاموس أوكسفورد عام 1997. ومما لا شك فيه أن عملية "طوفان الأقصى" التي هزت إسرائيل ستبقى خاضعة لدراسات وأبحاث لمدة طويلة، لكن رافقت العملية اعتقادات ونظريات منها القريب إلى المنطق والآخر لا يمكن أن يليق بالعقل.

"صفقة القرن"

أشار البعض إلى أن ما قامت به "حماس" جاء خدمة لإسرائيل، حتى تعود "القضية الفلسطينية" إلى الواجهة، على حساب المدنيين الفلسطينيين، الذين قيل إنهم سيهجرون إلى سيناء في مصر كجزء من "صفقة القرن"، وهي خطة سلام في الشرق الأوسط أعدتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي. وتحدثت وسائل الإعلام حينها عن بعض مضمون تلك الخطة، التي تتلخص بإقامة دولة فلسطينية من دون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقيام مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة من دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها، على أن يتفق على حجم الأراضي وثمنها، وإنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة. تجدد الكلام عن "الصفقة" مع حرب غزة، وسلسلة من التصريحات الإسرائيلية، التي تؤكد التوجه للتخلص من سكان غزة بتوطينهم في شبه جزيرة سيناء، وكان لافتاً في هذا الإطار تغريدة الكاتب الإسرائيلي إيدي كوهين على حسابه على منصة "إكس"، حين كتب "توطين الفلسطينيين في سيناء مقابل حذف ديون مصر الخارجية، فكروا فيها". وقال كوهين في اتصال مع "مونتي كارلو الدولية"، إن الفكرة قديمة، وعلى رغم الرفض المصري للفكرة، فهناك مثال دول أوروبية رفضت استقبال اللاجئين السوريين، ولكنهم وصلوا إليها، مضيفاً "وفي نهاية الأمر مصر ستتلقى الثمن المقابل المالي لتوطين الفلسطينيين في سيناء".

ولفت قيادي من "حماس" في حديث إعلامي أن "خطة الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي تشمل تهجير نصف سكان غزة لمصر، وأن الخطة الأميركية الإسرائيلية تشمل القضاء على حكم حماس في غزة وتجريد المقاومة من سلاحها". وأشار إلى أن "الرئيس الأميركي جو بايدن جاء (خلال زيارة بايدن الأخيرة للمنطقة) ليضغط على مصر للقبول بخطة تهجير سكان غزة إلى سيناء، وأن بايدن سيعرض على مصر تصفير ديونها مقابل الموافقة على خطة التهجير"، مستدركاً أن "القيادة المصرية ترفض خطة التهجير لمصر، وتعتبرها تهديداً للأمن القومي المصري".

تنسيق أو لا تنسيق مع "محور المقاومة"؟

القيادي في "حماس" علي بركة المقيم في لبنان تحدث إلى وكالة "أسوشيتد برس"، وقال إن "حماس" استخدمت في عملية "طوفان الأقصى" 2000 عنصر من مقاتليها من أصل 40 ألف مقاتل في غزة وحدها. نافياً التقارير التي أفادت بأن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم، أو أعطوا الضوء الأخضر للتنفيذ، في اجتماع عقد في بيروت قبيل العملية. وأوضح بركة أنه "لم يكن هناك سوى عدد قليل من قادة حماس كانوا على علم بساعة الصفر". ولفت بركة إلى أن "حماس" "تعمل على إنتاج وتطوير صواريخها الخاصة، وتدريب مقاتليها من دون مساعدة من إيران أو جماعة حزب الله، منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014"، هذا الكلام نسفه تصريح أحد مسؤولي "حماس" في لبنان، أحمد عبدالهادي في حديث لمجلة "نيوزويك" الأميركية، إذ قال "نسقنا مع حزب الله ومع إيران والمحور قبل وأثناء وبعد هذه المعركة على أعلى المستويات". وتابع أن هذا التنسيق "له أبعاد عديدة، سياسية وعسكرية وغيرها". المتحدث باسم "حماس" غازي حمد، قال لقناة "بي بي سي"، رداً على سؤال عن حجم الدعم الإيراني "أنا فخور بأن هناك عديداً من الدول تساعدنا، إيران تساعدنا، ودول أخرى تساعدنا، سواء بالمال أو بالسلاح أو بدعم سياسي، لا بأس أن نفعل ذلك".

كلا ولكن

يشير المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد يعرب صخر إلى أنه لا يحبذ فكرة "نظريات المؤامرة" لكن "نعيش مؤامرات منذ عقود وقرون، والهدف هو تقسيم المقسم في الشرق الأوسط أو البلدان العربية، أي تطوير اتفاق (سايكس بيكو) نحو التفتيت". ويلفت إلى أنه عام 1983 قدم المؤرخ والباحث البارز في تاريخ الشرق الأوسط برنارد لويس خطة تفتيتية للشرق الأوسط، تبناها الكونغرس الأميركي في جلسة سرية، أي عشية الحرب على العراق، وتقوم على أن "سايكس بيكو" لم تعد تفي بالمطلوب، ويجب تفتيت المنطقة على قاعدة الأقليات، أي أن كل أقلية تأخذ مساحتها الجغرافية، وهذا ليس انحيازاً لمصلحة الأقليات، بل لتفتيت الوطن العربي. ويلفت العميد صخر إلى أنه ومنذ "بداية القرن الـ20 يحاول الغرب التوغل في المنطقة عبر إعطاء امتيازات للأقليات لتغليبها على الأكثرية في بلادها، فينشأ الصراع حتى يتدخل الأوروبي أو الأميركي كوسيط للحل.

وعلى أرض الواقع يبدو جلياً ما يحصل في السودان "إذ ستصبح أربع دول، وليبيا تتجزأ، وهناك إشكاليات بين الجزائر والمغرب، والعراق أصبح أربع دول، وسوريا تشظت إلى مناطق، ولبنان انقسامه المجتمعي قد يكون تمهيداً لانخراطه بخريطة المنطقة، على أساس مناطق مقسمة للشيعة والسنة والمسيحيين"، ويضيف العميد صخر المؤامرة الإيرانية التي "تأتي متزامنة مع (المؤامرة الأميركية) حين كبلت مصر باتفاق (كامب ديفيد)، والأردن باتفاق (وادي عربة)، أما في سوريا فجرت اتفاقات من تحت الطاولة بين حافظ الأسد وهنري كيسنجر وإسرائيل، لتسليم الجولان إلى إسرائيل، ومنذ السبعينيات لم تطلق رصاصة على إسرائيل من الأراضي السورية، إلا عندما بدأت الفصائل الإيرانية تتدخل، لتطلق رشقات دعائية فقط". ويشير إلى أنه وبعد القضاء على آخر قوة عربية وهي العراق، تحررت إيران وشرعت لها الساحات، فأخذت تسرح وتمرح في كل الأصقاع العربية، تحت أعين الأميركي والإسرائيلي، والعبرة من ذلك تحقيق أمن إسرائيل. وخلال هذا الوقت تمكنت إيران من التغلغل في نسيج المجتمعات العربية، لتغليب الفئات المتماهية معها في المذهب والعقيدة، للتمرد على أوطانها، وتصبح قوى عابرة للدولة (Non-State Actors)، ومسلحة وقوية، وتضاهي قوة الدول الحاضنة لها، وفي بعض الأحيان طغت على قوتها. هذه الشراذم في المنطقة العربية، العراق وسوريا ولبنان واليمن، بدأت الآن في غزة، وهكذا استطاعت إيران أن تبسط نفوذها في المناطق العربية المتاخمة لإسرائيل، برضا إسرائيلي وغربي، والدليل على ذلك أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عقد مع إيران اتفاقاً نووياً كمكافأة لها على إلهاء العرب عن إسرائيل.

 

لمن تدقّ الساعة الآن... للتأنّي الاستراتيجي أم للمغامرات "المدروسة"؟

راغدة درغام/النهار العربي/24 تشرين الأول/2023

سيصف البعض الموقف الإيراني من حرب غزة بأنّه قمّة التأنّي الاستراتيجي نتيجة تملّص القيادة الإيرانية من مسؤولية ما قامت به "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، ورفضها الانجرار إلى مواجهة مع إسرائيل عبر البوابة اللبنانية والسورية، بالرغم من دموية المشهد المريع في غزة لأسبوعين.

 سيعترض البعض الآخر على المديح بحكمة الموقف الإيراني، وسيصرّ على اعتبار الجمهورية الإسلامية الإيرانية "الامبراطور العاري بلا ثياب"، لأنّ القيادة في طهران خشيت التهديد الأميركي لها ورضخت لاستراتيجية الردع التي أتت على متن حاملة الطائرات الأميركية في المنطقة. فماذا فعلت حرب غزة بالتهادنية التقليدية بين إيران وإسرائيل وبالعلاقة التنظيمية بين طهران ووكلائها مثل "حماس" و"حزب الله" في لبنان؟ لاسيما في ضوء مؤشرات إلى عزم طهران على تجنّب الحرب الشاملة مع إسرائيل. ماذا سيفعل الرئيس الأميركي جو بايدن استراتيجياً في أعقاب الاستفادة انتخابياً من مأساة غزة؟ وأين ستصرف "حماس" بطوليتها المزعومة بعدما يتحوّل شمال غزة إلى "ساحة نظيفة" وتفلح المساعي الإسرائيلية والأميركية والأوروبية بالتمييز بين "سحق" "حماس" وبين "تقييد" نشاطاتها ضمن المساومات السياسية؟

الكارثة الإنسانية التي طوّقت أهل غزة مزّقت القلوب في مختلف أنحاء العالم، وساهمت في فضح الازدواجية والعنصرية لدى الغرب من ناحية، وتعرية القرارات السياسية السيّئة والمخزية لكل من إسرائيل وفصائل فلسطينية عقائدية ودينية لا علاقة لها بالحقوق الوطنية للفلسطينيين. حرب غزة لم تنته بعد، ومآسي شعبها مستمرة الى حين إبرام الصفقات والمقايضات المحلية والاقليمية والدولية.

الرئيس جو بايدن لعب أوراقاً رابحة له سياسياً وانتخابياً بزيارته التضامنية لإسرائيل التي ستُكسبه دعماً سياسياً ومالياً من الجالية اليهودية الأميركية في حملته الانتخابية الرئاسية. كان من الأفضل لو لم يُتخذ قرار تأجيل القمّة الرباعية في عمّان التي كانت ستضمّ قادة الولايات المتحدة ومصر والأردن وفلسطين، والتي ألغتها فاجعة كارثة مستشفى المعمداني. لكن الرئيس الأميركي بدا جاهزاً لمحادثات مع القادة العرب بهدف البحث معاً عن حلول. ترك لديهم دعوة إلى شراكة لاستنباط خطة سلام جديدة يكون للولايات المتحدة دور فيها وليس، كما جرت العادة، بصفة الوسيط الوحيد.

الأهم أنّ الرئيس الأميركي بزيارته الجريئة وسط مخاوف أمنية، وباستعداده لعقد القمّة الرباعية، بعث برسالة واضحة فحواها أنّ الولايات المتحدة جاهزة للعودة إلى لعب دور في الشرق الأوسط، وهي جاهزة للانخراط في عملية سلام جديدة.

هذا لا ينفي انحياز الرئيس الأميركي إلى إسرائيل، ولا يمحو الاشمئزاز من كيفية احتضانه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى الكثير من الأميركيين، وليس فقط لدى العرب.

إنما ما قاله بايدن سياسياً يجب التوقف عنده مهما بدا متحاملاً على الفلسطينيين. قال: "بقدر ما هو صعب، فإننا لا نستطيع التخلّي عن السلام، لا يمكننا التخلّي عن حلّ الدولتين. إسرائيل والفلسطينيون يستحقون العيش في أمان وسلامة وبكرامة على قدم المساواة". قال أيضاً إنّه بحث مع نتنياهو ضرورة التزام إسرائيل بقوانين الحرب، وإنّه حذّر الحكومة الإسرائيلية من ألّا "يعميها غضبها".

هذا لا يعني أنّ إسرائيل استجابت للرئيس الأميركي على صعيد حماية المدنيين، لكن إصراره على عدم تنفيذها الاجتياح البري لغزة كان واضحاً، واضطرت إسرائيل للتجاوب معه ولحصر الاجتياح البري في عمليات "محدودة"، ليس فقط خوفاً من تهديدات "حزب الله" بفتح الجبهة الشمالية وإنما أمام الموقف الأميركي الحازم بمعارضة الاجتياح البري الكبير.

المواقف العربية، وعلى رأسها المصرية والأردنية، أحبطت النوايا الإسرائيلية بفرض التهجير القسري لفلسطينيي غزة إلى سيناء وثم من الضفة الغربية إلى الأردن لاحقاً. هذه المواقف اضطرت بالأميركيين والأوروبيين للوقوف في وجه النوايا والخطط الإسرائيلية ومعارضة سياسة التهجير القسري. ما لم تعارضه هو تحقيق هدف "تنظيف" غزة من "حماس". وهنا المعضلة.

"حماس" تملك مفاتيح الرهائن والأسرى، وهذا بحدّ ذاته يجعل منها لاعباً ضرورياً في أية خطط ومقايضات. التغيير في العلاقة الإسرائيلية مع "حماس" بات اليوم تغييراً نوعيّاً في أعقاب 7 تشرين الأول (أكتوبر)، لأنّ لا مجال لاستمرار التفاهمات بين الطرفين. من هذا المنطلق، يمكن القول إنّ "حماس" سحبت نفسها من معادلة البديل عن "السلطة الفلسطينية" نتيجة عملياتها الأخيرة. فهي الآن مرفوضة إسرائيلياً وأميركياً وأوروبياً وعربياً - الى حدّ ما - كطرف في المعادلة السياسية والحل السياسي.

 بكلام آخر، إنّ لغة التمييز بين المستقبل الفلسطيني ومستقبل "حماس" دخلت قاموس البحث عن حل سياسي. ما تقوله إدارة بايدن هو أنّ مستقبل فلسطين وإنشاء الدولة الفلسطينية يجب أن يكون من دون "حماس" كما هي اليوم. وما يحدث اليوم نتيجة حرب غزة قد أدّى إلى تغيير في صفوف القيادة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية والتصفيات المستمرة. والسؤال هو كيف سيكون مشهد القيادة في "حماس" ما بعد عمليات تحويل شمال غزة الى "ساحة أمنية مسطّحة" بلا أبنية أو أنفاق.

إسرائيل لن تتمكن من سحق "حماس" نهائياً، لكن ما تنوي القيام به هو إبراز كلفة دعم "حماس" في الصفوف الفلسطينية المدنية. أي أنّ إسرائيل عازمة على إبلاغ أهل غزة بأنّها تحمّلهم مسؤولية وعواقب استمرارهم بدعم "حماس"، كما تنوي إبلاغ الدول العربية التي تدعم أو تتعاطف مع "حماس" بأنّ عليها أن تفتح أبوابها أمام قياداتها، أو ما سيتبقّى من قيادات.

رئيس حركة "حماس" في الخارج، خالد مشعل، حرص على القول إنّه "لا توجد أصوات في غزة تنتقد المقاومة". في الوقت ذاته شبّه "حماس" بـ"طالبان" قائلاً: "طالبان هزمت أميركا ونحن سنهزم إسرائيل". وطالب في آنٍ واحد بـ"موقفٍ عربي إسلامي يضغط على الغرب لوقف الحرب". التخبّط في رسالته كان واضحاً إذ قال: "نحن لا ندعو الشعوب إلى الحروب" وفي الوقت ذاته أكّد أنّ "حزب الله" وإيران "قدّما لنا السلاح والدعم، ونطلب المزيد"، في ما سمّاه "المغامرة المدروسة" في هجوم كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة "حماس"- المباغت على إسرائيل.

ما تريده "حماس" من "حزب الله" هو أن يخوض بدوره "مغامرة مدروسة"، ليقطع الطريق على اجتياح برّي إسرائيلي يدمّر "حماس". لكن "حزب الله" ليس في وارد الانتحار من أجل "حماس" من جهة، ولا البقاء في ظلّ "شجاعة" "حماس" من جهة أخرى. لدى كتابة هذه السطور، كان "حزب الله" يلعب بأعصاب اللبنانيين ملمّحاً بعمليات "استباقية" للاجتياح البرّي لغزة تُلهي إسرائيل عنه، لاضطرارها الانخراط على جبهتها الشمالية مع لبنان. أما إيران، فإنّها بقيت رسميّاً خارج اللعبة العسكرية، تزعم أنّ قرارات "حزب الله" أو "حماس" ليست قراراتها. فهذه من فوائد سياسة الحروب بالوكالة.

مرّة أخرى، إنّ أولوية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نووية، بمعنى أنّها لا تريد ضربة عسكرية ضدّها تؤخّر قدرتها على تصنيع القنبلة النووية بعد ستة أشهر. لذلك هي تلتزم بالتأنّي الاستراتيجي حتى وإن جعلها تبدو امبراطوراً بلا ثياب. لقد تملّصت طهران من مغامرة "حماس" المدروسة، وتمسّكت بالتهادنية التقليدية بينها وبين إسرائيل، وأصغت جيداً الى رسالة الردع الأميركية.

التحدّيات أمام السياسة الأميركية ليست إنسانية فقط، وإنما هي سياسية واستراتيجية. إدارة بايدن في حاجة للحزم مع إسرائيل كي تفرض عليها الوعي بدلاً من السماح لها باستغلال الدعم الأميركي كوسيلة لتوسيع بيكار انتقامها من الشعب الفلسطيني. هذه مسؤولية أخلاقية واستراتيجية على أكتاف الرئيس بايدن وإدارته.

تلك القمّة الرباعية التي ألغتها كارثة قصف المستشفى المعمداني يجب أن يُستأنف الإعداد لعقدها بل لتوسيع حلقة المشاركين فيها، - بما يشمل السعودية - ويجب على إدارة بايدن أخذ زمام المبادرة لعقدها قريباً على أساس خطة مدروسة لشراكة في صياغة الحلول السياسية. يجب على إدارة بايدن الكف عن استفزاز المشاعر من خلال إجراءات لا لزوم لها، مثل الوقوف وحدها ضدّ مشروع قرار إنساني في مجلس الأمن دعمه شركاء لها.

على الدول العربية، وتحديداً تلك التي ألغت القمّة الرباعية مع الرئيس الأميركي، أن تبادر الى التواصل السياسي مع واشنطن لعقد القمّة. فهي قد أخطأت عندما أضاعت فرصة عقدها، مهما برّرت ذلك بأنّه كان تجاوباً مع غضب الشارع العربي. القيادة الفلسطينية بصورة خاصة مُطالبة بالتوقف عن سياسات الحَرَد والمقاطعة والرفض التي يتبنّاها الرئيس محمود عباس، ذلك أنّ المطلوب منه اليوم أن يكون بمستوى المسؤولية، وأن يقتنص فرصة إلزام إدارة بايدن بالضغط على إسرائيل من أجل تحقيق حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية.

 أما "حزب الله" الذي استملك قرار الحرب وصادره من الحكومة اللبنانية السيادية، فعسى أن لا تستفزّه بطوليات "حماس" في مغامراتها المدروسة، وأن يتبنّى بدلاً عن ذلك حكمة التأنّي الاستراتيجي الإيرانية.

 

الذكرى الـ40 ليوم سقوط أكبر عدد من "المارينز" في بيروت

طوني بولس/اندبندنت عربية/24 تشرين الأول/2023

جاءت القوة العسكرية الأميركية إلى لبنان ضمن "القوات متعددة الجنسيات" للإشراف على انسحاب المقاتلين الفلسطينيين من بيروت بعيد الاجتياح الإسرائيلي

بجوار شجرة أرز لبنانية زرعت في مقبرة "أرلينغتون" بولاية فرجينيا الأميركية دفن 21 جندياً من قوات المارينز، من أصل أكثر من 241 آخرين، توزعت جثامينهم على مقابر تسع ولايات أخرى، يحيا فيها كل عام ذكرى أكبر مقتلة حلت بمشاة البحرية الأميركية في زمن السلم، وذلك لتأكيد خلود رسالتهم التي كانوا يؤدونها في لبنان كخلود شجر الأرز الذي يتفرد به ذلك البلد. فقبل 40 عاماً، في فجر الـ23 من أكتوبر (تشرين الأول) 1983، اقتحمت شاحنة محملة بالمتفجرات، مقر مشاة البحرية في مطار بيروت حيث الثكنة الأولى للكتيبة الثامنة فريق الهبوط. وسقط على إثر ذلك الهجوم 241 عنصراً من قوات المارينز، 220 منهم جنود و21 من موظفي الخدمة، وقدرت المتفجرات المستخدمة فيما بعد بما يعادل 9500 كيلوغراماً من مادة "تي أن تي" (TNT) المتفجرة. وفي ذلك الوقت كان 300 من موظفي الخدمة يقيمون في بناء من أربع طبقات في مطار بيروت، ونحو 1800 جندي في العاصمة اللبنانية، وكانت القوات الأميركية حينها موجودة ضمن قوات متعددة الجنسيات، منها فرنسية وبريطانية وإيطالية، في مهمة لحفظ السلام في البلد الذي اندلعت فيه حرب أهلية دامية منذ عام 1975. وفي وقت تعرض فيه مقر مشاة البحرية للهجوم في بيروت اقتحم انتحاري بشاحنة أخرى محملة بالمتفجرات مقراً لإقامة المظليين الفرنسيين، مما أسفر عن سقوط 58 منهم.

بصمات إيرانية

وعقب التفجير تبنت مجموعة باسم "حركة الجهاد الإسلامي" (التي سبقت في الظهور المنظمة الفلسطينية التي تحمل الاسم ذاته حالياً) مسؤولية الهجوم، وهي إحدى الميليشيات الشيعية العاملة في لبنان آنذاك، إلا أن تقارير أميركية وغربية اعتبرت أنها التنظيم الذي هيأ لولادة "حزب الله"، وأن مؤسسها هو القيادي في الحزب عماد مغنية. وأثبتت التحقيقات أن سائق السيارة التي ضربت مقر المارينز كان مواطناً إيرانياً يدعى "إسماعيل عسكري"، وأن مقر "حركة الجهاد الإسلامي" كان في بعلبك، وأنها أنشئت من إيران، بحسب قول الأميركيين، لطرد إسرائيل والولايات المتحدة من لبنان، بعد أربع سنوات من نجاح الثورة في طهران.

ورداً على التفجيرات أطلقت القوات الفرنسية صواريخ عدة على مواقع "الحرس الثوري الإيراني" في سهل البقاع، في حين كانت البارجة الحربية "نيوجيرسي" وصلت إلى شواطئ بيروت منذ سبتمبر (أيلول) 1983 لكنها لم تقم بأي رد انتقامي حتى الـ14 من ديسمبر (كانون الأول) 1983، يوم أطلقت 11 قذيفة باتجاه أهداف في ضواحي بيروت. ولاحقاً أطلقت على مدى تسع ساعات متواصلة حوالى 300 قذيفة على أهداف للحرس الثوري و"حزب الله" في البقاع، قبل أن تنسحب القوات الأميركية من لبنان في الـ26 من فبراير (شباط) 1984.

وأنكرت إيران أية علاقة لها بهذه الحركة وشككت صحيفة "نيويورك تايمز" في وجودها أصلاً، وكتبت "إن مصادر الشرطة اللبنانية ومصادر المخابرات الغربية ومصادر الحكومة الإسرائيلية وكبار الزعماء الدينيين الشيعة في بيروت، جميعهم مقتنعون بأنه لا يوجد شيء اسمه الجهاد الإسلامي"، ومع ذلك تبنت الحركة عمليات إرهابية عدة في لبنان وغيره من البلدان، ومنها تفجيرات السفارات في الكويت في ديسمبر (كانون الأول) 1983، وعملية اغتيال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت مالكوم كير في الـ18 من يناير (كانون الثاني) 1984، وكانت آخر عملية تبنتها الحركة هي تفجير مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس في مارس (آذار) 1992.

ومنذ أشهر طلبت السلطات الفرنسية من الادعاء العام اللبناني اعتقال شخصين يشتبه في تورطهما في تفجير عام 1983 في بيروت، الذي أسفر عن مقتل عشرات الجنود الفرنسيين. كما حدد الطلب هوية المشتبه بهما وهما يوسف الخليل وسناء الخليل، وطلب من الادعاء العام اللبناني احتجازهما واستجوابهما، ثم إبلاغ السلطات الفرنسية بالنتيجة. وفي عام 2012 حكم قاض فيدرالي في واشنطن على إيران بدفع أكثر من 813 مليون دولار كتعويضات لأسر ضحايا الاعتداء، وكتب حينها القاضي "رويس لامبرت" في حكمه، "بعد هذا القرار تكون المحكمة دانت إيران بأكثر من 8.8 مليار دولار في أحكام تتصل باعتداء عام 1983 في بيروت". وأضاف أن "إيران تسجل درجة مرتفعة في دعمها للإرهاب"، لافتاً إلى أن "عدداً من القضايا الأخرى التي تتصل باعتداء بيروت لا تزال تنتظر وإنهاؤها سيزيد حتماً هذا المبلغ".

"ضحايا السلام"

في السياق يقول رئيس "حزب السلام" اللبناني روجيه إده إن "المقصود من تفجر مقر مبعوثي السلام الأميركيين والفرنسيين، كان حينها تخريب عملية السلام في الشرق الأوسط، وضرب مساعي السفير الأميركي لإخراج جميع الجيوش الأجنبية من لبنان من دون استثناء، إذ كان الجيشان السوري والإسرائيلي يحتلان أجزاء واسعة من لبنان كذلك منظمة التحرير الفلسطينية". وأشار إلى أن "هذه العملية الإرهابية كانت أولى عمليات الحرس الثوري الإيراني الواضحة التي كانت تخطط للدخول إلى الدول العربية وإنشاء الميليشيات تحت شعارات القضية الفلسطينية"، لافتاً إلى أن "هذه المهمة كانت تهدف إلى استنفار العالم الإسلامي للالتفاف وراء إيران التي أرادت إعادة إحياء الإمبراطورية الفارسية". ورأى إده أن "ما بدأه الإيرانيون منذ 40 عاماً لا يزال مستمراً اليوم وهذا تكشف عنه المعلومات عن طريقة تفاوضهم ورسائلهم السرية والباطنية. كيف يفوضون الغرب وإسرائيل بأسلوب يوحي أنه صادق ويمكن البناء عليه، إلا أنهم لا يوفرون لحظة للغدر وضرب تلك الثقة التي تم الإيحاء بها"، مشيراً إلى أن "هذا الأسلوب بات معروفاً بمصطلح التقية الذي بات مرتبطاً بعملهم الدبلوماسي".

تحقيق العدالة

من ناحيته رأى الأمين العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية الدكتور الفرد الرياشي، أنه "على رغم مرور 40 سنة على الهجوم الإرهابي، فإن الولايات المتحدة لن تطوي تلك الصفحة الدموية"، لافتاً إلى أن "هكذا أمور بالنسبة إلى الأميركيين لا تبقى مجرد ذكرى سنوية إنما هي مسعى إلى تحقيق العدالة".

واعتبر الرياشي أن "هناك بعض المتورطين بهذه العملية لا يزالون من دون عقاب في حين أن آخرين قتلوا في ظروف غامضة"، مشدداً على أن "أميركا حافظت على علاقاتها المميزة مع لبنان لأنها تدرك أن ليس اللبنانيون جميعاً يؤيدون الاعتداء على الجيش الأميركي"، وأكد أن "أجهزة الاستخبارات الأميركية لديها كل المعلومات عن الجهات والأفراد المتورطين بالتفجير الإرهابي".

إحياء الذكرى

وفي مناسبة ذكرى مرور 40 عاماً على التفجير، نشرت السفارة الأميركية في لبنان على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو يظهر جنوداً أميركيين وهم يزرعون 241 غرسة أرز، نسبة إلى عدد ضحايا التفجير. ولفتت السفيرة الأميركية في لبنان "دوروثي شيا" في كلمة خلال إحياء الذكرى، إلى أن "قبل 40 سنة، كان الشعب اللبناني في منتصف طريق الحرب الأهلية المروعة، التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ودفعت ما يقارب مليون لبناني إلى الفرار من منازلهم"، مذكرة بأنه "بناء على طلب الحكومة اللبنانية شكلت الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائنا الفرنسيين والإيطاليين والبريطانيين، قوة جديدة متعددة الجنسيات، للمساعدة في استعادة السيادة الكاملة على بيروت وكل لبنان، أو كما قال الرئيس الراحل رونالد ريغان في ذلك الوقت، لضمان "السماح للشعب اللبناني برسم مستقبله"، وهذا طموح لا نزال نتمسك به. وأوضحت شيا "هكذا في عام 1982 وصل 800 عنصر تقريباً من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إلى بيروت، لقد جاؤوا إلى جانب زملائهم من الجنود الفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين بسلام، للمساعدة في ضمان سلامة الشعب اللبناني ووضع حد للعنف المأساوي". وركزت على أن "هؤلاء المارينز الأميركيين كانوا شباباً أمامهم مستقبل مشرق، ولديهم التزام عميق بخدمة بلدهم والقيم التي نعتز بها كأميركيين ولبنانيين"، مبينة أنه "عند الساعة 6:22 من صباح يوم الـ23 من أكتوبر 1983، قبل لحظات قليلة فقط من الموعد المقرر لمنبه الصباح، قطع مستقبلهم المشرق في غضون ثوان، إذ قاد انتحاري شاحنة مملوءة بالمتفجرات إلى المقر وقام بتفجيرها، في هجوم نفذ بدعم من إيران. وتحول المبنى إلى أنقاض".

وأكدت السفيرة الأميركية "إننا نرفض، والشعب اللبناني يرفض، تهديدات بعضهم بجر لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال الترهيب والعنف والإرهاب"، مشيرة إلى "أنني هنا أتحدث ليس فقط عن إيران و"حزب الله"، بل أيضاً عن حركة "حماس" وآخرين، من الذين يصورون أنفسهم كذباً على أنهم "مقاومة" نبيلة، الذين من المؤكد أنهم لا يمثلون تطلعات أو قيم الشعب الفلسطيني، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق". ولفتت إلى أن "شعار مشاة البحرية الأميركية هو "الإخلاص دائماً"، واليوم بعد مرور 40 سنة على تفجير مقر مشاة البحرية، نحن مخلصون إلى الأبد لذكرى هؤلاء الجنود البالغ عددهم 241 جندياً وجميع هؤلاء، أميركيين ولبنانيين وغيرهم، ضحوا بحياتهم لدعم السلام". وأعلنت شيا "إننا مخلصون أيضاً إلى الأبد لقيمنا ومبادئنا، وهي القيم والمبادئ نفسها التي أتت بقوات مشاة البحرية الأميركية إلى هنا في الثمانينيات، التي أعرف أننا كأميركيين ولبنانيين نتقاسمها اليوم. أولئك منا الذين يخدمون هنا اليوم، يواصلون العمل يومياً لتعزيز تلك القيم، ولنكن قوة إيجابية من أجل السلام والاستقرار والوحدة الوطنية في لبنان، واليوم على وجه الخصوص نفعل ذلك تخليداً لذكرى أولئك الذين دفعوا الثمن الباهظ".

 

ماذا عن اليوم التّالي؟

محمد الرميحي/النهار العربي/24 تشرين الأول/2023  

التفكير في مستقبل المعركة القائمة هو من السيناريوات الصعبة، إذ تصعب الإجابة عن سؤال ما سوف يحدث في فلسطين في اليوم التالي. وقد يكون مفيداً للتطلع إلى مستقبل هذه المنطقة في هذه المرحلة الحرجة.

في بداية أي معركة عسكرية، بصرف النظر عن ظروف نشأتها وملابسات أحداثها، لا بد لها من سيناريو سياسي يعقبها، سواء على طاولة الانتصار أم الهزيمة، ولذلك فإن الافتراض هو أن يكون هناك عدد من السيناريوات التي سوف تعقب عاصفة غزة إن صح التعبير، ترى ما هي؟ أراها تتخلص في ستة محاور:

أولاً: قد يتم اجتياح غزة بقوة إسرائيلية كبيرة، وثمة احتمال وقوع خسائر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ويمكن تصور نتيجتين، الأولى هي سقوط غزة في يد الاحتلال، والثانية هي خسارة فادحة وهزيمة للجيش الإسرائيلي. هنا لا يجب التمني، بل التعامل مع الوقائع، فالاحتمال الأول هو الأقرب، ولكنه أيضاً ينشئ إشكاليته الخاصة، من يحكم غزة؟ ومع من يجري التفاوض؟

ذلك أن حدثاً كهذا، يعني، لفترة طويلة، اجتثاث أي فكرة للكفاح المسلح، وربما للتفكير في طرق أخرى، ولكن الأكيد أن الإسرائيلي سوف ينتهي منتشياً، وقد يكرر اجتثاث كل قوة ميليشوية مسلحة في الجوار، ومنها "حزب الله" اللبناني، حتى لا يقع من جديد في معضلة الهزيمة الموقتة التي لا يحتملها المجتمع الإسرائيلي، أما بقاء "حماس" بأي شكل من الأشكال في غزة فسوف يصبح انتصاراً للداعمين لها وتكريسهم كلاعب أساسي في اللعبة السياسية في الشرق الأوسط، وربما توسع نفوذهم، وأولهم هو النظام الإيراني.

ثانياً: القوة الميليشيوية المسلحة الأخرى في الجوار هي "حزب الله" في لبنان، ومن حقه المطلق أن يتخذ القرار الذي يناسبه في الدخول في المعركة الحالية أو الامتناع عن ذلك. ما يحدث على الجبهة الشمالية لإسرائيل الآن هو ما يُعرف بـ"الاشتباك المحدود" Tet for tat، وفي الغالب متفق عليه بين الطرفين، وذلك لإعطاء المتكلمين باسم الحزب في الإعلام ذخيرة كلامية بأن الحزب يحارب! السقوط في المزايدة مذموم، ولا شك في أن الحزب ومموّليه من حقهم اتخاذ القرار الذي يناسبهم، وهو إن تم قرار بالغ التكلفة على كل لبنان، ولكن ليس من حق الحزب بعد الآن، إن سارت الأمور في حدود "شروط الاشتباك"، أن يقول للعامة من اللبنانيين إنه يريد تحرير فلسطين وإنه يحتفظ بكل تلك الترسانة من السلاح من أجل ذلك الهدف (تحرير فلسطين)، ذلك شعار يجب أن يستبدل بتخريب الدولة اللبنانية لا أكثر، ومخلب قط للاستفادة منه في الجوار غير الإسرائيلي والبقاء متحكماً في دولة لا حول لها ولا قوة.

ثالثاً: في حال سقوط "حماس" في غزة، فإن الإسرائيلي لن يتأخر في جر "حزب الله" إلى منازلة ينفرد بها وبلبنان من أجل، مرة أخرى، تأمين شمال إسرائيل إلى فترة طويلة، فقد علمته أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري أن النوم قرب ميليشيا مسلحة تأتمر من الخارج مغامرة لا يحتمل تكرارها، فالخيار المتاح والأفضل لـ"حزب الله" الآن هو من الإشغال كما يقول المدافعون عنه إلى الإشعال حفاظاً على صدقيته من جهة، وتوقياً للانفراد به من جهة أخرى، أولاً من أجل تخفيف الضغط عن أهل غزة التي تنزف بشراً وقدرات في سحق الطيران الإسرائيلي الحجر والبشر، وثانياً لتحقيق شروط أفضل في التفاوض السياسي المقبل إن حدث.

 أما موقفه الحالي فقد لمّح إليه بعض قادة "حماس"، منتقدين إياه، إلا أن هذا السيناريو السابق غير مفكر فيه حتى الساعة، ربما بسبب الثمن الذي يمكن أن يدفعه راعي الحزب إيران، وقد كان مندوب إيران في الأمم المتحدة صريحاً وواضحاً في هذا الملف، حيث قال إنه إن لم تمس طهران ومصالحها، يعني "حزب الله"، فلن ندخل في المعركة، أي أنهم ضمناً لا يعنيهم عدد الضحايا التي تسقط، لأن من يدفع الثمن هي الأرواح الفلسطينية.

 رابعاً: يعرف متخذ القرار في معظم العواصم العربية والغربية أن ما يحدث هو بإيعاز من إيران، ربما لقطع الطريق على احتمال تصور سلام عربي - إسرائيلي يحتمل أن يأخذ منه الفلسطينيون ضماناً لدولة مستقلة، فإن حدث ذلك في نهاية المطاف، تفقد إيران قدرتها على التجنيد والحشد الجماهيري، فالموضوع الفلسطيني كان ولا يزال مكان استقطاب إيراني لجماهير عديدة في البلدان العربية، من يوم القدس إلى فيلق القدس! ومن يعتقد أن السياسة مبادئ فعليه أن يراجع نفسه!

خامساً: قد يبرر لنا القول السابق ما ذهب إليه السيد محمود عباس، والمعركة مشتعلة، إذ قال علناً إن "حماس" لا تمثل كل فلسطين، وهي مخاطرة سياسية من جانبه تجلب له الكثير من النقد لدى الكثير من العاطفيين والمتحمسين، إلا أن ذلك التصريح في هذا الظرف يشير إلى أن عباس يعرف ربما قواعد اللعبة ومن هو اللاعب الرئيسي في المسرح، وأيضاً خططه في التحريك وليس التحرير! واعتبار القضية بأرواح أهلها حطب شطرنج لتحقيق مصالح أخرى.

سادساً: حتى الآن فإن المعركة الدائرة والاستنزاف الفلسطيني الرهيب في الأرواح فيهما رابح واحد ممسك بكثير من خيوط اللعبة هو إيران، ونشاط وزير الخارجية الإيراني في المنطقة يدل على ذلك، ومظاهره هي الاشتباك المشروط بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي المضبوط على الإيقاع، إلى طائرات مسيرة من الحوثي في اليمن باتجاه إسرائيل، في استعراض للقوة وفي رسالة تحمل من يتحكم في نهاية الأمر بكل تلك الأدوات وهي إيران. أما الخاسر الأكبر فهو الشعب الفلسطيني، وبخاصة في غزة، وثانياً العرب الذين وجدوا شارعهم يكاد يُختطف بسبب العاطفة من جهة والتجهيل من جهة أخرى، وأما الرابح الثاني فهو إسرائيل، التي كانت على شفا تمزق داخلي شديد الانقسام، تجد نفسها من جديد متلاحمة خوفاً من الآتي المجهول. 

ما سبق هي الملامح الأولى لليوم التالي.

 

إحراج "حزب الله"

راغب جابر/النهار العربي/24 تشرين الأول/2023  

تفتح جبهة جنوب لبنان على إسرائيل... لا تفتح... متى تفتح ومن يفتحها؟ أسئلة تجري على كل لسان منذ اليوم الأول لاندلاع حرب غزة يوم 7 تشرين الاول (أكتوبر) الجاري. وهي هاجس كل اللبنانيين من دون استثناء، لاسيما بعد تزايد مؤشراتها في الأيام الأخيرة.

 قسمٌ من اللبنانيين يريدها اليوم وليس غداً، نصرةً لغزة وانتظاراً لنصر موعود، وقسمٌ آخر يريدها ضمناً متأملاً في قرارة نفسه نهاية للمقاومة وسلاح "حزب الله"، وبالتالي إمكان حلّ الأزمة الداخلية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأزمات المنطقة وبالأخصّ قضية فلسطين ونفوذ إيران. وطبعاً هناك القسم الأكبر الذي يصلّي ويدعو الله أن يُبعد هذه الكأس المرّة التي ذاقها لبنان وعاشها مراراً رعباً ودماراً وتهجيراً... ثم افلاساً، رغم أنّ الأيام كانت أيام رخاء وتضامن عربي ودولي عوّض الكثير من الأضرار.

 اللبنانيون على أعصابهم التي لا تُهدّئها كثيراً الإجراءات الحكومية الاستباقية لأي عدوان اسرائيلي واسع، وهي إجراءات متواضعة لدولة مفلسة لا تملك شيئاً ولا رأس لها ولا حكومة مكتملة، حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال، إذ لا يزال بعض أطرافها يعيش ترف المقاطعة لجلساتها بحثاً عن مكاسب آنية فيما الحرب تهدّد بتدمير البلد. يعيش اللبنانيون انتظاراً مريراً، وكلهم ينتظر قرار "حزب الله". و"حزب الله" والعالم ينتظران قرار رجل واحد هو حسن نصرالله، والأخير لن يتخذ قراره من دون إيران، وإيران لن تتخذ قراراً من دون حلفائها الدوليين. ليس قرار الحرب قراراً سهلاً، لأنّ ما بعده لن يكون نزهة ولن يقول أحد لو كنت أعلم. وعليه فإنّ "حزب الله" هو الأكثر تعرّضاً للحَرَج في هذه الحرب، فهو إن صمت سيُسأل وإن حارب سيُسأل.

 تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تنتقد "حزب الله" وتتّهمه بالتخاذل عن نصرة "حماس"، وللمفارقة، فإنّ حيزاً كبيراً منها يأتي من المحور المناهض لـ"حماس" وعمليتها العسكرية في غلاف غزة. كما بنداءات من جماعة محور الممانعة تستنخيه لنجدة غزة، متأمّلة بنصر أو على الأقل بتخفيف الضغط عن غزة و"حماسها".  لكن "حزب الله" المُحرج يتبع في هذه الحرب قول الإمام علي "الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه"، فليس قرار الحرب بهذه السهولة ولا نتائجه ستكون من النوع الذي يمكن للحزب تحمّل عواقبه، كما لقرار الاستنكاف عواقبه على صدقية الحزب والتزامه شعاراته.

 لا يخشى الحزب سقوط المئات أو حتى الآلاف من المقاتلين وبيئتهم في الحرب، هذا أمر لا يهمّ كثيراً. وقد حدث مراراً ولم تهتز قدرة الحزب وشعبيته بل زادت. ولا يخشى دمار قرى الجنوب والضاحية، فإيران تعوّض القرش بعشرة، ومن فقد منزلاً في عدوان تموز 2006 بنى مكانه فيلا.

 "حزب الله" هذه المرّة يحسبها بدقّة أكبر وبأبعادها الإقليمية والدولية وبالأوضاع المتوترة في العالم في ضوء الحرب الأوكرانية والاصطفافات الدولية واستنفار الغرب، الذي استعاد لهجته القديمة في التحدّي وربما التهوّر، مستشعراً خطراً وجودياً على نفسه في أوكرانيا وعلى إسرائيل التي زرعها في قلب مستعمراته قبل مغادرتها.  يحسبها جيداً "حزب الله" من دون أن يتخلّى عن خيار الحرب. ربما ينتظر ذروة عنف أخرى في الحرب الإسرائيلية على غزة، أو ربما ظرفاً اقليمياً مؤاتياً، أو قراراً إيرانياً بتفعيل نظرية "وحدة الساحات". في حسابات "حزب الله" أنّ لبنان لا يتحمّل حرباً تدميرية، وأنّ الغطاء الشعبي ليس كما في حرب تموز. شيعة الجنوب يدفعون منذ الآن أثماناً مضاعفة بدل ايجارات في المناطق المسيحية والسنّية والدرزية، وأوضاع الطقس ليست عاملاً مساعداً، فلا ملاجئ في الحدائق العامة والفضاء الخارجي، ولا سوريا قادرة على إيواء الهاربين من الحرب. هذا أثناء الحرب، أما بعدها فلا مساعدات ولا تضامن ولا من يرسلون قوافل إغاثة ومساعدات، بعدما تخلّى من كانوا يغيثون عن اهتمامهم بلبنان وباتوا ينتظرون سقوطه نهائياً علّ ذلك يدفعه إلى خارج محور الممانعة. "حزب الله" مُحرج ويحسبها بدقّة، هذه المرّة عليه مواجهة اسرائيل وأميركا أيضاً إذا اندلعت الحرب على الجبهة اللبنانية، وستكون حرباً قاسية جداً عليه وعلى لبنان، وعلى إسرائيل. ستواجه إسرائيل قوة منظّمة كبيرة وفعّالة يصعب قهرها في الميدان، لذلك ستعمد إلى أسلوبها المعهود في تدمير البنى التحتية لتوجع الحزب في الطوائف والمناطق اللبنانية، عبر تحميله مسؤولية خراب البلد.

 يحسبها "حزب الله" جيداً، لأنّ الحرب إذا تمدّدت سيكون وحده القوة الفاعلة والمؤثرة التي ستتحمّل العبء الأكبر قتالاً وضحايا بشرية واقتصاداً وتبعات. "وحدة الساحات" لن تأتي بأحد لنصرة الحزب في لبنان، فطريق سوريا ستكون مقفلة تماماً. الحوثي سيُطلق بضعة صواريخ تسقط فوق الصحراء السعودية وفي البحر ولا يصل منها إلى فلسطين الا النزر القليل، وسيملأ الساحات هتافاً "الموت لأمريكا"، والحشد الشعبي في العراق سيُطلق بضع مسيرات وقذائف على القواعد الأميركية في التنف وعين الأسد، فيما حكومته تكون منشغلة بالتنسيق الأمني مع واشنطن. أما إيران فلن تدخل الحرب مباشرة. 

لكل ذلك ولأسباب أخرى لا يعرفها الاّ حسن نصرالله، "حزب الله" محرَج.

 

بطرس حرب: النظام السوري وميشال عون اجتمعا على ضرب اتفاق اللبنانيين

عون طلب في الليل التفاوض مع النواب وعند الفجر قام بحل المجلس النيابي

أمجد اسكند/اندبندنت عربية/24 تشرين الأول/2023  

لجنة مصغرة من النواب عرفت بـ"لجنة العتالة" (أي التي ستقول بالعمل الشاق)، وقعت عليها أعباء صوغ ما يُتفق عليه في "مؤتمر الطائف"، الذي استضافته السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) 1989 لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت عام 1975. من أبرز أعضاء هذه اللجنة كان النائب بطرس حرب. حرب المعروف بسعة علمه وخبرته في مجال القانون الدستوري، لم تقتصر مهمته على هذا الجانب فقط. شارك في الاتصالات والاجتماعات التي سبقت وواكبت وأعقبت الاتفاق على ما سمي رسمياً "وثيقة الوفاق الوطني". منذ سنوات يطالب الرأي العام اللبناني وسياسيون كثر، بالإفراج عن المحاضر السرية لجلسات "الطائف" في كل مرة يجبه لبنان أزمة سياسية أو دستورية، لعلهم يجدون في تلك المحاضر تفاسير ومخارج من انسدادات دستورية وسياسية بدأت منذ اليوم الأول لتطبيق "اتفاق الطائف" الذي هو النص السياسي للدستور اللبناني الحالي. وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، بطرس حرب هو المحضر الناطق. سيشرح لنا الخلفيات السياسية لبعض بنود ذلك الاتفاق والقنوات الخلفية والخارجية التي ساعدت في إقراره. ومن يتحمل برأيه ضرب الطائف أحياناً في نصوصه، وغالباً في روحه التي سعت إلى وفاق بدا مستحيلاً بين اللبنانيين. بداية سألنا بطرس حرب "في الأيام الأخيرة من مؤتمر الطائف اتصلت شخصياً بالبطريرك الماروني آنذاك نصر الله صفير، لأخذ موافقته على الصيغة الشبه نهائية بخاصة في ما سمي شق الإصلاحات فكان رده أنا أدعم ما تتفقون عليه أنتم كنواب مسيحيين، هل صحيح أن شق الإصلاحات الدستورية لم يحصل عليه أي تعديل وبقي كما وصلتكم المسودة الأولى لورقة الطائف أم استطعتم إجراء تعديلات عليها"؟

"يهمني أن أؤكد أننا رفضنا وبصورة عفوية وتلقائية أن يؤتى إلينا بنص على أساس أنه جاهز وعلينا الموافقة عليه. كان قرارنا، وقمنا بجهد خاص في هذا الاتجاه، أن هذه المسودة ليست إلا "ورقة عمل" ونحن سنعمل عليها. وبالفعل أدخلنا تعديلات كثيرة وكبيرة على الصيغة التي كانت مطروحة، لا سيما في شق الصلاحيات وتوزيعها. لذلك ما قيل آنذاك وروَّج له بخاصة (العماد) ميشال عون وجماعته، إننا "بصمنا على الاتفاق"، هذا كلام كاذب وغير صحيح. الحقيقة أننا بدأنا العمل على ورقة أو مسودة موجودة، وهذه الورقة قررنا مناقشتها من ألفها إلى يائها. وهذا الموقف كان السائد بين كل النواب الموجودين على اختلاف طوائفهم ومواقفهم السياسية. وطبعاً الرئيس حسين الحسيني (رئيس مجلس النواب) كان في هذا الاتجاه. ولقد تبين لنا صعوبة أن يدلي 62 نائباً بآرائهم في اجتماعات مفتوحة، فجاءت فكرة تشكيل لجنة تمثل كل النواب الموجودين والقوى السياسية، سميت "لجنة العتالة" (أي العمل المرهق) ضمت نحو 16 نائباً ترأسها الرئيس الحسيني، وأعضاء هذه اللجنة بحثوا وبلوروا وصاغوا المناقشات التفصيلية والجدية للاتفاق".

وعود عون في الليل يمحوها الصباح

يقال إن العماد عون وافق على ما اتفقتم عليه في نهاية المؤتمر وإن السيد داني شمعون القريب وقتها من العماد عون، اتصل بزميلكم النائب بيار دكاش وأبلغه موافقة عون وقال "امشوا بالاتفاق". ولكن تبين لاحقاً العكس. كيف تفسر هذا التناقض في مواقف عون. يوماً إشارات إيجابية ويوماً آخر إشارات رافضة؟

برأي حرب "أسلوب عون في التعاطي مع الأمور كان مرتبطاً بهدف واحد هو أن يصبح رئيساً للجمهورية. هو مع أي اتفاق ولو كان شيطانياً إذا كانت النتيجة وصوله إلى قصر الرئاسة. بينما نحن كان هدفنا وقف الدمار والدعوة إلى ترك السلاح والجلوس إلى الطاولة والمناقشة في تطبيق ما نتفق عليه، لعودة البلد إلى المسار الديمقراطي. العماد عون كان إلى جانبه داني شمعون وجبران تويني ومجموعة جمعتنا معهم توجهات مشتركة.  كنا على تواصل دائم. شخصياً لم اتصل بتاتاً بعون انطلاقاً من مبدأ أنه لا يحق له أن يتدخل أو يملي عليّ قراراتي. كنت على تواصل مع شمعون ومع البطريرك صفير. كنا على تواصل مع القوى السياسية في لبنان، وجورج سعادة (رئيس حزب الكتائب) أخذ على عاتقه التواصل مع الدكتور سمير جعجع والعماد عون، وكان يضعهما في أجواء آخر الاتصالات وما يُتفق عليه. المؤسف أن عون كان يوافق على أمر ثم يفاجئك برفضه. وأذكر بعد انتهاء المؤتمر وكنا في باريس بحثنا إمكان الاجتماع به لنشرح له ما توصلنا إليه، على رغم ما أنزله فينا من تخوين وشيطنة للاتفاق إلى حد المطالبة بمحاكمتنا. في بهو الفندق في باريس، وفي إحدى الليالي أصادف النائب ميشال ساسين ضمن مجموعة من الزملاء، ويقول لي إن داني شمعون يريد أن يكلمني، وشخصياً تربطني صداقة متينة بداني. سألني داني على الهاتف: هل صحيح ستنتخبون رئيساً في السفارة اللبنانية في باريس؟ أجبته بالنفي. وقلت قرارنا الانتخاب في لبنان، وإذا أقفل عون علينا الطريق إلى البرلمان، سنبحث عن مكان لعقد جلسة الانتخاب. وهذا أمر مؤسف أن نصل إلى هذه المرحلة بسبب تعنته ورفضه سبل الحوار والكلام. عندها قال لي داني: الجنرال إلى جانبي وهو يسمعني أتكلم معك، هكذا قال بالحرف، وهو (عون) مستعد أن يرسل إليكم مروحية تنقلكم من قبرص إلى لبنان فتجتمعون به للمناقشة. ومبدئياً الجنرال موافق على الصيغة العامة للاتفاق، مع "EPSILON" (أي هناك فاصلة يريد إضافتها)، التي لم نعرف حتى اليوم ما هي هذه "الفاصلة". قلت له لا مانع عندي، ونحن قررنا أن نسافر غداً إلى لبنان لننتخب الرئيس، ولكن إذا كان هذا التوجه صحيحاً، ولو الساعة الآن تجاوزت منتصف الليل، أنا مستعد غداً صباحاً أن أطلب تأجيل السفر، وأن نؤلف وفداً من ثلاثة أو أربعة نواب بينهم مثلاً كاظم الخليل وجورج سعادة وبيار دكاش وأنا، ونأتي للتفاهم مع عون. وشددت على هذا السؤال: هل الجنرال موافق على هذا الأمر؟ قال شمعون "الجنرال يسمعني وهو موافق". وبعد أن صعدت إلى غرفتي وعند الرابعة فجراً، يرن الهاتف. وعندما يرن الهاتف في توقيت كهذا، تشعر بأن حدثاً جللاً حصل. كان على الخط سفيرنا في باريس فؤاد الترك، وهو كان على اطلاع على سير الأمور، وقال "أردت الاتصال الآن لأبلغك بأن الجنرال عون أصدر مرسوماً بحل المجلس النيابي". وبحسب دستور ما قبل "الطائف" كان يمكن لرئيس الجمهورية أن يحل المجلس النيابي. قلت له: غريب قبل قليل كان الجو مختلفاً. بعد ذلك توجهنا إلى مطار القليعات في شمال لبنان، وانتخبنا رينيه معوض رئيساً".

تهويل عون على النواب

عدنا مع بطرس حرب قليلاً بالزمن عندما اجتمع عدد من النواب بميشال عون قبل الذهاب إلى السعودية، وسألناه عن مجريات ذلك الاجتماع.

"كان صاخباً. سبق هذا الاجتماع لقاء بينه وبين موفد الجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، ووافق على النقاط السبع التي تضمنت وقف القتال، ودعوة النواب للاجتماع خارج لبنان، لم تُحدد الدولة، ولكن كان واضحاً أن السعودية هي المقصودة. وهدف من هذه النقاط، التباحث والتفاهم على صيغة حل شامل سياسي وعسكري بعد كل ما حصل. وافق عون على هذا المسار، وطلب الاجتماع معنا قبل السفر. سبق ذلك اجتماع، ما عرف وقتها بـ"لجنة بكركي" المؤلفة من نواب مسيحيين، وكنا نناقش ورقة قدمها للبطريرك صفير رئيس المجلس النيابي آنذاك حسين الحسيني. ودعونا ممثلين عن عون للحضور والتباحث، فأرسل مدير المخابرات العقيد عامر شهاب. بدا واضحاً أن غاية عون عرقلة أي اتفاق وليس الوصول إلى حلول. وفي آخر اجتماع هددنا العقيد شهاب وقال: إذا ذهبتم إلى الطائف فالمعركة معكم مفتوحة ولن نرحم أحداً، وأنتم لا يمكنكم إلزامنا بشيء. طبعاً لم نتوقف عند هذا التهديد، وقلنا كلٌ يتحمل مسؤولية قراراته، ولا أحد يملي علينا مواقفه. الجنرال عون موظف في الدولة اللبنانية ونحن منتخبون من الشعب ونقرر ما نريد ولا يستطيع أن يملي علينا قراراته. قلت له "جنرال أنت حربك دمرت لبنان، حربك هجرت المسيحيين، وأحد النواب القريبين من "حزب الله" قال لي، "حزب الله" يقول لم نعد بحاجة إلى معركة لنأخذ السلطة، ميشال عون أرسله الله إلينا ليُهجِّر المسيحيين

بعد هذا الموقف التصعيدي، أبلغْنا البطريرك قرارنا بالذهاب إلى السعودية. عندها طلب ميشال عون أن يجتمع معنا. لم تكن رغبتي المشاركة، ولكن بما أن "تجمع النواب الموارنة" وأنا عضو فيه، قرر المشاركة، فقررت الحضور. في بعبدا استقبلنا عون في الملجأ، الذي حوله مكاناً للعمل وللنوم. القصر كان شبه مهدم جراء المعارك والقصف. في الاجتماع قال بما معناه أنا اضطررت إلى الموافقة على النقاط السبع، وأريد منكم أن ترفضوها. كان وقع المفاجأة علينا كبيراً. وقلنا له "أنت تفتح حرباً من دون أخذ رأي أحد وتدمر البلد فيدفع اللبنانيون أثماناً باهظة في كل المجالات بشرياً ومادياً ونفسياً. وبعدما فشلت في تحقيق أي هدف، وبعدما وافقت على وقف إطلاق النار والحوار، تطلب منا نحن النواب، الذين لم يكن لنا كلمة في المسألة والذين نعارض ما قمت به، أن نرفض النقاط السبع. كأننا نحن المعرقلون والمتطرفون وأنت المعتدل. نحن سنذهب ونعمل بوحي من ضميرنا". قال: هناك ستخضعون للضغوط، ومن دون أن يقول ذلك، قصد أننا سنقبض أموالاً. وأنا أذكر تماماً، وهذا الكلام سجلته لمذكراتي، قلت له "جنرال أنت حربك دمرت لبنان، حربك هجرت المسيحيين، وأحد النواب القريبين من "حزب الله" قال لي، "حزب الله" يقول لم نعد بحاجة إلى معركة لنأخذ السلطة، ميشال عون أرسله الله إلينا ليُهجِّر المسيحيين ونستلم السلطة حكماً. وأنا شخصياً لا أستطيع أن أقبل أن يموت المسيحيون على الطرقات، أو يغرقوا كما حصل مع طفلتين من عائلة عازار في مرفأ جونية. كل ذلك لأنك مصر على الاستمرار بحربك من دون أن نفهم لماذا. نحن سنذهب. أقبلت أم رفضت نحن سنذهب". في النهاية قال اذهبوا على مسؤوليتكم، ولكن ستتعرضون لضغوط، ويهمني ألا تفرطوا بسيادة لبنان، وأن تتمسكوا بوضع جدول زمني لخروج الجيش السوري من لبنان قبل الموافقة على القضايا الإصلاحية. في هذا المناخ المتوتر ذهبنا إلى الطائف. طبعاً لم أكن النائب الوحيد الذي واجهه، أذكر مواقف شديدة اللهجة للنواب منهم طارق حبشي والياس الهراوي وألبير منصور".

هل تعنت الجنرال عون أضعف موقفكم التفاوضي في الطائف؟ "الحرب بمجمل نتائجها أضعفت موقفنا، لو لم تقع تلك الحرب لكنا طبعاً في موقع تفاوضي أفضل. لبنان كان يُدمر وهناك احتمالات لاجتياح المناطق المسيحية، وتهجير جديد سيلحق بهم بسبب الموت والدمار".

كذبة لجوء عون إلى السفارة الفرنسية

كيف يفسر بطرس حرب الموقف الفرنسي الذي كان بعكس المواقف العربية والدولية آنذاك؟

قال لي السفير رينيه ألا "ما إن حلقت الطائرة الحربية السورية فوق القصر، اتصل بي ميشال عون وقال أنا أطلب منك اللجوء السياسي وأريد أن أنتقل الآن إلى السفارة"

"أولاً كان هناك دبلوماسيان اثنان أسهما في دفع عون وتشجيعه على تلك المغامرة. السفير الفرنسي رينيه ألا، والسفير البابوي لوسيانو أنجلوني. وأذكر في خضم الأزمة المستفحلة صدر تصريح فرنسي أن باريس سترسل إلى الشاطئ اللبناني قطعاً بحرية من دون ذكر الأسباب، ما ولّد غضباً بين المسلمين في لبنان، واتهموا فرنسا بأنها ستأتي لمناصرة المسيحيين ضد المسلمين. ما اضطر الحكومة الفرنسية إلى إصدار بيان ثان مفاده أن مهمة هذه القطع البحرية إنسانية بحت. الالتباس في الموقف الفرنسي ربما كان نابعاً من خلفية الرئيس فرانسوا ميتران، الذي استرجع ذكرياته ونضاله أيام المقاومة الفرنسية ضد هتلر، فعادت إليه نوستالجيا تلك الأيام، واعتبر أن عون يقدم نفسه كنموذج مماثل. إضافة طبعاً إلى دور السفير رينيه ألا المشجع لعون في حربه. وللتاريخ وبعد أن انتهت مهمته في لبنان، التقيت في باريس بالسفير ألا، الذي أيضاً ربطتني به علاقة جيدة. في ذلك اللقاء سألته عن ملابسات خروج عون من القصر الجمهوري مع بداية الهجوم العسكري السوري. أخبرني بحقيقة الأمر، وأعتقد من حق الناس أن تعرف حقيقة ما حصل في ذلك اليوم. الحقيقة التي يُنكرها عون، والتي عاد وغيّرها السفير ألا بعدما بلغ من العمر عتياً.

قال لي السفير رينيه ألا "ما إن حلقت الطائرة الحربية السورية فوق القصر، اتصل بي ميشال عون وقال أنا أطلب منك اللجوء السياسي وأريد أن أنتقل الآن إلى السفارة". فأجبته "قبل أن أجيبك يجب أن آخذ موافقة حكومتي". ويتابع السفير قائلاً "اتصلت بالرئيس ميتران الذي أيقظه مساعدوه لأنه كان نائماً، فوافق على لجوء عون، مشترطاً أيضاً موافقة رئيس الجمهورية الياس الهراوي. عندها اتصلت بالهراوي، يتابع السفير ألا، الذي وافق أيضاً. وطلب من وزير الدفاع ألبير منصور أن ينسق معي. اتصل الوزير منصور وأبلغني الموافقة بشرط أن يصدر بيان عن عون يعلن فيه وقف القتال، ويطلب من كل العسكريين الذين بإمرته الالتحاق بقائد الجيش آنذاك إميل لحود". وهذا ما حصل فعلاً. وبسبب تعذر الاتصالات نتيجة الموقف العسكري، صدر بيان عون عبر أثير إذاعة تابعة له. ثم توجه إلى السفارة الفرنسية بصفة لاجئ سياسي، وأعلنت باريس أنه أصبح تحت حماية الدولة الفرنسية. هذا ما حصل فعلاً خلافاً لما يدعيه عون بأن السفير استدعاه إلى السفارة ولاحقاً منعه من العودة إلى القصر الجمهوري. كل ما يقيل غير ذلك كذب بكذب". 

قال الفيصل إن السوريين غير وارد أن يوافقوا مثلاً على عبارة "في إطار سيادة واستقلال كل من البلدين". هذه ممنوعة. وممنوع ورود ما يعني جدولاً وسقفاً زمنياً لانسحاب الجيش السوري

دور الوزير سعود الفيصل

ماذا يقول حرب عن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي قام بجهد كبير مع السوريين ليوافقوا على الاتفاق، ولماذا أخلَّ الرئيس حافظ الأسد بما التزمه مع الفيصل؟

"الأسد لم يلتزم أبداً. دعني أشرح تفصيلاً ما حدث. في بداية اجتماعات "مؤتمر الطائف" وضعنا المعادلة الآتية: يجب بحث موضوع العلاقة مع سوريا وانسحاب الجيش السوري، قبل أي بحث في الإصلاحات الدستورية. ولكن وُجد رأي آخر، خصوصاً عند السعودية، يقول لنبدأ بالإصلاحات حتى نقدم صورة للعالم بأنكم كلبنانيين مسيحيين ومسلمين يمكنكم التفاهم، ما يُسهل بحث موضوع انسحاب الجيش السوري. ذهبنا في هذا الاتجاه. إلا أننا اشترطنا تعليق ما نتفق عليه في شق الإصلاحات، بانتظار حسم مسألة السيادة وانسحاب الجيش السوري. وعندما تحسم مسألة الجيش السوري، نعود ونُقر ما اتفقنا عليه في ما يعود إلى المواد الإصلاحية الدستورية. عندما وصلنا إلى مرحلة البحث بالعلاقات اللبنانية - السورية وبسط سيادة الدولة، تبين وجود رفض سوري كبير. عندها حصل اجتماع مع الوزير سعود الفيصل في جناحه، وكنا مجموعة من النواب المسيحيين بينهم جورج سعادة ورينيه معوض وجوزيف سكاف وميشال ساسين وخاتشيك بابكيان. قال الفيصل إن السوريين غير وارد أن يوافقوا مثلاً على عبارة "في إطار سيادة واستقلال كل من البلدين". هذه ممنوعة. وممنوع ورود ما يعني جدولاً وسقفاً زمنياً لانسحاب الجيش السوري. السوريون متمسكون بعدم تعديل أي كلمة في الورقة التي أرسلوها سابقاً. لقد وصلنا إلى وضع أو نمشي بالصيغة السورية أو سيفرط كل شيء. يعني بالإنجليزية take it or break it. لم أنتظر رد زملائي وأجبت فوراً break it. وهكذا أيضاً جاء جواب زملائي النواب. عندها قال الفيصل أمهلوني قليلاً. خرج من الغرفة للاتصال بالمسؤولين السوريين، ثم عاد وقال: اتفقت معهم على زيارة جديدة وأعود إليكم بعد 24 ساعة. مهلة 24 ساعة طالت يومين ونصف. بعد عودته قال وافقوا أن يصبح عدد النواب في البرلمان 108، بعدما رموا بأرقام عالية ساعة 134 وساعة 198. ووافقوا على عبارة "في إطار سيادة واستقلال كل من البلدين". وفي مسألة مهلة انسحاب الجيش السوري خلال سنتين وباتجاه المديرج وضهر البيدر في مرحلة أولى، وافقوا على صيغة تشبه الصيغة المتفق عليها، ولكن غير كاملة. وختم هذا ما توصلت إليه. قمنا بعملية تقويم للوضع وجدنا أننا فعلاً حصلنا على الانسحاب التدريجي، وعلى مسألة حفظ السيادة والاستقلال، وتثبيت عدد النواب عند رقم 108، بما يضمن بقاء المساواة بين المسيحيين والمسلمين. لقد لعب الوزير الفيصل دوراً كبيراً ومضنياً للحقيقة، وكلفه ذلك تعباً وسهراً لأيام. لولاه لما وصل الاتفاق إلى خاتمة مرضية. للأسف الرئيس حافظ الأسد عاد ونقض بنوداً كثيرة. وشاء القدر أن غزو صدام حسين للكويت أسهم في خراب الاتفاق. فالولايات المتحدة احتاجت إلى غطاء عربي إسلامي لبدء معركة تحرير الكويت، وعرضوا على السوريين المشاركة الرمزية بقوة عسكرية صغيرة، فوافقوا وكانت المعادلة الجهنمية: شاركوا ونعطيكم ورقة لبنان. فطار "اتفاق الطائف".

بالعودة إلى "لجنة العتالة" يحكى أن نواباً كانوا منهمكين وجديين في التفاوض، ونواباً آخرين كانوا كأنهم في إجازة. ما الحقيقة؟

"دعني أتكلم عن "تجمع النواب الموارنة" وكنت مكلفاً من قبلهم في عمليات التفاوض، كنا نجتمع في جناحي كل صباح وأبسط أمامهم المسائل التي توصلنا إليها والمسائل العالقة، وتفاصيل الاجتماعات التي كانت أحياناً تمتد إلى الثالثة فجراً. ولا علم لي بما كان يحصل مع الآخرين. ولكن لا بد من معلومة. قسم من النواب الحاضرين لم يشاركوا إطلاقاً بأي نقاش. وقسم آخر، خصوصاً بعض النواب الموارنة، كان همه الوحيد التواصل مع السعوديين ومع رفيق الحريري لعله يكون رئيس الجمهورية المزمع انتخابه".

المكون الشيعي و"اتفاق الطائف"

عودة إلى الشق السياسي، ألم يتبين اليوم بالممارسة أن مسألة توزيع السلطة والمساواة في المشاركة السياسية، جاءتا لمصلحة المكوّن الشيعي، على حساب المكونين المسيحي والسني؟ فلبنان جمهورية برلمانية ورئيس البرلمان يملك مفتاح العديد من الاستحقاقات. حتى بند حل المجلس جاء بصيغة شبه مستحيلة. ما سمح له بدور مناط بالسلطة التنفيذية مثل التفاوض على ترسيم الحدود البحرية مع الأميركيين. حرب يسهب في شرح هذه المسألة ويقول "من السهل التنظير في هذه المسألة. لنعود قليلاً إلى الماضي. عندما تفاهم اللبنانيون على الاستقلال عن فرنسا، بقي الدستور بروحه كما كان قبل الاستقلال، خصوصاً في مسألة الصلاحيات الواسعة للرئيس المسيحي. وبدا وكأن الممثلين عن المسلمين في السلطة مجرد مساعدين للرئيس. بعد الاستقلال لم يتح الوقت الكافي لتعديل أساسي في مسألة المشاركة، وكان الهم الوحيد إزالة المواد المتعلقة بالانتداب. في الشق التطبيقي، وأنا هنا أتكلم من خلال خبرتي الدستورية، كانت صلاحيات الرئيس شبيهة بصلاحيات رئيس أميركا. رئيس الجمهورية كان رأس السلطة التنفيذية والوزراء معاونون ومساعدون له، يختار من بينهم رئيساً للحكومة. هذا شكّل خللاً واعتراضات مستمرة، بدأت تجلياتها عام 1958. هذه الصلاحيات الواسعة أدّت إلى أزمات ازدادت استفحالاً من عهد الرئيس كميل شمعون إلى عهد الرئيس سليمان فرنجية. بقي البلد على فوهة بركان حتى انفجر عام 1975 وكان ما كان. "اتفاق الطائف" جاء لرفع الوصاية السورية، وصوغ صيغة سياسية تثبت المشاركة العادلة للمسلمين في السلطة. هذه الصيغة تقتضي، وبحسب المنطق والضرورة، أن من يتولى الأحكام في لبنان، يجب أن يتمتع بالحد الأدنى المطلوب من الأخلاق والوطنية والتجرد. بعدما سلمت واشنطن ورقة لبنان إلى النظام السوري، طار كل شيء. وكرّس النظام السوري معادلات مخالفة لأي منطق سياسي ودستوري، ووضعَ مفاتيح السلطة بيد رئيس المجلس النيابي، وبيد كل أتباع نظامه، وفتح معركة شرسة ضد كل السياديين.

الميثاق الوطني هو ميثاق العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين كمكونين رئيسيين، ولا علاقة له بأمور تفصيلية كمقاطعة وزير معين من طائفة معينة لجلسات وزارية مثلاً

كان النظام السوري يفرض رئيس الجمهورية والوزراء والعديد من الموظفين الكبار. لقد أمسك بكل مفاصل الدولة. على رغم ذلك وجد النظام السوري أن الأمور لا تسير كما يشتهي، حتى وصلنا إلى اغتيال رفيق الحريري. الذي وعلى رغم كل محاولاته لم يعد يستطيع مجاراة السوريين في لبنان. وهذا الوضع شكّل برأيي أحد الأسباب الأساسية التي أدت إلى اغتياله. وبعدما أجبروا على الخروج وضعوا بديلاً منهم، بالاتفاق مع الإيرانيين، هو "حزب الله". واستمر نهج ضرب النظام الديمقراطي والبرلماني والجمهوري، وما نحن عليه اليوم من انهيار على الصعد كافة. فالسلاح هو الحاكم، ويعطّل كل قرار لا يرضى عنه. أكثر من هذا، أنا قلت وكتبت أكثر من مرة، إذا استمر "حزب الله" في هذا المسار، فـ"حزب الله" مسؤول عن تقسيم لبنان. لأن الفريق الآخر من اللبنانيين لن يرضى بتحكم "حزب الله" وسلاحه بمصير الوطن غصباً عن إرادتهم".

سلاح "حزب الله"

هل صحيح أنكم عند المداولات في بند حل الميليشيات كنتم على اقتناع بأن حل سلاح "حزب الله" ستكون له روزنامة زمنية تختلف عن عملية نزع سلاح غيره من التنظيمات المسلحة؟

يجيب بطرس حرب جازماً "لم يرد في "اتفاق الطائف" أي نص يستثني أي ميليشيات مسلحة من تسليم سلاحها، إن كان هذا السلاح لبنانياً أو غير لبناني. أكرر لم يرد أي نص يستثني أو يؤخر تسليم سلاح الميليشيات الموجودة. هذا هو النص الأساسي. وكل ما يقال خلاف ذلك تزوير لإرادة اللبنانيين الذين شاركوا في "مؤتمر الطائف".

المحاضر و"فشات الخلق"

يحكي كثيراً عن محاضر المداولات في مؤتمر الطائف، التي لم يفرج عنها الرئيس حسين الحسيني. هل يوجد فيها ما يمكن أن يغير بواقع الحال؟

"في المرحلة الأولى من الجلسات العامة، كل مشارك قام بنوع من "فشة الخلق". مثلاً من جملة ما قلته أنا في إحدى تلك الجلسات، من غير المعقول أن تستمر العلاقات اللبنانية - السورية بهذا الشكل، إذ ما إن سمع قسم من اللبنانيين أن الرئيس حافظ الأسد مات، وكان الخبر غير صحيح، حتى لعلع رصاص الابتهاج في منطقة الأشرفية (المسيحية). في ما بعد اتفقنا على عدم نشر كلام من هذا النوع. إلا أننا عندما وصلنا إلى النقاشات العلمية والدستورية ونقاشات مضمونها سياسي، بقي موضوع النشر معلقاً في هذه المسائل. لم يكن يوجد من داعٍ يُعجل بالنشر بعد المؤتمر مباشرة. وكان الرئيس الحسيني مقتنعاً بأن عدداً من النواب لا يريد أن تُنشر المحاضر. كان رأيي مخالفاً وطالبته مراراً بنشرها. ولكن من المؤسف أننا لم نجد رئيساً للجمهورية أو للحكومة أو للبرلمان طالب بإيداعه تلك المحاضر. وأخيراً بعد وفاة الرئيس الحسيني اجتمعت مع بعض ورثته لإقناعهم بأن هذه المحاضر محفوظات وطنية، ولا يجوز أن تبقى طي الكتمان. وتفاهمنا على البحث في وسيلة أو آلية معينة لتصبح هذه المحاضر بتصرف الرأي العام اللبناني والدولي".

الميثاق الوطني أهم من الأمور التفصيلية

بعد كل ما حدث هل يمكن العودة إلى نقطة الصفر ونقول تطبيق "اتفاق الطائف" بنصه وروحه لا يزال ممكناً؟

"يجب ألا نغش أنفسنا، "الطائف" ليس الصيغة الفضلى، لكنه أسس مرحلة مهمة لعودة انتظام الدولة اللبنانية، ولملمة الجمهورية التي تمزقت بفعل الأزمات والحروب. آخذين في الاعتبار أن الممارسة ستكشف ثغرات يُصار إلى معالجتها على البارد، وليس تحت وطأة المدافع. يجب أن تحصل تعديلات حتى يبقى مسار الحكم ممكناً. ولكن إذا عطل فريقٌ الدولةَ تحت ذريعة أن طائفة معينة لحقها إجحاف ما، وقرر أن الميثاقية قد سقطت في هذا الموضوع أو ذاك، فلن تستقيم الأمور. الميثاق الوطني هو ميثاق العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين كمكونين رئيسيين، ولا علاقة له بأمور تفصيلية كمقاطعة وزير معين من طائفة معينة لجلسات وزارية مثلاً. إذا قاطع المسيحيون عامة أو المسلمون عامة، عندها يصبح العيش المشترك مهدَّداً. ودعني أقول إن الكثير من التعديلات ماثلة في ذهني، بصفتي رجلاً دستورياً عايش مراحل مهمة في مسار هذا الوطن. الصيغة اللبنانية صيغة معقدة وصعبة، وتفرض على اللبنانيين تحديات يومية للحفاظ عليها. وفي ظل الظروف الحالية والسلاح والعقل الميليشياوي المتحكم بالسلطة لا يمكن أن يكتب نجاح لأي صيغة سياسية".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

جنبلاط: قد نستدرج لحرب أقسى من ال 2006 وعلينا توقع الأسوأ وأخشى على المطار ويجب ترميم الحكومة وإجراء بعض التعيينات

وطنية /24 تشرين الأول/2023  

تحدث الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي  وليد جنبلاط في لقاء خاص مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية، أجراه الزميل نادر حجاز، عن أبرز المستجدات الراهنة بعد عملية "طوفان الأقصى" وتداعياتها على لبنان والمنطقة، وعن رؤيته لكيفية العمل على تجنيب لبنان اتساع الحرب الدائرة.

 ولفت جنبلاط إلى لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وكذلك مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وقال: "من أجواء هذه اللقاءات، تبين لي أننا قد نستدرج إلى حرب، وقد تكون أقسى من حرب العام 2006، إذ آنذاك كان للبنان نوع من الحماية الخارجية والعربية، فرنسا أيام الرئيس جاك شيراك، الملك عبدالله، حسني مبارك. اليوم يبدو أن هذه الحملة الغربية ضد الفلسطينيين وحماس تحت شعار محاربة الإرهاب لا توفر أحدا، لذلك لا بد من الحد الأدنى للتلاقي، وتلاقينا حول كيفية اتخاذ بعض الإجراءات الداخلية، ترميم الحكومة وبعض التعيينات طرحتها شخصيا، الهيئة العليا للإغاثة، الصليب الأحمر وغيرها من الأمور الإجرائية الأساسية من أجل دعم المواطن، ومن أجل مواجهة الأسوأ، وأنا في كل حياتي السياسية كنت أنطلق بأن الأسوأ قادم". وأضاف: "رأيت عند باسيل الحرص والخوف نفسه من الآتي جراء هذه العاصفة الهوجاء والحرب المدمرة على فلسطين والعرب، ولنا قلق كبير على لبنان". وعن الفراغ المتوقع في قيادة الجيش، قال جنبلاط: "طرحت وجهة نظري، وأفضل أن يكون التمديد لقائد الجيش، حتى لو كان بقي له 3 أشهر، إذ ليس باستطاعة أحد أن يعي كم ستطول هذه الأزمة، وبذلك له الأولوية من ناحية الخبرة وله مقام معين، وطبعا معه تعيين المجلس العسكري".

 وعلى مستوى التطورات في الجنوب وعما اذا كان "حزب الله" لا يزال يمسك بزمام المبادرة في ظل وجود قوى أخرى تتحرك على الأرض، قال جنبلاط: "أعتقد أن حزب الله لا يزال يمسك بزمام الأمور، لكن أفضل دائما التذكير بالطرق الخاصة والاتصالات مع الحزب، أن لا تكثر تلك الجماعات التي تعمل في الجنوب تحت شعار المقاومة".وعن رسالته الى حزب الله، لفت إلى أن "الرسالة دائما هي نفسها، محاولة عدم الاستدراج إلى الحرب، والتقيد بالدفاع عن النفس، وعن الجنوب ولبنان، لكن أن لا تجتاز تلك المرحلة خطوطا معينة، لكن ليس الحزب من يقرر بمفرده، إنما إسرائيل قد تستدرج الجميع".

 وردا على سؤال عما اذا كان قلق من اي استهداف للمطار، أجاب: "طبعا، أخشى على المطار وعلى طيران الشرق الأوسط، وكنت من الأشخاص الذين نصحوا محمد الحوت باتخاذ الإجراءات المناسبة لأن الطائرات اليوم ليست مغطاة بالتأمين، وإذا ما بقيت هذه المطارات على الأرض في لبنان فإننا سنخسر كل شيء، الأفضل أن نحافظ على التأمين في مطارات الأردن، قبرص او غيرها".

 وعن قلقه من اي توتر أمني أو طابور خامس، قال: "شهدنا بعض التظاهرات، خاصة ما حصل قرب عوكر، إذ كان من الأفضل أن تبقى التظاهرات في الإطار السلمي، لكن بعضهم خرج وأحرق المحال التي لا علاقة لها بالسياسات الأميركية، كما التظاهرات على باب الجامعة الأميركية، ليست بهذه الطريقة نستطيع أن نحتج، وشهدنا بعض الكلام المسيء والمشمئز - كن دون ذكر من قاله - أفضل أن لا نسمع مجددا هذا النوع من الكلام".

 وردا على سؤال عما اذا كان سيجمعه اي لقاء قريب مع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أجاب جنبلاط: "ليس هناك أي لقاءات في الوقت الحاضر، ولا أعتقد أن هذا الوقت المناسب خاصة في ظل الظرف الأمني والأخطار المحيطة بالجميع". 

وعن الاستعدادات تحسبا لأي نزوح لأهالي الجنوب في حال توسع العدوان، قال: "حتى هذه اللحظة، هناك أفراد وعائلات فردية تأتي من الجنوب، وتستأجر شققا في الجبل، وندائي هنا لأهل الجبل بألا يكون التفكير بالاستفادة مالية وأن تكون الإيجارات مقبولة"، مضيفا "الجهوزية يجب أن تكون على مستوى الدولة، كما كانت من خلال الهيئة العليا للإغاثة في العام 2006، وتحدثنا بهذا الموضوع مع ميقاتي".

 وفي ظل تهديدات وزير الدفاع الأميركي بتدخل بلاده في حال توسعت رقعة النزاع، وردا على سؤال عما اذا تواصل مع الاميركيين، أجاب: "لم أتواصل مع الأميركيين، إستقبلت السفيرة الأميركية وبحثنا شؤونا خاصة بلبنان. أما وزير الدفاع فلا أعتقد أنه يستشير وليد جنبلاط أو غيره، نرى كل هذه البوارج في عرض البحر، بارجة واحدة لم تأت بعد وهي بارجة شارل ديغول الفرنسية، وأعتقد أنها لن تأتي، وأتمنى ألا تأتي. اليوم الرئيس الفرنسي في إسرائيل وعلى أمل أن يزور معبر رفح ومستشفى المعمداني الذي ضرب، أفضل هناك، فهناك فلسطين".  وعلق على تصريحات ماكرون بالقول: "نتمنى أن تعود فرنسا حيث كانت أيام جاك شيراك"، مضيفا "لم يبق هناك عقلاء، الدعاية الصهيونية تسيطر، والدعاية المعادية للإسلام تسيطر، لذلك جوابنا يجب ألا يكون هناك نداءات ضد اليهود وضد الغرب وأن نتفادى أي عمل يؤذينا، مثلا خرجت إشاعة وانطلقت كالنار في الهشيم أن أفرادا من حماس قطعوا رؤوس أطفال يهود، وتبين أن هذا كذب، وقدمت المذيعة اعتذارا وأعتقد أنها من ال CNN، ولكن بما أن الإعلام مسيطر عليه صدق البعض هذا الأمر".

 وتعليقا على بعض الأصوات التي نجحت في كسر الدعاية الإعلامية الغربية أمثال باسم يوسف والسفير الفلسطيني في لندن حسام زملط، أشار الى أن السفير زملط هاتفه و"كان اتصال جيد جدا وهنأته على كل مواقفه وعلى هذه قدرته في مواجهة هذه الحرب الاعلامية ودحض الإتهام بالحجة".

 وعما اذا حصل أي تواصل مع الاشتراكية الدولية، قال: "الإشتراكية الدولية ماتت، رجالات الإشتراكية الدولية الكبار ماتوا". ولكن كيف يستطيع أهل غزة الصمود في وجه كل هذا الدعم اللامتناهي لإسرائيل وفتات المساعدات التي تدخل إلى غزة؟ أجاب جنبلاط: "سمعنا اليوم أن وقف إطلاق النار لم يسر، ما يعني أن تدمير غزة مستمر، لم نسمع عن كميات كبيرة من الإغاثة تدخل إلى غزة، وكأن المطلوب أن يقتل أكبر عدد من أهالي غزة، ثم لاحقا يحتضنوا في مخيم في مكان ما، لست أدري إما في سيناء إما بين المعبرين.. يا لها من مأساة. لكن هنا يتبين حجم التآمر على أهل غزة، وفي فلسطين أيضا في الضفة الغربية القتل جار كل يوم والإغتيالات لم تتوقف". وتعليقا على الرفض المصري لمشروع "الترانسفير" ونزوح أهالي غزة إلى الجنوب والموقف السعودي، وعما اذا كان هذا الأمر يكفي لوقف مشروع تهجير الفلسطينيين، أجاب جنبلاط: "بالوقت الحاضر هذا لا يكفي، على العرب أن يتحدوا وأن يطالبوا بوقف إطلاق النار أولا، ثم العودة إلى الأساس أي الدولة الفلسطينية، التي يبدو أنهم، لن نقول تناسوها، لكنهم يرددونها من حين إلى آخر تحت شعارات لم تعد تكفي، شعار الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، لكن الضفة الغربية مجتاحة من قبل المستوطنين ولا بد من خطة جديدة".

 وتعليقا على الخريطة الشهيرة التي قام بنشرها حول واقع الأراضي المحتلة، قال جنبلاط: "هذه الخريطة أخذتها بالتحديد من صحيفة Le MONDE DIPLOMATIQUE والتي نشرت عام 2009، ولا زلنا بالـ2023 نحلم بالمبادرة العربية، الأرض مقابل السلام، شعارات جميلة، لكن على الأرض هناك أرخبيل مطوق من قبل المستوطنات اليهودية". وتعليقا على طرح الدولة الواحدة بقوميتين، قال جنبلاط: "مشروع جميل جدا، مثالي، من قبل مفكرين كبار منهم وفي طليعتهم إدوارد سعيد المفكر الكبير، لكن اليوم في هذه الحملة الكبيرة الصهيونية في مواجهة العرب والمسلمين وكل من يقيم في فلسطين، لا أعتقد أنه يمكن تحقيق هذا المشروع".  وعن سبب غياب الصوت الروسي والصيني عما يجري، قال "ورط الروس، أو ورطوا الروس أنفسهم في هذه الحرب، ماذا تريد أن تكون لهم الحجة، هم أيضا في حالة حرب، قلت ورطوا أو تورطوا لأن البعض منهم في مكان ما لا يعترفون بالشعب الأوكراني، هم قالوا عملية خاصة في قسم من أوكرانيا، سنجاريهم في هذا الأمر، لكن هناك شعب أوكراني".  ووجه جنبلاط رسالة الى السلطة الفلسطينية، قائلا: "الأفضل على أبو مازن أن يخرج من رام الله، وأن يجدد منظمة التحرير وأن يسمح بالانتخابات، ويختار أين تكون إقامته، ولكن أفضل أن يخرجوا من دائرة رام الله المحتلة". وبعدما كان وجه نداء الى دروز فلسطين في ظل استغلال الرموز الدينية الدرزية في حرب غزة، قال جنبلاط: "بعض من دروز فلسطين تورطوا مع الصهيونية واستخدمتهم منذ عقود في مواجهة الداخل. لكن مع المعروفيين الأحرار، بالتحديد مع سعيد نفاع، قمنا بجولات من اللقاءات، وكان لقاء في قبرص، هذا الجهد الأساس لمنع التورط مع الدائرة الصهيونية لأنها لا توفر أحدا من الفلسطينيين، اليوم غزة، غدا الضفة، وثالثا فلسطينيو الداخل، والدروز منهم أيضا". وعما اذا كانت قد انتهت انتفاضة السويداء على وقع طوفان الأقصى، قال جنبلاط: "لم تنته، بل إن ما يحصل في غزة مخيف، وهناك شعب سوري في السويداء، وغير السويداء، يريد الخلاص والوصول إلى العيش الكريم والحرية، وهذ الشعارات معقولة جدا ولا بد من أن التاريخ يزيح هذا النظام".  وتعليقا على وصفه ما يجري بأقسى مرحلة مصيرية في حياته السياسية، عقب بالقول: "لا أخشى على نفسي، بل على الشعبين اللبناني والفلسطيني، ولكن كفانا حروبا منذ 50 عاما".

 وفي الختام، قال جنبلاط: "علينا أن نقوم بالجهد الأقصى للوصول إلى الحد الأدنى من الوحدة الوطنية، نحترم الآراء المتنوعة، وننبذ آراء العنصرية، ونتحسب للأخطار".

 

التيار الوطني: باسيل يلتقي فرنجية غدا

وطنية /24 تشرين الأول/2023

أفاد بيان للتيار الوطني الحر، بأن رئيس التيار النائب جبران باسيل، سيلتقي الأربعاء ٢٥ تشرين الاول 2023، كلا من النائب فيصل كرامة وكتلته، وكذلك يلتقي باسيل رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية.

 

 "لبنان القوي": نرفض استدراج الحرب الى لبنان والتقيد بدعم المقاومة إذا اعتدت إسرائيل علينا

وطنية/24 تشرين الأول/2023

دان تكتل "لبنان القوي" في بيان إثر اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، "الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد الجنوب اللبناني"، محذرا من "مخاطر التمادي الإسرائيلي في الحرب إستنادا الى غطاء من بعض الدول التي عبرت عن نفسها في هذا الخصوص". ودعا التكتل الى "بلورة موقف وطني في ضوء الجولة التشاورية التي يقوم بها الوزير باسيل على القيادات السياسية"، معتبرا أن "حق الفلسطينيين بالمقاومة في أرضهم مقدس وأن حق اللبنانيين في حماية أمنهم وإستقرارهم مقدس أيضا"، رافضا "بالمقابل، أي عمل من شأنه استدراج الحرب الى بلادنا وبالتالي ضرورة رفض ومنع استخدام أرض لبنان كمنطلق لعمليات ضد إسرائيل والتقيد بدعم المقاومة في حال اعتدت إسرائيل علينا".  وجدد التحذير من "مخاطر وجود النازحين السوريين في لبنان وتدفق المزيد منهم"، محملا "كافة المسؤولين السياسيين والأمنيين، مسؤولية عدم القيام بما يجب لوقف موجة النزوح الجديدة وضبط أوضاع النازحين المقيمين في لبنان تمهيدا لإعادتهم، واتخاذ كل الاجراءات القانونية المطلوبة من الوزارات والادارات والأجهزة المعنية والبلديات بحق كل المخالفين للقوانين الدولية واللبنانية".

 

شقير: لبنان أمام خطر وجودي والمواجهة تبدأ بانتخاب رئيس

وطنية/24 تشرين الأول/2023  

أكد رئيس تجمع "كلنا لبيروت" الوزير السابق محمد شقير أن "لبنان يمرّ بأصعب وأدق مرحلة منذ تأسيس الكيان، وهذا يتطلب أعلى درجات اليقظة والمسؤولية لتجنيب البلد المخاطر المحدقة من كلّ حدب وصوب". ورأى في بيان أصدره اليوم أن "كل المؤشرات والمعلومات تفيد بأن الحرب الإسرائيلية على غزّة ستكون طويلة جداً، وثمة خشية حقيقية أن تكون مقدّمة لرسم خرائط جديدة لدول المنطقة، قد يكون لبنان جزءاً من هذه الخرائط والتغيّرات المصيرية، وهذا ما يضعه أمام خطر وجودي". وسأل : "أمام هذا الخطر الداهم وإمكان امتداد حرائق غزّة إلى كلّ الجغرافيا اللبنانية، ألم يحن الوقت لصحوة لدى المسؤولين والذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت؟، إذا لم تكن الظروف الحالية دافعاً لتهزّ ضمائر معطلي الانتخابات الرئاسية متى تأتي هذه الصحوة؟". وشدد شقير على أن "مواجهة هذه التحديات المصيرية لا تكون بالشعارات والخطابات، بل بإرادة صادقة تترجم بانتخاب رئيس للبلاد فوراً وتشكيل حكومة إنقاذ قادرة على مواجهة المرحلة، وإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وبناء دولة قوية تتصدّي لكلّ محاولات التلاعب بمصير لبنان واللبنانيين".

 

بري استقبل منصوري وبحث مع مولوي في الاوضاع أمنيا وسياسيا

وطنية/24 تشرين الأول/2023  

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في مقر الرئاسةالثانية في عين التينة حاكم مصرف لبنان بالانابة الدكتور وسيم منصوري وعرض معه الوضع المالي في البلاد.  واستقبل رئيس المجلس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي وبحثا في الاوضاع العامة لاسيما الامنية والسياسية منها.

 

ميقاتي خلال جولة مفاجئة وقائد الجيش في الجنوب: لبنان ملتزم القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701

عون: المؤسسة العسكرية تحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية

وطنية/24 تشرين الأول/2023  

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "ان الجيش ركن البنيان الوطني واليه تشخص العيون  اليوم في الداخل والخارج". وقال ميقاتي خلال جولة مفاجئة في الجنوب اليوم: "أتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل اراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحب للسلام، لكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701"، مشددا

على "أن منطق القوة في وجه الحق المتبع  اليوم لا يستقيم كل الاوقات، والمطلوب العودة الى منطق قوة الحق وفق ميثاق  الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان". وكان رئيس الحكومة تفقد اليوم، في مشاركة قائد الجيش العماد جوزيف عون، منطقة القطاع الغربي في  جنوب لبنان للاطلاع على الاوضاع هناك والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات "اليونيفيل".

قيادة قطاع جنوب الليطاني

إستهلت الجولة بزيارة مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش في "ثكنة بنوا بركات" في صور، حيث اجتمعا مع قائد القطاع العميد الركن رودولف هيكل وقادة الوحدات المنتشرة في الجنوب، واستمعا إلى إيجاز عن المهام المنفذة.  وأعرب رئيس الحكومة عن تقديره العميق "لتضحيات الجيش دفاعًا عن لبنان، في ظل الأوضاع الاستثنائية الراهنة عند الحدود الجنوبية والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي".

قيادة اليونيفيل

ثم انتقل رئيس الحكومة وقائد الجيش الى مقر قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في الناقورة ، حيث اجتمعا مع القائد العام لـ" اليونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو ساينز، في حضور كبار ضباط اليونيفيل والجيش.   وأكد الرئيس ميقاتي خلال الاجتماع "أن لبنان ملتزم بالقرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701"، مشيدًا" بدور اليونيفيل في حفظ استقرار الجنوب بالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش".

لواء المشاة الخامس

وفي ختام الجولة، زار رئيس الحكومة وقائد الجيش مقر قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة، حيث اجتمعا مع قائد اللواء العميد الركن ادغار لاوندس.

قائد الجيش

وأكد قائد الجيش"أن الدفاع عن لبنان هو واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدده وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأن المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل"، مشيرًا" إلى الإرادة الصلبة لدى العسكريين وإيمانهم بقدسية المهمة من دون تردد"، ومثمنًا "دعم الرئيس ميقاتي للجيش ووقوفه إلى جانبه".

ولفت إلى "ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار الدولي 1701".

 رئيس الحكومة

وفي ختام  الجولة قال رئيس الحكومة في تصريح: "في هذا الظرف العصيب، أتينا الى الجنوب لتحية الجيش والتعبير عن تقديرنا لجهوده وتضحياته دفاعا عن الوطن والارض والشعب. ولا شعار آخر يسمو على شعاره "شرف ، تضحية ، وفاء" سوى" فخر، غزة ، كرامة"، تعبيرا عن اعتزازنا بما حققه ويحققه الجيش رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المؤسسة العسكرية". وقال للعسكريين: "حضورنا الى هنا اليوم رسالة معبرة بأنكم الاساس في حماية الوطن والذود عن كرامته ولكم الفضل في الابقاء على الدولة وشرعيتها ومؤسساتها. انتم ركن البنيان الوطني، واليكم تشخص العيون  اليوم في الداخل والخارج". وقال: "كل الاطراف جربت وتجرب الخيارات الجانبية التي تشكل خطا موازيا مع الخيارات الوطنية الجامعة، وكل الاطراف عادت ولو بعد حين الى خيار الدولة الواحدة الموحدة لجميع أبنائها". اضاف: "أنا على ثقة ان الجيش سيبقى رمزا للوحدة الوطنية الجامعة، واحيي في هذه المناسبة قائد الجيش الذي، بقيادته الحكيمة، يواجه كل الصعوبات التي تعترض الجيش في الميدان وفي الثكنات، بشهامة وحنكة".  وعن زيارته الى مقر قيادة اليونيفيل، قال: "اتينا اليوم لشكر اليونيفيل  على كافة تضحياتها، وعلى كل ما قدمته وتقدمه في سبيل لبنان. وتزامنت زيارتنا مع الاحتفال بيوم الامم المتحدة، وكم نتمنى ان يطبق ميثاق الامم المتحدة ،لان منطق القوة في وجه الحق المتبع  اليوم لا يستقيم كل الاوقات. والمطلوب العودة الى منطق قوة الحق". اضاف: "أتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل اراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحب للسلام، ولكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والتأكيد على الإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701، الذي تتولى اليونيفيل مسؤولية تطبيق بنوده، وارساء الامن والاستقرار ومساعدة الحكومة اللبنانية ممثلة  بالجيش في بسط سلطة الدولة حتى حدوده الدولية". وتابع: " اننا، نجدد المطالبة بوقف اطلاق النار في فلسطين ووقف الجرائم الاسرائيلية. كما نطالب بوقف الانتهاكات الاسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة، ونحن نرى اليوم بأم العين اجرامها وبطشها، ضاربةً بعرض الحائط كافة القرارات والمواثيق الدولية". وختم: "ان خيارنا هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام ترتكز على الحق والعدالة والقانون الدولي وقرارات  الامم المتحدة".

 

الحوت: قوات الفجر جاهزة للدفاع عن لبنان في ظل غياب استراتيجية دفاعية وضعف أداء الدولة في حماية مواطنيها

وطنية/24 تشرين الأول/2023  

رأى النائب الدكتور عماد الحوت، في حديث الى "إذاعة الفجر"،  أنّ "المقاومة في غزة قامت بعملية نوعية غير مسبوقة أكدت أن هذا الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر، إنما هو قابل للقهر والهزيمة، وأن الاحتلال لابد زائل في يوم من الأيام". وأكد الحوت أن "التحرير لا بدّ له من تضحيات"، متمنّيًا "الشفاء العاجل للجرحى والرحمة للشهداء"، ورأى أن "الشعب الفلسطيني جاهز لهذه التضحيات لكنه ينتظر منا أن نقف إلى جانبه، والواجب علينا جميعاً أن نقوم بكل ما نستطيع لدعم صمود الشعب الفلسطيني". وشدد الحوت على أنّ "الجماعة الإسلامية جزء من هذا المجتمع اللبناني الذي يسعى للقيام بواجبه إن على مستوى التبرعات المادية والتحركات الجماهيرية في كل المناطق أو غير ذلك من النشاطات". وأشار الحوت "إلى أن العمل المقاوم في الجماعة الإسلامية ليس جديدًا وهو بدأ مع الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 حيث قامت الجماعة بمواجهة هذا الاجتياح وقد نجحت في تحرير مدينة صيدا آنذاك، ولم يتوقف العمل المقاوم للجماعة حتى اليوم". وأكد الحوت أن "مقاومة الجماعة هي مقاومة واعية وحكيمة تراعي المصلحة الوطنية وهي محصورة في أدائها على الشريط الحدودي وهي مقاومة أهل الأرض للدفاع عن بيوتهم وأراضيهم". وكشف أنّ "هذه المقاومة اليوم أرسلت للعدو رسالة مفادها أنها ما زالت على المنهج نفسه في ظل قصف القرى اللبنانية واستشهاد العديد من أهلها"، مؤكدًا أنّ "قوات الفجر جاهزة للدفاع عن لبنان في ظل غياب استراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية وضعف أداء الدولة في حماية مواطنيها". وأثنى الحوت بزيارة رئيس الحكومة وقائد الجيش للجنوب وشدد على "دور الحكومة والجيش اللبناني في حماية المواطنين وطمأنتهم بأن الدوله تسعى للوقوف إلى جانبهم"، وتمنى "على الحكومة التعجيل في رسم خطة الطوارئ وتأمين المزيد من الحماية للمواطنين والقرى اللبنانية في مناطق الجنوب". واعتبر الحوت "أن الواقع العربي الرسمي لا يرقى إلى المستوى المطلوب"، وتساءل: "ماذا ينتظر العالم العربي ليفرض وقف إطلاق النار بالقوة وإدخال المساعدات إلى غزة؟" وتابع: "أما على المستوى العربي الشعبي فقد أثبتت القضية الفلسطينية أنها لا تزال بوصلة شعوب هذه الامة وهي أولى أولوياتها". وعن الرأي العام الغربي، قال الحوت "يجب التفريق بين جهتين، جهة تخشى على مصالحها الاستعمارية في منطقتنا فتتحالف مع الكيان الصهيوني، والشارع الغربي من جهة أخرى الرافض بغالبيته لجرائم العدو الإسرائيلي".

 

الكتائب: الحكومة تنازلت عن دورها ووضعت لبنان في عين العاصفة

وطنية/24 تشرين الأول/2023  

أعلن المكتب السياسي الكتائبي في بيان، بعد اجتماع عقده برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، أن اللقاء عرض آخر التطورات المتعلقة بالأحداث الخطيرة التي تدور في غزة وانعكاساتها على لبنان. كما استمع إلى تقارير عدة واردة في هذا الخصوص ووضع الأهالي في الجنوب، في ظل الوضع الأمني المتدهور". وجدد "التحذير من المغامرة بلبنان ومصيره وإدخاله حربا لا علاقة له بها ولا قدرة له على تحمل أوزارها أو تبعاتها"، معتبرا أن "كل العمليات التي تنطلق من أرض الجنوب على يد فصائل لبنانية وغير لبنانية تأتي من خارج سياق احترام سيادة البلد بما يعيدنا في الذاكرة إلى مراحل لا نريدها أن تتكرر صونا لأمن البلد وأهله الذين ينزحون بعشرات الآلاف في عز أزمة خانقة". واعتبر "أن تمنع الحكومة عن ضبط حدود لبنان والدفاع عن حصرية حق الدولة بقرار السلم والحرب وضمان التزام القرار ١٧٠١ يضع لبنان في عين العاصفة"، معتبرا أن "المسؤولين يتعاطون مع الأحداث، كما لو كانوا أمام كارثة طبيعية لا قدرة لهم على التحكم بها، فلا كلمة لهم في كل المجريات، ولا قرارات تصدر عنهم سوى في إطار التحضير لتحمل نتائج الصراع، متخلين عن دورهم الطبيعي في السعي إلى منع جر لبنان نحو المجهول فرسخوا بذلك خضوعهم التام إلى إرادة حزب الله وراعيه الإقليمي". ورفض "التحركات الهمجية التي عكستها التظاهرات التي حصلت أمام بعض السفارات، لا سيما السفارة الأميركية في عوكر"، لافتا إلى أن "الهدف من وراء هذا التحرك لم يكن التضامن مع الشعب الفلسطيني بقدر ما كان نشر الفوضى وأعمال الشغب في مناطق آمنة انتهت بإحراق أرزاق الناس". وحذر من "تكرار أعمال كهذه"، مهيبا ب"القوى الأمنية التشدد في منع كل من تسول له نفسه استباحة الناس الآمنين تحت أي ذريعة، حرصا على منع قيام مواجهات مع الأهالي يمكن أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه". وهنأ "الطلاب الكتائبيين الفائزين في الانتخابات الطالبية الأخيرة"، داعيا "كل طلاب لبنان إلى أن يكونوا على أهبة الاستعداد للعب دورهم الوطني، كما الأجيال التي سبقتهم، وهو واجب يحتمه واقع البلد الذي يحتاج إلى إرادتهم الصلبة ورغبتهم في بناء مستقبل يشبههم".

 

دريان التقى كتلة "تجدد" معوض:نرفض زج لبنان في ساحة الصراع

وطنية/24 تشرين الأول/2023  

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى،  وفدا من كتلة "تجدد"  التي تحدث باسمها  النائب ميشال معوض قائلا: "تشرفنا اليوم ككتلة تجدد بزيارة صاحب السماحة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، في إطار سلسلة من اللقاءات والزيارات والمشاورات التي ستجريها الكتلة، على وقع الأحداث الخطيرة الجارية في المنطقة وفي لبنان. فنحن نعتبر أن دار الفتوى هي مرجعية وطنية كبرى لطالما شكلت وتشكل الضمانة للبنان وسيادته ودولته ووحدة أبنائه". وتابع:"نشدد من هذه الدار ، على المواقف التي أعلنتها الكتلة، رفضا للحرب في غزة وعليها، ونتمسك بالقيم الإنسانية التي ترفض قتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، كما التعرض للمستشفيات وللأماكن المقدسة من مساجد وكنائس. ونؤكد، انطلاقا من روحية مواقف دار الفتوى، دعمنا الثابت والمستمر لقضية الشعب الفلسطيني، الذي آن له أن ينال حقوقه المشروعة في إنشاء دولته المستقلة على أسس الأرض مقابل السلام، والقرارت الدولية، ووفقا لحل الدولتين الذي أقرته المبادرة العربية للسلام من بيروت سنة 2002. هذا المسار، عطلته إسرائيل بكل الوسائل على مر العقود، ما جعل الشعب الفلسطيني عرضة لعملية إبادة وتنكيل لا مثيل لها". واضاف:" إننا نشدد من هذه الدار، على دعم الجهود العربية والدولية لحماية المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وندعو المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود وممارسة كل الضغوط، للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يؤدي الى استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويتيح له الفرصة كي يعيش بأمن وكرامة. إن حل الدولتين هو المدخل الحقيقي لاستقرار مستدام في المنطقة ولانتصار لغة السلام على الكراهية، والاعتدال على التطرف، والأمن والنمو على الحرب والدم، كما يشكل مصلحة لبنانية استراتيجية إذ إن قيام دولة الاستقلال في فلسطين يسهل قيام دولة السيادة والقانون في لبنان". وقال:"انطلاقا من هذه الثوابت تجاه القضية الفلسطينية، نؤكد أن مسؤوليتنا الوطنية تقتضي جمع اللبنانيين على أولوية حماية لبنان، فلقد حان الوقت أن نراجع تاريخنا ونتعلم من تجاربنا السابقة وكلفة انقساماتنا وحروب الآخرين على أرضنا. إننا اليوم أمام خطر كياني داهم، في غياب دولة فعلية، وفي ظل أسوأ الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يمر بها اللبنانيون، ما يتطلب أن يبقى لبنان أولا وأن نتوحد على حمايته، وإلا نكون قد ارتكبنا جريمة مميتة بحق أنفسنا، وبحق وطننا، وبحق أبنائنا وشبابنا". وتابع:"لذلك،  نعلن رفضنا القاطع لزج لبنان في أية مغامرة، قد تعرضه لأفدح الخسائر في الأرواح والبنى والممتلكات، ولا نقبل أن يتم إقحامه رغما عن إرادة أبنائه، في ساحة الصراع. دعوتنا اليوم لتحييد لبنان عسكرياً عن هذا الصراع المدمر، ما يعني استعادة لبنان قراره السيادي، ورفض تلزيم هذا القرار الى أية جهة، أو السماح لأي مسؤول خارجي أن يقرر عنه،  وقف العمليات الحربية فورا والخروج من ما يسمى منظومة قواعد الاشتباك،  التي تضع لبنان خارج المظلة الدستورية والدولية، ورفض السماح لأية جهة مسلحة خارج الدولة، لبنانية أو غير لبنانية، باستعمال الجنوب منصة لمشاريعها، والعودة إلى التطبيق الشامل للقرار 1701 وسائر القرارات المتعلقة به، وتسلم الجيش اللبناني حصرا مهمة حماية الحدود اللبنانية، ومنع التسلل وانتهاك الخط الأزرق، وحماية الجنوب ولبنان من أي اعتداء". وختم:"ان كتلة تجدد التي تمثل أطيافا متنوعة من المجتمع اللبناني، تطلق اليوم صرخة وطنية عالية لحماية لبنان، قبل فوات الأوان، وسيكون للكتلة سلسلة اتصالات بهدف بلورة موقف لبناني جامع، يرتكز على حماية لبنان وتحييده عسكرياً وعودته إلى كنف القرار 1701، كما على دعم قضية الشعب الفلسطيني المحقة".

 

باسيل بعد لقائه بري : تفاهم على مجمل الامور وعملية تكوين السلطة تؤمن الانتظام العام بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية وواجباتنا تأكيد حق لبنان في الدفاع عن نفسه

وطنية/24 تشرين الأول/2023  

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، حيث تم عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والامنية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان فضلا عن الاستحقاق الرئاسي. وأشار باسيل عقب اللقاء الى أنه "لمس وجود التفاهم على مجمل الامور التي طرحها على الرئيس بري وعنوانها "الوحدة الوطنية وحماية لبنان"، معتبرا أنه "من واجبنا الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجزرة انسانية لا أدري اذا شهد مثلها التاريخ وواجبنا أيضا التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسه في وجه أي اعتداء اسرائيلي وهذا هو الذي حمانا وواجبنا أيضا أن نقول إننا لا نريد أن يجر لبنان الى حرب هو لا يريدها". وأكد باسيل انه "لا يمكن جر لبنان الى حرب إلا إذا اعتدى العدو الاسرائيلي علينا عندها سنضطر للدفاع عن أنفسنا"، لافتا الى أن "لا أحد يريد الحرب وسنعمل كلبنانيين حتى لا تقع ولكن هذا لا يعني أن نسمح للاسرائيليين بالاعتداء علينا".  ورأى باسيل أن "عملية تكوين السلطة تؤمن الانتظام العام بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية"، معربا عن اعتقاده أنه "يمكن أن يكون لنا مقاربة موحدة للمضي في الموضوع لأن الحرب ستطول وليس مسموحا لا انتظارها أو حتى انتظار نتائجها، ويجب العمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهورية بالتفاهم"، معتبرا أن "هذا ليس الوقت المناسب لنتحدى بعضنا بل يجب أن نلتف على بعضنا لحماية البلاد في وجه أزمة عناصر التفجير فيها كبيرة وعديدة وأهمها اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري". وقال :" جهة واحدة تسببت بهم وهي مستعدة وقادرة على تفجير الوضع في لبنان". وأفاد بيان ل"التيار الوطني الحر" ان "لقاء النائب باسيل برئيس مجلس النواب، يندرج في اطار اللقاءات التشاورية، التي بدأها رئيس التيار الوطني الحر بالأمس من أجل حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية والتقى خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحزب الاشتراكي السابق النائب وليد جنبلاط، على أن يستكمل جولته بلقاء قيادات سياسية أخرى لاحقا".

 

اجتماع في دار الطائفة الدرزية ناقش التطورات شيخ العقل: كلفة الحرب ستكون باهظة على بلد كلبنان  جنبلاط: الهجوم على غزة قد يرتد على الداخل اللبناني

وطنية/24 تشرين الأول/2023  

عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، اجتماعا موسعا، اليوم، في دار الطائفة في بيروت، ترأسه شيخ العقل الطائفة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، بمشاركة النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ووزراء ونواب وأعضاء المجلس المذهبي وفاعليات وشخصيات روحية، وذلك لمناقشة الأوضاع الراهنة.

 شيخ العقل

 استهل الاجتماع بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ثم ألقى ابي المنى كلمة جاء فيها:

"نلتقي وإياكم مجددا اليوم في إطار الهيئة العامة للمجلس وفي رحاب داركم الجامعة هذه، واسمحوا لي أن أرحب باسمي وباسمكم بالضيوف الكرام، الأخوة المشايخ، الذين أردنا أن نتشارك وإياهم والقيادة السياسية الرأي والموقف حيال الأوضاع الراهنة في جنوب لبنان وفي فلسطين، كما تشاركنا الرأي والموقف منذ أسابيع قليلة حيال الأوضاع في السويداء العزيزة وأكدنا تضامننا مع أهلنا هناك في تحركهم السلمي للمطالبة بحقوق أبناء جبل العرب بالحياة الكريمة والعيش اللائق، وفي مطالبتهم باحترام الدور الوطني والتاريخ النضالي والتراث التوحيدي لجبل سلطان باشا الأطرش الذي ما كان ابناؤه يوما الا مدافعين عن وحدة سوريا واستقلالها، ومنادين بالحرية والعدالة والمساواة".

  أضاف: "وها نحن اليوم بعد التشاور مع القائد الزعيم الأستاذ وليد بك جنبلاط نتداعى للقاء مجددا قبل أن يتداعى البنيان، لكي نطلق النداء الانساني أولا، بضرورة لجم آلة القتل والتدمير والإجرام الإسرائيلية بحق الأبرياء سريعا، ووقف التمادي في اغتصاب الحقوق وانتهاك الكرامات والمقدسات، ولنوجه صرخة للعالم ولعواصم القرار ليتحركوا من أجل الاتفاق على حل عادل للقضية الفلسطينية بعيدا عن الهيمنة والقهر وسفك الدماء، وقد تآمروا وتوانوا وصموا آذانهم طويلا، ولو أسرعوا في إيجاد الحل العادل لكانوا وفروا الكثير من الدم والمعاناة اليومية على الشعب الفلسطيني المجاهد وعلى المنطقة بأسرها، والحل العادل لا يكون إلا بالاعتراف بحقوق هذا الشعب وحماية كرامته ونبذ التعصب والعنصرية ورفض الاحتلال وطرد شبح الحرب من سمائه والاعتراف بحقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة والمطلقة السيادة على أرضها،  فيتمكن الشعب الفلسطيني إذ ذاك من ضمان مستقبل أبنائه ويتمكن اللاجئون منه من العودة الكريمة الى ديارهم وينعم الجميع بالاستقلال والازدهار".

وتابع: "أما إخواننا الموحدون الدروز في الجليل والكرمل والجولان، فهم أدرى بواقعهم، ولكننا حريصون على صيانتهم وسلامة مجتمعهم لما تجمعنا بهم من روابط الدم والروح والتاريخ، وتوحدنا وإياهم الهوية العربية الإسلامية التوحيدية، فالعقيدة الدينية موحدة، والمناقب المعروفية هي هي، وسمة العنفوان والتجذر بالأرض واحدة وأصيلة، والتراث الروحي والاجتماعي المشترك غني بالعبر وسير السلف الصالح الذين كانوا وما زالوا أوتاد هذه الأرض في بلاد الشام وحراس المعتقد والمجتمع منذ مئات السنين، والعلم المخمس هو ذاته هنا وهناك بمعناه الروحي وبمغزاه الجهادي وبقيمته الاجتماعية الجامعة، علم يرفرف فوق دور العبادة وبيوت الخير ومؤسسات الطائفة التوحيدية وفي المحطات المفصلية من حياتنا، ولا يرفع في غير مكان أو لغير هدف، إذ من غير اللائق ولا المسموح به أن يستغل علم الآباء والأجداد ليرفرف إلى جانب علم دولة محتلة أو جماعة خارجة على القانون، وفي هذا المجال استنكرنا ما تسرب عبر وسائل التواصل من فيديوهات مركبة اختلط قديمها بحديثها، وقد تواصلنا مع أخوة لنا بهذا الخصوص، فصدر موقف مقدر من مشيخة العقل ومن إخواننا في فلسطين يعلنون فيه رفضهم لهذه الرواية، وذلك في اجتماع تشاوري عقدوه في مقام النبي الخضر، أكدوا خلاله أن الطائفة كانت ولا تزال من دعاة السلم والسلام، رافضة قتل الأبرياء والأطفال والمدنيين العزل، مشيرين الى دور الطائفة كجسر للسلام والتعايش بين كافة الطوائف، وتوجهوا إلى عموم أبنائهم بالامتناع عن استخدام الرموز الدينية في غير محلها، إذ إن العلم المخمس كان وسيبقى رمزا دينيا فقط، داعين إلى ضرورة زيادة التوعية للشباب وأبناء الجيل الصاعد لتهدئة النفوس وتحكيم العقل لعبور هذه الفترة الحرجة من تاريخنا".

 واردف: "موقفنا واضح وصريح تجاه ما يجري من عدوان واجرام بحق الشعب الفلسطيني، وقد قلنا منذ اليوم الأول إن ما حصل كان نتيجة لسلسلة طويلة من الاعتداءات على المقدسات والأراضي وعلى أبناء الشعب الفلسطيني، ونتيجة لصمت العالم وخنوعه أمام صلف إسرائيل ومن وراءها، وقد آن الأوان لوضع حد لهذا المسلسل العدواني والانحياز الفاضح وازدواجية المعايير والقفز فوق القرارات الدولية والاستهتار بالمبادرات العربية والتسويات المنصفة.

أمام هذا الواقع الميداني المعقد ودوامة العنف المتصاعدة وردة الفعل الوحشية على غزة، طالبنا المجندين العرب في الجيش الإسرائيلي بالامتناع عن المشاركة في قتال إخوانهم الفلسطينيين وفي حرب الإبادة المدمرة، وحيينا المعروفيين الأحرار الراسخين في أرضهم وهويتهم، وأمام المناوشات الحاصلة في جنوب لبنان، والتحليلات المتضاربة حول احتمال توسع الحرب، قلنا بواجب الدفاع عن الوطن اذا ما تم الاعتداء عليه، ولكن ناشدنا المقاومين المجاهدين كما ناشدهم وليد بك بألا يستدرجوا إلى الحرب لأن كلفتها ستكون باهظة جدا على بلد كلبنان يعاني ما يعانيه من فراغ رئاسي وتشتت سياسي وانهيار مالي واقتصادي، إذ هو بحاجة الى علاج داخلي قبل أن يدخل في علاج الخارج، مع الاحتفاظ بهيبة المقاومة والاستعداد لأي طارئ، وإذاك فكلنا نكون معنيين بواجب الدفاع والاحتضان والوحدة الوطنية".

 قال: "إننا ندعو إلى مواجهة الأزمة بتماسك داخلي على مستوى الطائفة، وبتلاق وطني لتحصين الداخل اللبناني وتفادي الانهيار الشامل، بإزالة العوائق المصطنعة أمام انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإجراء التعيينات الأساسية في المواقع الحساسة، وأولها في رئاسة الأركان لجيشنا الوطني، علنا نستطيع أن نواجه المرحلة الصعبة والمجهولة الأفق بمزيد من الوعي والإرادة الصلبة، وبمواكبة ما أطلقه وليد بك من نداءات ومواقف وطنية، ومن استعدادات تنظيمية وعملية لاستقبال النازحين إذا ما وقعت الواقعة وسيطر جنون الحرب على رؤوس الأعداء وكان لا بد مما هو غير مستحب، وفي هذا الاتجاه أوفدنا أخوة لنا للتواصل والتشاور مع المشايخ الأجلاء في المناطق، وأصدرنا بيانا موجها إلى الخلوات والمجالس للتوصية بحسن المعاملة والانضباط والتنظيم في حال حصل نزوح وفوضى، ولنا في القيادة السياسية الحكيمة ملء الثقة والاعتزاز بمواقفها العقلانية ومبادراتها السباقة لاحتواء الأمور وتغليب مصلحة الوطن على ما عداها".  وختم شيخ العقل: "سنستمر في العمل بعون الله لتعزيز الصمود الاجتماعي والثبات في الأرض، كل في مجاله وحيث يستطيع العمل والخدمة، وتحت هذا العنوان سيفتتح المجلس المذهبي بعد عشرة أيام، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة، معرض بيروت الأول للمنتجات القروية في الأونيسكو، إذا لم تحصل تطورات دراماتيكية لا سمح الله، لنساهم مع أهلنا في تأمين تصريف إنتاجهم، ومع العائلات البيروتية في تعزيز صمودها بالتموين من خيرات الأرض ومن أيادي الخير والبركة. لن أطيل أكثر، فوليد بك أولى منا بالكلام ورسم صورة الواقع وآفاق المستقبل، والمجال مفتوح أمام الجميع لتبادل الآراء وتقديم المداخلات ذات الصلة فقط بموضوع الجلسة، أملا في توحيد الموقف والرؤية، مع الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظ أهلنا ووطننا من كل سوء".

جنبلاط

ثم القى وليد جنبلاط كلمة قال فيها:  "في المرة السابقة وفي هذه الدار الكريمة وتحت رعاية سماحة شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى والحضور الكريم اجتمعنا آنذاك من أجل مناقشة الحدث في سوريا، حين اندلعت الثورة السلمية التي تعبر عن حقيقة الوطن والشعب السوري، واتفقنا على تأييد هذه الانتفاضة السلمية، ثم اتى حدث هذا اليوم في غزة الذي فاق بكثير حدث سوريا، مع العلم أنه يجب أن لا ينسينا الحدث السوري، فغزة مدينة قديمة قدم التاريخ، وهي سجن كبير محاصر بالشرائك الشائكة والجدران، فالحروب على غزة تعد ولا تحصى".

وأضاف: "انتفض فريق من مناضلي غزة واستطاع أن يقوم بعملية 7 تشرين، وهنا أقول مناضلين، اما غيري فيقول إرهاب، وهو فريق حركة "حماس"، فليس كل الفلسطينيين "حماس"، هناك "حماس" وهناك "فتح" و"الشعبية" والمواطن العادي، هناك تنوع فلسطيني، انتفض واستطاع أن يقوم بهذه العملية"، سائلا: "كيف استطاع هذا وكيف انهارت بقدرة قادر كل الاحتياطات الإسرائيلية وكل التحضيرات، والتي ذكرتني بحرب الـ 1973 عندما اجتاحت الجيوش العربية الجولان والجيش السوري وصل إلى بحيرة طبريا، والجيش المصري وصل إلى نصف سيناء، اجتاحوا وحطموا اسطورة الاسرائيلي الذي لا يقهر، نفس الشيء حدث في غزة اليوم، لكن بأسلوب مختلف، وقامت القيامة في كل العالم، الإرهاب الفلسطيني في مواجهة حماس".

وتابع جنبلاط "سأقبل بهذه المقولة لكن هل أحد منكم رأى "اليوتيوب" لدى المذيع باسم يوسف الذي أدان "حماس" على طريقته؟ عندما قال هناك من يقتل يوميا في الضفة من هم؟ هل هم من حركة "حماسهم ليسوا "حماس"، لقد هاجموا مستعمرات بدأت في الأربعينيات وأواخر القرن التاسع عشر مستعمرات زراعية لكن يملكها يهود على أرض العرب وفيها سلاح".

واستطرد قائلا "قامت القيامة لماذا جرت مجزرة بحق المدنيين الذين كانوا يقيمون في احدى المستعمرات حفلة، مع العلم انه موقع عسكري، وهل من اللائق أن يأتوا إلى موقع عسكري ويقيموا حفلة رقص أمام هذا الكئيب والتعيس المنكل يوميا"؟، مضيفا "بعدها خرجت كذبة كبيرة تقول أن نحو 40 أو 50 رأس طفل يهودي قد قطع، وتبين لاحقا أنها كذبة كبيرة لكن شبكة الـ "سي. ان. ان. "هي التي اخترعت هذه الكذبة ومشت في العالم واستشهد بها الرئيس الاميركي جو بايدن لكن اعترف انه لم ير الصورة ولكن العالم اليوم موتور مع العالم الغربي ضدنا".

 وفي السياق أشار جنبلاط إلى أن "بعض المعلقين في لبنان يقولون ان هذه مؤامرة إيرانية، فلتكن مؤامرة إيرانية"، سائلا "هل قام أحد من الأنظمة العربية من الملوك وكبار العرب وساعد "حماس" بمال عربي؟، لقد استفادت إيران في كل مكان من العراق إلى سوريا وفي فلسطين، ومنظمة التحرير عندما قامت (يعني ياسر عرفات ومجموعته كانت تسمى بالارهابية) نعلم هذا الامر منذ زمن طويل ، ثم عندما عقدوا مؤتمر "اوسلو" وضعوا في حديقة البيت الابيض (ابو عمار ربين شيمو باريس) وتم تسميتهم آنذاك برجال  السلام ونال جميعهم جائزة نوبل". وتابع جنبلاط "الارض مقابل السلام، هكذا علمني والدي كمال جنبلاط، الارض مقابل السلام بتسوية في الضفة الغربية ثم تعالج قضية المهجرين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن، ولكن هل بقي شيء من هذه الارض؟"، مضيفا "الامير عبدالله قالها في لبنان عام 2002 وقالها الملك فهد قبله ونرددها الآن الأرض مقابل السلام، لكن ليس هناك أرض، هناك 800 ألف مستوطن يهودي على هذه الأرض يحاصرون ما تبقى من عرب، والعرب مليونين وخمسمئة يعني تقريبا نصفهم، وابو عمار حينها رفض التوقيع في آخر لحظة على تسوية "اوسلو" لأنه ترك الحرم مجهول الهوية، ولأن المشروع اليهودي بناء كنيس يهودي على المسجد الاقصى". واردف "حدثت هذه العملية والعالم بأسره انتفض وأتت الأساطيل الأميركية والإيطالية والبريطانية، كما حاملات الطائرات الفرنسية لكنها لم تصل بعد"، مؤكدا انه "علينا أن نتوقع في حال بدأ الهجوم على غزة، وعندما أقول الهجوم على غزة ليس هجوما سريعا إنما هجوم تدريجي لأن هناك مدينة فوق الأرض دمرت، وسيحاولون ان يدمروا ما تبقى، وهذا الهجوم سيكلفهم"، لافتا إلى أن هذا "الهجوم ممكن ان يرتد الى الداخل اللبناني، لذلك شعاري وكانت نصحيتي الشخصية مع وفيق صفا والحاج حسين خليل من خلال الوزير السابق غازي العريضي أن لا نستدرج الى الحرب، فاليوم في الجنوب الحرب "ماشية" ولغاية الان هناك 28 شهيدا لحزب الله، لكن من أجل عدم توسيع رقعة الحرب وتجنيب الداخل، اجتمعت مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وجميعنا نتفق على نصح الحزب أن لا نستدرج، لكن طبعا الأمر لا يعود فقط الى الحزب، هناك أيضا ماذا تريد اسرائيل وقد يكون لها نيات عدوانية". وقال جنبلاط "لذلك نجتمع اليوم برعاية سماحة الشيخ سامي أبي المنى كي نفكر في حال كبرت الازمة كيف سنتخذ الاحتياطات اللازمة، ولا أعتقد ن هناك ازمة تموين مواد غذائية، ومن الناحية الطبية قيل لي بأن الدواء موجود والمستشفيات في الجبل الى حد ما جاهزة، فلقد اقمنا في الحزب التقدمي الاشتراكي خلية أزمة بالتعاون مع الدولة فلا نستطيع الخروج عن مساعداتها والهيئة العليا للإغاثة مع الصليب الاحمر والدفاع المدني وغيرها من المؤسسات". وأشار إلى أنه "في حال نزوح كثيف وبعد الإذن الرسمي من وزير التربية (في حكومة تصريف الاعمال) عباس الحلبي لا بد تدريجيا وفق حجم النزوح أن نستخدم المدراس للإيواء، ويبقى لاحقا المستلزمات الطبية والمعيشية".  وختم جنبلاط "لا بد أن نتوقع الأسوأ، وهذه المرة استفاق بعض القادة العرب على مقولة قديمة وهي تهجير الفلسطينيين "الترانسفير"، عام 1967 بعدما احتل الإسرائيليون الضفة خرجت أصوات بأن شرق الأردن هو البديل واليوم الرئيس المصري تذكرها"، لافتا الى موقف لشيخ العقل وللشيخ موفق طريف بخصوص الراية التوحيدية المخمسة التي يجب ان تبقى ضمن الاطار الديني".

وكانت هناك مجموعة من المداخلات والاسئلة التي رد عليها كل من جنبلاط وأبي المنى.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 24-25 تشرين الأول/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 تشرين الأول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/123403/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1751/

ليوم 22 تشرين الأول/2023/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 24 تشرين الأول/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/123484/123484/

ليوم 24 تشرين الأول/2023

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 24/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/123487/123487/

October 24/2023