المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 01 آيار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.may01.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَنَحْنُ لا نُرِيدُ التَّسَلُّطَ عَلى إِيْمَانِكُم، بَلْ نَحْنُ نَعْمَلُ مَعَكُم مِنْ أَجْلِ فَرَحِكُم، لأَنَّكُم بِالإِيْمَانِ ثَابِتُون

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: محمد رعد بيشيل يلي بحزبه الملالوي من عاهات وإرهاب وفجور ووقاحة وبيحطن بالسياديين/قراءة في هرطقات وخزعبلات خطاب لرعد

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في دجل وهوليودية زيارة وزير خارجية إيران لبنان وللحدود الإسرائيلية، فيما كانت إسرائيل تهاجم مخازن أسلحة ميليشيات إيران في حمص

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع الكاتب والصحافي علي حمادة: آفاق ازمة الشغور في ظل المراوحة والتحركات الخارجية/زيارة عبد اللهيان: لا علاقة لها بالاستحقاق الرئاسي

كتاب تاريخي مهم لريمون فرحات عنوانه: موارنة في جبل عامل من زمن فخر الدين الثاني حتى لبنان الكبير: رميش، عين إبل، دبل والقوزح نموذجًا

هل كان نصرالله على علم بصواريخ الجنوب؟

تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا وصواريخ تدمّر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» بريف حمص

البنك الدولي يصنّف لبنان «الأعلى تضخماً» في العالم ورهان على نجاح نصرالله في كسب تأييد باسيل لفرنجية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 30 نيسان 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

رسائل من الإدارة الأميركية إلى فرنسا.. التسوية ساقطة

هل يُنزِل الياس بو صعب السياسيّين عن الشجرة؟

هآرتس تكشف: ستكون جبهة اسرائيل "الساخنة" مباشرة أمام لبنان

اقتراح سوري لاستقبال النازحين

سوريون في لبنان يبيتون في العراء خوف ترحيلهم قسرياً إلى سوريا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تصادر شحنة نفط إيرانية وسط توترات مع طهران

دهس رجلي دين في قم... وطعن أحدهما بسكين

الإضرابات العمالية... طهران تلوّح بطرد 4 آلاف عامل من شركات الغاز

خامنئي: الاحتجاجات قطعت الطريق على الأعداء وساعدت النظام

الجيشان الأميركي والإسرائيلي يبحثان «التحديات الإقليمية» مع التركيز على إيران

مصادر في تل أبيب تحدثت عن عمليات حربية مشتركة في باب المندب

الرئيس الإيراني يبدأ الأربعاء زيارة لدمشق ليبحث مع الأسد تعزيز «التعاون الاستراتيجي»

العراق يحض إيران على التعاون في المياه ومكافحة المخدرات/رشيد شدد على الأمن الإقليمي... ورئيسي انتقد وجود القوات الأميركية

أزمة المياه تتصدر القمة العراقية ـ الإيرانية/رئيسي ورشيد بحثا تطوير التعاون الاقتصادي والإقليمي

أوكرانيا تضرب القرم مع اقتراب الهجوم المضاد

زيلينسكي يطالب بأسلحة للدفاع الجوي... وزعيم «فاغنر» يحذّر من ترك باخموت وانهيار الجبهات

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع والمعارضة تكثّف احتجاجاتها رداً على مظاهرة اليمين «التحريضية»

إردوغان يحشد أنصاره بعد وعكة صحية وزار معرضاً للطيران برفقة الدبيبة وعلييف

البابا فرنسيس يكشف إصابته "بالتهاب رئوي حاد وقوي" في آذار

الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعلنان تمديد الهدنة رغم تواصل خرقها

الناطق باسم العملية السياسية في السودان: نحن مع جيش واحد مهني وقومي

غوتيريش يوفد مسؤولا كبيرا متحدثا عن وضع "غير مسبوق" في السودان

أردوغان يعلن "تحييد" زعيم تنظيم "داعش" أبو حسين القرشي خلال عملية للاستخبارات

النواب الإيرانيون يسحبون الثقة من وزير الصناعة على خلفية ارتفاع الأسعار

السيسي: الرؤية المصرية تقوم على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان

اجتماع خماسي على مستوى وزراء الخارجية في عمان للتشاور بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجزرة عين إبل في الذكرى الثالثة بعد المئة/الكولونيل شربل بركات

زيارة عبد اللهيان : لا علاقة لها بالاستحقاق الرئاسي/علي حمادة/نيوزليست

ملاحظات وشوائب في مقابلة فرنجية/أحمد عدنان/موقع لبنان الكبير

حِجاب السفارة.. رؤوسكم ملكٌ لي!/نديم قطيش/أساس ميديا

خوفاً على المسيحيّين/أيمن جزيني/أساس ميديا

الثلاثي المسيحي "يقترب" من مرشّح توافقي/جوزفين ديب/أساس ميديا

"استراتيجية العنكبوت" الإيرانية في زيارة عبد اللهيان الى لبنان/راغدة درغام/النهار العربي

لعل لبنان فهم الرسالة/عبدالله العلمي/النهار العربي

لماذا تجنّب عبد اللهيان تأييد فرنجية علناً؟ وهل يحمل البخاري كلمة السرّ؟/سعد الياس/القدس العربي

انفتاح السعودية على سوريا لن يُغيِّر «الستاتيكو» وطموح الأسد دعمٌ ماليّ بـ«قنوات ناعمة»/رلى موفّق/القدس العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي: نحيي المسيحيين في لبنان وسواه لانهم يعوضون عن إهمال السياسيين بل وعن عجزهم وتعطيلهم لمقدرات الدولة

المطران عودة: زعماؤنا يدحرجون الحجارة ويختلقون العوائق ليمنعوا قيامة البلد من هوة عظيمة دفنوه فيها

ريفي يطلق حزب "سند" من طرابلس: اولويتنا الوقوف الى جانب السياديين لمواجهة الاحتلال الايراني المقنع

قبلان: لا نريد لبنان بلا مسيحييه

الرئيس عون خلال لقاء شعبي في جزين: أغلب الدول الأوروبية تريد أن تفرض النازحين علينا ليبقوا عندنا

باسيل من جزين: لن نسمح للمتآمرين او للمغامرين بأن يأخذوا البلد الى خيارات مدمرة للمسيحيين وللبنان

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَنَحْنُ لا نُرِيدُ التَّسَلُّطَ عَلى إِيْمَانِكُم، بَلْ نَحْنُ نَعْمَلُ مَعَكُم مِنْ أَجْلِ فَرَحِكُم، لأَنَّكُم بِالإِيْمَانِ ثَابِتُون

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من12حتى24/:”يا إخوَتي، إِنَّ فَخْرَنَا هوَ شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا بِأَنَّنَا تَصَرَّفْنَا في العَالَم، وخُصُوصًا عِنْدَكُم، بِبَسَاطَةِ ٱللهِ وَصِدْقِهِ، لا بِحِكْمَةٍ بَشَرِيَّةٍ بَلْ بِنِعْمَةٍ مِنَ ٱلله. فَنَحْنُ لا نَكْتُبُ إِلَيْكُم بِشَيءٍ آخَرَ سِوَى مَا تَقْرَأُونَ وتَفْهَمُون، وآمَلُ أَنْ تَفْهَمُوا فَهْمًا كَامِلاً

مَا لَمْ تَفْهَمُوهُ إِلاَّ قَلِيلاً، وهوَ أَنَّنَا فَخْرُكُم كَمَا أَنَّكُم فَخْرُنَا، في يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوع. وأَنَا بِهذِهِ الثِّقَةِ كُنْتُ عَازِمًا أَنْ آتِيَ إِلَيْكُم أَوَّلاً، لِكَيْ يَكُونَ لَكُم نِعْمَةٌ جَدِيدَة، ثُمَّ أَعْبُرَ مِنْ عِنْدِكُم إِلى مَقْدُونِيَة، وأَعُودَ مِنْ مَقْدُونِيَةَ إِلَيْكُم، فَتُشَيِّعُونِي إِلى اليَهُودِيَّة. إِذًا، إِنْ كُنْتُ قَدْ عَزَمْتُ عَلى ذلِك، فَهَلْ أَكُونُ قَدْ تَصَرَّفْتُ بِخِفَّة؟ أَمْ أَكُونُ قَدْ فَعَلْتُ ذلِكَ وَفْقًا لِمَنْطِقٍ بَشَرِيّ؟ فَيَكُونَ عِنْدِي نَعَمْ ولا في آنٍ وَاحِد! أَمِينٌ هُوَ ٱلله! فإِنَّ كَلامَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلا! لأَنَّ ٱبْنَ ٱللهِ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي بَشَّرْنَا بِهِ بَيْنَكُم، أَنَا وَسِلْوَانُسُ وطِيمُوتَاوُس، لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلا، بَلْ كَانَ كُلُّ شَيءٍ فِيهِ نَعَم! فَجَمِيعُ وُعُودِ ٱللهِ كَانَتْ فِيهِ نَعَم! لِذلِكَ بِهِ أَيْضًا نَقُولُ لله: آمِين! لِمَجْدِ ٱلله. ولكِنَّ ٱللهَ هُوَ الَّذي يُثَبِّتُنَا وإِيَّاكُم في المَسِيح، وهُوَ الَّذي مَسَحَنَا وخَتَمَنَا، وجَعَلَ عُرْبُونَ الرُّوحِ في قُلُوبِنَا. وأَنَا أُشْهِدُ ٱللهَ عَلى نَفْسِي أَنِّي، مُرَاعَاةً لِشُعُورِكُم، لَمْآتِ إِلى قُورِنْتُس؛ فَنَحْنُ لا نُرِيدُ التَّسَلُّطَ عَلى إِيْمَانِكُم، بَلْ نَحْنُ نَعْمَلُ مَعَكُم مِنْ أَجْلِ فَرَحِكُم، لأَنَّكُم بِالإِيْمَانِ ثَابِتُون.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: محمد رعد بيشيل يلي بحزبه الملالوي من عاهات وإرهاب وفجور ووقاحة وبيحطن بالسياديين/قراءة في هرطقات وخزعبلات خطاب لرعد

30 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117789/117789/

قراءة في نص كلام النائب محمد رعد الذي هو في أسفل، وتعرية لكل كلمة قالها في خطبته العنترية والعكاظية، حيث أن كل ما تفوه به باستكبار ونفخة صدر هو 100% إسقاط مرّضي على الغير، لكل ما فيه وفي حزبه وفي رعاته الملالي من جحود وكفر وفوقية وأوهام وهلوسات وإرهاب وتعصب ودكتاتورية وانتهاك لحقوق وكرامة ووطنية اللبنانيين وتضحياتهم وهويتهم وتاريخهم.. لقد إسقاط كل خزعبلات ودجل حزبه على الأحرار والسياديين والشرفاء والوطنيين من اللبنانيين. ما قاله ينطبق عليه المثل اللبناني الشعبي: “يا فلاني!! بتشيلي يلي فيكي وبتحطيه فيي.

هذا الخطاب الفوقي والواهم والمهلوس والمرّضي لرعد ولغيره من قادة حزب الله، يؤكد بأن الحزب وقادته ورعاتهم يعيشون في غير عالم، ومنسلخين بالكامل عن الواقع والحقائق والإمكانيات والقدرات، وعن العصر، وعن كل ما هو حضارة وتقدم. هو خطاب غير سوري ومرّضي بالتأكيد.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروتي

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: محمد رعد بيشيل يلي بحزبه الملالوي من عاهات وإرهاب وفجور ووقاحة وبيحطن بالسياديين/قراءة في هرطقات وخزعبلات خطاب لرعد

https://www.youtube.com/watch?v=54bn03y7_eM

30 نيسان/2023

 

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في دجل وهوليودية زيارة وزير خارجية إيران لبنان وللحدود الإسرائيلية، فيما كانت إسرائيل تهاجم مخازن أسلحة ميليشيات إيران في حمص

الياس بجاني/29 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117759/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%af%d8%ac%d9%84-%d9%88%d9%87%d9%88/

خلال زيارته للبنان التي انتهت يوم أمس، قام وزير خارجية نظام الملالي الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بتقديم عروض مسرحية استعراضية وهوليودية فاشلة وسخيفة، تؤكد العديد من الحقائق المرة واستغبائية المعاشة على أرض الواقع اللبناني المأساوي.

أولها أن إيران تحتل وطن الأرز، وتمسك بقرار حكمه وحكامه، وتعيث به دماراً وتخريباً وفساداً وافساداً، بواسطة جيشها المسمى كفراً “حزب الله”، المكون من جماعة مرتزقة، ليس فيهم أي شيء لبناني سوى بطاقات هوياتهم، كما أن زيارته للحدود اللبنانية الإسرائيلية الإستعراضية هي انتهاك صارخ لسيادة لبنان، وكذلك تبجحه الوقح بتأييد بلاده لمقاومة حزب الله والفلسطينيين لإسرائيل من لبنان.

وثانيا، تأكيد على أن العداء الإعلامي الإسرائيلي- الإيراني، هو على ما يبدو خدعة وكذبة يدفع ثمنهما شعب لبنان.

وثالثاً، تأكيد على أن نظام الملالي يستغبي عقول وذاكرة وذكاء اللبنانيين عن طريق تصريحات تقول بأن طهران لا تتدخل في شؤون لبنان، وبأن قرار انتخاب رئيس للجمهورية هو لبناني.

أما عن عروضه بناء معامل توليد كهرباء في لبنان، فالأولى أن تبنيها إيران في مدنها وبلداتها حيث يعاني شعبها من نقصها الكبير، إضافة الفقر والأمراض، وفقدان فرص العمل، والفوضى والإرهاب والتسلط والقهر وانتهاك الحقوق والتعذيب بكافة أنواعها..ففاقد الشيء لا يعطيه.

وفيما كان عبد اللهيان يتبجح عنتريات ومقاومة وتحرير من جنوب لبنان محاطاً بربع حزب الله، كانت الطائرات الإسرائيلية تهاجم مخازن أسلحة لميليشيات بلاده في حمص السورية، وهي هجمات جوية وصاروخية مستمرة منذ سنين، وتصاعدت مؤخراً وأوقعت قتلى من عناصر حزب الله، وذلك دون أي رد لا من حزب الله ولا من إيران ولا من نظام الأسد الصوري…ردود تقتصر على بيانات إعلامية مفرغة من أي جدية.

في الخلاصة، إن لبنان بلد محتل ومأخوذ رهينة وشعبه وأحزابه غير قادرين على مواجهة هذا الاحتلال دون مساعدة عسكرية من مجلس الأمن، وذلك بإعلانه دولة فاشلة، وتسليم حكمه بالكامل للأمم المتحدة ولقواتها الأممية، وتنفيذ القرارات الدولية، كافة، ومن ثم تأهيل اللبنانيين لحكم أنفسهم. ومن هنا فإن أي رئيس للجمهورية بظل احتلال حزب الله كائن من كان لن يكون سوى صورة ووج بربارة وأداة وطربوش.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروتي

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في دجل وهوليودية زيارة وزير خارجية إيران لبنان وللحدود الإسرائيلية، فيما كانت إسرائيل تهاجم مخازن أسلحة ميليشيات إيران في حمص

https://www.youtube.com/watch?v=HtBrDpjsYxc

29 نيسان/2023

 

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

الياس بجاني/26 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/20383/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b3%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b3%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

ليس 26 نيسان 2005، مجرد يوم للذكرى فحسب، بل هو عبارة عن خاتمة لذكريات أليمة بدأت منذ عام 1976 نتيجة دخول الجيش السوري إلى لبنان ومحاولة نظامه الهيمنة على القرار اللبناني الحرّ.

يتذكر شعبنا اللبناني اليوم انسحاب جيش نظام الأسد الجزار من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة والانكسار بضغط سلمي وحضاري ومشرّف من ثوار الأرز وثورتهم، وبدعم دولي وإقليمي. إلا أن الجيش الإيراني، الذي هو حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي حل مكان الجيش السوري ويقي لبنان محتلاً ومصادراً قراره ومضطهدون أحراره والسياديين من قادته ومواطنيه.

إن الفارق الوحيد بين الإحتلالين الغاشمين هو أن الاحتلال السوري كان بواسطة جيش غريب، أما الاحتلال الإيراني فهو يتم للأسف عن طريق جيش أفراده كافة هم من أهلنا، إلا أن قرارهم ومرجعيتهم وتمويلهم وسلاحهم وثقافتهم وأهدافهم ومصيرهم هم بالكامل بيد ملالي إيران العاملين بجهد وعلى مدار الساعة ومنذ العام 1982 على إسقاط النظام اللبناني واستبداله بآخر تابع كلياً لمفهوم ولاية الفقيه الملالوية.

لهذا فإن الاحتلال الإيراني الذي يتم عن طريق حزب الله هو أخطر بكثير من الاحتلال السوري الأسدي، ومن هنا يتوجب على كل لبناني يؤمن بلبنان التعايش والرسالة والسلام أن يرفض هذا الاحتلال ويعمل بكل إمكانياته على التخلص منه. ويبقى أنه في النهاية الشر لا يمكنه أن ينتصر على الخير ولأن لبنان هو الخير وقوى الاحتلال هي الشر فلبنان ومهما طال الزمن سوف ينتصر وكل قوى الاحتلال هي إلى الانكسار والهزيمة والخيبة.

أما الأخطر لبنانياً من الإحتلالين السوري والإيراني على المدى الطويل في أطر المفاهيم الوطنية والثقافية والمستقبلية فهو الممارسات الإسخريوتية والنرسيسية لقادة وسياسيين ورجال دين ورسميين ملجميين لبنانيين أين منهم في الجحود والحقد لاسيفورس رئيس الأبالسة الذي كان من أجمل الملائكة، لكنة وبنتيجة كفره بالعزة الإلهية كان مصيره الطرد من الجنة إلى جحيم جهنم ونارها.

نعم الجيش السوري انسحب في 26 نيسان عام 2005، إلا أن مخابراته وأزلامه والمرتزقة المحليين المّجمعّين على خلفية الغرائز والإبليسية والحقارة والعبودية تحت مسمى 08 آذار لا يزالون على وضعيتهم الخيانية والطروادية، وهم بوقاحة وسفالة وحقارة ينفذون قولاً وعملاً وفكراً وافساداً كل ما هو ضد لبنان وشعبه، ويمنعون بالقوة والاغتيالات والغزوات والنفاق وكل وسائل الإجرام والإرهاب والمافياوية استعادة السيادة والاستقلال والحريات.

إن لبنان الرسالة والقداسة والحضارة هو نار كاوية دائماً ومنذ 7000 سنة وما يزيد، تحرق كل الأيدي التي تمتد إليه بهدف الأذية، وهي دائماً، ولو بعد حين تدمر وتعاقب بعنف كل من يتطاول على كرامة وحرية وهوية شعبه.

في هذا اليوم المشرّف والوطني بامتياز دعونا بخشوع نصلي من أجل راحة أنفس شهداء وطننا الحبيب، ومن أجل عودة أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين رغماً عن إرادتهم في إسرائيل، ومن لأجل عودة أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد المجرم.

في الخلاصة، إن هذا اللبنان المقدس باق رغم كل الصعاب والمشقات، لأن الملائكة تحرسه، ولأن أمنا العذراء هي شفيعته وسيدته وترعاه بحنانها ومحبتها، وكما كانت نهاية الاحتلال السوري ونهاية كل المارقين والغزاة الذي سبقوهم، هكذا ستكون بإذن الله نهاية الاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروتي

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

https://www.youtube.com/watch?v=gz5C1EDRprI&ab_channel=EliasBejjani

26 نيسان/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع الكاتب والصحافي علي حمادة: آفاق ازمة الشغور في ظل المراوحة والتحركات الخارجية/زيارة عبد اللهيان: لا علاقة لها بالاستحقاق الرئاسي

مع مداخلة للصحافي يوسف دياب تتناول ملف رياض سلامة القضائي

زيارة عبد اللهيان: لا علاقة لها بالاستحقاق الرئاسي

https://eliasbejjaninews.com/archives/117811/117811/

علي حمادة/نيوزليست/30 نيسان/2023

https://www.youtube.com/watch?v=hRbksGx04eM&t=1022

 

كتاب تاريخي مهم لريمون فرحات عنوانه: موارنة في جبل عامل من زمن فخر الدين الثاني حتى لبنان الكبير: رميش، عين إبل، دبل والقوزح نموذجًا

اضغط على الرابط في اسفل لشراء الكتاب

https://eliasbejjaninews.com/archives/117818/117818/

هذا الكتاب يسترجع التطوّر التاريخي لقرى مارونية في جبل عامل الجنوبي، في الفترة التي شهدت التوسّع الماروني جنوبًا الذي أنتج وجودًا مارونيًا ثابتًا ولعب دورًا بارزًا في صنع جزء هام من تاريخ جبل عامل، لاسيما ضمّه إلى دولة لبنان الكبير وفيما ركّز العديد من المؤرّخين على إبراز تاريخ هذا الجبل بشكل مستقل عن سائر الاجتماع اللبناني، تظهر هذه الأطروحة دور موارنة هذه المنطقة في عملية توثيق رباط جبل عامل بجبل لبنان. يتوقّف الباحث الذي استند إلى مراجع ومصادر بعضها يُنشر للمرة الأولى، عند مراحل انتشار الموارنة جنوبًا وأسبابه، مضيئًا على العلاقات التي ربطتهم بسكان جبل عامل والتي طغى عليها حسن الجوار والتعاون لقرون، ولم تخلُ من محطات عنيفة دموية خصوصًا عشية إعلان دولة لبنان الكبير بلغت ذروتها لدى الهجوم على بلدة عين إبل. وقد سعى المؤلِّف إلى مقاربتها بهدوء وروية راميًا إلى توضيح خلفياتها ومجرياتها أكثر من توزيع المسؤوليات والأحكام. إن تاريخ لبنان غالبًا ما اصطبغ بتاريخ طوائفه، وتاريخ جبل عامل لا يخرج عن هذا السياق، ورغم أن أحداث هذا الكتاب قد مضى عليها أكثر من قرن، إلّا أن في مقاربتها أمثولات عديدة مفيدة لإعادة صوغ العلاقات بين المجموعات الطائفية اللبنانية في مرحلة يعيش فيها لبنان تحوّلات دقيقة من شأنها أن تؤثّر على المعادلة التي تحكمه.

 

هل كان نصرالله على علم بصواريخ الجنوب؟

 النهار/30 نيسان/2023

أفادت مصادر أمنية إسرائيلية بوجود “خلاف جوهريّ” بين شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” والموساد حول تقييم سياسة إيران و”حزب الله” تجاه إسرائيل، وما إذا كان “حزب الله” ضالعاً في إطلاق قذائف صاروخية من جنوب لبنان في اتّجاه الجليل الغربيّ في شمال إسرائيل، قبل ثلاثة أسابيع، وفق ما نقل عنها موقع “واللا”. ويشير تقييم “أمان” إلى أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله لم يكن يعلم بأنّ قذائف صاروخية ستُطلق من جنوب لبنان، فيما يعتبر تقييم الموساد عكس ذلك. وكشف “واللا” عن أنّ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، تبنّى تقييم “أمان” ورفض تقييم الموساد. وحمّلت إسرائيل حركة “حماس” المسؤولية عن إطلاق ناشطين تابعين لها في جنوب لبنان لهذه القذائف الصاروخية. وأعلنت المصادر أنّ “محور المقاومة”، الذي يضمّ إيران و”حزب الله” والنظام السوريّ وحركة “حماس” وآخرين، يسعى إلى أن يقيم في المنطقة “شبكة” رادارات متطوّرة من صنع إيرانيّ، بهدف التحذير من هجمات جويّة إسرائيلية في إيران في المستقبل، وكي تضع هذه “الشبكة” صعوبات أمام شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي هجمات في سوريا. يذكر أن 34 قذيفة قد أطلِقت من جنوب لبنان باتّجاه الجليل الغربيّ، في الأسبوع الأوّل من شهر نيسان الجاري. وزعمت إسرائيل أنّ القبّة الحديدية اعترضت نحو 20 منها.

 

تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا وصواريخ تدمّر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» بريف حمص

لندن: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

شنَّت إسرائيل هجوماً بالصواريخ بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، استهدف مستودعاً للذخيرة لـ«حزب الله» اللبناني، في محيط مطار الضبعة العسكري بريف حمص، ما أدَّى إلى تدميره بشكل كامل وتدمير شاحنات أسلحة. جاء هذا الهجوم في سياق حملة إسرائيلية متصاعدة، جواً وبراً، لاستهداف مواقع سورية توجد فيها ميليشيات تابعة لطهران على رأسها «حزب الله». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، إلى أنَّ إسرائيل استهدفت الأراضي السورية 9 مرات بين 30 مارس (آذار) الماضي و29 (أبريل) نيسان الحالي، 3 منها براً و6 جواً، متسببة في مقتل 9 من الميليشيات وإصابة 15 آخرين بجروح. وذكر أنَّ القتلى 5 ضباط في صفوف «الحرس الثوري»، منهم قيادي من الصف الأول، و2 من المتطوعين في كتائب «المقاومة السورية لتحرير الجولان»، و2 من «حزب الله». كما أسفرت الضربات عن إصابة وتدمير نحو 23 هدفاً موزعة بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات. ولفت «المرصد السوري» إلى أنَّ هذه هي المرة الأولى التي تصعّد فيها إسرائيل بهذا الشكل، من حيث عدد مرات الاستهدافات خلال أقل من شهر واحد. وجاءت الضربة الإسرائيلية الأخيرة في حمص قبل أيام من زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لدمشق الأربعاء المقبل. إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

 

البنك الدولي يصنّف لبنان «الأعلى تضخماً» في العالم ورهان على نجاح نصرالله في كسب تأييد باسيل لفرنجية

بيروت: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

أكَّد البنك الدولي، في أحدث تقاريره عن الأمن الغذائي حول العالم، أن لبنان سجّل أعلى نسبة تضخّم في أسعار الغذاء ضمن الترتيب العالمي، إذ بلغت 261 في المائة، كنسبة تغيّر سنوية للفترة بين نهاية فبراير (شباط) الماضي والشهر ذاته من عام 2022، وبفارق مضاعف عن نتيجة زيمبابوي التي حلّت في المرتبة الثانية بنسبة 128 في المائة. وفيما خصّ نسبة التضخّم الحقيقيّ، رصد التقرير ارتفاع التغيّر السنوي في أسعار الغذاء بلبنان بنسبة 71 في المائة خلال فترة المقارنة، تبعته زيمبابوي بنسبة 40 في المائة، ورواندا بنسبة 32 في المائة، ومصر بنسبة 30 في المائة. وترتكز نسب التضخّم هذه على أحدث الأرقام المحققة بنهاية الفصل الأول من العام الحالي، وضمن جدول يضم البلدان التي أنجزت أرقام نسب تضخّم أسعار الغذاء ونسب التضخّم الإجماليّة. إلى ذلك، وفيما يستمر البحث عن مخارج للأزمة الرئاسية، ذكر مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ «حزب الله» يراهن على كسب تأييد «التيار الوطني الحر» للوزير السابق سليمان فرنجية، على الأقل من خلال ضمان حضور أكثرية ثلثي النواب للجلسة المخصصة للانتخاب. ولفت المصدر إلى أنَّ الوضع داخل «الوطني الحر» يمر بمرحلة حساسة، ويشهد تصاعد الخلاف بين رئيسه النائب جبران باسيل ونواب محسوبين عليه، وآخرين يأخذون عليه تفرده في اتخاذ القرارات. وأشار المصدر إلى أنَّ نواباً في تكتل «لبنان القوي» الذي يضمُّ «التيار الوطني» وبعض حلفائه، يمكن أن يقتنعوا بتأييد فرنجية، مضيفاً أنَّ «حزب الله» لا يزال يراهن على دور أمينه العام حسن نصر الله في إقناع باسيل بضرورة تليين موقفه وعدم معارضته لوصول زعيم تيار «المردة» إلى الرئاسة. البنك الدولي: لبنان يتصدر أعلى نسبة تضخم في أسعار الغذاء عالمياً

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 30 نيسان 2023

 وطنية/30 نيسان/2023

 مقدمة "تلفزيون لبنان"

في المنطقة استكمال لمسار الانفراجات والتفاهمات، وفي بيروت تتعثر محاولات انهاء الشغور الرئاسي وتنشغل الاوساط السياسية برصد المفاعيل الرئاسية لزيارة وزير الخارجية الايراني وفك شيفرة الرسالة الايرانية لحزب الله. وفي سياق التجاذبات الداخلية حيال الاستحقاق الرئاسي برز موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جزين مفاده ان التيار لا يستبعد احدا ويستوعب الجميع ولكن من قرر ان يستبعد نفسه بإرادته فهذا قراره ومسؤوليته ونريد رئيسا يمثل الشراكة الفعلية.

عشية عيد العمال في الواحد من ايار معايدات سياسية ونقابية، فيما عمال لبنان يعانون من تبعات الازمة المالية التي ضربت عيشهم الكريم في الصميم وليس بعيدا عن هموم المواطنين تترقب الاسواق تبعات رفع الدولار الجمركي من 60 ألف ليرة إلى 90 ألف ليرة، وصولا إلى ربطه بمنصة صيرفة بدءا من الغد، وان كانت الأصناف الأساسية مثل الأرز والسكر والحبوب معفية من الجمارك أصلا يبقى التخوف قائما من استغلال التجار ورفع أسعارها بظل انعدام الرقابة.

قضية النازحين السوريين لا تزال تتفاعل، رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الذي زار قضاء جزين اكد ان غالبية دول اوروبا تعمل على ابقاء النازحين السوريين في لبنان ودمجهم بالشعب وهذه جريمة.

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

لا جديد في ملف الإستحقاق الرئاسي يمكن البناء عليه سلبا أو إيجابا والمراوحة الحاصلة في هذا الشان تواكبها كثافة في التحليلات والتكهنات وضآلة في المعطيات الحاسمة. وتبدو الأمور معلقة في جانب منها على العودة المرتقبة للسفيرالسعودي إلى بيروت وذلك غداة الزيارة التي قام بها كبير مستشاري الرئيس الفرنسي باتريك دوريل للرياض وهي الزيارة التي تبلغ الرئيس نبيه بري على إثرها من الفرنسيين بأن أجواء المملكلة إيجابية تجاه المرشح الجدي سليمان فرنجيه.

وعليه فإن الموقف الخارجي يبدو مطمئنا لكن المشكلة تكمن في توتر بعض الخطاب الداخلي الذي لا يبشر بالخير. وكأن هذا البعض لا ينتبه إلى الدرك الذي وصلت إليه الأوضاع في لبنان وجديده ما أعلنه البنك الدولي عن تسجيل بلاد الأرز أعلى نسبة تضخم في أسعار الغذاء بلغت 260 بالمئة وبفارق مضاعف عن زيمبابوي التي حلت في المرتبة الثانية.

كما أن هذا البعض لا ينتبه إلى تقرير السعادة العالمية الذي ألقى بلبنان في المرتبة الأخيرة عربيا مقابل الإمارات التي احتلت المرتبة الأولى.

في موضوع النازحين السوريين الذي تقدم هذا الأسبوع إلى واجهة المشهد المحلي ينتظر المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري الذي زار دمشق الحصول على الداتا المتعلقة بهم  من مفوضية اللاجئين مطلع الأسبوع المقبل إذا أوفت المفوضية بوعدها.

إقليميا تتواصل فصول الإنفتاح الحاصل على مستوى الدول العربية والإسلامية.

وفي هذا الإطار تستضيف عمان غدا إجتماعا لوزراء الخارجية السعودي والأردني والعراقي والمصري مع نظيرهم السوري. ويأتي الإجتماع عشية زيارة الرئيس الإيراني لدمشق والتي تأكد حصولها الأربعاء المقبل وذلك على إيقاع التقارب المتسارع بين الرياض وطهران.

ولعل أحدث نتائج هذا التقارب  تأمين السعودية إجلاء عشرات الإيرانيين من السودان عبر جدة حيث أحيطوا برعاية كبيرة وإفراط في حفاوة الإستقبال.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

بعد لقاءات وزير الخارجية الايراني الاسبوع الفائت في بيروت، من المفترض أن يكون السياسيون قد فهموا أن لا فائدة من إنتظار إسم رئيس للجمهورية يأتي عبر كلمة سر ما.

ولنكن واقعيين أكثر، فإن إيران وما يمكن تسميتها بالدول الخمس المعنية بلبنان، أي الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر، وضعت شروطها ورمت مسؤولية التوافق على إسم الرئيس عند اللبنانيين.

على هذا الأساس: لا إنتخابات رئاسية قريبة. فرئاسة الجمهورية في أسفل إهتمامات هذه الدول، التي تضع مصالحاتها قبل أي إعتبار آخر، من المصالحة الايرانية السعودية، الى المصالحة العربية السورية.

على هذه الجبهة تتسارع التطورات. فبعد أقل من شهر على عقد أول إجتماع خليجي عربي في السعودية، يعود المجتمعون الى الاردن غدا بحضور مختلف، إذ تتغيب قطر، الرافضة لمبدأ تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس بشار الاسد، وتحضر سوريا بشخص وزير خارجيتها. فماذا سيحمل فيصل المقداد من أجوبة على شروط المبادرة الاردنية، أكانت من حيث إستيعاب المعارضة في الحياة السياسية، أو من حيث السماح بوصول المساعدات الى الاراضي السورية كافة، وصولا الى تهيئة الظروف لعودة اللاجئين والنازحين السوريين وهو مطلب تشدد عليه السعودية؟

في هذه النقطة بالذات، سيكون لبنان حاضرا. فعلى أراضيه يقيم أكثر من مليونين وثمانين الف نازح سوري بحسب المدير العام للامن العام السابق اللواء عباس إبرهيم، فيما كشفت ال unhcr للمدير العام للامن العام بالوكالة العميد الياس البيسري لأول مرة أنها سجلت ما قبل ال2015 وما بعد طلب لبنان منها وقف التسجيل، ما يقارب المليون وخمسمئة الف نازح سوري، ما يرفع الرقم الذي كانت تتمسك فيه بحوالى 700 الف نازح.

فماذا في تفاصيل أرقام النزوح، وما هي الخطة العملانية التي وضعها الامن العام لحل أزمة إنسانية، تؤثر على اللبنانيين والسوريين، لا سيما وانه في معلومات خاصة بالمؤسسة اللبنانية للارسال، فإن إجتماع اللواء البيسري وممثلي ال unhcr خلص الى ما مفاده :أن لبنان حريص على حقوق الانسان، ولن يعيد أي مطلوب بالقوة الى سوريا، وإنما من حقه تطبيق القانون على المخالفين، وهو يطالب بالداتا ليبنى على الشيء مقتضاه، مع تعهده بعدم تسريبها الى أي جهة في لبنان أو خارجه.

في إنتظار الداتا الدقيقة، يشهد الاسبوع المقبل خطوات عملانية في ملف النزوح. أما اليوم، فالأولوية للامل، الامل بأن يقترب منتخب الارز في كرة السلة من تحقيق المستحيل في كأس العالم.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

خلاصة المشهد اللبناني: ترقب لخرق خارجي صعب في حائط داخلي مسدود. ففي ضوء تمترس الافرقاء خلف مواقفهم من الاستحقاق الرئاسي وتعطيلهم كل سبل النهوض، لا مناص من التعويل على حركة الموفدين من كل اتجاه، عساها تحرك شيئا من ضمير قد يكون تبقى لدى منظومة لم تعد تشبع من هضم حقوق الناس.

اما خلاصة المشهد الجزيني، فعونية بامتياز، في يوم ميزته زيارة الرئيس العماد ميشال عون الى عرينه، والنائب جبران باسيل الى ارض التيار… عروس الشلال، وقلعة الجنوب، ورمز الصمود، ومقلع الوطنية، ومعقل الأمل، وعنوان الكرامة، وعلم لبنان الرسالة، الاكثر من بلد…

خلاصة موقف الجنرال: وجهوا اعتراضكم وتظاهراتكم في ملف النزوح حيث يجب أن تكون، اي ضد كل من يساهم بعرقلة عودة النازحين الى وطنهم ويسعى لإبقائهم في وطننا وعلى أرضنا.

‏وخلاصة موقف رئيس التيار: نحن نريد رئيس جمهورية يمثل طموح اللبنانيين في بناء الدولة، ونضالنا للشراكة في حكم متوازن…ولن نغطي اي كسر لارادة اللبنانيين ولا اي تهميش لارادة المسيحيين.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

أيها اللبنانيون أبشروا، فبلدكم تفوق على كل دول العالم، سلبيا طبعا، بتسجيله أعلى نسبة تضخم في أسعار الغذاء. آخر تقرير للبنك الدولي عن الأمن الغذائي في العالم يشير إلى أن نسبة التضخم في أسعار الغذاء في لبنان إرتفعت في سنة بنسبة واحد وسبعين في المئة، فيما لم تزد النسبة في زيمبابوي إلا أربعين في المئة، وفي رواندا إثنان وثلاثون في المئة. فشكرا من القلب إلى جميع المسؤولين عندنا: حكومة ومجلس نواب ومؤسسات، فالجميع شاركوا في هذا الإنجاز السلبي العظيم، ولا سيما أن البنك الدولي أكد أن عدم القيام بإصلاحات جذرية هو من الأسباب الرئيسية لما وصلنا إليه، ولما يمكن أن نصل إليه مستقبلا ! وكيف لا "يتدركب" لبنان نزولا وهو بلا رئيس منذ نصف سنة تماما بالتمام والكمال، ولا يبدو أنه سيكون له رئيس جديد في القريب العاجل. في هذا الوقت تتواصل المعارك السياسية حول الرئيس العتيد، وآخر فصولها ما أعلنه النائب جبران باسيل من جزين، حيث انتقد سليمان فرنجية بقسوة من دون أن يسميه. إذ طلب ممن يهدد بمعادلة أنا أو الفوضى أن يتعلم من الماضي، ولا يتصرف بدونية ولا يقبل بأي تسوية، فقط لأنها تأتي به رئيسا ولو على حساب بيئته ومجتمعه ووطنه.

الموقف الباسيلي الجديد- القديم يؤكد ان لا تغير في موقف التيار الوطني الحر من ترشح فرنجية، وبالتالي فان رئيس تيار المردة لا يزال عالقا بين لاءين كبيرين: لا القوى المسيحية الاساسية من تيار وقوات وكتائب، ولا القوى الاقليمية والدولية المؤثرة حقا في الاستحقاق الرئاسي، وفي طليعتها السعودية والولايات المتحدة الاميركية. وفي الاطار الاميركي تؤكد معلومات واردة من واشنطن ان الادارة الاميركية، وبعكس ما تحاول فرنسا تسويقه اعلاميا، ليست في وارد تأييد المسعى الفرنسي الهادف الى ابرام تسوية تأتي بفرنجية رئيسا للجمهورية وبنواف سلام رئيسا للحكومة. ذاك ان واشنطن تعتبر ان الاستحقاق الرئاسي يجب ان يأتي بشخص كفوء ونزيه وحيادي ومن خارج المنظومة الحاكمة، وذلك ليتمكن من بدء عملية الاصلاح الشامل التي يحتاجها لبنان. اقليميا، تشهد العاصمة الاردنية غدا اجتماعا مهما حول سوريا يشارك فيه وزراء خارجية الاردن والسعودية والعراق ومصر اضافة طبعا الى وزير خارجية سوريا. ووفق البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الاردنية فان الهدف من الاجتماع هو البحث في مبادرة اردنية للتوصل الى حل سياسي للازمة السورية. فهل ينضج الحل المذكور قبل موعد القمة العربية في التاسع عشر من ايار، بحيث تشهد قمة الرياض عودة دمشق الى جامعة الدول العربية؟

مقدمة تلفزيون "الجديد"

سكون رئاسي في بيروت وصخب عوني في جزين مع اطلاق منصة مواقف لرئيس التيار جبران باسيل بمؤازرة من الرئيس ميشال عون الذي ارتاح للمكاشفة في مسقط الرأس. وفي كلام لا يحتاج الى تحليل كان عون يؤكد على فرع آخر من معادلة "ما خلونا" ويكشف عن سبب دخول النازحين السوريين إلى لبنان، اذ قال إن هناك دولا كانت خلف ذلك وضغطت علينا للإتيان بهم. اما كيف واجه عون هذا الضغط فقال: لقد نبهت وطرحت اسئلة على إحدى السفيرات لكنا ادركنا مؤخرا أن اللعبة كبيرة، وهي مؤامرة على لبنان، نبهت سألت وغضبت وتسايرت مع سفيرة  غربية.. تلك هي الحلول التي اعتمدها ميشال عون لرفض النزوح كمسؤول وقائد أعلى للقوات المسلحة وصاحب الفخامة الذي كان عليه ان يستخدم صلاحيته في رفض المؤامرة التي كانت تدبر للبلاد، والساكت عن المؤامرة يعتبر في العرف القانوني شريكا فيها.

وعلى ازمة النزوح صعد باسيل كجرس انذار نبه الى هذا الخطر ومنه شن هجوما على كل ما تطاله يده من سليمان فرنجية الى حزب الله فالقوات وصولا الى المصروفين من التيار وعلى راسهم زياد اسود، وهو الجزيني الوحيد الذي رد على جبران باسيل بالحجم الطبيعي وقال "ما بتحرز نضيع وقت على تافه وزغير". وردا على تصريحات ومواقف لمسؤولين من حزب الله خيروا فيها الرئاسة بين فرنجية او الفراغ والفوضى، قال باسيل: ما حدا يهددنا بمعادلة "انا او الفوضى"، ويعتقد انه بيقدر يفرضها لكن باسيل الذي يهدد ويرفض هو نفسه اعطى إذن مرور لنائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب للتحرك في مبادرة رئاسية ادعى انها "من بنات افكاره" ويستكملها على المرجيعات وبينها رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط والبطريرك الراعي. وفيما تحيط بالمبادرة عوامل الغموض والتكتم فإنها في مضامينها لا تبعتد عن خيارين لباسيل: الاول البحث عن مكاسب للالتحاق بخيار فرنجية مع الاحتفاظ بمزايا كان يتمتع بها جبران على زمن عمه، والثانية هي التهديد بالتوجه معرابا والاسترزاق السياسي من بوابة سمير جعجع، لكن على جبهة القوات فإن جعجع قد اختبر باسيل سابقا و"إسأل حكيم" وعلى هذا المعدل الضبابي في سوق النخاسة الرئاسية فإن الجميع ينتظر عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت. فإما ان تعرف الاتجاهات السياسية من تغريداته ام ان هذه التغريدات ستراكم الغموض، ليبقى على اللبنانيين انتظار الحجيج السياسي الى السعودية قبل القمة العربية في التاسع عشر من أيار.

مقدمة "تلفزيون "المنار"

بين أزمة اضرابات عمالية غير مسبوقة ، ومعضلة نزوح غير منظورة لافق الحل، يطل عيد العمال على اللبنانيين. فمع بداية أيار، تبدأ مفاعيل الزيادة على الرواتب التي أقرتها الحكومة مؤخرا لموظفي القطاع العام ، زيادة لا يبدو أنها كافية لاعادتهم جميعا مع تسجيل انقسام بين الموظفين، فرابطتهم تقول انها مستمرة في الاضراب حتى تأمين “مقطوعة” تمكنهم من الحضور الى مراكز عملهم.

أما عن مراكز القرار في تحويل النزوح الى أزمة تستنزف البلد المنهك أصلا، فقد أشار الرئيس ميشال عون بوضوح الى اوروبا التي لا تريد لهؤلاء العودة الى بلدهم. الرئيس عون أكد من مدينة جزين أن الغرب يرتكب جريمة بالعمل على دمج النازحين مشيرا الى انه لا نية رسمية سورية لابقائهم في لبنان.

وعلى طريق المعاناة اللبنانية، يسير السودان. تحذيرات من أزمة نزوح تغرق الدول المجاورة غير القادرة على تحمل هذه الاعباء. فالاوضاع الانسانية في تدهور مستمر مع سيطرة لغة الرصاص والمدافع، فعداد الهدن يسجل حتى الان سقوط الخامسة منها منذ اندلاع الصراع برغم المساعي الافريقية للتهدئة بين الجيش وقوات التدخل السريع.

سريعا وقبل حصولها علق الاعلام الصهيوني على زيارة الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي الى سوريا يوم الاربعاء القادم، واعتبرها استثنائية جدا يجب أن تقلق اسرائيل وخصوصا انها الزيارة الاولى لرئيس ايراني الى دمشق منذ العام 2011 اي منذ بداية الحرب. وقال القناة الثالثة عشرة الصهيونية ان الرئيس الايراني وبالاضافة الى مروحة لقاءاته الواسعة وخاصة مع الرئيس بشار الاسد ، فانه وفي سياق خارج البروتوكول سوف يزور الميدان بحسب اعلام العدو.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

رسائل من الإدارة الأميركية إلى فرنسا.. التسوية ساقطة

جوانا فرحات/المركزيّة/30 نيسان/2023

نقلاً عن "مصادر ديبلوماسية مطّلعة" يُسوِّقون بأن "الولايات المتحدة الأميركية ترفض رفضًا قاطعًا أن تقوم بعض الكتل النيابية الحليفة لها بمقاطعة جلسات انتخاب الرئيس وقد أبلغت واشنطن بعض القوى الحليفة بهذا الموقف في حال استطاع رئيس تيار المردة الوصول إلى الأكثرية اللازمة". يحصل هذا في لبنان. أما في الولايات المتحدة فالأجواء تؤكد عكس ما يتم الترويج له من باب تضليل الرأي العام. فتضارب المواقف لجهة مقاربة الولايات المتحدة للملف اللبناني وتحديدا في مسألة رئاسة الجمهورية لم تعد تقتصر على تصاريح المنظومة والأقلام المدفوعة إنما تعدتها لتصل إلى الرأي العام اللبناني، لا سيما بعد توقيع الإتفاق السعودي-الإيراني، مما عزز نظرية تخلي الإدارة الأميركية عن الملف اللبناني وتسليمه "سلة واحدة" إلى فرنسا التي دخلت على خط الإنتخابات الرئاسية ووضعت أمام المعارضة واللبنانيين معادلة سليمان فرنجية - نواف سلام وإلا... الكاتب والباحث والناشط السياسي وسام يافي المقيم في الولايات المتحدة الاميركية يقرأ في مقاربة الإدارة الأميركية للملف اللبناني ويخص "المركزية" بالتأكيد على أنّ "لبنان لا يزال في سلم إهتمامات الولايات المتحدة والكلام بأن الإدارة الأميركية سلمته لفرنسا غير صحيح". ويرتكز في مقاربته على الرسائل التي تبعثها الإدارة الأميركية إلى لبنان والتي تعبر صراحة عن موقفها من الملف اللبناني عن طريق فرض العقوبات التي تعتبرها الأكثر تأثيراً وفاعلية.

نسأل، لكن ثمة ما يوحي بأن تداعيات العقوبات انعكست على اللبنانيين من دون أن تؤثر بالمباشر على السياسيين والأشخاص الذين طالتهم؟ "الأرجح أن الشعب اللبناني يدفع جزءاً من الثمن لكن هل يمكن أن نتصور حجم الضرر الذي سينتج في ما لو قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات على كل لبنان؟ ويكشف يافي أن هناك من يطالب الإدارة الأميركية بتطبيقها لأن الفساد والتهريب لا يزالان سائدين، وإذا ما أصرت المنظومة على الإستمرار في هذا النهج وتخطي المسار الديمقراطي من خلال تعطيل الإنتخابات الرئاسية والبلدية وعدم إجراء إصلاحات والمضي في الفساد، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى اتخاذ هذه الخطوة لإثبات مدى جديتها في فرض العقوبات. ولبنان ليس البلد الأول الذي تتخذ الولايات المتحدة في حقه هكذا إجراء فهناك أمثلة عدّة منها أفريقيا الجنوبية التي يفوق عدد سكانها أضعاف عدد سكان لبنان وأسفر ذلك عن إسقاط النظام". حتى الآن، لا تزال الولايات المتحدة متريثة في اتخاذ قرار فرض العقوبات على لبنان وليس على أفراد وهي مستمرة في إيصال رسائل بفرض عقوبات على سياسيين وأشخاص يتعاملون مع حزب الله. إلا أن الرسائل لا تقتصر على الإدارة الأميركية إلى من يعنيهم الأمر بضرورة المعاقبة، فالرسالة الخاصة التي بعث بها السيناتوران الأميركيان روبرت  مانديز وجايمس ريتش إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وأعربا فيها عن قلقهما من الجمود السياسي في لبنان، كما عرضا فيها مراحل العقوبات الأخيرة التي طاولت مقرّبين من "حزب الله" ومتعاونين معه، وما هو مطلوب في المرحلة المقبلة لا تقف عند حدود المكتب البيضاوي ولا تطال حصرا المنظومة الفاسدة" هذه الرسالة موجهة للبنان والفرنسيين. لماذا؟

وفق يافي فإن فرنسا لا تزال تسعى لإقناع السعودية كما الأوروبيين بتسوية فرنجية - سلام لكن الأكيد أن هناك معارضة أوروبية وسعودية. فألمانيا مثلا لا توافق على ترشيح فرنجية. ويلفت إلى أن هذه التسوية ستُعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتحديدا تجربة 2016 "لكن هذه المرة في ظل ظروف إقتصادية وإجتماعية مهترئة أضف إلى ذلك اختلاف الظروف جذريا. فالرئيس السابق ميشال عون كان لديه حزب وقاعدة شعبية بغض النظر عن أخصامه من الطبقتين السياسية والشعبية. أما سليمان فرنجية فليست لديه قاعدة شعبية باستثناء أنه مقرب من حزب الله وحلفائه في الداخل، ومن بشار الأسد في الخارج وهو يعتز بهذه العلاقة وفق ما يقول في كل لقاء. أضف إلى أنه عند ترشيح عون ووصوله إلى بعبدا لم يكن هناك انهيار إقتصادي ولا تفجير المرفأ وكانت هناك دولة. اليوم لم يعد هناك أي من كل ذلك".

في الرسالة "الخاصة" حضّ السيناتوران الأميركيان الرئيس جو بايدن "على العمل من قُرب مع حلفاء أميركا وشركائها في المنطقة لدعم العملية الديمقراطية الشرعية ومرشّحين رئاسيين، يكونون مختلفين عن الرؤساء السابقين، ويملكون القدرة على خدمة الشعب اللبناني والخضوع لمحاسبته". وهذه رسالة غير مباشرة لفرنسا التي تتعاطى اليوم مع الملف اللبناني بعكس رغبة الأوروبيين والولايات المتحدة وحتى السعودية وتضع مصالحها الإقتصادية في المرفأ وليبان بوست والنفط في سلم أولوياتها وكأنها بذلك تمارس استعمارا إقتصاديا على لبنان، في حين أن المطلوب العودة إلى المسار الديمقراطي واختيار مرشحين مؤهلين مع برامج وهذا ما تطلبه الإدارة الأميركية اليوم من اللبنانيين وتحديدا المعارضة والتغييريين. مستغربا واقع الحال، يسأل يافي: لماذا لا يقترحون أسماء لمرشحين جديين غير إستفزازيين يملكون مؤهلات الرئيس المطلوب لهذه المرحلة والقدرة على العمل مع فريق عمل الحكومة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة؟ ويضيف: "الإصرار على نفس المرشح - وهذا حال المعارضة اليوم- يشكل نقطة ضعف، وهذا ينطبق أيضا على المنظومة في ترشيحها سليمان فرنجية. أما منطق تجنُّب طرح أسماء بديلة لتفادي "حرقها" فقد ولى بعد مرور حوالى 6 أشهر على الفراغ الرئاسي. حان الوقت لطرح إسماء مرشحين  يملكون المؤهلات مع برنامج عمل وطرحه على اللبنانيين أولا والمجتمع الدولي وهذا كفيل بوضع فرنسا والتسوية التي طرحتها على المحك. في أروقة الإدارة الأميركية سلة أسماء ومنها ما بات معلنا وغير مخفي على أحد. قائد الجيش جوزف عون، النائب نعمة افرام، جهاد ازعور، صلاح حنين... إلا أن الإدارة الأميركية تتفادى الدخول في الأسماء. ما يهمها أن تنطلق عجلة المسار الديمقراطي في لبنان وترشيح رئيس يملك كافة المؤهلات مع برنامج وذلك قبل أن تتلقف المنظومة سقوط إسم مرشحها وتعلن عن إسم مرشح ثانٍ. في هذه الحال كيف ستتصرف المعارضة؟ الأكيد، أن الولايات المتحدة لم تتنازل عن الملف اللبناني لفرنسا ولم ولن تسلمه لإيران كما يروج إعلام المنظومة من خلال التصويب على زيارة وزير خارجية إيران إلى لبنان يختم يافي ويكرر "حان الوقت لأن يكون هناك رئيس للبنانيين. ورهان الولايات المتحدة على لبنان الذي يشكل نقطة قوتها الوحيدة في الشرق في ظل التطورات والتغييرات الجذرية الحاصلة في إسرائيل لن يتزحزح. وعلى المعارضة والتغييرين التوافق على إسم مرشح جديد وليتذكروا جيدا بأن فكرة لبنان وهويته ليست بالكلام إنما بالعمل على طرح مرشحين وبرنامج عمل لاستعادة الهوية الحقيقية والوجه الحضاري للبنان".

 

هل يُنزِل الياس بو صعب السياسيّين عن الشجرة؟

داني حداد/موقع mtv/30 نيسان/2023

تلقّى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إشاراتٍ داخليّة وخارجيّة، خصوصاً من الإمارات، الى أنّ المنطقة سيسودها جوّ التهدئة، كنتيجة مباشرة للاتفاق السعودي الإيراني. لا يجوز أن يبقى لبنان على حاله، وكلّ زعيمٍ "يتمترس" وراء موقفه، بينما المنطقة تتحرّك وأخصام الأمس يتواصلون. لذا، قرّر المبادرة. لقاء بو صعب مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد كان أوّل لقاءٍ يُعلَن عنه، في إطار جولة سيقوم بها وتشمل مرجعيّات سياسيّة ودينيّة. كان بو صعب التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأصغى الى رأيه. أما مع رعد فكان الجوّ إيجابيّاً، وهو بداية مشوار يبدو فيه بو صعب كمن يحفر بالإبرة سعياً للوصول الى حلٍّ للأزمة الرئاسيّة. لم يطرح نائب رئيس المجلس على رعد أسئلةً يعرف جوابها. ولكن كان تفاهمٌ على الحاجة الى توافقٍ داخليّ يلاقي التوافق الخارجي. الرئاسة هي الهدف، وهي المدخل للحلول الأخرى. وسيستكمل بو صعب جولته الثلاثاء، حيث يلتقي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع ورئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل، قبيل اجتماع تكتل "لبنان القوي". وتجدر الإشارة الى أنّ حركة بو صعب غير منسّقة مع باسيل الذي عرف بها من الإعلام، وهو يقوم بها بصفته نائب رئيس المجلس، وبتشجيع من نوّابٍ من أكثر من كتلة، خصوصاً أنّ موقعه الحالي وتمايزه في الفترة الأخيرة عن التيّار الوطني الحر يؤهلانه لهذا الدور. ويكتسب اللقاء مع جعجع أهميّةً خاصّة، وهو قد يكون حلقة أولى في سلسلة لقاءات، إذ أنّ دور رئيس "القوات" قد يكون أساسيّاً في تحديد هويّة الرئيس المقبل، سواء بالتصويت أو بتعطيل النصاب.  كذلك، سيلتقي بو صعب تباعاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ورئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، وشخصيّات أخرى. ومن شأن هذه الحركة أن تحرّك المشهد السياسي وتقرّب جميع الكتل من مساحة وسطيّة. وتعتبر مصادر أنّ رفع السقف في الفترة الأخيرة، من خلال التصريحات والتصلّب في المواقف، يحتاج الى مبادرة تُنزل بعض السياسيّين عن الشجرة، وهنا جوهر مبادرة الياس بو صعب. كما تشير المعلومات الى أنّ بو صعب لن يطرح أسماء مرشّحين في لقاءاته، بل سيبحث عن صيغة توافقيّة، سواء من خلال طاولة حوار أو أيّ أسلوبٍ آخر. يبقى أنّ مهمّة الأرثوذكسي الياس بو صعب، سعياً للتوافق على الرئيس الماروني، ليست سهلة ولكنّها ليست مستحيلة. هي، على الأقلّ، تدفع باتجاه انتخاب رئيسٍ بقرارٍ داخليّ وليس بإيحاءٍ خارجيّ.

 

هآرتس تكشف: ستكون جبهة اسرائيل "الساخنة" مباشرة أمام لبنان

الكلمة أونلاين/30 نيسان/2023

اشارت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الى انه "بعد يوم على إنهاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لزيارته المغطاة إعلامياً في بيروت، هاجم الجيش الإسرائيلي بالصواريخ مخازن سلاح وذخيرة لـ "حزب الله" قرب مدينة حمص في سوريا، ليست واضحة ضرورة تنفيذ هذا الهجوم بالتحديد أمس، حيث الحديث لا يدور عن قافلة للسلاح قد تختفي، باستثناء الرغبة في نقل رسالة عنيفة لإيران بعد يوم من زيارة وزير خارجيتها في منطقة الحدود مع إسرائيل".

ولفتت الصحيفة العبرية الى انه "هذه هي أهمية الحوار الذي تجريه إسرائيل أمام إيران في إطار ما حظي بتعريف "المعركة بين حربين"، وهو المفهوم الغريب الذي يفترض بأن الحرب القادمة محتمة، وإلى أن تأتي، ندير حروباً صغيرة التي ربما تشعل الحرب الكبرى. ولكن في الوقت الذي تحصي فيه إسرائيل الصواريخ التي تطلقها ومخازن السلاح التي تدمرها، تجني إيران مكاسب سياسية سيكون من الصعب تدميرها بالصواريخ، وزيارة وزير الخارجية الإيراني تأتي بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران التي هزت كل المنطقة. وكان الهدف المعلن للزيارة هو الدفع قدماً بحل سياسي للأزمة الاقتصادية الشديدة في لبنان، والتوصل إلى تعيين رئيس جديد للبنان بعد سبعة أشهر لم يكن فيها رئيساً للدولة".

ورات الصحيفة بانه "إضافة إلى التصريحات، تقف إيران على مفترق قرارات جوهرية، التي يمليها استئناف العلاقات بين طهران والرياض والتقارب بين السعودية ودول عربية من جهة وسوريا من جهة أخرى، التي قد تعيد الأخيرة إلى الجامعة العربية. ومن أجل الحفاظ على مكانتها، فالمطلوب من إيران تنسيق مواقفها مع مواقف الدول التي كانت حتى فترة متأخرة من الأعداء اللدودين لها".

وذكر عبد اللهيان في المؤتمر الصحافي الذي أجراه أول أمس في بيروت، بأنه "حصل على دعوة من وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، لزيارة الرياض، وأنه هو نفسه دعا ابن فرحان لزيارة طهران، وأن هذه الزيارات ستخرج إلى حيز التنفيذ قريباً". اضافة إلى ذلك، يتوقع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن يزور دمشق الأربعاء، وسيلتقي مع الرئيس السوري بشار الأسد للتوقيع على عدة اتفاقات سياسية. في وقت لاحق من هذه السنة، يتوقع أن يزور ملك السعودية، الملك سلمان، طهران.

ولفتت الى ان "التقارب السياسي بين السعودية وإيران، وقبل ذلك مع الإمارات، يشمل أيضاً رزمة تحديات سياسية سيكون على إيران مواجهتها، ولبنان حالة فحص مهمة بشكل خاص. الصراعات الداخلية على تعيين رئيس للبنان خلقت دوائر منافسة. في الدائرة الداخلية عداء بين من يعارضون "حزب الله"، من بينهم حزب الأحزاب المسيحية وحزب "المستقبل" السني القوي، التي تؤيد ترشيح نواف سلام للرئاسة، وبين "حزب الله" وحركة "أمل" وتيار "المردة"، التي تؤيد ترشيح سليمان فرنجية. في الدائرة الخارجية تتنافس الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، التي تعارض تعيين فرنجية، أمام فرنسا المستعدة للتنازل في هذا الشأن، شريطة أن يتم تعيين رئيس حكومة غير مقرب من "حزب الله"، الدائرة الداخلية ستحدد من سيكون الرئيس، لكن مستقبل لبنان يتعلق بالدائرة الخارجية".

واشارت "هآرتس" الى ان "إيران تؤيد بشكل طبيعي أي قرار يتخذه "حزب الله"، ولكن إذا لم يكن لإيران أي مشكلة إلى حين الاتفاق مع السعودية للإعلان عن دعم مرشح "حزب الله"، فإن وزير خارجية إيران اكتفى الآن بصيغة دبلوماسية غير ملزمة أوضح فيها بأن إيران ستؤيد "كل شخص يتفق عليه الشعب في لبنان". وتدير إيران حواراً مباشراً مع فرنسا حول هذا الأمر. وحسب مصادر عربية، أرسل عبد اللهيان لوزير خارجية فرنسا رسالة أكد فيها أن "رئيس لبنان سينتخبه لبنان وليس السعودية أو إيران أو الولايات المتحدة".

ولفتت الى ان "السعودية التي تم إشراكها في مجموعة العمل التي شكلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة مستقبل لبنان، ما زالت حتى الآن مصممة على موقفها وتعارض تعيين فرنجية. وقد أوضحت أن استعدادها في هذا الأمر سيكون مرتبطاً بالمساهمة في الجهود الاقتصادية، واصبح واضحا لجميع الأطراف بأنه دون شراكة السعودية الاقتصادية، سيكون للبنان رئيس، لكن لن تكون له دولة ليترأسها".

وذكرت بانه "ليس مستقبل لبنان الاقتصادي وحده المرتبط بالسعودية، بل شرعية الأسد أيضاً التي تمر عبر الرياض. هنا تكمن مصلحة إيرانية حيوية لتوضيح من هو صاحب البيت في دمشق، لا سيما بعد أن قلصت روسيا نشاطاتها السياسية للعثور على حل للحرب في سوريا عقب الحرب في أوكرانيا. ومثلما في لبنان، فإن إيران تخشى من أن تصبح السعودية راعية للأسد في سوريا. في هذا الشهر زار وزير خارجية السعودية سوريا للمرة الأولى بعد 12 سنة. وبعد ذلك، عقدت السعودية قمة لدول الخليج ومصر لمناقشة عودة سوريا إلى الجامعة العربية رغم معارضة الولايات المتحدة الشديدة والعلنية".

ورات بانه "من ناحية إيران، يمكن أن تؤدي الشرعية العربية للأسد إلى شرعية دولية، حتى لو لم تكن الولايات المتحدة شريكة في ذلك. وبهذا قد يختفي التمايز الاستراتيجي بين محور إيران والمحور العربي، الذي استخدم قبل سنة كقاعدة للتحالف المناهض لإيران، الذي كانت فيه إسرائيل عاملاً نشطاً بشكل خاص. لكن شبكة علاقات جديدة تمنح إيران مكانة إقليمية جديدة وتسحبها من العزلة العربية، ربما تأتي مع ثمن من غير الواضح حتى الآن إذا كانت ستوافق على دفعه. هذا الثمن سيلزمها بالعمل على تليين موقفها في مسألة الرئاسة في لبنان لصالح موقف السعودية، وربما الموافقة على مرشح يختلف عن المرشح الذي يدفع به "حزب الله"، والحل السياسي في سوريا، الذي قادته روسيا وتركيا، وبدرجة معينة إيران، سيلزم الأسد بإعطاء مقعد فخري للسعودية. وستضطر إيران لبلع هذا الضفدع، سواء لضمان مكانة عربية لسوريا أو من أجل تجنب مواجهة سياسية مع السعودية التي هي الآن "دولة أخت".

وذكرت "هآرتس" بانه "من ناحية إسرائيل، يمكن أن تكون التداعيات الفورية تقليص حرية عملها العسكري في سوريا، وربما حتى إلغائها المطلق، لأنه إذا ما تحققت الخطوات التي تقودها السعودية وتحولت سوريا من منطقة نيران مفتوحة لكل الجهات إلى دولة ذات سيادة برعاية السعودية، التي ستوافق تركيا أيضاً على الانسحاب منها، وثمة نقاشات تجري حول ذلك مؤخراً، حينئذ يمكن التوقع أن الترخيص الذي تعطيه روسيا لإسرائيل للعمل كما تشاء في سوريا سيعاد فحصه. في هذا الوضع، قد تضطر إسرائيل للعودة إلى قواعد اللعب القديمة والأقل راحة، التي بحسبها ستكون جبهتها الساخنة مباشرة أمام لبنان وليس في ساحة اللعب المريحة في سوريا، التي يمكنها فيها تجاوز ميزان ردعها أمام "حزب الله".

 

اقتراح سوري لاستقبال النازحين

وكالات/30 نيسان/2023

أشار الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جياكرد إلى أن “لبنان عانى خلال سنوات مضت من أزمات داخلية وتصدّع واضح في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي والتبعات التي تُشكّل عبئاً كبيراً، إلى جانب التعطّل الواضح لجهة العملية السياسية”. ولفت جياكرد إلى أن “اللاجئين السوريين في لبنان يعانون من وضع سيء للغاية، ونحن بدورنا، وضمن المبادرة التي أطلقناها، مبادرة 18 نيسان الجاري، تحدّثنا عن وضع اللاجئين، ونحن في الإدارة الذاتية جاهزون لاستقبال أهلنا من الخارج وأبوابنا مفتوحة لكل السوريين دون تمييز، كواجب إنساني وأخلاقي ووطني”. وأضاف: “في الوقت الذي نؤكّد جهوزيتنا لاستقبال أهلنا اللاجئين من عموم السوريين من لبنان، فإننا نؤكد أيضاً وننادي بضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بتقديم العون والضمانات، ولعب دورها المسؤول من أجل فتح ممر إنساني بين لبنان وبين مناطقنا تسهيلاً لعودة اللاجئين، إذ نحن جاهزون للإستقبال وتقديم الخدمات والعون ضمن إمكانياتنا، ونعتبر أن هذه المعضلة قضية انسانية ولا بد من التعاون معنا لحلها”. وشدّد على أن “بقاء اللاجئين في لبنان أو ترحيلهم كرهاً لسوريا غير قانوني ولا يتناسب مع قيم ومعايير وقوانين حماية اللاجئين، ولابد من معالجة هذا الوضع بالسرعة القصوى، في ظل استعداداتنا وجهوزيتنا التامة لذلك”. وجاء الإعلان بعد التوتر الذي حصل في لبنان على خلفية قضية ترحيل النازحين.

 

سوريون في لبنان يبيتون في العراء خوف ترحيلهم قسرياً إلى سوريا

لندن: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

تتصاعد حدة الحملة العنصرية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان، وتستمر معها حملات الترحيل القسرية التي يقودها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، حيث تجري عمليات تسليم هؤلاء اللاجئين إلى قوات النظام عبر الحدود السورية - اللبنانية، ليصبح مصيرهم الاعتقال والتغييب القسري. وفي شهادته لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، يتحدث أحد اللاجئين السوريين في لبنان، قائلاً: «نحن نعيش حالة من الرعب والقلق الدائم، فأنا مطلوب لدى الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وأخشى ترحيلي قسرياً، وتسليمي للنظام». ويضيف الشاب: «الجيش اللبناني يقوم بمداهمات بشكل مستمر للمنازل للبحث عن السوريين وترحيلهم إلى داخل الأراضي السورية، ولذلك فإننا نضطر للهروب من بيوتنا والمبيت في العراء خوفاً من الترحيل، وقد قمنا بالتواصل مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، لكن دون أي فائدة، حيث كان ردها بأنه لا يمكنها فعل أي شيء في قضية ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان». وناشد الشاب بدوره المجتمع الدولي والمنظمات الفاعلة بضرورة إيجاد حل لإيقاف عمليات الترحيل الممنهجة والقسرية التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان، وما ينتظرهم في سوريا من اعتقال على يد الأجهزة الأمنية التابعة للنظام. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد السبت، بفقدان التواصل مع 9 شبان سوريين في أعقاب عبورهم المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا، عبر منطقة تعرف باسم «المصنع»، بعد ترحيلهم بشكل ممنهج وقسري من قبل الحكومة اللبنانية. فيما ناشد ذوو المفقودين الجهات المعنية بالتدخل، ومتابعة الملف للكشف عن مصيرهم. ولا يمتلك ذوو المفقودين معلومات عن أبنائهم، وما إذا كانوا على قيد الحياة، أم جرى نقلهم إلى أقبية سجون النظام بعد اعتقالهم. ووفق المرصد، فإن من أبرز من يقود هذه الحملات العنصرية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان، محافظ بعلبك الذي يحمل الجنسيتين السورية واللبنانية، وهو من سكان منطقة جبل محسن في طرابلس.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن تصادر شحنة نفط إيرانية وسط توترات مع طهران

واشنطن: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

قالت شركة الأمن البحري (أمبري)، إن الولايات المتحدة صادرت نفطاً إيرانياً على متن ناقلة في البحر مؤخراً في إطار عملية لإنفاذ العقوبات، وذلك قبل خمسة أيام على الأقل من احتجاز «الحرس الثوري» ناقلة نفط كانت في طريقها للولايات المتحدة. وأفادت «أمبري» بأن إيران احتجزت ناقلة نفط رداً على مصادرة أميركا شحنتها. تمثل مصادرة شحنات النفط أحدث تصعيد بين واشنطن وطهران بعد سنوات من العقوبات الأميركية بسبب برنامج إيران النووي. ولا تعترف إيران بالعقوبات الأميركية، كما أن صادراتها النفطية آخذة في الارتفاع. وتقول طهران إن برنامجها النووي لأغراض مدنية، بينما تشتبه واشنطن في أن إيران تريد صنع قنبلة نووية. وقالت شركة «أمبري» في تحذير للعملاء، «تقييمات (أمبري) تشير إلى أن احتجاز البحرية الإيرانية (لناقلة النفط) جاء رداً على الإجراء الأميركي». وأضافت: «كانت كلتا الناقلتين بالحجم الأقصى الممكن لعبور قناة السويس. استخدمت إيران في السابق سياسة رد الصاع بالصاع بعد مصادرة شحنة نفط إيرانية». ونقلت «رويترز» عن مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الأمر، أن واشنطن سيطرت على شحنة النفط من على متن الناقلة «سويز راجان» التي ترفع علم جزر مارشال بعد حصولها على أمر قضائي في وقت سابق. وأظهرت بيانات تتبع السفن أن آخر موقع رُصدت فيه الناقلة كان بالقرب من جنوب القارة الأفريقية في 22 أبريل (نيسان). ولم ترد شركة «إمباير نافيجيشن» التي تدير الناقلة، ومقرها اليونان، ووزارة العدل الأميركية، بعد على طلبات للتعليق. وقالت البحرية الأميركية، الخميس، إن إيران احتجزت ناقلة ترفع علم جزر مارشال في خليج عمان، الخميس، في أحدث عملية احتجاز أو هجوم تنفذه طهران على سفن تجارية في مياه الخليج. وقال نائب قائد البحرية الإيرانية الأميرال مصطفى تاجوديني، للتلفزيون الرسمي، إن الناقلة تجاهلت مكالمات لا سلكية لمدة ثماني ساعات بعد اصطدامها بقارب إيراني، مما أدى لإصابة العديد من أفراد الطاقم وفقدان ثلاثة. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش على علم بالاستيلاء على الناقلة في خليج عمان، وأكد مجدداً دعمه للقانون البحري الدولي. وحاولت الولايات المتحدة العام الماضي مصادرة شحنة من النفط الإيراني بالقرب من اليونان، مما دفع طهران إلى الاستيلاء على ناقلتين يونانيتين. وأمرت المحكمة العليا اليونانية بإعادة الشحنة إلى إيران. وأفرجت طهران عن الناقلتين اليونانيتين في وقت لاحق. وفي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تفاقم التوترات، حث 12 عضواً من مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، الرئيس جو بايدن، على إزالة عقبات السياسات في وزارة الخزانة التي منعت وزارة الأمن الداخلي من مصادرة شحنات نفط إيرانية لأكثر من عام. في عام 2020، صادرت واشنطن أربع شحنات من الوقود الإيراني على متن سفن أجنبية كانت متجهة إلى فنزويلا ونقلتها بمساعدة شركاء أجانب لم يكشف عنهم إلى سفينتين أخريين أبحرتا بعد ذلك إلى الولايات المتحدة.

 

دهس رجلي دين في قم... وطعن أحدهما بسكين

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

تعرّض رجل دين إيراني لهجوم بسكين، السبت، بعد تعرضه للدهس في مدينة قم معقل المحافظين في البلاد، حسبما أعلنت وسائل إعلام رسمية السبت، بعد أيام على مقتل عضو في «مجلس خبراء القيادة» الإيراني. وأفاد موقع «صابرين نيوز»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، بأن «سيارة هاجمت طالبين في موقف للحافلات بشارع الشهداء بقم قرب صلاة الفجر، وبعد دهسهما وإصابتهما نزل السائق منها وطعن أحد الطالبين بسكين في رقبته وجنبه». وأضاف الموقع أن الرجل «هاجم بعد ذلك رجال الشرطة، وحاول الاستيلاء على أسلحة ضباط الشرطة قبل إلقاء القبض عليه». بدورها، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، لوكالة «إرنا» الرسمية أن الحادث وقع بعد حادث سير. ونقلت عن قائد شرطة قم، أمير مختاري، قوله: «بعد تحطم السيارة وجرح اثنين من المارة، ترجل السائق من سيارته، وهاجم أحد الضحايا وهو رجل دين بسكين». ونُقل الجرحى الثلاثة، ومن بينهم السائق الذي جرح نفسه بالسكين، إلى المستشفى. ولا يزال رجل الدين في العناية المركزة، وفق مختاري، الذي أضاف أن «دوافع الهجوم لم تتضح بعد». ولم تعرف دوافع المهاجم. وقالت الشرطة إنها تواصل التحقيق في الحادث. والأربعاء، استُهدف رجل دين آخر في حادث دهس في شارع مرزداران بالعاصمة طهران. وتداول فيديو يظهر لحظة إصابة رجل الدين بسيارة «برايد سايبا» صغيرة الحجم. وقالت الشرطة «إن القوات الأمنية تلاحق السائق». وقبل الحادث بساعات، قُتل عضو «مجلس خبراء القيادة»، عباس علي سليماني، جراء إطلاق نار استهدفه داخل مصرف في مدينة بابلسر، في محافظة مازندران شمال البلاد. وقالت السلطات: «إن ما حصل لم يكن عملاً أمنياً أو إرهابياً»، وذلك بعد توقيف التحقيق مع المهاجم، الذي أوقفته الأجهزة الأمنية. وتولى سليماني (75 عاماً) عدداً من المناصب الدينية، إذ كان ممثلاً للمرشد علي خامنئي وإماماً لصلاة الجمعة في عدد من المدن الكبرى مثل كاشان (وسط)، وزاهدان مركز محافظة سيستان - بلوشستان في جنوب شرقي البلاد. وكان رجال الدين خلال الشهور الأخيرة هدفاً للمحتجين الغاضبين على الهيئة الحاكمة. وتم تداول فيديوهات لإسقاط العمائم من رؤوس رجال الدين، في ظاهرة جديدة انتشرت بالبلاد، بينما يصعّد أئمة الجمعة وممثلو خامنئي ضغوطهم على المسؤولين لضبط الحجاب. وتشهد إيران جدلاً واسعاً حول الحجاب، بعد الاحتجاجات التي شهدتها أنحاء البلاد، منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) الماضي، أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب».

 

الإضرابات العمالية... طهران تلوّح بطرد 4 آلاف عامل من شركات الغاز

خامنئي: الاحتجاجات قطعت الطريق على الأعداء وساعدت النظام

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

قبل يومين من اليوم العالمي للعمال، لوّح مسؤول إيراني بفصل واستبدال أربعة آلاف عامل في قطاع النفط والغاز الإيراني مضربين عن العمل للاحتجاج على الأجور المنخفضة وظروف العمل في منطقة رئيسية لإنتاج الطاقة في جنوب البلاد. وقال الرئيس التنفيذي لمنطقة بارس (فارس) الاقتصادية للطاقة سخاوت أسدي قوله إنّ «عدداً من العمّال الموسميين أضربوا» في صناعة البتروكيميائيات في هذه المنطقة، «متذرّعين بظروف (العمل) الإشكالية». وأضاف أنه بعد انتهاء «المهلة القانونية... سيتم استبدال عمّال جدد بأربعة آلاف منهم»، حسبما أوردت وكالة «إرنا» الرسمية، مساء الخميس. وتجددت الإضرابات العمالية في شركات قطاع النفط والغاز في الكثير من المدن الإيرانية، بسبب تدهور الوضع المعيشي وتدني الأجور. وطالب العاملون أيضاً بتحسين الإسكان والمواصلات. وذكرت صحيفة «اعتماد» الإيرانية، السبت، أن عدد المشاركين في إضرابات الأيام الأخيرة يصل إلى 10 آلاف عامل. وتقع منطقة بارس الاقتصادية للطاقة في جنوب شرق محافظة بوشهر الجنوبية، وتهدف إلى استخراج موارد النفط والغاز من حقل بارس الجنوبي الضخم في مياه الخليج، وهذا أكبر احتياطي غاز معروف في العالم، تتشاركه إيران مع قطر، وهناك نحو 40 ألف شخص يعملون هناك. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أوقفت السلطات أشخاصاً خلال تجمّع عمّالي احتجاجاً على عدم دفع الأجور في عسلوية (جنوب شرق)، الواقعة في محافظة بوشهر والمطلّة على الخليج، حيث يقع حقل بارس الجنوبي للنفط والغاز. وقال المرشد علي خامنئي، السبت، إنّ بعض الاحتجاجات العمّالية كانت «مفيدة» في «مساعدة الحكومة» و«توعية النظام». وعزا خامنئي الاحتجاجات العمالية إلى «التأخير في دفع الأجور» والإدارة الخاطئة للاستثمارات في المصانع، و«المشاهدات القريبة للعمال من الفساد». وعلى هامش الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدتها إيران منذ نهاية 2017، هزت البلاد موجات عدة من الإضرابات، نفذها المعلّمون وسائقو الحافلات وعمال الشركات النفطية والفولاذ وقصب السكر الذين استنكروا تدنّي الرواتب وغلاء المعيشة. وكان خامنئي يشير إلى الإضرابات التي شهدتها البلاد مؤخراً. وقال خلال لقاء مع العمّال: «كانت بعض هذه الاحتجاجات مساعدة للنظام والحكومة ولإبلاغ النظام. وفي بعض الحالات، عندما تدخّلت الهيئات المسؤولة، مثل السلطة القضائية، وجدت أنّ العمّال كانوا على حق». وطرح خامنئي مرة أخرى اتهاماته لـ«مساعي الأعداء»، فيما وصفه بتحريض العمال للوقوف بوجه النظام. وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «لحسن الحظ، لم يسمح العمّال لأشخاص ذوي نوايا سيئة بإساءة استغلال الاحتجاجات والتجمّعات». أما وسائل الإعلام الرسمية فقد نقلت عن خامنئي أن «العمال رسموا الحدود بينهم وبين الأعداء، ولم يسمحوا لهم باستغلال الأوضاع». وذهب خامنئي أبعد من ذلك عندما تحدث بلسان العمال، قائلاً: «نحن نكره العدو ونحن أصدقاء مع النظام». منذ عام 2018، يتعرض الاقتصاد الإيراني لعقوبات أميركية، ولتضخّم مرتفع، فضلاً عن انخفاض قياسي في قيمة العملة الوطنية (الريال) مقابل الدولار، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران. وهاجمت عناصر من القوات الأمنية مجموعة من الناشطين النقابيين، بينما كانوا في زيارة إلى أسرة المتحدث باسم نقابة المعلمين محمد حبيبي. وقالت «اللجنة التنسيقية لنقابات المعلمين» على قناتها في «تليغرام» إن عناصر الأمن انهالت بالضرب على الحاضرين، ما أدى إلى نقل عضوة في اللجنة إلى المستشفى بعد إصابتها بجلطة قلبية.

 

الجيشان الأميركي والإسرائيلي يبحثان «التحديات الإقليمية» مع التركيز على إيران

مصادر في تل أبيب تحدثت عن عمليات حربية مشتركة في باب المندب

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

بحث قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، أريك كوريلا، مع كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، التحديات الإقليمية مع التركيز على إيران؛ إذ عبر وزير الدفاع الإسرائيلي، يواف غالانت، عن مخاوف بلاده من طموحات طهران لامتلاك قدرات عسكرية نووية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن زيارة كوريلا تأتي استمراراً مباشراً للنشاط الميداني والمناورات التي أجريت أخيراً بين الجيشين؛ إذ أقيم خلال الشهر الماضي نشاط بحري مشترك للجيشين، نفذت خلاله قوة مشتركة لسلاح البحرية الإسرائيلي والأميركي نشاطاً ميدانياً وراء منطقة مضيق باب المندب، لكن مصادر أمنية في تل أبيب تحدثت عن قيام الكوماندوس البحري الأميركي والإسرائيلي بعمليات حربية مشتركة الشهر الماضي، عند منطقة قريبة من باب المندب، تقع في المنطقة الواقعة ما بين المحيط الهندي والبحر الأحمر. ولم تفصح هذه المصادر عن طبيعة هذه العمليات، لكنها أكدت أن قادة الكوماندوس الأميركي «أسود البحار» والإسرائيلي «الدورية 13»، اجتمعا في مقر «الدورية 13»، في ميناء عسكري إسرائيلي لتلخيص العمليات. وقالت المصادر إن قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سينتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، ومضيفه الإسرائيلي رئيس هيئة أركان الجيش، الجنرال هرتسي هاليفي، حضرا قسماً من هذه التلخيصات، وهو الأمر الذي أثار تقديرات تقول إن العمليات التي نفذت كانت ذات طابع استراتيجي مهم، وإن الكوماندوس في الطرفين وضعا خطة لمواصلة العمليات المشتركة وإجراء تدريبات دورية لتبادل الخبرات. وقال هاليفي: «نحن نتابع المتغيرات في المنطقة مع التأكيد على تصاعد العدوان والإرهاب الإيراني، في هذه الفترة الحساسة بالتحديد»، حسبما أفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي. وأضاف هاليفي خلال زيارة كوريلا: «في هذه الفترة الحساسة بالتحديد، تكمن أهمية بالغة في العلاقة الوثيقة بين الجيشين»، في إشارة إلى الجيشين الإسرائيلي والأميركي. يأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان قيادي في الجيش الإسرائيلي أن قواته تستعد لسيناريو تدهور الأوضاع الأمنية البحرية، في ظل الوجود الإيراني في البحر الأحمر. ووفقاً للتقييمات الاستخباراتية الإسرائيلية، يتمثل أحد المخاطر في السفن المدنية الإيرانية التي جرى تحويلها إلى مهام عسكرية، وتعمل في البحر الأحمر، وهي مزودة بصواريخ «أرض – بحر»، وصواريخ «أرض – جو»، وطائرات مسيّرة. وكان الجنرال كوريلا، قد وصل إلى إسرائيل (الخميس) في خامس زيارة له، منذ توليه منصبه في شهر أبريل (نيسان) من السنة الماضية 2022، وكانت آخر زيارة له في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقد أجرى لقاءات مع قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والجيش، ورافقه هاليفي في جولة على اثنتين من القواعد العسكرية. وقال كوريلا إن التحدي المركزي الذي يواجهه، كقائد «سنتكوم»، هو نفي الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تغادر الشرق الأوسط وتهدئة حلفاء أميركا بشأن التزام إدارة جو بايدن تجاه أمن حليفاتها، مؤكداً أنها تسعى إلى تعزيز التعاون بين هؤلاء الحلفاء لمواجهة الهجمات التي تشنها إيران ومنظمات موالية لها بصواريخ وطائرات مسيّرة، والتي أصبحت التهديد المركزي على الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية. واستضاف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجنرال كوريلا، في مقر الوزارة في تل أبيب، حيث ناقش الطرفان تطوير التحديات الإقليمية، مع التركيز على «أنشطة إيران الخبيثة في منطقة الشرق الأوسط». وجاء في بيان رسمي أن «ذلك يشمل العدوان الإيراني على الساحة البحرية وتسليم الأسلحة لمنظمات ووكلاء إرهابيين في سوريا ولبنان والعراق واليمن والمنطقة». وحسب بيان إسرائيلي، فقد شارك غالانت الضيف في مخاوفه بشأن تقدم إيران في برنامجها النووي وأنها تهدف إلى تحقيق قدرات عسكرية نووية. وأكد غالانت أن إسرائيل تنظر بجدية إلى التقدم الإيراني. واتفق الجانبان على «تعميق التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الجيشين والمؤسسات الدفاعية لكل منهما». ونقل عن الضيف الأميركي قوله إنه «كما هو الحال مع كل زيارة للجيش الإسرائيلي، تأثرت كثيراً بالاستعداد الذي رأيته هنا. علاقتنا العسكرية مع إسرائيل متينة».

- الأسلحة الأميركية في إسرائيل

وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن قلقهم من تقليص الأسلحة والذخيرة في مخازن الطوارئ التي تقيمها الولايات المتحدة في إسرائيل، وذلك نتيجة لإرسال كميات كبيرة منها إلى أوكرانيا، ومن غير المعروف متى سيستأنف المخزون. وقالت الصحيفة إنه «بشكل رسمي يدور الحديث عن مخازن سلاح للجيش الأميركي مخصص لاستخدامه، بل معترف بها كمجالات ذات حصانة دبلوماسية أميركية. ومع ذلك، كان تفاهم صامت بين الدولتين على مدى السنين بأن تخزين السلاح في إسرائيل يستهدف مساعدتها إذا ما علقت في حالة طوارئ، مثل الهجمة متعددة الجبهات من الدول العربية في حرب 1973». وحسب عدة مصادر، فإن جزءاً من محتويات المخازن أخرج من البلاد في غضون الأشهر الأخيرة عبر ميناء «أسدود». واستمر إخراج الذخيرة الذي بدأ منذ بداية ولاية حكومة نفتالي بنيت حتى الأسابيع الأخيرة. وقالت مصادر إسرائيلية وأجنبية لـ«يسرائيل هيوم»، إن خلفية الخطوة الأميركية هي النقص في ذخيرة الاحتياط في الغرب كله على خلفية استمرار الحرب في أوكرانيا. وأشار مصدر أمني للصحيفة إلى أن هذا قرار من البيت الأبيض لنقل المقدرات من إسرائيل إلى جبهة أخرى، «ومع ذلك، فإنه على خلفية التوتر الأمني العالي في الأسابيع الأخيرة، يتلقى إخراج الذخيرة الأميركية من إسرائيل معنى آخر». وقال وزير إسرائيلي سابق، مطلع على التفاصيل، للصحيفة: «في هذه المرحلة ليس معروفاً متى سيتجدد المخزون. والأمر يتعلق بوتيرة إنتاج الذخيرة في الولايات المتحدة، ولهذا فإن هذه مسيرة ستستغرق وقتاً. ولا يدور الحديث فقط عن القدرة الأميركية، بل أيضاً عن تغيير أولوياتها في الساحة الدولية؛ إذ إن إدارة بايدن توجه ليس فقط القدرات، بل أيضاً الاهتمام من الشرق الأوسط إلى الصين وأوكرانيا». وأضاف مسؤولون سابقون في جهاز الأمن للصحيفة، أن «لأولويات بايدن الجديدة في الشرق الأوسط - مثل الكتف الباردة التي أدارها أخيراً لنتنياهو حين أعلن أن الأخير لن يدعى قريباً لزيارة في البيت الأبيض - توجد آثار مباشرة على إسرائيل ودول المنطقة».

 

الرئيس الإيراني يبدأ الأربعاء زيارة لدمشق ليبحث مع الأسد تعزيز «التعاون الاستراتيجي»

دمشق: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

كشف مصدر إقليمي كبير مقرب من الحكومة السورية لـ«رويترز أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، سيزور دمشق الأسبوع المقبل. وستكون هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني إلى سوريا منذ ما قبل اندلاع النزاع الأهلي عام 2011. كما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن صحيفة «الوطن» السورية إعلانها أيضاً أن الرئيس الإيراني سيزور دمشق، يوم الأربعاء المقبل، في أول زيارة رسمية لرئيس إيراني منذ عام 2010، ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة القول إن رئيسي سيجري، خلال زيارته التي ستستمر يومين، مباحثات رسمية مع نظيره السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن المباحثات ستتضمن تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين «وخصوصاً في الجانب الاقتصادي». وأضافت أنه سيتم خلال الزيارة توقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الخاصة بالتعاون الاقتصادي بين البلدين. تأتي زيارة رئيسي بعد أيام من استقبال الأسد وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بذرباش، وتسلمه أوراق اعتماد حسين أكبري سفيراً مفوضاً وفوق العادة لإيران لدى سوريا.وزار الأسد طهران مرتين منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011. في المرة الأولى، رافق الأسد الجنرال الإيراني قاسم سليماني في زيارة خاطفة إلى طهران، في فبراير (شباط) 2019. وأثارت تلك الزيارة المفاجئة جدلاً واسعاً بسبب عدم اطلاع وزير الخارجية الإيراني حينها محمد جواد ظريف عليها، فقدم استقالته لكن الرئيس حسن روحاني رفض قبولها. وكانت المرة الثانية في مايو (أيار) العام الماضي حيث استقبله نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي. وفي كلا الزيارتين التقى الأسد المرشد الإيراني علي خامنئي.

وانضمت إيران أخيراً إلى مسار تطبيع العلاقات السورية - التركية من خلال مشاركتها في اجتماعات رباعية تضم أيضاً روسيا. وتُعد إيران داعماً رئيسياً لنظام الرئيس السوري، إذ مدته بالأسلحة وآلاف المستشارين العسكريين وأفراد ميليشيات مسلحة من بلدان مختلفة باتوا ينتشرون في مناطق واسعة من سوريا يقيمون فيها قواعد عسكرية. لكن هذا الانتشار لإيران والميليشيات المرتبطة بها يجر على سوريا أيضاً ضربات إسرائيلية متكررة تستهدف على وجه الخصوص منع وصول أسلحة متطورة. كما يشكل انتشار ما يُعرف بـ«ميليشيات إيران» في سوريا مصدر توتر مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم «داعش»، لا سيما في شرق البلاد على الحدود مع العراق.وفي هذا الإطار، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الميليشيات الإيرانية» استقدمت مدفعين وراجمتي صواريخ (غراد) محملتين على سيارات دفع رباعي، باتجاه قاعدة «سليماني» الواقعة في منطقة عين علي قرب الميادين بريف دير الزور الشرقي، وذلك بهدف تعزيز قوتها العسكرية وتثبيت تواجدها في المنطقة. وتابع «المرصد» أن الميليشيات الإيرانية استقدمت أيضاً عدداً من الرافعات الثقيلة إلى مدينة الميادين حيث وصلت إلى «المربع الأمني» فيها، ومن ثم جرى نقل رافعة لمنطقة الحيدرية عبر الطريق الحربي، وأخرى إلى منطقة عين علي قرب الميادين. في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية بأن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، بحث مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن «سبل تعزيز التسوية السياسية للأزمة (في سوريا)». وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن فيرشينين التقى بيدرسن في نيويورك، و«تم التركيز على آفاق المضي بالعملية السياسية التي يقودها وينفذها السوريون بأنفسهم دون تدخل خارجي، وعلى أساس احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها». وحسب البيان تم أيضاً التطرق إلى المهام الإنسانية الملحة، بما في ذلك تجاوز تداعيات الزلزال المدمر في السادس من فبراير (شباط) الماضي، مع التشديد على «ضرورة عدم تسييس تقديم المساعدات والتزام قواعد القانون الإنساني الدولي».

 

العراق يحض إيران على التعاون في المياه ومكافحة المخدرات/رشيد شدد على الأمن الإقليمي... ورئيسي انتقد وجود القوات الأميركية

لندن ـ طهران ـ بغداد: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

حض الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، إيران على مراعاة حصة العراق المائية، ومكافحة تجارة المخدرات. وأبدى نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي التزام بلاده بإطلاق المياه للعراق، بحسب الاتفاقيات الموقّعة بين الدولتين. وأضاف رئيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد أمس في طهران، أنه يجب على كل دولة في المنطقة أن تلتزم بحصتها وحقها من المياه، مبدياً بذلك التزام طهران بحصة المياه لسائر دول المنطقة. وتعهد رئيسي بأن تواصل طهران مسار التفاوض مع بغداد بشأن القضايا الحقوقية المتعلقة بالمياه، وشدد على ضرورة أن تتمتع بلاده بحصتها في شط العرب. بدوره، أكد رشيد ضرورة العمل على حل المشكلات الموجودة مع طهران، ومراعاة حصة العراق من المياه. وقال رشيد إن «العراق وإيران تربطهما علاقات مشتركة، وهي علاقات ثابتة ومتماسكة، وغير قابلة للتغير». ودعا إلى «حل المشكلات بين البلدين، ومراعاة حصة العراق المائية، وتبادل المعلومات بين مؤسسات البلدين لتحسين الخدمات العامة». ويعاني العراق أزمة مياه ينحي فيها باللائمة على تركيا وإيران «لعدم التزامهما» بالاتفاقيات الدولية و«تعديهما» على حصصه. وتواجه إيران بدورها أزمة مياه، خصوصاً في المحافظات الغربية، ويعود جزء منها إلى مشروعات إنشاء سدود وتحويل مجرى الأنهار التي تصب في مناطق حدودية مع العراق إلى وسط إيران. وفيما يخص التطورات الإقليمية، عبّر رشيد عن أمله في تثبيت الأمن والاستقرار والتعاون في المنطقة من خلال تطور العلاقات السعودية - الإيرانية. وأعلنت السعودية وإيران، الشهر الماضي، التوصل لاتفاق بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح سفارتي وممثليات البلدين خلال شهرين على الأكثر، في خطوة لاقت ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً. وقال الرئيس الإيراني: «إن التفاهمات الأمنية بين البلدين قائمة دوماً»، معتبراً أن زعزعة الأمن في العراق تعني زعزعة الأمن في إيران، مضيفاً أن «طهران تسعى لتأمين المصالح المشتركة مع بغداد، وتولي أهمية كبرى لأمن الحدود»، حسبما أوردت «وكالة أنباء العالم العربي». وانتقد رئيسي وجود القوات الأميركية في الشرق الأوسط. وقال: «إن المفاوضات بين دول المنطقة تؤدي إلى تحسين الأمن والاستقرار، والوجود الأميركي فيها يضر بالمنطقة واستقرارها». وأكد رئيسي أن «علاقاتنا مع العراق مبنية على مصالحنا المشتركة» مشيراً إلى أن الأميركيين «يفكرون في مصالحهم وليس في مصالح دول المنطقة»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية». وينتشر 900 جندي أميركي ضمن قوات التحالف في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، في شمال شرقي سوريا. ويوجد الأسطول الخامس الأميركي في البحرين.

- بغداد مصممة على مكافحة المخدرات

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن رشيد قوله، في هذا الصدد، «يجب أن نولي أهمية كبرى لمكافحة تجارة المخدرات، وأن تتبادل مؤسسات البلدين المعلومات لتحسين البنية التحتية في كل من إيران والعراق». وإذ أعرب رئيسي عن ارتياحه لتصميم العراق على مكافحة المخدرات، دافع عن سجل بلاده في مكافحة المخدرات. وقال: «لقد قلت للدول الأوروبية لو لم تتصدَّ إيران للمخدرات، لاجتاحت المخدرات كل أوروبا». وأضاف: «يجب أن تشكروا سجل إيران الحافل في هذا المجال». ودعا إلى «تعاون حقيقي ضد الجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات»، منتقداً في الوقت نفسه الأمم المتحدة بأن دعمها لإيران «لم يتخطَّ حدود الأقوال». واستقبل رئيسي نظيره العراقي، صباح أمس، في «قصر سعد آباد»، التابع للرئاسة الإيرانية في شمال طهران، قبل أن يتوجها معاً إلى مقر المرشد الإيراني علي خامنئي. ونقل موقع خامنئي الرسمي قوله للرئيس العراقي: «إن تقدم العراق وازدهاره واستقلاله وارتقاءه يحظى بأهمية للجمهورية الإسلامية»، مضيفاً أن «توسيع التعاون الثنائي، وتنفيذ الاتفاقيات يصبان في مصلحة البلدين». وكرر خامنئي انتقاداته السابقة لوجود القوات الأميركية في العراق. وقال: «الأميركيون ليسوا أصدقاء العراق، ليست لديهم صداقة مع أي شخص، وهم ليسوا أوفياء حتى لأصدقائهم الأوروبيين». وتابع: «حتى وجود أميركي واحد في العراق، زائد». وأجرى الرئيس العراقي فور وصوله اجتماعاً مع رئيسي تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونقلت مواقع إيرانية عن رئيسي قوله، خلال اللجنة المشتركة بين البلدين، إن «تحسين مستوى العلاقات بين إيران والعراق لا يرضي أعداءنا». وقال: «إن إيران والعراق سيوسعان تفاعلهما بما يتماشى مع مصالح البلدين في المنطقة»، موضحاً أن «تعزيز وتوطيد العلاقات بين طهران والعراق، بالإضافة إلى توفير مصالح الشعبين، سيصبان في مصلحة المنطقة». ويرافق رشيد وفد رفيع المستوى ضم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ووزير الكهرباء زياد علي فاضل، ووزير الموارد المائية عبد عون ذياب، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعدداً من المستشارين وكبار المسؤولين.

 

أزمة المياه تتصدر القمة العراقية ـ الإيرانية/رئيسي ورشيد بحثا تطوير التعاون الاقتصادي والإقليمي

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

هيمنت ملفات المياه ومكافحة المخدرات على قمة الرئيسين العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، والإيراني إبراهيم رئيسي، في طهران، حيث ناقشا التطورات الإقليمية وتطوير علاقات البلدين اقتصادياً. ودعا رشيد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسي، إلى «حل المشكلات بين البلدين ومراعاة حصة العراق المائية». وأكد الرئيس الإيراني، من جهته، التزام بلاده مواصلةَ المفاوضات مع بغداد بشأن قضايا الحقوق المائية، وقال: «يجب على كل دولة في المنطقة أن تلتزم حصتَها وحقها من المياه». ويلقي العراق باللوم على تركيا وإيران في تراجع مصادره المائية نتيجة عدم التزامهما الاتفاقات الدولية. وفيما حض رشيد، نظيره الإيراني، على ضرورة أن يولي البلدان أهمية كبرى لمكافحة الاتجار بالمخدرات، دافع رئيسي، في المقابل، عن سجل بلاده في هذا المجال، مبدياً ارتياحه لتصميم العراق على مكافحة المخدرات. وانتقد رئيسي، الأمم المتحدة، على عدم تقديم الدعم لطهران، ودعا إلى تعاون حقيقي ضد الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات. وقال: «لو لم نتصد للمخدرات لاجتاحت كل أوروبا». كما تناول الرئيسيان التطورات الإقليمية، وأعرب الرئيس العراقي عن أمله في تثبيت الأمن والاستقرار والتعاون الإقليمي عبر تطور العلاقات السعودية - الإيرانية. بدوره قال رئيسي إنَّ المفاوضات بين دول المنطقة «تؤدي إلى تحسين الأمن والاستقرار»، فيما وصف الوجود الأميركي في المنطقة بـ«المضر». وفي وقت لاحق دعا المرشد الإيراني، علي خامنئي، الرئيس العراقي والوفد المرافق له، إلى تنمية العلاقات بين البلدين.

 

أوكرانيا تضرب القرم مع اقتراب الهجوم المضاد

زيلينسكي يطالب بأسلحة للدفاع الجوي... وزعيم «فاغنر» يحذّر من ترك باخموت وانهيار الجبهات

كييف - موسكو: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

تعرضت سيفاستوبول، مركز أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم، لهجوم بطائرات «مسيّرة» يُعتقد أنَّها أوكرانية، أمس السبت، وذلك غداة إعلان كييف أنَّ التحضير لهجومها المضاد الواسع النطاق «شارف على نهايته». وأفاد أندريه يوسوف، المسؤول في المخابرات العسكرية الأوكرانية، بأن أكثر من عشرة خزانات للمنتجات النفطية في سيفاستوبول دُمرت في حريق، لكنه لم يعلن مسؤولية أوكرانيا عن الهجوم مكتفياً بوصفه بأنه «عقاب إلهي» بعد تعرض مدن أوكرانية عدة لضربات صاروخية روسية، الجمعة. وقال سيرغي أكسيونوف، حاكم القرم الروسي، إن قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرتين مسيّرتين. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن الحاكم قوله إن «النيران اشتعلت في خزان وقود.. ربما تسبب هجوم بطائرة من دون طيار في ذلك». ومن جانب آخر، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالحصول على مزيد من أسلحة الدفاع الجوي بعد مقتل 28 شخصاً في هجمات الجمعة، فيما رأت الاستخبارات البريطانية أن الهجمات الروسية تشير إلى استراتيجية جديدة، موضحة أن «الموجة اشتملت على صواريخ أقل من تلك التي استُخدمت في الشتاء، واستهدفت وحدات الاحتياط الأوكرانية وليس البنية التحتية». وعلى صعيد جبهة باخموت في الدونباس، هدد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة «فاغنر» الروسية للمرتزقة، أمس، بسحب قواته من المدينة بسبب المعدل المرتفع للقتلى والجرحى في القتال هناك، ونقص الإمدادات، محذراً من أن الانسحاب من باخموت يهدد بانهيار جبهات قتال أخرى، وقال: «لدينا كل يوم آلاف الجثث التي نضعها في توابيت، ونرسلها إلى الوطن»، مضيفاً أنَّه كتب إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يطلب منه إمدادات بأسرع وقت ممكن.

 

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع والمعارضة تكثّف احتجاجاتها رداً على مظاهرة اليمين «التحريضية»

رام الله: «الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة. هذا خطر على ديمقراطية إسرائيل… تظاهر مئات الآلاف في الشوارع فقط يمكنه إيقاف الانقلاب القضائي». ونظمت المعارضة مظاهرة، السبت، بعدما استفزتها مظاهرة الخميس اليمينية، ليس فقط لمستوى الحشد فيها، بل لأن مشاركين فيها داسوا على صور شخصيات قضائية بارزة. كما ذهب خلالها وزير القضاء، ياريف ليفين، إلى اتهام محكمة العدل العليا بـ«الدفاع عن الجيران الإرهابيين وليس عن حياة الجنود». ورد رئيس قائمة «المعسكر الوطني»، وزير الدفاع السابق بيني غانتس، باتهام ليفين بـ«التحريض والكذب والتفريق والتقسيم». وقال: «لا يمكنني فهم الأشخاص الذين يدوسون على ملصق لصور قضاة محكمة العدل العليا ومكتب المدعي العام... لا يستطيع وزير القضاء التحريض ضد القضاة». ودعا غانتس كل الذين يهمهم مستقبل الديمقراطية «إلى الخروج والتعبير عن موقفكم لصالح الديمقراطية ولصالح تعزيزها».

 

إردوغان يحشد أنصاره بعد وعكة صحية وزار معرضاً للطيران برفقة الدبيبة وعلييف

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/30 نيسان/2023

حشد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنصاره في أول ظهور شخصي له، منذ إصابته بوعكة صحية عرقلت حملته الانتخابية لمدة 3 أيام، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار). وبعد تعافيه من «نزلة معوية» تسبّبت في إلغائه أنشطة انتخابية، شارك إردوغان أمس، في افتتاح معرض «تكنوفست» السنوي لتكنولوجيا الطيران والفضاء. ووصل الرئيس التركي برفقة حليفه المقرب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة. وتوجَّه بعد ذلك إلى إزمير، حيث خاطب تجمعاً حاشداً لأنصار حزبه. وبدا إردوغان بصحة جيدة وهو يخاطب الحشود، وأشاد بجهود الحكومة لمساعدة ضحايا كارثة الزلزال التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص في فبراير (شباط). وحمل الزعيم التركي بشدّة على معارضيه، قائلاً إن «التصريحات الفاضحة التي أدلوا بها في الأيام الأخيرة، تكشف عن كراهيتهم وحقدهم»، في إشارة إلى تكهنات حول صحّته. وأضاف: «لكن مهما كان ما يحاولون القيام به، لن يتمكنوا من تحقيق أي شيء»، متهماً أعضاء المعارضة بأنهم «عملاء» للغرب ومصممون على زعزعة تركيا. ولم يتطرق إردوغان إلى المخاوف حول حالته الصحية، كما لم يذكر سبب غيابه، وأعلن بدل ذلك إطلاق «قرن جديد لتركيا». في المقابل، حذّر مرشح المعارضة للرئاسة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، الشعب التركي، من الانجرار وراء ما سماه «الألعاب القذرة» ومناخ «الاستقطاب المتهور».

 

البابا فرنسيس يكشف إصابته "بالتهاب رئوي حاد وقوي" في آذار

وطنية/30 نيسان/2023

كشف البابا فرنسيس اليوم أن الوعكة الصحية التي تعرض لها في أواخر آذار كانت عبارة عن "التهاب رئوي حاد وقوي"، مؤكدا عزمه على مواصلة الرحلات الى الخارج، وذلك في تصريحات خلال عودته من المجر اليوم، وفق ما اعلنت" وكالة الصحافة الفرنسية".

وقال: "شعرت بألم قوي في ختام المقابلة العامة" مع المؤمنين في 29 آذار، مضيفا: "لم أفقد الوعي لكنني أصبت بحمّى عالية... والطبيب نقلني على الفور الى المستشفى". وأضاف أنه عانى "التهابا رئويا حادا وقويا في الجزء السفلي من الرئة". وردا على سؤال بشأن رحلاته المقبلة، أكد عزمه على زيارة لشبونة مطلع آب لمناسبة اليوم العالمي للشباب. وأضاف: "آمل أن أتمكن من القيام بذلك"، ممازحا بأن برنامجه الذي يتضمن لاحقا رحلتين الى مدينة مرسيليا الفرنسية ومنغوليا "يبقيني أتحرك".

 

الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعلنان تمديد الهدنة رغم تواصل خرقها

وطنية/30 نيسان/2023

أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  تمديد الهدنة التي تنتهي منتصف الليل لمدة ثلاثة أيام، رغم خرقها باستمرار منذ بدئها"، وفق ما افادت "وكالة الصحافة الفرنسية".

وقال الجيش في بيان إنه بناء على المساعي السعودية والأميركية "وافقت القوات المسلحة على تمديد الهدنة" مؤكدا "جاهزيته التامة للتعامل مع أي خروقات". كما أعلنت قوات الدعم السريع "تمديد أجل الهدنة الإنسانية لـ72 ساعة" استجابة "لنداءات دولية واقليمية ومحلية".

 

الناطق باسم العملية السياسية في السودان: نحن مع جيش واحد مهني وقومي

وطنية/30 نيسان/2023

 قال الناطق باسم العملية السياسية في السودان، خالد عمر، إنهم "ضد الحرب ومع جيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة". وتابع: "نحن ضد الحرب ومع تحول مدني ديمقراطي يتم عبر الوسائل السلمية السياسية فقط لا غير. نحن ضد الحرب وضد عودة النظام البائد للتسلط على رقاب الناس مرة أخرى".بحسب "وكالة روسيا اليوم". وأشار المتحدث إلى أن "بعض مناصري استمرار الحرب يخلطون عن عمد بين الغايات والوسائل، ببساطة نحن مع الجيش الواحد والتحول الديمقراطي وعدم عودة النظام السابق ولكنا نختلف مع الحرب كوسيلة لتحقيق هذه الغايات، ونعمل حصرا على بلوغها سلما، ونرى بؤس حجج مشجعي الحرب". وأكد خالد عمر، أن "دعاة الحرب لن يقودوا البلاد إلا لتدميرها، هنالك جهة واحدة ذات مصلحة في استمرارها وهي مجموعات من النظام البائد، خططت لهذه الحرب وتعمل على إشعالها واستمرارها". وتابع: "أما نحن في القوى المدنية الديمقراطية نرى أنه يجب الضغط الآن لوقف الحرب ووضع آليات لمراقبة وقف إطلاق النار والعودة لمسار الحوار السياسي الذي تتوحد فيه القوى المدنية الديمقراطية وتفرض فيه توازن قوى يحقق وحدة الدولة وسيادتها وصون مؤسساتها والوصول لجيش واحد مهني وقومي ضمن خطة شاملة للاصلاح الأمني والعسكري، وترتيبات انتقالية بقيادة مدنية تنتهي بانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة يختار فيها الشعب من يحكمه وتنتهي عبرها مشروعية استخدام العنف لبلوغ الغايات السياسية". وختم: "موقفنا واضح لا لبس فيه من حيث الغايات والوسائل، سنظل متمسكين به مهما حاول من يقرعون طبول الحرب أن يغطوا عليه بالضجيج وبالخطابات الغوغائية التي ستفتت هذه البلاد".

 

غوتيريش يوفد مسؤولا كبيرا متحدثا عن وضع "غير مسبوق" في السودان

وطنية/30 نيسان/2023

 قرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم،  أن يوفد "فورا" الى المنطقة المسؤول عن الشؤون الإنسانية في المنظمة مارتن غريفيث في ضوء وضع "غير مسبوق" في السودان حيث تستمر المواجهات، وفق ما أعلن المتحدث باسمه. وقال ستيفان دوجاريك في بيان  اوردته" وكالة الصحافة الفرنسية": إن "الأحداث في السودان تحصل بنطاق وسرعة غير مسبوقين"، مبديا "قلقه الكبير" وداعيا "جميع الأطراف" الى حماية المدنيين والسماح لهم بمغادرة مناطق المعارك.

 

أردوغان يعلن "تحييد" زعيم تنظيم "داعش" أبو حسين القرشي خلال عملية للاستخبارات

وطنية/30 نيسان/2023

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء اليوم  تحييد زعيم تنظيم "داعش" ويدعى "أبو حسين القُرَشي"، خلال عملية للاستخبارات التركية في سوريا. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن مصادر أمنية قولها إن "شعبة مكافحة الإرهاب في اسطنبول أطلقت عملية لتوقيف المشتبه بهم المنخرطين في أنشطة مرتبطة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة" في سوريا، العراق". وأضافت الوكالة :"أن فرق شعبة مكافحة الإرهاب داهمت 14 موقعا في 7 مناطق باسطنبول، ما أسفر عن توقيف 16 أجنبيا، يشتبه بأنهم "مقاتلون إرهابيون أجانب" و"يشكلون خطرا على البلاد".

 

النواب الإيرانيون يسحبون الثقة من وزير الصناعة على خلفية ارتفاع الأسعار

وطنية/30 نيسان/2023

صوت مجلس الشورى الإيراني اليوم الأحد، على سحب الثقة من وزير الصناعة والتعدين والتجارة في حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، وسط ارتفاع الأسعار بينما يرزح اقتصاد البلاد تحت ضغط العقوبات، بحسب وكالة "فرانس برس". وفشل رضا فاطمي أمين في الحصول على دعم كاف في التصويت على الثقة. وصوت 162 نائبا لصالح سحب الثقة مقابل  102 صوتوا ضد ذلك، من أصل 272 نائبا حضروا جلسة البرلمان التي شارك فيها رئيسي للدفاع عن وزيره.

وهي المرة الثانية يواجه فيها فاطمي أمين تصويتا أمام البرلمان على خلفية القضايا ذاتها.

 

السيسي: الرؤية المصرية تقوم على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان

وطنية/30 نيسان/2023

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن التطورات في السودان احتلت جانبا مهما من مباحثاته مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بحسب وكالة "روسيا اليوم". وأضاف السيسي، خلال قمة جمعته بكيشيدا اليوم الأحد في القاهرة، مؤكدا ل"رئيس الوزراء الياباني الرؤية المصرية القائمة على ضرورة الوقف الفوري والدائم والشامل لإطلاق النار في السودان". كما شدد على "أهمية امتناع أي طرف خارجي عن التدخل في الأزمة، باعتبارها شأنا سودانيا خالصا، بما يسهل من نزع فتيل الأزمة، ويحول دون تفاقمها". وفي وقت سابق، صرح المستشار المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، أن رئيس الوزراء الياباني يزور مصر لمدة 3 أيام لتكون وجهته الأولى في مستهل جولته الإفريقية. وستتناول المباحثات المصرية اليايانية، سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وبحث حالة السلم والأمن على المستويين الدولي والإقليمي.

 

اجتماع خماسي على مستوى وزراء الخارجية في عمان للتشاور بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية

وطنية /30 نيسان/2023

نقلت وكالة "روسيا اليوم" عن الخارجية الأردنية القول ان "وزراء خارجية سوريا ومصر والعراق والسعودية والأردن سيجتمعون في عمان يوم غد الاثنين لمواصلة المشاورات بشأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية". وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سنان المجالي إن "الاجتماع يأتي استكمالا للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن والعراق ومصر، الذي استضافته السعودية في جدة منتصف نيسان الحالي، وللبناء على الاتصالات التي قامت بها هذه الدول مع الحكومة السورية وفي سياق طروحاتها، والمبادرة الأردنية للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجزرة عين إبل في الذكرى الثالثة بعد المئة

الكولونيل شربل بركات/01 آيار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117795/117795/

في الخامس من أيار سنة 1920 قامت عصابات (أو ميليشيات) يوسف العظمة التي تشبه إلى حد ما المليشيات المسلحة في جنوب تركيا والتي سميت يومها “قوات ملي” وكانت نظمت بعد أن وقّعت تركيا اتفاق وقف اطلاق النار الذي مهد لنهاية الحرب العالمية الأولى، قامت هذه العصابات بالهجوم على عين إبل وتنفيذ مجزرة بسكانها راح ضحيتها الشيوخ والنساء والأطفال كما الشبان الذين قاتلوا حتى الاستشهاد.

كانت شروط السلام لانهاء الحرب تضمنت بقاء السلطنة مع اشراف الحلفاء على حرية الملاحة في المضائق بين البحر المتوسط والبحر الأسود وتسريح عدد كبير من الجيش العثماني الذي كان انسحب من الجبهات في اوروبا وبلاد المشرق. وقد قامت حركات رفض لتسريح القوات من قبل الضباط العثمانيين وكلف أتاتورك بالتوجه إلى الآناضول لاقناع هؤلاء الضباط على القبول بالشروط المطلوبة. ولكن على ما يبدو كان هذا الرفض من قبل المتشددين الذين خافوا من فتح ملفات جرائم انسانية قد تؤدي إلى محاكمتهم. وبالفعل فقد حكم على أنور باشا الذي كان وزير الحربية وأحد الثلاثة الذين قادوا السلطنة خلال الحرب، وهم طلعت باشا الصدر الأعظم ووزير الداخلية وجمال باشا وزير البحرية وأنور باشا وزير الحربية وشاركوا بشكل أو بآخر وغيرهم بمجازر “التنظيف العرقي” في جنوب تركيا خاصة مجازر الأرمن واليونانيين في كيليكيا والآشوريين والسريان في ديار بكر. وحكمت المحكمة على أنور باشا بالاعدام للتسبب بالحرب وسوء التصرف ما دفعه إلى الفرار واللجوء إلى ألمانيا.

وقد كان جمال باشا الذي لقبه اللبنانيون بالسفّاح هو من فرض الحصار التمويني على متصرفية جبل لبنان بعد أن حل مجلس الادارة فيها وألغى القوانين المتعلقة بها ومفاعيلها ما تسبب بالمجاعة التي أدت لمقتل حوالي 200 ألف من اللبنانيين يشكلون ثلث السكان وهجرة الثلث الآخر.

في محاولته ضبط الوضع بين العسكريين، خاصة بعد أن قام بعض الضباط بتوزيع السلاح على المدنيين في جنوب تركيا وحثهم على القتال للحفاظ على مكتسباتهم، سيما وأن بعض هؤلاء كان نقل إلى هذه المنطقة بعد عمليات الابادة وأعطي أراضي وبيوت المهجرين، ولم يكن قد مر بعد على عمليات القتل الجماعية تلك التي أدت إلى التهجير أكثر من خمس سنوات، ما أظهر المصلحة المشتركة للضباط الخائفين من تسريح الجيش وملاحقتهم، وبعض الأهالي الذين شاركوا بشكل أو بآخر في التوطين والاستيلاء على حقوق المهجرين، كانت مهمة أتاتورك صعبة . وقد زاد من صعوبتها دخول القوات اليونانية إلى المناطق التي يسكنها يونانيون بقصد حماية السكان خاصة ازمير التي تعتبر أكبر مدينة يونانية في آسيا الصغرى.

في هذه الأجواء عاش يوسف العظمة وغيره من الضباط العثمانيين الذين التحقوا بقوات فيصل بعد سقوط دمشق وانسحاب القوات العثمانية. ويوسف العظمة هو تركماني سوري كان من الضباط القادة المهمين في الجيش العثماني وقد شارك في معارك البلقان وقاد الفرقة الخامسة والعشرين ومن ثم أصبح مساعدا لوزير الحربية أنور باشا المذكور أعلاه وقد يكون له علاقة بالمجازر التي حصلت في جنوب تركيا ومن هنا خوفه من أن يؤدي الاستقرار إلى ملاحقته شخصيا كما حصل مع رئيسه المباشر أنور باشا.

صحيح أن لفرنسا وبريطانيا العظمى مصالح، خاصة وأنهما دفعتا الحصة الكبرى من خسائر الحرب، ولكنهما لم تحملا في خلفيتهما السياسية بذور التفرقة الدينية. فقد كانت الدول الاوروبية التي توسع انتشارها في كافة اقطار العالم قبل الحرب العالمية الأولى بسبب امتلاكها لقدرات تقنية، وبنفس الوقت وسع الافكار الانسانية التي استندت إلى قوانين نتجت عن معاناة المجتمعات المتعددة الثقافات فعرفت كيف تستوعب مشاكلها وبالتالي تمنع تقاتلها لا بل توجه قواها نحو التنافس على تحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية وتعاونها، ما جعلها بغنى عن استعمال الحقد الديني أو المذهبي الذي نمى ولا يزال ينمو مع الحركات الدينية في المجتمعات المتخلفة من حولنا، ولو بعد مئة سنة على تلك الأحداث. وما يحاول بعض الباحثين في التاريخ وأسباب المجازر في تلك المرحلة لصقه بما يسمونه الاستعمار لكي يستوعبوا الدوافع الكامنة خلف هذا الحقد الذي انتج هكذا مجازر يبعد بعض الشيء عن الواقع.

إذا ما درسنا تلك المرحلة بكل جوانبها نجد بأن من دفع بعض العصابات لمهاجمة عين إبل ومن نظم مؤتمر وادي الحجير تحت اسم الزعيم الشيعي كامل بيك الأسعد بدون علمه أو مشاركته، ومن قبل بقيادة محمود الفاعور زعيم عرب الفضل في الجولان بدون أن يسأل عن زعامة الوائليين المتجزرة في الدفاع عن جبل عامل طيلة مئتي سنة، يقصّر لا بل يخطئ في توجيهه للبحث. يجب أن يتساءل الباحثون لماذا ذهب السيد عبد الحسين شرف الدين الذي القى خطبته الرنانة في مؤتمر وادي الحجير مباشرة ألى دمشق؟ اليس ليقدم تقريره إلى من كلفه بذلك؟ وهي الدلالة على التخطيط.

من جهة أخرى يجب العلم بأن كامل بيك الأسعد كان مجتمعا مع الكولونيل نيجر في النبطية لتنظيم حرس مدني بالتنسيق مع الفرنسيين لوقف أعمال هذه العصابات، وقد تم تنفيذ مجزرة عين إبل في نفس يوم الاجتماع أي الخامس من ايار 1920 لمنع نجاح هذه العملية. وهذا وحده دليل قاطع على مسؤولية يوسف العظمة وجهازه عنها. صحيح بأن الاتهام وجه للأسعد على مسؤوليته المعنوية، ولكنه بدون شك لم يكن يرغب بالسير بركب يوسف العظمة ولا قبل بأوامره، لا بل قد يكون تخطيط الأخير موجها ضد زعامة الأسعد الشاملة لكافة أطياف المجتمع في جنوب لبنان حيث ساهم المسيحيون كما الشيعة باستمرار هذه الزعامة. ولم يكن هناك تنافرا بين سكان القرى الشيعية والمسيحية قبل تلك الأحداث.

وبالرغم من اشتراك بعض أبناء المنطقة المغرر بهم بالهجوم على عين إبل فإن الجو العام عاد إلى الهدوء بعد الحادثة. ولكن اعتبار يوسف العظمة شهيدا مناضلا ترك أثره في نفوس السوريين ما تسبب بأحداث 1925 واستمرار التعبئة ضد الفرنسيين، حتى بعد قيام لبنان الكبير والاستقرار الذي رافقه. إلا أننا نجد ردة فعل زعيم بنت جبيل الحاج محمد سعيد بزي على نهج الكراهية الذي عاد إلى الظهور في 1936 (ربما بتأثير من المخابرات الألمانية هذه المرة لاحراج القوات البريطانية وقد رايناها واضحة في أحداث فلسطين وفتاوى الحاج أمين الحسيني، الضابط العثماني السابق والذي التجأ إلى المانيا في 1941) بأن غادر بنت جبيل وسكن في عين إبل اعتراضا على ما كان بعض عملاء دمشق يحاولون الترويج له. وقد استقبل بحفاوة في البلدة وبقي فيها إلى أن تحركت الوفود من كافة أرجاء المنطقة وعلى رأسها السيد عبد الحسين شرف الدين نفسه لوقف هذا النوع من التعبئة، فعاد إلى بيته مواكبا من الأهالي.

إن ما حدث في عين إبل في الخامس من أيار سنة 1920 أساء إلى العلاقات الطبيعية بين مركبات المجتمع الجنوبي، ولكنه لم يكن من ضمن أخلاقيات أبناء المنطقة. ويوم حاول البعض إعطاء قيمة لصادق حمزة وأدهم خنجر على أنهما يمثلان الشيعة، أساءوا إلى الطائفة الشيعية مرة أخرى كون هؤلاء وأمثالهم لم يكونوا يوما قادة فكر أو منظورين في الجماعة. وقد يكونوا عملوا مع تنظيم مخابراتي عثماني قبل الحرب (تشكيلات محسوسة) أو قاموا بأعمال خارجة عن القانون ما دفعهم إلى الالتحاق بقوات الفاعور من أجل التلطي وحماية أنفسهم فساهموا بالتفرقة بين المواطنين كمقدمة لسيطرة خط أنور باشا ويوسف العظمة على الفكر السياسي في بلاد الشام، والذي ساهم ولا يزال بتفشي أمراض الحقد التي نعاني منها حتى اليوم. وهو أيضا ما كان حصل في جنوب تركيا ودفع بالنهاية أتاتورك لفرض العلمانية على الدولة التركية الحديثة والتي بقيت حتى أردوغان وساهمت بمنع المشاكل الداخلية فيها.

وحتى الأحداث التي جرت في العراق كانت من ضمن نفس السياق وقد انطلقت ما سمي بالثورة بنفس الفترة أي في أيار 1920 ما اضطر بريطانيا لاستقدام قوة من الهند لوقف التدهور. من جهة أخرى فقد أعطت بريطانيا لأبناء الشريف حسين مملكة شرق الأردن (الملك عبدالله) ومن ثم، وحتى بعد فشل فيصل في الشام بسبب خطط يوسف العظمة، أعادته ملكا على العراق، لا بل كان العراق أول دولة في المنطقة تنال الاستقلال سنة 1932 وذلك كأشارة بأنها لا تنسى من وقف معها. ولكن الفكر الديني والمتحجر، اضافة إلى الفكر اليساري الذي تأثر بالشيوعية في روسيا ورافق أغلب “المثقفين” فيما بعد خاصة في الفترة الناصرية، ساهما بوضع كل المساوئ على من اسموها دول الاستعمار وهي الدول التي حاولت تعليم المواطنين على ادارة البلاد والتخطيط لمزيد من الانتاج لا السيطرة بواسطة القوة على ما ينتجه الآخرون والتمتع به، وهي طريقة لا زالت معتمدة عند الكثير من الشعوب المتخلفة.

في هذه المناسبة أي الذكرة الثالثة بعد المئة لمجزرة عين إبل ندعوا الباحثين في التاريخ للنظر بهذه الأمور التي طرحناها لكي يتعمقوا أكثر بالموضوع ويفتشوا عن الوثائق التي تدعم هذا الطرح أو تنفيه لا الاستمرار باجترار مقولة الاستعمار والامبريالية اللتين ساهمتا بتأخر هذه الدول وتوقفها عن التقدم لا بل استعادة التقاتل والاستئثار بالسلطة كدافع للتزعم ومنع أي كان من المنافسة الطبيعية.

 

زيارة عبد اللهيان : لا علاقة لها بالاستحقاق الرئاسي

علي حمادة/نيوزليست/30 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117811/117811/

كانت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان للبنان منتصف الأسبوع عادية، فالمسوؤل الإيراني ليس معنيًا بالمباشر بالملف اللبناني داخل القيادة الإيرانية، وبالتالي فإن زيارته لا تقدم ولا تؤخر في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. وهو بالتأكيد لا يحمل في جعبته “كلمة سر” إيرانية، ولا حتى توجها عامًا او خاصًا. زيارة عبد اللهيان طابعها دبلوماسي ضمن حملة علاقات عامة في المنطقة، فالطرف المعني بالملف اللبناني في طهران هو “فيلق القدس ” التابع ل”الحرس الثوري” والخاضع لمرجعية مكتب المرشد مباشرة. بالطبع، إن الملف هو بيد “حزب الله” الفصيل الأهم في “فيلق القدس” الذي يتمتع بهوامش كبيرة في ما يتعلق بالتفصيل اللبناني. اما الحكومة الإيرانية، وإن تكن مشكّلة من الجناج المحافظ المتشدد برئاسة الرئيس إبراهيم رئيسي، فلا تتدخل ولا تملك أن تتدخل في الساحة اللبنانية الواقعة خارج نطاق مسوؤلياتها. هكذا كان الوضع على الدوام، وهكذا هو اليوم وسيبقى ما بقيت سياسة النظام الإيراني قائمة على مبدأ تصدير الثورة ، و التمدد في المشرق العربي من العراق ، الى سوريا ولبنان وغزة وغيرها . استنادا الى هذا المعطى، لا تحمل زيارة عبد اللهيان سوى طابع دبلوماسي معنوي، بالكاد يلامس ترجمة جزء من مضمون الاتفاق السعودي – الإيراني بشقه غير الأمني او العسكري .

اذن، من يبحث عن أجوبة عن تساؤلات تتعلق بالموقف الإيراني إزاء الاستحقاق الرئاسي ، عليه ان يبحث عنها إما من مصدرها المحلي، ونعني بذلك “حزب الله” الذي يتمتع بثقة النظام الى حد يمكنه من التدرج في التراتبية النظامية في الجهاز الذي ينتمي اليه ، فيقدم قراءته لمرجعيته التي غالبا ما تأخذ في الاعتبار رؤية طهران ، مصالحها ، و توجهاتها العميقة . وقد سبق للامين العام ل”حزب الله” ان قال في احدى مقابلاته التلفزيوينة في العام الماضي ما معناه، انه اذا اشتبه بأنّ شيئا يرضي المرشد علي خامنئي فعله ، واذا اشتبه انه يزعجه تجنبه. الى هذا الحد يراعي “حزب الله” مرجعيته ، فضلا عن ان قناته مفتوحة مباشرة بالمرجعية الأمنية أي “فيلق القدس ” و“الحرس الثوري ” ، والروحية السياسية الاستراتجية المتمثلة بشخص المرشد. معنى هذا ان “حزب الله” الذي يقود محور طهران في لبنان، لا ينتظر مجئ الوزير عبد اللهيان، ولا أيّ وزير آخر في الحكومة لكي يبني عليها توجهاته السياسية في لبنان والإقليم او ليتسلم قرارا إيرانيا .

و لذلك نقول إنّ الزيارة حُمّلت أكثر مما تحتمل ، و ان المؤتمر الصحافي الذي نظمته السفارة الإيرانية في بيروت، و تقاطر اليه الصحافيون، لاسيما من الذين عادة لا يميلون الى محور “حزب الله” ما كان ليأتي بجديد ، لا من ناحية السياسة، ولا من ناحية المادة الصحافية التي يمكن من خلالها فهم شيء جديد في توجهات ايران بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي . فالقرار عند “حزب الله” بعد ان اخذ الضوء الأخضر من مرجعيته الإقليمية. واذا كان ثمة جديد في المقاربة الإيرانية كإنعكاس لمفاعيل الاتفاق السعودي – الإيراني ، فهذا “الجديد” تبلغ به قيادة “حزب الله” من خلال اقنية التواصل المباشرة بمرجعيتها الأمنية والسياسية المتدرجة صعودا الى مكتب المرشد على خامنئي. علما ان الاستحقاق الرئاسي اللبناني بما له من أهمية على واقع الساحة اللبنانية المهمة جدا لايران يخضع في النهاية ل”تأشيرة” من المرجع !

استنتاجا، ان أيّ متغيرات إيرانية ان كانت ثمة هناك متغيرات، فسيدلي بها “حزب الله” في الوقت الذي ينتقيه مع مرجعيته. لكن حتى الان يبقى ترشيح احد أبناء محور طهران قائما. اما عبد اللهيان فغير معني لا من قريب ولا من بعيد .

 

ملاحظات وشوائب في مقابلة فرنجية

أحمد عدنان/موقع لبنان الكبير/01 آيار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117829/117829/

شاهدت بدقة المقابلة الأخيرة لزعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية في قناة “الجديد”، وكان لافتاً تمكن فرنجية من أدواته، إذ نجح في كسب تعاطف شريحة من المشاهدين أو على الأقل تحييدها عاطفياً، وكانت رسائله إلى الناخبين المسلمين ذكية بالتأكيد على احترام الدستور والمؤسسات واحترام مقام رئيس الحكومة والموافقة على المداورة الكاملة في الوزارات، وأبدى فهماً ناضجاً – إلى حد كبير – لدور رئيس الجمهورية في النظام السياسي، وكان حديثه الموجه إلى دول الخليج لطيفاً.

لم ينجح فرنجية في مقابلة “الجديد” لولا المحاور جورج صليبي، الذي بدا معه أكثر ليونة وأقل عدوانية على عكس أدائه مع زعيم حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع قبل حلقة فرنجية بأيام. ومرونة صليبي جاءت في سياق حملة ملحوظة في وسائل الاعلام اللبنانية مفادها: لقد نضجت التسوية الرئاسية ووافقت السعودية على انتخاب فرنجية، لكن فرنجية نفسه نسف هذه الحرب النفسية حين قال بأنه يستطيع تحقيق الفوز بالنصف زائد واحد (بغض النظر إن كان هذا التصور صحيحاً أم لا) لكنه لا يريد أن يكون رئيس مواجهة واستفزاز للسعودية.

إن مقابلة فرنجية في قناة “الجديد” أكدت المؤكد بأهليته الشخصية لرئاسة الجمهورية قياساً بالرئيس السابق ميشال عون (وصهره جبران باسيل حليف الثنائي الشيعي الأهم والطامح الى قصر بعبدا)، لكن مشكلة فرنجية في السباق الرئاسي هذه الأيام ليست شخصية أبداً.

لم يكن ترشيح ميليشيا “حزب الله” للجنرال ميشال عون بعد انتهاء ولاية ميشال سليمان اعتباطياً، ولم يكن من باب رد الجميل لمواقف عون مع الميليشيا الإرهابية. لقد شاهدنا الهدف السياسي من ترشيح عون في عهد جهنم، أصر “حزب الله” على رئاسة ميشال عون بهدف تمكين الدويلة من ابتلاع الدولة وتأجيج السعار الطائفي وتهميش السنة وتهشيمهم… ونجح في ذلك، ويبدو أن هدفه من ترشيح فرنجية سيكون هضم الدولة تماماً، عبر نسف التحقيق في تفجير المرفأ وأيرنة القطاع المصرفي، والأهم رعاية تحالف الميليشيات الإيرانية في لبنان (“حزب الله” – “حماس” وأخواتها في المخيمات الفلسطينية).

إن نوايا فرنجية إزاء بلاده ليست محل شك وتشكيك على عكس قدرته على إعاقة مخططات الحزب المظلمة إزاء لبنان، وهنا يجدر التذكير بحادثتين: الأولى، حين قام الرئيس سعد الحريري بترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية أواخر 2015 لم تجرؤ كتلة فرنجية على كسر قرار “حزب الله” بمقاطعة انتخابات الرئاسة لانتخاب زعيمها مع أن ذلك كان ممكناً بدليل نزولها إلى آخر جلسة سبقت تبني الحريري لترشيح ميشال عون رئيساً في 2016. أما الثانية، فقد شهدها اللبنانيون قبل أسابيع حين صرح أغلب لبنان (بما في ذلك جبران باسيل) مستنكراً إطلاق ميليشيا “حماس” للصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية باستثناء فرنجية، وكأن الضمانات التي قدمها قبلها لباريس عن الاستقلالية مجرد حبر على ورق، وكأن الحديث عن تحالف الميليشيات المتأيرنة في لبنان يقوّض حظوظه الرئاسية وربما يقوّض عهده إذا تحقق وبدأ. وكان غريباً حقاً أن لا يسأل جورج صليبي ضيفه عن هذا الموضوع مع أن النتيجة النهائية لهذا التحالف تقويض الدولة اللبنانية واستهداف دول الاعتدال العربي عاجلاً أو آجلاً!

إن مفتاح موقف الثنائي الشيعي المسلح من ترشيح فرنجية، التأكيد لعموم اللبنانيين أن الثنائي هو موزع الغنائم في لبنان، وأن التحالف معه وخدمة مشروعه هو المعبر الوحيد إلى النفوذ والسلطة، وبالتالي حتى إذا اضطر الثنائي إلى التخلي عن ترشيح فرنجية، فلا بد أن يكون رئيس التسوية من اقتراحه هو (أي الثنائي). وأشارت أوساط إقليمية إلى أسماء مرشحين يغلب الظن أنها الخيارات الحقيقية أو البديلة للثنائي المسلح، كالوزيرين السابقين زياد بارود وناجي البستاني، وكأن الحزب الإلهي يريد رئيساً إن لم يرعَ مشروعه يعجز عن تعطيله.

حين تصادمت الميليشيا المتأيرنة مع العرب اختار فرنجية الميليشيات، وهذا مفهوم بحكم تموضعه السياسي، منذ 2005 يصعب بشدة استذكار موقف لفرنجية استقل فيه عن “حزب الله” على مستوى الخيارات الوطنية (باستثناء بعض المحطات في العلاقة مع “التيار الوطني الحر”)، وحين يقول انه سيتغير كرئيس ربما لا يمكن تكذيبه بحكم مصداقيته، وبحكم أنه من يحتاج العرب في لبنان وليس العرب من يحتاجونه، لكن التساؤل عن عجز فرنجية حين تتصادم الميليشيا المتأيرنة مع مصالح اللبنانيين وحقوقهم مشروع نظراً الى اعتراض كل الأحزاب المسيحية على رئاسته فضلاً عن التراجع الشعبي لزعامته – بما في ذلك منطقته زغرتا – التي خسرت في انتخابات 2022 نحو 26 ألف صوت قياساً الى انتخابات 2018. والمثل الواضح هنا هو تفجير المرفأ، لم يسأل صليبي فرنجية عن التحقيق فيه خصوصاً وأنه موضوع خلافي بين الحزب المسلح وعموم اللبنانيين، كما أن أسماء بعض معاوني فرنجية ظهرت في خانة الاتهام حتى لو كان الاتهام لا يعني الإدانة إلا بفصل القضاء. هل يعد فرنجية أهالي ضحايا تفجير المرفأ بالسعي إلى تحقيق العدالة للضحايا وتحديد الجناة والمقصرين حتى لو كانوا من حزبه أو من فريقه السياسي أو من حلفاء صديقه بشار الأسد ومحاسبتهم تحت قبة القضاء؟

إن كل الإيجابية التي ظهرت في مقابلة فرنجية نسفتها صراحته حين تعهد بإبقاء الثلث المعطل لأقلية 8 آذار في الحكومة. إن هذا التصريح ألغى الجانب المشرق في وعود فرنجية وبرنامجه الرئاسي – في عيون اللبنانيين على الأقل – وأهمها المداورة في الوزارات، فالتعهد بالثلث المعطل يعني تكريس الأعراف والبدع التي فرغت الدستور من مضمونه وفرغت العملية الديموقراطية من غاياتها، والأخطر أنه يعطي رسالة بأن حلفاء فرنجية – وليس بالضروري هو – يضمرون الانقلاب مجدداً على التسوية الرئاسية بعد التمكن من قصر بعبدا، وحينها لن يكون في يد الرئيس المنتخب – بحكم ظروفه السياسية – حول ولا قوة مهما كان صادق الوعد وحسن النية، فيصبح عهده كبيت الرمل الذي تمضغه أضعف الأمواج.

محاور كثيرة لم يناقشها جورج صليبي مع ضيفه ربما لضيق الوقت، أهمها: ماذا لو لم تجد ضماناته أو وعوده الرئاسية صدى لدى اللقاء الخماسي في باريس؟ وهل ينسحب من السباق الرئاسي إذا اتفق خصومه على مرشح يستطيع الفوز بـ 65 صوتاً أو جمع أصواتاً تفوق الأصوات التي جمعها فرنجية؟ لماذا يبدو أنه يصب كل جهده لإقناع لقاء باريس بدلاً من إقناع الناخبين في مجلس النواب؟ لماذا تجب مكافأة فريقه السياسي على التعطيل وعلى انتهاك الدستور وعلى التدمير الممنهج للدولة بداية من 2005 على الأقل وعلى فرض ميشال عون رئيساً في عهد جديد؟

في مطلع سنة 2016، رشح حزب “القوات اللبنانية” بقيادة د. سمير جعجع الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وكان الرئيس سعد الحريري لا يزال متمسكاً بترشيح فرنجية، حينها أطل الأمين العام لميليشيا “حزب الله” السيد حسن نصر الله في كلمة جماهيرية قال فيها بالنص: “ترشيح الحريري لحليفنا فرنجية، وترشيح القوات لحليفنا عون، يعني أن رئاسة الجمهورية أصبحت من نصيب 8 آذار”.

ليكون السؤالان الكبيران: هل انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الذي كان شأناً وطنياً وزعم البعض أنه يجب أن يكون شأناً مسيحياً أصبح قراراً شيعياً؟ وهل يكون انتخاب فرنجية في 2023 مقدمة لانتخاب جبران باسيل في 2029؟ خصوصاً بعد أن سرّبت أوساط “حزب الله” قبل فترة استعداد الحزب – في إلغاء مطلق للدستور ولقيم الجمهورية – لتقديم وعد مكتوب لجبران باسيل بدعمه رئاسياً بعد 6 سنوات إن قام بتأييد فرنجية في هذه الانتخابات!

 

حِجاب السفارة.. رؤوسكم ملكٌ لي!

المشهد المريع لصحافيات لبنانيات أُجبرن على ارتداء الحجاب خلال لقاء مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في السفارة الإيرانية، يجب أن يكون أبرز خلاصات هذه الزيارة الإيرانية

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 01 أيار 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117825/117825/

المشهد المريع لصحافيات لبنانيات أُجبرن على ارتداء الحجاب خلال لقاء مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في السفارة الإيرانية، يجب أن يكون أبرز خلاصات هذه الزيارة الإيرانية. ففي ذروة السجالات اللبنانية حول صورة لبنان ومعنى لبنان والشعارات، الفارغة معظم الأحيان، المتمحورة حول "يشبهوننا ولا يشبهوننا"، تحضر لحظة "حجاب السفارة" كسؤال أساسي عن النزاهة والصدق وتمثيل الذات وتهيّؤات الهويّة التي نتراشق بها ليل نهار. ليس صعباً أن أفترض أنّ معظم المحجّبات قصراً، هنّ ممّن تضامن مع الانتفاضة الإيرانية الأخيرة المناهضة للحجاب في إيران، إذ إنّ جزءاً كبيراً منهنّ ينتمي إلى مؤسّسات معروفة الموقف من هذه القضية كما من الهويّة المفترضة للبنان، كما أنّها مؤسّسات معروفة الموقف من الأثر الجلف لمساعي الهيمنة الثقافية الإيرانية على لبنان، أكان من بوّابة شيعته أم من بوّابة اللبنانيين عامّة. مع ذلك اخترن الرضوخ وارتداء الحجاب خلال لقاء مع وزير الخارجية الإيراني، التزاماً بإملاءات السفارة.

الخضوع لشرط ارتداء الحجاب يقدّم انتصاراً مجّانياً للجمهورية الإسلامية لإيران، ولثقافة نظام الملالي، على الرغم من الاعتراض والتذمّر الدائمين من مساعي إيران لتعميم هذه الصورة على جزء من المجتمع اللبناني

خيانة ثورة مهسا أميني

لنرجع لحظة إلى الوراء. لم تكن الانتفاضة ضدّ الحجاب الإلزامي في إيران، والتي انحاز إليها جزء كبير من اللبنانيين ومن الصحافيّات اللواتي حضرن لقاء السفارة، مجرّد اعتراض على قطعة من القماش. كانت احتجاجاً على القهر المنهجي للمرأة، وموقفاً ضدّ الطبيعة القمعية للنظام، وتأكيداً على الحرّيات الشخصية التي تضيق مساحتها في إيران على نحو قاتل.. واجهت الإيرانيات عواقب وخيمة جرّاء موقفهنّ هذا، بما في ذلك الاعتقال والعقاب الوحشي الذي وصل حدّ القتل في حالة مهاسا أميني، لمجرّد خلعهنّ الحجاب في الأماكن العامّة، أو حتى التهاون بمعايير ارتدائه الصارمة التي تحدّدها شرطة الفضيلة.

يفترض أن يكون دعم الإعلاميات اللبنانيات للمرأة الإيرانية، كجزء من حالة التضامن الأوسع في العالم، تأكيداً على إيمانهنّ بقيم الحرّية والمساواة، ورسالة حاسمة أنّه لا يحقّ لأيّ حكومة أو مجتمع أن يملي على النساء ما يمكنهنّ ارتداؤه، وأن يكنَّ صوتاً حاسماً في هذه المعركة الثقافية من أجل احترام حقوق النساء، ومساهمة في مساعي إسماع أصواتهنّ واحترام اختياراتهنّ.

مع ذلك، ها نحن اليوم أمام مشهد السفارة المقزّز، بوصفه فرضاً لا بوصفه حجاباً، وموضوعه إعلاميات لبنانيات قرّرن الخضوع لِما رفضت نساء إيران الخضوع له. إنّ تبرير ذلك باحترام الأعراف الثقافية، أو بالضرورات الدبلوماسية التي تحكم أحياناً عمل الصحافيين في محافل رسمية، يستدعي السؤال التالي: عند أيّ نقطة بالضبط تصبح الدبلوماسية نفاقاً واحترام الأعراف الثقافية مساهمة غير واعية في الجريمة؟

إنّ الخضوع لشرط ارتداء الحجاب يقدّم انتصاراً مجّانياً للجمهورية الإسلامية لإيران، ولثقافة نظام الملالي، على الرغم من الاعتراض والتذمّر الدائمين من مساعي إيران لتعميم هذه الصورة على جزء من المجتمع اللبناني.

"سلام يا مهدي"

من قَبِلن الخضوع لسياسة ارتداء الحجاب، لم يرتدين الحجاب فقط. لقد وضعن على رؤوسهن رمزاً سياسياً يمثّل الاضطهاد الذي يقفن ضدّه ويناضلن من أجل إنهائه.

فكيف لمن اعترضوا على نشيد "سلام يا مهدي"، الذي يمجّد ثقافة خمينية ويعلي من مراتب شخصيات عسكرية وميليشياوية موغلة في دماء اللبنانين، أن يقبل على نفسه ارتداء الحجاب، لأنّ ثمّة من يستطيع أن يفرض عليه هذا الأمر؟ المسألة تتّصل بتدنّي مستوى المناعة الذي تتمتّع به الحالة اللبنانية المعترضة على إيران وسهولة وقوعها في فِخاخ الماكينة الأيديولوجية لحزب الله ورعاته، وتفضح الكثير من الأعطال الفكرية والثقافية والسياسية التي تشوب هذه الفئة من اللبنانيين.

مواجهة إيران في لبنان والكفاح من أجل هويّة لبنان الديمقراطية والتعدّدية والتي لا يُفرض فيها على الناس ماذا يلبسون أو يأكلون، ليست مواجهة تُكسب بإيماءات فاترة أو سلوكيّات متناقضة

إنّ لحظةً كلحظة "حجاب السفارة" قادرة على تقويض موقف التضامن الذي بُني بين لبنانيين وإيرانيين يرفضون الاقتتال الأبدي ويتطلّعون إلى مستقبل مشترك يقوم على مرتكزات الحداثة وقيم الحرّية. وهي لحظة توهن أسس الموقف الأشمل ضدّ ما يمثّله النظام الإيراني في لبنان عبر الحالة الميليشياوية الشاذّة التي اسمها حزب الله.

إنّ معركة الدفاع عن "لبنان الذي نريد" و"لبنان الذي يشبهنا" لا تحتمل الانتقائية والتبرير، بل تتطلّب الكثير من الانسجام مع النفس والالتزام القيميّ والشجاعة السياسية للوقوف بجانب ما نعتقد أنّه الصواب، حتى عندما يكون ذلك غير مريح، بل تحديداً عندما يكون ذلك غير مريح.

إنّ مواجهة إيران في لبنان والكفاح من أجل هويّة لبنان الديمقراطية والتعدّدية والتي لا يُفرض فيها على الناس ماذا يلبسون أو يأكلون، ليست مواجهة تُكسب بإيماءات فاترة أو سلوكيّات متناقضة.

لماذا أصرّت السفارة على الحجاب؟

الحزم في الموقف، والوضوح في الرسائل، والتماسك في الفعل السياسي والإعلامي، يقع في صلب المعركة من أجل لبنان، لا سيما في زمن السوشيل ميديا وصناعة الهويّات والصور والانطباعات. لا حاجة إلى تذكير الزميلات بأنّ أفعالنا يتردّد صداها على نطاق واسع في العالم، وإلا لما أصرّت السفارة على الحجاب. فهي سجّلت موقفاً ينسجم مع سعيها إلى شرعنة قرارها بقمع الشعب الإيراني، وتأكيد هيبتها على اللبنانيين، وأظهرت مواقف اللبنانيين المعترضين عليها بصورة التناقض والارتباك.

من بيروت، وعبر إلزام صحافيات لبنانيات بالحجاب، بعثت السفارة للنساء في إيران برسالة صاخبة وواضحة: "أنتنّ وحدكنّ في هذه المعركة، وكلّ من دعمكم سيترككم عند أوّل منعطف".

لقد أُتيحت للوسط الإعلامي اللبناني فرصة أن يُظهر للعالم أنّ اللبنانيين جادّون في معركتهم الثقافية دفاعاً عن هويّة بلدهم ضدّ ما يحاك في وجهها. بدلاً من ذلك، انتصرت المجاملات على التمسّك بالمبدأ، وانتصر الانحسار للراحة على النزاهة المكلفة.

"حجاب السفارة" يشبه صواريخ "حماس" التي أُطلقت من لبنان قبل أسابيع، ويشبه الكلام الفوقيّ الذي تتفوّه به نخبة العصابة المسلّحة، أن اقبلوا بالمعروض عليكم الآن في الرئاسة كي لا تقبلوا ما هو أصعب لاحقاً، ويشبه إدمان اللبنانيين على التسوية السياسية مع ماكينة القتل تحت عنوان السلم الأهلي.

ثمّة من قال عبر "حجاب السفارة" إنّه يحتلّ البلاد، وثمّة من أهدر فرصة ثمينة ليقول له "لا" باسم لبنان الذي نتشدّق كلّ لحظة بمواصفاته وملامحه وقيمه.

لمتابعة الكاتب على تويتر: NadimKoteich@

 

خوفاً على المسيحيّين

أيمن جزيني/أساس ميديا/الأحد 30 نيسان 2023

خسرت "المسيحية السياسية" على الدوام. كانت خسارتها بسبب "مغامرات" الرهانات من دون أن تبني خيارات سياسية واضحة. طغت المسارات الوجدانية العاطفية على العقلانية السياسية. باستثناء عهد فؤاد شهاب لم يظهر منها من هو قادر على القراءة العقلانية، مع ما تميّز به الرجل من رجاحة عقلانية في إدارة "الجمهورية المتناقضة". الإعجاب بإدارة الرئيس الراحل الياس سركيس يستدعي وقوفاً عند ما أفضت إليه، وأحطُّه كان وصول أرييل شارون إلى بعبدا. يوازي هذا الانحطاط ما كان نتاجاً للهيمنة السورية على البلد بعد اتفاق الطائف، ثمّ إثر مقتلة الرئيس رفيق الحريري وتسيُّد إيران على القرار الوطني اللبناني. تعاقب المغامرات اللبنانية جعل من اللبنانيين قتلى الدفاع عن "القرار الوطني المُستقلّ". صاروا على مثال الفلسطينيين في معاركهم حفظاً "لاستقلالية القرار". وفي المعركتين لم يبقَ أحدٌ إلا وتدخّل في مصائر وأحوال الشعبَين.

"الدور" الضائع

اليوم وفي خضمّ الشغور الرئاسي بانتظار أن ينجلي الهذر المسيحي في العلاقة مع لبنان، فإنّ الجميع رهن "المسيحية السياسية" وهذرها المُقيم في مناكفاتها الداخلية وفي استنفار خصومة "الآخر" في البلد، وهو كثير ومتنوّع. "المسيحية السياسية" هذه، بوصفها تعبيراً سياسياً وسوسيولوجياً، تغفل عن وعي عميق، بسبب من "شخصانية رهيبة"، الكيفيّة التي تُصار من خلالها إعادة تركيب المنطقة برمّتها. تنهض طبيعة مرحلة إعادة ترتيب المنطقة على قاعدة ترسيم حدود النفوذ السياسي والاقتصادي والثقافي لهويّة المنطقة. وهذا على وجه التحديد ما يتطلّب من المسيحيين عموماً، وتعبيرهم السياسي الأكثر تجلّياً عبر "ترويكا القوّات والتيّار الوطني والكتائب"، بطاقة تعريف جديدة لمعنى حضورهم في السياسة والاقتصاد والاجتماع.

حاجة "المسيحية السياسية" المُلحّة والماسّة اليوم هي التخلّي عن الانشطار بين "شيعيّ" و"سُنّيّ"، فإذا ربح أحدهما نربح معه

يعني هذا التعريف بالضرورة الانتقال من مرحلة اعتبار ذواتهم خارج التأثير السياسي في المنطقة، وأنّهم "تلوين سياسي وثقافي" في الشرق. غير ذلك يعني الاستمرار بالنظر إليهم بعين التجاهل، سواء من المسلمين أو من الغربيين. فهم ليسوا مواطنين من درجة ثانية، وليسوا رأس حربة لغرب تغيّر كثيراً في كلّ شيء.

حاجة "المسيحية السياسية" المُلحّة والماسّة اليوم هي التخلّي عن الانشطار بين "شيعيّ" و"سُنّيّ"، فإذا ربح أحدهما نربح معه. الاتفاق السعودي ـ الإيراني غيّر كلّ ما هو سائد. ذهب بعيداً في إعادة تعريف المنطقة سياسياً وثقافياً. قد يكون هذا التعريف موقوفاً على اللحظة التي تنتهي فيها الحرب الأوكرانية، وتعود بعدها الولايات المتحدة إلى صياغة أدوارها الجديدة بالمنطقة عموماً.

غفلة بكركي عن حوار الحضارات

حالة "المسيحية السياسية" اليوم على مثل ومثال "مأساوية آرثر شوبنهاور" أو في أحسن الأحوال "عبثية" ألبير كامو. اليوم هي بأمسّ الحاجة إلى الارتقاء من هذه المرتبة من الوجود إلى مرتبة الحضور والتأثير السياسيَّين بالمنطقة. غيابها بما تُمثّل عن معاينة وتحديد رأي واضح في ملفّات المنطقة، يغيّبها عن مربّع التأثير السياسي. أصبحت ملفّات المنطقة واضحة: الربط مع المعاصرة والحداثة صحّياً، علمياً، تربوياً، ثقافياً، سياسياً واقتصادياً. هذا واقع تغيب عنه "المسيحية السياسية"، لا لشيء إلا لإسقاط ترشيح سليمان فرنجية. دعك من الأخير. فقد يستحقّ معركة ضدّه أو معه. لكنّ السؤال: على أيّ أساس سياسي يعيد لبنان إلى ما كانه يوماً، خصوصاً أنّ الرجل تعهّد برباعية تُحوّل البلد إلى دولة:

- المُعالجة الفورية للأزمة الاقتصادية.

- جهوزية عالية للانفتاح على كلّ الطروحات.

- ترسيم الحدود مع سوريا.

- إقرار الاستراتيجية الدفاعية.

- معالجة أزمة وملفّ النازحين؟

الأهمّ الذي يستدعي من "المسيحية السياسية" التنبُّه إليه هو أنّ الصراع التاريخي السُنّيّ ـ الشيعي يُعاد ترتيبه على قواعد جديدة بعد إعلان الاتفاق السعودي ـ الإيراني. يعني هذا الإعلان على معناه العميق شيئاً واحداً: عدم السماح لأيّ طرف بأن يتلاعب من بعد 11 أيلول 2001 بالعالم الإسلامي، حيناً بتصوير السُّنّة بأنّهم مصدر إرهاب، وأحياناً بناء تقدير على أنّ الشيعة لا يشكّلون "بوليساً" كافياً لمصلحة الولايات المتحدة بالمنطقة، كما كان الشاه ذات مرّة.

خسرت "المسيحية السياسية" على الدوام. كانت خسارتها بسبب "مغامرات" الرهانات من دون أن تبني خيارات سياسية واضحة

حتّى آخر مسيحيّ

أيضاً وأيضاً يبعث غياب "المسيحية السياسية" الراهنة على الارتياب في ما إذا كانت مهمّتها إنجاز ما قدّره جوناثان راندال الكاتب السياسي المرموق عام 1984 في مؤلّفه "حرب الألف سنة حتى آخر مسيحي"، الذي عاين فيه عن كثب هذر القادة المسيحيين اللبنانيين ومغامراتهم شرقاً وغرباً وما ترتّب على ذلك من أكلاف مهولة، من دون تعيين دور ووظيفة محدّدين في الاجتماع الأهلي اللبناني.

الأسوأ هو غياب "المسيحية السياسية" بمعناها الكهنوتي ومضمون حضورها السياسي عن حوار الثقافات والحضارات بالمنطقة:

- اختفاء كُلّي عن "البيت الإبراهيمي" على الرغم من عدم جدوى الأخير دينياً وسياسياً.

- غياب عن معنى ومضمون وجود البابا فرنسيس في الأزهر.

- جهل مُطبق بمضمون زيارة سيّد الفاتيكان للعراق ولقائه المرجع الشيعي العربي الأبرز علي الحسيني السيستاني.

- اختفاء كلّي عن حضور بابا روما بالبحرين في "حوار الحضارات".

- الأمر الأكثر كارثيّة كان في الزيارة اليتيمة للبطريرك الراعي للمملكة العربية السعودية في 2017، من دون أن تتابع بكركي البناء على أهميّة ما تأسّس آنذاك، ولو عبر لجنة من المطارنة.

تاريخ يتكرّر

على دأب وسيرة "المسيحية السياسية" يتوارث الحاضرون الآن غابراً عن غابر. مأزومون على الدوام. سوء التفاهم عميق جدّاً. ضياعهم يفضح ما هو أكثر: يذهبون إلى "فئوية" ضيّقة بدلاً من الانفتاح. يحصل هذا فيما هم ينكفئون أكثر فأكثر مع تحوّلات ديمغرافية تصاحبها هشاشة في التسييس والتثقيف، اللهمّ إذا استثنينا التحشيد الطائفي الذي لا يفضي إلا إلى الانتحار الطوعي.

الزعماء الأساسيون، خصوصاً الثلاثي منهم: جبران باسيل، سمير جعجع، وسامي الجميّل، يخوضون معركة حسم زعاماتهم داخل الطائفة استعداداً ليكونوا ناخباً أوّل في أحسن الأحوال. هذه معارك سلبية لا تؤدّي إلى نجاح ما. ربّما تفيد سمير جعجع أو جبران باسيل، وفي أسوأ الأحوال سامي الجميّل. هذا لن يؤدّي إلى ارتقاء المسيحيين من مستوى "التنوّع الديني" إلى تبوُّؤ مرتبة التأثير والحضور السياسيَّين.

مثل هذه الحال يعني البقاء في مربّع المواضي وآلامها عليهم وعلى الآخرين. عكس ذلك يعني وجوب الارتقاء إلى بناء فكرة سياسية تؤدّي إلى معنى واحد: المسيحيون ضرورة وليسوا لزوم ما لا يلزم. السلبيات لا تُفضي إلا إلى التأزيم. فالحاجات اللبنانية كثيرة بكثرة التعقيدات التي تراكمت على البلد وأهله. والمعاينة السياسية، أيّ مُعاينة، يجب أن تنهض على الأولويّات التي تحوّل البلد من بلدٍ إلى دولة.

حتماً لسمير جعجع الحقّ برفض انتخاب سليمان فرنجية، إنّما يخطئ عندما يقود معركة عدم وصول سليمان فرنجية. وإذا كان ذلك ما يريده فعليه أن يذهب باتّجاه من اثنين:

- التفاهم مع جبران باسيل والعودة إلى ما يشبه "معراب 2" السيّئ الذكر.

- أو التوجّه نحو "بريستول 2" على قاعدة التفاهم مع غلبة لبنانية، بينها الزعيم وليد جنبلاط، على حدود المواجهة مع الحزب.

الثابت أنّ جنبلاط غير مستعدّ لطرح سلاح الحزب على قاعدة تنفيذ القرار 1559 الذي أودى برفيق الحريري. الزعيم الدرزي لم يخدع أحداً في هذا السياق، ولم يتقلّب كما يتردّد عنه، وتحديداً في ذلك. لقد كان على الدوام ومنذ عام 2004 يقول "ملف سلاح الحزب هو شأن داخلي، والعكس من ذلك يعني الحرب". عندما غفل عن هذه القاعدة بدعوى "حماسته"... كان يوم 7 أيار المشؤوم.

شيخوخة "المسيحيّة السياسيّة"

مصادر تحليل شيخوخة "المسيحية السياسية" أعقد من أيّة عملية حسابية أو تحليلية. استعصاؤها على الفهم تتداخل فيه عوامل كثيرة. لكنّ انطواءها على "عقل أقلّوي" فيه ما فيه من تردٍّ سياسي وثقافي واجتماعي وفنّي، وحتماً سيُقابل بـ"عقل أكثريّ" طبيعته هي في قدرته التدميرية.

والحال هذه، فإنّ "اللبنانويّة" المنطلقة من ذات لبنانية انطوائية عمرها قصير وقصير جدّاً في عالم سِمتُه الانفتاح. ولبنانويّة من مثل هذا الطراز ما عادت تملك شيئاً. حتى ادّعاءاتها في المصرف والمستشفى والتعليم صارت سراباً. الأرجح أنّ المطلوب منها التفكير بعقلانيةٍ جوهرُها الرحابةُ قبل أيّ شيء.

في ظلّ هذا التردّي الذي لا يني يتوالى انحداراً، هل ثمّة مسيحيون ينتجون جديداً غير البكاء "الأقلّوي"، وينتجون ما هو غير كلاسيكي، أي غير عوني أو قوّاتي أو كتائبي، لمواجهة التحدّيات التي تواجههم كما غيرهم من اللبنانيين؟

السُّنّة أنجزوا دوراً استثنائياً. الشيعة على ثنائيّتهم المُسلّحة حتى الأسنان، فيما البلد كلّه على فوهة بركان، ويندرج في آخر أولويّات الدول.

لمتابعة الكاتب على تويتر: jezzini_ayman@

 

الثلاثي المسيحي "يقترب" من مرشّح توافقي..

جوزفين ديب/أساس ميديا/الأحد 30 نيسان 2023

يبدو أنّ الرئيس نبيه برّي قد تلقّى تحذيراً أميركياً غير مسبوق كنّا أشرنا إليه في "أساس"، نقلاً عن مصادر أميركية بتاريخ 5 آذار الماضي، عن "أسماء لن تنجو لأنّها مرتبطة بعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية". لكنّها المرّة الأولى التي يُذكر فيها الرئيس برّي بالاسم وليس بالتلميح أو بالإشارة إلى مقرّبين منه.

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديموقراطي روبرت مانديز وزعيم الأقلية في اللجنة الجمهوري جايمس ريتش، بعثا رسالة "نقدية" إلى الرئيس الأميركي جو بايدن عن الوضع في لبنان والسياسة المتّبعة تجاه الأزمة اللبنانية.

اللافت في الرسالة أنّها موقّعة من جناحي النظام في الولايات المتحدة الأميركية، ومن رجلين يمكن اعتبارهما "الأقوى" و"الأكثر تأثيراً" في مجلس الشيوخ، وقد عرضا بواسطتها مراحل العقوبات الأخيرة التي طاولت مقرّبين من الحزب ومتعاونين معه، وما هو مطلوب في المرحلة المقبلة.

في نصّ الرسالة تعبير عن "ارتياح" للعقوبات الأخيرة على حسن محمد دقو ونوح زعيتر، "وهما لبنانيان مرتبطان بالحزب، وذلك لدورهما في تهريب الكبتاغون نيابة عن نظام الأسد، وكذلك على شبكة ناظم سعيد أحمد، مموّل الحزب". كما عبّرت الرسالة عن "السرور" لـ"إعلان العقوبات على ريمون وتيدي رحمة، المرتبطين بالحزب، لدورهما في بيع الوقود الملوّث في لبنان".

وفق معلومات "أساس"، تقوم الأحزاب المسيحية المتّفقة على رفض رئاسة فرنجية بحوار مباشر وبالواسطة في إمكانية الاتفاق على رئيس برعاية بكركي

تأتي بعدئذٍ الفقرة الأهمّ والجديدة في الرسالة لتعبّر عن "إحباط من الجمود السياسي المستمرّ الذي صمّمه الحزب وحلفاؤه، مثل نبيه بري، لإضعاف المعارضة في مواجهة مرشّحه المفضّل على حساب المرشّحين الذين يتمتّعون بدعم أوسع وأكثر استعداداً لمواجهة تحدّيات لبنان العديدة".

تلاقي هذه الرسالة كلاماً سابقاً عن عقوبات أميركية ستُفرض على مقرّبين من الرئيس بري في حال استمرار واقع الحال على ما هو عليه. وفي عين التينة حذر وترقّب وارتباك وتشاؤم يعبّر عنه رئيس المجلس أمام زوّاره.

بين عبد اللهيان والسعوديّة؟

بالتزامن كان وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان يزور لبنان وفي جعبته رسالة "توافقية". إذ أعلن في مؤتمر صحافي، ردّاً على أسئلة الصحافيين في المبنى الجديد لسفارة إيران في ضاحية بيروت الجنوبية، أنّ إيران "تنصح أصدقاءها بشكل أخوي"، وأنّه "استناداً إلى الدستور اللبناني لا يُنتخب رئيس الجمهورية إلا بالتوافق".

جاءت زيارة عبد اللهيان وسط كثير من الترقّب. وهي الأولى بعد الاتفاق السعودي الإيراني في الصين. وقد التقى الأمين العام للحزب، وزار مارون الراس على حدود فلسطين المحتلّة، ثمّ عاد إلى بيروت ليرمي كلمة السرّ: "التوافق". وأكّد ثبات "محور المقاومة" على مواقفه: "جيش، شعب، ومقاومة". والأرجح أنّه وضع الحزب في أجواء التفاهم الإقليمي الجديد انطلاقاً من موقع القوّة وليس من منطلق الاستسلام.

بالتزامن مع المعطيات الخارجية، يقوم النائب غسان سكاف بمسعى داخلي لتوحيد صفوف المعارضة حول اسم مرشّح للرئاسة

لكنّ الزيارة حاكت أيضاً المزاج السعودي في تعبير الوزير الإيراني عن دعوته إلى التوافق. وفي المعلومات أنّ ما قاله عبد اللهيان في مؤتمره الصحافي عن الدعوة إلى توافق لبناني على الرئاسة كان قد ترجمه في نقاشه مع الحزب.

تحدّث مصدر متابع لهذه الزيارة عن "هدوء الساحات المشتركة الإيرانية والسعودية، وبالتالي التراجع عن الخطاب التصعيدي والتحدّي". ولأنّ المشهد متشابك من طهران إلى الرياض ثمّ واشنطن وبيروت، فلا شكّ أنّ الملف الرئاسي قد دخل مرحلة جدّية مختلفة على عدّة مستويات. فطهران تسعى إلى الانفتاح. ولهذا كانت خطوة دعوة نواب من مختلف الاتجاهات إلى السفارة مبادرة جدّية على الرغم من أنّها لم تُلبَّ بالشكل الذي تتمنّاه طهران. كذلك دعت السفارة صحافيين "من المحور الآخر" للمرّة الأولى إلى هذا النوع من المؤتمرات الصحافية.

معراب - اللقلوق - بكركي

بالتزامن مع المعطيات الخارجية، يقوم النائب غسان سكاف بمسعى داخلي لتوحيد صفوف المعارضة حول اسم مرشّح للرئاسة. ولكن يبدو أنّ الأهمّ هي تلك المفاوضات التي تُخاض بالسرّ.

وفق معلومات "أساس"، تقوم الأحزاب المسيحية المتّفقة على رفض رئاسة فرنجية بحوار مباشر وبالواسطة في إمكانية الاتفاق على رئيس برعاية بكركي. وهي فعلاً قد وصلت إلى قواسم مشتركة، لكن لم تفصح عنها بسبب غياب أيّ نيّة جدّية حتى الآن لفتح أبواب مجلس النواب. خطّة هذه القوى المعارضة هو الإعداد لعملية انتخابية في حال اتّخذت الأمور هذا المسار، والتحضير لتعطيل النصاب في حال تحقيق رئاسة فرنجية بـ65 صوتاً.

أمّا التيار الوطني الحر الذي يطالب بأن يكون شريكاً حقيقياً في تسمية الرئيس ولن يرضى بخيار المعارضة، فيؤكّد نوابه، ولا سيّما النائب جيمي جبور المقرّب من رئيس التيار جبران باسيل، أنّهم لن يذهبوا للاقتراع لفرنجية تحت أيّ ظرف ولو كان المسار يقود إلى رئاسة قائد الجيش جوزف عون.

إذاً في الكواليس حراك جدّي، حراك معارض يلاقي الحراك الخارجي الذي بدأت إشارته بالظهور جليّة باتجاه ذهاب اللبنانيين إلى التوافق على رئيس يقود التسوية والحلّ السياسي والاقتصادي. وهذه رسالة ستسمعها القوى اللبنانية من الموفدين الخارجيين المقبلين على لبنان في الأيام الآتية.

لمتابعة الكاتب على تويتر: josephinedeeb@

 

"استراتيجية العنكبوت" الإيرانية في زيارة عبد اللهيان الى لبنان

راغدة درغام/النهار العربي/30 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117805/117805/

الجديد في توجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أعقاب الاتفاق الثلاثي بينها وبين السعودية والصين هو تبنيها "استراتيجية العنكبوت" لتنسج شبكاتها شبه الخفية بخيوط تبدو ليّنة ورقيقة وشفّافة، إنما لها قوة فولاذية ومهارة بارعة في الافتراس. زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الى لبنان هذا الأسبوع تركت دلالات على العزيمة الإيرانية للاستمرار في تدعيم حليفها الذي يعلن لها الولاء أولاً، "حزب الله"، إنما مع تكتيك سياسي يوحي بأن طهران تتواصل مع أركان الدولة اللبنانية وأحزاب فاعلة وأعضاء في مجلس النواب تقديراً للعملية الديموقراطية اللبنانية. انهاء زيارة عبداللهيان التي شملت، الى جانب اجتماعاته بالمسؤولين الرسميين، لقاء نصرالله بزيارة الى الجنوب على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بلا استئذان مسبق من السلطات اللبنانية إنما هو شاهد على تماسك واستمرارية السياسة الإيرانية نحو لبنان وقوامها: عدم الاعتراف بالسيادة اللبنانية، عدم التخلي عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، عدم التفريط بالحليف الميداني والإقليمي والاستراتيجي أي "حزب الله" بسلاحه وعقيدته واعتماده الذراع الأساسي للنظام في طهران ولمشاريعه الاقليمية.

المسؤولون الإيرانيون لا يستأذنون زياراتهم الى لبنان. فهم يحضرون اليه بلا دعوة مسبقة ويبلّغون المسؤولين في الحكومة اللبنانية أنهم آتون. وهذا ما حدث عندما قرر وزير الخارجية الإيراني زيارة لبنان للمرة الأولى منذ لقاءاته مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود تطبيقاً للاتفاق الثنائي بضمانات صينية. وللتذكير، بين أبرز بنود ذلك الاتفاق الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة واحترام سيادة الدول.

المنطق الإيراني اعتمد العرض الموسّع للاتفاق بتشديد على اليمن أولاً، حيث أبلغ عبد اللهيان الى مسؤولين لبنانيين اجتمع بهم أن طهران مستعدة للمساعدة في حل ملف اليمن وكأنه يبعث برسالة مفادها أن السعودية لها أولويات، وإيران تتجاوب معها في اليمن. أما في القضايا الأخرى كلبنان، فلم يتقدم الوزير الإيراني بأي إيحاء لمساعدته فعلياً في حل مشاكله التي هي أساساً ناتجة من مواقف حليفه "حزب الله"، إن كان لجهة التمسك بالسلاح الإيراني ليكون دولة داخل دولة يتلقى تعليماته من طهران، أو لجهة التأثير في حليفه الآخر الرئيس السوري بشار الأسد ليتعهد بعودة آمنة للاجئين السوريين الى بلادهم بدلاً من عزمه على استخدام جزء منهم محرّكاً للفتنة والاحتقان في لبنان.

ما سعى وراءه الوزير الإيراني هو تسويق استعداد بلاده لتقديم هبة نفط والمساعدة في تأمين الكهرباء للبنان وهو يعلم جيداً أن لبنان غير قادر وغير راغب -بجزء كبير منه- أن يكون عرضة للعقوبات الأميركية التي ستنزل عليه إذا ما خرق العقوبات المفروضة على إيران.

حاول عبد اللهيان تحريض المسؤولين اللبنانيين على انتهاك العقوبات الأميركية مستغلّاً الوضع الكارثي للاقتصاد اللبناني الناتج من فساد كامل طبقته الحاكمة المستبدّة بمصيره والتي تشمل -ولا تقتصر على- حليفيّ إيران، الثنائي الشيعي "حزب الله" و"أمل".

المحطة اللبنانية في تحرك الوزير الإيراني في الدول العربية أتاها ليشدد على أن إيران لاعب إقليمي بامتياز يقرر هو مَن يساعد ومتى، لذلك كرّر في لقاءاته أنه في حال تعثّر تعاون الحوثيين مع السعوديين في حل مشكلة اليمن، فإن إيران جاهزة للتدخل لإقناع الحوثي بما يتطلب الأمر.

أما في ملفات لبنان، فتصرّف عبد اللهيان وكأنه يحترم استقلالية "حزب الله" وتمسك "الثنائي الشيعي" بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية للرئاسة اللبنانية برغم المعارضة الواسعة له ولإصرار "الثنائي الشيعي" على إملاء رئيسٍ مسيحي وسط معارضة مسيحية كبرى. رسمياً أبلغ عبد اللهيان المسؤولين اللبنانيين أن ما يهمّ إيران هو أن ينتخب اللبنانيون رئيساً ويتم تكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة كي يستعيد لبنان الحياة الطبيعية. عمليّاً، لم يكشف الوزير الإيراني أوراقه الخفيّة أو أوراق حليفه عمّا إذا كانت ورقة الرئاسة قابلة للمساومة لأن الورقة الأهم هي كيفية تدعيم "حزب الله" لبنانياً وسورياً في خضمّ المفاوضات مع السعودية حول أدوار "حزب الله" الإقليمية.

بين المحطات اللافتة في زيارة وزير خارجية إيران هي عقده اجتماعاً في السفارة الإيرانية دعا اليه كتلاً نيابية واستبعد كتلاً أخرى، في محاولة للظهور بأن الدبلوماسية الإيرانية الجديدة تريد التواصل مع اللبنانيين على الصعيدين البرلماني والاجتماعي، وممثلي الشعب. لم يكن اللقاء موفقاً، بل أتى ليكشف وهناً جذرياً انطلاقاً من تأكيد عبد اللهيان لدى وصوله إلى مطار بيروت فرض طهران ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" والتي تلغي فعلياً صلاحية الدولة في بسط سلطتها على كامل أراضيها، وتلغي حق المشرّعين في الاعتراض الفعلي على الإملاء الإيراني بإقحام المقاومة على سيادة الدولة وعلى الشعب.

ظاهرياً، يريد النظام في طهران أن يبدو معتدلاً في تأثيره على أداء أذرعه، بما في ذلك تلطيف النبرة الثوريّة ولهجة التهديد والاستقواء، مع تعميق الاندماج السياسي، وان كان سطحياً. "حزب الله" مثال مهم للتفكير الجديد في طهران حيث تُطبّق "استراتيجية العنكبوت" التي تفتك أنثاه بفريستها عبر البدء بغزل الخيوط داخل شبكة العمل والانتهاء باحتفاظ فرائسها حيّة، لكي تبقى طازجة.

فالذين يراهنون على تملّص الجمهورية الإسلامية الإيرانية من "حزب الله" أو على تفكيك شبكته الداخلية والخارجية بقرار من طهران، إنما يستعجلون وربما يخطئون جذرياً في قراءة الفكر الاستراتيجي للنظام. كذلك الأمر في ما يتعلق بسوريا والعلاقات المتينة بين النظامين الإيراني والسوري والتي يأمل البعض بأن تتفكك لأسباب منطقية، أبرزها، حاجة الأسد الى استعادة نفوذه وسلطته في بلاده بدلاً من الخضوع للسيطرة والهيمنة الإيرانية، إضافة الى استفادته من إعادة البناء بأموال عربية إذا اتخذ قرار فك الارتباط. لكن فك الارتباط بإيران أو بـ"حزب الله" ليس سهلاً لأنه قد يكون مكلفاً كلفة باهظة لبشار الأسد نفسه، رئيساً ونظاماً وشخصاً. وهذه أمور تؤخذ حقاً وجدّاً في الاعتبار.  ثم إن الرئيس السوري محنّك أساساً، استفاد من دروس الحنكة الإيرانية، ومن تجربته مع "حزب الله"، ومن الخبرات العسكرية الروسية ودخول موسكو حليفاً مباشراً له في حربه الطويلة. بشار الأسد لا يسامح بسهولة، ولا يتأقلم قبل أن يضمن ثمناً غالياً لصالحه، ولا يتنازل عندما تكون في قبضته ذخيرة.

اللاجئون السوريون في لبنان مثال يجب التدقيق فيه ومراقبة كيفية التعامل معه على ضوء المصالحات العربية مع النظام في دمشق. الأسد مرتاح طالما أن ما يدعى بـ"الأسرة الدولية"، أي الدول الغربية والوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، تتبنى حملة تأهيل اللاجئين في لبنان وتريحه من كلفة عودتهم على الاقتصاد السوري. بشار الأسد لا يريد عودة المليوني سوري الذين تعيلهم الأسرة الدولية وتريحه من الثقل السياسي لبعضهم عليه. بل أكثر، إن الرئيس السوري مخضرم في استخدام أدوات الفتنة والتفجير الأمني في لبنان- وما يؤسف له هو أن جزءاً من اللاجئين أو النازحين السوريين في لبنان يؤهّلون في لعبة خبيثة ليتحولوا الى جيش استخباري والى "طابور خامس" تحت تصرّف الأسد ومشاريعه للبنان.  

الرئيس السوري ليس وحده المسؤول من محنة اللاجئين السوريين، وإنما أيضاً "حزب الله" الذي ساهم جذريّاً في تهجيرهم ونسف قراهم ومنع عودتهم الى القرى التي فرّغها من سكانها الأصليين وحوّلها الى قرى شيعية. الأمم المتحدة مسؤولة لأنها تتصرّف بغباء البيروقراطية بدلاً من التنبّه الى مخاطر ما تفعله في لبنان عبر وكالاتها، وبالذات مفوضية اللاجئين والبرنامج الغذائي وغيرهما.

الدول الأوروبية تصرّ على عدم عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم إلا بعودة آمنة، لكنها لا ترفع إصبعاً للضغط على الحكومة السورية لتأمين العودة الآمنة. ذلك لأن الدول الأوروبية لا تريد أن ترث تدفّق اللاجئين السوريين اليها، فتكتفي بالتظاهر أنها تُدفِق الأموال عليهم لأسباب إنسانية فيما الحقيقة هي أن أوروبا لا تريد اللاجئين السوريين أو السودانيين أو الليبيين- فعنصريتها هي الأوضح وليس العنصرية اللبنانية.

 الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات غير الحكومية والدول الأوروبية مطالبة بالعودة الى طاولة رسم الاستراتيجيات للتدقيق في كلفة اللجوء والنزوح السوري على اللبنانيين ولتفادي المساهمة في فتنة وتفجير أمني ستكتفي بإدانته لاحقاً. حان الوقت لليقظة- يقظة في التفكير ويقظة في الضمير.

 كل هذا لا يخفي الفشل الذريع للبنان، حكومةً وأحزاباً وأفراداً، في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين الذين قرر لبنان الإشارة اليهم بصفة النازحين علماً أن النازح ينزح داخل حدود دولته واللاجئ يعبر الحدود الى دولة أخرى، بموجب تعريف الأمم المتحدة.

 الشعب اللبناني استضاف اللاجئين السوريين أفضل استضافة باعتراف الأمم المتحدة وتلك الأسرة الدولية والمنظمات غير الحكومية التي يستفيد موظفوها من أزمة اللاجئين ويكسبون الأموال الباهظة قياساً مع مدخول اللبناني الضئيل. سمعة العاملين في هذه المنظمات سيّئة للغاية أيضاً نتيجة تعاليهم عن الاستماع الى المعاناة الشعبية اللبنانية بشقها المتعلّق بأرقام وممارسات أولئك اللاجئين المستفيدين من المعونات والمتسلطين على الأراضي المشاع والعاملين في التهريب والمستغلين لصفة النازح أو اللاجئ والذين يولدون الأطفال للاستفادة المادية أو لتشغيلهم في الشوارع كمتسولين ويعرضونهم للإهانة والخطر.

ما يحدث في لبنان اليوم يتطلب يقظة عربية كي لا يتحوّل السوريون في لبنان الى وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين أصبحت عودتهم الى فلسطين شبه مستحيلة. بل إن إعادة السوريين الى بلدهم ستكون أصعب ما لم يتم وضع استراتيجية متكاملة، إقليمية ودولية، لمعالجة شتى عناصر هذه الأزمة.

الحدود اللبنانية - السورية عنصر فائق الأهمية ليس فقط من ناحية ضرورة ضبط التهريب وإنما أيضاً لجهة الضرورة القصوى لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا. إغلاق الحدود إجراء ترفضه أطراف لبنانية عديدة من بينها "حزب الله" الذي لا يزال متواجداً عسكرياً داخل سوريا- وهنا المفارقة السوريالية، والتي تعيدنا جزئياً الى مساهمات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأزمتين السورية منها واللبنانية.  ليت التفاهمات السعودية - الإيرانية بضمانات صينية تتطرق بسرعة الى السياسات الإيرانية الضّارة بلبنان وبسوريا قبل أن يتحول الاحتقان الى كارثة حرب على الساحة اللبنانية. إن مسألة اليمن ذات أولوية أمنية للسعودية ولذلك ترفعها طهران رايةً للتعاون كإثبات على حسن أدائها إقليمياً. هذا ليس كافياً لا سيما أن ما تصوغه طهران هو "استراتيجية العنكبوت" وتحيك شبكاتها الخفية.

 

لعل لبنان فهم الرسالة

عبدالله العلمي/النهار العربي/30 نيسان/2023

في 25 آب (أغسطس) 1984، اقتحم نحو 150 من اللبنانيين الشيعة المتشددين سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت. حطم المهاجمون النوافذ وأحرقوا الوثائق والصور الرسمية. في تلك الأثناء، كان الجنود اللبنانيون يشاهدون جرائم النهب أمام أعينهم من دون أن يحركوا ساكناً.

 في الثاني من كانون الثاني (يناير) 2016، قام متظاهرون إيرانيون بإحراق مبنى السفارة السعودية في طهران ومقر قنصليتها في مدينة مشهد. كان هذا الاعتداء هو أسلوب "الحرس الثوري" الإيراني في الرد على خصومه. بعد أيام قليلة، اجتمع مجلس وزراء خارجية الدول العربية، وأدان الهجوم على السفارة تضامناً مع الرياض.  أوقفت السعودية مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبنانية والتي تقدر بحوالى أربعة مليارات دولار "نظراً للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين". كذلك أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تأييدها التام لقرار الرياض بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع بيروت.  امتنع لبنان عن التصويت على قرار الوزراء العرب، ونأى بنفسه عن قرار الجامعة إدانة سلوك إيران. بل واعترض وزير خارجية لبنان، آنذاك، رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، على ربط "حزب الله" بأعمال إرهابية. لم يكن هذا التصرف مستغرباً، فباسيل هو صهر العماد ميشال عون، المرشح في تلك الفترة للرئاسة الأولى بدعم من "حزب الله".

لم تفقد الرياض الأمل، بل حاولت "جس نبض" عون، واستقبلته في الزيارة الأولى له إلى الخارج بعد 9 أسابيع على تسلمه دفة الرئاسة. إلا أن الرئيس عون أدلى بعد زيارته للسعودية بشهرين، بمواقف، تعاكس الآمال من وراء الانفتاح السعودي على لبنان، بل شدد على ضرورة وجود سلاح "حزب الله" في لبنان.

طفح الكيل في السعودية مرة أخرى تزامناً مع مراعاة عون لعداء صهره باسيل للرياض. الموقف اللبناني الرسمي المعادي للسعودية والمحابي لإيران أبعد عودة لبنان إلى حاضنته العربية، وسجل إساءة جديدة لتاريخ لبنان.

في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، بثت وسائل الإعلام اللبنانية تصريحات عدائية مُستَغرَبة ضد السعودية من الوزير اللبناني الأسبق جورج قرداحي قبل تعيينه وزيراً للإعلام.

استمر الانهيار الذي أصاب العلاقة بين بيروت والرياض وعواصم خليجية أخرى بعد تراكمات من التأزم والتوتر لأعوام عدة. أما (وعود) لبنان على مدى السنوات الأخيرة لتصويب مسار تلك العلاقة، فقد ذهبت كلها أدراج الرياح. رغم وقوف السعودية إلى جانب لبنان في كل المراحل الصعبة التي مر بها، ومساندته من دون تفريق بين طوائفه وفئاته، إلا أن المملكة قوبلت مراراً وتكراراً بتحريض "حزب الله" اللبناني وإصراره على موقفه العدائي. لذلك، فإن رفع الرياض يدها عن بذل أي جهود إضافية في لبنان، لم يأتِ من فراغ، فالوضع اللبناني الراهن خطير ولا يبشر بالخير.

أين تتجه العلاقات السعودية - اللبنانية؟ تصريح وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان مؤخراً جاء واضحاً؛ على الساسة في لبنان أن يقدموا المصلحة اللبنانية على كل مصلحة، ومتى تم اتخاذ القرار في لبنان للعمل على بناء الدولة اللبنانية فسوف يزدهر لبنان بالتأكيد والمملكة ستكون معه.

كذلك كان وزير الخارجية السعودي واضحاً في إشارته إلى أن "لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني وليس إلى تقارب إيراني - سعودي".

آخر الكلام. نأمل بأن تكون رسالة الرياض قد وصلت واضحة خلال لقاء وزير الخارجية الإيراني الأسبوع الماضي مع الأمين العام لـ"حزب الله" في بيروت، وأن يفهم الأخير التطورات السياسية بحكمة وموضوعية، وبخاصة تأكيد حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية.

 *كاتب سعودي

 

لماذا تجنّب عبد اللهيان تأييد فرنجية علناً؟ وهل يحمل البخاري كلمة السرّ؟

سعد الياس/القدس العربي/30 نيسان/2023

استحوذت زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت هذا الأسبوع على اهتمام بالغ خصوصاً أنها أتت بعد الاتفاق السعودي الإيراني وفي ظل ترقّب لموقف طهران بعد توقيع هذا الاتفاق، وهل سيبقى على تشدده حيال الوضع في لبنان واعتباره ضمن دائرة النفوذ الإيراني أم ستطرأ عليه ليونة ودعوة لحزب الله لعدم التمسك بفرض رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية وإقفال باقي الخيارات؟ يمكن القول إن مواقف عبد اللهيان جاءت ملتبسة، فهو تجنّب علناً تأييد ترشيح رئيس «المردة» معلناً أن بلاده لم ولن تتدخل في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، لكنه رحّب بانتخاب أي شخصية مرموقة تحقق التوافق بين اللبنانيين في تكرار ضمني لخطابات حزب الله. ومن خلال متابعة مجريات الزيارة يتبيّن أن الوزير الإيراني الذي حاول تظهير صورة لبلاده على أنها صديقة لجميع اللبنانيين لم ينجح في تحقيق مبتغاه، وإن الدعوة التي وجّهها إلى النواب من مختلف الكتل النيابية الموالية والمعارضة والتي استثنت تكتل القوات اللبنانية، لم يلبّها كل المدعوين بل اقتصرت تلبيتها على النواب المنضوين في محور الممانعة إضافة إلى النائب بلال عبدالله عن «اللقاء الديمقراطي» وقد قاطع هذه الدعوة نواب الكتائب والأحرار والتغييريون والنائب نعمة افرام. أما ممثل «اللقاء الديمقراطي» فاغتنم الفرصة ليتمنى على المسؤول الإيراني ألا يبقى لبنان ساحة للرسائل والصراعات الإقليمية وحروب الآخرين، قائلاً «آن الأوان كي يتنفس لبنان بعد الأزمة التي يعاني منها وان يعيش نوعاً من الاستقرار» داعياً «إلى وجوب مناقشة وبت الاستراتيجية الدفاعية، وان تكون في رأس جدول أعمال الرئيس المنتخب الجديد والحكومة الجديدة».

المعادلة الانقسامية

وإذا كان البعض دعا إلى ترقّب أي جديد في الموقف الإيراني حيال لبنان وطريقة تعامل طهران مع دولته وسيادته بعد توقيع الاتفاق مع السعودية، إلا أن أولى المؤشرات دلّت على أن الأداء الإيراني تجاه الدولة اللبنانية لم يتغيّر بل بقي على حاله. وهذا ما ظهّر من خلال التأكيد أكثر من مرة على معادلة «الشعب والجيش والمقاومة» وخصوصاً من بلدة مارون الراس المتاخمة للحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وكأن ايران، بعد الزيارة السابقة للرئيس أحمدي نجاد إلى الجنوب اللبناني قبل سنوات، أرادت بعث رسالة جديدة إلى إسرائيل أنها باتت على حدودها الشمالية وقادرة على تهديد أمنها والرد على أي تهديدات قد تطالها، علماً أن استخدام الأراضي اللبنانية كصندوق بريد لمصالح إقليمية والتلطّي خلف معادلة «شعب وجيش ومقاومة» لا يحظى برضى شرائح كثيرة من اللبنانيين الذين باتت تستفزهم هذه المعادلة الثلاثية ويعتبرونها معادلة انقسامية ولا يستبعدون أن يكون وراء تكرارها نوعاً من الرسالة إلى الرياض بأن إيران لن تتخلّى عن حزب الله ورسالة أخرى إلى اللبنانيين بأنها ليست بصدد تبديل موقفها من الحزب وسلاحه بعد توقيع الاتفاق مع المملكة. وليس بعيداً، فإن سليمان فرنجية الذي رشّحه الثنائي الشيعي لم يجزم بقدرته على حل إشكالية سلاح حزب الله، وجلّ ما قاله حسب خصومه في خلال مقابلته التلفزيونية هو «توسّطه بين حزب الله واللبنانيين من أجل إشعارهم أن هذا السلاح غير موجّه ضدهم، وأن يتقبلوا الأمر الواقع والتعايش معه في ظل دولة وميليشيا». ويضيف خصوم رئيس «المردة» أن «فرنجية لم يَعد الشعب اللبناني بأن قرار السلم والحرب سيكون بيد الدولة، وإن عرضه بالتأقلم مع سلاح غير شرعي غير مقبول تماماً، لأن أحد الأسباب الرئيسية للأزمة اللبنانية متأتية من سلاح حزب الله إذ لا استقرار ولا ازدهار ولا مؤسسات في ظل السلاح، ولا يمكن القبول بأنصاف الحلول». واللافت على الخط الرئاسي هو استمرار التباعد والتساجل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والقوات اللبنانية التي لا تترك مناسبة إلا وترد على ما تراه «أخباراً مغلوطة ونسجاً للأوهام» من فريق الممانعة الذي تتهمه بأنه «ما زال يكابر لاعطاء نفسه والرأي العام آمالاً لن تتحقق لاستكمال معركة مرشحه الذي بلغ الحائط المسدود». وتستغرب القوات تسويق رئيس المجلس أخباراً نقلاً عن المملكة العربية السعودية، وترى فيها «إحياء للموتى وعملية مفضوحة يُقصد منها ذرّ الرماد في العيون، إذ لا أساس لها من الصحة، لا بل تُناقض تماماً حقيقة الأمور والمواقف والتوجهات». وفيما عاد السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت منهياً عطلة عيد الفطر، فمن المتوقع أن يُطلع بعض القيادات اللبنانية على حقيقة محادثات مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في السعودية وما آلت إليه من نتائج ليحسم ما يعلنه الرئيس بري عن ايجابية الموقف السعودي من فرنجية أو لينفي هذه الأجواء غير المتماهية مع حقيقة موقف الرياض.

في غضون ذلك، تستمر المساعي على خط المعارضة للتوافق على مرشح بديل عن رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض الذي توقف رصيد أصواته عند حدود 45 صوتاً، إذ إنه لم يستطع استقطاب أصوات كل النواب التغييريين ولا أصوات نواب سنّة يدورون في فلك «تيار المستقبل». ولم تتوصل اللقاءات والاتصالات إلى تبنّي خيار المرشح جهاد أزعور أو زياد بارود إما بسبب علامات استفهام حول القدرة على إدارة دفّة البلاد أو بسبب ملاحظات على عدم وضوح الموقف السياسي من قضايا خلافية أو بسبب الخوف من علاقات تربط الاسمين برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وعليه، يتم التداول بإسم النائب السابق صلاح حنين كخيار محتمل للتوافق عليه، من دون إغفال أسماء أخرى تشكّل تقاطعاً بين عدد من الأطراف كإسم المرشحة مي الريحاني التي ما زالت تستقطب الاهتمام كشخصية اغترابية بعيدة عن الاصطفافات السياسية الحادة وتتمتع بعلاقات دولية وعربية يمكن توظيفها لتثبيت مرجعية دولية ودعم مسيرة الإصلاح والإنماء، وهناك أسماء قد تعود لتبرز في حال نجحت التسوية حولها وفي طليعتها قائد الجيش العماد جوزف عون خصوصاً إذا طرأت مستجدات أمنية أو إذا فرضت قضية النازحين السوريين نفسها على واجهة الأحداث.

 

انفتاح السعودية على سوريا لن يُغيِّر «الستاتيكو» وطموح الأسد دعمٌ ماليّ بـ«قنوات ناعمة»

رلى موفّق/القدس العربي/الاحد 30 نيسان 2023

طُويت مسألة عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية مع انعقاد القمة العربية المرتقبة في الرياض في 19 أيار/مايو. هكذا تؤكد أوساط على إطلاع وثيق بمجريات الأمور في دمشق. أعاق اعتراض دول خليجية (قطر والكويت) وعربية (المغرب، ومصر، والأردن) تلك العودة التي رغبت السعودية، ومعها دول خليجية وعربية، أن تكون بغطاء عربي موحَّد وألاَّ تنحصر في «تطبيع ثُنائي» بين دمشق وكل من العواصم التي تنفتح على النظام السوري. كانت الرياض، التي تترأس القمة العربية، وتمضي في سياسة «تصفير المشاكل» تأمل في دعوة الأسد إلى قمة الرياض، بما يُنهي القطيعة التي أقرَّها مجلس وزراء الخارجية العرب في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 بعد مماطلة النظام السوري في تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة التي اندلعت في آذار/مارس 2011. كانت الحكومة السورية قد وافقت في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر على الخطة العربية التي تقضي بوقف العنف ضد المتظاهرين والذهاب إلى حوار سياسي مع المعارضة. حينها كانت أعداد الشهداء، وفق أرقام الأمم المتحدة، 3500 شخص. سحبت غالبية الدول العربية سفراءها، وبعدها خرج الدبلوماسيون الغربيون ولم يرفّ جفنٌ للنظام الذي اختار قمع الاحتجاجات وإخمادها بالسلاح، ما أدخل سوريا في مسار حرب أوقعت ما يزيد على نصف مليون قتيل، ومحو مدن بأكملها، ودمار بالمليارات، وتهجير ملايين السوريين، وعمليات تطهير مذهبيّ.

التفَّ النظام على اتفاق «جنيف 1» (2012) واتفاق «جنيف 2» (2013) وقرار مجلس الأمن 2254 (كانون الأول/ديسمبر 2015) حول السلام والانتقال السياسي وبناء سوريا الجديدة. دخلت روسيا في أيلول/سبتمبر 2015 الحرب بعدما كان النظام ومعه الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية التابعة، ومن بينها حزب الله، على وشك الهزيمة على يد المعارضة المسلحة. استخدمتْ موسكو سلاح الجو لتغيير المعادلات على الأرض ونجحت تباعاً في إعادة بسط نفوذ النظام على رقعٍ واسعة من الأراضي السورية. أدى دخول عوامل عدّة على خط «الثورة السورية» إلى خطفها، ودفَعَ أبناؤها ثمناً باهظاً وتلاشتْ قيادتها وتفكّكتْ. أضحت سوريا، في نهاية المطاف، مُقسَّمة مناطق نفوذ دولية: روسية وإيرانية تدعم النظام، وأمريكية وتركية تدعم المعارضات المختلفة، فيما إسرائيل، الداعمة المستترة والمُعلَنة لبقاء نظام الأسد، حاضرة بغاراتها الجوية. خرج العربُ من المشهد السوري وخَفَتَ تأثيرهم عسكرياً وسياسياً، على الرغم من إقرار الداخل والخارج أنه حين تنتهي الحرب في سوريا، ويصدر القرار بإعادة الإعمار، فإن الدور الرئيسي والفاعل سيكون للخليج، ولا سيما للمملكة العربية السعودية.

وقرار انتهاء الحرب لن يكون سوى قرار أمريكي. الغرب يفرض عقوبات، وأمريكا تخنق سوريا بـ«قانون قيصر» وعلى الطريق يأتي «قانون الكبتاغون» الذي أقرَّه الكونغرس الأمريكي قبل أشهر. لا أحد من الدول المرتبطة بالنظام المالي الدولي يمكنه أن يتجرَّأ علانية على كسر العقوبات الأمريكية، إنْ لم يحصل «غض طرف» من واشنطن. لجأ النظام وحلفاؤه إلى الالتفاف على تلك العقوبات. استخدموا لبنان، فدفع الثمن في اقتصاده، وماليته، ونظامه المصرفيّ، وعيش أبنائه. واستخدموا العراق، فطارت الملايين من خزينته على حساب مواطنيه. حاولت الصين، وروسيا، وإيران، التحايل بما لديها من طرق. كل ذلك ساهم في مدِّ النظام بالأوكسجين، لكن ركيزته الأساسية قامت على صناعة ذلك المُخدّر الرائج والقليل الكلفة الذي غزا به أسواق الخليج عبر شحنات التهريب براً مستخدماً الأردن والعراق، وبحراً عبر مرفأ بيروت. أخذ «محور إيران» السعودية هدفاً للمخدرات. نَظَر إلى تدمير المجتمع السعودي وإغراق شبابه في تلك الآفة كجزء من المعركة المفتوحة على المملكة، وأدرج «حرب الكبتاغون» في إطار قواعد الاشتباك.

سعت روسيا بقوة، منذ أن أنقذت الأسد، إلى إعادة تأمين مظلّة عربية له. كان همُّها الأكبر أن يستعيدَ رجُلها في سوريا العلاقات مع السعودية بوصفها الدولة المحورية عربياً والأكثر تأثيراً وثقلاً، ويمكنها تالياً أن تُشكِّل قاطرة لدول أخرى إنْ خَطَتْ الرياض صوب دمشق. بقيتِ الخطوطُ الأمنية مفتوحة وتعزَّزت بفعل موسكو، لكن باب الانفتاح السياسي بات أكثر ملاءمة بعد التحوّلات الدولية الناجمة عن حرب روسيا على أوكرانيا. كانت موسكو تُعزِّز موقعها في الشرق الأوسط قبل أن تغزو هذا البلد، وتستفيد وبكين من الانسحاب الأمريكي التدريجي من المنطقة في تمتين ارتباطهما مع المملكة التي شاب علاقاتها مع واشنطن الفتور مع وصول الحزب الديموقراطي إلى البيت الأبيض. ذهبت الرياض، رغم أنها حليف استراتيجي للولايات المتحدة، إلى توسيع تعاونها خارج إطار ذلك الحلف. لم تصطفّ مع الغرب في النزاع الروسي – الأوكراني، ولم تُساير جو بايدن في قرارات «أوبك بلس» خدمة له في الانتخابات النصفية أو تضييقاً على روسيا. وفتحت الباب واسعاً أمام الصين، الحليف التجاري الأول للمملكة، لتعلب دوراً سياسياً كدولة ضامنة لفكِّ الاشتباك مع إيران.

من الصعب فصل مدّ الجسور السعودية مع سوريا كحدث منفصل تماماً عن نتائج عودة العلاقات مع إيران. حتى ولو كان الأمر غير معلن، أو كان الأسد يُفضِّل أن يكون له هامشه في التحرُّك، فإن عودة العلاقات السعودية – السورية ما كان يمكن أن تحصل بهذا اليسر لو كان التأزم سيّد الموقف بين طهران والرياض. سبق للإمارات أن أعادت العلاقات الدبلوماسية عام 2018، وعزا مراقبون موقفها إلى رغبتها في مواجهة مبطّنة لتركيا بدعم الأسد. ستذهب البحرين بذات منحى السعودية الإيجابي في اتجاه دمشق، وإنْ كانت تعتبر أن سفارتها في سوريا ما زالت تعمل.

يقول مقرَّبون من النظام أن الرئيس السوري لم يبدِ حماساً لطروحات العودة إلى الجامعة العربية. وهو ليس على استعداد للاستجابة لمتطلبات الحل السياسي أو ما يمكن أن يُفهم منه أنه تنازلات في تركيبة النظام السياسي لبلاده. ويُبدي تالياً ارتياحاً لصوغ علاقات ثنائية، والذهاب إلى تطويرها بالحد الذي يخدمه. هذا يدفع هؤلاء إلى الاستنتاج أنه لن يألو جهداً في توظيف الانفتاح العربي عليه لصالح مزيد من ترسيخ سلطته.

في موضوع العلاقات مع المملكة، ثمة استكمال لترتيب الأمور بين البلدين، فالزيارات مستمرة على المستويات السياسية، والدبلوماسية، والأمنية، بشكل غير مُعلن، منها زيارة لمعاون وزير الخارجية السوري محمد أيمن سوسان إلى السعودية. وأجواء دمشق لا تزال تضع في أجندة الأسد زيارة مرتقبة إلى الرياض، وربما قبل أيار/مايو، تُوصف سورياً بـ«زيارة تعويض» عن عدم دعوته لحضوره القمة العربية. يُدرك الرئيس السوري أن هناك أوراقاً لا بدَّ من أن يُقدّمها مقابل الانفتاح السعودي عليه، وأولها في ملف الكبتاغون. ويسرُّ المقرَّبون من النظام أنه سيتجاوب في هذا الأمر، كما سيتعزَّز التعاون في المسائل الأمنية. ما يُعوِّل عليه الأسد هو تخفيف الطوق الاقتصادي والمالي عنه. يتوق إلى دفق مالي كبير يدخل في خانة إعادة الإعمار الشاملة والاستثمارات الكبرى، لكن المأمول الحصول عليه هو «تمرير ناعم» للأموال تحت عناوين مختلفة لا بأس إذا اتّخذت الشكل الإنساني، أو تهيئة الظروف لإعادة اللاجئين عبر تأهيل مناطق معيّنة بالبنى التحتية وإعادة بناء المساكن لتأمين عودة أصحابها، حتى إن هؤلاء يتحدّثون عن انفتاح الأسد إذا تطوّرت العلاقات نحو إشراك بعض الأسماء المقبولة سعودياً في الحكومة، بما يعطي الجوّ السُّني العام في سوريا قدراً من الاطمئنان.

سبق لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن تحدَّث في منتدى ميونيخ للأمن في شباط/فبراير الماضي عن غياب السبيل لتحقيق الأهداف القصوى من أجل حل سياسي، وأن معالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار تتطلب حواراً مع حكومة دمشق. لا شك أن تحقيق عودة – ولو تدريجية – للاجئين السوريين إلى قراهم ومدنهم سيكون إنجازاً، لكنه من الصعب توقّع أن يكون الأسد منفتحاً على عودة يمكن أن تُشكِّل تغييراً كبيراً في الخريطة الديموغرافية التي عمل على رسمها في مناطق سيطرته واستدعت تهجيراً جماعياً، فكيف إذا كانت هناك مناطق تغلغلت فيها إيران وميليشياتها وأضحت صاحبة النفوذ فيها، من حمص إلى جوار السيدة زينب في دمشق، إلى جزء كبير من درعا والسويداء، وإلى حلب ودير الزور وغيرها من الجغرافيا السورية؟

لا رهانات لدى الرياض حول إنجاز الحل السياسي المنشود، ولا رهانات لدى دمشق حول إمكان تطبيع كامل. فكل ما يمكن أن يتحقق يندرجُ في إطار «تَرييح الوضع». الزمن ليس زمن انتهاء الحرب في سوريا. فكل الدول الحاضرة بقواتها العسكرية على الساحة السورية لا تزال أياديها على الزناد. الكلام المُسرَّب هو أن أمريكا أوصلت رسالتها، إلى مَن يعنيه الأمر، أنها لن تسمح بتغيير «الستاتيكو» في سوريا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي: نحيي المسيحيين في لبنان وسواه لانهم يعوضون عن إهمال السياسيين بل وعن عجزهم وتعطيلهم لمقدرات الدولة

وطنية /الاحد 30 نيسان 2023 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم ومروان تابت ، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، رئيس تجمع موارنة من اجل لبنان المحامي بول يوسف كنعان، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، مساعد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي رولان شرتوني، المدير العام في مجلس النواب هادي عفيف، وفد من جمعية "فينيسيا" للقديس شربل البولونية، عائلة المرحومة وداد ابو حبيب تابت والدة المطران مروان تابت، عائلة المرحومة ايزابيل باسيل، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك ، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

 بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "لما كان الصباح، ظهر يسوع لتلاميذه على شاطئ البحر، ولم يعرفوه" ( يو 21: 4)، قال فيها: "بعد ليلة صيد فاشلة، حضر يسوع القائم من الموت عند الصباح لكي يخرج تلاميذه من فشلهم، ولكي يعودوا إليه في حاجاتهم. أما هم فلم يعرفوه. ذلك أن بعد القيامة أضحى جسمه البشري جسما روحانيا، على ما يقول بولس الرسول (1 كور 15: 44). فلا نعرفه بعد الآن بعين الجسد، بل بعين الإيمان. يوحنا عرفه من صوته بقوة الحب الذي في قلبه، وسمعان بكلمة يوحنا "هذا ربنا" (يو 21: 4-7)، أما التلاميذ الآخرون فظلوا مرتابين ولم يجرؤ أحد منهم أن يسأله: من أنت؟ (يو 21: 12). ومن قبلهم المجدلية ظنته البستاني، ولم تعرفه إلا عندما ناداها باسمها، تلميذا عماوس لم يعرفاه إلا عندما كسر الخبز (لو 24: 35)، الرسل الأحد عشر ظنوه روحا (لو 24: 37) ولم يعرفوه إلا عندما "أراهم يديه ورجليه وجنبه" (لو 24: 39؛ يو 20: 20). هذا كله يعني أن الرب يسوع حاضر دائما بيننا ومعنا، لكننا لا نعرفه بالحواس الخارجية، بل بالإيمان والرجاء والحب، ونراه من خلال أنواع حضوره الكثيرة: في كلامه، في صلاة الجماعة كما وعد: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا أكون هناك في وسطهم" (متى 18: 20)، في الفقراء والمرضى والمساجين (متى 25: 31-46)، في الأسرار التي وضعها، وبخاصة في ذبيحة القداس، في شخص خادم السر، الأسقف والكاهن، وبأعلى درجة في الأشكال الإفخارستية (الدستور المجمعي في الليتورجيا، 7). إن سر الإفخارستيا يحتوي حقا وواقعا وجوهريا جسد ربنا يسوع المسيح ودمه مع نفسه وألوهته، ومن ثم يحتوي المسيح الإله والإنسان بكاملهما. هذا الحضور "الحقيقي" في الإفخارستيا ليس بمعنى النفي كما لو كانت سائر أشكال حضوره "غير حقيقية"، بل بمعنى التفوق إذ كان حضوره جوهريا بكامل ألوهته وإنسانيته (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1373-1374)".

وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونجدد إيماننا بأن المسيح الرب حاضر بيننا ومعنا ومن اجلنا، وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها على صعيد دولتنا اللبنانية الآخذة بالإنهيار، وعلى صعيد شعبنا الذي يفتقر أكثر فأكثر، ويضطر إلى هجرة الوطن نحو أوطان تحترم الإنسان وحقوقه. وذلك احترام مفقود على ارضنا.كل ذلك بسبب سوء الحوكمة من جماعة سياسية فاسدة وهدامة وفاشلة، من دون أي وخز ضمير أخلاقي أو وطني. فيما أحييكم جميعا، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، يطيب لي أن أرحب بجمعية  "فينسيا للقديس شربل" البولونية  يرافقها وفد من الحجاج في زيارة تقوية إلى لبنان. وأحيي سيادة أخينا المطران بول-مروان تابت راعي أبرشية مار مارون كندا وشقيقيه الحاضرين معنا، وقد ودعنا معهم أول من أمس والدتهم المرحومة وداد أبو حبيب أرملة الياس ابراهيم تابت. إننا نجدد لهم ولأنسبائهم تعازينا الحارة، ونصلي في هذه الذبيحة المقدسة لراحة نفسها. وأحيي أيضا سعادة النائب السابق نعمةالله أبي نصر وأولاد شقيقته المرحومة إيزابيل أرملة المختار سمعان أديب باسيل التي ودعناها مع أنسبائها في شهر كانون الثاني الماضي؛ كما نحيي سعادته وزوجة شقيقه المرحوم عصمت وأولاده وأنسبائهم، وقد ودعناه معهم منذ ثلاثة أسابيع. فإنا نذكر في هذه الذبيحة المقدسة المرحومة إيزابيل، والمرحوم عصمت، راجين لهما الراحة الأبدية في السماءوالعزاء لأسرتيهما. ظهور الرب يسوع وآية الصيد العجيب تكشف لنا ملامح الكنيسة".

أضاف: "سفينة الصيد تمثل الكنيسة التي تصطاد البشر، وتجتذبهم إلى الله، وتجمعهم بروح الشركة التي تجعلهم في اتحاد بالله عموديا، وفي الوحدة مع الجميع أفقيا. شبكتها هي الإنجيل: إنجيل محبة الله المتجلية في شخص يسوع المسيح وأقواله وأفعاله وآياته؛ إنجيل الحقيقة المختصة بالله، والإنسان والتاريخ، وهي حقيقة تحرر وتوحد؛ إنجيل السلام بكل أبعاده الروحية والثقافية والاجتماعية والسياسية؛ إنجيل العدالة القائمة على احترام حقوق كل إنسان وتعزيز واجباته؛ إنجيل الأخوة الذي يبني في العالم عائلة الله. هذا الانجيل هو بين ايدينا نحن المسيحيين، ومسؤوليتنا ان نعيشة وننشره. الأسماك الكبيرة، وعددها 153، ترمز إلى شعوب الأرض، من كل لون وعرق وثقافة، وإلى انفتاح الكنيسة إليهم جميعا. "عدم تمزق الشبكة" من جراء الثقل يرمز إلى ميزتي الشمولية والوحدة في الكنيسة على أساس من عولمة الحقيقة والمحبة. ربان السفينة هو المسيح، وطاقمها الرسل ورعاة الكنيسة. عولمة الحقيقة والمحبة في الكنيسة هي الأساس والروح للعولمة الحديثة، المعروفة بعولمة الإقتصاد والمال والثقافة، والتي أوجدتها التقنيات الإلكترونية والاكتشافات الحديثة ووسائل الإتصال. عولمة الحقيقة والمحبة تدعو إلى التضامن وإنماء كل شخص بشري ومجتمع، فلا تهمش أحدا، بل تحمل قضية الفقراء وضحايا الظلم والعنف والحرب والاستبداد والاستكبار، فتحمي حقوقهم وتعمل على خدمتهم، وتندد بكل إعتداء على الإنسان وكرامته وحياته. عولمة الحقيقة والمحبة تدعو إلى الحوار بين الثقافات والأديان في سبيل خدمة السلام والنمو الشامل، ونبذ الحرب والعنف والإرهاب، ومن أجل تجاوز الانقسامات والخلافات. عولمة الحقيقة والمحبة هي رهن المسيحيين، لانها مسندة اليهم من المسيح الرب، دينونتنا كبيرة اذا لم نعش هذه العولمة".

 وقال: "إجتمعت الأسبوع الماضي في قبرص الكنائس الشرقية الكاثوليكية السبع، رعاة وكهنة ورهبانا وراهبات ومدنيين، والمسؤولون عن مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان ومؤسسات اجتماعية غير حكومية أوروبية وأميريكية، بمناسبة مرور عشر سنوات على الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة". هذا الإرشاد يدعو المسيحيين إلى رمي شبكة إنجيل المسيح في محيطهم، وإلى الشهادة لمحبته في كل نشاطاتهم الروحية والزمنية، لا سيما على مستوى الثقافة والخدمة الإجتماعية والاقتصاد والسياسة وإدارة الشأن العام. وبذلك يسهم مسيحيو العالم العربي في تحقيق "الربيع العربي" الحقيقي المنشود في أوطانهم. إن هذا الإرشاد الرسولي عمل نبوي لأنه يأتي في وقت تبحث فيه شعوب العالم العربي عن هويته وسبل العيش معا والترقي بالشخص البشري والمجتمع، عبر إصلاحات سياسية لازمة في أنظمة بلدانهم".

 وختم الراعي: " إننا نحيي كل المسيحيين في لبنان وسواه على إسهامهم البناء في مختلف الميادين، إذ يجمعون بين مشاريع الإنماء على أنواعها وبين الأخلاقية والشفافية في الإداء. فإننا نقدر ابتكاراتهم وتضحياتهم وخدمتهم للخير العام. وبذلك يعوضون عن إهمال المسؤولين السياسيين بل وعن عجزهم وتعطيلهم لمقدرات الدولة. نصلي، لكي يتنبه كل إنسان أن يسوع هو رفيق دربه، ويصغي إلى صوته، ويلجأ إليه، فتستقيم مسيرة حياته، وينعم بالعون الإلهي في كل ظروف حياته. فليكن اسم الله مسبحا وممجدا، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية

 

المطران عودة: زعماؤنا يدحرجون الحجارة ويختلقون العوائق ليمنعوا قيامة البلد من هوة عظيمة دفنوه فيها

وطنية/الاحد 30 نيسان 2023   

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت. بعد قراءة الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور".

أضاف: "إن ظهور المسيح القائم من بين الأموات لحاملات الطيب أولا يحمل دلالة مهمة. فالرسل كانوا مختبئين في العلية، خائفين من الأحداث التي جرت، فيما ذهبت النسوة إلى القبر بمحبة وشجاعة، قبل بزوغ الشمس، ليطيبن جسد الرب يسوع. لم يخفن من الظلام ولا من الجنود. هذا التصرف يشجعنا على التحلي بالمحبة والشجاعة لكي نمنح رؤية المسيح. هذا ما قام به أيضا يوسف الرامي ونيقوديموس اللذان نعيد لهما اليوم أيضا مع النسوة الحاملات الطيب، وقد رتلنا في خدمة جناز المسيح: «إن التلاميذ قد فقدوا جرأتهم، وأما يوسف الذي من الرامة فقد أبدى جرأة وشهامة. فإنه لما شاهد إله الكل ميتا عاريا طلبه وجهزه». إذا، الجرأة في طلب المسيح، مهما كانت الظروف، هي من أساسيات الإيمان بالله ومحبته".

وتابع: "هذا الظهور الأول للمسيح أمام حاملات الطيب يحمل معنى لاهوتيا عميقا. يشرح القديس غريغوريوس بالاماس أن قيامة المسيح هي تجديد للطبيعة البشرية، وإحياء وعودة إلى حياة آدم الأول الأبدية. فبعد خلق آدم، كانت المرأة أول من رآه، كذلك بعد القيامة كانت النسوة حاملات الطيب أول من رأى آدم الجديد بعد خروجه من القبر. بهذا، تكون حاملات الطيب أولى المبشرات، ورسولات الرسل. كذلك كانت حواء من حمل رسالة سقوط آدم، والآن تحمل المرأة رسالة القيامة للرسل. هكذا، لم يعد جائزا إلقاء اللوم على المرأة من جهة العصيان والسقوط، لأن المسيح قام ليجعل كل شيء جديدا، وقد شاء أن تكون المرأة حاملة بشرى القيامة. يقول أحد الآباء إن أسماء حاملات الطيب تتوافق مع حياتهن الشخصية. فمريم المجدلية، التي أخرج منها المسيح سبعة شياطين، تشير إلى النفس المتطهرة من الشياطين بكلمة الإنجيل. وسالومة، التي يعني اسمها «السلام»، تشير إلى الشخص الذي بلغ السلام الداخلي، لأنها تخطت الأهواء وأخضعت جسدها لنفسها، ومن خلال معاينة الله والحواس الروحية، بلغت نفاذ البصيرة. أما حنة، التي يعني اسمها «الحمامة»، فترمز إلى النفس البريئة التي تنتج الفضائل لأنها ابتعدت عن الأهواء بالإتضاع. عندما يختبر الإنسان هذه الحالات، ويقترب من قبر قلبه، يرى حجر قساوة عدم وضوح الكلمة قد دحرج، والملاك، أي ضميره، يخبره بأن كلمة الفضيلة والمعرفة التي أميتت في قلبه قد أقيمت فيه، وسوف يمنح أن يرى ظهور كلمة الله نفسه داخل ذهنه، مكشوفا ومن دون أختام ورموز. هذا يعني أن التطهر يتيح لنا أن نسجد أمام المسيح القائم ونسمع كلمة القيامة".

وتابع: "يقول القديس إغناطيوس بريانتشانينوف إن كلمات النسوة القديسات: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟» لها معناها السري الخاص. إنها كلمات مقدسة لدرجة أن محبتنا للقريب، ورغبتنا بمنفعته الروحية لا تسمحان بأن نبقى صامتين أمامها. فالقبر هو قلبنا، الذي كان هيكلا حينا، لكنه أصبح قبرا. يدخل إليه المسيح عبر سر المعمودية كي يسكن ويعمل فينا. فيكرس القلب هيكلا لله. لكننا بسلوكنا نسلب المسيح قدرته على العمل فينا، ونجدد في ذواتنا الإنسان العتيق الذي ينجذب دائما لإرادتنا الساقطة ولفكرنا المسمم بالباطل. عندها  يبقى المسيح الحاضر فينا بالمعمودية ساكنا قلبنا، إنما كمجروح بسبب خطايانا، فيمسي هيكل الله قبرا ضيقا ومظلما، مسدودا بحجر عظيم، يحرسه أعداء المسيح الذين يحرصون على المحافظة على الفتور الروحي بغية إحباط القيامة ومنعها وجعلها مستحيلة".

وسأل: "ألا يفعل زعماء هذا البلد ومن يتولون زمام الأمور الشيء نفسه؟ ألا يدحرجون الحجارة ويختلقون العوائق لكي يمنعوا قيامة البلد من الهوة العظيمة التي دفنوه فيها؟ منذ أشهر يقبع بلدنا في فراغ مميت، ولم يبد أحد استعدادا للدفع نحو أي تقدم، أو تقديم أي تنازل. محبة الوطن ماتت في قلوب من أوكلوا مسؤولية إحياء وطن وشعب بكامله، فطمسوا الحقائق، وعطلوا عمل المؤسسات، وتجاهلوا الإستحقاقات، وشوهوا الديموقراطية، ولم يحمل أي منهم خبرا واحدا سارا يكون كالطيب المسكوب لإزالة شيء من رائحة عفن الفساد المستشري. فاللبنانيون ممنوعون من معرفة حقيقة تفجير مرفأ بيروت وما خلفه من ضحايا ومآس، وهم ممنوعون من معرفة حقيقة وضع الدولة المالي، وحقيقة الإنهيار الإقتصادي وعدم البدء بالإصلاح، وممنوعون من معرفة مصير ودائعهم ومدخراتهم".

وقال: "غياب الصدق والشفافية في تعامل الدولة مع مواطنيها، وغموض الصفقات والعقود، وعدم تحديد المسؤولين عن الكارثة المالية، والممارسات الخاطئة التي أدت إلى الإنهيار الإقتصادي، وتجاهل من أساء إلى البلد وجمع الثروات على حساب الشعب، والتباطؤ في معالجة الأمور وفي الإصلاح والإنقاذ، وعدم التوصل إلى انتخاب رئيس للبلاد، كلها أمور تزيد من دفن آمال الشعب، وإحكام إغلاق الحجر على حياتهم ومستقبل أولادهم. أما الحل فيكون بسماع صوت الضمير وعدم إغلاق القلب والعقل عن استيعاب الأخطاء والإعتراف بها والإعتذار عنها، وسلوك طريق جديد يؤدي إلى القيامة".

وختم: "لذلك دعوتنا اليوم أن نحمل في قلوبنا الرجاء مع الجرأة والمحبة والصدق، وأن نعمل بهديها، وسنجد أن المعجزات ستتحقق، مثلما تمت قيامة الرب البهية، آمين".

 

ريفي يطلق حزب "سند" من طرابلس: اولويتنا الوقوف الى جانب السياديين لمواجهة الاحتلال الايراني المقنع

وطنية/الاحد 30 نيسان 2023  

أعلن النائب اللواء اشرف ريفي إطلاق العمل بحزب "سند" خلال اجتماع ترأسه في مكتبه في طرابلس، بمشاركة اعضاء الهيئة التأسيسية في الشمال، لافتا الى ان "العناوين والمبادىء السياسية للحزب هي السيادة والنزاهة والديموقراطية"، ومشيرا الى انه "سيتم قريبا الاعلان عن الهيئات التأسيسية في كل المناطق". وقال: "سننتقل بعملنا السياسي من الحالة الفردية الى الحالة الجماعية المنظمة، وستكون اولوياتنا الوقوف الى جانب جميع السياديين في لبنان لمواجهة الاحتلال الايراني المقنع وتكريس الديموقراطية والوصول بوطننا الى حالة جديدة يقودها اشخاص يتمتعون بالنزاهة والشفافية، لنتمكن جميعا من انقاذ البلد".

 اضاف: "مجددا كهيئة تأسيسية لتيار سياسي اسمه سند اي السيادة والنزاهة والديموقراطية، إذ تم اختيار هذا الاسم معكم منذ ثلاث سنوات، وبسبب الثورة وجائحة كورونا والانتخابات النيابية جمدت مختلف النشاطات، واليوم حان الوقت لنعود ونقول لسنا حالة فردية او شخصية بل نحن حالة سياسية وطنية وهذا ما يحتاجه الوطن لإنقاذه، كلنا في تيار سند نتحدر من عائلات بسيطة عصامية وليس من عائلات سياسية وراثية، ولكن بجهدنا وعرق جبيننا، واليوم تيار سند يمثل حالة وطنية مختلفة عن الحالات الإقطاعية ونحتاج لجهودنا جميعا". وأردف: "تم اختيار اسم هذا التيار من 3 كلمات هي سيادة، نزاهة وديموقراطية التي تمثل ما يحتاجه لبنان، فهذا الوطن بحاجة ليضع الشركاء الحقيقيون كتفا على كتف، ويدا بيد ليكونوا سندا للنهوض به".  وتابع: "من طرابلس نعلن إعادة انطلاق العمل لاستكمال هذا البرنامج، وسبق ان اخترنا رمزا وعنوانا لنا، وسيتم تشكيل هيئات تأسيسية في المناطق كافة لتشمل مختلف الاحياء، حيث يمكن ان ينضم الينا كل من يقتنع بخيارنا السياسي، وضمانتنا اننا كلنا لسنا بإقطاعيين، وستكون انتخاباتنا ديموقراطية بعد هذه المرحلة التأسيسة، فهي خيارنا الاول والوحيد، وأؤكد أن من يختاره الناس هو من سيكون في مقدمة هذا التيار وهذا ما تفرضه المسؤولية الوطنية، كما سنعود ونجدد تواصلنا مع كل ما كنا قد التزمنا معه سابقا، ونعلن اليوم بداية مرحلة جدية، والوطن على أعتاب مرحلة جديدة، نسأل الله ان تفرج الغمة قريبا لنخرج جميعنا من جهنم ولنرفع القبضة الايرانية المحتلة والمقنعة". وشدد ريفي على أن "ابناء هذا التيار هم مناضلون ومقاتلون حقيقيون لتحرير هذا الوطن، وقال: "لتكن هذه الدولة سيدة مستقلة ولنأت بأشخاص نزهاء ليس لديهم مصالح خاصة، ففي النهاية من كان وطنيا وفاسدا لا يعطي نتيجة، بل يجب ان يكون سياديا ونزيها، يتمتع بعقل ديموقراطي، وقد نكون في مقدمة الديموقراطيين"، وقال: "لم نخترِ الكلمات بشكل عشوائي، بل عقدنا اجتماعات عميقة جدا شكلت كلمة سند التي لها مدلول يحتاجه لبنان، ونحن لسنا السند الوحيد لهذا الوطن بل نحن احد أسناده".  وأضاف: "سند هي حالة وطنية، وابوابنا مفتوحة للجميع لكل من يجد في رسالتنا رؤية تخدم قناعاته السياسية، ومن هنا نبني الوطن. ونعلن انتقالنا من حالة شخصية وفردية الى حالة سياسية بكل ديموقراطية لنضع كتفنا على كتف كل شركائنا في هذا الوطن، وهذه موجهة للشخصيات التي تشبهنا لنقول اننا انتقلنا لننظم انفسنا ونخلق حالة سياسية". وردا على سؤال، قال: "لا شك بأننا سنكون كتفا لكل السياديين والنزهاء والديموقراطيين لنبقى معهم وإلى جانبهم في طريقنا وطريقهم، وسبق ان تحالفنا في الانتخابات مع من يشبهنا وقد يكون هناك فريق سياسي اخر يشبهنا لنقول نحن من طرابلس وبيروت ومن مختلف المناطق، ونؤكد أننا سند لكل جبهة وانسان يسعى لتحرير الوطن من القبضة الإيرانية، لأن بلدا ليس حرا هو ليس ببلد".  وختم ريفي: "الاحتلال الإيراني سبب موجة فساد كبيرة في المؤسسات، فهو كالمرض الذي نتج عنه تداعيات اخرى، لذلك نشدد دوما على السيادة التي هي جزء اساسي من الديموقراطية، على عكس ما افرزه الاحتلال الايراني من فساد لم يسبق ان شهده لبنان، هذا البلد التعددي ان لم ينعم بالديموقراطية لن يكون تعدديا، من هنا نركز على ان اولويتنا هي رفع القبضة الايرانية عن الوطن لنبني بلدا سيدا حرا على يد رجال سياديين نزهاء وإنقاذيين".

 

قبلان: لا نريد لبنان بلا مسيحييه

 الوكالة الوطنية للإعلام/الاحد 30 نيسان 2023 

اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، أن “منع التسوية الرئاسية عند البعض يشبه النزعة التاريخية لعقدة المجازر، فيما لبنان في أمس الحاجة إلى وطنيين تضحويين على طريق الإنقاذ الرئاسي وسط كارثة تطحن لبنان. وللتاريخ أقول: إحياء التسوية الرئاسية يمر بالتلاقي الوطني والمصلحة المشتركة، والتلاقي الوطني يمر بمجلس النواب لا بهوس الإنتقام وعقدة النقص من التاريخ، وإحياء الموتى يمر برضا الرب وحماية الوطن ورعيته لا بصلب الوطن وتمزيق رعيته، والحقد السياسي وهوس الأنا لدى البعض يمنع التسوية الرئاسية ويضع لبنان بمزاد التسوية الدولية، والسقف العالي لثمن التسوية الرئاسية كشف مستور البعض، كل ذلك وسط كارثة تطحن لبنان وشعبه وعماله على قاعدة بعد موت حماري ما ينبت حشيش”. وتابع: “المطلوب إنقاذ الشراكة الوطنية لا حرق جسورها، ومعالجة أزمات البلد الطاحنة لا تكون بافتعال الأزمات، ولا نريد لبنان بلا مسيحييه، ولا وجود للبنان بلا شراكته الوطنية، ولبنان اليوم بلا مصرف ومدرسة ومستشفى ومصنع ومعمل، وسوق المهن يلفظ أنفاسه، واليد اللبنانية تحتضر، والمرفق العام مهدد، والعمال بلا عمل، واليد الأجنبية تنازع اللبناني لقمة عيشه، والجريمة تجتاح لبنان، ولغة الفلتان السياسي وتقديم لبنان كمقبرة مغلقة بمثابة إطفاء الحريق بالبنزين، ومطلوب ممن يسكن برج بابل أن يساهم بالإنقاذ الوطني لأن العبور الطائش محرقة للبنان”.

 

الرئيس عون خلال لقاء شعبي في جزين: أغلب الدول الأوروبية تريد أن تفرض النازحين علينا ليبقوا عندنا

وطنية/الاحد 30 نيسان 2023   

أكد الرئيس العماد ميشال عون "أننا نعلم من سبب دخول النازحين السوريين إلى لبنان، وكانت هناك دول خلف ذلك الأمر، وضغطت علينا للاتيان بهم"، مذكرا بـ"أنه نبه الحكومات المتتالية إلى خطورة نتائج النزوح، لكنها لم تكن على قدر كاف من الوعي، لاتخاذ الإجراءات أو المواقف السياسية أو الإنسانية اللازمة".

وقال عون خلال لقاء شعبي له ولرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في جزين: "أدركنا في الفترة الأخيرة أن اللعبة كبيرة، وهي مؤامرة على لبنان وطرحت سؤالا في السابق على إحدى السفيرات، بأنكم طلبتم منا أن نكون حراسا للشواطئ، حتى لا يخرج السوريون ويلجؤوا إلى أوروبا، لكن لماذا تعملون لتثبيتهم عندنا؟ لا تقبلون أن يصلوا إليكم، لكنكم تفرضون علينا أن يبقوا عندنا؟ لماذا لا تساعدوهم كي يذهبوا إلى سوريا؟". وشدد عون على أنه "لن يخجل أن يقول إن أغلب الدول الأوروبية لا تريد النازحين، وتريد أن تفرضهم علينا وأن يبقوا عندنا"، موضحا أن "النازح السوري أتى إلى لبنان وارتاح هنا، وهو نازح أمني، لا سياسي. لكن الدول تفرض علينا أن نفكر بأن النازح السياسي هو مثل النازح الأمني، وهذه كذبة فيها وقاحة".

 

باسيل من جزين: لن نسمح للمتآمرين او للمغامرين بأن يأخذوا البلد الى خيارات مدمرة للمسيحيين وللبنان

وطنية/الاحد 30 نيسان 2023   

شارك الرئيس العماد ميشال عون وعقيلته السيدة ناديا في قداس في كنيسة مار مارون جزين، ترأسه راعي ابرشية دير القمر وصيدا للموارنة المطران مارون العمار، وحضره الوزيران في حكومة تصريف الاعمال هيكتور الحجار وهنري خوري، النواب رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، غسان عطالله، وشربل مسعد، النواب السابقون: امل ابو زيد وسليم خوري، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش، رئيس رابطة مخاتير منطقة جزين انطوان عون، نائبة رئيس التيار للشؤون السياسية مي خريش، منسق هيئة القضاء في التيار في منطقة جزين انطوان فرحات، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من المؤمنين.  بعد الانجيل المقدس، ألقى العمار كلمة رحب فيها بالرئيس عون وصحبه، وقال: "اهلا بك في كنيسة مار مارون جزين. احبتك هذه المدينة والمنطقة ووثقت بخطك السياسي. ولكن على اهل المنطقة ان يتعاونوا معا ومع محيطهم. ما اجمل ان نكون يدا واحدة تعمل لخير وطننا".

باسيل

وأقيم لقاء شعبي للرئيس عون والتيار، ألقى خلاله باسيل كلمة قال فيها: "اشتقنا لجزين واشتقنا لكم، اشتقنا ورجعنا، واينما ذهبنا سنرجع الى جزين، لا نبتعد عنها ولا هي تبتعد عنا - جزين بقلب التيار والتيار بقلب جزين. جزين بموقعها المميز وحضورها التاريخي تشكل نقطة تقاطع بين جنوب المقاومة وبقاع الخير وجبل لبنان الصمود، وجزين المدينة شابكة ايديها مع جيرانها وغامرة صيدا وجبل الريحان، ودورها الطبيعي تكون صلة وصل وليس همزة قطع. هكذا التيار الوطني الحر يشبه جزين وجزين تشبهه، ودوره ودورها للجمع وليس للقسمة، ويكونان قلب لبنان. بهذا المعنى جزين تبقى قلعة التيار الوطني الحر على مدى الايام، وأي مرحلة غير هذا الامر تكون الاستثناء وليس القاعدة". أضاف: "جزين بكيت ونحن بكينا معها بنتيجة الانتخابات الأخيرة، خسرنا وخسرت لسببين: لم تتأمن التحالفات اللازمة مع صيدا والريحان، وفي جزء من المسؤولية على بعضنا بسبب خطابه وطريقة تعاطيه، مشكلتنا الداخلية وحرصنا الشديد والزائد على وحدة التيار وعدم خسارة أحد منا، أنا اخترت وحدتنا الداخلية على التحالفات الانتخابية، ولكن للأسف خسرنا على الجهتين، ويا ليت الذي ضحينا لاجلهم قدروا وغيروا سلوكهم الذي ألحق الاذى بالتيار كثيرا على مدى سنين، تحملناه على حساب نظام تيارنا وانضباطنا وحتى كرامتنا، لنحافظ على وحدتنا، لكن عندما رأينا ان المسار الخطأ مكمل والأذى ذاته بعد الخسارة، لا بل اكثر، ولما المطالبة صارت كبيرة وعارمة بوقف النزف، اخذ التيار القرار بوقف نزيفه بجزين، وبأن خسارة صغيرة أمام التيار الكبير تتعوض بانطلاقة جديدة للتيار بجزين عنوانها: الانفتاح على بعضنا وعلى الآخرين، وعدم تسكير ابواب التواصل على أحد او من أحد، واعادة وصل ما انقطع مع كل مكونات صيدا وجزين". وتابع: "التياريون جميعهم متساوون، لا أحد محسوب على أحد أو يخص أحدا، لا أحد اكبر من التيار، لا بماله ولا بسلطته ولا بشخصه. في التيار لا يوجد افضليات بين متمولين ومناضلين، اكبر متمول متل اصغر مناضل بالتيار - هكذا هي طريقة تعاطي التيار وهكذا انتم تتعاطون معه" مؤكدا انه "لا جماعات ولا مجموعات في التيار، لا في جزين ولا خارجها؛ والذي يريد ان يكون أو يبقى في التيار عليه ان يكون تحت سقف نظامه ومبادئه - والذي يعتقد نفسه اكبر من التيار، يخرج منه لنرى حجمه. التيار لا يستبعد احدا، ويستوعب الجميع وباله طويل وحكمته كبيرة، ولكن الذي قرر ان يستبعد حاله بإرادته فهذا قراره ومسؤوليته". ولفت باسيل الى ان "جزين قلب الجنوب الطيب - تحملت ما تحمله الجنوب من العدو الاسرائيلي، وعانت كما عانى الجنوب من اتفاق القاهرة المشؤوم ومن ممارسات وانحرافات شوهت فكرة المقاومة وضربت السيادة الوطنية - وهذا أمر لن نعود اليه تحت اي مسمى،  ونحن همنا ان تبقى الساحة اللبنانية موحدة، وليس ان تتوحد الساحات على حساب وحدة لبنان - الساحة اللبنانية اهم من كل الساحات". أضاف: "من 75 سنة وقعت النكبة بال48، ونتذكرها كل يوم، بسبب اللجوء الفلسطيني على ارضنا، والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، ونعيش بالخطر الدائم للمشروع الصهيوني على بلدنا ومشرقنا. هذا المشروع الاسرائيلي، بامتداداته الغربية، وبجوهره العنصري، التقسيمي التجزيئي، كان احد اهدافه تهجير الفلسطينيين، زرع الانقسامات والتشرذم بلبنان، وضرب النسيج الوطني والاجتماعي وصولا للفرز والتقسيم. ولهذا وضع في مقدمة الدستور "منع التوطين".

 وتطرق الى موضوع النازحين وقال: "هذا المشروع نفسه يتكرر مع النزوح السوري بمخاطره على لبنان وعلى سوريا. لأن مبررات البعض، من الضالعين بالمؤامرة او المتفرجين عليها، حول سبب بقاء السوريين النازحين في لبنان سقطت وهي كانت: اولا- ابقاؤهم كعنصر مقاتل وجاهز للتسليح لمقاومة النظام السوري، هذه الحجة سقطت وانتهت الحرب في سوريا. ثانيا - ابقاؤهم كعنصر انتخابي ضد الرئيس الأسد تحت اشراف اممي، فقد حصلت الانتخابات الرئاسية مرتين بسوريا وجاءت النتائج معاكسة لرغباتهم وبالتالي سقطت أيضا، ويبقى امران: الأول هو التجارة المادية الكبيرة لبعض المنظمات الدولية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية Ngo's وشبكة اموال وانتفاع كبيرة مستفيدة من بقاء النزوح. والأمر الآخر والدائم هو مشروع التفتيت والتقسيم وضرب النسيج لخلق دول وكيانات مفككة مذهبيا تحيط بالكيان الاسرائيلي، وتتصارع مذهبيا في ما بينها وتبرر عنصرية الدولة الاسرائيلية ويهوديتها، والتي تعتدي بشهر الصوم على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. لذلك، نحن نخشى من التحريض المذهبي والعنصري والفئوي الحاصل والمبرمج حاليا بلبنان ضد النازحين؛ وندعو للاستفادة من الحوار والتفاهم السوري - السعودي - الايراني، لتأمين عودة لائقة (آمنة وكريمة) للنازح السوري من خلال اعادة اعمار سوريا ولبنان؛ وليس من خلال خلق فتنة جديدة بين اللبنانيين والسوريين، نتيجتها خدمة المشروع التقسيمي".

 أضاف باسيل: رابعا في الشراكة. من جزين وصيدا، مدخل الجنوب والجبل وبداية الشوف وجارة البقاع من اعالي التومات، نقول ان التيار الوطني الحر سيبقى مع لبنان الكبير الموحد بال 10452 كلم مربع، ربما نختلف مع شركائنا بالوطن على خيارات كتيرة وكبيرة، ولكن لا نختلف على مبدأ وحدة لبنان والحياة المشتركة الواحدة فيه التي هي ميزته، واي ضياع لها هو ضياع له. لذلك نحن مصرين على الشراكة، وعلى عدم تهميش دورنا – وبيبقى الخلاف محصورا بموضوع الدولة والنظام والنموذج، لا على مبدأ الشراكة. من يهمشنا بالشراكة، يدفع الناس لفكرة التقسيم ويرميهم بأحضان الانعزال بسبب الخوف والقلق من المستقبل، وبأحضان منتهزي الفرصة لتفكيك لبنان– لذلك موقفنا من رئاسة الجمهورية حاسم".  وتابع: "خامسا في الرئاسة. نريد رئيس جمهورية يمثل هذه الشراكة الفعلية بالحكم. رئيس قوي لا ضعيف، قوي بشخصه لكن الأهم قوي بدعم الناس له والكتل النيابية الممثلة للناس. واذا هذا الشخص غير متوفر بتثميله الذاتي، يمكن الاستعاضة عنه بشرعية نيابية داعمة له. من هنا مسؤوليتنا الاتفاق على شخص. كمسيحيين علينا مسؤولية تاريخية كبيرة، ان نتفق، حتى لا نبرر لا للداخل ولا للخارج أن يفرض علينا رئيسا، فطالما لم نتفق مع بعضنا على تقديم المرشحين المناسبين لتطلعاتنا، وطالما يعجز اي واحد منا عن الوصول لوحده، مسؤوليتنا هي ان نتفق مع بعضنا، بعيدا عن كل الحجج والأكاذيب والأنانيات. نحن كتيار صرنا موافقين على اكثر من شخص، والمتعاطون بالملف يعرفون الأسماء، ولكن لا نعلن او نتبنى اسماء، لأننا جديين بالوصول لتفاهم، ولسنا داخلين بلعبة حرق الأسماء والتسلية بها. نريد طرح اسماء نتفق عليها مسيحيا (بدرجة اولى) ووطنيا (بدرجة ثانية)، لنقول لا تفرضوا علينا خيارا غير خيارنا. ولكن طالما موقفنا هو فقط سلبي برفض اسماء، نبقى مقصرين وعاجزين ومسؤولين عن جزء من الأزمة، وعلينا اخذ موقف ايجابي بالاتفاق على مرشح ومحاولة اقناع الآخرين به، واذا لا، فالنزول الى المجلس النيابي بمرشح يمكنه ان ينجح ويعبر عن خيارنا".  وأردف: "نحن نريد رئيس جمهورية يمثل طموح اللبنانيين في بناء الدولة، ونضالنا للشراكة في حكم متوازن – ولن نغطي اي كسر لارادة اللبنانيين ولا اي تهميش لارادة المسيحيين. ومن يهددنا ان يمر قطار التسوية من دوننا، فنحن لا نخاف من ان نكون خارجها لأنها ستكون عرجاء وستسقط. لا تعيدوا تجارب الماضي الفاشلة بال 90 وبال 05. والأطرف من يهددنا او يحكينا بالخارج من الجهتين. مختلفون على اسم الرئيس، ولكن نتفق ان الخارج يحدده. واحد يحكي بإسم الغرب (فرنسا)، والثاني بإسم الشرق (السعودية)، ويتكلمون في الاعلام على المفضوح، ولكن الادوار معكوسة تاريخيا: الأول يقول في الاعلام سيتفقون على مرشحي، والثاني يجاوبه في الإعلام انّهم لن يتفقوا على مرشحك، وسيادة".

 وقال: "سادسا في تكرار التجارب الفاشلة. لا أحد يهددنا بمعادلة "انا او الفوضى"، ويعتقد انه يقدر أن يفرضها، وقتها كل العالم لم يقدر أن يفرضها عليك جنرال. واوقفتها "باللا" ووقوف الناس معك. لا أحد يعظنا عن التعلّم من الماضي، لأن هو من عليه أن يتعلّم ولا يتصرّف بدونيّة، ويقبل بأي تسوية فقط لأنها تأتيه ولو على حساب بيئته ومجتمعه ووطنه. لا أحدا يفكّر بحلف ثلاثي جديد طابعه مذهبي/طائفي، بل الانطلاق منه للتأكيد على الشراكة ضمن الوحدة، القوة ضمن الوحدة وليس الضعف ضمن الوحدة ولا طبعاً الضعف بالانقسام. ولا أحد يفكّر بتحالف رباعي جديد لأن نهايته متل الذي قبله. ولا أحد يراهن على تسويات خارجية إذ مهما كانت قوّتها، لا تستمرّ فعاليّتها اذا لم تكن محصّنة ومغطاة بتوافق داخلي، ومن جرّب الإقصاء ويريد أن يرجع ليجربه، نهايته وخيمة. نكرّر اننا مع التحالفات الوطنية، ولسنا مع الأحلاف المذهبية، يمكن أن نمرّ فيها احياناً للتأكيد على توجّهنا الوطني والعبور اليه من منطلق قوة لا ضعف. نحن مع دولة مدنية عصرية ولسنا مع دويلات طائفية، وهذا نهائي".  أضاف: "سابعا في اللامركزية. عندما نتحدّث عن اللامركزية فالغاية منها تطوير نظامنا الإداري والمالي وتفعيل الانماء وتحقيق الخدمات للناس، وتأمين التوازن المناطقي والشفافية المالية. اللامركزية هدفها ربط  المواطن بأرضه والحدّ من هجرته، واعطائه القدرة على المشاركة الفاعلة في حياة كريمة.  اللامركزية هي في صلب الدستور والميثاق وليست مستوردة من مشاريع تفكيكية وتقسيمية، ولكن من يرفض اللامركزية يتساوى في الجريمة مع من يريد استغلالها لتقسيم لبنان.  ونحن نقول من جزين لكل من يريد ضرب الوحدة الوطنية ولكل من يريد منع التطوّر الوطني: سنتصدى للإثنين ولن نسمح للمتآمرين او للمغامرين بأن يأخذوا البلد الى خيارات مدمّرة للمسيحيين وللبنان". وختم: "هذه رسالتنا اليوم من جزين المتصالحة مع نفسها ومحيطها، ومن التيار العائد الى ناسه وجزين العائدة الى دورها في تعزيز السلم من ضمن خصوصيّتها وشخصيّتها دون الذوبان بالآخر. جزين ليست ذاهبة الى الحرب كما يريدها البعض. رسالتنا انفتاح وحوار، والحوار لا يعني القبول بالفساد والخطأ والتعايش معهما بل هو وسيلة لمنع انفصال المكوّنات عن بعضها والحفاظ على الوحدة من دون المس بالدور والشراكة والكرامة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 30 نيسان-01 آيار/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 30 نيسان/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/117782/117782/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 30/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/117785/117785/

 

 

 

الياس بجاني/فيديو ونص: محمد رعد بيشيل يلي بحزبه الملالوي من عاهات وإرهاب وفجور ووقاحة وبيحطن بالسياديين/قراءة في هرطقات وخزعبلات خطاب لرعد

30 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117789/117789/

قراءة في نص كلام النائب محمد رعد الذي هو في أسفل، وتعرية لكل كلمة قالها في خطبته العنترية والعكاظية، حيث أن كل ما تفوه به باستكبار ونفخة صدر هو 100% إسقاط مرّضي على الغير، لكل ما فيه وفي حزبه وفي رعاته الملالي من جحود وكفر وفوقية وأوهام وهلوسات وإرهاب وتعصب ودكتاتورية وانتهاك لحقوق وكرامة ووطنية اللبنانيين وتضحياتهم وهويتهم وتاريخهم.. لقد إسقاط كل خزعبلات ودجل حزبه على الأحرار والسياديين والشرفاء والوطنيين من اللبنانيين. ما قاله ينطبق عليه المثل اللبناني الشعبي: “يا فلاني!! بتشيلي يلي فيكي وبتحطيه فيي.

هذا الخطاب الفوقي والواهم والمهلوس والمرّضي لرعد ولغيره من قادة حزب الله، يؤكد بأن الحزب وقادته ورعاتهم يعيشون في غير عالم، ومنسلخين بالكامل عن الواقع والحقائق والإمكانيات والقدرات، وعن العصر، وعن كل ما هو حضارة وتقدم. هو خطاب غير سوري ومرّضي بالتأكيد.

 

 

الياس بجاني/فيديو ونص: محمد رعد بيشيل يلي بحزبه الملالوي من عاهات وإرهاب وفجور ووقاحة وبيحطن بالسياديين/قراءة في هرطقات وخزعبلات خطاب لرعد

https://www.youtube.com/watch?v=54bn03y7_eM

30 نيسان/2023